الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
أخبرنَا شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل قدوة الْمُحدثين الْحَافِظ قطب الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة كَمَال الدّين أبي الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ فسح الله فِي مدَّته ونفع الْمُسلمين ببركته قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن
نسْمع قَالَ الْحَمد لله رَافع منار الْعلم وجاعله عصمه للأنام ومشرف أَهله بعد إِذْ جعلهم أوعيه لحفظ الْأَحْكَام يَنْقُلهُ خَلفهم عَن سلفهم على ممر الْأَيَّام ويحفظونه من التمويه والتحريف والأوهام وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم الْمُرْسلين وَخير الْأَنَام وعَلى آله وَصَحبه البررة الْكِرَام وَبعد فَإِن علم الْأَثر أشرف الْعُلُوم فِي الْمعَاد وأرجاها عِنْد رب الْعباد وَله أَئِمَّة وَجها بذة ونقاد عدلوا رِجَاله وجرحوا وشرحوا أَلْفَاظه وأوضحوا فَكَانَ من أَجلهم تأليفا الإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ اشْتَمَل كِتَابه على فقه الحَدِيث وَعلله وَبَيَان الْمَجْرُوحين من رِجَاله وتعديل نقلته وَلأبي عِيسَى فَضَائِل تجمع وتروى وَتسمع وَكتابه أحد الْكتب الْخَمْسَة الَّتِي اتّفق أهل الْحل وَالْعقد وَالْفضل والنقد من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وحفاظ الحَدِيث النبهاء على قبُولهَا وَالْحكم بِصِحَّة أُصُولهَا وَمَا ورد فِي أَبْوَابهَا وفصولها فَجمعت فِي هَذِه الأوراق فَضَائِل جَامعه وَبَيَان طرقه وتاريخ وَفَاته وَشَرطه فِيهِ وَتَعْيِين رُوَاته وَجعلت ذَلِك من رِوَايَة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة فَخر الْحفاظ قطب الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم علم الزهاد أبي الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ فسح الله فِي مدَّته فَكنت فِي ذَلِك كجالب التَّمْر لهجر فقه النُّعْمَان لزفَر أَو معلم لَيْث بني غَالب النزال معرف البُخَارِيّ أَسمَاء الرِّجَال جعلنَا الله من أبرار
الْمُتَّقِينَ وخدم الْآثَار الموفقين إِنَّه ولي ذَلِك والقادر عَلَيْهِ بمنه وَكَرمه
أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبة الله بن مَحْفُوظ الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه إِلَى مِنْهَا قَالَ أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن الدِّمَشْقِي الْحَافِظ بِقِرَاءَة أخي الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب عَلَيْهِ وَأَنا أسمع بِدِمَشْق فَقَالَ أنبأ الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَاد قَالَ أنبأ مُحَمَّد بن طَاهِر أَبُو الْفضل الْحَافِظ قَالَ أنبأ الْحسن بن احْمَد أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي مناولة قَالَ أنبأ أَبُو بشر عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَمْرو قَالَ أنبأ أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإدريسي الْحَافِظ قَالَ مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ الضَّرِير أحد الأئمه الَّذين يقْتَدى بهم فِي علم الحَدِيث رضي الله عنه صنف كتاب الْجَامِع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عَالم متقن كَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحِفْظ
قَالَ الإدريسي سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحَارِث الْمروزِي الْفَقِيه يَقُول سَمِعت احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن دَاوُد الْمروزِي يَقُول سَمِعت أَبَا عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى الْحَافِظ يَقُول كنت فِي طَرِيق مَكَّة وَكنت قد كتبت جزءين من أَحَادِيث شيخ فَمر بِنَا ذَلِك الشَّيْخ فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا فلَان فَذَهَبت إِلَيْهِ وَأَنا أَظن أَن الجزءين معي وحملت معي فِي محملي جزءين كنت ظَنَنْت أَنَّهُمَا الجزءان اللَّذَان لَهُ فَلَمَّا ظَفرت بِهِ وَسَأَلته أجابني إِلَى ذَلِك أخذت الجزءين فَإِذا هما بَيَاض فتحيرت فَجعل الشَّيْخ يقْرَأ عَليّ من حفظه ثمَّ ينظر إِلَى فَرَأى الْبيَاض فِي يَدي فَقَالَ أما تَسْتَحي مني قلت لَا وقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة وَقلت احفظه كُله فَقَالَ إقرأ فَقَرَأت جَمِيع مَا قَرَأَ عَليّ على
الْوَلَاء فَلم يصدقني وَقَالَ استظهرت قبل أَن تجيئني فَقلت حَدثنِي بِغَيْرِهِ فَقَرَأَ عَليّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من غرائب حَدِيثه ثمَّ قَالَ هَات فَقَرَأت عَلَيْهِ من أَوله إِلَى آخِره كَمَا قَرَأَ فَمَا أَخْطَأت فِي حرف فَقَالَ لي مَا رَأَيْت مثلك
أنبأ أَبُو سعد ثَابت بن مشرف الْبناء الْبَغْدَادِيّ قَالَ أنبأ عَليّ بن حَمْزَة الموسوي إجَازَة قَالَ أنبأ نجيب بن مَيْمُون الوَاسِطِيّ الأَصْل الأديب الْهَرَوِيّ عَن أبي عَليّ مَنْصُور بن عبد الله بن خَالِد بن احْمَد بن خَالِد بن حَمَّاد الذهلي قَالَ قَالَ أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى التزمذي رحمه الله صنفت هَذَا الْكتاب يَعْنِي الْمسند الصَّحِيح فعرضته على عُلَمَاء الْحجاز فرضوا بِهِ وعرضته على عُلَمَاء الْعرَاق فرضوا بِهِ وعرضته على عُلَمَاء خُرَاسَان فرضوا بِهِ وَمن كَانَ فِي بَيته هَذَا الْكتاب فَكَأَنَّمَا فِي بَيته نَبِي يتَكَلَّم
أخبرنَا أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه قَالَ أنبأ يُوسُف بن احْمَد الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ قَالَ قَرَأت بِخَط المؤتمن بن أَحْمد السَّاجِي الْحَافِظ فِي نسخته العتيقة بالمسند روى الخالدي هَذَا الْكتاب عَن أبي الْفضل النَّسَفِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عنبر وأظن التصنيف لأَجله وبخطه أَيْضا هَذَا الْجَامِع يشْتَمل على أحد وَخمسين كتابا وبخطه هَذَا فِي آخر الْعِلَل رَأَيْت فِي نسخه عتيقة زَاد أَبُو عِيسَى الْعِلَل بسمرقند قَالَ وَرَأَيْت فِي أُخْرَى عتيقة فرغ من كِتَابَته يَوْم الْأَضْحَى من سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ
أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبه الله فِي كِتَابه أنبأ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الْحَافِظ قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ أَبُو المعمر الْمُبَارك بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز بِقِرَاءَتِي بِبَغْدَاد أنبأ مُحَمَّد بن طَاهِر وَكتب إِلَيّ أَبُو الْحسن بن أبي الْجُود المرزوقي وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ أنبأ أَبُو المحاسن بن احْمَد الْحَافِظ قَالَ سَمِعت أَبَا مَسْعُود عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد كوتاه الْحَافِظ فِي دَاره بأصبهان مذاكرة يَقُول سَمِعت الْحَافِظ أَبَا الْفضل بن طَاهِر يَقُول سَمِعت شيخ الْإِسْلَام عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ رحمه الله يَقُول كتاب أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ عِنْدِي أفيد من كتابي البُخَارِيّ وَمُسلم قلت لم قَالَ لِأَن كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم لَا يصل إِلَى الْفَائِدَة مِنْهُمَا إِلَّا من يكون من أهل الْمعرفَة التَّامَّة وَهَذَا كتاب قد شرح أَحَادِيثه وَبَينهَا فيصل إِلَى فَائِدَته كل أحد من النَّاس من الْفُقَهَاء والمحدثين وَغَيرهمَا
كتب إِلَيّ أَبُو الْقَاسِم بن صصرى قَالَ قَرَأَ أخي الْحَافِظ أَبُو الْمَوَاهِب على الْحَافِظ أبي الْقَاسِم التاريخي وَأَنا أسمع قَالَ لَهُ أخْبرك الْمُبَارك بن مُحَمَّد الانصاري بِقِرَاءَتِك عَلَيْهِ بِبَغْدَاد قَالَ قَالَ لنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَعْرُوف بِابْن القيسراني رضي الله عنه فِي كِتَابه الموسوم بمذاهب الْأَئِمَّة فِي تَصْحِيح الحَدِيث قَالَ وَأما أَبُو عِيسَى رحمه الله فكتابه على أَرْبَعَة أَقسَام
قسم صَحِيح مَقْطُوع بِهِ وَهُوَ مَا وَافق فِيهِ البُخَارِيّ وَمُسلم
وَقسم على شَرط أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ كَمَا بَينا
وَقسم أخرجه للضدية وَأَبَان علته
وَقسم رَابِع أبان عَنهُ فَقَالَ مَا أخرجت فِي كتابي إِلَّا حَدِيثا قد عمل بِهِ بعض الْفُقَهَاء وَهَذَا شَرط وَاسع فَإِن على هَذَا الأَصْل كل حَدِيث احْتج بِهِ مُحْتَج أَو عمل بِمُوجبِه عَامل أخرجه سَوَاء إِن صَحَّ على طَرِيقه أَو لم يَصح طَرِيقه وَقد زاح عَن نَفسه الْكَلَام فَإِنَّهُ شفى فِي تصنيفه لكتابه وَتكلم على كل حَدِيث بِمَا فِيهِ فَكَانَ من طَرِيقَته أَن يترجم الْبَاب الَّذِي فِيهِ حَدِيث مَشْهُور عَن صَحَابِيّ قد صَحَّ الطَّرِيق إِلَيْهِ وَأخرج من حَدِيثه فِي الْكتب الصِّحَاح فيورد فِي الْبَاب ذَلِك الحكم من حَدِيث صَحَابِيّ آخر لم يخرجوه من حَدِيثه وَلَا يكون الطَّرِيق إِلَيْهِ كالطريق إِلَى الأول إِلَّا أَن الحكم صَحِيح ثمَّ يتبعهُ بِأَن يَقُول وَفِي الْبَاب عَن فلَان وَفُلَان ويعد جمَاعَة مِنْهُم الصَّحَابِيّ وَالْأَكْثَر الَّذِي أخرجَا ذَلِك الحكم من حَدِيثه وَقل مَا يسْلك هَذِه الطَّرِيقَة إِلَّا فِي أَبْوَاب مَعْدُودَة
أنبأ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُبَارك الوَاسِطِيّ وَغَيره عَن كتاب الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن مُوسَى بن عُثْمَان الْحَازِمِي أَنه قَالَ اعْلَم أَنه لهولاء الْأَئِمَّة يَعْنِي البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبا دَاوُد التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مذهبا فِي كَيْفيَّة استنباط مخارج الحَدِيث نشِير إِلَيْهَا على سَبِيل الإيجاز وَذَلِكَ أَن مَذْهَب من يخرج الصَّحِيح أَن يعْتَبر حَال الرَّاوِي الْعدْل فِي مشايخه وفيمن روى عَنْهُم وهم ثِقَات أَيْضا وَحَدِيثه عَن بَعضهم صَحِيح ثَابت يلْزمهُم إِخْرَاجه وَعَن بَعضهم مَدْخُول لَا
يصلح إِخْرَاجه إِلَّا فِي الشواهد والمتابعات وَهَذَا بَاب فِيهِ غموض وَطَرِيقَة معرفَة طَبَقَات الروَاة عَن رَاوِي الأَصْل ومراتب مداركهم ولنوضح ذَلِك بمثال وَهُوَ أَن تعلم مثلا أَن أَصْحَاب الزُّهْرِيّ على طَبَقَات خمس وَلكُل طبقَة مِنْهَا مزية على الَّتِي تَلِيهَا وتفاوت
فَمن كَانَ الطَّبَقَة الأولى فَهُوَ الْغَايَة فِي الصِّحَّة وَهُوَ غَايَة مقصد البُخَارِيّ
والطبقة الثَّانِيَة شاركت الأولى فِي الْعَدَالَة غير أَن الأولى جمعت بَين الْحِفْظ والإتقان وَبَين طول الْمُلَازمَة لِلزهْرِيِّ حَتَّى كَانَ فيهم من يزامله فِي السّفر ويزامله فِي الْحَضَر والطبقة الثَّانِيَة لم تلازم الزُّهْرِيّ إِلَّا مُدَّة يسيرَة فَلم تمارس حَدِيثه وَكَانُوا فِي الإتقان دون الطَّبَقَة الأولى وهم شَرط مُسلم
والطبقة الثَّالِثَة جمَاعَة لزموا الزُّهْرِيّ مثل أهل الطَّبَقَة الأولى غير انهم لم يسلمُوا عَن غوائل الْجرْح فهم بَين الرَّد وَالْقَبُول وهم شَرط أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
والطبقة الرَّابِعَة قوم شاركوا أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وتفردوا بقلة ممارستهم لحَدِيث الزُّهْرِيّ لأَنهم لم يصاحبوا الزُّهْرِيّ كثيرا وَهُوَ شَرط أبي عِيسَى وَفِي الْحَقِيقَة شَرط التِّرْمِذِيّ أبلغ من شَرط أبي دَاوُد لِأَن
الحَدِيث إِذا كَانَ ضَعِيفا أَو مطلعه من حَدِيث أهل الطَّبَقَة الرَّابِعَة فَإِنَّهُ يبين ضعفه وينبه عَلَيْهِ فَيصير الحَدِيث عِنْده من بَاب الشواهد والمتابعات وَيكون اعْتِمَاده على مَا صَحَّ عِنْد الْجَمَاعَة وعَلى الْجُمْلَة فكتابه مُشْتَمل على هَذَا الْفَنّ فَلهَذَا جعلنَا شَرطه دون شَرط أبي دَاوُد
والطبقة الْخَامِسَة نفر من الضُّعَفَاء والمجهولين لَا يجوز لمن يخرج الحَدِيث على الْأَبْوَاب أَن يخرج حَدِيثهمْ إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار والاستشهاد عِنْد أبي دَاوُد فَمن دونه فإمَّا عِنْد الشَّيْخَيْنِ فَلَا
فَأَما أهل الطَّبَقَة الأولى فنحو مَالك وَابْن عُيَيْنَة وَعبيد الله بن عمر وَيُونُس وَعقيل الأيليان وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَجَمَاعَة سواهُم
وَأما أهل الطَّبَقَة الثَّانِيَة فنحو عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ
وَاللَّيْث بن سعد والنعمان بن رَاشد وَعبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن مُسَافر وَغَيرهم
والطبقة الثَّالِثَة نَحْو سُفْيَان بن حُسَيْن السّلمِيّ وجعفر بن برْقَان وَعبد الله بن عمر بن حَفْص الْعمريّ وَزَمعَة بن صَالح الْمَكِّيّ وَغَيرهم
والطبقة الرَّابِعَة نَحْو إِسْحَاق بن يحيى الْكَلْبِيّ وَمُعَاوِيَة بن يحيى الصَّدَفِي وَإِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة الْمدنِي وَإِبْرَاهِيم بن
يزِيد الْمَكِّيّ والمثنى بن الصَّباح وَجَمَاعَة سواهُم
والطبقة الْخَامِسَة نَحْو بَحر بن كنيز السقا وَالْحكم بن عبد الله الْأَيْلِي وَعبد القدوس بن حبيب الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن سعيد المصلوب وَغَيرهم وهم خلق كثير اقتصرت مِنْهُم على هَؤُلَاءِ وَقد أفردت لَهُم كتابا استوفيت فِيهِ ذكرهم هَذَا آخر كَلَام الْحَازِمِي رحمه الله
قلت مِمَّا صنف أَبُو عِيسَى غير الْمسند الْجَامِع والعلل كتاب شمائل النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكتاب الزّهْد وَكتاب التَّارِيخ وَكتاب الْأَسْمَاء والكنى وَقد شَارك البُخَارِيّ وَمُسلم فِي
عدد كثير من مشايخهما لمُحَمد بن بشار بنْدَار وَاحْمَدْ بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَأبي كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَأبي مُصعب احْمَد بن أبي بكر الْقرشِي الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة وَاحْمَدْ بن الْحسن التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ وَمُحَمّد بن حَاتِم بن مَيْمُون وَأحمد بن سعيد الرباطي وَمُحَمّد بن يحيى الْعَدنِي وَاحْمَدْ بن سعيد السَّرخسِيّ وَاحْمَدْ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْمروزِي مرْدَوَيْه وَإِسْحَاق بن مَنْصُور الْفَزارِيّ وَالْحُسَيْن بن حُرَيْث وَإِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسج وَالْحسن بن الصَّباح الوَاسِطِيّ وَغَيرهم يضيق هَذَا الْموضع عَن ذكرهم وإحصائهم وعدهم ورزق الرِّوَايَة عَن أَتبَاع الأتباع مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ فِيمَا أخبرنَا الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي الْكَرم نصر بن الْمُبَارك الْخلال الْمَكِّيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا اسْمَع بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى وَكتب إِلَيّ الشَّيْخَانِ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبة الله الدِّمَشْقِي مِنْهَا وَأَبُو حَفْص عمر بن كرم الدينَوَرِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ مِنْهَا قَالُوا أنبأ أَبُو الْفَتْح عبد الْملك بن أبي الْقَاسِم بن أبي سهل الكروخي قَالَ الْمَكِّيّ سَمَاعا والآخران إجَازَة وَاللَّفْظ لَهما قَالَ أنبأ القَاضِي أَبُو عَامر مَحْمُود بن أبي الْقَاسِم الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر احْمَد بن عبد الصَّمد الغورجي وَأَبُو نصر عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الترياقي قَالُوا أنبأ أَبُو مُحَمَّد عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمروزِي أنبأ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاجِر أنبأ أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ قَالَ أنبأ إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْفَزارِيّ ابْن ابْنة السّديّ الْكُوفِي قَالَ ثَنَا عمر بن شَاكر عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْتِي على النَّاس زمَان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الْجَمْر قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيث غَرِيب من هَذَا الْوَجْه وَعمر بن شَاكر روى عَنهُ غير وَاحِد من أهل الْعلم وَهُوَ شيخ بَصرِي
وَقد كتب عَن أبي عِيسَى إِمَام أهل الصَّنْعَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وحسبه بذلك فخرا
أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْكَرم الْمَكِّيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا اسْمَع وَأَبُو الْقَاسِم الدِّمَشْقِي وَابْن كرم الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابَيْهِمَا وَاللَّفْظ لَهما قَالُوا أنبأ أَبُو الْفَتْح بن أبي الْقَاسِم الْهَرَوِيّ الْمَكِّيّ سَمَاعا والآخران إجَازَة قَالَ أنبأ أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي وَأَبُو نصر الترياقي قَالُوا أخبرنَا عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد الْمروزِي أنبأ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن احْمَد الْمروزِي المحبوبي اُخْبُرْنَا أَبُو عِيسَى ثَنَا عَليّ بن الْمُنْذر ثَنَا ابْن فُضَيْل عَن سَالم بن أبي حَفْصه عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعَلي يَا عَليّ لَا يحل لأحد يجنب فِي هَذَا الْمَسْجِد غَيْرِي وَغَيْرك قَالَ عَليّ بن الْمُنْذر قلت لِضِرَار بن صرد مَا معنى هَذَا الحَدِيث قَالَ لَا يحل لأحد يَسْتَطْرِقهُ جنبا غَيْرِي وَغَيْرك قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ سمع مني مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا الحَدِيث فاستغربه
أنبأ أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي عَن كتاب الْحَافِظ يُوسُف بن احْمَد الْبَغْدَادِيّ انه قَالَ قَالَ أَبُو عِيسَى رحمه الله كَانَ جدي مروزيا انْتقل من مرو أَيَّام اللَّيْث بن سيار وَتُوفِّي أَبُو عِيسَى فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الثَّالِث عشر من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد كَانَ أضرّ فِي آخر عمره وقبره مَشْهُور يزار بهَا ثمَّ جرد من نَاحيَة ترمذ يقْصد للزياره
أخبرنَا أَبُو الْفضل بن أبي الْحسن بن أبي البركات الْمُقْرِئ الْمُطَرز فِي كِتَابه أنبأ احْمَد بن مُحَمَّد بن احْمَد الْحَافِظ قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْحُسَيْن الصَّيْرَفِي وَأَبُو عَليّ البرداني بِبَغْدَاد قَالَا أنبأ أَبُو المظفر هناد بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ أنبأ أَبُو عبد الله بن احْمَد بن الْيَمَان الغنجار فِي تَارِيخ بُخَارى قَالَ ذكر أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن الضَّحَّاك السّلمِيّ التزمذي الْحَافِظ دخل بُخَارى وَحدث بهَا وَهُوَ صَاحب الْجَامِع والتاريخ توفّي بترمذ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة لَيْلَة مَضَت من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
وأنبأ أَبُو الْفضل بن عَليّ الثغري قَالَ أنبأ أَبُو طَاهِر الْحَافِظ قِرَاءَة عَلَيْهِ ثَنَا أَبُو الْفَتْح إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار الماكي قَالَ سَمِعت الْخَلِيل بن عبد الله الخليلي يَقُول مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن شَدَّاد الْحَافِظ ثِقَة مُتَّفق عَلَيْهِ لَهُ كتاب فِي السّنَن وَكَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل روى عَنهُ ابْن مَحْبُوب والأجلاء بمرو وَسَمعنَا سنَنه من بعض المراوزة عَن ابْن مَحْبُوب عَنهُ سمع قُتَيْبَة وبالعراق عارما والقعنبي وَغَيرهم مَشْهُور بالأمانه وَالْعلم مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ هَكَذَا ذكر الْخَلِيل وَفَاة التِّرْمِذِيّ وَنسبه وَالصَّوَاب مَا قدمْنَاهُ وَالله أعلم