الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّمرقَنْدِي وَغَيرهمَا من الْحفاظ الرحالين إِلَى هراة فَكتب بِخَط الْمسند لنَفسِهِ وَغَيره وَحصل بقلمه اكثر مَا وجد فِيهِ سَمَاعه رَحْمَة الله عَلَيْهِ
ذكر من روى لنا الكروخي سَمَاعا وإجازة
فَمنهمْ الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْحسن عَليّ بن أَبى الْكَرم نصر بن مبارك بن أبي السَّيِّد الوَاسِطِيّ الأَصْل ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْمَكِّيّ المولد والوفاة الْخلال الْمَعْرُوف بِابْن الْبَنَّا
سمع بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى الْجَامِع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ من أبي الْفَتْح الكروخي وَحدث عَنهُ بِمَكَّة ومصر والإسكندرية ودمياط وَغير ذَلِك من الْمَوَاضِع
أَنبأَنَا الْحَافِظ أَبُو بكر بن نقطة رحمه الله انه قَالَ سَأَلت ابْن الْبَنَّا يَعْنِي أَبَا الْحسن هَذَا عَن سَمَاعه لجامع التِّرْمِذِيّ قَالَ فَأخْرج إِلَيّ خطّ أبي الْفَتْح عبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَقد اثْبتْ لَهُ انه سمع مِنْهُ جَمِيع كتاب الْجَامِع لأبى عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَكتاب الْعِلَل الَّتِي فِي أَخّرهُ وَهُوَ ثَبت صَحِيح قَالَ وَسمعت مِنْهُ وَسَأَلته الْإِجَازَة وبلغنا انه توفّي فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة بِمَكَّة حرسها الله تَعَالَى وسمعته مِنْهُ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْأَجَل الْأَصِيل أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن أَبى الْغَنَائِم هبة الله بن أبي البركات مَحْفُوظ بن أبي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحُسَيْن بن صصرى التغلبي الربعِي الدِّمَشْقِي من أَعْيَان الْمُحدثين وأكابر
الدمشقيين وَالشُّهُود المعدلين من بَيت الحَدِيث وَالرِّوَايَة سمع الْكثير بإفادة أَخِيه الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب وروى بِالسَّمَاعِ عَن جمَاعَة من شُيُوخ شَيْخه الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر وروى عَنهُ أَخُوهُ الْحَافِظ أَبُو الْمَوَاهِب وَأورد عَنهُ حَدِيثا فِي مُعْجم شُيُوخه وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من شُيُوخ الْعرَاق وَغير ذَلِك مِنْهُم أَبُو الْفَتْح الكروخي
سُئِلَ عَن مولده فَقَالَ غَالب ظَنِّي انه فِي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي بهَا يَوْم السبت ثَالِث عشْرين محرم سنة عشْرين وسِتمِائَة رحمه الله وإيانا كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ غير مرّة من دمشق
وَمِنْهُم أَبُو حَفْص عمر بن كرم بن أبي الْحسن بن عمر الديموري الحمامي
سمع صَحِيح البُخَارِيّ ومسند الدَّارمِيّ ومسند عبد بن حميد من أبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى الْهَرَوِيّ وَغير ذَلِك وَسمع من نصر بن نصر العكبري وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الصَّابُونِي وَكَانَ شَيخا صَالحا وسماعه صَحِيح أجَاز لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفَتْح الكروخي قد كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ من مَدِينَة السَّلَام غير مرّة وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة
حدث بالجامع لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ بِبَغْدَاد عَن الكروخي بِالْإِجَازَةِ وَقد حدثت عَنهُ وَعَن ابْن صصرى بإجازتهما من الكروخي لعدم نسخه الَّتِي سَمِعت مِنْهَا على ابْن الْبَنَّا الْمَكِّيّ وَجعلت اللَّفْظ لَهما على الإصطلاح الحديثي وَالله الْمُوفق للصَّوَاب بمنه وَكَرمه
أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أَبى الْجواد الحوفي الْمُقْرِئ إِذْنا قَالَ أنبأ أَبُو المحاسن بن أبي الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ قَالَ أنشدنا الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو مكي سعيد بن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق التجِيبِي الأندلسي بِرَأْس الْعين قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن معد بن عِيسَى بن وَكيل التجِيبِي الإقليشي لنَفسِهِ يمدح كتاب أَبى عِيسَى التِّرْمِذِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى
كتاب التِّرْمِذِيّ رياض علم حلت أزهاره زهر النُّجُوم
…
بِهِ الْآثَار وَاضِحَة أبينت بألقاب أُقِيمَت كالرسوم
…
فأعلاها الصِّحَاح وَقد أنارت نجوما للخصوص وللعموم
…
وَمن حسن يَليهَا أَو غَرِيب وَقد بَان الصَّحِيح من السقيم
…
فعلله أَبُو عِيسَى مُبينًا معالمه لطلاب الْعُلُوم
…
فطرزه بآراء صِحَاح يخيرها أولو النّظر السَّلِيم
…
من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء قدما وَأهل الْفضل والنهج القويم
…
فجَاء كِتَابه علقا نفيسا تنافس فِيهِ أَرْبَاب الحلوم
…
ويقتبسون مِنْهُ نَفِيس علم يُفِيد نُفُوسهم أسنا الرسوم
…
كتبناه روينَاهُ لنروى من التسنيم فِي الدَّار النَّعيم
…
وغاص الْفِكر فِي بَحر الْمعَانِي فَأدْرك كل معنى مُسْتَقِيم
…
وَأخرج جوهرا يلتاج نورا فقلد عقده أهل الفهوم
…
ليصعد بالمعاني للمعاني يسْعد بعد توديع الجسوم
…
مَحل الْعلم لَا يأوي تُرَابا وَلَا يبْلى على الزَّمن الْقَدِيم
…
فَمن قَرَأَ الْعُلُوم وومن دواها لينقله إِلَى الْمَعْنى الْمُقِيم
…
فَإِن الرّوح يألف كل روح وريحا مِنْهُ عاطره الشميم
تحلى من عقايده عقودا منظمة بياقوت وتوم
…
وتدرك نَفسه أسناضيا من الْعلم النفيس لدار الْعَلِيم
وَيحيى جِسْمه أَعْلَاهُ لذاذ مُحَابَاة على الْخَيْر الجسيم
…
جَزَاء الرَّحْمَن خيرا بعد خير أَبَا عِيسَى على الْفِعْل الْكَرِيم
…
وألحقه بِصَالح من حواه مُصَنفه من الْحِيَل الْعَظِيم
…
وَكَانَ سميه فِيهِ شَفِيعًا مُحَمَّد الْمُسَمّى بالرحيم
…
صَلَاة الله تورثه علا فَإِن لذكره أذكى نسيم
…
وَمِمَّا نظمه شَيخنَا الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ قطب
…
وَقد سَأَلته ذَلِك واقترحته عَلَيْهِ
…
أَحَادِيث الرَّسُول جلا الهموم وبرء الْمَرْء من ألم الكلوم
…
فَلَا تبغي بهَا أبدا بديلا وَعرف بِالصَّحِيحِ من السقيم
…
وَإِن التِّرْمِذِيّ لمن تصدى لعلم الشَّرْع معن عَن عُلُوم
…
غَدا خضرًا نضيرا فِي الْمعَانِي فأضحى روضه عطر الشميم
…
فَمن جرح وتعديل حواه وَمن علل وَمن فقه قويم
…
وَمن أثر وَمن أسما قوم وَمن ذكر الكنى لصد فيهم
…
وَمن نسخ ومشتبه الْأَسَامِي وَمن فرق وَمن جمع بهيم
…
وَمن قَول الصحاب وتابعيهم بِحل أَو بِتَحْرِيم عميم
…
وَمن نقل إِلَى الغفها يعزى وَمن معنى بديع مُسْتَقِيم
…
وَمن طَبَقَات إعصار نقضت وَمن جلّ لمنعقد عقيم
…
وَقسم مَا روى حسنا صَحِيحا غَرِيبا فارتضاه ذَوُو الفهوم
…
ففاق مصنفات النَّاس قدما وراق فَكَانَ كالعقد النظيم
…
وَجَاء كَأَنَّهُ بدر تَلا لَا ينسبر غياهب الْجَهْل الْعَظِيم
…
فنافس فِي اقتباس من نَفِيس بِأَنْفَاسِ ودع قَول الْخُصُوم
…
فَإِن الْحق أَبْلَج لَيْسَ يخفى طلاوته على الذِّهْن السَّلِيم
…
وَفضل الْعلم يظْهر حِين ينأى عَن الْأَرْوَاح مألوف الجسوم
…
فمادى الْعلم يرقى للثريا وَيبقى فِي الثرى أثر الرسوم
وَلَيْسَ الْعلم ينفع من حواه بِلَا عمل يعين على الْقدوم
…
كتاب التِّرْمِذِيّ غَدا كتابا يعطر نشروة مر النسيم
واسنادي لَهُ فِي الْعَصْر يَعْلُو أساوي فِيهِ ذَا سنّ قديم
…
فربي الله احْمَد كل حِين على إِيلَاء إفضال عميم
…
لقد أعْطى فأجزل إِذْ هَدَانِي إِلَى الْإِسْلَام وَالدّين القويم
…
وَعَلمنِي بِفضل مِنْهُ علما ينعمني بجنات النَّعيم
…
كتاب الله وَالسّنَن اللواتي لَهَا تبيان مشكله الْحَكِيم
…
فقد أولى ووالا كل فضل وأجزل لي من الْجُود العميم
…
فثق بِاللَّه وأسل مِنْهُ فهما وَكن فِي الْخلق ذَا قلب سليم
…
وَصَاحب كل ذِي خلق كريم وجانب كل ذِي مكر لييم
…
فَإِن النَّفس تكتسب السجايا وَقد جبلت على الْخلق الذميم
…
فَمَا للعيد بُد من حماه على مَا كَانَ من فعل ذميم
…
فلازم قرع بَاب الرب تظفر وَلَا تفجر تصلى فِي الْجَحِيم
…
وَكن لله عبدا ذَا اعْتِمَاد على عَفْو الْكَرِيم عَن اللييم
…
وصل مذا الزَّمَان على رَسُول يفوح لذكره أرج النسيم
…