المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مشايخه منهم ليتم التسلسل، ولعله جمعها عن استعجال رحمه الله - فهرس الفهارس - جـ ٢

[الكتاني، عبد الحي]

الفصل: مشايخه منهم ليتم التسلسل، ولعله جمعها عن استعجال رحمه الله

مشايخه منهم ليتم التسلسل، ولعله جمعها عن استعجال رحمه الله رحمة واسعة. أرويها بأعمالها عن ابن خالنا صاحب السلوة عام 1319، عنه عام 1297 بفاس، وأرويها بالإجازة عن ابن ظاهر مكاتبة (وانظر الأوائل من حرف الألف) .

425 -

مسلسلات الوالد رحمه الله: وهي من جمعي في نحو كراسين، أرويها عنه بأعمالها سماعاً عليه عام 1317 وهو عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ومحمد بن علي الحبشي وغيرهم بأسانيدهم المذكورة فيها، تضمنت الحديث المسلسل بالأولية وبالعيد وبالمصافحة وبالمشابكة وبسورة الصف وبالفاتحة والمسلسل بالفقهاء ورواية الصحيح من طريق أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم.

426 -

المسلسلات الكتانية: وهي من جمع الفقير، جمعت فيها ما حصل لي بالسماع المتصل عن أعيان من لقيته بالمشرق والمغرب، تخرج في مجلد وسط، ذكرت فيها جميع مسلسلات ابن عقيلة وحصر الشارد وغيرهما.

واعلم أن ما ذكرته من المسلسلات ليس هو غاية ما وجد، وإنما اقتصرت على ما قل مما كثر للاختصار.

‌حرف النون

344 -

النابتي: له برنامج ينقل عنه ابن الأبار في " التكملة ".

345 -

الناصر لدين الله (1) : الإمام أحمد بن المستضيء بالله العباسي

(1) انظر ترجمة الناصر في ابن الكازروني: 242 (قال: ثم انه جمع كتاباً في الأحاديث النبوية سماه: روح العرافين) ونكت الهميان: 63 والوافي 310:6 وخلاصة الذهب المسبوك: 280 وتاريخ الخلفاء: 480 والفوات 66:1 والمنهل الصافي 264:1 والنجوم الزاهرة 261:6.

ص: 666

البغدادي، ولد سنة 553، وبويع بالخلافة في ذي القعدة سنة 575، ومات ببغداد سنة 622 عن تسع وستين سنة. وفي سنة 607 ظهرت الإجازات التي أخذت له من الشيوخ، وذكرهم في كتاب " روح العارفين " الذي شرحه الحافظ يوسف سبط ابن الجوزي صاحب " مرآة الزمان " وكان وقفاً بدار الحديث الأشرفية بدمشق، ودفع الخليفة إلى أهل كل مذهب إجازة عليها مكتب بخطه:" أجزنا لهم ما طلبوا على شرط الإجازة الصحيحة، وكتب العبد الفقير إلى الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين " وسلمت إجازة أصحاب الشافعي إلى ضياء الدين عبد الوهاب بن علي الصوفي، وإجازة أصحاب أبي حنيفة إلى الضياء أحمد بن مسعود التركستاني، وإجازة أصحاب أحمد إلى أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر، وإجازة أصحاب مالك إلى التقي ابن جابر الزاهد المغربي. وفي سنة 608 أمر الخليفة المذكور أن يقرأ مسند أحمد بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بإجازته من الخليفة نروي ما للخليفة المذكور من طريق يوسف سبط ابن الجوزي المذكور عنه.

قلت: لعل هذا المظهر من خلفاء بني العباس في باب التحديث والرواية هو الذي أراد السلطان سليمان العثماني أعظم ملوك الترك وأعلمهم أن ينسج عليه، فقد ذكر الرحالة أبو القاسم الزياني في رحلته الكبرى (1) أنه وقف في المكتبة السليمانية بأصطنبول على فهرسة السلطان سليمان المذكور مكتوبة في أوراق من فضة على شكل أوراق القصدير كتابتها بالتركي، منحوتة في الفضة مطعومة (2) بحروف، قال: " ذكر له القيم على هذه المكتبة أن فيها نسبه إلى جده سليمان شاه وعمود نسبه إلى يافث بن نوح، قال: وصارت هذه الفهرسة عندهم أصلاً معتبراً لكل من ملك منهم، يأتون بها محمولة

(1) الترجمانة الكبرى: 103.

(2)

الترجمانة: مطعمة.

ص: 667

في كدش (1) إلى دار السلطان ويحملونها على رؤوسهم وهم يذكرون الله علانية، وتوضع بين يدي السلطان وشيخ الإسلام والقضاة والعلماء والوزراء فيتبركون بها، ويكتب شيخ الإسلام البيعة فيها، ويرفع نسبه إلى سليمان، وفيها ذكر أشياخه الذين أخذ عنهم، ويضعون خواتمهم فيها ويردونها إلى محلها " اهـ.

346 -

الناجي (2) : هو الحافظ محدث الديار الدمشقية شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم بن محمد بن محمود المحدث الشافعي المشهور بالناجي الدمشقي، من الحفاظ المعاصرين للسخاوي والسيوطي وتلك الطبقة، إلاّ أن الحافظ السيوطي قال عنه:" لم يكن في حفظ الحديث نصيب ". ولعله من باب ما يجري بين المتعاصرين عادة. ومن مؤلفاته تعليق على الترغيب للمنذري.

نتصل به من طريق النجم الغيطي عن الشمس الدلجي شارح الشفا عنه. ح: ومن طريق العيثاوي عن أبي بكر بن محمد بن عمر البلاطنسي عن الحافظ الناجي. وكانت وفاة الناجي سنة 900.

وفي " شذرات الذهب " للعمادي عن يونس العيثاوي قال: " أول اجتماعي بالشيخ كمال الدين بن حمزة شيخ الإسلام بدمشق سألني عن محل إقامتي فقلت بميدان الحصا، فقال لي: هذه المحلة خصّها الله بثلاثة أيمة كل منهم انفرد بعلم لا يشاركه فيه غيره، فذكر منهم الشيخ إبراهيم الناجي بعلم الحديث "(انظر ترجمة كمال الدين ابن حمزة المذكور) .

(1) في الأصل المطبوع: كوش.

(2)

ترجمة برهان الدين الناجي في الضوء اللامع 166:1 وشذرات الذهب 365:7.

ص: 668

347 -

نجم الدين بن فهد (1) : هو الإمام الحافظ المؤرخ الرحال نجم الدين أبو القاسم وأبو حفص محمد المدعو عمر بن الحافظ تقي الدين أبي الفضل محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي المتوفى في رمضان سنة 885 عن 73 سنة كما في أول " إرشاد الساري " له عدة فهارس ومشيخات لنفسه ولغيره والمسلسلات وإتحاف الورى بأخبار أم القرى، والدر الكمين بذيل العقد الثمين، والتيسير بتراجم الطبريين، ونور العيون بما تفرق من الفنون.

نروي كل ما له من طريق السيوطي والسنباطي وغيرهما عنه. ح: وبالسند إلى ابن القاضي عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد عن عمه الرحلة محمد جار الله بن فهد عن أبيه الحافظ عبد العزيز بن فهد عن أبيه الحافظ نجم الدين.

348 -

نجم الدين الغزي (2) : هو نجم الدين محمد بن بدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي

العامري الدمشقي الشافعي مسند الدنيا في عصره ومصره، الإمام المعمر الرحلة شيخ الإسلام ملحق الأحفاد بالأجداد المنفرد بعلو الاسناد، قال عنه الشيخ ابن شاشو في " تراجم أعيان دمشق ": " ناشر راية الاجتهاد، رافع رواية الاسناد، شيخ أئمة الحديث، في قديمه والحديث، انفرد بعلو الاسناد بآبائه وأجداده، وعمَّ سائر العباد فيضُ مدده وأمداده، إذا أخذ البخاري وشرع يمليه، قلت ذلك فضل الباري من شاء يؤتيه، أو غيره من الأسانيد، لم ترَ ثم غير سامع مستفيد، فما الجامع الكبير غير صدره، وما

(1) ترجمة النجم ابن فهد في الضوء اللامع 126:6 والبدر الطالع 512:1 والزركلي 225:5 وبركلمان، التاريخ 175:2 وتكملته 225:2.

(2)

نجم الدين الغزي: له ترجمة في خلاصة الأثر 189:4 ومقدمة الكواكب السائرة والزركلي 292:7 وبروكلمان، التاريخ 291:2 وتكملته 402:2 وتراجم أعيان دمشق لابن شاشو: 101 وقد ترجم نفسه في كتاب بلغة الواحد، وانظر مقدمة لطف السمر: 11 - 152.

ص: 669

الكوكب المنير غير فكره، وما مشكاة الأنوار غير آرائه، فلو صاحب الفتح رآه، ودَّ أنْ حاكاه " (1) ولد بدمشق سنة 977 وتوفي سنة 1061.

يروي عامة عن والده الشيخ بدر الدين إجازة خاصة، وفي حزبه الذي ألف لمفتي مكة قطب الدين النهروالي، وعن شيخ الإسلام أبي الفضل محمد محب الدين القاضي الحنفي وعن قاضي القضاة بحلب محمد بن محمد بن حسن المسعودي لما ورد لدمشق سنة 899، وبخصوص تفسير المولى أبي السعود العمادي، وعن الشمس الرملي المصري، وعن الأستاذ زين العابدين البكري المصري، وعن محدث حلب شيخ الإسلام محمود بن محمد البيلوني، وسمع منه حديث الأولية، وعن محدث مكة الشمس محمد بن عبد العزيز الزمزمي الشافعي سنة 1007 وغيرهم.

ومن مؤلفاته: بلغة الواجد في ترجمة شيخ الإسلام الوالد وفي ضمنه أربعون حديثاً من مسموعاته، وكتاب التنبه في التشبه في مجلدات سبعة، ذكر فيه ما ينبغي للإنسان أن يتشبه به من أفعال الأنبياء والملائكة والحيوان، وهو موجود بخطه في دمشق. وله إتقان ما يحسن في الأحاديث الواردة على الألسن (2) وله أيضاً الكواكب السائرة في أهل المائة العاشرة (3) ، وذيله لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر (4) ، وله ثبت لطيف لخصه الشيخ عبد الباقي الحنبلي في فهرسته.

وفي " خلاصة الأثر "(5) حكى الشيخ العالم التقي الشيخ حمزة بن يوسف

(1) ينقل المؤلف بشيء من الإيجاز.

(2)

منه نسخة بمكتبة البلدية بالإسكندرية.

(3)

قام بتحقيقه الدكتور جبرائيل جبور في ثلاثة أجزاء ونشره سنة 1945 - 1958.

(4)

منه نسخة بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم: 549 تاريخ، وقد نشر في جزئين بدمشق (1981) تحقيق محمود الشيخ.

(5)

خلاصة الأثر 199:4.

ص: 670

الدوماني الحنبلي أنه حج في آخر حجة حجها المترجم عام 1059 قال: " بينما نحن بالحرم إذا بضجة عظيمة، قال: فخرجت فإذا بالمترجم بين الناس وهم يقولون أجزنا، ومنهم من يقول هذا حافظ العصر، ومنهم من يقول هذا حافظ الدنيا، فوقف عند باب الزيارة وقال لهم: أجزتكم بشرط أن لا يلحقنا أحد حتى نطوف، قال: فما وصل المطاف إلاّ وخلفه أناس أكثر من الأول، فوقف وأجازهم وقال: بشرط أن لا يشغلنا أحد عن الطواف، قال: فوقف أناس، وطاف الشيخ ولم يكون معه إلاّ أناس قلائل كأنما أُخْليَ له المطاف "(1) قال المحبي: " وبالجملة فهو آخر (2) حفاظ الشام "، اهـ.

نروي ما له بأسانيدنا إلى الشيخ عبد الباقي الحنبلي وولده أبي المواهب والعارف النابلسي والبرهان الكوراني والعجيمي والعلاء الحصفكي وغيرهم عنه. وأخبرنا الشيخ نصر الله بن عبد القادر الخطيب عن عمر الغزي الدمشقي عن عبد القادر بن إبراهيم النابلسي وعمر التغلبي الشيباني كلاهما عن عبد الغني ابن إسماعيل النابلسي عنه. ح: ويروي الخطيب عن عبد الله التلي المعمر عن النابلسي عنه وهو عن أبيه عن زكرياء والسيوطي والقسطلاني، فبيننا وبين زكرياء والسيوطي من طريقة خمسة، وهذا أعلى ما يكون، وما في " عمدة الأثبات " من أن الشهاب العطار يروي عن المترجم فيه نظر لأن بين وفاة المترجم وولادة العطار نحو القرن.

النبهاني: (انظر هادي المريد)(3) .

النخلي: (انظر بغية الطالبين له)(4) .

(1) ينقل المؤلف هنا بإيجاز شديد.

(2)

الخلاصة: خاتمة.

(3)

رقم: 554 في ما يلي.

(4)

رقم: 77 (ص: 251) في ما تقدم.

ص: 671

349 -

الندرومي: هو العلاّمة أبو الوفاء عبد الخالق الندرومي، له فهرسة أثبت فيها كثيراً من كلام شيخه أبي عبد الله محمد الفاسي المعروف بالصغير في فنون العلم، وكان الندرومي من أنظار ابن يعقوب الولالي ومعاصريه من أهل الطبقة الثانية من علماء الدولة الإسماعيلية هكذا قال عنه أبو القاسم الغزاوي المكناسي في تاريخه، ولا أعلم من حاله شيئاً زائداً على ما ذكر (واتصالي بشيخه صاحب المنح قد ذكر في حرف الميم)(1) .

النمرسي: (انظر عبد في حرف العين)(2) .

350 -

نعمان بن محمود الآلوسي (3) البغدادي الحنفي العلاّمة الجليل: ولد سنة 1252، يروي عامة عن أبيه محمود المفسر وصديق حسن القنوجي الهندي وشيخه مجيزنا القاضي حسين

السبعي الأنصاري وحسين الكردي وعيسى صفاء الدين البندنيجي البغدادي وعبد الغني الميداني الدمشقي والمعمر كاكه أحمد البرزنجي ومحمود الحمزاوي الدمشقي المفسر وغيرهم وتدبج مع أحمد بن إبراهيم السديري النجدي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن أبي بكر ابن محمد الهاشمي الكردي عن عثمان الطويلي عن مولانا خالد الكردي، وأجازه عيسى البندنيجي السابق عن مولانا خالد المذكور وداوود باسا والي بغداد وشيخ الحرم النبوي عامة ما لهما. مات نعمان المذكور ببغداد سنة 1317. له ثبت صغير، نروي ما له عن الشيخ أحمد أبي الخير العطار وجمال الدين الحلاّق، كلاهما عنه.

(1) رقم: 197 في ما تقدم.

(2)

رقم: 447 في ما يلي.

(3)

ترجمة الآلوسي في أعلام العراق: 57 والدر المنتثر: 34 والمسك الاذفر: 51 ومعجم سركيس: 7 وبروكلمان، التكملة 789:2 والزركلي 9:9 (وجعل وفاته سنة 1317) .

ص: 672

351 -

النفزي (1) : هو الشيخ الأديب أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد النفزي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عنه.

352 -

النوري الصفاقسي (2) : هو العلاّمة الواسع العارضة محيي السنن وعلم القراءات بالقطر التونسي، أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي صاحب كتاب " غيث النفع في القراءات السبع " ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثّ العلم والإرشاد وإحياء السنّة، حتى صار فريد العصر ورحلة الدهر، وانتفع به أمم من المقيمين والواردين إلى أن مات بها سنة 1118.

وذكره الشيخ أبو العباس أحمد بن ناصر في رحلته الكبرى (3) قائلاً فيه: " من عباد الله الصالحين أهل العلم والعمل أحيا الله به العلم والسنّة في هذا القطر " الخ. ووقعت تحلية المترجم في " ذيل بشائر الإيمان "(4) ب " العلامّة شيخ مشايخ العصر والزمان، وفريد الدهر والأوان، السالك طريق السلف الصالح المدرس المربي " الخ. واستجاز له الشمس محمد بن أحمد المكني الطرابلسي من أبي علي اليوسي لما مر بطرابلس يريد الحج عام 1101 فأجازهم نظماً في بيت منها يخص المترجم قوله:

كذا الماجدُ النحريرُ عينُ صفاقس

أبو الحسن النوريّ ذو المجدِ والفخرِ

(1) انظر فهرسة ابن خير: 427 والصلة: 549 والغنية: 127 وبغية الوعاة: 116، 180؛ وهو ما لقي روى عن خاله غانم بن وليد والعذري وغيرهما، وتوفي سنة 473.

(2)

ترجمته في رحلة ابن ناصر 164:2 وذيل بشائر الإيمان: 162.

(3)

انظر الرحلة 164:2 (المؤلف) .

(4)

انظر ص: 162 من الكتاب المذكور (المؤلف) .

ص: 673

وللمترجم له ثبت أحال عليه شيخ القراءات يتونس الشيخ حمودة بن محمد إدريس الشريف في إجازة له، وذكر أن المترجم أخذ القراءات عن الشيخ علي الخياط المغربي الرشيدي فيما كاتبه به، عن الشيخ اليمني، عن الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي، عن يوسف بن القاضي زكرياء عن أبيه عن علي النويري عن ابن الجزري بأسانيده. ويروي المترجم أيضاً عن علي الخياط الرشيدي المذكور قبل عن الشيخ علي الهروي عن الشيخ عمر الشواف عن ميمون العفريت الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم ظفرت بالثبت المذكور ونسخته، وهو في كراريس، بناه على إجازته للشهاب أحمد المكني، ذكر فيه روايته عامة عن البرهان الميموني وأبي عبد الله ابن ناصر وشرف الدين بن زين العابدين والشيخ يحيى الشاوي المغربي وعلي الشبراملسي والشهاب أحمد العجمي والشمس محمد بن محمد الافراني المغربي السوسي وعلي الخياط المغربي الرشيدي والخرشي وعبد السلام اللقاني وأحمد ابن عبد الرحمن المغربي والشيخ جلال الدين الصديقي والشهاب أحمد البشبيشي والبرهان الشبرخيتي والشهاب أحمد العناني الكناني وغيرهم.

نتصل بالمذكور في القراءات عن شيخ القراء بتونس البرهان إبراهيم بن أحمد بن سليمان المارغني التونسي صاحب المؤلفات العدة في القراءات، وقد تدبجت معه بها، عن الشيخين الشمس محمد بن علي يالوشه وشيخه الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير التواتي عن الشيخ محمد بن الرائس التونسي عن الشيخ محمد المشاط التونسي عن الشيخ محمد الحركافي (1) البصير الصفاقسي عن أبي الحسن النوري بسنده. وأجاز لي حديث المصافحة مراسلة من سلمان بلدة قرب تونس قاضيها العالم المعمر الشهاب أحمد ابن قاضيها الشيخ محمد بن

(1) مترجم في ذيل بشائر الإيمان ص 162 وذكر أن الشيخ النوري أجازه بالقراءات السبع والعشر (المؤلف) .

ص: 674

محمد ماضور الأندلسي أصلاً السلماني بلداً الشاذلي طريقة، كما صافح والده الشيخ محمد ماضور، كما صافح جده الشيخ محمد ماضور، قال: صافحني شيخنا الشيخ علي بن خليفة المساكني، قال: صافحني النور علي النوري الصفاقسي، قال: صافحني شمهروش الجني بسنده. وذكر المترجم في فهرسته انه صافح الشيخ شرف الدين الأنصاري كما صافح والده وجده بسنده إلى جدهم الأكبر القاضي زكرياء الأنصاري.

وللمترجم عقب طيب لقينا منهم العالم الخير الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري، ورد علينا لفاس، واستجاز من الشيخ الوالد رحمهم الله، وأصيب بالطاعون فدفن بصحن الزاوية الناصرية من فاس عام 1322، رحمه الله.

353 -

النوري: أبو الحسين أحمد المارهروي الهندي، له ثبت مطبوع بالهند، مات في وسط العقد الثالث من هذا القرن ولا أعلم من حاله غير ما ذكرت، ثم تبين لي أنه حفيد المعمر الشيخ الشاه آل الرسول الأحمدي الهندي وخليفته، يروي عن الشيخ علي حسين

المرادابادي الهندي، أجاز لنا عنه الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي بمكة.

354 -

ابن ناصر الدمشقي (1) : هو الحافظ محدث البلاد الشامية شمس الدين محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي الشهير بابن ناصر الدين، ولد سنة 777 بدمشق، فطلب الحديث بنفسه، وتخرج بابن الشرايحي ولازمه مدة، وسمع على غير واحد ببلده والواردين عليها، منهم

(1) انظر ترجمته في مقدمة الرد الوافر والضوء اللامع 103:8 والبدر الطالع 198:2 وطبقات الحفاظ: 545 والدارس 41:1 (وهو فيهما محمد بن أبي بكر بن عبد الله كما أورده المؤلف في الأصل) وذيل تذكرة الحفاظ: 378 وبروكلمان، التاريخ 76:2 وتكملته 83:2 والزركلي 115:7.

ص: 675

أبو هريرة بن الذهبي، ورافق الحافظ صلاح الدين الاقفهسي، وكتب الطباق، وشارك في العلوم، وصنف تصانيف حسنة، منها شرحه الكبير على منظومة له في الاصطلاح عندي عليه خطه في مجلد، وله عليها شرح صغير أيضاً، وله مورد الصادي بمولد الهادي، وله الجامع المختار في مولد المختار في ثلاث مجلدات، وبديعة البيان عن موت الأعيان، وشرحها التبيان وهو عندي في مجلد، والاعلام بما وقع في " مشتبه النسبة " للذهبي من الأوهام في ثلاثة أسفار، وريع الفرع في شرح حديث أم زرع، وبرد الأكباد عن فقد الأولاد وهو عندي، ومنهاج السلامة في ميزان يوم القيامة، والرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر وهو مطبوع (1) ، وخرج الأربعين المتباينات المتون والاسانيد، وله أيضاً كتاب السراق والمتكلم فيهم من الرواة وذكر طبقاتهم وتراجمهم وهو عندي بخطه، فرغ منه سنة 805، وله أيضاً كشف القناع عن حال من ادعى الصحبة أو له اتباع، وهو أيضاً عندي بخطه، وله افتتاح القاري لصحيح البخاري وإتحاف السالك برواة الموطأ عن مالك في مقدار عشر كراريس أوصلهم إلى 83 راوياً عنه، وقفت على نسخة منه بخط محمد بن عبد الله الخيضري راويه عن مؤلفه في مكتبة زاوية الشيخ الدردير بمصر، وله أيضاً عقود الدرر في علوم الأثر، وله في المعراج، والوفاة النبوية، ونفحات الأخيار. وشيوخه كثيرون. وجوَّد الخط على طريقة الذهبي بحيث صار يحاكي خطه غالباً، وكتب به الكثير.

ترجمه الحافظ ابن حجر في القسم الأخير من معجمه، والحافظ السخاوي، والحافظ ابن فهد، وابن خطيب الناصرية في " تاريخ حلب " وغير واحد. مات سنة 842 بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس. قال السخاوي:" ولم يخلف فيها مثله " وترجمه السيوطي في " طبقات الحفاظ " وقال: " صنف

(1) منه طبعة بتحقيق صديقنا الأستاذ زهير شاويش (المكتب الإسلامي - بيروت 1393) .

ص: 676

تصانيف حسنة وتخرج به صاحبنا نجم الدين عمر بن فهد وصار محدث البلاد الدمشقية " اه.

نروي ما له من طريق ابن طولون الدمشقي عن الحافظ عبد العزيز بن فهد عن والده الحافظ نجم الدين بن فهد الهاشمي المكي عنه.

355 -

ابن ناصر الدرعي (1) : هو الإمام العارف السني القدوة الحجة المحدث أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي التمكَروتي، ولد سنة 1057 وتوفي في 18 ربيع الثاني عام 1129، كان ممن نصر السنّة في المغرب، وحبذ أعمالها وآدابها، وتعصب لها تعصب الغيور الهصور، وكان له تأكيد في اتباع العلم وتحكيمه، يؤخذ ذلك من رسائله لزواياه. وله رحلة حجازية في مجلد لخص جلها من رحلة شيخه العياشي، ذكر فيها من لقيه وأجازه بالمشرق، وهي مطبوعة بفاس (2) . وكان قائماً على البخاري وغيره من الكتب الحديثية استنساخاً وقراءة وشراء من المشرق والمغرب، بحيث يضرب المثل بمكتبة زاويته التي بدرعة، وفي " الروض الزاهر ":" أنه كان معتنياً بشراء الكتب واقتنائها حتى قيل انه اشترى بمصر في آخر حجاته مائة مثقال ذهب من الكتب، ولا يمنعها من مستحقها حتى انه اشترى نسخة من صحيح البخاري بمكة بثلاثة وسبعين مثقال ذهباً. وهو أول من أدخل اليونينية للمغرب ولم تر قبله ولا بعده " اهـ.

قلت: اشتهر في كتب المتأخرين أن الشيخ المترجم أدخل النسخة اليونينية للمغرب، وكنا نفهم ونسمع من الناس أنه أدخل الأصل اليونيني بنفسه،

(1) ترجمة أحمد بن ناصر في صفوة من انتشر: 221 واليواقيت الثمينة: 42 وشجرة النور: 332 ومعجم سركيس 782:1 والزركلي 229:1.

(2)

طبعت رحلة الدرعي سنة 1320.

ص: 677

ثم تحقق أنه أدخل بعض فروعه المقابلة على الأصل اليونيني. وقد وقفت على الفرع المذكور الذي جلبه الشيخ المترجم من المشرق، وهو في عشرة أسفار بخط مشرقي واضح نقي، كاتبه إبراهيم بن علي القيصري المكي الحنفي، فرغ منه سنة 1117 تجاه الكعبة المعظمة. وذكر أن ناسخ الأصل اليونيني محمد ابن عبد المجيد أتمه سنة 669، وعلى الفرع المذكور بخط المترجم:" ملك لله بيد أحمد بن محمد بن ناصر كان الله له بمكة المشرفة بثمانين ديناراً ذهباً "، اهـ من خطه. وفي مكتبة الزاوية الناصرية فرع من هذا الفرع في ثلاثين جزءاً بخط محمد بن محمد بن محمد حجي الفاسي أتمه نسخاً عام 1128 على أوله:" هذا السفر الأول من اليونينية من أحباس الزاوية الناصرية مما أمر بنسخه الإمام الكبريت الأحمر أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسين ابن ناصر بن عمرو "، اهـ باللفظ. ولابن عبد السلام الناصري في " كتاب المزايا "(1) التنصيص على أن النسخة اليونينية يعني التي عندهم مقابلة على أصل صحيح مقابل من أصل اليونيني (انظرها) ورواية اليونيني دخلت المغرب قبل ذلك ضمن شرح القسطلاني المسمى بالإرشاد فإنه عليها اعتمد فيه.

وناهيك في حق المترجم وزاويته بقول المؤرخ الصاعقة أبي القاسم الزياني في رحلته: " أحسن ما في مغربنا من الزوايا الزاوية الناصرية الموسومة بزاوية البركة، المقتدون بعمل أهل المدينة ومكة، المتمسكون بالسنّة في السكون والحركة، فطائفتهم أحسن الطوائف سمتاً، وأحسنهم في حال الذكر صمتاً، وأصبرهم على الميثاق في طلب العلم اعتكافاً وسبتاً، وبالجملة لا ترى في سيرتهم عوجاً ولا أمتاً "، اهـ.

وفي المزايا لابن عبد السلام الناصري: " وكان الشيخ أبو عبد الله ابن

(1) المقصود هنا محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي (- 1239) مؤلف كتاب " المزايا فيما حدث من البدع بأم الزوايا "(أنظر الأعلام بمن حل مراكش 189:5 والدليل: 56 - 57) .

ص: 678

ناصر يعمر ما بين الظهرين دائماً في أيام السنة بقراءة الكتب الستة دراية، فكلما ختم واحداً ابتدأ آخر، وفي رمضان يعود لسرد البخاري على عادة ابن غازي، فتابعه الشيخ على ذلك، وكان يتولى ذلك بنفسه أو بعض العلماء من أولاده وتلامذته، لا ما أفضى إليه الزمان اليوم من سرده على الحالة التي وصفنا، ولعلها هي السبب في إنكار سرده بتمسل وتر غليل وغيرها من مداشر درعة زمن الدولة الإسماعيلية، فأمر مولاي محمد أو مولاي الشريف الشك مني عن أمير المؤمنين بمنع أهل الوادي من قراءته عدا الشيخ سيدي أحمد ابن ناصر ومن بدائرته من العلماء، أبقاهم على ما هم عليه لما علم من علمهم وأهليتهم لصلاحيتهم إذ ذاك. وفي نزهة السيد أحمد بن عبد القادر التاستوني سؤال وجواب فيما يقرأ إذ ذاك بدرعة بتر غليل وغيرها، أرعد المجيب وأبرق في منعهم من القراءة، وأظن المجيب أبا علي اليوسي فليراجع "، اهـ.

وفي " المزايا " أيضاً: " كتب الإمام أبو محمد عبد القادر الفاسي إلى الشيخ ابن ناصر إذ ذاك: نعتقد أن الطائفة المشار لها في حديث الصحيح: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة، عندكم. ونقل الإمام ابن ناصر أن الشيخ أبا محمد المذكور قال لأولاده وتلامذته في ابن ناصر وأتباعه: فاتنا أولئك القوم بالسنّة، فقال ابن ناصر في جواب القائل: وهم فاتونا بالأدب، يريد تعاطي فنونه "، اهـ باختصار.

وحج المترجم مراراً، كان في كل وجهة يأخذ عن غالب من يلقى، ويروي عامة عن أبيه وأبي سالم العياشي والكوراني وعبد الله بن سالم البصري، ولعله آخر مشايخه بالحجاز، وعلي الزعتري والعناني ومحمد بن القاسم البقري وغيرهم. له فهرسة نسبها له القادري في تاريخه الكبير في ترجمة جده ولم أرّ ذلك لغيره، ثم وجدت صاحب الصفوة لما ترجمه قال:" وبقية أخباره في الكتب الإسلامية والدواوين العلمية نطلب من فهارسه "،اهـ

ص: 679

نروي ما له بأسانيدنا إلى الورزازي الكبير عنه، وبأسانيدنا إلى ابن الطيب الشرقي والجوهري وغيرهما عنه، وقد أفرد ترجمة المذكور بالتصنيف جماعة منهم رفيقه أبو علي حسين بن محمد بن الشرحبيل البوسعيدي، ومنهم شيخه أبو العباس الهشتوكي له " إنارة البصائر في مناقب القطب ابن ناصر " وانظر تفصيل أحواله وما يتعلق به في " طلعة المشتري في النسب الجعفري "(1) .

الناصري: هو الشمس محمد بن عبد السلام الناصري ابن عم الذي قبله (انظر ابن عبد السلام في حرف العين " (2) .

356 -

ابن نجاح (3) : هو الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي، أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إذناً ومشافهة بقرطبة.

357 -

ابن النجار (4) : هو الحافظ محمد بن محمود البغدادي أحد الحفاظ الكبار، سمع من خلق من الرواة، وروى عنه هو خلق منهم الزين أحمد بن أبي طالب الحجار، وكانت رحلته سبعاً وعشرين سنة في الاقطار. وله كتاب القمر المنير في المسند الكبير، وجنة الناظرين في معرفة التابعين، والكمال في أسماء الرجال، وذيل لتاريخ بغداد ستة عشر مجلداً، ونزهة الورى في ذكر أم القرى، والدرر الثمينة في أخبار المدينة، وروضة الأولياء في مسجد

(1) طلعة المشتري 117:2 - 125 (المؤلف) .

(2)

الترجمة رقم: 479 في ما يلي.

(3)

فهرسة ابن خير: 437 والصلة: 552 (توفي سنة 532) .

(4)

ترجمة ابن النجار في فوات الوفيات: 36:4 والرسالة المستطرفة: 59 وطبقات الشافعية 41:5 ومفتاح السعادة 210:1 والحوادث الجامعة: 205 والشذرات 226:5 والوافي بالوفيات 9:5 والبدر السافر: 166 وتذكرة الحفاظ: 1428 وطبقات الاسنوي 502:2 ومعجم الأدباء 49:19 ومرآة الجنان 111:4 والبداية والنهاية 169:13 وعبر الذهبي 180:5.

ص: 680

إيلياء، وكتاب المحمديات، وغير ذلك من المصنفات (انظر إسنادنا إليه في المعاجم والمشيخات) .

ابن نقطة: (انظر التقييد في معرفة رواة الكتب والأسانيد)(1) .

358 -

ابن النعمة (2) : هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن خلف الأنصاري المتوفى سنة 567 له برنامج حافل وشرح سنن النسائي، قال ابن الأبار:" بلغ فيه الغاية في الاحتفال والإكثار " نروي ما له بالسند إلى ابن الأبار عن محمد بن علي بن الزبير القضاعي البلنسي عنه، قال ابن الأبار في المذكور:" هو خاتمة علماء شرق الأندلس " وذكر له ري الظمآن في تفسير القرآن في عدة مجلدات.

359 -

ابن أبي النعيم الغساني (3) : عالم فاس وقاضيها وخطيبها ومسندها، الإمام المعمر

العظيم الشان أبو القاسم ابن محمد بن أبي النعيم الغساني نسباً الفاسي داراً ومنشأ المتوفى قتيلاً بها سنة 1032، أخذ عن القصار والسراج وأبي مالك الحميدي. له فهرسة اعتمدها الافراني في صفوته، وكان يروي عامة عن المنجور وأبي العباس أحمد بابا السوداني وغيرهما. نرويها بأسانيدنا إلى أبي السعود الفاسي عنه حسب إجازته له العامة المؤرخة بأواسط جمادى الأولى عام 1032، ولم يعش بعدها إلاّ يسيراً. وكان المجاز المذكور ابن 26 سنة إذ ذاك. وبأسانيدنا إلى المقري عنه أيضاً.

وترجمه في " بذل المناصحة " فقال: " وبلغني عن سيدي أحمد بابا أنه

(1) رقم: 99 (ص: 293) .

(2)

لابن النعمة ترجمة في التكملة رقم: 1803.

(3)

ترجمة ابن أبي النعيم في نشر المثاني 254:1 وهو ينقل عن المرآة وبذل المناصحة، وقد أورد ابن الطيب القادري نص إجازته لعبد القادر الفاسي، وانظر الدليل:314.

ص: 681

كان يعيب عليه وعلى غيره من الخطباء إيرادهم الأحاديث الموضوعة في الخطبة، فإن الموضوع تحرم روايته كما نص عليه علماء الحديث قديماً وحديثاً "، اهـ.

427 -

نتيجة إشكال قضايا مسلك جوهر الجوهرية (1) وبرهان سلطان مشايخ الطريقة العيدروسية القادرية: للشيخ العارف السيد شيخ بن محمد بن شيخ بن حسن الجفري الباعلوي المدني، ألفه في سند الطريقة العيدروسية القادرية التي أخذها عن شيخه السيد الجليل محمد بن حامد بن الشيخ عبد الله ابن علي صاحب الوهط. أرويه عن أبي البركات صافي بن عبد الرحمن الجفري بمكة عن العارف السيد عمر الجفري المدني عنه. ونرويه أيضاً هو وكتابه السابق " كنز البراهين " الكبير من طريق السيد عيدروس الحبشي وهو عن مشايخه السادة: الحسين بن صالح البحر وعبد الله بن علوي بن شهاب الدين وعبد الله بن أحمد باسودان وغيرهم كلهم عنه، ويروي أيضاً عن عمه عن محمد صالح الرئيس الزمزمي وغيره عنه.

428 -

نظم اللآلي في سلوك اللآلي (2) : لقاضي الجماعة بفاس الإمام نادرة المغرب أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري التلمساني المولد والمنشأ الفاسي المسكن المتوفى بفاس سنة 759 ونقل إلى تلمسان، وهو الذي أفرده ابن مرزوق الجد بمؤلف سماه " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري " له في مشيخته وفوائده عنهم النظم المذكور، وقد أتى بملخصه المقري في نفحه وأزهاره، وله في ذلك تلخيص (سبق ذكره في حرف التاء " أرويه

(1) شيخ بن محمد الجفري (1137 - 1222) له ترجمة عند الزركلي 266:3 واعتماده على تاريخ الشعراء الحضرميين 218:2.

(2)

ترجمة المقري الجد في المرقبة العليا: 169 والتعريف بابن خلدون: 59 والإطاحة 191:2 ونيل الابتهاج: 249 ونفح الطيب 203:5 - 341 وسلوة الأنفاس 271:3 وقد سمى فهرسته في النفح " نظم اللآلي في سلوك الامالي ".

ص: 682

من طريق ابن الخطيب السلماني عنه، وبالسند إلى القصار عن التسولي عن الدقون عن المواق عن أبي الحسن المنتوري عن صهره أبي عبد الله ابن بقي عن أبي عبد الله المقري كل مؤلفاته. وقد ساق سند مؤلفاته بهذا السياق بصري المكناسي في ثبته. ح: وأروي ما له من طريق النجم ابن فهد عن الراعي عن أبي الحسن بن سمعة عن أبي إسحاق الشاطبي صاحب الإفادات والإنشادات وغيرها عنه إجازة عامة.

429 -

نظم سند الطريقة الشاذلية: للشمس محمد بن علي الحبشي الاسكندري، سمعته عليه بها سنة 1323 وهو نظم سلس مطبوع.

430 -

نظم سندها أيضاً: للعالم الصوفي المعمر الناسك القاضي أبي مدين شعيب بن علي بن عبد الله الجليلي التلمساني، سمعته عليه بها سنة 1339 وأجازه لي قبل ذلك سنة 1330.

431 -

نظم الزبرجد في الأربعين المسلسلة بأحمد (1) : للبرهان الكوراني، نرويه عن الشهاب أحمد الرفاعي عن أحمد منة الله عن أحمد العطار عن أحمد المنيني عن أحمد النخلي عنه، وهو كما ترى مسلسل بالأحمدين.

432 -

نفح الروانيد في ذكر المهم من الأسانيد (2) : ثبت منظوم للشهاب أحمد البوني التميمي

433 -

نفح العطر الذكي من تلخيص فهرس الحضيكي والبيركي: جمع الفقير محمد عبد الحي الكتاني، لخصت فيه مضمن فهرسة الشمس محمد بن أحمد الحضيكي السوسي وتلميذه البيركي بعد رفع سندي إلى الأول، ذكرت فيه مشايخهما والمهم من أسانيدهما.

(1) انظر رقم 67 (ص: 208) .

(2)

انظر رقم: 86 (ص: 236) .

ص: 683

434 -

نفحات الأخيار في مسلسلات الأبرار (1) : للحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدمشقي بالسند إلى الحافظ ابن طولون الدمشقي عن عبد العزيز ابن فهد عن والده الحافظ نجم الدين ابن فهد عنه.

435 -

نقد فهرس شيخنا الشيخ فالح الظاهري المدني: المسمى " حسن الوفا "، ألفته باسم صاحبنا الشهاب أحمد أبي الخير العطار الهندي، ووجهته إليه وهو كراسة لطيفة.

436 -

نشر الروائح السندسية في سلاسل السادات الأحمدية: هو من الأثبات التي ذكر صاحب " الباقيات الصالحات " أنه يرويها وأجيزت له، فنرويها من طريقه.

437 -

نشق الغوالي في العوالي: وهو تخريج عوالي علي بن صالح للحافظ مرتضى الزبيدي، نرويه بأسانيدنا إليه.

نشر المآثر فيمن أدركتهم من أهل القرن العاشر: للبرهان اللقاني (انظر إبراهيم اللقاني)(2) .

438 -

نهاية الرسوخ في معجم السيوخ: لمحدث الهند عصرينا أبي الطيب محمد شمس الحق العظيمابادي الهندي (انظر المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف في حرف الميم)(3) .

439 -

نوافح النفح المسكي (4) بمعجم جار الله ابن فهد المكي: للشيخ

(1) انظر رقم: 354.

(2)

انظر رقم: 21 (ص:130) .

(3)

رقم: 193 في ما تقدم.

(4)

رقم: 115 (ص: 296) وانظر رقم: 525 (حيث سيوسع الكتاني في ترجمته) .

ص: 684

الرحالة محمد جار الله عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، أرويه عن الوجيه عبد الله السكري عن الكزبري عن الحافظ مرتضى عن حسن بن علي عيديد اليمني عن حسن العجيمي المكي عن زين العابدين الطبري عن أبيه عبد القادر عن القاضي جار الله بن ظهيرة القرشي الحنفي عنه. ح: وبالسند إلى عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد عن جار الله بن عبد العزيز بن فهد مؤلفه.

440 -

نور الحدق في لبس الخرق: للشيخ الزاهد المسلك أحمد جلال الدين بن محمد خير الدين الكركي البرهاني، نرويه بأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي عن محمد بن منصور المصري الشافعي مكاتبة عن خاله محمد بن عبد السلام بن خير الدين الكركي البرهاني الشافعي عن جده عن البرهان إبراهيم الكركي عن أبيه السيد أحمد جلال الدين الكركي.

441 -

النجوم السوابق الأهلة فيمن لقيته أو كتب لي من الأجلة: ثبت كبير في نحو العشر كراريس، ألفته إجازة لصاحب التآليف العديدة والواية الواسعة العالم مسند مكة في عصرنا هذا الشيخ عبد الستار الهندي ثم المكي الحنفي بسبب استدعاء ورد علي منه من مكة المكرمة عام 1321، ترجمت فيه لمائة ممن أخذت عنه من المشايخ أو لقيته، رتبتهم على حروف المعجم، وختمته بإسناد نحو المائة والخمسين من الأثبات، وهذا مما يستكثر على أمثالنا في ذلك السن وذلك الزمن وقبل الرحلة إلى المشرق، لفلله الحمد في الآخرة والأولى.

442 -

النجوم المشرقة (1) في ذكر من أخذت عنه من كل ثبت وثقة: للإمام الصالح المحدث أبي عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد

(1) انظر ترجمة محمد بن قاسم في التكملة: 682 قال ابن الأبار: وتوفي ببلده آخر سنة ثلاث أو أول سنة 604 وذكر انه أقام في رحلته المشرقية خمسة عشر عاماً لقي فيها نحواً من مائة شيخ.

ص: 685

الكريم التميمي الفاسي من رجال المائة السادسة، وهو صاحب " كتاب المستفاد ". يروي عن ابن قرقول وابن حسين وابن الرمانة وغيرهم، وأقام بالمشرق نحو الست عشرة سنة. أخذ عن السلفي وأبي الصبر أيوب الفهري وأبي القاسم الشاطبي وغيرهم. له الثبت المذكور، واختصاره في مجلد لطيف، ولم يكن في ضبطه بذاك، حدث بالمشرق والمغرب، وكان إماماً بمسجد جامع الخيل المعروف بالجامع الأزهر بفاس، وله عدة تصانيف منها اللمعة في ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده السبعة، وله أيضاً المستفاد بمناقب العباد " سمعنا عليه هذا الكتاب بقراءته، أظنه سنة مات بفاس " نروي ثبته هذا وكل تآليفه من طريق الحاتمي وابن فرتون كلاهما عنه.

443 -

النبراس (1) : ثبت نسب لمفتي الحنفية بمكة الشيخ عباس بن جعفر ابن عباس بن محمد صديق الصديقي الفتني أصلاً المطي وطناً، والد صاحبنا مفتي الحنفية بمكة أيضاً الشيخ عبد الله صديق. ولد سنة 1241 ودخل اليمن وغيره، وأخذ الفقه ونحوه عن صديق بن محمد كمال ومحمد الكتبي وغيرهما، وأجازه الشهاب دحلان المكي، ودخل في إجازة الأهدل والكزبري وابن حمزة البيروتي العامة، ولم تكن له إجازة خاصة إلاّ من الشهاب دحلان. نروي ما له عن الشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي عنه.

444 -

النادريات من العشاريات: للحافظ جلال الدين السيوطي، وهي ثلاثة أحاديث خرجها من معجم الطبراني، وقعت له عشاريات بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها عشر وسائط، قال في أولها: وبعد فإن الاسناد العالي سنة محبوبة، وللقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة مطلوبة،

(1) توفي عباس بن جعفر سنة 1320 (راجع ترجمته في سير وتراجم بعض علمائنا لعمر عبد الجبار ص: 195) .

ص: 686

ولذلك اعتنى أهل الحديث بتخريج عواليهم وأعلاها، وأرفعها في الدرجة وأسناها، فخرجوا الثلاثيات ثم الرباعيات ثم الخماسيات ثم السداسيات ثم السباعيات ثم الثمانيات، وكلها قبل السبعمائة، وخرجوا بعد السبعمائة التساعيات والعشاريات وممن خرجها قبل الثمانمائة حافظ العصر شيخ شيوخنا زين الدين العراقي، ووقعت بعده العشاريات لجماعة منهم حافظ العصر شيخ الإسلام الشهاب ابن حجر، وقد منّ الله علي بالاسناد العالي مع تأخر اشتغالي بالحديث، وكون زماني ممن وقع لهم العشاريات بعيداً غير حديث، فكان أكثر ما يقع لي غالباً أحد عشر ولا شك في ارتفاعه وعلوه، فإنه إذا لم يقع للحافظ العراقي إلاّ العشاري يكون لنا اثني عشرياً إذ يكون هو الحادي عشر والراوي لنا عنه الثاني عشر، وقد فحصت بعون الله فوقع لي أحاديث بسيرة عشارية فوقعت مني موقع الزلال من الصادي، بل ثلجت ثلج الضال في المهمة ببزوغ الهادي، فخرجتها في هذا الجزء وسميته " النادريات " ثم ساقها، وهي في نحو ورقتين. وقد أثبت هذا الجزء بتمامه الشيخ أبو سالم العياشي آخر ثبته " مسالك الهداية " قائلاً إنها أعلى ما رويت بل أعلى ما يروى في زماننا هذا، لأن بيننا وبين السيوطي واسطتين، وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشر وسائط، فيكون بيننا وبين حبيب الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلاً، ولا شك أن هذا أعلى ما يوجد، فإن شيخ مشايخنا القصار قال: أعلى ما حصل له في ثلاثيات البخاري أربعة عشر رجلاً فرأى أنه حصل له بذلك فضل كبير وخير كثير، كذلك في ثنائيات الموطأ وقد ذكر ذلك في فهرسته ثم ساقها بنصها راوياً لها عن الشهاب الخفاجي عن البرهان العلقمي عن السيوطي، اهـ.

قلت: وتحصل لنا هذه العشاريات السيوطية، لكن منها ما هو مروي بالإجازة العامة بستة عشر، لأن بيننا وبين السيوطي خمسة وذلك عن المعمر أحمد بن صالح السويدي، عن الحافظ مرتضى الزبيدي، عن ابن سنة الفلاني

ص: 687

بالإجازة العامة لأهل عصره، عن مولاي الشريف، عن العلقمي عنه ولا أعلى من هذا السند الآن، لأن بيننا وبين وفاته أربعمائة وثلاثين سنة، وبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها ست عشرة واسطة. وأعلى من ذلك ما حصل لنا في ثلاثيات البخاري، فإن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها أربع عشرة واسطة فقط، وهذا لا أعلى منه في الدنيا.

ومن العجائب أني وقفت بمراكش على نسخة من " فتح الملك ناصر في إجازات بني ناصر " لمحمد المكي بن موسى الناصري بخطه، فلما ساق عشاريات السيوطي بواسطة إجازة البرهان إبراهيم السباعي لأبيه كتب عليها العلاّمة المؤرخ محمد الصغير الافراني المراكشي بخطه ما نصه ومنه نقلت:" هذه العشاريات التي أفردها السيوطي بالتأليف سبقه لها أبو حيان، والعجيب من السيوطي كيف ينسبها لنفسه، قاله محمد الصغير الافراني "، اهـ. وهذا غريب، كأن الافراني رحمه الله لم يتصور الأمر كما هو وقت كتبه لما ذكر، فإن السيوطي وصلها بأسانيده فصار لخ بحصولها له عشارية غاية الفخر، إذ حصول العشاري للسيوطي وهو في القرن العاشر أعجب وأفخر من حصوله لأبي حيان وهو قبله بقرون، ولو صحَّ الانتقاد على السيوطي بتخريجها لانتقد على أبي حيان أيضاً لكون الطبراني سبقه إلى إخراجها في معجمه. ولعل الافراني ما طالع خطبة كتاب " النادريات ". وقد فهم الأمر على وجهه الشهاب ابن إبراهيم الدكالي الفاسي صاحب " سلسلة الذهب " فإنه كتب بهامش رسالة السيوطي:" هذه الأحاديث الثلاثة بعينها ثمانيات لأبي حيان أوردها الشيخ المقري في ترجمته في تاريخ الأندلس "(1) .

وقد وجدت عشاريات السيوطي في بعض المجاميع تحت عنوان " الكواكب السيارات في الأحاديث العشاريات " ثم وقعت لي منها نسخة أخرى عتيقة

(1) انظر نفح الطيب: 561:2 - 563.

ص: 688

مروية بخط صاحب سلسلة الذهب المنقود تحت عنوان " الكواكب الساريات " النادريات من العشاريات " ثم وقفت على جزء للشهاب أحمد العجمي المصري في عواليه أدخل فيه عشاريات السيوطي هذه، وعقب بشرح غريبها وأحال فيه على تأليف آخر للحافظ السيوطي مسمى ب " الفيض الجاري في طريق الحديث العشاري " (انظره) ثم وجدت لبعضهم أن من جملة مؤلفات السيوطي " جزء السلام من سيد الأنام " وهو جزء جمع فيه ما وقع له عشارياً وهي ثلاثة وعشرون حديثاً فعلى هذا للسيوطي في العشاريات أربع مصنفات، والله أعلم.

445 -

نهزة الناظر ونزهة الخاطر (1) : من الفوائد المنقاة والأحاديث العوالي الموافقات والابدال والتساعيات والمصافحات والأناشيد المنتخبات: لشرف الدين أبي محمد الحسين بن علي بن عيسى بن الحسن بن علي اللخمي الصيرفي المتوفى في 24 ذي الحجة عام 699، منه نسخة في مكتبة الاسكوريال باصبانيا.

النزهة المستطابة: اسم فهرس الشيخ عبد الخالق بن علي المزجاجي اليمني (انظر حرف العين)(2) .

446 -

النفحة القدوسية بواسطة البضعة العيدروسية (3) : قال الحافظ

(1) انظر بروكلمان، التكملة 628:1 وقد سمى كتابه: نهزة الخاطر ونزهة الناظر، وهو برقم 1800 في الاسكوريال.

(2)

انظر رقم: 338 في ما يلي.

(3)

ترجمة عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في النفس اليماني: 231 وسلك الدرر 328:2 وخطط مبارك 11:5 والجبرتي 27:2 (175:3 في وفيات سنة 1192) والزركلي 113:4 وهو يعتمد أيضاً على ثبت ابن عابدين: 47 وتاريخ الشعراء الحضرميين 189:2.

ص: 689

مرتضى في ترجمة العارف عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس (1) : " لما كثر عليه الواردون من الديار البعيدة وصاروا يتلقون عنه طرق الصوفية وكان هو في غالب أحواله في مقام الغطوس، أمرني أن أجمع أسانيده فألّفت باسمه كتاباً في عشرة كراريس، وسماها " النفحة القدوسية (2) بواسطة البضعة العيدروسية " وذلك سنة 1171 وقد نقلت منها نسخ كثيرة وعم بها النفع " اهـ. من المعجم. والنفحة هذه في نحو عشرة كراريس اشتملت على أسناد مائة وسبعين طريقة كاملة بأسانيدها، نرويها بأسانيدنا إليهما.

447 -

النفح المسكي في شيوخ أحمد المكي (3) : هو معجم صديقنا مسند الشرق ولا أستثني الاخباري الراوية المحدث الرحال المعتني بضبط الأسماء والوفيات الماهر في معرفة الخطوط والعالي والنازل الشيخ أحمد أبي الخير بن عثمان بن علي جمال العطار المكي الأحمدي الهندي، ولد بمكة المكرمة كما أخبرني به بلفظه وقيدته عنه يوم الاثنين 2 ذي القعدة سنة 1277، وابتدأ في طلب العلم عام 1295 بمكة، ورحل إلى الهند عام 1296، واعتنى بالرواية والحديث والرحلة لأجلهما، وكتب ونسخ وسمع على الشيوخ وقرأ عليهم بنفسه، وتم له سماع الكتب الستة، رُزق سعداً عظيماً في هذا الباب، ولا يكاد يخفى عليه اسم ولا طبقة راوٍ بالمشرق قديماً كان أو حديثاً، واعتناؤه بالمتأخرين أكثر، وقع بيده من كتب هذه الصناعة ودواوينها ما له بال، إلاّ أن ترحاله الطويل كان يقضي عليه بمفارقة ما يدخل بيده من الأصول والدواوين، وربما اتجر في الكتب الحديثية المطبوعة فيجلب غريبها للحجاز

(1) انظر الجبرتي 189:3 (ط/ 1965) .

(2)

الجبرتي: القدسية.

(3)

انظر ما تقدم رقم: 7، 19، 40 وللعطار الهندي ترجمة في سير وتراجم بعض علمائنا لعمر عبد الجبار ص: 73 كما ترجم له الزركلي 161:1 اعتماداً على فهرس الفهارس، وكانت وفاته سنة 1335.

ص: 690

وغريب ما في الحجاز للهند، وبقي يتردد بين الهند والحجاز واليمن نحو خمس عشرة سنة.

وصنف في هذا العلم الدواوين المعتبرة، لف در السحابة في صحة سماع الحسن البصري من جماعة من الصحابة في نحو عشر كراريس بخطه الدقيق يخرج في مجلد ضخم جمع فأوعى نفسه فيه نفس المتقدمين، وله حصول المنى بأصول الألقاب والكنى، وله الهدية الأحمدية في الذرية المجددية آل الشيخ عبد الغني الدهلوي وهو باللغة الفارسية مطبوع بالهند رأيته عند الشيخ محمد مراد القازاني بمكة، وله البركة العامة في شيوخ الإجازة العامة، وله فهرس شيخه مولانا فضل الرحمن الهندي المسمى " إتحاف الإخوان بأسانيد مولانا فضل الرحمن " وهو مطبوع (ذكر في حرفه)(1) ورسالة في شأن المعمر الواقع في سند المصافحة من طريق أبي عبد الله الصقلي المغربي، ومعجم وسط في الآخذين عنه وتراجمهم بالاختصار، وله غير ذلك من الإجازات الطويلة الجامعة والتقارير، وله حاشية على الأمم للبرهان الكوراني تتبعها ضبطاً ونقداً وتعريفاً برجالها المذكورين فيها، كان مهتماً بطبعها مع الأمم ونسخته من الأمم بحاشيتها هذه هي في ملكي الآن والحمد لله. وكتب لي رحمه الله من بور سعيد بتاريخ 1325 يقول:" وإن وفقني الله بالمدينة المنورة أؤلف كراسة أذكر فيها أسماء الفارس والأثبات والإجازات المتفرقات الموجودة عندي مرتباً على حروف المعجم، فقد جمع عندي من ذلك كثير "، اهـ. ولا أدري هل وفى بهذا الوعد أم لا. قال الشيخ أبو الحسن علي بن ظاهر الوتري في برنامج الآخذين عنه عام 1306:" الشيخ العالم المحدث المعتني بضبط الأسماء والرجال، اجتمعت به بالمدينة عام 1302 فسمع مني حديث الأولية وقرأ علي "، اه.

(1) انظر رقم: 19 (ص: 170) .

ص: 691

ومعجمه المذكور هنا من أنفس ما ألفه المتأخرون على الإطلاق وأوعبه عند أهل الأذواق، ترجم فيه لسبعين من مشايخه ممن أجازه عامة من الحجازيين واليمنيين والهنديين والمصريين والشاميين والمغربيين والبغداديين، استوعب أخبارهم ونقل نصوص إجازتهم له ونصوص إجازات مشايخهم لهم، أوقفني عليه بخطه الدقيق الجيد، يخرج بخط غيره في مجلدة ضخمة، ولشدة إعجابي به اختصرته.

وهذا برنامج من ترجم له فيه ممن أجاز له ما عنده رتبتهم على ترتيبهم في معجمه:

حرف الألف: أحمد دحلان. أحمد البرزنجي. أحمد الحضراوي. إبراهيم الخنكَي المكي. إبراهيم بن محمد سعيد الفتة المكي تلميذ عابد السندي وعمر بن عبد الرسول ومحمد صالح الرئيس وهو أعلى من أدركه بمكة. أسد الله ابن محمد كريم العثماني الالهابادي الهندي إسماعيل بن الحكيم محمد نواب الكابلي المكي وتدبج معه إمام الدين بن يار محمد البنجابي الطونكي. إمداد الله بن محمد أمين الأدهمي العمري المكي شيخ الطريقة الجشتية. أمين بن حسن بن مصطفى البسنوي المدني. أيوب بن قمر الدين الصديقي الفلتي البوفالي.

الجيم: جمال الدين بن الحاج عبد الشكور البهاري. جمال الدين بن وجيه الدين الصديقي الدهلوي.

الحاء: حسن شاه النقوي الرامفوري. حسن الزمان بن قاسم علي الدكني. القاضي حسين السبعي الأنصاري الحديدي الهندي وهو شيخ تخريجه وعمدته. حسين الحبشي الباعلوي المكي. محمد حسين العمري الالهابادي الجشتني.

الخاء: خضر بن عثمان الرضوي الحيدرابادي.

ص: 692

الراء: رحمة الله ابن خليل الرحمن الهندي صاحب كتاب إطهار الحق. رضا علي بن سخاوة علي العمري البنارسي.

الزاي: زين العابدين بن القاضي محسن السبعي الأنصاري.

السين: محمد سعيد بن عبد الله القعقاعي المكي. محمد سعيد بن صبغة الله المدراسي محمد سعيد بن واعظ علي العظيمابادي.

الشين: شرف الدين بن مرتضى الأحمدابادي:. شرف الدين بن محمد غزن الفيشاوري. محمد شكور بن أمانة علي الطياري الهندي.

الصاد: صالح بن عبد الله المطلبي المكي. محمد صالح بن عبد الرحمن الزواوي المكي. الأمير صديق حسن بن أولاد حسن القنوجي.

العين: عباس بن صديق الفتني المكي. عبد الجليل برادة المدني، عبد الحكيم ابن بركة الله الدهلوي. عبد الحي اللكنوي وهو أعلم مشايخه بالهند. عبد الرحمن الأنصاري اليانيبتي الدهلوي. عبد الرحمن بن محمد أبو خضير الدمياطي المدني، عبد القادر بن أحمد الطرابلسي المدني. عبد القيوم بن عبد الحي البدهانوي الحنفي. عبد الله بن إدريس السنوسي المغربي. عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني. علي أكرم بن علي أحسن الأروي. علي بن ظاهر الوتري المدني. عليم الدين بن رفيع الدين القندهاري وهو أعلى مشايخه إسناداً عمر بركات البقاعي.

الفاء: فالح الظاهري المهنوي المدني، فريد الدين بن فسيح الدين الكاكوري. فضل الرحمن بن أهل الله الصديقي المرادابادي أعظم مشايخه قدراً وإليه ينتسب في الطريق.

الكاف: كريم بخش بن إمام بخش الصديقي المشلي.

ص: 693

الميم: محمد بن سليمان حسب الله المكي. محمد أبو خضير الدمياطي. محمد بن الشيخ أبي العباس أحمد بن إدريس اليمني لقيه باليمن. محمد أمين ابن رضوان المدني وأخذ عنه أيضاً. محمد بن أحمد بن رضوان مسند المتأخرين. محمد خليل القاوقجي الطرابلسي الشامي. محمد بن سالم عائش الحديدي اليمني. محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي. محمد بن علي الكناني المكي. محمد أمين ابن عمر بالي زاده المدني. محيي الدين ابن عليم الدين الجعفري الالهابادي. مصطفى بن سليمان العفيفي المكي.

النون: نعمان بن محمود الآلوسي البغدادي. نعيم اللكنوي الهندي. نور الحسنيين بن محمد حيدر الأيوبي الحيدرابادي.

الياء: يحيى بن وجيه الله العظيمابادي. يعقوب علي خان الأفغاني البريلوي. يوسف بن علي العثماني الجوفاموي. يوسف بن عبد القيوم الصديقي. وبه كمل سبعون شيخاً له.

ومن شيوخه الذين لم يترجم لهم في معجمه: ندير حسين الدهلوي. أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الهندي وتدبج معه. أحمد بن حسين العطاس. علي بن محمد بن حسين الحبشي اباعلوي الحضرمي. عبيد الله بن محسن بن علي السقاف. أبو النصر الخطيب الدمشقي. محمد بن سالم التريمي الباعلوي. يوسف ابن إسماعيل النبهاني بواسطتي. وطاهر سنبل المدني بارشادي.

واستجاز لي ولنفسه بعد انفصالي من الحجاز من لمعان الحق بن محمد برهان الحق الأنصاري اللكنوي ومن حبيب الله الشطاري وغيرهما من أهل الهند، فكل من أروي عنه من الهنديين مكاتبة فبواسطته، جزاه الله خيراً، وخصوصاً شيخه وولي نعمته القاضي حسين السبعي شيخ كافة محدثي هذا العصر، فإني ما كنت أعلم أنه في الأحياء إلاّ بعد لقيه، وعجبت من ذلك أكبر إعجاب، لأنا كنا نراه من مشايخ كبار من مضى من أهل القرن المنصرم وهذا، وناهيك أنه أجاز للأمير صديق حسن عام 1281 أو قبلها، فحقق

ص: 694

لنا حياته وسهل علينا استجازته وكتب مكتوباً بقي عنده نسويده بخطه، فأجازنا رحمه الله بموجبه عام 1325 بعد إجازته للأمير القنوجي بنحو 44 سنة، وأشرك معي في هذه الإجازة الأولاد والأحفاد وهي منقبة لي وله تشكر ولا تكفر. واستجزت أنا له من جماعة المغاربة من شيخنا الأستاذ الوالد ومن أبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري وشيخه قاضي فاس حميد بن محمد بناني الفاسي وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي وغيرهم.

ودخل لمصر بعد رجوعي للمغرب فأخذ عن سليم البشري وسمع حديث الأولية من حسن السقا وتدبج مع الشيخ عبد البر ابن أحمد منة الله المالكي وغيرهم. ودخل طندتا فسمع بها من بعض أصحاب القاوقجي وغيره، وتدبج في المدينة المنورة أخيراً مع ابن خالنا أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني.

أجازني المذكور بكل ما له، كما أجزت له أيضاً جميع ما اتصل بي ولم تنقطع بيننا المكاتبة من الهند والحجاز إفادة واستفادة، إلى أن حالت بين مواصلتنا الحرب العالمية فانقطع عني خبره، ولا أدري ما فعل الله به، والمقطوع به ارتحاله إلى رمسه، إذ لو كان في الأحياء لواصلني بالأقدام بعد مداولة الأقلام، والمكاتب التي جرت بيننا وبينه في هذه الصناعة لو جمعت لخرجت في جزء وسط. وأنتسخ لي " النفس اليماني " وغيره من الكتب النفسية، وكلما تذكرت موته وأكل الدود لسانه صَغُرَ بين عيني ما بين يدي، لكن كلُّ من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

448 -

النفس اليماني والروح الريحاني (1) في إجازة القضاة الثلاثة بني الشوكاني: لمسند عصره وإمام عصره مفتي زبيد وجيه الدين عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي اليمني الشافعي الأثري. نَفَسُهُ

(1) ترجمة الوجيه الأهدل مرت برقم: 76.

ص: 695

هذا من أنفس ما ألف وأرفع ما صنف في القرن المنصرم، اتساع رواية وعلو إسناد، وضم المكي للهندي والخراساني لليمني والمغربي للمصري.

ألفه باسم أولاد الحافظ الشوكاني، وهم القضاة الثلاثة: جمال الإسلام علي وعز الإسلام أحمد وشرف الإسلام يحيى اجازةً لهم، قال في أوله:" لما كان طلب الإجازة من الأعلى والمساوي والدون، طريقةً سلكها من أهل العلم الأولون وتبعهم الآخرون، تكرر طلب ذلك من الحقير الذي من قسم الدون من الولد القاضي العلاّمة الجهبذ الفهامة "

الخ رتب مشايخه على ثلاثة طبقات:

الطبقة الأولى: الذين قرأوا على جده الإمام يحيى بن عمر مقبول الأهدل وأجازهم، منهم والده الإمام سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل مفتي زبيد والمعمر عبد الله بن عمر الخليل وعبد الله بن سليمان الجرهزي وأحمد بن حسن الموقري وأبو بكر بن محمد الغزالي الهتاري والمعمر أمر الله بن عبد الخالق ابن الزين المزجاجي الزبيدي فهؤلاء من هذه الطبقة ستة ممن أجازهم جده يحيى وأجازوا له.

الطبقة الثانية: ممن روى عن السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل منهم والده سليمان بن يحيى وأبو بكر بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل ويوسف ابن حسن البطاح الأهدل وعثمان

بن علي الجبيلي وعبد الرحمن بن محمد المشرع وعبد الخالق بن علي المزجاجي ويوسف بن محمد بن علاء المزجاجي وإسماعيل بن أحمد الربعي ووالده محمد بن إسماعيل الربعي.

الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن والده سليمان بن يحيى بن عمر منهم أبو بكر بن علي البطاح الأهدل ويوسف بن محمد البطاح الأهدل والطاهر بن أحمد الأنباري.

ص: 696

ثم ترجم لمشايخه الآفاقيين الذين وردوا لزبيد فمنهم حامد بن عمر باعلوي التريمي وعبد القادر بن خليل كدك زاده المدني وعلي بن عمر القناوي المصري وعبد الصمد بن عبد الرحمن الجاوي ومحمد بن الحسين بن إبراهيم الاسلافي وحسين بن عبد الشكور الطائفي والصفي أحمد بن إدريس العرايشي دفين صبيا باليمن.

ثم ترجم لمشايخه الذين أجازوه من صنعاء اليمن فمنهم عبد القادر بن احمد الكوكباني ومنهم الاعلام الثلاثة إبراهيم وعبد الله وقاسم أولاد الأمير محمد بن إسماعيل المعروف بالأمير الصنعاني وأحمد بن محمد قاطن الصنعاني.

ثم ترجم لمشايخه من أهل الحجاز فذكر منهم أحمد بن عبد القادر بن بكر العجيلي وإبراهيم بن محمد الزمزمي المكي ومحمد صالح بن إبراهيم المذكور، وفي ترجمة المذكور صرح الأهدل بروايته عن ابن سنة الفلاني بعموم إجازته لأهل عصره وعبد الملك القلعي وعبد القادر بن خليل كدك زاده المتقدم في عداد الواردين إلى زبيد وابن عبد الشكور وسالم بن أبي بكر الكوراني المدني ومحمد بن سليمان الكردي.

ثم ترجم لمشايخه المصريين فمنهم عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني والحافظ مرتضى الزبيدي وهم ختام ذلك الدور وآخر أيمة هذا الشأن.

فجملة مشايخ الوجيه الأهدل الذين أجازوه عامة مروياتهم نحو الأربعين، وأنت إذا علمت أن فيهم من مشايخ الحافظ مرتضى أربعة عشر كسليمان الأهدل وعبد الرحمن العيدروس والجرهزي وابن الخليل والموقري والجبيلي وأحمد قاطن والكردي وابن عبد الشكور وغيرهم. مع كون الأهدل عاش بعد الحافظ مرتضى نحو الخمسين سنة، علمت أن الوجيه الأهدل كان خاتمة من يرحل إليهم في الدنيا لعلو إسناده ووافر جاهه وبعد صيته وكبير علمه. وقد ختم كتابه " النفس " هذا بالإجازة العامة لكافة من أدرك حياته سيما من

ص: 697

وقعت بينهما المعرفة، خصوصاً من وقعت بينهما الاستفادات العلمية وأولادهم ومن سيولد لهم.

وكانت ولادته هو رحمه الله بزبيد سنة 1179 ومات بها ليلة الثلاثاء 12 رمضان سنة 1250 وكان من الدعاة إلى الأثر والهدي النبوي مع كونه كان متولياً إفتاء زبيد، انظر إلى قوله في ترجمة الصفي أحمد بن إدريس العرايشي بعد وصفه بأنه لم يكن يقلد أحداً بل يعمل على الحديث ما نصه كما هي طريقة خلائق من الاعلام ثم أنشد (1) :

ومذهبي كل ما صح الحديث به

ولا أبالي بقالٍ (2) فيه أو زاري (وأنظر ما يأتي عنه أيضاً في ترجمة جد أبيه يحيى) .

ومن تآليفه: شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر إلاّ أنه لم يكمله، والمنهج السوي حاشية المنهل الروي وفيه دلالة كما قال صاحب " فتح الرحمن " على كماله في علوم الحديث وأنه من أجل أيمته، وله فرائد الفوائد وقلائد الخرائد في مجلدين جمع فيهما فأوعى.

أفرد المترجم بالتصنيف تلميذه العلاّمة سعد بن عبد الله سهيل اليمني في مجلد لطيف سماه " فتح الرحمن في مناقب سيدي عبد الرحمن " أتمه سنة 1263.

أخذ عن الوجيه الأهدل الناس طبقة بعد طبقة كالأخوين محمد وعمر ابني عيدروس الحبشي وعلوي بن عبد الله بن علوي الحبشي وأحمد بن عمر ابن سميط وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عيدروس وعبد الله بن أبي بكر

(1) النفس اليماني: 161.

(2)

النفس: بلاح.

ص: 698

صاحب البقرة وعبد الله بن الحسين الحبشي ومحمد بن حسين الحبشي وعمر بن محمد بن سميط وعبد الله بن أحمد باسودان ومحمد بن محمد السقاف باعلوي ويس بن عمر الجبرتي ومحمد بن المساوي الأهدل ومحمد بن أحمد بن إدريس وعبد الرحمن ابن أحمد بن حسن البهكلي ومحمد بن محمد باقيس الحضرمي وسعيد بن عبد الله سهيل اليمني وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي ومحمد بن محمد صالح الشعاب الأنصاري وحافظ الحجاز عابد السندي وحسن بن عبد الباري الأهدل ومحمد ابن ناصر الحازمي وسيد المراوعة محمد بن عبد الباري الأهدل وأولاد الشوكاني الثلاثة ومحمد عثمان المرغني ومحمد بن طاهر الأنباري ومحمد بن أحمد المشرع وعمر بن عبد الرسول العطار المكي وعباس بن صالح الخباشي اليمني المكي الشافعي وولده محمد بن عبد الرحمن وغيره من أولاده وأحفاده وبني عمه.

نتصل به من طريق جميع من ذكر، وأروي كتاب النفس هذا وكل ما له عن السيد حسين الحبشي الباعلوي عن أبيه والعلاّمة الصالح أحمد بن عبد الله بن عيدروس ومحمد بن ناصر الحازمي ثلاثتهم عنه. ح: وأرويه أيضاً عن القاضي حسين السبعي الأنصاري عن الحازمي والقاضي أبي العباس أحمد ابن محمد بن علي الشوكاني وحسن بن عبد الباري الأهدل عنه. ح: وأرويه أيضاً عن أبي الحسن علي بن ظاهر ومحمد أمين رضوان المدني كلاهما عن أحمد بن محمد المعافى الضحوي عن الحافظ القاضي الحسن بن أحمد بن عبد الله عاكش عنه. وأروي عن محمد سعيد القعقاعي المكي عن قاضي مخا محمد سعيد عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عن جده. ح: وعن السيد حسين الحبشي والسيد علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي كلاهما عن السيد عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عنه. ح: وعن القاضي حسين السبعي عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عنه. ح: وعن الشيخ خضر بن عثمان الرضوي الهندي عن الشيخ يس بن عمر الجبرتي عن الوجيه الأهدل. ح: وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب

ص: 699

العيدروس كتابة من الهند عن أبيه عن الوجيه الأهدل. وأرويه عن أبي الحسن علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي لقيته بمكة حجاجاً عام 1323 وهو عن العلاّمة سعيد بن عبد الله سهيل اليمني الزبيدي وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي كلاهما عن الوجيه الأهدل عالياً، وأرويه مسلسلاً بالأهدليين عن السيد علي ابن محمد الأهدل المذكور عن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عنه. وأروي عن السيد علي المذكور أيضاً وهو عن علي بن أحمد المزجاجي الحنفي المتوفي سنة 1301 عن السيد عبد الباقي بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه وأروي عالياً أيضاً عن المعمر السيد صافي بن عبد الرحمن الجفري بمكة عن السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه بل شارك السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل المذكور والده في كثير من أشياخه.

449 -

النشر المعطار في أسانيد جملة من الأحزاب والأذكار: هو من الأثبات التي ذكر صاحب " الباقيات الصالحات " أنها أجيزت له، فنرويها من طريقه.

450 -

النفحات الغوالي في الأسانيد العوالي (1) : هو ثبت صغير لطيف للمحدث أحمد قاطن الصنعاني اليمني، ذكر فيه عواليه من طريق المعمرين والخضر والعالم الروحاني وغير ذلك هو عندي، أهداني نسخة منه الشهاب أحمد أبو الخير بمكة. روى فيه عن يحيى بن عمر الأهدل وابن الطيب الشرقي وعبد الخالق بن الزين المزجاجي ثلاثتهم عن العجيمي وغيره. قرأت أحاديثه على شيخنا حسين الحبشي يوم التروية بمكة المكرمة عام 1323، وأجازني به عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن شيخ صنعاء اليمن الشمس محمد بن علي العمراني عن مؤلفه الحافظ أحمد بن محمد قاطن.

(1) ترجمة أحمد قاطن مرت، انظر رقم: 89 (ص: 284) .

ص: 700

451 -

النوادر من أحادين سيد الأوائل والأواخر (1) : لمحدث الهند الشيخ أحمد ولي الله الدهلوي، أرويه بأسانيدنا إليه وهي معروفة (انظر الانتباه والإرشاد والفضل المبين وولي الله من حرف الواو) ذكر له هذا الثبت شيخنا المحدث الشيخ عبد الحق بن محمد الدهلوي المكي في إجازته التي كتب لي بمكة عام 1323.

حرف الصاد

360 -

الصاحبان (2) : هما الحافظان أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبيدة ابن ميمون ونظيره الإمام الأوحد الحافظ أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن جرير اين شنظير، كان أبو جعفر حافظاً للغة راوية للحديث مقبلاً على الآخرة، مات سنة 400 عن 47، وكان هو وابن شنظير كفرسي رهان في العناية الكاملة لهما في البحث عن الرواية والضبط، رحل الناس إليهما، ثم انفرد ابن شنظير ومات سنة 402 عن 50. لهما برنامج ينقل عنه ابن الأبار في الذيل على الصلة، وقد ترجم لهما بلفظ الصاحبان في حرف الصاد السيوطي في " طبقات الحفاظ "

361 -

الصابوني (3) : هو أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني، أروي برنامجه من طريق ابن الأبار عن غير واحد من أصحاب يونس بن محمد ابن مغيث عن أبي عبد الله ابن بشير عن الصابوني.

(1) انظر رقم: 36، 63، 495، 632.

(2)

انظر طبقات الحفاظ: 422 في ترجمة الصاحبين وتذكرة الحفاظ: 1091 والصلة: 20 في ترجمة احمد بن محمد بن عبيدة وتذكرة الحفاظ: 1092 والصلة: 89 في ترجمة إبراهيم.

(3)

ترجمة الصابوني في الصلة: 615 (وكانت وفاته سنة 423) .

ص: 701

362 -

الصباغ (1) : هو الأمام المحدث الصالح أبو العباس أحمد بن مصطفى بن أحمد الصباغ الاسكندري المالكي المتوفي سنة 1162، قال عنه الزبادي الفاسي في رحلته:" لم أرَ في علماء عصرنا أكثر منه خشوعاً ولا أغزر منه دموعاً إلى أخلاق حسان " اهـ. وقال عنه الحضيكي في طبقاته: " كان عظيم المحبة في النبي صلى الله عليه وسلم، مولعاً بأحواله، معتنياً بسنّته وسيرته، عارفاً بأحوال الصالحين والعلماء العارفين، ويقول عليكم بعلوم الشرع: الفقه والحديث والتفسير، وكنت جاورت بالحرمين الشريفين نحو خمس سنين فما رأيت أحداً يسأل عن مسائل البيان والمنطق وإنما سؤالهم عن الفقه والسنّة فالعاقل يعطي كليته وهمته لذلك ولا يغتر بالشقشقات "، اه.

يروي عامة عن البرهان إبراهيم الفيومي ولازمه كثيراً حضر عنده في مختصر خليل نحو خمس وعشرين سلكة وفي التتائي على الرسالة نحو الثلاثين مرة وفي شرح الزرقاني على العزية نحو خمس مرات، كما يروي عامة عن عبد الله بن سالم البصري والنخلي ومنصور المنوفي ومحمد بن عبد الله المغربي والشمس محمد زيتونة التونسي البصير وابن الميت البديري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وتاج الدين القلعي ومحمد بن عبد الله السجلماسي والشهاب أحمد النفراوي شارح الرسالة وغيرهم.

له ثبت مشهور في كراريس أتمه سنة 1158، قال عنه الزبادي في رحلته:" فهرسته كبيرة جامعة لمرويات كثيرة من أسانيد الكتب الحديثية والتفسيرية والقراءات والمسلسلات وكتب الفقه والتصوف والأحزاب وأسانيد طرق القوم من مصافحة ومشابكة ومناولة السبحة وتلقين الذكر وإلباس الخرقة وغير ذلك "، اه. وقد اختصره العلاّمة أبو الفضل محمد الهادي ابن محمد بن

(1) ترجم له شجرة النور: 338 والكتاني يعتمد رحلة الزبادي وطبقات الحضيكي في ترجمته؛ وذكره الجبرتي عرضاَ 141:2 (ط/ 1965) .

ص: 702

عبد الله العراقي الحسيني الفاسي، قال الزبادي في رحلته:" والاختصار طويل لا يناسب هذه الأوراق فلذلك لم أسقه هنا "، اهـ. وثبته هذا معتمد عند التونسيين جلبه إليهم من المغرب البرهان الرياحي فعنه عرفوه.

نرويه عن الشيخ الطيب النيفر وأبي النجاة سالم بوحاجب كلاهما عن البرهان الرياحي عن محمد الطاهر بن المير السلوي بها سنة 1216 عن عمر بن عبد الصادق الششتي سنة 1190 عن مؤلفه. ويرويه السلوي المذكور عن أبي عبد الله محمد ابن الهادي مدينه، به عرف، التطواني عن الشيخين عبد الوهاب العفيفي ومحمد بن عيسى، عرف بالزهار، كلاهما عن الصباغ. ونرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن القطب عبد الوهاب العفيفي عن الصباغ. ونرويه من طريق المصريين عم علاّمة الديار المصرية الوجيه عبد الرحمن الشربيني الشافعي عن مصطفى الذهبي عن حسن بن درويش القويسني عن سليمان البجيرمي المعمر عن الشهاب الصباغ. ونرويه أيضاً عن المعمر الشيخ موسى المرصفي عن محمد الخناني عن حسن بن درويش القويسني عن أبي هريرة داوود القلعي عن أحمد بن أحمد جمعة البجيرمي عن الصباغ. ونرويه بأسانيدنا إلى ابن الحسن بناني والحضيكَي والعشماوي كلهم عنه.

وقد رواه عن مؤلفه من أعلام فاس العلاّمة محمد عبد الهادي العراقي والأديب العلاّمة عبد المجيد بن علي الزبادي، ولكن لم يتصل بنا من طريقهما، كما رواه عن مؤلفه من الجزائريين الشيخ عبد الرزاق بن حمادوش وساقه بنصه في رحلته. وأعلى ما بيننا وبين الصباغ عن الشيخ أحمد الجمل النهطيهي المصري عن الشمس محمد البهي الطندتائي عن يوسف الشباسي الضرير عنه، وهذا عال جداً.

ومن أغرب ما في الثبت المذكور إسناد حديث " من شكا ضرورته وجبت معونته " عن شيخه الإمام سليمان الشبرخيتي عرف بالبعلي عن السيد محمد

ص: 703

الثعالبي الجزائري عن الإمام سلامة بن شعيب عن الإمام محمد جاكي الليثي عن القاضي شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنرويه بأسانيدنا إلى الصباغ به فهو عشاري لنا من طريقه. وقد روى الحافظ مرتضى الحديث المذكور، في " ألفية السند " له عن الشمس محمد بن أحمد البليدي المالكي المصري عن الشبرخيتي المذكور، فكأنه رواه عن الصباغ مع أنه مات قبل دخول السيد مرتضى لمصر. وقد روينا الحديث المذكور عالياً باسناد مغربي عن قاضي سطات أبي عبد الله محمد بن القاضي بوشتي الكَداني ومحمد بن علي ابن قاسم المزميزي، كلاهما عن والد الأول عن صالح بن التهامي الشرقاوي عن محمد صالح البخاري عن علي بن إبراهيم عن المعمر محمد بن عبد الفتاح الجني عن شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حدثنا بالحديث المذكور عالياً الشيخ المعمر الصالح أبو عبد الله محمد بن المدني الشرقاوي بآنفي عام 1321 عن عمه صالح بن التهامي المذكور عن زوج أخته أبي حفص عمر ابن المكي الشرقاوي عن شمهروش عالياً، فهو على هذا لنا رباعي، وقد حصل للسيد مرتضى سداسياً فأفتخر به قائلاً في " ألفية السند " له في ترجمة شيخه البلدي:

وخذ لإسنادِ حديثٍ عال

من طرقِ الجنّ بالاتصالِ

عن شيخنا الماضي الشهير الصيتِ

عن شيخه منسوبِ شبرخيتِ

أعني سليمانَ عن الجزيري

ذي الفضل والتحقيق والتحرير

عن شيخه سلامةَ الإمامِ

وذا عن الليثيّ بالإعلامِ

عن شيخه شمهروش الولي

قاضي قضاة الجن ذي الرقي

عن النبيّ من شكا ضرورته

ذا أولُ الحديث فانقلْ صورتَهْ تنبيه: ما في " عمدة الأثبات " من رواية الحافظ مرتضى عن المترجم لا يصحُّ بل بواسطة.

ص: 704

363 -

الصبان (1) : هو الإمام العلاّمة المتفنن أبو العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي المصري، يروي عامة عن الملوي وحسن المدابغي والعشماوي والبليدي والحفني والشبراوي والجوهري وعطية الأجهوري والصعيدي وحسن الجبرتي وغيرهم، وأخذ الطريقة عن العارف العفيفي وأبي الأنوار أبي وفا، وهو الذي كناه بأبي العرفان.

وللمترجم من التآليف في الحديث منظومة في اصطلاح الحديث في ستمائة بيت، وأخرى عارض بها قصيدة ابن فرح، ومنظومة في ضبط رواة الصحيحين، ونظم أسماء أهل بدر، وله ثبت أحال عليه في إجازته لابن عبد السلام الناصري قال: فصلت فيه ما أخذته عنهم. أرويه وكل ما له من طريق الناصري المذكور وغيره عنه، مات بداء السل، عافانا الله منه، سنة 1206.

364 -

الصدفي (2) : هو الإمام الحافظ فخر الأندلس أبو علي حسين بن فيرُّه بن حيون الصدفي ويعرف بابن سكرة، له برنامج في أسماء شيوخه، وأفرد شيوخه بالتأليف القاضي عياض

فعدَّ له مائة وستين شيخاً، وأفرد تلاميذه أيضاً الحافظ ابن الأبار التونسي وغيره (انظر المعاجم) وهو ممن أقام للحديث السوق العظيم الذي فيه نفقت بضائعه فخضعت له فيه الرقاب وشدت له الرحال من داني البلاد وقاصيها، لوافر علمه وواسع تدقيقه وطول رحلته، وفي " الديباج " (3) :" قال أبو علي الصدفي لبعض الفقهاء: خذ الصحيح فأذكر أي متن أردت أذكر لك سنده وأي سند أردت أذكر لك متنه "، اه.

(1) ترجمة الصبان في الجبرتي 201:4 (ط/ 1965)(227:2) وخطط مبارك 84:2 ومعجم سركيس: 1194 وبروكلمان، التاريخ 288:2 وتكملته 399:2 والزركلي 189:7.

(2)

تقدمت ترجمة الصدفي، انظر رقم:238.

(3)

الديباج: 105.

ص: 705

وذكروا أن صهره أبا عمران موسى ابن سعادة سمع عليه الصحيح نحو ستين مرة في نسخته المعروفة بنسخة ابن سعادة، وهي من أحباس مكتبة القرويين عندنا بفاس، كان استعارها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن فبقيت بدار المخزن بفاس يسافر بها الملوك تبركاً وتيمناً إلى أن أخرجها معه المولى عبد الحفيظ للرباط، وبعد خلعه صحبها معه لطنجة فبقية بين كتبه، وهي الآن بمكتبة المدرسة العليا بالرباط، وقفت عليها مراراً ونقلت منها.

نروي ما للصدفي من طريق عياض وابن حكم وابن بشكوال عنه، وبأسانيدنا إلى ابن خير عن الشيخين أبي الحسين أحمد بن سراج وأبي محمد عبد الله بن سعيد العبدري كلاهما عنه. وفي " درر الحجال في مناقب سبعة رجال " للعلاّمة الافراني المراكشي:" وأهل مراكش الآن كثير منهم يزعم أن أبا علي الصدفي دفين مراكش، وأن قبره برحبة موسى بن الغازي، وهناك قبر يزورونه بتلك النية، وذلك باطل لأن أبا علي توفي في وقعة قتندة (1) وكانت سنة 514، وكانت الهزيمة على المسلمين، ففقد أبو علي ولم تظهر جثته كما في " الغنية " وغيرها، اهـ. ومن خط المؤلف نقلت.

وقد وقفت في خزانة الجامع الأعظم بتازا على الجزء الأول من جامع الترمذي على أوله بخط الحافظ الصدفي المترجم إجازة به للفقيه الأمين أبي الفضل مبارك مولى إبراهيم بن عيسى الأنصاري قال: " بعد سماعه له عليه وللصحيح " وهي بتاريخ جمادى الأولى عام ستة وخمسمائة (506) ومبارك المذكور من أصحاب الصدفي الذين أغفلهم الحافظ ابن الأبار في معجمهم ولذلك استدركته عليه.

أعجوبة: وقد عثر المتأخرون بطرابلس الغرب عام 1211 على أصل عظيم من الصحيح بخط الحافظ الصدفي أسهبوا في وصفه ونعته، وها أنا أنقل لك كلامهم في شأنه، قال الحافظ ابن عبد السلام الناصري في كتابه " المزايا "

(1) في المطبوعة: قنترة، وهي خطأ.

ص: 706

بعد أن تكلم على نسخة ابن سعادة التي هي من أحباس خزانة القرويين: " وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به البلاد بخطه بطرابلس في جلد واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتّاب، إلاّ أن بالهامش منه كثرة اختلاف الروايات والرمز عليها، وفي آخره سماع عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة والحافظ الدمياطي وابن العطار والسخاوي قائلاً: " هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبنى عليه شرحه الفتح واعتمد عليه لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها الحرمين ومصر والشام والعراق والمغرب فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة، ولقد بذلت لمن اشتراه في عدة كتب من أهل طرابلس الغرب باصطنبول بثمن تافه صُرَّةَ ذهب فأبى من بيعه وبقي ضائعاً في ذلك القطر، وكان من مدح ابن العطار له بخطه ما نصه:

قد دام بالصدفَّي العلمُ منشراً

وجلَّ قدر عياضِ الطاهرِ السلفي

ولا عجيب إذا أبدى لنا درراً

ما الدرُّ مظهره إلاّ من الصدف (ي) قال ابن العطار: وقلت أيضاً في سيدنا ومولانا قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة، وقد حملت هذه النسخة لمجلسه بالصالحية في العشر الأول من رجب سنة 802 فنظر فيها وقال: لو كتبت نسخة واضحة بخط حسن وقوبلت على هذه لكانت أحسن لأن كاتبها رجل جليل القدر:

رأى البخاري بخطّ الحافظِ الصدفي

قاضي القضاةِ إمام النبلِ والسلفِ

جمالُ واسطةِ العقدِ الثمين له

ولا عجيبٌ بميل الدرّ للصدف (ي) ونحو هذا لابن عبد السلام الناصري أيضاً في رحلته الصغرى قائلاً: " عليها من سماعات العلماء في القرون السابقة عياض فمن دونه إلى ابن حجر العجب "، اه.

ص: 707

وممن رأيته أفاض في وصف هذه النسخة الفقيه المدرس أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي في رحلته الحجازية الواقعة عام 1211 قال: " لطيفة، وقفت بمحروسة طرابلس على نسخة من البخاري في سفر واحد في نحو من ست عشرة كراسة، وفي كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة، وكلها مكتوبة بالسواد لا حمرة بها أصلاً، وهي مبتدأة بما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند تمام كل حديث صورة، اهـ. ولا نقط بها إلاّ ما قل، وبآخرها عند التمام ما صورته: آخر الجامع الصحيح الذي صنفه أبو عبد الله البخاري رحمه الله والحمد لله على ما منَّ به، وإياه أسأل أن ينفع به، وكتبه حسين بن محمد الصدفي من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه، وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة والحمد لله كثيراً كما هو أهله وصلواته على محمد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم كثيراً أثيراً، وعلى ظهرها: كتاب الجامع الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلك وسنّته وأيامه تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رضي الله عنه رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري عنه رحمه الله، لحسين بن محمد الصدفي، أوقفني على هذه النسخة المباركة محبنا الفقيه الناسك ذو الأخلاق الحسنة سيدي الحاج أحمد بوطبل، وذكر لي حفظه الله أنه اشتراها من اصطنبول، وحيث اشتراها اجتمع علماؤها وقالوا له: أخليتَ اصطنبول، ثم قال: وعليها إجازة الصدفي للقاضي عياض في جملة الفقهاء بسماعهم له في المسجد الجامع بمرسية وعلى ظهرها أيضاً: هذه النسخة جميعها بخط الإمام أبي علي الحسين بن محمد الصدفي شيخ القاضي عياض، وهي أصل سماع القاضي عليه كما ترى في الطبقة المقابلة لهذه، وهي الأصل الذي يعتمد عليه ويرجع عند الاختلاف إليه، وقد اعتمد عليها شيخنا الحافظ ابن حجر حالة شرحه للجامع الذي سماه فتح الباري " اهـ. كلام الرحلة الفاسية.

ص: 708

وفي الرحلة الناصرية الصغرى لابن عبد السلام الناصري أنه راود أبا طبل المذكور بإبدالها بنسخةٍ أخرى جليلة مذهبة يناهز ثمنها السبعين ديناراً في جزء أيضاً فأبى، وعرضت عليه الثمن مضاعفاً فأبى ويأبى الله إلاّ ما أراد "، اهـ. وفي " المزايا " أيضاً عقب قوله: وبقي ضائعاً في ذلك القطر " ثم حملتني الغيرة والحمد لله على أن أبلغت خبره لامامنا المنصور أبي الربيع سيدنا سليمان ابن محمد، فوجه إليه حسبما شافهني به ألف مثقال أو ريال الشك مني فأجابه من هو بيده أنه يقدم به لحضرته، وما منعه إلاّ فتنة الترك فيما بين تونس والجزائر، ثم لما طال الأمر أعاد الكَتْبَ بذلك، وإلى الآن لم يظفره الله به. ولقد داعبته ذات مرة قائلاً على سأن سماع الصدفي المذكور وماذا لمبلغ هذه الخصلة فوعدني ووعد الملوك تحقيق أنه ان ظفر به خرَّج منه فرعاً وأعطاني أحدهما على اختياري "، اهـ. منها.

قلت: وقد انقطع خبر هذه النسخة من عام 1211 لم أرَ لها ذاكراً ولا ناعتاً من الرحالين والبحاثين، فإن لم تكن دخلت خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس فلا تكن إلاّ انتقلت إلى بعض مكاتب أوربا، والله أعلم. ثم صدق الله الظن فأخبرني بعض طلبتنا ممن كان هاجر إلى المشرق ولقي صديقنا الماجد الأصيل الشيخ سيدي أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي وصحبه وخالطه أن الأصل المذكور بخط الصدفي موجود في كتب السيد المذكور، صانه الله وحفظه، فالحمد لله على وصوله ليد هذا السيد الذي يعرف قيمة الكتب ويصونها ويقدرها قدرها. ثم كتبت له أسأله عن ذاك فأجابني بما نصه:" نسخة البخاري التي بخط الصدفي عندي في الكتب التي بجغبوب يحفظها الله " اهـ. كلامه من خطه، حفظه الله.

365 -

الصديني (1) : أروي فهرسته من طريق أبي زكرياء يحيى السراج

(1) انظر الدليل: 308 (وهو يعتمد على فهرس الفهارس) .

ص: 709

عن أبي سعيد محمد بن عبد المهيمن الحضرمي وأبي عبد الله الرعيني، كلاهما عن الشيخ الفقيه الأستاذ المقري أبي القاسم ابن محمد بن داود الصديني المكناسي صاحب الفهرسة.

366 -

الصرصي (1) : هو أبو الحسن علي بن أحمد الصرصري اللنجري المتوفي سنة 1027 له فهرس في أشياخه وسلاسله الطريقية نسبه له القادري في " التحفة " نتصل به بأسانيدنا الآتية في عبد الله الشريف وبأسانيدنا إلى عبد القادر الفاسي وهما عنه، وخصوصاً الأول فهو عمدته وإليه ينتسب في الطريق.

367 -

الصنهاجي (2) : هو أبو عبد الله محمد بن علي بن حماد بن عيسى ابن أبي بكر الصنهاجي العلاّمة المحدث الأديب المؤرخ، أصله من قرية تعرف بحمزة من حوز قلعة بني حماد بالجزائر، من كبار الأيمة وفضلائهم، أخذ العلم ببلده وبجاية، ولقي جلة بالجزائر وتلمسان وغيرهما من بلاد المغرب، منهم الشيخ أبو مدين. له برنامج ذكر فيه شيوخه ومقروءاته من الكتب، يشتمل على إسناد مائتي كتاب واثنين وأربعين كتاباً كلها مسندة إلى مؤلفيها. قال الغبريني لما ترجمه في " عنوان الدراية " (3) : ما رأيت برنامجاً احسن منه لأن أكثر البرنامجات تقع فيها الإحالات إما في الكل وإما في البعض، إلاّ هذا البرنامج فإنه ما أحال فيه على كتاب اصلاً، قال: " واشتهر عنه من

(1) الصرصري هذا نسبة إلى جبل صرصر بالمغرب، وقد ترجم له القادري في نشر المثاني 237:1 وقال: " توفي فيما أظن في أواخر العشرة الثالثة بعد الألف؛ وهذا الذي يعتمد في وفاته خلافاً لما في فهرسة العلامة سيدي الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي من أنه قبل ذلك بنحو عشرة أعوام أو أكثر) والقادري ينقل عن ممتع الأسماع وعن الابتهاج) .

(2)

ترجمة ابن حماد الصنهاجي في عنوان الدراية: 218.

(3)

عنوان الدراية: 219.

ص: 710

التحصيل والعلم أكثر مما اشتمل عليه برنامجه، والذي يدل عليه برنامجه من علومه هو علم القرآن والحديث وعلم الأصول وعلم النحو وعلوم الأدب والرقائق والأذكار، وله كتاب الاعلام بفوائد الأحكام لعبد الحق الإشبيلي والنبذة المحتاجة في أخبار صنهاجة بإفريقية وبجاية، مات سنة 628 وهو ينيف على الثمانين "، اهـ. يتصل اسنادنا به من طريق الغربيني المذكور عن الفقيه أبي عبد الله الخطيب عن أبي محمد ابن برطله عنه.

368 -

الصفدي (1) : هو الإمام نادرة عصره وأديبه الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي صاحب أعيان العصر في ست مجلدات، ونكت الهميان في نكت العميان (2) والوافي بالوفيات في اثنين وستين مجلداَ (3) وشرح لامية العجم (4) والديوان وهو عندي. قال عنه السبكي في الطبقات:" عني بالحديث، سمع أخيراً من جماعة ولازم الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس وبه تمهر في الأدب، وصنف الكثير في التاريخ والأدب، قال لي انه كتب أزيد من ستمائة مجلد تصنيف "، اهـ. يروي عامة عن أبي حيان والحافظ الذهبي وغيره من الأعلام.

أروي كل ما له من طريق ابن الفرات عنه. ح: ومن طريق الرداني عن النقيب ابن حمزة عن محمد بن منصور ابن المحب عن الخطيب محمد بن البهنسي عن الشمس محمد بن طولون عن البقاء محمد بن العماد عن أبي سليمان داوود ابن سليمان الموصلي عن الحافظ عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي عنه.

(1) ترجمة الصفدي في طبقات الشافعية 94:6 والدرر الكامنة 176:2.

(2)

قد ظهرت عدة أجزاء من الوافي بعناية جمعية المستشرقين الألمان.

(3)

قد ظهرت عدة أجزاء من الوافي بعناية جمعية المستشرقين الألمان.

(4)

طبع هذا الشرح بالأزهرية في جزئين سنة 1305 ثم أعيد طبعه دون تحقيق بدار الكتب العلمية - بيروت.

ص: 711

369 -

الصفاقسي (1) : هو أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود الصفاقسي، أروي فهرسته من طريق الحافظ ابن خير عن أبي محمد بن عتاب عنه.

الصفاقسي: هو أبو الحسن النوري (انظر حرف النون)(2) .

الصفوري: (انظر عبد القادر)(3) .

370 -

الصعيدي (4) : هو أبو الحسن علي بن أحمد الصعيدي العدوي المالكي شيخهم بالأزهر، أحد أعلام الشيوخ، حلاه الشيخ الأمير في شرح مجموعة ب " خالفة السادة الأول، وخاتمة من جمع بين العلم والعمل، شمس بدور سماء العلوم، إنسان عين التحقيق والمفهوم، قال محشيه: كان حريصاً على السنّة والعمل بها مع شدة اعتنائه بالعلم والبحث عليه وعلى إفادته وبارك الله في أصحابه طبقة بعد طبقة، وعمر حتى انحصر أهل الأزهر ما بين تلامذته وتلامذ تلامذته "، اهـ. له في الحديث حاشية على شرح زكرياء على " الألفية الاصطلاحية " في مجلد ضخم، هي عندي. قال الحافظ مرتضى في معجمه: " اتفق أني سمعت عليه حديث من بنى لله مسجداً من البخاري، دراية وبحثاً، وقد أملى ذلك اليوم على هذا الحديث ما يبهر العقول، وسمع ذلك منه كبار

(1) فهرسة ابن خير: 435 ويعرف بالضابط، دخل الأندلس (سنة 436) بعد أن تجول بالمشرق وأخذ عن علمائها ومحدثيها، وكانت له رواية واسعة، وتوفي بعد سنة 440 (الجذوة: 385 والصلة: 387) .

(2)

رقم: 352 في ما تقدم.

(3)

رقم: 417 في ما يلي.

(4)

سلك الدرر 206:3 وخطط مبارك 94:9 وبروكلمان، التاريخ 415:2 وتكملته 439:2 والزركلي 66:5 ومن مصادره أيضاً ثبت الأمير (2، 3) .

ص: 712

العلماء نحو التسعين ما عدا العوام. توفي سنة 1189، قال الأمير:" كنا نقول مدة حياته عز لأنه ولد سنة 1112 ".

من أعلى شيوخه إسناداً محمد البليدي المالكي وعبد الله المغربي وإبراهيم الفيومي، كلهم عن الخرشي. وكان يروي عامة عن محمد ابن زكري الفاسي ومحمد بن قاسم جسوس تلميذه لما شرَّقا ودخلا مصر، والشهاب أحمد الديربي والشمس محمد بن عقيلة المكي والسيد محمد بن عبد الله المغربي والسيد المنزلاوي وغيرهم.

له ثبت مختصر من تبت ابن عقيلة جمعه له تلميذه محمد الأمير الكبير، بيدي منه عدة نسخ عليها خط الصعيدي، أرويه وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى وصالح الفلاني والأمير والشيخ التاودي والشنواني والشرقاوي والحضيكي وعلي بن عبد القادر بن الأمين ومحمد بن عبد الرحمن الزواوي وعلي بن سلامة التونسي وغيرهم، كلهم عنه. وأرويه عن الشيخ عبد الرزاق البليطار عن يوسف بن بدر الدين المغربي عن الشيخ عوض السنبلاوي الصعيدي عنه.

371 -

الصومعي (1) : هو الإمام العارف الصوفي البعيد الصيت أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن سالم بن عبد العزيز بن شعيب الهروي، صاحب زاوية الصومعة بتادلا، وأحد المكثرين من التصنيف من أهل برّ العدوة وجمع الكتب، لقي الكثير من أصحاب الشيخ التباع واعتمد الشيخ أبا الحسن علي ابن إبراهيم دفين أكَرض بتادلا، وقد أخذ عن الشيخ الخروبي ومحمد بن عبد الرحمن الشريف وغيرهم. ترجمه تلميذه الحافظ أبو العباس المقري ترجمة طنانة وقال: " استجزته فأجازني بكل ما يجوز له وعنه روايته وما أخذ عن شيوخه كالإمام الشهير أبي عبد الله الخروبي الطرابلسي وغيرهم ممن

(1) ترجمة الصومعي التادلي في روضة الآس: 300 - 303.

ص: 713

يطول تعداده " وذكر له من التصانيف جزءاً يحتوي على من لقيه من العلماء الأعلام وأرباب التصوف أهل المقام، قال المقري: " ويوم استجزته أخرج لي ستين مجلداً كلها من تصنيفه، وسألني وأكّد علي أن أستجيز له من مولاي العم أبي عثمان (1) مع مشاركته له في الخروبي وغيره وقاربه في السن " اهـ. ومات المترجم له أوائل ربيع الأول عام 1013، ودفن بالصومعة من بني ملال ببلاد تادلا بالمغرب الأقصى، وقفت على قبره. أروي ما له من طريق المقّري عنه.

372 -

صالح ابن صاحب التنوير (2) : أروي فهرسته عن السكري عن الحلبي عن العقاد عن التركماني عن العلاء الحصفكي عنه.

373 -

صديق بن محمد الخاص اليمني: هو الشيخ الحافظ العلاّمة المسند الكبير حلاه في " النفس اليماني "(3) في غير موضع ب الحافظ المسند ". له فهرسة نرويها وكل ما له بأسانيدنا إلى الكوراني والعجيمي وغيرهما عن النور علي بن محمد الديبع الزبيدي عن محمد بن الصديق الخاص اليمني عن أبيه، وصديق المذكور يروي عن السيد طاهر الأهدل عن عبد الرحمن الديبع الشيباني صاحب " التيسير " وغيره عن السخاوي، كما يروي صديق المذكور عن العلاّمة ابن زياد مفتي زبيد وقطب الدين الحنفي مفتي مكة وحميد بن عبد الله السندي حسب رواية الأخير عن أبي الحسن البكري عن ابن حجر الهيثمي وعن نور الدين علي بن عراق وعن الشيخ جار الله بن فهد المكي تلميذ السخاوي، وأخذ الصديق المذكور عن الحافظ الطاهر الأهدل عن ابن الديبع

(1) يعني سعيد بن احمد المقري عم صاحب النفح.

(2)

المقصود بصاحب التنوير هنا شمس الدين محمد بن عبد الله بن تمرتاش الغزي الحنفي المتوفى سنة 1004، وصالح ابنه توفي سنة 1055 وله ترجمة في خلاصة الاثر 239:2 والزركلي 281:3.

(3)

انظر مثلاً ص: 261 من النفس اليماني.

ص: 714

وأحمد بن أبي بكر الطنبداوي وعبد الرحمن بن زياد وإسماعيل بن إبراهيم العلوي، وأخذ صديق الخاص أيضاً عن الرملي عن زكرياء، وأخذ أيضاً عن المسند المعمر داوود بن علي العباسي الأصابي تلميذ البدر الغزي.

صديق بن حسن الهندي: (تقدم إسناد فهاريسه وترجمته في الحاء والسين، انظر الحطة وسلسلة المسجد)(1) .

374 -

الصلاح ابن أبي عمر (2) : هو مسند الدنيا صلاح الدين محمد بن أحمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي، ترجمه الحافظ ابن حجر في " المجمع المؤسس للمعجم المفهرس " وذكر أنه ولد سنة 684 وسمع على الفخر ابن البخاري مشيخته ومعظم مسند الإمام أحمد، لم يفته منه إلاّ اليسير، والشمائل، وحدث بالكثير، وكان صبوراً على السماع، مات في 27 شوال سنة 780 وترجمه الحافظ في " انباء الغمر " فقال:" تفرد بالسماع من الفخر ابن البخاري، سمع منه مشيخته، أسمع الحديث أكثر من خمسين سنة، وقد أجاز لأهل عصره خصوصاً في عموم، فدخلنا في ذلك، مات في شوال عن 96 سنة ونزل الناس بموته درجة، ولد سنة ثلاث أو أول سنة أربع وثمانين فأكمل ستاً وتسعين سنة وأشهراً "، اهـ. نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر ومحمد بن مقبل الحلبي كلاهما عنه.

375 -

ابن صالح (3) : هو الشيخ الفقيه الخطيب المحدث أبو عبد الله ابن صالح القسمطيني، له برنامج في أسماء شيوخه، أرويه من طريق العبدري الحيحي عنه، لقيه ببلده قسمطينة لما دخلها (انظر الرحلة العبدرية) .

(1) رقم: 119 (ص: 362) ورقم: 529.

(2)

ترجمة صلاح الدين المقدسي الصالحي في الدرر الكامنة 3: 392.

(3)

انظر في ترجمة ابن صالح رحلة العبدري: 276 - 277.

ص: 715

376 -

ابن أبي الصيف اليمني (1) : هو أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل الزبيدي نزيل مكة الحافظ الجليل، له برنامج نقل عنه ابن الزبير في تكملته، وله أيضاً كتاب سماه " الميمون " جمع فيه الأحاديث الواردة في فضائل اليمن وأهله، وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً من أربعين بلدة، وكان عالي الاسناد وأكثر أسانيد أهل اليمن تنتهي إليه، مات بمكة سنة 609، ترجمه الشرجي في " طبقات الخواص ". نتصل به من طريق الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي عنه.

صلة الخلف بموصول السلف: لابن سليمان الرداني (انظر حرف الراء)(2) .

452 -

الصفح السعيد في اختصار الأسانيد (3) : للشيخ سيدي محمد المكي ابن عزوز، رأيت اسمه في برنامج تآليفه بزاوية الهامل ولم أقف عليه لأدري هل أكمل أم لا، ولكني أروي ما فيه عن مؤلفه مكاتبة.

حرف الضاد

377 -

ضياء الدين المقدسي (4) : هو الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي أروي ما له من المرويات بأسانيدنا إلى شمسة قلائد الاسناد أم عبد الله عائشة بنت محمد المقدسية الصالحية عن أم زينب بنت عبد الرحمن البحري عنه.

(1) طبقات الخواص: 141.

(2)

رقم: 214 في ما تقدم.

(3)

رقم: 214 في ما تقدم.

(4)

ترجمة ضياء الدين المقدسي في الفوات 426:3 والوافي 65:4 والزركشي: 294 وتذكرة الحفاظ: 1405 وذيل ابن رجب 236:2 وعبر الذهبي 179:5 والبداية والنهاية 169:13 والشذرات 224:5 والنجوم الزاهرة 354:6 (كانت وفاته سنة 643) .

ص: 716

378 -

ابن الضحاك (1) : له برنامج نقل عنه ابن الزبير في التكملة.

453 -

ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح (2) : رأيت بخط شيخنا قاضي مكناس الشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة النقل عنه مباشرة ولم يسم مؤلفه، ثم وقفت على الفهرس المذكور فإذا هو للمعمر البركة أبي محمد يحيى بن عبد الله بن مسعود ابن العالم الصالح إبي مدين شعيب بن مبارك البكري الجراري السوسي، وهو فهرس جامع في نحو الستة كراريس، عندي، أوله:" الحمد لله حمد الحامدين " ذكر في خطبته: " وان من منن الله تعالى علي، وأجلّ مواهبه لديّ، أن يَسّر لي ملاقاة جماعة من الأعلام، وظفّرني منهم بما عليه المدار من كتب الإسلام، بأسانيد عوالي، أنفَس من اليواقيت الغوالي، وقد سألني من لا يسعني رده أن ألخص تلك الأسانيد بأبينِ جواب فأجبته إلى ما سأل ".

صدَّرها بذكر شيوخه الخمسة عشر الذين أجازوه إجازة عامة، وهم 1 والده عبد الله، 2 وأبو عبد الله محمد فتحاً بن يحيى الشبي الزريفي السملالي الحامدي، 3 والشهاب أحمد بن محمد العباسي السملالي، 4 والمسند الشهاب أحمد بن محمد الصوابي، 5 والمعمر البرهان إبراهيم بن علي الدغوغي الولتيتي، 6 وسيدي بلعباس بن عبد الله الشرادي، 7 والشهاب أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي، 8 والشمس محمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي، 9 والشهاب أحمد بن محمد ابن مسعود السوسي التديسي، 10 والوجيه عبد الرحمن بن يحيى التمنارتي، 11 ومحمد بن عبد الرحمن التمنارتي الروداني وأجازه بفهرسة والده

(1) اسمه عبد المنعم بن علي بن محمد الفزاري، كانت وفاته في حدود سنة 606 (انظر صلة الصلة: 20 والتكملة رقم: 2173 وقد أخلت بترجمته مطبوعة الإحاطة بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله عنان) .

(2)

قارن بالدليل: 305.

ص: 717

الفوائد الجمة، 12 وأحمد بن عبد الرحمن شقيق الذي قبله وأجازه كذلك، 13 والشيخ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي، 14 والشيخ سيدي المختار الكنتي، 15 وأبو يعقوب يوسف الناصري، قال: وتركت غيرهم ممن هو مساوٍ لهم في السند.

افتتحها بأسانيد القرآن ورواياته والتجويد، راوياً له عن والده عبد الله عن جده المعمر مائة وخمسة وثلاثين سنة مسعود بن شعيب الجراري المتوفي عام 1078 عن عبد الله بن المبارك الأقاوي السوسي عن محمد بن إبراهيم التمنارتي عن الحسن بن عثمان التملي عن أبي غازي بأسانيده، ثم بأسانيد كتب التفسير، ثم بأسانيد كتب الصحاح وما ألحق بها، منها الصحيح: رواه عن المعمر البرهان إبراهيم بن علي الدغوغي الولتيتي عن ابن سعيد المرغتي، وأبي مروان عبد الملك التجموعتي بأسانيدهما، ثم بأسانيد كتب السير والمغازي، ثم كتب التوحيد وأصول الفقه والنحو واللغة والمنطق والبيان والأدب والعروض والفرائض والحساب والتوقيت والتعديل والطب والتاريخ والأنساب والهندسة والأوقاف والتفسير وديوان الشعراء الستة والفقه وعلم الأسماء وخواصها والحروف وكتب التصوف وطرق القوم، منها " دلائل الخيرات " رواه عن والده عبد الله المتوفى عام 1134 عن عمه أحمد البهلول بن شعيب (1) المتوفي سنة 1108 عن 152، عن المعمر بل بن محمد بن شبيب الجراري المتوفى سنة 1044 عن 102، عن الشيخ التباع عن الجزولي. ح: وأخذه والده عبد الله عن جده مسعود ابن شعيب المتوفى عام 1041 عن أبي العباس أحمد بن موسى السملالي عن التباع. ح: وأخذ جده مسعود عن العارف أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي وغيره مما له إجازة عامة.

(1) صالح عليه قبة مدفون مع سيدي عبد الجبار بقري سوق الحد الذي يقام الآن بأولاد جرار وهم من أهل الركادة وله عقب بدكالة، أخبرني بذلك الفقيه الجراري بمراكش (المؤلف) .

ص: 718

وروى المفهرس المذكور الطريقة الوازانية عن أبي العباس أحمد بن مولاي الطيب الوازاني المتوفي عام 1194، والطريقة القادرية عن الشيخ سيدي المكتار الكنتي عن سيدي أحمد بونعامة الغلاوي عن سيدي عبد المجيد الكنتي عن المعمر عبد الشكور عن المعمر روح الله عن الشيخ الإله أبادي عن الشيخ عبد القادر، ثم ختمها ببعض المسلسلات كالأولية والمصافحة والمشابكة.

ولم أجد ليحيى الجراري المذكور ذكراً فيما وقفت عليه من الفهارس والكنانيش والتواريخ والأسانيد ولا لآبائه الذين ذكر إلاّ فهرسة الكوهن فإن صاحبها أسند " دلائل الخيرات " قائلاً: " أرويه عن المعمر البركة أبي محمد يحيى بن عبد الله بن مسعود بن شعيب البكري السوسي عن والده عن جده عن القطب سيدي أحمد بن موسى " الخ. وقد سبق في ترجمة الكوهن من حرف الكاف أن يحيى المذكور ما وجدت له ذكراً وذلك قبل أن أقف على فهرسته هذه، ورأيت على أول الأصل الذي وقع بيدي منها بخط المسند أبي عبد الله محمد التهامي بن رحمون الفاسي:" أجازني شيخنا سيدي يحيى مؤلف الفهرسة حوله () بجميع ما اشتملت عليه إجازةً عامة وبجميع مروياته وكذا أجاز جميع أولادي "، اهـ. نعم شأن يحيى المذكور وآبائه عجيب جداً في التعمير ولقائهم لأولئك الأعلام مع عدم ورود ذكرهم في ثبت أو تاريخ، ولكن الإهمال مغربي، ففي المغرب الأقصى ولد وباض وفرخ وتناسل وتكاثر، فلا يدل إهمالهم لشيء على عدم وجوده، ولا شك أن رواية مثل ابن رحمون والكوهن عن المترجم كافية في تعديله واطمئنان القلوب لأمره، ويكفي من اهتبال المسند ابن رحمون بأمره استجازته منه لأولاده أيضاً، وهو ما لم أره وقع منه إلاّ لأفراد ممن لقي على كثرتهم، والله أعلم. نعم أتعجب كثيراً من الكوهن الذي لم يروِ عن الجراري المذكور غير " دلائل الخيرات " مع كونه بهذه المنزلة من العلو في رواية سائر كتب الإسلام الأصلية والفرعية، وناهيك أنه يروي عن مثل سيدي أحمد الحبيب السجلماسي والغربي الرباطي

ص: 719

اللذين يروي عنهما شيوخ الكوهن بعدة وسائط، بل يروي الجراري عن رجلين شاركا اليوسي وشيخه وشيخ شيخه المرغتي في شيخهم، وهو أبو زيد التمنارتي صاحب " الفوائد الجمة " ولله في خلقه عجب، والله أعلم.

نتصل بالمذكور في " دلائل الخيرات " من طريق الكوهن عنه.

454 -

الضوابط الجلية في الأسانيد العلية (1) : للأديب الميقاتي المجود القاضي شمس الدين أبي عبد الله فتح الفرغلي السبربائي نسبة إلى برباء قرية قرب طندتا ببلاد مصر المتوفى بها سنة 1210، ألفه سنة 1176 في سنده عن أبي الحسن علي بن العربي السقاط الفاسي دفين مصر. نروي ما فيه بأسانيدنا إلى السقاط (انظر حرف السين)(2) .

455 -

ضياء الأنام بعوالي البلقيني شيخ الإسلام: للحافظ ابن حجر أرويه بالسند إليه.

حرف العين

379 -

عابد السندي (3) : هو محدث الحجاز ومسنده، العالم الجامع المحدث الحافظ الفقيه المتبحر الزاهد في الدنيا وزخارفها، محيي السنن حين عفت رسومها وهجرت علومها، محمد عابد بن الشيخ أحمد بن شيخ الإسلام محمد مراد بن يعقوب الأنصاري الخزرجي السندي مولداً الحنفي مذهباً النقشبندي طريقة، من ذرية أبي أيوب الأنصاري، ولد ببلدة سيون، بلد على

(1) ترجمة الفرغلي في الجبرتي 265:4 (ط/ 1965) .

(2)

رقم: 573 في ما يلي.

(3)

قد تقدمت ترجمة محمد عابد السندي تحت رقم 122 (ص: 363) ويضاف إلى المصادر: البدر الطالع 2: 227.

ص: 720

شاطيء النهر حوالي حيدراباد السند، ثم هاجر إلى بلاد العرب مع أهله، وأقام بزبيد وولي قضاءها مدة مديدة كما في " التحفة المدنية " حتى جعله الساباطي في فهرسته من أهلها، واستفاد من علمائها خصوصاً الوجيه الأهدل، ودخل صنعاء ومكث بها برهة يتطبب لإمامها، وقرأ بها على القاضي الشوكاني، وذهب بطريق السفارة من إمام صنعاء إلى مصر مدة الأمير محمد علي باشا فأكرم وفادته، ورجع إلى اليمن وأخذ عن العارف الكبير أبي العباس أحمد ابن إدريس دفين صبيا وإن لم يجر له ذكراً كالشوكاني في ثبته " حصر الشارد "، ثم رجع للحجاز وولاه محمد علي باشا المصري رياسة العلماء بتلك الديار، ولم يزل مجتهداً في بث السنن والصبر على جفاء أبناء الزمن والتصنيف والجمع.

فمن مؤلفاته: المواهب اللطيفة عن مسند أبي حنيفة، اقتصر فيه على رواية موسى بن زكرياء الحصفكي، ورتب أحاديثه على أبواب الفقه، وأكثر فيه من المتابعات والشواهد لأحاديثه وبيّن من أخرجها، وشمر ذيله لإيضاح مشكلها، ووصل منقطعها ورفع مرسلها، وتكلم في مسائل الخلاف بقدر ما وسعه الحال، قاله في " اليانع الجني ". وفي أوائل تلميذه القاوقجي لدى الكلام على مسند الشافعي:" رتّبه شيخنا السندي على الأبواب الفقهية، وحذف منه ما كان مكرراً لفظاً ومعنى "، اهـ. ومنها شرح تيسير الوصول لابن الديبع، وصل فيه إلى حرف الحاء، بسط القول فيه بسطاً لائقاً. ومنها شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر ولم يكمله أيضاً. ومنها وهو أشهرها " حصر الشارد من أسانيد محمد عابد " في مجلد ضخم. ومنها منال الرجا في شروط الاستنجا، ورسالة في جواز الاستغاثة والتوسل وصدور الخوارق من الأولياء المقبورين عمد فيها إلى الاستشهاد بالآثار لا كما يفعله الغير في هذا الباب من الاقتصار على حَطْبِ أقوال المتأخرين الذين لا يقيم لهم الخصم وزناً، وهي في كراسين من أحسن ما كتب في هذا الباب وأفيد وأجمع، ورسالة أخرى في كرامات الأولياء: هل هي جائزة الوقوع وهل التصديق

ص: 721

بها واجب أم جائز سواء وقت في حال الحياة أو غيره وهل ورد في الأحاديث أن الصحابة كانوا يقبلون يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريمة أو رأسه أو قدميه الشريفتين أم لا وهي في كراسة، كلاهما عندي في مجموعة سندية الخط، وهما من الغرابة بمكان. وله عدة مجموعات وحواشٍ على كتب الفقه الحنفي، وله مجموعة في إجازات مشايخه له وأسانيدهم نظماً ونثراً، وقفت عليها بين كتبه بالمدينة المنورة ولم يتيسر لي تلخيصها، وإني آسف على ذلك كثيراً.

وكان مدة مقامه بالمدينة مثابراً على إقراء كتب السنّة حتى إنه كان يختم الكتب الستة في ستة أشهر، بل حدثني المسند الخطيب السيد أبو جيدة بن عبد الكريم الفاسي أنه حدثه شيخه المعمر العلاّمة الشيخ حسن الحلواني المدني أنه سمع على شيخ عابد الكتب الستة في شهر وأخذها عنه دراية في ستة أشهر، وهذا الصبر عجيب عن المتأخرين. وحدثني أيضاً عن الحلواني المذكور أن الشيخ عابد كان يقول:" لمثلي فليُسْعَ لأن بيني وبين البخاري تسعة " اهـ. وخلف مكتبة نفيسة أوقفها في المدينة المنورة اشتملت على نفائس وأصول عتيقة عليها سماعات أعلام الحفاظ، ومن أهمها وأغربها وأنفسها سفر واحد اشتمل على الموطأ والكتب السة وعلوم الحديث لابن الصلاح مقروءة مهمشة بخط واضح، وهو سفر لا نظير له فيما رأيت من عجائب ونوادر الآثار العلمية على كثرتها في أطراف الدنيا. مات رحمه الله يوم الاثنين 18 ربيع الأول سنة 1257، ودفن بالبقيع قبالة باب قبر عثمان. انظر أسانيدنا إليه لدى الكلام على كتابه " حصر الشارد " من حرف الحاء.

380 -

عارف الله أحمد باي التركي (1) : هو الشيخ شهاب الدين أحمد

(1) لعارف حكمت ترجمة في إيضاح المكنون 37:1 وهدية العارفين 188:1، 553 والزركلي 138:1 والزهراء 430:2 والكتاني يشير أيضاً إلى النفح المسكي وعمدة الإثبات والى ترجمة مفردة له كتبها الشهاب محمود الآلوسي.

ص: 722

عارف ويدعى بعصمة الله ابن إبراهيم عصمة الله ابن أبي الوليد إسماعيل بن إبراهيم باشا زاده الحنفي الحسيني الاسلامبولي شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية وواقف المكتبة العظمى بالمدينة المنورة حلاه مؤرخ تونس الوزير ابن أبي الضياف في مقدمة تاريخه ب " عالم الأمة وفخر الأيمة، شيخ الإسلام الطائر الصيت " ثم ذكر ونقل عنه ما رأى منه مما يدل على جودة الحافظة ورسوخ القدم في العلم (انظره) وأفرد ترجمته بالتأليف عالم بغداد ومفتيه الشهاب محمود الآلوسي صاحب تفسير " روح المعاني " في جزء نفيس وقفت عليه بمكتبته. ولد سنة 1201 وولي شياخة الإسلام بالآستانة سنة 1262 ومات سنة 1272 باصطنبول على ما في " النفح المسكي " أو في سنة 1275 على ما في " عمدة الأثبات ".

هذا الرجل هو أعلم علماء الآستانة في القرن المنصرم، وكان له بعلماء العرب ارتباط كبير واتصال عظيم، وكان له بالرواية اعتناء باهظ، واستجاز من دونه في المراتب الدولية ولو بالمكاتبة مما يعلم منه أنه جدير بقوله عن نفسه:

ألم تعلم بأنَّ سماءَ فكري

تجولُ بأُفقِهِ شمسُ المعارفْ

تفرَّسَ والدي فيَّ المعالي

فيومَ ولدتُ سمّاني بعارف يروي عامة عن الأمير الكبير والسيد زين العابدين جمال الليل المدني والشيخ عابد السندي وعمر بن عبد الرسول العطار وحسن القويسني، وأملى عليه أوائل الكتب للبصري من حفظه، وحسن بن محمد العطار والشيخ علي الصيرفي مفتي الشافعية برشيد ومصطفى البناني ومحمد بن محمد صالح الشعاب وأحمد المالكي الشنكَيطي وعبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي والشمس محمد التميمي ونصر الكافي الكافي التونسي وابن عابدين الدمشقي ومحمد أمين الزيله لي ومحمد بن سليمان العلاّف الاسكندري وعلي الساداتي وأحمد الروي وإسماعيل المحامدي وأحمد الطحطاوي وهبة الله القاضي الشامي ومحمد عمر الغزي الدمشقي ويوسف

ص: 723

ابن محمد البطاح الأهدل الزبيدي والشهاب أحمد بن محمد الكردي الاصطنبولي الحنفي والبرهان إبراهيم الرياحي التونسي، وقفت على إجازته له نظماً كتبها به بالآستانة، وحسن البيطار الدمشقي ومحمود بن عبد الله الآلوسي مفتي بغداد، وتدبج مع الأخيرين، وغيرهم. استفدت أسماء جلّ من ذكر ووقفت على عين إجازات جلهم له أثناء تفتيشي بمكتبته التي وقفها بالمدينة المنورة ومن ترجمة الآلوسي له.

أروي كل ما له من طريق الآلوسي عنه. ح: وعن الشيخ عبد الرزاق ابن حسن البيطار الدمشقي عن أبيه الشيخ أبي علي حسن وأخيه الشمس محمد بن حسن البيطار والشيخ يوسف بدر الدين المغربي، ثلاثتهم عن المترجم ما له. ح: وعن الشيخ أبي الخير بن عابدين عن الشمس محمد بن حسن البيطار والشيخ يوسف بدر الدين، كلاهما عنه. وأروي القرآن والبردة ودلائل الخيرات عن زوجه المعمرة الناسكة الفريدة فاطمة شمس جهان الجركسية المدنية، لقيتها بالمدينة المنورة فأجازتني بما ذكر عن زوجها، وأجزت لها أيضاً كما عندي إجازتها بختمها.

عبد الباقي الحنبلي: تقدم في فهرسته (انظر رياض أهل الجنة في حرف الراء)(1) .

381 -

عبد الحفيظ ابن المهلا: هو ابن عبد الله المتوفى سنة 1077، له ثبت موجود بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 123.

382 -

عبد الحق الصقلي وتصانيفه (2) : أرويها بالسند إلى القاضي عياض عن أبي المطرف ابن هارون الفهمي عنه.

(1) انظر رقم: 135 (ص: 450) حيث سماه " روض أهل الجنة ".

(2)

انظر الغنية: 285 وفي ترجمة عبد الحق راجع العرب في صقلية: 99 وما بعدها وبركلمان، التكملة 299:661.

ص: 724

عبد الحق بن عطية: (انظر ابن عطية الأندلسي آخر هذا حرف)(1) .

383 -

عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي (2) : هو محدث الهند العلاّمة المسند صاحب المؤلفات العدة كشرحه على المشكاة المسمى باللمعات، وشرح كتاب " الصراط المستقيم " للمجد الفيروزبادي صاحب " القاموس " وغيره. قال الأمير صديق حسن في " الحطة ":" هو أول من جاء بالحديث لإقليم الهند وأفاضه على سكانه في أحسن تدريج، ثم تصدى له ولده الشيخ نور الحق المتوفي سنة 1073 وكذلك بعض تلامذته على القلة. ولود المترجم الشيخ سلام الله الحنفي شرح على البخاري بالفارسية سماه " تيسير القاري " ذكره له صاحب " الحطة "، وشرح على الشمائل ذكره له عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ.

يروي المترجم عامة عن نور الدين عبد الوهاب المتقي القادري الحسيني وغيره الراوي عن العلاّمة المحدث الصالح أبي الحسن علي بن حسام الدين المتقي المعروف بابن الهندي المتوفى سنة 977 تقريباً مبوب الجامعين الصغير والكبير، بل ذكر الحافظ مرتضى في " ألفية السند " له أن المترجم يروي عن المتقي مباشرة، وكذا عن ابن حجر الهيثمي وعن علي القاري، وناهيك بهؤلاء الثلاثة.

وللمترجم ثبت حافل في مشايخه وأسانيده عنهم أوقفني عليه الشيخ أحمد أبو الخير بمنى، أرويه وكل ما له من طريق العجيمي عن محمد حسين الخافي

(1) انظر رقم: 492 في ما يلي.

(2)

انظر بروكلمان، التكملة 603:2 (وهو يعتمد على الكتاني) وكانت وفاته سنة 996 وعدَّ له من المؤلفات: الدرة البهية، ولمعة التنقيح، وما ثبت في السنة، وشرح المقدمة الجزرية، والطريق القويم في شرح السراط المستقيم وفتح المنان لمذهب النعمان وغيرها.

ص: 725

النقشبندي عنه عامة، والخافي هذا هو صاحب كتاب " الطريقة المحمدية في بيان الطريقة النقشبندية " وغيرها من كتب التصوف، وليس هو صاحب الطريقة المحمدية التي شرحها النابلسي والخادمي وغيرهما، وكنت أظنه هو حتى نبهني لكونه غيره صاحبنا الشهاب العطار في كتابه إليّ من مكة المكرمة قائلاً:" والخافي هذا هو تلميذ الشيخ عبد الحق الدهلوي والراوي عنه عامة، وقد وقفت على إجازة الشيخ عبد الحق له بخطه الشريف، وأدركه الشيخ حسن العجيمي وأخذ عنه، ومن طريق العجيمي عنه نروي مؤلفاته ومؤلفات الشيخ عبد الحق ومروياته، ولولا هذا الشيخ الخافي وروايته عن الدهلوي عامة لما كنا اتصلنا بالشيخ علي المتقي لرواية " كنز العمال " وغيره، وهذه فائدة نفيسة قل من يعلمها، حتى إن سيادتكم مع اعتقادي أنكم أحفظ أهل العصر على الإطلاق ما قرع سمعكم بها، وها أنا أتمها بالعزو فأقول: استفدتها من ثبت العجيمي الذي ألفه له تلميذه التاج الحنفي الدهان، كنت وقفت على بعضه بالهند، والنسخة موجودة بالطائف في خزانة بعض من كان فبان "، اهـ. من خطه رحمه الله.

قلت: ولنا بالشيخ عبد الحق اتصال غريب مسلسل بالهنديين. أروي مكاتبة عن العلاّمة بقية المسندين الشيخ شرف الدين بن مرتضى بن مصطفى ابن محمد بن مصطفى المشهدي الأحمد أبادي كتابة من أحمدأباد الهند سنة 132 باستدعاء الشيخ أحمد أبي الخير منه، جزاه الله خيراً، عن جده محمد ابن مصطفى الموساوي المشهدي عن السيد مير عالم الإسماعيلي الجعفري الالهابادي عن السيد سيف الله العسكري الكردي الأحمدأبادي عن المنلا أحمد ابن سليمان الأحمدأبادي عن أبيه عن أبي أحمد المنلا سليمان بن محمد قاسم الكردي الأحمدأبادي عن الشيخ عبد الحق بأسانيده. قال شيخنا الشيخ شرف الدين:" وهذا سند مسلسل بالهنديين قل أن يوجد مثله "، اه. قال الشيخ أحمد المكي: " ولم يكن الشيخ شرف الدين يحفظ سنده إلاّ إلى أبي أحمد

ص: 726

المنلا فأخبرته أن من جملة شيوخه الشيخ عبد الحق الدهلوي، ولم يكن المجيز يعلم ذلك، وأنا إنما استفدته لما روى أبو إسحاق الكوراني " شرح المشكاة " للدهلوي من طريقه عنه. والعجيب أن أبا إسحاق لم يذكر أخذه عنه في الإتحاف ولا في الأمم وذيله " اهـ. من خطه من رسالة بعث إليّ بها من حيدرأباد الدكن من الهند.

تنبيه: قول الشيخ أحمد أبي الخير فيما سبق لولا الشيخ الخافي وروايته عن المترجم ما اتصلنا بالمتقي صاحب الكنز هو غفلة منه عما في " ألفية السند " للحافظ الزبيدي من روايته عن الوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس عن السيد المصطفى بن عمر المحضار وأخويه محمد والحسن ثلاثتهم عن السيد جعفر الصادق بن مصطفى عن القطب علي بن عبد الله المقبلي عن أخيه السيد أحمد عن السيد جعفر الصادق عن المترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي قال:

عن الشهاب الهيثمي والمتقي

مبَوّب الجامع نعم المتقي

وعن علي الهرويّ القاري

وكلهم رووا بلا إنكارِ (انظر ترجمة الوجيه العيدروس منها)

فائدة: قال الشيخ عبد الحق الدهلوي المترجم: " أوصاني سيدي عبد الوهاب المتقي بأنه ينبغي للمحدث أن يختار لنفسه من الأسانيد التي حصلت له من مشايخه سنداً واحداً يحفظه ليتصل به إلى سيد المرسلين وتعود بركته على حامله في الدنيا والآخرة، فاختصرت لوصية شيخي سنداً من طريق البخاري وآخر لمسلم واكتفيت بهما ففيهما البركة فقلت: قال العبد الضعيف حدثنا شيخنا الولي المقتدي عبد الوهاب الحنفي قال: حدثنا شيخنا علي بن حسام الدين المتقي قال: حدثنا أبو الحسن البكري قال: حدثنا الزين زكرياء الأنصاري عن ابن حجر. ح: وحدثنا الشيخ عبد الوهاب المتقي قال ثنا المسند علي بن

ص: 727

أحمد الجناتي الأزهري الشافعي حدثنا شيخ الإسلام الجلال السيوطي حدثنا الشهاب ابن حجر.

384 -

عبد الحق الهندي (1) : ابن الشيخ شاه محمد بن الشيخ يار محمد الالهابادي المكي الصوفي المحدث المفسر الناسك المعمر صاحب الحاشية على تفسير النسفي، وهو من كبار أصحاب الشيخ عبد الغني الدهلوي وقدمائهم، ومنه سمع الشيخ أبو جيدة الفاسي أولاً حديث الدعاء في الملتزم، وروىالمترجم حديث الأولية عن العلاّمة السيد جعفر بن علي الهندي بشرطه، وروى حديث المصافحة والمشابكة عن المولوي محمد قطب الدين الدهلوي والعلاّمة محمد بن عبد الرحمن الهندي، كلاهما من أصحاب محدث الهند الشيخ محمد إسحاق. وروي عامة عن المحدث المفسر محمد قطب الدين الدهلوي المكي وعن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي الهندي المدني وغيرهما. له ثبت في مروياته عمن ذكر، أرويه وكل ما له من مؤلف ومروي عنه مشافهة بمكة وأجزته أيضاً.

385 -

عبد الحق بن بونه (2) : أبو محمد له برنامج.

386 -

عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي الأنصاري الهندي (3) أبو الحسنات: خاتمة علماء الهند وأكثرهم تأليفاً وأتمهم تحريراً واطلاعاً وإنصافاً

(1) محمد عبد الحق الالهابادي: له ترجمة في الزركلي 57:7 وانظر معجم سركيس: 1673، 1674.

(2)

عبد الحق بن عبد الملك بن بونه (504 - 587) له ترجمة في التكملة رقم 1806 وصلة الصلة: 7.

(3)

محمد عبد الحي اللكنوي له ترجمة في الزركلي 59:7 ومعجم سركيس: 1595 والرسالة المستطرفة: 217؛ وقد طبع من مؤلفاته الرفع والتكميل، والأجوبة الفاضلة، وإقامة الحجة، وكلها بتحقيق الأستاذ عبد الفتح أبو رغدة (ط. حلب) .

ص: 728

وتوسطاً، ولد سنة 1264، وحفظ القرآن وهو ابن عشر، ثم اشتغل بالعلم على والده وغيره من أصحابه، وكان صاحب همة لا تعرف الملل، واعتناء بالتقييد والجمع والمطالعة لم يمس الكلل، مع النباهة وسلامة الإدراك.

أجازه والده عامة ما له كما أجازه هو الشهاب دحلان والشيخ الجمال ومحمد العزب والشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ حسين أحمد المحدث المليحابادي الأخير عن عبد العزيز الدهلوي عامة وغيرهم. ثم حج المترجم فأجازه هو دحلان والشيخ عبد الغني وغيرهما من شيوخ أبيه وزاد بالأخذ عن مفتي الحنابلة بمكة محمد بن عبد الله بن حميد الشرقي المكي.

وألف التآليف العديدة النافعة، خصوصاً في علم الحديث والتاريخ والفقه من أهمها: حاشيته على موطأ محمد بن الحسن، وكتاب الأنوار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، وترجم والده برسالة سماها " حسرة العالم في وفاة مرجع العالم "، والفوائد البهية في تراجم علماء الحنفية (1) ، والتعليقات السنيّة على الفوائد البهية، وخير الخبر باذان خير البشر، وتحفة الاخيار في إحياء سنة سيد الأبرار، وتعليقه المسمى " نخبة الانظار "، وزجر الناس عن إنكار أثر ابن عباس، والأجوبة الفاصلة عن الأسئلة العشرة الكاملة، ودافع الوسواس في أثر ابن عباس، وتأليف في الأحاديث المشتهرة، ورسالة في تراجم فضلاء الهند، وطرب الأماثل بتراجم الأفاضل، وغير ذلك من التصانيف في الحكمة والطب والمنطق والفقه. وتفصيل أسانيده ومشايخه ومشايخ مشايخه في رسالته " إنباء الخلان بأنباء علماء هندستان ".

قال المترجم عن نفسه في كتابه " النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير ": " من منحه تعالى أني رزقت التوجه إلى فن الحديث وفقهه، ولا أعتمد على مسألة ما لم يوجد أصلها من حديث أو آية، وما كان خلافَ الحديث الصحيح الصريح أتركه، وأظن المجتهد فيه معذوراً بل مأجوراً، ولكني لست ممن

(1) طبع مع التعليقات، وأعادت إصداره دار المعرفة، بيروت.

ص: 729

يشوّش على العوام الذين هم كالأنعام، بل أكلم الناس على مقدار عقولهم. ومن منحه تعالى أني رزقت الاشتغال بالمنقول أكثر من المعقول، وما أجد في تدريس الحديث وفقهه من اللذة والسرور ولا أجده في غيره. ومن منحه تعالى أن جعلني سالكاً بين الإفراط والتفريط، لا تأتي مسألة معركة الآراء بين يدي إلاّ ألهمت الطريق الوسط فيها، ولست ممن يختار طريق التقليد البحث بحيث لا يترك قول الفقهاء وإن خالفته الأدلة الشرعية، ولا ممن يطعن عليهم ويهجر الفقه بالكلية " الخ. كلامه الذي كله جواهر ودرر.

وله في مسألة زيارة القبر النبوي وشد الرحال له عدة مصنفات منها: الكلام المبرر في نقض القول المحكم، والكلام المبرور في رد القول المنصور، والسعي المشكور في رد المذهب المأثور، قال رحمه الله:" ألفتها رداً لرسائل من حج (1) ولم يزر قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحرم زيارة قبره المعهودة في العصور الإسلامية " اهـ. من كتابه " أبرز الغي الواقع في شفاء العي ". وكتبه هذه الثلاثة هي كالرد على " الصارم المنكي " لابن عبد الهادي الحنبلي الذي قال عنه المترجم أيضاً في محل آخر: " راجعته فوجدته منقلباً على نحر شيخه ودعوى انه لم يقدر أحد من المخالفين على معارضته صادر عن الغفلة، فقد رده على أحسن وجه ابن علان، ورددت كثيراً من مواضعه في السعي المشكور " اهـ.

مات رحمه الله سنة 1304. أروي ما له عن الشيخ أحمد أبي الخير المكي وابن خالة المترجم الشيخ عبد الباقي اللكنوي، كلاهما عنه، وقد أوقفني الأول على إجازته العامة من المترجم، وأرجو الله أن أكون له خير خلف لاشتراكي معه في الاسم ومعظم أحرف بلده واتفاقي معه في غالب ميوله ومبادئه وأفكاره.

(1) هو الأمير صديق حسن القنوجي (المؤلف) .

ص: 730

387 -

عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي الزبيدي الحنفي: إمام السنّة ومقتدى الأمة، قال عنه الشيخ عبد القادر الكوكباني:" صحبته زماناً طويلاً لم أسمع منه كلمة مباحة "، اهـ. ولد بزبيد سنة 1100 وأجازه من مكة حسن العجيمي بعناية والده، وسمع على ابن عقيلة والشيخ محمد حياة السندي ومحمد طاهر الكوراني المدني الحديث وهو عمدته فيه. له ثبت نرويه من طريق السيد مرتضى الزبيدي عنه. ومات بمكة سنة 1181.

388 -

عبد الخالق بن علي المزجاجي اليمني (1) : أخذ عن الذي قبله ومحمد بن علاء الدين المزجاجي ويحيى بن سليمان الأهدل وعبد القادر بن خليل المدني وغيرهم. له ثبت كبير سماه " النزهة المستطابة " ترجم فيه لمشايخه والآخذين عنه. نرويه وكل ما له من طريق الوجيه الأهدل عنه.

389 -

عبد الرحمن البلقيني (2) : هو شيخ الإسلام جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني المصري الشافعي ولد سنة 763 ومات سنة 824 بالقاهرة، قال الحافظ ابن فهد في " طبقات الحفاظ ": " ارتحل به أبوه في سنة 69 إلى الشام، فلو وجد من يعتني به حينئذ لأدرك الاسناد العالي، ولم تكن لأبيه في تسمعيه عناية وإنما سمع اتفاقاً شيئاً من السنن للبيهقي بنزول، وسمع من أبيه غالب الكتب الستة بغير شرط السماع لما كان يقع في غضون كلامه من كثرة اللغط في البحث المفرط المخل بصحة السماع، لكن قد استجاز له الحافظ أبو العباس بن حجي من جماعة كابن أميلة وابن كثير والصلاح ابن أبي عمر، أخرج له عنهم الحافظ ابن حجر فهرساً بالكتب

(1) ترجمة عبد الخالق بن علي في النفس اليماني: 108 والتاج المكلل: 499 وانظر رقم: 137 في ما تقدم.

(2)

ترجمة البلقيني في الشذرات 166:7 والزركلي 93:4 وهو يعتمد على لحظ الالحاظ لابن فهد وغيره (انظر ذيل طبقات الحفاظ: 282) .

ص: 731

المشهورة فكان يحدث بها، قال الحافظ ابن حجر:" كان يحب فنون الحديث محبة مفرطة وتأسف على ما ضيع منها ويحب أن يشغل فيها) ، اهـ. وقال الحافظ ابن ناصر في " شرح البديعة ": " له على صحيح البخاري تعليقات " قلت: له الافهام لما في البخاري من الإبهام. نروي ما له من طريق الحافظ تقي الدين ابن فهد عنه.

390 -

عبد الرحمن الثعالبي (1) : هو الإمام بركة الجزائر عالمها ومسندها ولي الله أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي الجزائري المالكي المتوفي سنة 875 عن نحو التسعين. ترجم الشيخ نفسه في كتابه " الجامع " فذكر أنه رحل من الجزائر في طلب العلم سنة 802 ودخل تونس عام 805 فأخذ عن أصحاب ابن عرفة، ثم رحل إلى مصر فأكثر الحضور على الحافظ ولي الدين العراقي شيخ المحدثين، قال:" فحضرت عليه علوماً جمة ومعظمها علم الحديث، وفتح الله سبحانه لي فتحاً عظيماً، وكتب لي بخطه وأجازني " قال: " ثم رجعت إلى تونس، قال: فأخذت عن البرزالي رواية البخاري، ولم يفتني من سماعه إلاّ اليسير، ولم يكن يومئذ بتونس من أعلمه يفوقني في الحديث منةً من الله وفضلاً، وإذا تكلمت فيه أنصتوا وتلقوا ما أرويه بالقبول، فضلاً من الله ثم تواضعاً منهم وإنصافاً وإذعاناً للحق واعترافاً به، وكان بعض فضلاء المغاربة هناك يقول لي: لما قدمت علينا من المشرق رأيناك آية للسائلين في علم الحديث، ومع ذلك لا أسمع بمجلس يروى فيه الحديث إلاّ حضرته "، اهـ.

قلت: حلاه شيخه الحافظ ابن مرزوق الحفيد في إجازته له ب " سيدي

(1) ترجمة عبد الرحمن الثعالبي في نيل الابتهاج: 173 وتعريف الخلف 67:1 والضوء اللامع 152:4 وشجرة النور: 265 والزركلي 107:4 ومعجم سركيس: 661 وبروكلمان، التاريخ 249:2 وتكملته 351:2 وأعلام الجزائر: 88.

ص: 732

وبركتي الشيخ الإمام الفقيه المصنف الحاج العالم المشارك الخيِّر الديِّن الأكمل أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي " وهي بتاريخ 810. وحلاه في أخرى ب " سيدي الشيخ الأجل الفقيه الأنبل المشارك الأحفل المحدث الراوية الرحلة الأفضل الحاج الصالح المبارك الأكمل " الخ. وحلاه الحافظ أبو زرعة العراقي في إجازته ب " الشيخ الصالح الفاضل الكامل المحرر المحصل الرحال أبي زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي " الخ.

لأبي زيد الثعالبي المذكور فهرس سماه " غنيمة الواجد وبغية الطالب الماجد " في نحو كراسين، وهو ثبت لطيف ذكر فيه مصنفات الحديث التي اتصلت به وبعضَ أسانيدها وأسماء مؤلفاته، ومدار روايته فيه على الحافظ ولي الدين العراقي، لقيه بمصر سنة 817، والمعمر أبي محمد عبد الواحد بن إسماعيل الغرياني وابن مرزوق الحفيد، وأخذ عنه هو أيضاً، وأبي محمد عبد الله بن مسعود بن علي القرشي الشهير بابن القرشية، يرويان عالياً عن ابن مرزوق الجدّ بأسانيده، وغيرهم من التونسيين والبجائيين. أرويها وكل ما له من طريق ابن غازي عن محمد ابن يحيى البادسي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ زروق والسنوسي التلمساني كلاهما عنه، وأروي كل ما له باسنادنا المسلسل بالجزائريين إلى الشهاب أحمد بن قاسم البوني عن أبيه عن أبي مهدي عيسى الثعالبي عن أبي محمد عبد الكريم الفكَون القسمطيني عن العلاّمة أبي زكرياء يحيى بن سليمان الأوراسي القسمطيني عن أبي القدس طاهر بن زيان الزواوي القسمطيني عن الإمام أبي العباس أحمد زروق عنه، ويروي الفكَون عن الأوراسي المذكور عن أبي القدس ابن زيان عن أبي محمد عبد العزيز بن غانم الصحراوي عن أبي مهدي عيسى بن أحمد بن يوسف المليكَش عن الثعالبي. ح: قال الصحراوي أيضاً عن أبي زيد عبد الرحمن بن موسى بن سليمان الرشيدي، قال ابن زيان: وأخبرني عالياً عما قبله الإمام زروق الكبير

ص: 733

قال هو والبادسي والمليكَش والبرشوي أخبرنا بها وبجميع ما عمله وجميع ما ألفه جامعها أبو زيد الثعالبي.

391 -

عبد الرحمن بن عتاب (1) : هو أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ابن عتاب، أروي فهرسته من طريق ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه.

392 -

عبد الرحمن بن فهد: هو العلاّمة المسند أبو زيد عبد الرحمن ابن عبد القادر بن الحافظ عبد العزيز بن الحافظ نجم الدين عمر بن الحافظ تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي. قال في " اليانع الجني ": " كان من أجلة المحدثين في زمانه "، اهـ. يروي عن عمه الحافظ محمد جار الله بن فهد والشهاب ابن حجر الهيثمي وغيرهما. مات بمكة سنة 995، ولعله آخر فقهاء ومسندي بني فهد بمكة المكرمة فإنه انقطع ذكرهم من بعد المترجم في الفهارس والأثبات التي وقفت عليها.

نروي ما له من طريق أبي العباس أحمد ابن القاضي عنه، لقيه بمكة سنة 987. ح: ومن طريق الصفي القشاشي عن شيخه الشهاب أحمد بن علي الشناوي عنه. ح: ومن طريق النخلي عن المحدث محمد علي بن علان الصديقي المكي عن نور الدين علي بن محمد الحميري عنه. ح: ومن طريق البرهان الكوراني عن الشيخ محمد شريف الكوراني عن علي بن محمد الحكمي عن المترجم.

(1) في المطبوعة: هو أبو زيد عبد الرحمن بن عتاب المكناسي، وهو مثل من الأوهام التي يقع فيها المؤلف؛ فالذي أجاز ابن خير كنيته أبو محمد وهو ليس مكناسياً، وانما هو قرطبي ترجم له ابن بشكوال ترجمة إضافية وكانت وفاته سنة 531 (الصلة: 332 وفهرسة ابن خير: 427) .

ص: 734

393 -

عبد الرحمن الفاسي (1) : هو العلاّمة المشارك الجماع المطلع نادرة عصره في مصره أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر بن علي الفاسي بلداً ولقباً المتوفي بفاس سنة 1096. يروي عامة عن أبيه وعم أبيه أبي حامد العربي صاحب " المرآة " وغيرهما من المغاربة، ويروي بالإجازة مكاتبة عن شيوخ أبي سالم العياشي الذين تضمنتهم رسالته " اقتفاء الأثر " باستدعائه منهم وله ولأخيه وغيرهم. له " استنزال السكينة في تحديث أهل المدينة "(2) إجازة ألفها باسم المنلا إبراهيم الكوراني وولده أبي طاهر وغيرهما، ملأها بأسانيد المغاربة ولطائف مروياتهم في نحو الأربع كراريس، ادخل جل ما فيها ولده في المنح، وهو جامع ثبت والده المطبوع بتونس. نرويها بسندنا إلى الكوراني وولد المترجم صاحب المنح وأبي العباس الهشتوكي كلهم عنه، والاتصال بالمذكور عزيز فانا لا أعرفه إلاّ لمن ذكر لأن اعتناءه كان بالتأليف لا بالتدريس لذلك قل الآخذون عنه، ولكونه لم يعش بعد والده إلاّ نحو الخمسة أعوام وكان كثير الكتابة.

له في الفن " مفتاح الشفاء " جارى به شفاء عياض في نحو مجلدين، وهو كتاب واسع النقل كبير الإفادة يدل على سعة حوصلة مؤلفه وكبير تصديقه بكلام أهل الحقائق وطاماتهم. وله في الفن أيضاً " غاية الوطر في علم السير " وهي ألفية عجيبة، ومنظومة في الاصطلاح سماها " استطابة التحديث بمصطلح الحديث " وجمع تقارير والده على الصحيح وهي مطبوعة بفاس، وغير ذلك في أكثر الفنون. وله " ابتهاج القلوب في مناقب جده وشيخه المجذوب "(3)

(1) ترجمة عبد الرحمن الفاسي في اليواقيت الثمينة: 195 والدرر الفاخرة: 13 وصفوة من انتشر: 201 والزركلي 82:4 وصفحات متعددة من دليل مؤرخ المغرب.

(2)

انظر الدليل: 289.

(3)

انظر تفصيل الكلام عن هذا الكتاب في الدليل: 175 - 176.

ص: 735

ختمه بالكلام على الأنساب، وقامت عليه فتنة بسبب ذلك، حتى أزال أخوه العلاّمة المتمكن الرزين الصوفي أبو عبد الله سيدي محمد الكراسةَ التي فيها ذلك وأسقطها من التأليف (انظر ترجمته من النشر) ولكن ألحقت فيه ثانياً بعد موته، رحم الله الجميع.

قال في " نشر المثاني " عن الابتهاج المذكور: " من أفيد الكتب وأتقنها لولا إتيانه في بعض مسائله بما لا يسوغ شرعاً ولا يستحسن وضعاً، وعيب به في مواضع كثيرة منه " اهـ. (وانظر الروضة والدر النفيس) .

وله أيضاً: " أزاهر البستان في مناقب جده أبي زيد عبد الرحمن "(1) وتأليف في مناقب شيخ والده الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الفاسي (2) . وقد أفرد المترجم بالتأليف ولده صاحب المنح سماه " اللؤلؤ والمرجان في مناقب الشيخ عبد الرحمن "(3) عدد له فيه من التآليف ما يزيد على مائة وخمسة وسبعين تأليفاً كما في " تذكرة المحسنين " وجمع بعض مخاطباته حفيده أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، رحمهم الله.

394 -

عبد الرحمن المجلد (4) : هو محيي الدين السليمي الحنفي المعروف بالمجلد الدمشقي، الإمام العالم العامل المعمر، ولد تقريباً بعد الثلاثين وألف، وحضر دروس النجم الغزي، وأجازه جماعة من المحدثين والفقهاء منهم ابن سليمان الرداني ويحيى الشاوي ومحمد العناني وغيرهم، وانتفع به الناس

(1) سماه مؤلف الدليل: 185 " بستان الأذهان أو أزهار البستان ".

(2)

اسمه: عوارف المنة في مناقب أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن محيي السنة (الدليل: 236) .

(3)

انظر الدليل: 217.

(4)

سلك الدرر 327:2.

ص: 736

طبقة بعد طبقة، ومات بدمشق سنة أربعين ومائة وألف. أروي ثبته بأسانيدنا إلى سليمان الأهدل والحافظ مرتضى والبخاري كلهم عن السفاريني عنه.

عبد الرحمن المنجرة (انظر المنجرة في حرف الميم)(1) .

395 -

عبد الرحمن الحنبلي (2) : هو ابن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي أبو الفرج نزيل حلب، الشيخ العالم الصالح المقري المسند، ولد سنة عشر ومائة وألف، وأخذ في طلب العلم عام عشرين، فلازم دروس الشيخ أبي المواهب الحنبلي مدة من خمسة عشرة سنة، ثم لازم حفيده الشيخ محمد المواهبي نحو تسع سنين والشيخ عبد الغني النابلسي ومحمد بن عيسى الكناني وأجازوه، واستجاز من الواردين على حلب، كابن عقيلة، والمقيمين كالشراباتي ومحمد بن صالح المواهبي القادري ووالده صالح ابن رجب، ويروي الصحيح عن الأخير مسلسلاً بالحلبيين مشايخ الإسلام، وهو عن شيخه الشيخ العارف قاسم الخاني، عن شيخ الإسلام أبي الوفاء العرضي الحلبي المتوفى عام 1071، عن والده شيخ الإسلام عمر شارح الشفا، عن والده شيخ الإسلام عبد الوهاب العرضي الحلبي، عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري، عن الحافظ بأسانيده.

ومن تصانيف المترجم في السنّة: مختصر الجامع الصغير للسيوطي سماه " نور الأخبار وروض الأبرار في حديث النبي المصطفى المختار " اقتصر فيه على ما رواه أحمد والبخاري ومسلم، له عليه شرح سماه " فتح الستار وكشف الاستار "، وله أيضاً رحلة ذكر فيها ما رآه في سياحته من عجائب البر والبحر.

نتصل به عن البدر عبد الله السكري عن الوجيه عبد الرحمن الكزبري

(1) رقم: 325 في ما تقدم.

(2)

سلك الدرر 304: 2.

ص: 737

عن عبد الله بن محمد العقاد الحلبي عنه. ح: وعن الشيخ السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شمس الدين محمد بن عثمان العقيلي الحلبي العمري عن محمد خليل المرادي صاحب " سلك الدرر " تدبيجاً، وهو عن المترجم ما له، وغيرهم. وأعلى أسانيده في الصحيح روايته له عن ابن عقيلة عن العجيمي وعن الكناني عن الكوراني.

قال المرادي في ترجمته من " سلك الدرر "(1) : " في كل من السندين بين صاحب الترجمة وبين البخاري عشرة، والبخاري حادي عشرهم، وبالنسبة إلى ثلاثياته يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر، وهذا السند عال جداً ولا يوجد أعلى منه، وكانت وفاته بحلب عام 1192. له ثبات سماه " منار الاسعاد في طريق الاسناد " وهو فهرس ممتع جداً يدل على سعة رواية وتفنن، أجاز في آخره به لولديه عبد الله ومحمد.

396 -

عبد الرحمن الأجهوري (2) : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن المالكي المصري سبط القطب الخيضري (3) ، أخذ القراءات عن عبد ربه ابن محمد السجاعي وشمس الدين السجاعي وأبي السماح البقري وغيرهم، وأخذ العلوم عن الشبراوي والعماوي والنفراوي وغيرهم، وسمع الحديث من الاسكندري (4) ومحمد الدقاق الرباطي (5) وغيرهما، ودخل الشام فسمع الأولية من العجلوني (6) وتدبج مع الحافظ مرتضى، وخرج له معجماً في

(1) سلك الدرر 305:2.

(2)

ترجمة الاجهوري في الجبرتي 283:3 (ط/ 1965) وهو عنده عبد الرحمن بن حسن بن عمر.

(3)

الجبرتي: الخضيري.

(4)

هو أحمد الاسكندراني عند الجبرتي.

(5)

محمد بن محمد الدقاق.

(6)

هو الشيخ إسماعيل العجلوني.

ص: 738

شيوخه بأسانيدهم، قال الزبيدي:" وكتب منه عدة نسخ واغتبط به كثيراً، وكانت وفاته بمصر سنة 1198 ".

أروي معجمه هذا بالسند إلى الحافظ مرتضى وقد سبق عنه، وبأسانيدنا إلى الونائي عنه أيضاً. ورأيته أسند عنه القرآن في إجازة له عن البليدي وأبي السماح البقري، كلاهما عن محمد بن قاسم البقري عن البابلي عن خاله سليمان عن محمد بن أحمد الاسكندري عن الشبلي عن قطب الدين بن الحنفي عن الشمس ابن ناصر الدين الدمشقي عن أبي بكر بن أبي قدامة عن ابن جابر الوادياشي عن ابن الغماز بأسانيده.

397 -

عبد الرحمن عطائي: هو عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الشهير بعطائي، كان موجوداً عام 1116. له ثبت موجود بالخزانة التيمورية في قسم المصطلح تحت عدد 126.

398 -

عبد الرحمن العيدروس (1) : هو الإمام العارف المسند أبو المراحم عبد الرحمن بن مصطفى بن شيخ العيدروس الحسيني العلوي نسباً التريمي المصري بلداً، المتوفى بمصر سنة 1194 وولد سنة 1125، وأجازه والده وجده والوجيه عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه، وهما أعلى مشايخه اسناداً، وبالأخير تفقه، والسيد عبد الله بن عمر المحضار العيدروس صاحب الشحر والسيد محمد فضل الله العيدروس ومحمد حياة السندي ومحمد فاخر العباسي الهندي وأبي الحسن السندي ويوسف السورتي وابن الطيب الشركَي وعمر بن عقيل والسيد عبد الخالق الوفائي بمصر، وألبسه الخرقة الوفائية وكناه أبا المراحم، وأجازه أن يكني من شاء، وتدبج مع الشمس الحفني والجوهري

(1) تقدمت ترجمة عبد الرحمن العيدروس تحت رقم: 446.

ص: 739

والملوي ويوسف الحفني وغيرهم، حتى قال في إجازته لبني الأهدل بعد تسميته لبعض شيوخه:

وعن مشايخَ لا تُحْصى لراقمها

بل لستُ من كثرةِ العددِ

إلاّ إذا طال لي وقتي وطاوعني

أكادُ أذكرهمْ في مُجْمَلِ السّنَدِ وجال في الدنيا فدخل اليمن والشام والحجاز والهند وجاوة وبلاد الروم، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وبقي بمصر نحو نصف قرن، وله في العالم الإسلامي طنطنة حتى إن الأديب العلاّمة أبا محمد عبد المجيد بن علي الزبادي الفاسي ترجمه في رحلته للحجاز الواقعة عام 1158 ترجمة طنانة، وذكر أن المترجم إذ ذاك وقت لقيه به كان ابن ثماني عشرة سنة، وأخذ عنه طريقة سلفه وغيرها، وهذا عجيب من الزبادي، رحمه الله، فقد أرخ ولادة الوجيه العيدروس المذكور أعلم الناس بحاله وهو الحافظ مرتضى بما ذكرناه سنة 1125 فعلى هذا كان ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة وقت لَقْيِ الزبادي به، وفي ثبت ابن عابدين و " سلك الدرر " أن ولادته كانت سنة 1135 (1) ، فعلى هذا كان وقت لقيه به ابن ثلاث وعشرين سنة، وما ذكرناه أولاً هو الصواب، وإن مشى الغلط فيه على أبي الربيع الحوات في ترجمته من " الروضة المقصودة ". وبقي حال المترجم في ازدياد إلى أن مات بمصر سنة 1194، قال الحافظ مرتضى:" ولم يخلف بعده مثله " اهـ. وفي " سلك الدرر ": " كان من أفرد العالم علماً وعملاً وقالاً وحالاً " اه.

له من التصانيف نحو الستين، وله في الحديث والاسناد: البيان والتفهيم لمتبع ملة إبراهيم، التعريف بتعدد شق صدره الشريف، الرحلة، ذيلها سلسلة الذهب المتصلة بخبر العجم والعرب، القول الأنبه في حديث من عرف

(1) وكذلك هو تاريخ ولادته عند الجبرتي.

ص: 740

نفسه عرف ربه، مرقعة الصوفية، مرقعة الفقهاء، مرآة الشموس بذكر سلسلة القطب العيدروس، النفحة الأنسية في بعض الأحاديث القدسية نظم، وغير ذلك. وأفرد له فهرساً عظيماً جمع له فيه ما له من الأسانيد الحافظ الزبيدي سماه " النفحة القدوسية بواسطة البضعة العيدروسية " اشتمل على إسناد مائة وسبعين طريقة من طرق الصوفية، وهو في نحو عشرة كراريس.

نروي ما له من مروي ومؤلف نظم ونثر من طريق الحافظ مرتضى والحفني والأمير والصبان وشاكر العقاد والشيخ التاودي ابن سودة والسيد سليمان الأهدل وولده السيد عبد الرحمن صاحب " النفس اليماني " ولعله آخر المجازين منه وفاةً وغيرهم. ونتصل به بسند مسلسل بالباعلويين الأشراف سادات اليمن، وذلك عن العارف بالله أحمد بن حسن العطاس، عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي، عن عبد الله بن الحسن بلفقيه، عن السيد حسين بن مصطفى العيدروس، عن أبيه، عن السيد عبد الرحمن المذكور ح: وعن السيد المعمر البركة عيدروس بن حسين بن أحمد العيدروس الحسيني نزيل الهند إجازة عامة خاصة عن الأخوين حسين وزين العابدين ابني أحمد ابن حسين العيدروس، عن أبيهما أحمد، عن الوجيه عبد الرحمن المذكور، وهو إسناد جليل.

مهمة: سمعت شيخنا مسند مكة وبركتها أبا علي حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي الحسني يحدث عن المترجم أنه دخل في مصر على العلماء في الأزهر وهم ينتخبون من يصلح لإمامةٍ مات صاحبها، فاستشاروه فقال: لا أؤهل لها إلاّ من يعد لصلاة واحدة خمسمائة سنة يستحضرها، فعجبوا لذلك وطلبوه في عدها فعدها لهم. قلت: ومنذ سمعت الحكاية المذكورة من شيخنا هذا وأنا أستهولها وأستعظم أمرها، حتى وجدت في معجم ياقوت الحموي نقلاً عن كتاب " التقاسيم " للحافظ أبي حاتم ابن

ص: 741

حبّان إنه قال في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة، اهـ. ثم صرت أتتبع أحواله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وحركاته فكاد يجتمع العدد المذكور أو أزيد، ومن ترك العجلة أصاب واستفاد وأفاد.

399 -

عبد الرحمن التغرغرتي السوسي: حلاه أبو الحسن علي الدمنتي في فهرسته ب " العالم محدث سوس الحافظ وذكر عنه انه ساق سنده في صحيح البخاري بعشرين واسطة قائلاً لا يعلم أعلى منه بالمغرب والمشرق " اهـ. وسألت عنه بعض علماء سوس فقال لي: إنه منسوب إلى تغرغرت قرية من قرى سكتانة بسوس. كان علاّمة كبيراً، له شرح على البخاري في أربع مجلدات كامل، مات في آخر الدولة الرحمانية بسوس، وله ذرية وشهرة بذلك الصقع، اهـ. ولا أعلم عنه شيئاً دون ما ذكرت.

400 -

عبد الرحمن بن علي القادري: هو العلاّمة شيخ الطريقة القادرية ببغداد ونقيب الأشراف بها، من أهل هذا القرن، يروي الطريقة القادرية عن والدته زينب بنت السيد محمد القادري عن عمها النقيب السيد محمود بن زكرياء القادري بسنده، ويروي عامة عن عبد السلام البغدادي عن ضياء الدين البندنيجي عن عثمان بن سند والوجيه الكزبري كلاهما عن زين العابدين بن علوي جمل الليل، وروى المترجم أيضاً عن المولوي حيدر علي والمولوي فضل الرسول الهنديين وغيرهما. له ثبت نرويه عن الشيخ عبد الباقي الأنصاري اللكنوي المدني عنه.

401 -

محمد عبد الرزاق الفرنكي محلي الهندي: العالم المسلك المعمر الشهير بديار الهند يروي عن المحدث الشيخ أحمد اللكنوي من تلاميذ عبد العزيز الدهلوي، ويروي أيضاً عن مرزا حسن علي بن الشيخ عبد العلي، ويروي أيضاً عن الشيخ محسن بن محمد بدر المدني عن أبيه سليمان المكي عن

ص: 742

داوود المكي عن أبي طاهر الكوراني بأسانيده. ومن غرائب المذكور روايته لنيف وأربعين حديثاً عن القاضي مهنية الجني، قال: من جن نصيبين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي حديث المصافحة عن أبيه عمدة المفسرين مولانا جمال الدين أحمد عن أبيه ملك العلماء علاء الدين أحمد عن مولانا بحر العلوم عبد العلي محمد اللكنوي. وأخذها أيضاً عن المولوي عبد الوحيد عن أبيه المولوي عبد الواحد عن بحر العلوم أيضاً. ح: وأخذها أيضاً المترجم عن المولوي محمد المدراسي عن بحر العلوم عالياً عن المولوي أمين الدين السيد فوزي عن الحاج صفة الله الخيرأبادي عن الشيخ عبد الله الجني المعمر، قال: عن عبد الله المعمر صاحب علم النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويروي المصافحة بحر العلوم عن أبي بكر الصديق بطريق الغيب. للمترجم ثبت نرويه من طريق الشيخ عبد الباقي اللكنوي الأنصاري عنه.

402 -

عبد الكبير الكتاني (1) : هو عبد الكبير بن شيخه الشيخ أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الحسني الإدريسي المعروف بالكتاني، شيخ السنة وإمامها إمام الهداية ومقيمها، الأستاذ الأكبر العارف بالله وبرسوله، والدي ومربي روحي أبو المكارم قدس الله أسراره وعطر مزاره. ولد بفاس سنة 1268 وربي في كنف والده الإمام محفوفاً بعنايته مشمولاً برعايته حتى شب واكتهل.

نشا في جلال الدين يرتضعُ العلا

فجاء تقىً يختالُ في الرتب الشم روى سماعاً وحضوراً عن أعلام فاس كالأخوين عمر وأبي عيسى المهدي ابني الطالب ابن سودة، كلاهما عن أبي محمد عبد السلام الأزمي عن الشيخ التاودي ابن سودة، كما أخذ عن غيرهما ممن تضمنته فهارسه

(1) ترجم له الزركلي 175:4 (اعتماداً على فهرس الفهارس ومعجم الشيوخ 74:2) وصفحات متفرقة من الدليل، وانظر رياض الجنة 74:2 فقد افاض في ترجمته وجامع كرامات الأولياء 227:1.

ص: 743

كصهره وابن عمه أبي المواهب جعفر بن لإدريس الكتاني وأبي عبد الله محمد ابن المدني كَنون وشيخهما أبي العباس أحمد بناني، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم السلوي والوزير صالح بن المعطي التادلي والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي وأبي عيسى المهدي بن محمد بن حمدون بن الحاج وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن التاودي ابن سودة وأبي عبد الله محمد المقري المدعو الزمخشري وأبي العباس أحمد العلمي السريفي، وسمع المسلسلات الرضوية على أبي عبد الله محمد بن علي الحبشي الاسكندري بفاس وغيرهم، وحج عام 1286، ودخل تونس وطرابلس ولقي جماعة من الأعلام ثم حج عام 1295، وروى هناك سماعاً. وإجازة عن محدث الحجاز الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي المدني وتلميذه أبي الحسن علي ابن ظاهر الوتري المدني، كلاهما بها، وسمع علي الوتري جميع الشفا وهو زميله على الجمل بين مكة والمدينة في عشرة أيام، وسمع جميعها عليه مرة أخرى ثانية في زرهون في ثلاثة أيام، وروى سماعاً وإجازة أيضاً عن أبي إسحاق إبراهيم السقا المصري وأبي عبد الله محمد عليش شارح المختصر، كلاهما بمصر، وسماعاً فقط عن أبي العباس أحمد بن زيني دحلان سمع عليه سيرته بمكة، وأجازة كتابةً من الهند بواسطتي شيخُنا القاضي حسين ابن محسن السبعي الأنصاري وشيخنا شرف الدين المشهدي وشيخنا نور الحسنين ابن محمد حيدر بن الملا مبين الحيدرأبادي وغيرهم. ولقي أمماً من رجال الطريق بالمشرق والمغرب كالشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي النقشبندي المدني والعارف الشيخ محمد منتظر الطرابزوني صاحب الصلوات المنتظرية والشيخ عبد القادر بن عبد الوهاب الاسكندري وأبي عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ الفاسي وأبي عبد الله محمد بن قاسم فنجيروا. والمعمر أحمد ابن عبد السلام المصوري المغربي وأبي محمد عبد السلام بن علي بن ريسون بتطوان والسيد فضل بن علوي ابن سهل مولى الدويلة وأخذ عنهم. وعمدته والده الشيخ أبو المفاخر فإليه ينتسب وعليه يعول.

ص: 744

وكان حلساً من أحلاس العلماء والصالحين، بيته وزاويته موطناً لهم، ألفوه وقصدوه من المشارق والمغارب، محكماً للسنة في أحواله أقوالاً وأعمالاً حركو وسكوناً، حتى تجسدت به، لا مذهب له ولا طريقة دون الكتاب والسنّة، كتابه المصف. مات وهو يكتب القرآن في اللوح مع أنه كان شديد الحفظ له من صغره، وديوانه الصحيح، ختمه نحو الخمسين مرة ما بين قراءته له على المشايخ وإسماع له، وكان يعرفه معرفة جيدة يستحضر نوادره ومخبآته، ويستحضر " فتح الباري " استحضاراً عظيماً، وأتم سماعَ وإسماعَ الكتب الستة، ولم يبق بفاس في عصره ولا بالمغرب من تمَّ له ذلك، يعرف الناس له منةَ إحياء السنّة وكتبها بفاس والقيامَ عليها قيام النقاد المهرة، يستحضر أحاديث الكتب الستّة كأصابع يده وإن أنس فلا أنس أني كنت مرة أسمع عليه كتاب " المجالس المكية " لأبي حفص الميانسي المكي من أصل عتيق بخط الحافظ أبي العلاء العراقي، فوصلنا فيه إلى حديث عثمان في كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فمع عزو الميانسي له إلى مسلم ذكر فيه المسح على الأذنين، فقال لنا الشيخ الوالد: مسح الأذنين في الوضوء لا يوجد في الصحيحين من حديث عثمان ولا غيره، فقمت بعد ذلك على ساق في مراجعة نسخ صحيح مسلم العتيقة المسموعة وغيرها من المستخرجات والمصنفات الأثرية، فلم أجد لذلك ذكراً فيها، فأيقنت بحفظ الرجل وقوة استحضاره وخوضه في السنّة.

وله رضي الله عنه في الشؤون النبوية عدة مؤلفات كالخضاب والشيب والوفرة، وحواشي على الصحيح والشمائل، وجزء في المبشرين بالجنة من الصحابة أوصلهم إلى نحو المائتين، وكتاب في حديث كنت نبيئاً وآدم بين الروح والجسد. وله مبرد الصوارم والأسنّة في الذب عن السنّة، كتاب عظيم القيمة واسع البحث والاطلاع، وله أيضاً ختم الصحيح، وختم الشمائل

ص: 745

وختم المواهب، وشرح حديث النية، وتأليف في آل البيت في مجلد نفيس (1) وعدة رسائل تخرج في عدة مجلدات أكثرها في الحديث والتصوف والفقه.

وهو أجمع من رأيناه وأخذنا عنه لخصال الخير والمثابرة على العلم والعمل والتمسك بالسنّة في جميع الأحوال وتطلب معرفتها والقيام عليها قيام أعلام الرجال، تذكّر الله رؤيته وتؤثر في أقسى القلوب موعظته، مع سعة الأخلاق التي عم خبرها وأثرها الآفاق، وخضعت له الرقاب ووقفت ببابه الصدور من أهل القرن الماضي، وهذا مع الإنسلاخ التام عن الدعوى والبعد الكلي عن إثبات شيء لنفسه مع التنزل للعباد في التذكير والتعليم، يخاطب كل طائفة على حسب فهمها وإدراكها، ويفيد في صفة المستفيد، ثم يزيد في صفة المستزيد، مع حقارة الدنيا في عينه، وقيام جليسه بعظمة الله وقد استولت عليه.

قال عنه نادرة العصر الشيخ أبو المحاسن يوسف النبهاني في كتابه " جامع كرامات الأولياء "(2) : " هو الإمام العلاّمة المحدث المحقق العارف بالله صاحب التآليف الكثيرة النافعة ولا سيما علم الحديث، وقد استجزته فأجازني من فاس كتابة فسررت بإجازته، وأهداني معه مؤلفاً نافعاً في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخضابه، وهو فريد في بابه مشتمل على فرائد الفوائد، جزاه الله خيراً ونفعني والمسلمين ببركاته " اه. وقال عنه شامة العصر أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني في ترجمته من كتابه الكبير في البيت الكتاني: " لما توفي والده اتخذه أصحابه مكانه في زاويتهم يجتمعون عليه كما كانوا يجتمعون على والده، وهو مع ذلك في الترقي والزيادة خالياً عن الدعوى متبرئاً منها عاكفاً على مطالعة كتب القوم ومجالسة الصالحين والعلماء العاملين مذكراً لهم مستفيداً منهم زواراً لهم، مع المحبة التامة لآل البيت والتعظيم لهم، وأما

(1) أسمه الانتصار لآل النبي المختار (الدليل: 72) .

(2)

جامع كرامات الأولياء 227:1 (المؤلف) .

ص: 746

محبته في الجانب النبوي العظيم فلا تسأل عنها فاق فيها جميع أهل عصره فيما رأينا وأوانِه، وكثيراً ما كنت أذهب معه إلى زرهون فتمر بنا هناك أيام يفخر الزمان بها علماً ومذاكرة وذكراً وتوجهاً،. وأما أخلاقه مع الصديق والعدو والمحب والمبغض فلا تسأل عنها، لا يلقى أحداً إلاّ بغاية البشاشة ونهاية اللطف مع الإكرام التام واللين المفرط العام، ولا يذكر أحداً قط بغيبة ولا يكاد يذكر في مجلسه أحد بذلك أيضاً، بل مجالسه كلها مجالس ذكر وتذكير وعلم وتعليم ووعظ ونصح لا تكاد تخرج عن ذلك، وبالجملة فهو وحيد عصره وفريد أوانه ودهره، وقد استجزته عند هجرتي من فاس إلى المدينة في طريقتهم الكتانية فأجازني "، اهـ. باختصار كثير.

وعنه أخذنا وبه تربينا، فله علينا في هذا الباب المنة العظمى والمرتبة الزلفى، جزاه الله خير الجزاء. وقد خرجت له عدة فهارس وكتبت عنه عدة إجازات ذكرت في حروفها (انظر أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد، وفتح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير، ومنية القاصد في أسانيد الشيخ الوالد، والمسلسلات) أجازني غير مرة وخلفني وحباني، وبكل ما عنده هداني. انتقل إلى جوار ربه ضحى يوم الخميس 26 ربيع الأول عام 1333، ودفن بزاوية والده الكتانية من فاس رحمه الله ورضي عنه.

ونروي عنه أيضاً بواسطة أعلام العصر شرقاً وغرباً، ولنقتصر على عشرة: 1 فعن أخينا الأستاذ الشهير أبي عبد الله محمد، 2 وعالم زرهون أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي الشبيهي، 3 وقاضي الرباط أبي العباس أحمد بن محمد البناني، 4 وشيخنا زاهد مكة ومسندها أبي علي حسين بن محمد الحبشي الباعلوي الشافعي، 5 ومسند الشرق الشيخ أحمد أبي الخير المكي الهندي، 6 والمحدث المسند الشيخ خضر بن عثمان الحيدرأبادي الهندي، 7 ومسند افريقية الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآستانة، 8 وبوصيري العصر أبي المحاسن يوسف بن

ص: 747

إسماعيل النبهاني، 9 وفقيه القطر الجزائري قاضي تلمسان أبي مدين شعيب ابن علي الجليلي، 10 ونادرة العصر إبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني نزيل دمشق، وغيرهم من الأعلام، كلهم عنه.

ولصديقنا وابن خالنا العلاّمة المفتي الأديب الخطيب أبي زيد عبد الرحمن ابن جعفر الكتاني ناظماً سنده في الصحيح من طريق العمرين عن شيخنا الوالد:

رويتُ جامعَ البخاريَّ الشهيرْ

عن الهمام سيدي عبدِ الكبيرْ

عن شيخه عبد الغني عن عابد

عن صالح الشهير الماجد

عن ابن سنة عن العجل عن

شيخه قطب الدين فافهم واعلمن

عن شيخه أبي الفتوح أحمدْ

عن يوسف الهروي عن محمد

عن شيخه يحيى عن الفربري

عن البخاريّ عظيم القدرِ وقد ترجمته بترجمة طنانة وذكرت أحواله وثناء الناس عليه في كتابي " المظاهر السامية في النسبة الكتانية " وفي " أداء الحق الفرض في الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض " وأفردت ترجمته بالتأليف ولعلها تخرج في مجلد ضخم، يسر الله علي إكماله آمين.

403 -

عبد الله الشريف: اليمحلي العلمي المصمودي دفين وزان وإمام الطريقة الوزانية الزروقية الشاذلية بالمغرب، الشيخ الزاهد السني العارف الطائر الصيت الكثير الأتباع المتوفى سنة 1089. له ثبت جمع فيه جميع طرق أشياخه من الصوفية إلى منتهاها، وجمع فيه أيضاً أكثر ما في الفهارس من الأسانيد الحديثية المروية فيها، نسبها له صاحب " التحفة القادرية " وذكر أنها كانت بزاويته بفاس ثم فقدت، وأن نجل المترجم الشيخ سيدي محمد أجاز بها لجده أبي عبد الله محمد بن علال القادري الفاسي، وقد ساق أسانيد الشيخ المذكور في كل علم في مجلدين ممتعين هما عندي.

ص: 748

نتصل بالشيخ المذكور في طريق القوم وأذكارهم عن سليله المعمر الناسك الوجيه أبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار الوزاني بفاس عام 1325 عن أبيه محمد عن أبيه عبد الجبار عن أبيه الشيخ أبي الحسن علي عن أبيه أبي العباس أحمد عن أبيه الشيخ أبي محمد مولاي الطيب عن أخيه الشيخ أبي محمد مولاي التهامي وأبيهما أبي عبد الله سيدي محمد عن أبيه أبي محمد مولاي عبد الله المذكور بسنده. ح: وعن المعمر البركة الوجيه صاحب التقاييد العديدة أبي حامد العربي بن عبد الله بن محمد التهامي بن الحسني ابن الشيخ أبي محمد التهامي ابن محمد بن عبد الله الشريف الوزاني الرباطي، وهو عن المسنين الجليلين أبي العباس أحمد بن علي وأبي محمد عبد الله بن علي، كلاهما عن والدهما أبي الحسن علي ابن أحمد بسنده وهو أعلى (1) . ح: وعن المعمر الذاكر البركة أبي محمد عبد السلام بن الطيب بن محمد الحاج بن محمد الشاهد (2) بن أحمد الشاهد بن الشيخ مولاي التهامي الوزاني اللجائي عن ابن عمه البركة المعمر الشهير أبي حامد العربي ابن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الوزاني، ولعله آخر من بقي من تلاميذه في الدنيا، وهو عن أبيه أبي الحسن علي بن أحمد المذكور بسنده.

وأعلى أسانيدنا إلى الشيخ المترجم روايتنا عن المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري عن المعمر الشمس محمد البهي الطندتائي عن الشهاب أحمد الملوي عن عبد الله الكنكسي عن المترجم عالياً. وبيننا وبينه في الرؤية ثلاثة فإني رأيت المعمر المفضل بن جلون بفاس، وهو رأى الشيخ التاودي ابن سودة وحضر جنازته، وهو أخذ عن الشيخ فتح الله العجمي التونسي، وهو

(1) وأبو حامد المذكور هو صاحب كتاب " بلوغ المنى والآمال فيمن لقيته من المشايخ وأهل الفضل والكمال " أرويه عن مؤلفه مناولة وإجازة (المؤلف) .

(2)

محمد الشاهد هذا من أشياخ الحافظ مرتضى الزبيدي وترجمه في معجمه ومن أشياخ محمد طاهر سنبل أيضاً (المؤلف) .

ص: 749

عن المترجم له عالياً. وطريقة المترجم مبنية كما في الاشراف لابن الحاج علي السنّة جميع الأقوال والأفعال، ومجانبة البدع وإطعام الطعام والتبري من الدعوى، وكثرة الاستغفار والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اهـ. وهو ممن أفردت ترجمته وترجمة أفراد ذريته بكثير من التصانيف منها " التحفة القادرية " في مجلدين و " التحفة الطاهرية " في جزء وهو مطبوع بفاس. ولعصرينا الشريف أبي محمد عبد الله بن الطيب بن أحمد بن عبد الله ابن الشيخ مولاي الطيب بن محمد بن المترجم له كتاب سماه " الروض المنيف في التعريف بأولاد مولانا عبد الله الشريف " وقفت على المجلد الأول منه.

عبد الله بن سالم البصري: محدث الحجاز وحافظه (انظر الكلام عليه في الإمداد والأوائل)(1) .

404 -

عبد الله الميورقي (2) : هو أبو محمد مولى الرئيس أبي عثمان سعيد ابن حكم صاحب ميورقة، الفقيه المحدث من أهل التهمم بالعلم والاعتناء بالرواية، ذكره العبدري في رحلته قائلاً:" وقفت على فهرسة شيوخه فرأيته ذا همة (3) وقد شاركته في بعض شيوخه الذين ذكرهم ولم يقض لي أن أجتمع به ".

405 -

عبد الله بن محمد السوسي (4) : هو السكتاني نسباً المسكاتي داراً ومنشأ التونسي إقامة ومدفناً المالكي، يروي عامة عن عبد الله بن سالم البصري والبرهان إبراهيم بن عبد الله الجمني وتلميذه علي بن أحمد بن علي بن عبد الحق

(1) انظر رقم: 3 (ص: 95) ورقم: 59 (ص: 193) .

(2)

رحلة العبدري: 280.

(3)

الرحلة: فرأيت صنع فاضل ذي همة.

(4)

ترجمة عبد الله السكتاني في شجرة النور: 345 (وكانت وفاته في حدود سنة 1169) .

ص: 750

التميمي والبرهان إبراهيم الفيومي ومنصور المنوفي الضرير ومحمد أبي العز العجمي، وقد وقفت على نصوص إجازاتهم له بالقيروان عدا الأول والأخير بتاريخ 1130. ويروي المذكور الطريقة الناصرية عن إمامها أبي العباس أحمد ابن محمد بن ناصر، وله نظم في سندها من طريقه، ويروي " دلائل الخيرات " عن الشيخ محمد الوليدي المكي مدرس دار الخيزران بمكة عن النخلي.

له ثبت ظفرت به في القطر التونسي، نرويه وما له من طريق السيد مرتضى الزبيدي عن الشهاب أحمد بن عبد الله السوسي والسيد عبد القادر الراشدي القسمطيني، كلاهما عن والد الأول مؤلفه وهو المترجم هنا. ح: ومن طريق الشيخ التاودي عن محمد المختار المعطاوي التازي عن عبد القادر الراشدي المذكور عنه. ح: ومن طريق ابن عبد السلام الناصري عن المعمر أبي بكر ابن تامر القابسي عنه عالياً.

406 -

عبد الله بن الوليد (1) : هو الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر المالكي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الشيخ أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي والشيخ أبي عبد الله محمد بن فرج بن الطلاع عنه.

407 -

عبد الله الباجي (2) : هو أبو محمد عبد الله بن محمد الباجي الشيخ الراوية، له برنامج حمله عنه عبد الله بن سمحون الطنجي وأجاز له سنة 447 (3) قرأ الإجازة ابن الأبار.

408 -

عبد الله الحلبي: أروي ثبته عن الشيخ محمد المكي بن عزوز

(1) فهرسة ابن خير: 432 والصلة: 267 (وكانت وفاته بالشام سنة 448) .

(2)

ابن سمحون (بالحاء المهملة) انظر التكملة: 789.

(3)

في التكملة أن الإجازة كانت في رمضان سنة 397.

ص: 751

عن محمد صالح الأدقي الصوفي عن الشيخ عبد الغني الرافعي عن الشيخ أعراب أفندي الزيلعي عنه. ح: وأعلى منه عن الشهاب أحمد الحضراوي المكي عن الشيخ عبد الغني الرافعي المذكور، وإن كان عبد الله الحلبي المذكور هو ابن الشيخ سعيد الحلبي الشهير، فنروي عنه عالياً بواسطة الشبيتي، وذلك عن الشمس محمد أمين البيطار الدمشقي عنه، والله أعلم.

409 -

عبد الله الدمياطي: هو أبو محمد ابن إبراهيم بن مُحمد ابن مَحمد الشبيتي الدمياطي من بيت علم وصلاح، له رحلة إلى بلاد الروم، أجازه البديري، وله ثبت نرويه من طريق الحافظ مرتضى عن ولده الشيخ الصالح إبراهيم، ذكره في ترجمته من معجمه.

410 -

عبد الله سراج: هو مفتي مكة المكرمة العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن سراج الحنفي المكي الصديقي، وصفه الشيخ الكوهن في رحلته بالشيخ القدوة العلاّمة من له الباع الطويل في التفسير والحديث والفتوى، ثم وصف درسه للتفسير وما يجلبه من الكلام على كل آية من عدة علوم (فانظرها) . روى عن مشايخ لا يحصون يقاربون المائة أعلاهم إسناداً خاتمة الدور الأول الحاج أحمد الملطيلي المكي وعثمان بن خضر البصري وعبد الملك القلعي ومحمد بن هاشم الفلاني تلميذ الشيخ صالح الفلاني والشيخ صديق بن محمد صالح النهاوندي وأحمد الشنكَيطي والحاج مرزيجان الداغستاني وغيرهم.

له ثبت كتبه باسم أبي حامد العربي الدمنتي عدد فيه مشايخه ومروياته، نرويه وكل ما له من طريق الدمنتي المذكور عنه. ح: وعن الشيخ حبيب الرحمن الهندي والشيخ أحمد أبي الخير مرداد المكي ومحمد بن محمد المرغني، كلهم عن الشيخ جمال بن عمر المفتي بمكة عنه. ح: وعن الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي والشيخ محمد مراد القازاني المكي، كلاهما عن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله سراج عن الشيخ الجمال المذكور عنه.

ص: 752

ح: وعن الشيخ فالح الظاهري عن أبي الحلم عبد الرحيم البرقي الزموري عنه. ح: وعن الشيخ محمد معصوم المجددي عن أبيه الشيخ عبد الرشيد الدهلوي والشيخ صديق كمال، كلاهما عنه. ح: وعن صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن المعمر جمال الدين بن عبد الشكور البهاري الهندي بكلكته عن عبد الله سراج المذكور. ح: وعن الشيخ محمد أبي الخير بن عابدين الدمشقي الحنفي عن عبد الله الصوفي الطرابلسي عن الشيخ الجمال المكي عن عبد الله سراج بأسانيده.

411 -

عبد الله ابن أبي الربيع (1) : هو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع المتوفى عام 688، له برنامج موجود بمكتبة الاسكوريال جمعه له بعض أصحابه، أوله:" الحمد لله الذي أنعم علينا بهدايته وبعد فلما كان شيخنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن أبي الربيع القرشي الأموي العثماني أعلم من لقيناه ولم يكن تقدم إلى تأليف برنامج في ذكر شيوخه " الخ. تمَّ كتبه عام 898 (وانظر حرف الراء) .

412 -

عبد اللطيف البيروتي (2) : هو عبد اللطيف بن المفتي الشيخ علي نور الدين فتح الله البيروتي الحنفي العلاّمة الفهامة المحدث المتفنن، تولى الافتاء ببيروت سنة 1209 واستمرّ عليه إلى سنة 1221، ثم رحل إلى دمشق وانتفع به الناس وتوفي بدمشق سنة نيف وخمسين ومائتين وألف.

يروي عن أعلام الدمشقيين والحجازيين والمصريين والحلبيين والقدسيين والبيروتيين والطرابلسيين والصيداويين وغيرهم. ومن أعلام شيوخه محدث

(1) انظر ما تقدم رقم: 234.

(2)

ترجم له الزركلي 183:4 اعتماداً على مقال لعيسى إسكندر المعلوف في مجلة المشرق 738:31 (وذكر أن وفاته كانت سنة 1260) .

ص: 753

الشام ومسنده الشهاب العطار والشمس الكزبري وخليل بن عبد السلام الكاملي والشهاب البربير والشهاب العروسي والشرقاوي والشنواني وثعيلب الضرير والحافظ مرتضى الزبيدي وعبد الملك القلعي والشهاب أحمد جمل الليل المدني ومصطفى الرحمتي والشمس محمد بن بدير وإسماعيل المواهبي والشيخ شمس الدين محمد بن حسن أبي نصر الطرابلسي والشيخ عبد القادر الرافعي الطرابلسي وغيرهم.

له ثبت نرويه من طريق الآلوسي عنه، وأرويه عالياً عن شيخنا السكري شفاهاً بدمشق عنه، وهو آخر أصحابه في الدنيا والمذكور ممن أجاز عامة لأهل عصره.

عبد المهيمن الحضرمي: (انظر حرف الحاء)(1) .

413 -

عبد النبي الخليلي: أروي ثبته عن الوجيه السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن التركماني عن العلاء الحصفكي عنه، وهو عبد النبي بن عبد القادر الأزهري الخليلي الحنفي، يروي عن الشيخ محمد ابن عبد الله التمرتاشي الغزي وغيره.

414 -

عبد العزيز بن فهد (2) : هو الحافظ عز الدين أبو الخير وأبو فارس عبد العزيز ابن الحافظ نجم الدين أبي القاسم وأبي حفص عمر ابن الحافظ تقي الدين أبي الفضل محمد الشريف العلوي الشهير كسلفه بابن فهد، المكي الشافعي، ولد سنة 850 بمكة، وسمع على والده وجده تقي الدين، واستجاز له والده

(1) انظر ما تقدم رقم: 150 (ص: 348) .

(2)

ترجمة عبد العزيز ابن فهد في الشذرات 100:8 والضوء اللامع 224:4 والكواكب السائرة 238:1 وبروكلمان، التكملة 224:2 والزركلي 149:4 (وجعل وفاته سنة 920) .

ص: 754

جماعة منهم ابن حجر وأسمعه على المراغي والزين الأسيوطي والبرهان الزمزمي وغيرهم، ثم رحل بنفسه إلى المدينة والديار المصرية وسمع بهما وبالقدس وغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وغيرها مما لا يحصى وجد واجتهد وتميز وقرأ بنفسه على القاضي زكرياء والشرف عبد الحق السنباطي ولازم السخاوي وغيره، وانتسخ بخطه عدة كتب بيدي كثير منها كتاريخ النقي الفاسي وغيره، وأخذ في الحجاز عن السيد السمهودي والبرهان ابن ظهيرة والنور الفاكهي، وأخذ في اليمن عن جماعة من أعظمهم ابن إبراهيم الوزير صاحب " الزهر الباسم " وغيره. قال المترجم عن الشهاب القسطلاني:" اجتمعت به في أول رحلتي وأجازني بمروياته ومؤلفاته، وفي الرحلة الثانية عظمني واعترف لي بمعرفة فني وتأدب معي "، اهـ. قال ابن العماد في ترجمته من " شذرات الذهب ": " وبرع في الحديث وتميز فيه بالحجاز، له معجم في شيوخه وهم نحو ألف (ذكر في حرفه) وفهرسة مروياته، وجزء في المسلسل بالأولية، وكتاب في المسلسلات، ورحلته في مجلد، وترتيب طبقات القراء للذهبي، وتاريخ على السنين، ونزهة ذوي الأحلام بأخبار الخطباء والأيمة وقضاة بلد الله الحرام. وله قال: وليس لي من النظم غيرها:

الراحمون لمن في الأرض يرحمهم

من في السماء كذا عن سيّدِ الرسل

فارحمْ بقلبكَ خَلْقَ اللهِ وارعهمُ

به تنالُ الرضى والعفوَ عن زللِ أنشدهما له الشهاب أحمد العجمي المصري في جزء له. وقال عنه الحافظ الزبيدي: " أبوه وجده وجد أبيه حفاظ، ومشايخه بالإجازة والسماع نحو من ثلاثمائة نفس، أوردهم في كتاب له سماه " ذروة العز والمجد لمشايخ ابن فهد " ساوى في الكثير مشايخ والده ".

أروي ما له من طريق الحافظ ابن طولون والنجم الغيطي، كلاهما عنه

ص: 755

وذكر الأول أنه أجازه مراراً وسمع منه المسلسل بالأولية ثم المسلسل بالمحمدين ثم المسلسل بحرف العين وذلك سنة 920. ح: ومن طريق ابن أخيه عبد الرحمن بن فهد عن عمه الرحلة محمد جار الله بن الحافظ عز الدين عبد العزيز عن أبيه. ح: ومن طريق النجم الغزي عن محمود بن محمد البيلوني الحلبي عن أحمد بن إبراهيم الشماع المشهور بابن الطويل عنه. ح: وأروي ما له أيضاً عن السكري عن الكزبري عن الحافظ الزبيدي عن عمر بن عقيل وحسن عيديد عن العجيمي عن ابن العجل عن يحيى بن مكرم الطبري عنه، وهذا سند عال جيد، وكانت وفاته سنة 921 كما ترجمه فيمن مات في هذه السنة العمادي في " شذرات الذهب " وكنت اعتمدته حتى وجدت أبا الحسنات عبد الحي اللكنوي نقل في " تذكرة الراشد " عن خط ابن المترجم جار الله في هوامش الضوء أنه مات سنة 922.

فائدة: قد وقفت على إجازة بخط المترجم عبد العزيز بن فهد لولدي الإمام ابن غازي محمد وأحمد كتبها لهما على فهرسة والدهما قال فيها: " وكذا أجزت لأولادهما وإخوانهما وأقربائهما وخدمهما ومن يلوذ بهما ولجميع أهل بلدهما بل ولجميع المسلمين على مذهب من يرى ذلك " وإمضاؤه فيها هكذا: " محمد عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي خادم الحديث بالحرم المكي "، اهـ. من خطه رحمه الله.

عبد العزيز الدهلوي: محدث الهند (انظر العجالة)(1) .

415 -

عبد الغني النابلسي (2) : هو الأستاذ العارف بركة الشام وعارفها

(1) رقم: 473 في ما يلي.

(2)

ترجمة النابلسي في سلك الدرر 30:3 والجبرتي 154:1 ومعجم شركيس: 1832 وبروكلمان، التكملة 473:2 (وذكر من مصادر ترجمته كتاباً مفرداً بعنوان: الورد الاسنى (الانسي) والوارد القدسي في ترجمة العارف عبد الغني النابلسي وهو لابن سبطه، وله ترجمة في كتاب عقود الجوهر) وتراجم أعيان دمشق لابن شاشو: 67 والزركلي 158:4 وعدَّ له بروكلمان 144 مؤلفاً.

ص: 756

وعالمها المتوفى بدمشق سنة 1143 عن نحو التسعين، يروي عالياً عن النجم الغزي وأبي الحسن علي الشبراملسي ووالده أبي الفداء إسماعيل النابلسي وأبي المواهب الحنبلي عامة ما لهم، ويروي أيضاً عن الشيخ عبد الباقي الحنبلي وكمال الدين بن حمزة النقيب وعبد القادر الصفوري ومحمد المحاسني وإبراهيم الفتال والشمس محمد العيثاوي وغيرهم، وتدبج مع مسند الحجاز حسن بن علي العجيمي، وقفت على إجازة النابلسي له نظماً. وعاش النابلسي بعدما مات العجيمي نحو الثلاثين سنة، وناهيك بهذا.

له فهارس وإجازات، وإزالة الخفا عن حلية المصطفى، ورحلة طرابلس (1) والذهب الإبريز في الرحلة إلى بعلبك وبقاع العزيز، والحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز، والحضرة الأنسية في الرحلة القدسية (2) ، وذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث وهو أطراف للكتب السبعة أعني كتب الحديث الستة والموطأ، ذيل نفحة الريحانة للمحبي الدمشقي في الرجال، وروض الأنام في بيان الإجازة في المنام، كنز الحق المبين في أحاديث سيد المرسلين، ونهاية السول في حلية الرسول، ورسالة في قوله عليه السلام: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً، والانس الوافر من قال أنا مؤمن فهو كافر، وهذه عندي، وغير ذلك. قال عن المترجم المرادي في " سلك الدرر ":" وهو أعظم من ترجمته علماً وولاية وزهداً وشهرة ودراية " اهـ.

نروي ما له من طريق السفاريني والمنيني وعبد الرحمن الكزبري الكبير والعجلوني والعجيمي ومحمد بن عبد الرحمن الغزي ومصطفى البكري ومصطفى الرحمتي وغيرهم عنه وأعلى ما بيننا وبينه ثلاثة وذلك عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن النابلسي

(1) طبعت في بيروت بتحقيق المستشرق بمؤسسة (1971) .

(2)

طبعت سنة 1902 بمطبعة الإخلاص.

ص: 757

عالياً مكاتبة باستدعاء والده له منه، وعن السكري والحبال كلاهما عن الكزبري عن مصطفى الرحمتي وتقي الدين الحنبلي كلاهما عنه. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن المعمر عمر الشيباني والسيد عبد القادر ابن إسماعيل ابن الأستاذ عبد الغني النابلسي، كلاهما عن جد الثاني الأستاذ المترجم. وأروي عنه عالياً عن أبي النصر الخطيب عن عبد الله التلي عنه.

وأروي عن المعمر محمد سعيد الحبال الدمشقي مكاتبة ثم مشافهة بدمشق والشيخ سليم المسوتي، كلاهما عن الشمس محيي الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد العاني الدمشقي عن أبيه محمد عن أبيه محمد عن أبيه أحمد عن العارف النابلسي. وأروي عن أبي الحسن ابن ظاهر والمسوتي عن عبد الغني الميداني عن عبد الغني السقطي عن الشهاب المنيني وعلي السليمي، كلاهما عنه. وأروي عالياً أيضاً عن المعمر عبد الرزاق البيطار عن أبيه حسن البيطار عن الشيخ علي السليمي عن الأستاذ النابلسي عالياً.

والمترجم ممن أفردت ترجمته بعدة مصنفات منها: الفتح الطري الجني في بعض مآثر شيخنا الشيخ عبد الغني لتلميذه الشيخ مصطفى البكري، ومنها تأليف ابن سبطه العلاّمة الشيخ محمد كمال الدين الغزي العامري الدمشقي فيه وهو في مجلده سماه " الورد الأنسي والوارد القدسي " رتبه على أبواب، أوقفني عليه بصالحية دمشق، حيث مدفنه قدس سره، سلالته الفاضل الشيخ صالح بن عبد الغني بن عبد الجليل بن مصطفى بن إسماعيل بن الشيخ عبد الغني، رحم الله السلف وبارك في الخلف.

416 -

عبد الغني الدهلوي: هو بهجة المحدثين وزينة المسندين العالم العامل العارف الشيخ عبد الغني، ابن العارف الكبير الشيخ أبي سعيد، نجل العارف الكبير الشيخ صفي القدر، شبل العارف الكبير الشيخ عزيز القدر، فرع العارف الكبير الشيخ محمد عيسى، نتيجة العارف الكبير الإمام محمد معصوم، نجل اإمام المجدد الشهاب أحمد بن عبد الأحد العمري السهرندي

ص: 758

الدهلوي المدني المهاجر الحنفي الأثري المذهب النقشبندي الطريقة. حلاه شيخنا أبو الحسن ابن ظاهر ب " حامل لواء أهل الرواية والأثر، في بلدة سيد البشر "، اهـ. ولد بدهلي في شعبان سنة 1235، هاجر إلى المدينة سنة 1272، وبها مات عام 1296، بعد أن صار المحدث بين لابتيها حتى قال عنه تلميذه الترهتي في " اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني ":" هو اليومُ عُذَيْقها المرجَّب والمحدث بين لابتيها، لا تكاد تسمع أذناك عند غيره فيها حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه إلاّ قليلاً "، اهـ.

وكان منقطعاً للرواية والتحديث رؤوباً على إسماع الكتب الستة، حدثني بعض شيوخنا انه في ملأ كانوا يسمعون عليه سنن أبي داوود، وبيد كل سامع نسخة، فتنبه الشيخ لإسقاط راوٍ في السند اتفقت النسخُ الحاضرةَ على إسقاطه،، فحاصروا فأوقفهم المترجم على ضرورة إثبات الواسطة من كلام أيمة الصناعة ورجال الطبقات، فعجبوا من نباهة الشيخ واطلاعه الدقيق وأصلحوا نسخهم. وفي " اليانع الجني ":" كان من أجل نعم الله عليه أن صرفه عن الإشغال بمُحْدَثات العلوم ومبتدعات الرسوم التي جدواها قليل وعدواها كبير، ووفقه لحلية المتقين وبغية الأبرار من العلوم النافعة في الدين "، اهـ. قلت: وكان شديد التمسك بالسنّة في عمله وقوله وملبسه، زاهداً متقشفاً حتى كان يرفع في تنفلات الصلاة على مقتضى حديث ابن عمر مع أنه حنفي، ولشدة تمسكه بالأثر صنّف الشيخ رضا علي بن سخاوة علي العمري البنارسي من متعصبي علماء الحنفية بالهند في الردّ عليه، ولكنه في السماء ومنتقده في الأرض.

اجاز للمترجم والده بكل ما وصله عن أشياخه وحافظ الحجاز محمد عابد السندي بعد أن سمع عليه مسلسلات ثبته، وذلك سنة 1250 والمترجم إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وأبو زاهد إسماعيل بن إدريس الاسلامبولي ثم المدني، أخذ عنه أيضاً في التاريخ المذكور، وهما عمدته في الراوية

ص: 759

وكتبا له إجازة حافلة، وعندي صورة إجازتهما له، والعجب من عدم إدراجها في " اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني ".

ويروي سماعاً وإجازة أيضاً عن محدث الهند الشيخ محمد إسحاق الدهلوي والشيخ مخصوص الله بن رفيع الدين الدهلوي العمري ويروي عن والده الشيخ أبي سعيد عن خاله العالم العارف سراج أحمد عن أبيه محمد مرشد عن أبيه محمد أرشد عن أبيه المولوي محمد فرخشاه عن أبيه خازن الرحمة محمد سعيد محشي " مشكاة المصابيح " عن أبيه مجدد الألف الثاني أحمد بن عبد الأحد السهرندي عن مولانا يعقوب الكشميري عن الشهاب ابن حجر الهيثمي.

ويروي أيضاً عن والده عن القطب عبد الله غلام علي الدهلوي عن شيخه مظهر جانانان عن محمد أفضل السيلكوتي عن سالم بن عبد الله البصري وعبد الأحد ابن خازن الرحمة محمد سعيد الأخير عن أبيه عن جده المجدد، والعجب إهمال صاحب " اليانع الجني " لمثل هذه الأسانيد المسلسلة بالأقارب مع نفاستها وأهميتها، وقد ظفرت بها في إجازة الشيخ عبد الغني لِسَمِيّي محمد عبد الحي اللكنوي. ويروي الشيخ عبد الغني أيضاً عن السيد عبد الله المرغني مفتي الحنفية بمكة، كما ذكر ذلك الشيخ خضر الرضوي في إجازته لي عنه وهو يروي عن عبد الملك بن عبد المنعم القلعي بسنده.

وأشهر أسانيد الشيخ عبد الغني عن أبيه ومحدث الديار الهندية الشيخ محمد إسحاق، كلاهما عن جد الأخير لأمه الشيخ عبد العزيز الدهلوي عن أبيه ولي الله عن أبي طاهر الكوراني عن أبيه المنلا إبراهيم عالم المدينة ومسندها عن النجم الغزي عن أبيه البدر عن أصحاب الحافظ ابن حجر، لا أتقن ولا أوثق في سلاسل المتأخرين من هذه السلسلة، لأنها مع علوها مسلسلة بأيمة الاعصار والأمصار وأقطاب السنّة ورجال العلم والعمل، ولذلك إذا اردت رويت عن الوالد عن الشيخ عبد الغني بها كأني أقول بالنسبة لزماننا والقرون الأخيرة حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر فأجد لهذا السياق من الحلاوة والقبول

ص: 760

والعظمة ما تنهدّ له جبروتية الشباب، وتقف عنده صولة علوم الشقشقة، حشرني الله في زمرتهم وألحقني بهم مع الرعيل الأول من السابقين الأولين. أخذ عن الشيخ عبد الغني الناسُ بالحجاز والهند والمغرب طبقةً بعد طبقة:

فمن أهل الحجاز: شيخنا الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي، وشيخنا الشيخ حسب الله المكي، أوقفني عن إجازته له بخطه، وشيخنا الشيخ عبد الجليل برادة، ومجيزنا السشيد أمين رضوان، وشيخنا الشيخ فالح ابن محمد الظاهري المهنوي، ومجيزنا الشيخ عثمان الداغستاني المدني، ومجيزنا المفتي تاج الدين الياس المدني، والشيخ عبد القادر الحفار الطرابلسي المدني، ومجيزنا أبو الحسن علي بن ظاهر الوتري الحنفي، وقفت على إجازته له بخطه.

ومن أهل الهند: مجيزنا الشيخ حبيب الرحمن الردولوي المدني الحنفي، والشيخ العارف محمد حسين العمري الالهابادي، وعلامة الهند الشيخ عبد الحليم الأنصاري، وولده أبو الحسنات محمد عبد الحي صاحب التآليف الذائعة الفائقة، وحفيد أخيه مجيزنا الشيخ محمد معصوم بن عبد الرشيد بن أحمد سعيد بن الشيخ أبي سعيد المجددي، والسيد حسن شاه بن شاه النقوي الرامفوري، والشمس محمد بن عبد العزيز الجعفري، أجازه المترجم كتابة من دهلي عام 1269، وعليم الدين البلخي، ومجيزنا الشيخ خضر بن عثمان الحيدرأبادي، والشيخ منظور أحمد الهندي المدني هجرة الحنفي، وتلميذه مجيزنا الشيخ عبد الحق الالهابادي وابن أخيه العارف الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد بن أبي سعيد المجددي المدني صاحب " المقامات السعيدية " وعقد له فيها ترجمة لطيفة (1) ، ومحمد محسن الترهتي الفريني الهندي صاحب " اليانع الجني " ومات قبله، وصدر المدرسين بدار العلوم الدينية بالهند أبو ميمونة

(1) انظر المقامات السعيدية للمجدوي: 65 (المؤلف) .

ص: 761

محمود الحسن الجشني، وخليل أحمد الأنصاري الأيوبي، والشيخ محمود بن الشيخ صبغة الله بن محمد غوث الهندي، وغيرهم.

ومن أهل المغرب: شيخ الجماعة بفاس أحمد بن أحمد بناني، وعبد القادر بن أبي القاسم العراقي الحسيني الفاسي، وقفت على إجازته له بخطه، وعلي بن سليمان الدمنتي دفين مراكش، والمعمر أحمد بن عبد الرحمن التملي الرداني، وعبد الكبير بن المجذوب الفاسي، وأولاده مجيزينا أبي جيدة الفاسي ومحمد طاهر وعلي بن محمد بن عمر الدباغ الحسني الفاسي، وقفت على إجازته للأربعة بخطه، ومجيزنا عبد الله بن إدريس السنوسي، وهو الذي بقي الآن في الأحياء من تلاميذه، ومجيزنا عبد الملك بن عبد الكبير العلمي الفاسي وشيخنا ووالدنا الشيخ عبد الكبير الكتاني، وعمنا إبراهيم بن محمد الكتاني، عندي إجازته لهما بخطه على ظهر ثبته، والباشا زروق التونسي، والمختار بن الخليفة نزيل جبل الاحداب من أعمال الجزائر، ورئيس مجلس قفصة الشرعي الشيخ أحمد بن علي القفصي، ومحمد الأمين الشهير باخوندجان البخاري المرغناني، وغيرهم من أعلام العصر.

للمترجم حاشية على سنن ابن ماجه سماها " إنجاح الحاجة عن سنن ابن ماجه " وهو شرح مختصر طبع في دهلي على هامش السنن المذكورة أوله: " الحمد لله نحمده ونستعينه " الخ، وقد ذكرها له عصريّه الأمير صديق حسن في " الحطة " محلّياً للمترجم: ب " الشيخ الصالح التقي ". وله أيضاً تخريج أحاديث مكتوبات جده الإمام الرباني، وترجمة شيخ والده مولانا عبد الحق الدهلوي سماها " خلاصة الجواهر العلوية " وكلاهما مطبوع أيضاً ومعرب. نرويها وكل ما يصح للشيخ عبد الغني من طريق نحو العشرين من أصحابه منهم مباشرة وهم الذين صدّرتُ اسمهم بشيخنا أو مجيزنا وكلهم عنه، وباقيهم نروي عن أصحابهم. والعجب أن أكثر الآخذين عن الشيخ من الهند والمغرب، وأما أهل الشام ومصر واليمن فلم أقف على من روى عنه

ص: 762

منهم، ولله في خلقه عجب (وانظر الكلام على " اليانع الجني " في أسانيد الشيخ عبد الغني في حرف الياء)(1) .

عبد القادر الصديقي: هو عبد القادر بن أبي بكر الصديقي المكي (انظر إتحاف الأكابر)(2) .

417 -

عبد القادر الصفوري (3) : هو عبد القادر بن مصطفى بن يوسف الصفوري الأصل الدمشقي الشافعي المتوفي سنة 1081، مفتي الشام، الإمام العلاّمة المسند المحقق البعيد الصيت الفقيه المحدّث الأصولي النحوي، يروي عن الشمس الميداني وإبراهيم اللقاني والشهاب المقري ومحمد بن النقيب البيروتي نزيل دمياط وغيرهم، وجمع لنفسه مشيخة أكثر الرواية فيها عن ابن النقيب المذكور، ومن عواليه وغرائب شيوخه روايته عن الشهاب أحمد بن العجل اليمني، ويروي عامة عن النور الحلبي صاحب السيرة أخذ عنه تقي الدين الحصني وغيره. أروي فهرسته من طريق ابن الطيب الشركَي عن البرهان الدرعي عنه.

418 -

عبد القادر الفاسي (4) : هو عبد القادر بن علي الفاسي عالم فاس وإمامها ومسندها وبركتها المتوفى بها سنة 1091 بعد أن انتهت إليه رياسة

(1) رقم: 563 في ما يلي.

(2)

رقم 23 (ص: 171) في ما تقدم؛ ولعبد القادر الصديقي ترجمة في سلك الدرر 49:3.

(3)

ترجمة عبد القادر الصفوري في خلاصة الاثر 467:2.

(4)

ترجمة عبد القادر بن علي الفاسي في خلاصة الاثر 444:2 وصفوة من انتشر: 181 واليواقيت الثمينة: 208 وشجرة النور: 314 وبروكلمان، التكملة 708:2 (ويعتمد على نشر المثاني 58:2) ونشر ازاهر البستان لابن زاكور: 57 وسلوة الأنفاس 309:1 والدرر البهية للفضيلي 267:2 والزركلي 166:4 وصفحات متفرقة من الدليل.

ص: 763

العلم في هذه الديار، فلا قاضٍ ولا محكّم ولا مفتٍ ولا راوٍ إلاّ وهو ينسب إليه، قدّمه لذلك سنه وعلمه وجاهه الموروث، والحظوةُ لدى السلطان، والترفع عن السفاسف، وتعميم العلم في عشيرته وأهله، وإنزالهم له منزلة اليعسوب من النحل والقطب من الرحى، إلى حبّ صحيح في آل البيت الطاهرين، وانتماء خصوصي واعتقاد كبير في طريق القوم ورجالها وذبّ عن تعاليمها وأعمالها وأحوال أهلها، حسبما تنطق بذلك فتاويه وتقاريره ومؤلفات أولاده. يروي رحمه الله عامة عن عمه أبي حامد العربي بن يوسف وعم أبيه أبي زيد عبد الرحمن وأبي القاسم بن أبي النعيم الغساني وهو أعلى شيوخه إسناداً، ولم أقف له على مجيز.

دوّن له رحمه الله حواشي على الصحيح جمعت من تقاريره، فيها فوائد وتحصيلات وكان قائماً على الصحيحين انتساخاً وسماعاً وإسماعاً واعياً لمخابئهما، مستحضراً للجمع بين مشكليهما، مقرراً لمضامنهما بلسان الفقه والتصوف والحديث. وانتهت إليه رياسة الأخذ فيهما بفاس والمغرب. قال القادري في " مطلع الإشراق " بعد أن ذكر أن رياسة الحديث انتهت في فاس لسيدي رضوان الجنوي ثم لتلميذه القصار ثم لتلميذه العارف الفاسي ثم لتلميذه المترجم قال " فكان صاحب وقته فيه، فهي من سيدي رضوان إليه سلسلة الذهب والتبريز في علم الحديث رواية محدث إمام عن محدث إمام "، اهـ. وقال حفيد ولد المترجم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي في " المورد الهني في أخبار أبي محمد عبد السلام القادري الحسني ":" مرجع سائر الشيوخ المذكورين من أشياخ القادري فيما ذكر لي الشيخ عبد القادر الفاسي فهو القطب الذي عليه المدار الذي يستقر به القرار "، اهـ. قال أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري في تاريخه الكبير في ترجمة أبي الحسن علي الحريشي: " استجازه شيخنا سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي عن سيدي عبد القادر الفاسي عن عم أبيه سيدي عبد الرحمن عن القصار صحيح

ص: 764

البخاري وغيره، لكن فيه نظر لأنه لم يتصل بالسماع بل تخللته الإجازة في مواضع، كما في فهرسة القصار المذكور "، اهـ. وفي نسخة النشر المطبوعة بفاس ما نصه: " فإن ذكر هذا السند تبركاً فمسلم، وإن كان لقصد اتصال روايته ففيه نظر، لأنه لم يتصل بالسماع بل تخلله الانقطاع في مواضع، منها أن الشيخ القصار لم يسمع من سيدي رضوان صحيح البخاري كله، وإنما سمع جله، وكل حديث سنده عنه يحتمل أنه ليس هو المسموع منه، على أن ذلك السند معروف عند أربابه بعدم الاتصال لاطلاقهم بالتحديث به الإجازة على السند، ولم يبينوا محلها فتحقق هذا بمراجعة الفهارس كفهرسة القصار والمنجور وابن غازي وابن حجر والمنتوري "، (اهـ. كلام النشر)(1) . وكلامه لمن تأمله يقتضي أنه رحمه الله إما لم يستوعب قلمه ما كان يختلج بذهنه، وإما يشير لطعن التجموعتي في رواية المغاربة الذي ذكر في ترجمته وترجمة ابن سعادة، أو يشير إلى ترجيح القول بعدم صحة الرواية بالإجازة، وإلاّ فالمقرر الآن وقبله بدهور وأزمان أن الإجازة جابرة لما لعله لم يسمع من الكتاب، ولا شك أن كل واحد من شيوخ سلسلة المترجم المعروفة إلى ابن حجر وهم عمه والقصار والجنوي وسقين وزكرياء أجاز تلميذه الراوي عنه، فما لم يروه عنه بالسماع يرويه بالإجازة الجابرة، وفي ألفية العراقي في الاصطلاح:

وينبغي للشيخ أن يجيزَ معْ

إسماعه جبراً لنقصٍ إن وقعْ

قال ابن عتّاب ولا غناءَ عَنْ

إجازةٍ مع السّماع تَقْتَرِنْ فمهما صحت الإجازة ألا ولا معنى لهذا التوقف. نعم كلام صاحب النشر يردُ ولا بدَّ فيمن بعد ابن المبارك والشيخ التاودي إلى زماننا هذا، فإن أكثرهم إن لم نقل كلهم إنما يروون بمجرد الحضور فقط الغير المقترن بإجازة، بل ربما كان الطالب يحضر درساً من الصحيح أو عشرة ومع ذلك يتجاسر على

(1) نشر المثاني 155:2 (المؤلف) .

ص: 765

رواية جميع الصحيح مثلاً بحضوره لبعض مجالس منه فقط، وهذا كذب وبهتان، والله الموفق.

وقد أفردَ المترجمَ بتأليفين ولدُهُ أبو زيد عبد الرحمن أشهرهما " تحفة الأكابر "(1) والآخر سماه " ابتهاج البصائر " ألفه في تلاميذه. وكان يتعيش من الوراقة وأكثر نسخه صحيح البخاري، وعندي بخطه منه نسخة خماسية في غاية الاتقان قال في " تحفة الأكابر ":" وكان أكثر ما يكتب من كتب السنّة صحيح البخاري ومسلم مع إدمان قراءتهما ونسخهما، لا يغرب عنه منهما حرف ولا حركة ولا راو ولا ما يتعلق بهما من اللغة وغيرها، وكان يدمن قراءتهما بزاويته، ويبتديء البخاري بزاوية الشيخ سيدي محمد بن عبد الله نصف جمادى الأولى كل عام، ويختمه في آخر رمضان ليلة القدر، وكان له استحضار عظيم للحديث لا سيما ما يتعلق بالصحيحين، وقد وقف يوماً على كلام السيوطي في شرح نقايته وهو ما هو في ؤالحفظ للحديث في كلام على اطلاق الصانع على الله ومن أخذه من قوله (صُنْعَ اللهِ الذي أتقن كلّ شيء) ثم قال السيوطي: بل ورد إطلاقه في حديث صحيح لم يستحضره من اعترض ولا من أجاب وهو ما رواه الحاكم وصححه البيهقي من حديث حذيفة مرفوعاً ان الله صانع كل صانع وصنعته، فكتب عليه شيخنا صاحب الترجمة: وفي صحيح مسلم في كتاب الذكر أن الله صانع ما شاء لا مكره له ". قال ولده في " تحفة الأكابر ": " فانظر هذا الاستحضار وهذا الحفظ والضبط، والسيوطي بلغ الغاية في حفظ الحديث وشرح الكتب الستة، والله يختص برحمته من يشاء " الخ (انظرها) .

قلت: بسط السيوطي نحو ما في النقاية في " بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة "(انظر ترجمة الضياء القزويني منها)(2) .

(1) انظر الدليل: 196.

(2)

انظر بغية الوعاة: 271 (المؤلف) .

ص: 766

ولما ذكر في ترجمته من " نشر المثاني " انه لولا ثلاثة لانقطع العلم من المغرب لكثرة الفتن به وهم: سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي وسيدي محمد بن ناصر في درعه والمترجم له بفاس، كتب بهامش نسخته منها المطلع الاخباري أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري الفاسي في حقّ المترجم:" انع اعتنى بتدريس علوم الحديث والمغازي والسير، فإن أهل فاس كانوا اشتغلوا بطلب علم الفقه والعلوم العقلية وتركوا علوم الحديث فاعتنى المترجم بها حتى أحياها "، اه. ومن خطه نقلت.

قلت: للمترجم عدة إجازات وألفت باسمه عدة فهارس بسبب ما كان يرد عليه من الاستدعاءات مشرقاً ومغرباً، منها استدعاء أبي سالم العياشي لنفسه وذلك بتاريخ 1063، ومنها استدعاؤه الإجازة ثانياً لنفسه ولجماعة من مشايخه وأقرانه: كأبي مهدي عيسى الثعالبي والمنلا إبراهيم الكوراني وأولاده وأبي العباس أحمد بن عبد الله المنوي المكي وحسن بن علي العجيمي المكي وأبي العباس أحمد باقشير المكي اليمني والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي وأبي إسحاق إبراهيم الخياري وأولاده ولولدي المجيز عبد الرحمن ومحمد وأحمد بن العربي بن الحاج وأبي حامد العربي بردلة ومحمد العربي بن محمد الشريف البوعناني ومحمد بن مبارك المغراوي وعبد الواحد بن إدريس الطاهري وميارة الحفيد ولولد أبي سالم حمزة وابني أخته وصاحبه عثمان بن علي وذلك بتاريخ 1076، فكتب ولده أبو زيد عبد الرحمن عنه إجازة لهم ضمنها مشهور أسانيده ومعظم اتصالاته، وهي فهرسة لطيفة في نحو كراسين، وكتب إثرها والده الإجازة لمن ذكر بضمنها، ولا زال المترجم يجيز بالفهرس المذكور فاشتهر.

فوقفت على إجازته به للشهيد أبي محمد جسوس وللمسند أبي الحسن علي ابن أحمد الحريشي الفاسي، وهي عامة بتاريخ 1081، وللعلاّمة المحدث أبي العباس أحمد بن العربي بن سليمان الغرناطي الفاسي، وهي عامة وقفت

ص: 767

عليها بخط الشيخ عبد القادر، وللعلاّمة أبي حامد العربي السقاط وهي عامة، وقفت عليها بزاوية الهامل بالجزائر، وللعلاّمة أحمد الهشتوكي، وللعلاّمة أبي محمد عبد الله الكنكسي، وللعلاّمة أحمد بن محمد بن حمدان التلمساني، وذكر إجازته لهم بها الشهاب أحمد الدمنهوري والشهاب الملوي في ثبتهما، ولأبي الحسن العكاري السوسي المراكشي وأخيه أبي عبد الله محمد بن محمد. كما وقفت على إجازته بها أيضاً لأبي الحسن علي الشيخ بن أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي وجماعة من أهل صقعهم معه وغيرهم. كما وقفت على إجازة أخرى من أبي السعود به لأولاد الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر وهم عبد الله ومحمد الكبير. كما وقفت على إجازة أخرى للشيخ أبي السعود بالثبت المذكور أيضاً لعالم تطوان محمد بن قاسم بن قريش التطواني المتوفى سنة 1103.

وتلاميذ المترجم كثيرون أفردهم بتأليف ولده أبو زيد عبد الرحمن في " ابتهاج البصائر فيمن قرأ على الشيخ عبد القادر " ورتبهم على حسب العشرات.

ثم اشتهر الثبت المذكور في المغرب، فكان مَنْ ذكر ممن أجيز به يجيزون به عن المترجم وأشهرهم ولده أبو عبد الله محمد بن عبد القادر شارح الحصن، فقد وقفت على إجازة له به أجاز بها لجماعة من أهل سجلماسة بخطه على أول ورقة منه وهي عندي، واشتهر في مصر أدخله إليها الهشتوكي وابن حمدان والكنكسي فأخذه عنهم الدمنهوري والملوي والجوهري وتلك الطبقة، واشتهر يتونس ذهب به إليها الشهاب أحمد المكودي الفاسي الراوي له عن الحريشي فكان يجيز به، ثم تسلسل للتونسيين من طريق المكودي حتى إلى شيخنا عمر بن الشيخ المالكي شيخ الجماعة بالديار التونسية فطبعه وكان يجيز به. ولروجان الثبت المذكور نقل للغة الفرنسية وطبع بفرنسا مع تراجم رجال أسانيده ووفياتهم بقلم صاحبنا المؤرخ البحاثة أبي عبد الله محمد بن أبي شنب اللمداني الجزائري في مجلد، أهدانيه المذكور بالجزائر لما زرتها عام

ص: 768

1339 -

كما وقفت على استدعاء مهمّ قدمه أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر لوالده المترجم المذكور يستجيز منه لنفسه ولمن شملته إجازته من قبل أن يروي عنه بخصوص أسانيد الفهارس واتصال أسانيده إليها بالإجازة العامة والخاصة مع تخصيص اسناد الصحيحين من طرقها بعد سماعها عليه مراراً عديدة في النسخ العتيقة الفريدة وسأله أن يتفضل بالإجازة لأولاده وأولاد أخيه وسائر من سمع عليه من أصحابه، أن يروي الجميع عنه عموماً وخصوصاً ما ذكر وما اشتملت عليه فهارس القصّار والمنجور وابن غازي والبدر القرافي وزكرياء وابن حجر، ثم عدد نحو الخمسين فهرسة، وساق إسناد الصحيحين وطرق القوم وعدّد منها نحو الثلاثين، أغلبها مذكورة في رسالة العجيمي في الطرق، والاستدعاء مؤرخ بسنة 1083، وقفت عليه بخط صاحب المنح. ثم ظفرت بنسخة أخرى منه بخط أبي العباس أحمد بن العربي بن سليمان الغرناطي الفاسي، وهي عندي.

ولما طولع المترجم باستدعاء ولده هذا كتب عقبه: " أجزت الجماعة المذكورة بالأسانيد المذكورة في جميع ما سطر قبله، وكتب عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي في التاريخ أعلاه ". وهذه الإجازة من أبي السعود شملت كل من سمع عليه شيئاً وأولاده هو وأحفاده، وهي فائدة مهمة. وآخر من علمته بقي في المشرق ممن روى وسمع وأجيز من المترجم إجازة عامة خاصة أبو الحسن الحريشي المتوفى سنة 1143، فعاش بعد المترجم 43 سنة، وعاش بعد إجازته له 63 سنة، وهذا نادر. وآخر من بقي في الدنيا مطلقاً ممن رآه وسمع عليه وأجيز منه إجازة خاصة ابن عبد السلام بناني المسند المعمر الشهير الذي لم يكن أهل زمانه يعرفون له قيمته الاسنادية، فإنه عاش بعد المترجم 73 سنة، وهذا نادر في المغرب أولاً وأخيراً، ولو وفق أن يستجيز منه الكبار للصغار لكان لهم بالرواية عنه غاية الفخر، ولكنه مغربي في المغرب فلم يكن يخطر ذلك على بال أحدٍ منهم إذ ذاك.

ص: 769

نتصل بالمترجم له أبي السعود الفاسي من طريق أبي سالم العياشي والكوراني وولده أبي طاهر والعجيمي والثعالبي وأبي العباس الهشتوكي وابن حمدان والكنكسي وابن الحاج وبردلة والحريشي وابن عبد السلام بناني والسقاط واليوسي والتجموعتي والمكَيلدي وولديه أبي عبد الله وأبي زيد وأحمد بن إبراهيم العطار المراكشي وأبي الحسن علي بركة التطواني والعكاري وغيرهم، ومن أعلى ما بيننا وبينه خمسة بالسماع المتصل في خصوص الصحيح وذلك عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي، سماعاً لبعضه وإجازة لكله عن أبي العباس أحمد بن محمد المرنيسي الفاسي، سماعاً له وإجازة لكله عن أبيس العباس أحمد بن التاودي ابن سودة، سماعاً لكله عن الحافظ أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي سماعاً وإجازة عن أبي الحسن علي العكاري، سماعاً وإجازة وهو كذلك عن أبي السعود الفاسي، وهو إسناد نقي لا يوجد في أسانيد المغاربة أنقى ولا أثبت منه لاقتران السماع فيه بالإجازة الجابرة ما لعله لم يسمع.

ونتصل بأبي السعود أيضاً في كل ما يصح له بخمسة وسائط عنه، وذلك عن الشيخ فالح الظاهري المدني عن أبي عبد الله السنوسي عن العارف أبي العباس أحمد بن إدريس الميسوري. ح: وبأسانيدنا إلى الأمير والحافظ مرتضى وعلي بن عبد القادر بن الأمين أربعتهم عن الشيخ التاودي ابن سودة عن ابن عبد السلام بناني عنه، ويروي السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن محمد ابن قاسم جسوس عن البناني وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر وابن أخيه صاحب " المنح " وغيرهم، كلهم عنه أيضاً، وهذا أعلى ما يمكن. وبيننا وبين أبي السعود في الرؤية ثلاثة وذلك أني رأيت المعمر المفضل بن العربي ابن جلون الفاسي وهو رأى الشيخ التاودي وهو رأى ابن عبد السلام بناني وهو رآه. وربما يُتساءل عن الاتصال العام بأبي السعود المذكور من طريق عقبه مسلسلاً متصلاً بهم إلينا، فالجواب أنا لم نظفر به فقد وقفت على إجازة أبي السعود

ص: 770

المذكور لأولاده وأحفاده بتاريخ 1083، ولعلها مقيدة بالموجودين إذ ذاك وإن كانت مطلقة، فقد شملت حفيده أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر المتوفي بفاس سنة 1164 أيضاً، وقد عاش بعد ابن عبد السلام بناني سنة وأجاز للهلالي، كما وقفت على إجازة من أبي عبد الله محمد بن عبد القادر لأولاده خصوصاً منهم أبا العباس أحمد المذكور، كما وقفت على استدعاء كتبه أبو القاسم بن أحمد بن محمد المذكور لوالده أحمد المذكور فأجازه تلوه، وصرح فيه بإجازة والده محمد له بالفهرسة التي جمعها له أخوه الطيب وهي بتاريخ 1158، ولو كان يعرف شمول إجازة جده له لكانت أولى بالذكر والتصدير، كما لم أظفر بإجازة أحمد المذكور لولديه أبي مدين ومحمد، نعم وقفت على إجازة الخطيب أبي مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر وهي عامة لولديه عبد الحفيظ وأخيه أبي جيدة، ثم منهما انقطعت الوصلة فانا لم نقف على إجازة منهما أو أحدهما للخطيب المعمر أبي محمد المجذوب ابن عبد الحفيظ، ولا إجازة المذكور لولده الخطيب المسند أبي محمد عبد الكبير بن المجذوب، ولا بإجازة المذكور لولديه الفاضلين الخطيبين المسندين أبي جيدة وأبي عبد الله محمد الطاهر، رجمهما الله. وإذا كان أبو حفص خاتمة أعلامهم لا يروي عن سلفه عامة إلاّ بواسطة الحريشي فكيف بمن بعده، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

419 -

عبد القادر التغلبي (1) : -[تغلب] بفتح التاء وكسر اللام وتغلبي بفتح اللام وقد يكسرونها في النسبة وهو عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب الشيباني الحنبلي الصوفي الدمشقي أبو التقى العلاّمة الكبير، ولد سنة 1052، ولازم الشيخ عبد الباقي الحنبلي وولده والشيخ محمد البلباني وأجازه بمروياته واجتمع بالبرهان الكوراني وغيرهم. له ثبت وافٍ بتعداد مشايخه وما أخذ عنهم، جمعه له الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وهو

(1) ترجمته في سلك الدرر 58:3.

ص: 771

موجود بخطه في المكتبة التيمورية بمصر، بخط مخرجه ابن الغزي المذكور ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49، أرويه عن شيخنا عبد الله السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن الشهاب أحمد البعلي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشمس السفاريني عنه. مات المترجم سنة 1135 ودفن بدمشق.

420 -

عبد القادر بن خليل (1) : هو عبد القادر بن خليل بن عبد الله كدك زاده الرومي الأصل المدني الدار خطيب المسجد النبوي، ولد بالمدينة سنة 1140 وبها نشأ وطلب، قال عنه الحافظ مرتضى في معجمه:" كان مهتماً غاية الاهتمام بتلقي الحديث وجمع رجاله والتمهر في الاسناد، فجمع من ذلك شيئاً كثيراً، وشرع في عمل المعجم لشيوخه في بلده وفي رحلته الى البلاد، فكنت أنا المعين على إخراجه "، اه. وقال عنه الوجيه الأهدل في نَفَسه في حقه:" المحدث الحافظ المسند الرحلة، وفد على مدينة زبيد ناشراً فيها علوم الاسناد إلى خير العباد بعد أن جال في البلاد شرقاً وغرباً (2) ولقي من المشايخ المسندين عالماً كبيراً "، اه.

قلت: دخل مصر وغزة والرملة والقدس والشام وآيدين والروم والآستانة، وهو الذي استجاز للسيد مرتضى الزبيدي من كثيرين من أهل حلب وطرابلس الشام وكوكبان وشبام وغيرهم. وكان موته بنابلس سنة 1187 بدار قاضيها الشيخ موسى التميمي، كما في معجم الحافظ مرتضى وتاريخ الجبرتي. وما في ترجمته في " سلك الدرر " من انه مات بالمدينة ودفن بالبقيع غلط.

(1) ترجمة عبد القادر كدك في سلك الدرر 3: 56 والتاج المكلل: 503 والنفس اليماني: 129 وتحفة الإخوان: 27 والجبرتي 1: 378 وهدية العارفين 1: 604 والزركلي 4: 164.

(2)

قلت: في عهدته جولانه في المغرب (المؤلف) . (بالنسبة للاهدل يمثل جولانه غلابا دخوله الشام ومصر وليس من الضروري ان يكون قد جال في المغرب، قاله المحقق) .

ص: 772

يروي رحمه الله عامة عن الشمس الحفني وحسن الكوراني والشمس محمد الدقاق الرباطي المدني وداوود بن سليمان الخربتاوي وعلي التهامي والملوي والجوهري والبليدي وابن الطيب الشرقي ومحمد حياة السندي، وسمع أكثر كتب الحديث عليهما بقراءته مع ملازمته لابن الطيب ملازمة كلية حتى صار معيداً لدروسه، وأبي المواهب القادري وإبراهيم بن محمد الطرابلسي النقيب الحلبي ودرويش بن مصطفى الملقي وعبد القادر الشكعاوي الطرابلسي والسيد عبد القادر بن أحمد الكوكباني والشيخ عيسى بن رزيق اللحياني وأحمد قاطن الصنعاني والشمس محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي وسليمان بن يحيى الأهدل الزبيدي والحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم ممن حواه معجمه المسمى " المطرب المعرب، الجامع لأهل المشرق والمغرب " ولكنه ضاع. قال الحافظ الزبيدي في المعجم المختص: " كان معه بنابلس لما مات كُتُبُه وما جمعه في سفره من شعره، والمعجمُ الذي جمع في الشيوخ والأجزاء والأمالي التي حصل من عندي ومن عند غيري فكاتبت قاضي نابلس بأن يرسلها إليّ ولم أظفر بالمراد، ولله في خلقه ما أراد "،اه. قلت: ومن أعلى رواياته عن أبي بكر ابن خالد بن محمد المكي عن أبيه عن الشمس الرملي عن القاضي زكرياء عن ابن حجر، ودخل تحت إجازة الشمس البديري الدمياطي صاحب " الجواهر " في العموم. وله " السر المؤتمن في الرحلة إلى اليمن " نرويه ومعجمه من طريق السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل وإخوته ووالدهم السيد سليمان ومصطفى الرحمتي وولده الشمس محمد الرحمتي وعبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهم، كلهم عنه. وأخبرنا به البدر عبد الله السكري بدمشق عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن الشيخ إسماعيل المواهبي الحلبي عن المترجم عامة ما له.

ح: نروي ما له أيضاً عامة عن الشيخ فالح الظاهري وغيره عن الشيخ محمد بن علي السنوسي المكي عن قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي

ص: 773

المكي عنه. ح: وأروي غالباً عن المعمر محمد نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرأبادي كتابة منها عن القاضي العجيمي بحق إجازته لأبيه وأولاده عن الشيخ عبد القادر بن خليل زاده الرومي المدني، وهذا من العلو بالمكان الذي علونا فيه على الشيوخ وكافة الأقران.

421 -

عبد القادر الحبال (1) : هو علاّمة حلب الشهباء ومسندها أبو محمد عبد القادر بن عمر بن صالح الحبال، الزبيري نسباً الحنفي مذهباً، ولد سنة 1237، وأكثر أخذه عن الشهاب أحمد الحجار، وأجازه من دمشق الوجيه عبد الرحمن الكزبري ومن مصر البرهان السقا وأخذ الطريقة القادرية عن البرهان إبراهيم الهلالي وألف في الفقه والأوراد والفرائض. مات بحلب في 27 شعبان عام ثلاثمائة وألف. له ثبت نسبه له في " عمدة الاثبات "، نرويه عن الأستاذ محمد المكي بن مصطفى ابن عزوز كتابة من الآستانة عن الشيخ محمد صالح الصوفي اللاذقي عنه.

422 -

عبد السلام بن الطيب القادري (2) الحسني الفاسي العلاّمة نسابة فاس: له فهرسة نقل عنها حفيده في " نشر المثاني " في ترجمة أبي عبد الله محمد المدعو الصغير العافية الفاسي بلفظ: " قال سيدي الجد في فهرسته " كذا في نسخة عندي خطية من النشر بخط بعض الأشراف القادريين المعروفين، وفي نسخة النشر المطبوعة وكذا في نسخة أخرى عندي أيضاً خطية:" قال سيدنا الجد في تقييده في أشياخه "، ولما وقع في ترجمة الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي من النشر أيضاً أَخْذُ أبي علي اليوسي عنه قائلاً: وما ذكره بعض الأشياخ من أن الشيخ اليوسي لم يأخذ عنه يعني على وجه القراءة كتب المؤرخ النقاد المطلع أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري بهامش

(1) ترجم له الزركلي في 167:4 (ولم يذكر مصادره) .

(2)

مرت ترجمته تحت رقم: 53 (ص: 188) .

ص: 774

نسخته بخطه: " إن مراد صاحب النشر ببعض الأشياخ جده عبد السلام في فهرسته "، اهـ. ولم أرَ من نسب المذكور الفهرسة على كثرة من ترجمه أو أفرده بالتأليف. نروي ما له بأسانيدنا إليه المذكورة في " إغاثة اللهفان "(انظر حرف الألف)(1) .

423 -

عبد الواحد السجلماسي (2) : هو عبد الواحد بن أحمد أبي الحسن الشريف الحسني السجلماسي النجار المراكشي الدار أبو مالك، المحدث الرحلة الأديب مفتي مراكش، يروي عن أبي النعيم رضوان الجنوي وشيخه أبي زيد سقين العاصمي أجازه مع والده، وأجاز له في المشرق ابن فهد وأبو عمران موسى النشابي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقدسي والشمس محمد العلقمي ومحمد بن أحمد الفيشي المالكي وغيرهم. له فهرسة سماها " الإعلام ببعض من لقيته من علماء الإسلام " نرويها بالسند إلى أبي العباس ابن القاضي عنه، قال:" أجازها لي وجميع ما اشتملت عليه وكتب خطه بذلك في شوال عام 998 ومولده سنة 933 ". قلت: وكانت وفاته بمراكش 25 رجب سنة 1003.

424 -

عبد الوهاب القاضي (3) : أروي تصانيفه وفهرسه من طريق القاضي عياض عن ابن عتاب عن ابن شماخ عنه.

(1) رقم: 53 (ص: 188) .

(2)

ترجمة عبد الواحد السجلماسي في نشر المثاني 30:1 وهو ينقل عن مرآة المحاسن ودرة الحجال رقم: 1096.

(3)

الغنية: 286 (رقم: 8) وهو عبد الوهاب بن نصر المالكي البغدادي، واه ترجمة في الذخيرة 4/2:515 وطبقات الشيرازي: 168 وتاريخ بغداد 31:11 والمنتظم 61:8 وترتيب المدارك 691:4 والديباج: 159 ومرآة الجنان 41:3 وابن خلكان 219:3 والمرقبة العليا: 40 والبداية والنهاية 32:12 والشذرات 223:3 والفوات 419:2 والزركشي 202:2 وتبيين كذب المفتري: 249 والنجوم الزاهرة 276:4.

ص: 775

425 -

عباس بن أصبغ (1) : هو الشيخ الفقيه أبو بكر عباس بن أصبغ الحجاري أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي عن أبي عمر ابن عبد البر النمري الحافظ عن أبي الوليد الفرضي عن عباس بن أصبغ رحمه الله.

426 -

عثمان الداني (2) : هو الشيخ الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري الداني، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الإمام أبي الحسن علي ابن محمد بن لُب عن أبي عبد الله محمد بن فرج المقري عنه.

427 -

عثمان بن حسن الدمياطي الشافعي الأزهري المكي: وقعت تحليته في إجازة وقفت عليها بخط تلميذه أبي العباس دحلان ب " خاتمة العلماء المحققين وخلاصة أهل الله الواصلين " اهـ. ولد بدمياط سنة 1196 على ما في " النفح المسكي " أو سنة 97 كما وجدته بخط تلميذه دحلان، وحضر على مشايخ دمياط إلى عام 12، فارتحل إلى مصر فحضر على الدسوقي والمهدي والدمهوجي والأمير والشرقاوي والبخاتي والطحطاوي والقلعاوي، وروى حديث الأولية عن الأخير وهو الشيخ مصطفى الصفوي القلعاوي الشافعي عن الشهاب أحمد السحيمي الشافعي، عن الوجيه عبد الله الشبراوي بسنده، وبقي بمصر إلى سنة 1248، ثم ارتحل إلى الحجاز وبقي به إلى أن مات سنة

(1) انظر فهرسة ابن خير: 435 وانظر ترجمته في ابن الفرضي 342:1 وجذوة المقتبس:299 (وبغية الملتمس: 1244)(وكانت وفاته سنة 386) .

(2)

انظر فهرسة ابن خير: 428 وانظر ما تقدم رقم: 54 (ص:159) حيث جرى ذكر أبي عمرو المقري وان المؤلف يروي فهرسته عن طريق القاضي عياض؛ ولابي عمرو ترجمة في الصلة: 385 والديباج: 188 وغاية النهاية 503:1 ومعجم الأدباء 125:12 وجذوة المقتبس: 286 وبغية الملتمس (ص: 1185) والنفح 135:2 والنجوم الزاهرة 54:5 وبروكلمان، التاريخ 516:1 وتكملته 719:1.

ص: 776

1265 -

وصلى عليه إماماً ابن أخيه الشهاب أحمد الدمياطي. ودفن بالمعلاة قريباً من السيدة خديجة.

له ثبت يروي فيه عامة عن الأمير والشرقاوي والشنواني والدسوقي وحسن البقلي المالكي وغيرهم. أفرد ترجمته بالتأليف تلميذه دحلان، ومن طريقه نروي ما له. وأخبرني زاهد دمشق الشيخ عبد الحكيم الأفغاني وغيره عن الشمس محمد بن محمد بن عبد الله الخاني الدمشقي عنه، وحدثني بحديث احتلام المرأة من الصحيح شيخنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن سليمان المعروف بحسب الله المكي عنه سماعاً.

428 -

عثمان بن محمد بن عثمان المعروف بابن فودي (1) : الشيخ الفقيه أبو عمرو السوداني له تأليف صغير الحجم في أسانيده روى فيه الحديث المسلسل بالفاتحة من طريق الجن عن شيخه أبي الأمانة جبريل بن عمر وولده أبي التوفيق عمر، وهما عن الحافظ مرتضى الزبيدي بأسانيده. نرويه عن شيخنا الشيخ الطيب النيفر التونسي عن الشيخ محمد بيرم الرابع عن الشمس ابن التهامي ابن عمرو الرباطي عن الفقيه الناسك الحاج الأبرّ الجوال السيد أحمد ابن الفغوردو السوداني، ومن كناش ابن التهامي المذكور استفدت خبر عثمان ابن فودي هذا وفهرسه.

429 -

عتيق بن عيسى (2) : هو الشيخ أبو بكر عتيق بن عيسى بن أحمد ابن مؤمن القرطبي، نروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عنه.

(1) يعد ابن فودي من اكبر علماء السودان (نيجيريا) ، انظر بروكلمان، التاريخ 510:2 وتكملته 894:2 وراجع الدعوة إلى الإسلام لآرنولد: 265 (من الطبعة الإنجليزية) ونور الألباب.

(2)

انظر فهرسة ابن خير: 438 وصلة الصلة: 55 والتكملة رقم: 2425 (وكانت وفاته سنة 548) .

ص: 777

430 -

عيسى بن علي بن سعيد العبدري: له برنامج.

431 -

عطية الأجهوري (1) : هو عطية الله ابن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأجهوري العلاّمة الشهير، أخذ عن الشهاب الملوي والشمس العشماوي، وله التآليف العديدة، منها حاشية على شرح الزرقاني على البيقونية في الاصطلاح وهي مطبوعة، وكتاب أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وحاشية الجلالين في عدة أسفار رأيتها في خزانة زاوية تاغيا.

ترجمه هبة الله البعلي في ثبته قائلاً: " سمعت منه ما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب شارح أو محشّي " اه. وكذا ترجمه صاحب " سلك الدرر " والأمير والشرقاوي في ثبتيهما، وكانت وفاته سنة 1194 بمصر. له ثبت أحال عليه في إجازته لشاكر العقاد، نروي بأسانيدنا إلى الأمير والشرقاوي وشاكر العقاد وغيرهم عنه.

432 -

العربي الشرقاوي (2) : هو العربي بن وليد الله المعطي بن صالح بن المعطي بن عبد الخالق بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد محمد الشرقي البجعدي العالم الصالح المحدث الناسك المجذوب السالك، المتوفى بأبي الجعد أواخر جمادى الثانية سنة 1234، وقعت تحليته في إجازة الشهاب أحمد بناني المعروف بالبلح لابن رحمون ب " الشيخ الفقيه الحافظ العالم الصالح القدوة البركة " اه. ووقفت بخط قاضي مكناس أبي العباس أحمد بن عبد الملك العلوي على هامش " البستان الظريف " للزياني في الموضع الذي وقع فيه المترجم: " السيد العربي هذا آيةٌ في الحفظ واستحضار الحديث والتفسير وسرد الصيام وإحياء

(1) ترجمته في سلك الدرر 3: 265 والجبرتي 2: 4 وخطط مبارك 8: 34 وثبت ابن عابدين: 61 والزركلي 5: 33.

(2)

انظر الدليل: 237.

ص: 778

الليل دائم في القيام وإطعام الطعام "، اه. وكان المترجم كثير الاعتناء بعلم الحديث وبخصوص الصحيح.

يروي عن مشايخه المغاربة التاودي ابن سودة ومحمد بن أبي القاسم الرباطي، كلاهما من تلاميذ والده، وإجازة الأخير له عندي مؤرخة بسنة 1183، وأجازه بالمشرق سنة 1190 الحافظ مرتضى الزبيدي وكناه بأبي الذخائر وأبي الفيض، وحلاه في إحدى إجازاته له ب " سيدنا ومولانا سلالة الصالحين وخلاصة العلماء العاملين شرف الدين محمد العربي بن شيخ الجماعة ولي الله سيدي محمد المعطي بن الصالح العمري الشرقي التادلي " وذلك في الإجازة التي كتب له على فهرس الهلالي، وكتب له بإزاء غالب الكتب التي ذكرت فيها أعلى ما وقع له، والشمس محمد بن الحريري الأزهري وأحمد جاد الله الحناني الأزهري والشهاب أحمد الدمنهوري المذاهبي، ولعله أعلى من لقي، ومحمد العقاد الفيومي والمحدث المسند الشمس محمد بن أحمد البخاري النابلسي وسبط الشمس الحفني محمد ومحمد بن إبراهيم المصيلحي وحسن بن علي الجداوي وحسن بن علي الكفراوي وأحمد المكي وعبد الباسط السنديوني الأزهري وغيرهم.

وقد ساق نصوص إجازات مشايخه هؤلاء له حفيده الفقيه البركةُ الناسكُ أبو حامد العربي بنداوود بن العربي في كتابه " الفتح الوهبي في مناقب الشيخ سيدي العربي " وهو في مجلد، وقد اختصرته في أبي الجعد في كراسة.

وبلغ من تعظيمه لمشايخه أن كان استعار من أولاد شيخه المحشي بناني الفاسي ثلث حاشية والدهم علي الزرقاني بخطه فسافر به فلحقه معيره له فأبى من رده عليه واشترى له في مقابلته داراً، حدثني بذلك أكبر من أدركت منهم بفاس.

ص: 779

أجاز المترجم عامة للسلطان أبي الربيع سليمان وأبي حامد العربي بن أحمد ابن التاودي ابن سودة وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد البناني البلح الفاسي وأبي عبد الله محمد بن شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن البناني ومحمد بن عبد الرزاق الفاسي، حسبما وقفت على إجازته للأخير بخطه، وعندي صورتها، ومحمد بن عبد الواحد ابن الشيخ، به عرف، الأموي نسباً المكناسي داراً، وقفت على إجازته له وإمضاؤه فيها هكذا:" كتبه خديم آل رسول الله محمد العربي بن المعطي ابن صالح الشرقي العمري التادلي " وغيرهم، ولكن اتصالنا به عن أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري عن أبي العباس أحمد بن الطاهر المراكشي عن القاضي أبي حامد العربي بن الهاشمي الزرهوني عنه عامة ما له. ونروي ما اتصل به من طرقٍ وأوراد عن المعمر محمد المهدي بن العربي بن الهاشمي العزوزي عن أبيه بإجازته لأولاده قبيل موته، كما وقفت على ذلك بخطه، وهو عن المترجم للمترجم مجموعة إسنادية هي التي أدرج حفيده في " الفتح الوهبي ".

قلت: ووالد المترجم هو الإمام العارف الكبير فخر المغرب أبو الذخائر محمد المعطي ابن الصالح الشرقي دفين بجعد صاحب كتاب " الذخيرة في السيرة النبوية " وهي من أعظم الكتب التي فاق بها المغاربة على غيرهم لأنها في نيف وسبعين مجلداً من القالب الكبير كما للشيخ (تو) في فهرسته، بإنشاء بديع وبلاغة فائقة يفرغ السيرة النبوية في قالب صيغة صلاة، وكل مجلد أو أكثر من هذه المجلدات في موضوع من مواضيع السيرة، فله في المعراج سبع مجلدات، وفي الحج والزيارة وأماكنهما مجلدات سبعة، وفي الشمائل النبوية سبعة أسفار أيضاً وسفر في المولد، وسفر في الوفاة النبوية، وسفر في النعال النبوية، وسفر في الأسماء النبوية، وسفر في الأعضاء النبوية، وهكذا. وقد اشتهر هذا الكتاب وانتشر فقلَّ أن تخلو خزانة بالمشرق والمغرب من جزء منه أو أجزاء، ويوجد كاملاً في المنكتبة المخزنية بفاس الجديد أدخله لها السلطان

ص: 780

المقدس أبو علي مولاي الحسن رحمه الله وقد قرضه ومدحه أعلام عصر مؤلفه بالحجاز ومصر وتونس وغيرها من بلاد افريقية كالشمس الحفني والشهاب الجوهري ومفتي مكة عبد القادر الطبري وعبد القادر الراشدي القسمطيني ومحمد العربي التلمساني المصري والسيد جعفر البرزنجي المدني والشمس محمد بن علي الغرياني التونسي وعبد الله السوسي التونسي وأبي مدين الفاسي خطيب القرويين وأبي حفص الفاسي والقاضي أبي القاسم العميري وغيرهم من علماء مراكش وسوس وشنكَيط وتطوان وتازا وغيرهم من البلاد، وهذه التقاريض مجموعة في مجلد يعرف عند آل المترجم بسفر الإجازات وهو سفر التقاريض. وبالجملة فكتاب الذخيرة هذا كتاب عظيم من تأمله علم أن مؤلفه كما قال فيه الشهاب الجوهري في تقريضه:" امتزجت محبة النبي صلى الله عليه وسلم بلحمه وعظمه وشعره وعروقه ودمه "، اه. نرويه من طريق الحضيكَي عن مؤلفه قال الحضيكَي في طبقاته:" أجازنيه وكتب لي فيه الإجازة بخطه " اه. ولله در الشهاب المحدث أحمد البجيرمي حيث أنشد في تقريضه على الذخيرة:

الغرب شيء نفيس

ولي عليه أدله

الشمس تغرب منه

ومنه تبدو الأهله 433 العربي الزرهوني: هو العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني الفاسي دفين الصويرة عام 1260 عن نيف وستين، العلاّمة قاضي فاس ومفتيها، شارح " المرشد " وغيره أخذ عن محمد العربي القسمطيني وابن عبد السلام الناصري وغيرهما، يروي عامة عن أبي حامد العربي بن المعطي الشرقاوي ومحمد بن عامر المعداني الفاسي إجازة عامة، وبخصوصٍ فهرسَ الهلالي، كلاهما عن أبي عبد الله محمد ابن أبي القاسم الرباطي عنه، وأخذ عن الشمس محمد بن قدور الزرهوني " دلائل الخيرات " وهن محمد بن حبيب الله الصغير الشنكَيطي الطريقة المختارية عن سيدي محمد عن أبيه الشيخ سيدي المختار

ص: 781

ويروي الطريقة القادرية عن ابن المعطي المذكور عن التاودي، والطريقة الوزانية عن الفقيه الصالح سيدي الشاهد بن التهامي دفين البقيع وعن ولي الله أبي حامد سيدي الحاج العربي بن علي بن أحمد، والطريقة الصادقية عن المعمر محمد بن عبد الهادي بن عبد الكريم بن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الصادق الرتبي عن شيخه العباس بن صالح السكوري عن والده ابن عبد الصادق.

وأجاز هو عامة لمحمد التهامي بن المكي ابن رحمون، وعندي صورة إجازته له، ولمحمد المكي بن الحافظ ابن عبد السلام الناصري، حسبما وقفت على إجازته له بخطه في كناشة والده، وللشهاب أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي سنة 1249، حسبما وقفت على إجازته له في كناشته بالمدينة المنورة، ولعلي بن عبد الصادق الصويري، حسبما أخبرني بذلك تلميذ له ثقة، وغيرهم.

نتصل به من طريق الأخيرين عنه، ونؤروي ما يصح له روايته من طريق القوم وأحزابهم عن آخر من بقي من أولاده، وهو المعمر أبو عيسى محمد المهدي سنة 1328، عنه بحكم إجازته لأولاده، فقد وجدت بخطه:" أجزت ولدي أصلحه الله ومن سيوجد من الأولاد في قراءة " دلائل الخيرات " وسائر ما لنا من الأوراد إذناً تاماً عاماً مطلقاً، وأذنت لهم في الإذن لمن طلب، محمد العربي الزرهوني " اه. من خطه الذي ناولنيه الولد المذكور، رحم الله الجميع. ولي في المترجم رسالة جمعتها في ترجمته اسمها " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد " في كراريس وقد تضمنت هذه الترجمة ما ليس فيها.

434 -

علي الأجهوري (1) : هو علي بن محمد الملقب زين العابدين بن

(1) ترجمة علي الاجهوري في خلاصة الأثر 157:3 وخطط مبارك 33:8 وصفوة من انتشر: 126 والزركلي 167:5 ويحيى الكتاني على كنز الرواية للثعالبي إذ له فيه ترجمة مفصلة.

ص: 782

الشيخ عبد الرحمن الأجهوري مسند الدنيا ومفتي المالكية وحامل رايتهم في عصره، الإمام الكثير التلماذ والتصنيف، أبو الحسن المصري المالكي المولود سنة 975 المتوفى سنة 1066 عن غير عقب لأنه لم يتزوج قط وإنما تسرى، يروي عامة عن المسند الكبير سراج الدين عمر بن الجاي الحنفي وبدر الدين ابن الكرخي الحنفي ومحمد بن إبراهيم التتائي والشمس الرملي وصالح البلقيني ومحمد البنوفري وكريم البرموني وبدر الدين القرافي ونور الدين علي القرافي والبرهان العلقمي والشمس الفيشي وأحمد بن قاسم العباسي وعثمان الغزي وغيرهم، وتدبج سنة 1035 مع عالم قسمطينة الشيخ عبد الكريم الفكَون، وروى حديث الأولية عن أبي الثناء محمود بن محمد الحلبي المعروف بالبيلوني وهو أول، عن البرهان إبراهيم العمادي وهو أول، عن المعمر أحمد بن إبراهيم بن الشماع الحلبي الشهير بابن الطويل وهو أول، عن المسند أبي الخير محمد بن الحافظ نجم الدين بن فهد عن جده الحافظ تقي الدين بن فهد وهو أول، عن المصدر الميدومي بأسانيده السابقة، هكذا ساقه عنه تلميذه محدث مصر الشهاب أحمد العجمي في جزء له. وقد روى عن محمود البيلوني المذكور حديث الأولية أيضاً النجم الغزي وساقه عنه في تاريخه عن ابن العماد عن الحافظ عبد العزيز بن نجم الدين بن فهد سماعاً عنه عام 915، قال:" حدثني به والدي الحافظ نجم الدين ابن فهد " عن الصدر الميدومي بأسانيده.

انتهت إليه رياسة مذهب مالك في المشرق وانتفع الناس به طبقة بعد طبقة من سائر المذاهب، ورحل الناس إليه من سائر الآفاق فألحق الأحفاد بالأجداد، وعمر حتى قارب المائة. له شرح على ألفية العراقي في السير، وحاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر، وقفت عليها في زاوية سيدي الحسين بجبال زواوا عمالة قسمطينة، وشرح مختصر ابن أبي جمرة، ومجلد لطيف في المعراج، وكتابة على الشمائل لم تخرج، وغير ذلك. وفي " مسالك الهداية " لأبي سالم العياشي أنشدني الشيخ الطحطاوي في حق الشيخ الاجهوري:

ص: 783

أبعد سليمى مطلب ومرام

وقفت على ثبت له صغير بقسمطينة وعليه ختمه إجازة منه به لأبي [عبد الله] القاسم ابن ساسي التميمي البوني والد الشهاب أحمد بن قاسم البوني السابق الذكر، وهي مؤرخة بسنة 1064 قبل وفاته بسنتين، قال فيه:" أجازني بعلم الحديث عمر بن الجاي كما أجازه الحافظ الأسيوطي بل وأشياخ السيوطي كالشهاب الحجازي والشمس ابن الجزري " قلت: وفي الأخير نظر لأنه من أشياخ أشياخ السيوطي، ومات قبل ولادته بنحو الست عشرة سنة، قال:" وعلى هذا فيكون شيخنا مساوياً للسيوطي. وممن أجازني بعلم الحديث البدر الكرخي عن القاضي زكرياء وعن التتائي، وممن أجازني بعلم الحديث الشمس الرملي ومحمد البنوفري، كما أجاز للأخير جدي عبد الرحمن الأجهوري وهو أجازه إبراهيم القلقشندي عن الحافظ ابن حجر ". كما ذكر في الثبت المذكور أسانيده في الفاتحة الشمهروشية والصحيح وإسناد الفقه المالكي وطريق القوم. ومن أعلى ما حصل له روايته عن النور علي القرافي عن المسند المعمر قريش العثماني عن الحافظ ابن الجزري بأسانيده.

وترجمة الأجهوري هذا واسعة وروايته عريضة، وقد استغرقت ترجمته من " كنز الرواية " لأبي مهدي الثعالبي سبعة كراريس (انظرها ترَ عجباً) . نروي كل ما له من طريق الشبراملسي والبابلي والثعالبي وأبي سالم العياشي وابن سليمان الرداني وقاسم بن ساسي البوني وسعيد قدورة والفكَون والزرقاني والخرشي والشبرخيتي وإبراهيم الفيومي وغيرهم عنه، بل أجاز الأجهوري لأهل عصره عامة كما في ثبت الشهاب البوني.

435 -

علي بن الأمين الجزائري (1) : وهو علي بن عبد القادر بن عبد

(1) ترجم له مؤلف معجم أعلام الجزائر: 115 (اعتماداً على فهرس الفهارس وحده) .

ص: 784

الرحمن بن علي بن علي بن علي بن الأمين، وبه عرف، العلوي النسب، الأندلسي الأصل، الجزائري الدار، المالكي الشاذلي، المتوفى سنة 1236 بالجزائر، مفتي المالكية بها ومسندها ومجدد رونق العلم بها، طلب العلم في مصر، ويروي عامة عن أبي الحسن الصعيدي والشهاب الدردير والأمير الكبير والشمس محمد بن أحمد الجوهري الصغير والوجيه عبد الرحمن العيدروس وعلي بن العربي السقاط والتاودي ابن سودة، هكذا عدّهم هو في إجازته للسيد السنوسي الراشدي المعسكري، وقفت عليها في مصر، وهي مؤرخة بسنة 1189، وفي " عمدة الإثبات " أن ممن أجاز له الشمس الحفني والملوي والشبراوي والجوهري. قلت: وقد اشتهرت روايته عن الجوهري الكبير والذي صرح به هو أنه قرأ عليه واستجازه فوعده بالكتابة واخترته المنية فأجازه ولده.

أروي كل ما له عن أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة عن الشيخ مصطفى الكبابطي الجزائري عالياً عنه. ح: وعن أبي الحسن علي بن أحمد ابن موسى الجزائري مراسلة منها عن الشيخ مصطفى بن الحرار عن الشيخين أحمد بن الكاهية الحنفي وعلي بن المانجلاتي المالكي كلاهما عنه. ح: ويروي عالياً ابن الحرار عنه، وهو ممن أجاز عامة لأهل عصره. ح: وعن الشيخ الوالد وغيره عن البرهان السقا عن محمد بن محمود الجزائري عنه. ومن طرقنا إليه عن المعمر أبي علي

الحسن بن عبد الرحمن الشدادي الفاسي عن مسند المغرب الأوسط الشيخ سقط المعسكري دفين مكناس عن عبد القادر ابن السنوسي الراشدي عن والده عنه. له ثبت صغير نحو كراسة هو عندي.

436 -

علي بن أحمد بن عبد الصادق: هو علي بن أحمد بن عبد الصادق بن علي الرجراجي أصلاً الصويري قراراً، عالمها وقاضيها ومسندها وبركتها. أخذ بفاس عن أبي الحسن التسولي وأبي حامد العربي الزرهوني وأبي محمد عبد القادر الكوهن وابن عبد الله المجاوي والحاج الداودي التلمساني

ص: 785

وغيرهم، وروى بالسماع والإجازة عن آخر تلاميذ الشيخ التاودي بالمغرب، وهما محمد بن أحمد السنوسي وبدر الدين بن الشاذلي الحمومي، وعن شيخ الجماعة محمد بن عبد الرحمن الحجرتي وأبي محمد الوليد بن العربي العراقي والشمس محمد قصارة، وذلك عقب استدعائه منهم، وإجازات الخمسة وهم السنوسي فمن بعده عندي بخطوطهم له بتاريخ سنة 1256، وهي عامة. وحج قديماً وسط القرن المنصرم وأقام بمصر والحجاز مدة، ولعله لا يغفل الرواية عن أهلها في تلك الجهات، لكن لم نتصل بتفاصيل ما حصل عليه هناك. كما أخذ أخيراً بالصويرة عن أبي زيد عبد الرحمن بن أحمد النابلسي المدني لما دخل الصويرة عام 1281 أجازهُ عامةَ ما له كما له الإجازة من الشيخ عبد الغني بن خليل باشا الميداني الدمشقي. ويروي المترجم عامة أيضاً عن عالم سوس وتارودانت المعمر أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله التملي الجشتمي الرداني، وذلك بتاريخ سنة 1282، وهو عن والده وغيره، وعن الشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ العزب المدني وغيرهم. وأخبرني أخص تلاميذ المترجم، وهو الفقيه أبو العباس أحمد بن علي التناني بآسفي سنة 1331 أنه مجاز أيضاً من أبي حامد الزرهوني والتسولي والكوهن صاحب " الامداد " وأبي الحسن علي بن جلون صاحب التعاليق على شرح الابي على مسلم.

أروي كل ما للمترجم عن العلاّمة الصالح عبد المعطي ابن أحمد السباعي مكاتبة من مدرسته بأولاد ابن السباع بين مراكش والصويرة عام 1332 إجازة عامة، وهو كذلك عن أبي الحسن علي بن عبد الصادق إجازة له عامة كتبها له بثغر الصويرة عام 1289. ح: وأجازني عنه أيضاً أخص تلاميذه أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم التناني العزوني بآسفي عن المترجم عامة ما له بعد ملازمته له نحواً من اثنتي عشرة سنة.

مات المترجم المذكور بالصويرة عام 1308 عن نحو التسعين، رحمه الله، ولم ترَ الصويرة قبله ولا بعده مثله في حب العلم وأهله وآل البيت والاعتناء

ص: 786

بالرواية وسعة الرحلة ومن العجيب أن شيخه الأخير أبا العباس الجشتمي الرداني تأخرت وفاته إلى عام 1327. ونروي عنه هو بواسطة أبي عبد الله محمد بن علي الدمنتي الناصري، رحمه الله، إجازة كتبها له عامة، أوقفني عليها وهي مؤرخة بسنة 1320. ومن نوادر المترجم أنه كان اشترى عبداً وبعد ذهابه معه سأله عن اسمه فقال: محمد، فقال له: اذهب حيث شئت فإن مثلي لا يملك محمداً.

تنبيه: اشتهر كتب السويري بالصاد نسبة إلى الصويرة والذي رأيته بخط المترجم في الاستدعاءات التي كتب لمشايخه عن نفسه السويري بالسين، وهكذا رسمه مشايخه في إجازتهم له بخطوطهم وهي عندي، كالشيخ أبي محمد الوليد بن العربي العراقي وأبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي إمام الضريح الإدريسي، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن التملي الجشتمي، وكذلك رسمه بالسين أيضاً شيخه أبو محمد بدر الدين بن الشاذلي الحمومي في مكتوب وقفت عليه بخطه للمترجم وهو عندي، والله أعلم.

علي السقاط: هو علي بن العربي السقاط الفاسي ثم المصري (انظر السقاط في حرف السين)(1) .

437 -

علي علاء الدين الموصلي: هو علي علاء الدين بن صلاح الدين يوسف بن رمضان الموصلي الحنفي المتوفى سنة 1243، يروي عن والده وعيسى الحلبي، الأول عن جده حسين أفندي القادري الشافعي عن علي القناوي المصري الحنفي ومحمد بن علاء الدين المزجاجي وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي بأسانيدهم، والثاني عن الكزبري الكبير بأسانيده، ويروي المترجم أيضاً عن السيد زين العابدين ابن جمل الليل المدني وعن نجيب أفندي

(1) انظر ما يلي رقم: 573.

ص: 787

الشامي مكاتبة تلميذ مصطفى الرحمتي، وروى الفقه عن محمد بن عمر بن شرف الدين الجيلاني وغيرهم. له ثبت تضمن أسانيده في الكتب الستة ونحوها وهو عندي. نروي ما له عن البرهان إبراهيم الخنكَي المكي عن محمد بن حميد الحنبلي المكي عن محمود الآلوسي البغدادي عنه، وهو أخص تلاميذه. ح: وعن أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشدادي عن عبد القادر سقط المشرفي عن مفتاح الدين ابن حسام الدين البخاري عن والد المذكور صلاح الدين يوسف الموصلي بأسانيده، وهو عال.

438 -

علي بن الحاج موسى الجزائري: هو أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحاج موسى، وبجده المذكور شهر، ابن عبد العزيز بن أحمد زروق ابن الحسين بن الشيخ العارف أبي عبد الله محمد الكبير، المعروف بشائب الذراع، بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن مقبل البوزكَزاوي بالقاف المعقودة نسبة إلى جبل بني زكَزوك قرب جبل عمال خارج بلد الجزائر، حيث زاويتهم هناك بجبل بني زكَزوك، كذا وجدت بخط المترجم هذا العمود والنسبة عن نفسه وذويه.

وهو العلَامة المشارك المحدث بركة الجزائر ومسندها وعالمها المعمر أبو الحسن، ولد سنة 1244 بالجزائر وأخذ العلم بها عن والده والشيخ مصطفى ابن الحراري وطبقتهم، وأجازه الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري لما ورد على الجزائر عام 1261 ومصطفى بن الحرار ومحمد بن هني بن معروف المجاجي دفين تونس سنة 1265 وأبو حامد العربي بن علي المشرفي المعسكري دفين فاس سنة 1294 وأبو الحسن علي بن ظاهر الوتري المدني لما دخل الجزائر سنة 1297 وابن خالنا أبو عبد الله محمد بن جعفر مكاتبة من فاس بالصحيح عام 1301 وأبو محمد التاودي بن المهدي ابن الطالب ابن سودة سنة 1303، وسمع منه هو أيضاً الحديث المسلسل بالفاتحة، والشيخ المكي ابن عزوز التونسي وابن خليفة المدني دفين مكناس سنة 1306، كلاهما تدبج معه

ص: 788

وكتبا لبعضهما عدة إجازات صار لي جلها. وأخذ الطريقة الشاذلية والقادرية وغيرهما من الطرق عن جماعة من الجزائريين والحجازيين والشاميين.

له مجموعة في إجازته عمن ذكر قد صارت إلي وكان ابتدأ تدوين فهرس باسمي حسبما أخبرني به في كتابه إلي عام 1322، ووجدت عنوانه بين كتبه وأوراقه بالجزائر. أرويه وكل ما له عنه مراسلة من الجزائر سنة 1322. وكاتبني في الموضوع ومات رحمه الله سنة 1330، ولم يخلف بعده في القطر الجزائري مثله ثلوج صدر بإيمان وسعة أخلاق وهمة بعيدة في جمع الكتب ونسخها، والبذل والمعروف وإنزال الناس منازلهم والهمة العالية في الرواية، رحمه الله رحمة واسعة. وقد ذكره الشيخ بيرم في " صفوة الاعتبار "(1) وكذا غيره من الرحالين، وحلوه ببعض ما كان فيه.

439 -

علوي بن سقاف الجفري: هو العلاّمة الجهبذ المحقق الصوفي علوي بن عبد الرحمن سقاف بن محمد بن عيدروس بن عبد الله بن شيخان الجفري الباعلوي اليمني المتوفى سنة 1273. يروي عامة عن والده أبي جعفر عبد الرحمن السقاف والسيد أحمد بن عمر بن زين ابن سميط والسيد عبد الله ابن علي شهاب الدين والسيد عبد القادر بن محمد بن حسين الحبشي والسيد عبد الله بن حسين بن طاهر والسيد عبد الله بن حسين بلفقيه والسيد عبد الله ابن عمر بن يحيى العلوي وعبد الله بن أحمد باسودان والسيد هارون بن هود العطاس والحسن بن صالح البحر وغيرهم من آل باعلوي. وأعلى ما عنده الرواية عن المعمر أحمد بن سعد باحنشل اليمني، أجازة عامة مروياته، كما له الإجازة عالياً عن السيد سليمان الأهدل، ويروي السيد علوي المذكور عامة عن الفقيه عبد الله بن سمير والسيد يوسف البطاح والسيد علي البيتي والسيد عقيل بن حسن الجفري وغيرهم. له ثبت في كراريس، نرويه عن السيد محمد بن سالم السري باهارون عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي عنه عامة، وهو الشيخ الخامس عشر من رجال " العقد ".

(1) صفوة الاعتبار 16:4.

ص: 789

440 -

العلائي (1) : هو الحافظ أبو سعيد صلاح الدين خليل بن الأمير كيكلدي بن عبد الله العلائي الشافعي الدمشقي نزيل بيت المقدس، الإمام العلاّمة حجة الحفاظ عمدة العلماء، قال صاحب " الأنس الجليل ":" سمع الكثير ورحل وبلغ عدة شيوخه بالسماع سبعمائة وأخذ عن مشايخ الدنيا " اه. وقال الذهبي في " المعجم المختص ": " حافظ مستحضر للرجال والعلل تقدم في هذا الشأن "، اه. وسئل السبكي: من تخلف بعدك فقال: العلائي. ولد سنة 694، أخذ عنه الحافظ العراقي وقال فيه:" مات حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين في ثالث محرم عام 761 " قال الاسنوي: " كان حافظ زمانه إماماً في الفقه وغيره ذكياً نظاراً. ترجمه الحفاظ الخمسة، الذهبي والحسيني وابن ناصر وابن حجر والسيوطي خمستهم في طبقات الحفاظ.

له مصنفات مفيدة منها: الأربعون حديثاً الكبرى والوسطى والصغرى، والكبرى سماها كتاب الأربعين في أعمال المتقين في 46 جزءاً، والوسطى سماها كتاب الأربعين المغنية بفنون فنونها عن المعين في اثني عشر جزءاً، وله الأربعون الإلاهية، وعوالي مالك السباعيات في ستة أجزاء سماها " بغية الملتمس في عوالي مالك بن أنس "(انظر حرف الباء)(2) ، والمجالس المبتكرة عشرة أجزاء، والمسلسلات ثلاثة أجزاء، وتحقيق منصب الرتبة لمن ثبت له شرف الصحبة، وإنارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفوائد المسموعة بين فيها شيوخه ومسموعاته منهم، وسلوان التعزي بالحافظ أبي الحجاج المزي، والأربعون حديثاً مع أربعين حكاية وأربعين من الإنشادات كل ذلك متباين المتن والاسناد وهي مشتملة على أربعينيات، وله كتاب القواعد وهو كتاب نفيس اشتمل على علم الأصول والفروع، وله كتاب جامع التحصيل لأحكام المراسيل لخصه الشيخ عبد الغني المرشدي وهو عندي،

(1) انظر ما تقدم رقم: 17 (ص: 168) .

(2)

انظر رقم: 79 في ما تقدم ص: 253.

ص: 790

والوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في مجلد، وله عقيلة الطالب في ذكر أشرف الصفات والمناقب في مجلد لطيف، وجمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وله الكلام على حديث ذي اليدين في مجلد، وشرع في أحكام كبرى علق منها قطعة لطيفة، وغير ذلك.

نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر عن ولده المعمر أحمد وأبي هريرة ابن الذهبي والحافظ العراقي كلهم عنه.

وكان للمترجم بنت اسمها أسماء وصفها في " الأنس الجليل "(1) بالمسندة الصالحة البركة وقال: " سمعتْ على والدها وغيره وحدثتْ بالكثير من مسموعاتها وأجازت بالفتوى لحفيدها شيخنا القرقشندي، ماتت سنة 795 "، اه. وولده أحمد ولد سنة 723 ومات سنة 803، ولعله أعلى مجيزي الحافظ ابن حجر إسناداً، وهو آخر من حدث عن أبي حيان بالبلاد الشامية لأن والده بكر به إلى السماع والاستجازة منه.

441 -

عمر بن خطاب الأزدي (2) : هو الشيخ أبو حفص عمر بن خطاب ابن هلال بن يوسف الأزدي، روى عن أبيه وغيره، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن عمر بن عياد بن أيوب اليحصبي عنه.

442 -

عمر القاري: أروي فهرسته عن السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن علي التركماني عن علاء الدين الحصفكي عنه.

(1) الانس الجليل 162:2.

(2)

فهرست ابن خير: 433 (وعندي الماردي في موضع الازدي، ولعله وهم من الكتاني) وانظر ترجمته في صلة الصلة: 62 والتكملة رقم: 2231.

ص: 791

عمر بن فهد: (تقدم في نجم الدين)(1) .

443 -

عمر العرضي الحلبي (2) : هو محدث حلب شيخ الإسلام عمر بن عبد الوهاب العرضي أوحد وقته في فنون الحديث والفقه والأدب، أخذ عن محمود البيلوني ورضي الدين الحنبلي، وبه تخرج، ومحمد بن المسلم التونسي الحصيني، وأجازه البدر الغزي مكاتبة من دمشق. ومن أفخر أسانيده روايته عن والده عبد الوهاب عن زكرياء عن ابن حجر، ومن أعظم مؤلفاته " شرح الشفاء " في أربعة أسفار ضخام سماه " فتح الغفار بما أكرم الله به نبيه المختار " اشتغل به نحو اثنتي عشرة سنة، وله " مناهج الوفا فيما تضمنه من الفوائد اسم المصطفى " وله معجم كبير، وشرح على ألفية السيوطي في الاصطلاح. نروي ما له من طريق عمر بن عقيل عن مصطفى الحموي عن محمود بن عبد الله الموصلي عن أبي الوفاء العرضي عن أبيه عمر، رحمهم الله. وكانت وفاته بحلب 16 شعبان عام 1024.

444 -

عمر بن عقيل (3) : هو أبو حفص عمر بن عقيل بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن السيد عبد الرحمن آل عقيل الحسيني العلوي المكي الشافعي الشهير بالسقاف، والسقاف لقب جده الأعلى السيد عبد الرحمن من آل باعلوي. حلاه تلميذه الحافظ الزبيدي في " شرح ألفية السند " ب " الإمام المحدث المسند شيخ الحديث في الحجاز نجم الدين ولد بمكة سنة 1102، وقال في المتن:

أسندُ من لقيتُ بالحجازِ

حقيقةً ما فهتُ بالمجازِ " وروى عن جده لأمه عبد الله بن سالم البصري والعجيمي والنخلي وتاج

(1) انظر ما تقدم رقم: 347.

(2)

ترجمته في خلاصة الاثر 215:3 وسلك الدرر 82:2 واعلام النبلاء 200:6 وبروكلمان، التاريخ 341:2 وتكملته 470:2 والزركلي 213:5.

(3)

ترجمة ابن عقيل في عجائب الآثار 211:2 (ط/1959) واسمه عمر بن احمد بن عقيل.

ص: 792

الدين القلعي وعبد القادر الصديقي وابن عقيلة وإدريس بن أحمد اليماني وعبد الوهاب الطنطاوي ومصطفى بن فتح الله الحموي، ولعله أغرب شيوخه وأعلاهم، وسمع الأولية عالياً من الشهاب أحمد البنا بعناية جده لأمه سنة 1110، سمع منه كبار الشيوخ وانتفع به الطلبة، ومن أعظمهم انتفاعاً به وأكثرهم ملازمة له الحافظ مرتضى، وأول أخْذِهِ عنه سنة 1162 ومات سنة 1174. نروي ما له من طريق الزبيدي المذكور قال:" سمعت منه الكتب الستة والكثير من الأجزاء والمشيخات، وكتب لي إجازة مطولة ذكر فيها أسماء الكتب التي أجازني بها، وسمعت منه المسلسلات بشروطها "، اه. ومن طريق حسن الجبرتي والوجيه عبد الرحمن العيدروس وولي الله الدهلوي الهندي ومصطفى الرحمتي ومحمد سنبل وغيرهم كلهم عنه. ح: وأروي عن الشيخ نصر الله ابن عبد القادر الخطيب الدمشقي عن المعمر محمد عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن المترجم، وهو عال جداً.

كشف وهم عظيم: هذا الرجل كما علمت من أعظم شيوخ الحافظ مرتضى وهو كلما روى عنه قال: " عن خاله عبد الله بن سالم البصري " حتى قال في ترجمته من معجمه أولاً: " ابن أخت عبد الله البصري " ثم قال: " روى عن خاله المذكور " ثم قال: " سمع الأولية بعناية خاله " ثم قال: " أباح لي كتب خاله " وقال الأستاذ ابن عزوز في " عمدة الأثبات ": " والسيد عمر هذا هم ابن أخت عبد الله البصري، يروي عن خاله المذكور، ويروي عنه خاله المذكور، وقد ترددنا مرة في أنه خاله أو جده لأمه لأن بعض علماء العصر ذكر أنه جده لأمه جازماً، ثم ظفرت بما حقّقَ أنه ابن أخت البصري لا ابن ابنته، وجدت ذلك في فهرس السيد مرتضى الذي كتبه لأهل الراشدية مؤرخاً عام 1194، فارتفع الإشكال لأنه أعرف الناس به لا سيما وقد نقل ذلك عن السيد عمر نفسه فلا وجه للتوقف فيه "، اه. وذلك لا يجديه رحمه الله شيئاً فإن الحافظ مرتضى لم يصرح قط أنه سمع من عمر بن

ص: 793

عقيل أنه ابن أخت البصري لا في ثبته لأهل الراشدية المذكور ولا في غيره، وأكبر نص قاطع فيما ذكر هو ما في إجازة السيد عمر بن عقيل المذكور نفسه للشيخ حسن الجبرتي المصري قال فيها أولاً لدى عدّه مشايخه:" أجلهم سيدي وجدي لأمي " وقال فيها أخيراً " كتبه عمر بن أحمد بن عقيل السقاف باعلوي حفيد مولانا الشيخ عبد الله بن سالم البصري "، اه. وقد نقلها بركتها. ومنها ما ذكر ولد المجاز بها المؤرخ الشهير عبد الرحمن بن حسن الجبرتي في تاريخه (1) وما بعد اعتراف الرجل عن نفسه وجده من ادعاء أو توهم.

على أن من وقفنا على كتاباته من أصحاب السيد عمر بن عقيل المذكور إنما ينسبونه سبطاً للبصري لا ابن أخته، منهم محدث الهند الشاه أحمد ولي الله الدهلوي فإنه قال في " الإرشاد " لدى كلامه على صلة الرداني:" وأجازني بجميعه السيد عمر ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم عن جده عنه "، اه. وقال لدى كلامه على ثبت البصري:" أجازني به وبجميع ما تصح روايته عنه السيد عمر عن جده الشيخ عبد الله المذكور "، اه. منه. ومنهم العلاّمة المسند فقيه الشام مصطفى الرحمتي الأيوبي الدمشقي قال في إجازته للفلاني:" وفي مكة أسمعني حديث الأولية وأوائل الكتب الستة وأجازني بجميع مروياته السيد عمر بن أحمد عن جده لأمه عبد الله بن سالم البصري " اه. من ثبت الفلاني الكبير ومن خطه نقلت. ومنهم محدث الجزائر ومسندها أبو العباس أحمد بن عمار فإنه في ثبته كلما روى عن المترجم قال: " عن جده لأمه عبد الله بن سالم " وثبته هذا عندي عليه خطه. ومنهم شيخ الإسلام بالآستانة إسماعيل بن محمد القسطنطيني الحنفي الشهير بكاتب زاده قال في إجازته للشيخ شاكر العقاد لدى عده أشياخه: " والشيخ عمر بن أحمد باعلوي السقاف ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم البصري "(2) . وممن جرى على

(1) انظر تاريخ الجبرتي 394:1 ط. سنة 1297 بمصر (المؤلف) .

(2)

انظر نصها في ص: 52 من ثبت ابن عابدين (المؤلف) .

ص: 794

الصواب أيضاً من المؤرخين محمد خليل المرادي في " سلك الدرر " فإنه في ترجمة عبد الله السويدي قال: " أخذ بمكة عن عمر بن عقيل سبط عبد الله ابن سالم البصري "(1) . وكذا في ترجمة والده علي المنيني قال: " أخذ عن السيد عمر باعلوي سبط عبد الله بن سالم المكي (2) وكذا في ترجمة علي الشيرواني المدني لدى عدّ شيوخه قال: " والسيد عمر المكي العلوي سبط عبد الله بن سالم (3) "، اه.

ومن العجيب أن الحافظ مرتضى في متن ألفية السند له لما وصل لشيخه المترجم قال فيه عن خاله البصري وفي شرحها جرى على الصواب. فإنه قال فيه: " سبط محدث الحجاز عبد الله بن سالم البصري " اه. ولما وصل لذكر أخذه عنه قال: " وأباح لي كتب جده " اه. من شرح ألفية السند له. وهذا يدل على رجوعه إلى الصواب آخر عمره، والرجوع إلى الحق فريضة.

ثم وجدت ما لعله يفيد أن إطلاق الخال على الجد للأم اصطلاح أو عرف بعض الجهات أو بعض الناس، وذلك أن الحافظ الزبيدي قال في ترجمة الحافظ ابن الديبع من " تاج العروس " (4) :" وسمع على خاله محمد بن إسماعيل بن مبارز "، اه. مع أن المذكور جده لأمه، كما اعترف به الحافظ مرتضى أيضاً في ترجمة ابن مبارز المذكور فإنه قال أيضاً:" وعنه سبطه الوجيه عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني " اه. وقد قال صاحبنا الشهاب العطار في حاشيته على " الأمم " بعد أن نظر بما يقع من الحافظ مرتضى في المترجم وذكره البصري خالاً له مع أنه جد لأم: " لا أدري لم يستعمل الخالَ في موضع الجدّ أبي الأمّ، وعسى الله أن يمنَّ علي بالفتح "، اه.

(1) انظر سلك الدرر: 85:3 (المؤلف) .

(2)

انظر سلك الدرر 221:3 (المؤلف) .

(3)

سلك الدرر: 231:3 (المؤلف) .

(4)

التاج 325:5.

ص: 795

وأما ما ذكره صاحب " عمدة الأثبات " من أن البصري أخذ عن المترجم أيضاً فهو في عهدته وغير مقبول، وكأني به غرته عبارة الجبرتي في ترجمة ابن عقيل المذكور من " عجائب الآثار " فإنه خبط فيها خبط عشواء، وناهيك أنه مع نقله في ترجمة والده عن ابن عقيل نفسه انه ابن بنت البصري قلد الحافظ مرتضى في غلطه المذكور، فإنه ساق كعادته ترجمته من معجمه باللفظ غير متنبه ولا عاز، وهذا أعظم عيوب المؤرخ: الإغراق في التقليد الأعمى إلى اتباع الأوهام الساقطة التي تدل على أن الناقل أو الناسخ كان لا يتأمل ما يقرأ ويجري به قلمه، ولله عاقبة الأمور.

445 -

عمر بن عبد الرسول: هو عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول العطار المكي الشافعي العلاّمة المحدث الصالح مسند مكة المكرمة وعالمها المتوفى بها بالطاعون عام 1249. عمدته النور أبو الحسن علي الونائي المصري، وأجازه واستجاز له من كثيرين من مشايخه. وبالجملة فالمذكور كان راوية مكة الأكبر في عصره. يروي عامة عن عبد الملك القلعي وطاهر سنبل وأبي الفتح ابن محمد بن حسن العجيمي وصالح الفلاني ومصطفى بن محمد الرحمتي الدمشقي والشيخ سليمان الشامي والحافظ مرتضى الزبيدي والشمس الشنواني المصري والشمس محمد بن أحمد الجوهري ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري والشهاب أحمد بن عبيد العطار ومصطفى الكردي الشامي وعبد العزيز بن حمزة المراكشي والشهاب أحمد بن عمار الجزائري والسيد عبد الرحمن ابن سليمان الأهدل وغيرهم. وقد قال عن المترجم شيخه الأخير الوجيه الأهدل في نَفَسه لما تكلم على الطاعون الذي مات به: " وفي هذه السنة مات من علماء مكة الشيخ العلاّمة الولي عمر بن عبد الرسول، ووقع عليه من الخاص والعام الأسف العظيم لأنه كان به النفع للمسلمين ". اه.

له ثبت صغير نرويه وكل ما له من طريق محمد صالح البخاري وبن عبد الله سقط المشرفي والعربي الدمنتي ومحمد بن علي السنوسي الجغبوبي وارتضا علي خان

ص: 796

المدراسي ومحدث الهند محمد إسحاق الدهلوي ومحمد بن خضر البصري والشيخ صبغة الله ببدر الدولة المدراسي والشيخ حسن البوصنوي المدني وغيرهم كلهم عنه. وأروي ما له عالياً عن السيد أبي علي حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي عن أبيه والعلاّمة الصالح السيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار كلاهما عنه. ح: وعن محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشمس محمد بن عمر الرسول المكي عن أبيه المترجم. ح: وعن الشيخ أبي الخير بن عابدين عن الشيخ محمد تلوه عنه.

446 -

عياض (1) : هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى اليحصبي القاضي أبو الفضل المحدث الحافظ الحافل، استقر أسلافه في القديم بحمة بسطة ثم انتقلوا إلى فاس ثم إلى بستة، وبها ولد، وأخذ عن مشيختها، ثم رحل إلى الأندلس فدخل قرطبة ثم مرسية، قدمها سنة 508 وأبو علي الصدفي قبل ذلك بأيام قد استحفى لنبذه خطة القضاء من غير أن يعفى، ووجد الرحالين إليه قد نفدت نفقاتُ بعضهم ومنهم من ابتدأ كتاباً لم يتمه، فأخذ أكثرهم في الرجوع إلى مواطنهم، وتربص بعضهم، فمكث هو بقية صفر وربيع الأول لا يقع له على خبر سوى الظن بكونه هناك، وقابل أثناء ذلك بأصوله وكتب منها ما أمكن على يد خاصة من أهله ولا يشك أن تصرفه بذلك لم يكن إلاّ بأمره، ولقد شافهه بعد خروجه بما معناه أنه لو طال تغيبه لأشعره بالترحال إلى موضع لا يوجد به لكونه يقع الاختيار عليه فيجد

(1) من أهم مصادر ترجمته: كتابه الغنية وكتاب ابنه التعريف بالقاضي عياض (تحقيق الدكتور بنشريفه، المغرب) وأزهار الرياض للمقري والصلة: 429 وبغية الملتمس (رقم: 1296) وقلائد العقيان: 222 وانباه الرواة 363:2 ومعجم اصحاب الصدفي: 298 والاحاطة 222:4 وقضاة النباهي: 101 وتذكرة الحفاظ: 1304 وعبر الذهبي 122:4 وابن خلكان 483:4 والديباج: 168 والشذرات 138:4 والنجوم الزاهرة 285:5 وجذوة الاقتباس: 277 والعدد 19 من مجلة المناهل المغربية.

ص: 797

ما يرغب فيه من سماعاته حتى يبلغ غرضه لما وقع في نفسه من إخفاق رغبته وتعطيل رحلته، فشكره على ذلك.

وشيوخ عياض يقاربون المائة، لقي من أعلامهم بسبتة أبا عمران ابن أبي تليد وأبا بكر ابن عطية وابن العربي، وأجاز له أبو علي الغساني وأبو عبد الله الخولاني، وكتب إليه من شيوخ المشرق أبو نصر النهاوندي وأبو بكر الطرطوشي وأبو طاهر السلفي، واستجاز منه أيضاً، وأبو عبد الله المازري من المهدية وغيرهم.

حلاه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " بعالم المغرب ووصفه بالحافظ وقال: " صنف التصانيف التي سارت بها الركبان " ونقل قول ابن خلكان فيه: " إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه " وقال: كل تآليفه بديعة. وذكر ابن صعد في ترجمته من " النجم الثاقب " عنه انه قال: " ما وقفت قط على خبر أو أثر إلاّ وعندي إسناده " وقال الحافظ ابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " لما ترجمه: " وكان لا يُدْرَكُ شأوه ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم، مع حسن التفنن والتصرف الكامل في فهم معانيه، إلى اضطلاعه بالأدب وتحققه بالنظم والنثر، ومهارته بالفقه، وبالجملة فكان جمال العصر ومفخر الأفق وينبوع المعرفة ومعدن الإفادة، وإذا عُدَّتْ رجالات المغرب فضلاً عن الأندلس حسب فيهم صدراً " اه. وقال عنه الحافظ السخاوي: " أعرف الناس في وقته بعلوم الحديث وبالنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم " اه.

توفي بمراكش مغرباً عن وطنه يوم الجمعة 7 جمادى الآخرة سنة 544 وأقبر بباب ايلان داخل المدينة، وقفت على قبره بها غير مرة، ودفنه بمراكش هو المعروف لدى مؤرخي المغرب وغيرهم كافة، وهو الذي لابن بشكوال في " الصلة " وابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " وابن خلكان في

ص: 798

تاريخه وابن فرحون في طبقاته وابن الخطيب في " الإطاحة " واليفرني وابن الطيب الشركَي في فهرسته وغيرهم من الأعلام. ومن الغريب ما وقع في تاريخ ابن خلدون (1) من أن عياضاً لما تولى كبر دفاع عبد المؤمن بن علي عن سبتة وكان رئيسها يومئذ بدينه وأبوته ومنصبه قال: " فسخطته الدولة آخر الأيام حتى مات مغرباً عن سبتة بتادلا مستعملاً في خطة القضاء بالبادية "، اه. وأقطع نص لظهر الخصم في هذا قول ولد عياض القاضي أبو عبد الله محمد في الجزء الذي عقده لترجمة والده (2) أن عياضاً نهض لمراكش من سبتة 25 جمادى الثانية عام 543 فاجتمع فيها بعبد المؤمن، وأمر بلزومه محله، إلى أن خرج عبد المؤمن لغزو دكالة فخرج صحبته، فمرض بعد مسير مرحلة فأذن له في الرجوع، فرجع إلى حضرة مراكش فأقام بها مريضاً نحواً من ثمانية أيام، ثم مات ليلة الجمعة نصف الليل التاسع من جمادى الآخرة عام 544، ودفن بها في باب ايلان داخل السور " اه. كلام ولده، رحمهما الله، فلم يذكر لوالده ولاية بالبادية ولا غيرها، ونص على وفاته بمراكش ودفنه به، وبذلك كله تعلم ما في " الفتح الفياض في شرح شفاء القاضي عياض " لأبي الحسن علي الحريشي الفاسي أن عياضاً مات خارج مراكش بأميال ونقل إليها، قال: " ومن الغريب ما حكاه الشعراني في طبقاته الكبرى من أنه مات فجأة في الحمام يوم دعا عليه الغزالي إذ بلغه أنه أفتى بحرق كتاب الاحياء، وقيل إن المهدي (3) هو الذي أمر بقتله في الحمام بعد أن ادعى عليه أهل بلده باليهودية إذ كان لا يخرج يوم السبت لأنه كان يصنف كتابه الشفا يوم السبت " اه. باختصار، فإنه لا يصح، وإنما نبهنا عليه لئلاّ يغتر به من يقف عليه " اه. كلام الحريشي، ومن نسخة عندي منه بخط تلميذه الحافظ أبي العلاء العراقي نقلت.

(1) تاريخ ابن خلدون 230:6 (المؤلف) .

(2)

انظر التعريف بالقاضي عياض: 12.

(3)

يعني مؤسس دولة الموحدين (المؤلف) .

ص: 799

ونحوه العلاّمة أبي محمد المكي بن مريدة المراكشي دفين فاس الجديد في كتابه " الكواكب السيارة في الحث على الزيارة " وهو اسم شرحه ونقده لخطبة السلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي في " المواسم والطوائف "، ومثله ما ذكر الشيخ الأمير في ثبته، والشيخ ابن الحسن بناني في فهرسته، والشمس القاوقجي في أوائله، من أن عياضاً مات مسموماً بمراكش سمه يهودي، وقد حكى ذلك أيضاً ابن فرحون قال في " الديباج ":" توفي بمراكش وقيل انه مات مسموماً سَمّهُ يهودي " اه. وفي " نسيم الرياض " للخفاجي: " وما قيل من أنه قتل لا أصل له " اه.

وفي مقدمة " درة الحجال " لمحمد الصغير الافراني عالم مراكش ومؤرخها " شاع الآن على الألسنة أن يقولوا لولا عياض ما ذكر المغرب، ولم أقف عليه لأحد من المتقدمين، ولا يبعد ذلك من حاله، فقد كان مفخرة من مفاخر المغرب، وآية عن جلالة أهله تعرب، وليس للشافعية ولا للمالكية مثله. ونظير ما شاع على الألسنة ما أخبرني به الفقيه أبو عبد الله ابن المبارك قال لما قدم أبو علي اليوسي لزيارة ضريح عياض في حدود المائة وألف عرض له جيران ضريحه فقالوا له: " يا سيدي نريد حد حرم أبي الفضل، يعنون من ضريحه إلى باب حومته، فقال لهم أبو علي: المغرب كله حرم لأبي الفضل،

وليس على الله بمستنكر

أن يجمعَ العالمَ في واحدِ " اه. ومن خط الافراني نقلت.

ووجدت في طرة بخط قديم بهامش " النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المفاخر والمناقب " لابن صعد التلمساني: " قال بعض الشيوخ كانت الشمس تطلع على الناس من المشرق وتغرب في المغرب وجاءنا نحن أهل المشرق شمس أخرى من المغرب الأقصى وهي كتاب الشفا لعياض " اه.

ص: 800

ألف المترجم في هذه الصناعة الشريفة الكتب التي لا نظير لها، ناهيك منها ب:

1 -

الشفا قال عنها ابن فرحون في ديباجه (1) : " أبدع فيه كلَّ الإبداع وسلم له أكفاؤه كفاءته فيه ولم ينازعه أحد في الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه، بل تشرفوا للوقوف عليه، وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس وطارت نسخه شرقاً وغرباً " اه.

2 -

والمشارق قال عنه ابن فرحون أيضاً (2) : " هو كتاب لو كتب بالذهب أو وزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه " اه.

3 -

10 والإكمال، والمدارك (3) ، وبغية الرائد في معرفة ما في حديث أم زرع من الفوائد، والإلماع إلى معرفة الرواية وتقييد السماع (4) ، أخبار العلويين، وأخبار سبتة، وأخبار القرطبيين وغير ذلك. وذكر له الذهبي في " تذكرة الحفاظ " كتاب جامع التاريخ، قال: الذي أرَبى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب واستوعب أخبار سبتة وعلمائها (انظرها) . ومما له في الموضوع معجم شيوخ ابن سكرة في سفر، وفهرسته المسماة بالغنية (5) في شيوخه وهي في نحو الثمانية كراريس، قال في أولها (6) " وبعد أيها الراغبون في تعيين رواياتي، وإجازة مسموعاتي

(1) الديباج: 170.

(2)

المصدر نفسه.

(3)

طبع هذا الكتاب ببيروت في أربعة أجزاء بتحقيق د. محمود بكير، كما صدرت منه طبعة في المغرب ظهر منها حتى اليوم خمسة أجزاء بتحقيق عدد من العلماء.

(4)

طبع كتاب الالماع بتحقيق الأستاذ السيد احمد صقر القاهرة) تونس 1970) .

(5)

صدر عن الدار العربية للكتاب (ليبيا - تونس) بتحقيق د. محمد ابن عبد الكريم (1978) . وعن دار الغرب الإسلامي (1982) بتحقيق ماهر جرار.

(6)

الغنية: 97 - 98 (ابن عبد الكريم) .

ص: 801

ومجموعاتي، فقد تعين بحكم الحاكم (1) علي، ومدكم أيدي الرغبات إليّ، أن أنصّ لكم من ذلك على عيون، وأخص أوراقي بما لعله يفي بالمضنون، وأحيل على فهارس الأشياخ على العموم، في سائر أنواع العلوم، وأسمي أشياخي الذين أخذت عنهم قراءة وسماعاً ومناولة وإجازة، ومن كتب إليّ ولم ألقه، وذكرت في خبر كل واحد منهم ما يعطي الحال وفقه، من الاختصار والإيجاز، بحكم ما أدت إليه الحال من الرحلة والانحفاز، وذكرت أثناء ذلك أسماء جلة من لقيتهم وجالستهم وذاكرتهم ولم أروِ عنهم أو سمعت منهم اليسير، إما لقاطع قطع أو لسبب منع، أو لأنهم لم يكونوا أصحاب رواية، ولا أهل إتقان لما رووا ودراية "، ابتدأ بمن اسمه محمد منهم، واصطلاحه فيه أنه يذكر الشيخ ونسبه وتقلبات الدهر به ومشيخته، ثم يذكر مسموعه عليه وإسناده فيه، وافتتح فيها بترجمة محمد بن عيسى التميمي من أجل شيوخ سبتة، وكلما عرض له فيها ذكرُ عليّ بن يوسف بن تاشفين وصفه بأمير المؤمنين، وختمها بترجمة يوسف بن عبد العزيز الطليطلي، وقال (2) : هذه مائة ترجمة، وقد تركت جماعة ممن لقيناهم وذاكرناهم وحضرنا مجالس نظرهم من الفقهاء والرواة ممن لم نحمل عنهم الكتب ولا الحديث اقتصاراً على ما ذكرناه، ثم أتى بإسناد نحو الخمس والعشرين من الفهارس لأهل المشرق والمغرب، وقد ذكرناها في حروفها عنه، ثم ختمها بقوله: " والله ينفعنا بما علمناه، ويجعل سعينا في ذلك فيما يرضاه، ويعصمنا بتوفيقه ويشعرنا تقواه " وختم.

ومما يرجع إليه في أسانيده كتابه الشفا فإن أحاديثه المسندة فيه أفردها بعضهم بالتأليف وهي ستون حديثاً. قال الشهاب العجمي في مشيخته: " فمن أراد رواية الكتب الستة من طريق عياض فليأخذها من كتاب الشفا أو من الجزء المذكور " ونحو ما للعجمي في ترجمة المقري من " خلاصة الأثر ".

(1) كذا ولعلها: " الحاحكم ".

(2)

الغنية: 187.

ص: 802

وقد افرد القاضي عياضاً بالتأليف ولده القاضي أبو عبد الله محمد في مجلد صغير ما أظرفه وهو عندي، ومسند افريقية محمد بن جابر الوادياشي التونسي (1) ، والمقري له " أزهار الرياض في أخبار عياض " في مجلدين ضخمين بناه على روضات ثماني أتى فيه منها بستّ وبقي عليه على ما في النسخ التي بيدنا وبتونس وغيرها الروضة السادسة والسابعة (2) فلم أجدهما في النسخ التي بأيدينا منه وكذا بيد من عرفناه، فإما لم يكتبهما المقري أو كتبهما وضاعتا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أروي كل ما للقاضي عياض من مروي ومؤلف من طرق، منها بأسانيدنا إلى ابن حوط الله عن الخطيب أبي جعفر أحمد بن علي بن حكم عنه. ح: ومن طريق ابن الزبير عن القاضي أبي عبد الله محمد بن غاز الأنصاري السبتي وعن أبي الخطاب محمد بن واجب عن أبيه أحمد بن خليل بن واجب وهو وابن غاز عن القاضي عياض. ح: وبأسانيدنا إلى ابن غازي المكناسي عن أبي عبد الله محمد السراج عن أبيه عن جده أبي زكرياء عن قاضي الجماعة أبي البركات ابن الحاج عن القاضي أبي إسحاق الغافقي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي عن القاضي أبي عبد الله بن غاز عن القاضي عياض، وهو كما ترى مسلسل بالقضاة. وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن محمد بن جابر الوادياشي عن عبد الله بن محمد بن هارون عن أبي الحسن سهل بن مالك عن أبي جعفر أحمد بن حكم الغرناطي. ح: قال الوادياشي: أخبرنا به أبو المواهب ربيع بن أبي عامر يحيى بن عبد الرحمن

(1) قال الوادياشي (برنامج: 218) جمعت قطعة جيدة تضمنت التعريف بالقاضي عياض وتواليفه وما قيل فيها، وما وقع لدي مما خاطب به الحافظ السلفي وغيره، وما وجدت له من نظم أو قيل فيه.

(2)

رغم أن " أزهار الرياض " قد اكتمل طباعة ج4، 5 على يد سعيد احمد اعراب ومحمد بن تاويت ود. عبد السلام الهراس) فأن الروضة السادسة والسابعة غير موجودتين في ما ظهر منه.

ص: 803

ابن ربيع إجازة عن الحسن بن علي الغافقي عن القاضي عياض، وبه إلى الحافظ أيضاً عن البرهان التنوخي عن الحجار عن أبي الفضل جعفر بن علي الهمذاني عن الحافظ أبي طاهر السلفي عن عياض، قال الشيخ عابد إثر ذكر بعض هذه الأسانيد في حرف الشين من " حصر الشارد ":" وأروي جميع الكتب الستة وكتب الأحاديث المسندة والمعاجم والأجزاء من طريقه بهذه الأسانيد وأسانيده إلى مصنفها مشهورة " اه.

تنبيه: قال الأديب أبو عبد الله محمد الأمين الصحراوي نزيل مراكش في كتابه " المجد الطارف والتالد ": " مقام عياض مثل مقام البخاري والأيمة الأربعة، فهم حملة الشريعة وعلومهم التي يبثون في صدور الرجال بالتلقين أو التأليف هي أورادهم والوسيلة التي بينهم وبين الله، وذلك أجلّ الأوراد وأجدرها نفعاً وأبقى للثواب بعد المدد البعيدة، ذبو عن الشريعة بسيوف علومهم، فبقيت علومهم خالدة تالدة إلى الأبد، وكم من ولي لله كان معهم وبعدهم بكثير كان له تلاميذ وأوراد وانقطعت تلك الأوراد وباد المريدون بمرور الأزمنة ولم يبق النفع إلاّ بذكرٍ إن بقي، وأيمة العلم المذكورون لا زالوا بعلومهم كأنهم أحياء، وكل من استفاد مسألة علمية من كتبهم فهم أشياخه إلى يوم القيامة. وانظر إلى عياض فلا ترى تأليفاً معتبراً من تواليف أهل الحديث ولا أصحاب السير والفقهاء إلاّ وجدته مشحوناً بكلامه، مع أنه لم يرتحل إلى المشرق. ولا يضرّ منصبه كون صاحب " التشوف " لم يذكره من رجال التصوف مع أنه أقدم وفاة من جميع من ذكر فيه، ووجه العذر أنه التزم فيه ذكر الزهاد العباد أي الذين انقطعوا لذلك (انظر بقية كلامه فيه ص 243 من نسختنا) قلت: صدر ابن صعد في " النجم الثاقب " ترجمة عياض بقوله فيه: " كان عمدة أولياء الله بالبلاد المغربية، وممن أجمع على فضله وعلمه علماء الفقه وأكابر الصوفية " اه.

ص: 804

عيدروس الحبشي: هو عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي (انظر عقد اليواقيت الجوهرية له)(1) .

447 -

عيد النُّمْرُسي (2) : هو عيد بن علي النمرسي، قال الشرقاوي في " شرح التجريد " بضم النون والراء بينهما ميم ساكنة اهـ الشافعي الأزهري المتوفى بالمدينة سنة 1140، يروي عامة عن البصري والنخلي والشمس محمد البرزنجي وعلي بن خليل الجزائري ومحمد الشرنبلالي ومحمد بن قاسم البقري ومنصور المنوفي وأحمد البشبيشي وأحمد السندوبي وأحمد النفراوي وعبيد الديوي وغيرهم.

له ثبت بناه على إجازته للشمس الحفني في نحو كراسة، أتمه بتاريخ 1136، ذكر فيه سند حديث الأولية عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري بشرطه وأسانيد الستة وبعض كتب الحديث والتفسير عمن ذكر قبل، وأحال في آخره على ثبتي البصري والنخلي وشيخهما ابن سليمان الرداني، وهو عندي.

نرويه وكل ما للمؤلف من طريق الشمس الحفني عنه. ح: وأخبرنا به السكري عن الحلبي عن العقاد عن عبد الرحمن الفتني عنه. ح: وأعلى من ذلك عن المعمر نور الحسنين ابن المنلا محمد مبين الأنصاري الحيدرأبادي كتابة من الهند عن قاضي مكة عبد الحفيض بن درويش العجيمي المكي عن الشيخ محمد طاهر سنبل المكي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ عابد السندي عن محمد طاهر سنبل المذكور عنه أيضاً.

448 -

عيسى الرعيني (3) : هو عيسى بن سليمان الرعيني، يكنى أبا محمد

(1) انظر رقم: 460 في ما يلي.

(2)

ترجمته في سلك الدرر 273:3.

(3)

ترجمة عيسى الرعيني في صلة الصلة: 51 والتكملة رقم: 1929.

ص: 805

الرندي، أصله من رندة وسكن مالقة، كان من أهل الاعتناء بالرواية والتقييد والاسناد، روى بالأندلس عن جماعة، وحج وأخذ في رحلته عن أصحاب أبي الوقت وسكن دمشق وأخذ عن الشيوخ ودام مقامه هناك 23 سنة. وكان ضابطاً لما رواه مقيداً متقناً عارفاً بالرجال والأسانيد ناقداً فاضلاً بارع الخط حسن التقييد وألف كتاباً في الصحابة عندي بعضه، ومعجم أشياخه، وجلب كثيراً من الكتب التي لم تكن وصلت المغرب والأندلس، ومات سنة 632. نروي ما له من طريق ابن مرزوق الخطيب عن المحدث أبي عبد عبد الله الطنجالي عنه.

449 -

عيسى الثعالبي (1) : هو عيسى بن محمد بن أحمد بن عامر بن عياد الثعالبي، قال في " المنح البادية ":" من وطن الثعالبة قومه، وهم من عمالة الجزائر، وعشيرته ينتسبون إلى جعفر بن أبي طالب " اه. وفي " تاج العروس ": " وهو منسوب إلى موضع بالمغرب يسمى آية ثعالب " اه. الجزائري أصلاً، المكي هجرة ومدفناً، مات بها سنة 1082 على ما في أول " أنجح المساعي " أو ثمانين على ما في " نشر المثاني " نقلاً عن فهرسة أبي محمد الطيب الفاسي وهو الذي في " تاج العروس " أيضاً. وفي " الزهر الباسم في كلام أبي سالم " لأبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي سالم العياشي في حق المترجم:" المتوفى ضحى يوم الأربعاء 24 من رجب عام ثمانين، ودفن آخر النهار بالحجون من المصلى في دكة فوق مقبرة ابن عراق " اه.

هو مسند الحجاز والمغرب، والنادرة الفذ الذي كان حاله عن قوة العارضة واتساع الرواية يعرب، بحيث لا يعلم في ذلك العصر أعلم منه بهذا الشأن، ولا أكثر اطلاعاً ولا أتقن معرفة / مع التوسع في العلوم الأخرى

(1) تقدمت ترجمته تحت رقم: 152 (ص: 500) وانظر أيضاً رقم: 184، 196 وترجمته في تعريف الخلف مأخوذة عن نشر المثاني، ويضاف إلى مصادر ترجمته رحلة الناصري الدرعي 209:1.

ص: 806

والدين المتين والتصون والرفعة. حلاه صاحب " المشرع الروي " ب " خاتمة الحفاظ وفارس المعاني والألفاظ " اه. وقال فيه الزبادي في رحلته " هو مسند الدنيا في زمانه "، اه. وقال عنه أبو سالم العياشي في رحلته (1) :

" عكف في آخر أمره على سماع الحديث وإسماعه، فجمع من الطرق العوالي والأسانيد الغريبة والفوائد العجيبة ما لم يجمع غيره، وكتب الكثير وسمع وأسمع من المسانيد والمعاجم والأجزاء ما لم يتفق لغيره مثل ذلك ولا قريب منه لأهل عصره " وقال أيضاً بعد ذلك (2) : " قرأ من الأجزاء الحديثية والمسانيد الغريبة ما صار به فرد وقته في رواية الحديث، وأعطي القبول التام عند المشايخ وأصحابهم بحيث لا يبخلون عليه بشيء (3) ولا يضجرون منه عند إرادة سماع، وقد أخبرني أن شيخنا الأجهوري مع أخذ الكبر منه غايته وضجره من طنين الذباب في أغلب الأوقات كان إذا دخل عليه يبتدئه قبل أن يطلب منه السماع فيقول له: شنف الأسماعَ، علماً منه أنه لا يأتي إلاّ لسماع حديث أو رواية غريبة، وما دخل على أحد قط من المشايخ فيخرج إلاّ بفائدة له وللحاضرين، ولو قيل إن مشايخه كانوا يستفيدون منه أكثر مما يستفيد منهم لم يبعد، لأن غالب استفادته منهم إنما هي الرواية وهم يستفيدون منه في درايته وتحقيق معانيه. وقد أخبرني أن الشيخ البابلي كان يقول له: ما وصل إلينا من المغرب أحفظ من الشيخ المقّري ولا أذكر منك فأقول له: يا سيدي إنما تقول ذلك لإنصافك " اه. وقال بعد ذلك أيضاً (4) : " لما استقر بمكة واستوطنها تفرغ لنشر ما جمع ونشر ما كتب وإقراء ما قرأ ولإسماع ما سمع، وجمع من عوالي السند وغرائب المسلسلات ونوادر التواريخ ما تقاصر عن أدناه همم أهل زمانه، وتتبع الخزائن الكبار بمصر

(1) رحلة العياشي 126:2.

(2)

رحلة العياشي: 128:2.

(3)

الرحلة: بكتاب.

(4)

رحلة العياشي: 132:2.

ص: 807

والحجاز فاستخرج منها غرائب المصنفات، وقيد الكثير منها وانتقى الثنائيات والثلاثيات والرباعيات من الأحاديث وما فوق ذلك إلى العشاريات، من كثير من المصنفات أعلى ما فيه، وضبط من الأسماء والأنساب ما قلَّ أن يوجد عند غيره، وأظهر من طرق الرواية ما كان خفياً، وبالجملة فهو نادرة الوقت ومسند الزمان، ولما علمت أني وإن اجتهدت فوق طاقتي وطفت ما عسى أن أطوف على المشايخ لا يمكنني أن أجمع ما جمع ولا أن أحصل من النفائس ما حصل رأيت أنه قد كفاني المثونة وأن الله قد جمع له ما كان مفرقاً:

فرأيت كلَّ العالمين كأنما

ردَّ الإلهُ نفوسَهُمْ والأعصُرا اه. كلامه في الرحلة. وقال فيه أبو سالم أيضاً في الخطبة التي جعلها لكتابه " كنز الرواية "(1) : " المبعوث في آخر الزمان لتجديد معالم الإيمان، المرجو من الله حياته في عافية، إلى رأس المائة الآتية، ليكون من خير فئة، المجددين في كل مائة، فيحسن أن يقتبس له بالإشارة، على سبيل البشارة، من صريح العبارة، في قول خير من ركب العيس: لا مهديّ إلاّ عيسى " اه. انظر بقيتها في الرحلة وأول الكنز، وفيه كفاية في ترجمة الرجل.

وكانت رحلة المترجم من الجزائر إلى مصر في حدود 1066، واستجاز لتلميذه البرهان إبراهيم بن عبد الرحيم الخياري المدني من كل من لقي من كبار العلماء الموجودين إذ ذاك في القاهرة كما كان يفعل أبو سالم أيضاً مع رفقائه المغاربة والمشارقة، وقبلهم الشيخ زروق وغيره. نروي كل ما لأبي مهدي الثعالبي من طريق العياشي والكوراني والعجيمي والرداني والبصري

(1) يسميه العياشي " كنز الرواة " والخطبة التي وضعها العياشي لهذا الكتاب قد أوردها في رحلته 133:2 - 137.

ص: 808

والنخلي وأحمد ابن الحاج وبردلة وغيرهم، كلهم عنه، وفهارسه ذكرت في حروفها (انظر الكنز والمقاليد والمنح)(1) .

450 -

العاني (2) : هو العلاّمة المدقق الوليد الرباني الشيخ محيي الدين بن محمد بن الشيخ أحمد العاني الحسيني الدمشقي، غالب قراءته على والده الشيخ أبي عبد الله محمد وأجازه، وهو عن والده الشيخ محمد، عن والده الشهاب أحمد العاني، عن القطب الشيخ عبد الغني النابلسي بأسانيده. له ثبت ذكره له تلميذه بركة دمشق شيخنا الشيخ محمد سعيد الحبال الدمشقي في إجازته لنا ذاكراً أنه يرويه عنه.

451 -

العبدري (3) : هو العلاّمة الأديب المحدث المسند الناقد الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مسعود العبدري الحيحي المعروف فيها (حاحة) بأبي البركات، وعليه بها اليوم مشهد عظيم ومدرسة مقصودة. أروي فهرسته من طريق أبي القاسم ابن رضوان الكاتب عنه، ومن طريق أبي زكرياء السراج عن أبي عبد الله ابن حياتي الغافقي عنه، حسب إجازته له ما تصح روايته له إذا ثبت ذلك عنده، كما في ترجمة ابن حياتي من فهرسة السراج، وهو يروي كما في رحلته البديعة عن ابن الدباغ والدمياطي وابن هارون القرطبي التونسي. وقد استوعب مروياته عنهم في رحلته، وهي عندي في مجلد من أنفس ما كتبه المغاربة قلماً وشجاعة ونقداً واتساع رواية، وبالجملة فهي رحلة جامعة، وقد اختصرها ابن قنفذ صاحب الوفيات.

(1) رقم: 152، 196،201.

(2)

ترجمته في حلية البشر 1487:3 وذكر انه ولد سنة 1221 وتوفي بدمشق سنة 1290.

(3)

انظر مقدمة الرحلة بتحقيق محمد الفاسي (الرباط 1968) وجذوة الاقتباس: 286 وشجرة النور: 217 والزركلي 260:7.

ص: 809

452 -

العجمي (1) : هو الإمام مسند الديار المصرية الشهاب أحمد بن القاضي شهاب الدين أحمد بن محمد الشهير بالعجمي الشافعي الأزهري صاحب المشيخة، وقد سبق ذكره في حرف

الألف. له جزء صغير لطيف في نحو كراسة ذكر فيه سنده في حديث الأولية من طريق شيخيه أبي الحسن علي الأجهوري وسري الدين الدروري الحنفي، الأول من طريق الحلبيين كما سبق في ترجمته، والثاني عن الجمال يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري، ثم سنده في الأحاديث العشاريات السيوطية عن الأجهوري والمعمر جلال الدين المحلي، كلاهما عن النور علي القرافي عن السيوطي إجازة، ثم ساق عشاريات السيوطي المذكورة وشرح غريبها وتكلم على أسانيدها. وللعجمي المذكور أيضاً شرح على ثلاثيات البخاري وقفت عليه في مكتبة جامع الزيتونة بتونس، وله ملخص الفهرس الصغير للسيوطي وهو موجود بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 122. نرويه وكل ما به بأسانيدنا إليه (وقد سبقت في أحمد العجمي انظرها) وقد وقعت لي نسخة من الجزء المذكور بخط العلاّمة أبي العباس أحمد بن إبراهيم الدكالي الفاسي حسب روايته له عن ولد مؤلفه مسند مصر الشيخ أبي العز محمد العجمي عن أبيه.

453 -

العجيمي (2) : المتوفى بالطائف عام 1113، هو أبو الأسرار حسن بن علي بن محمد بن عمر العجيمي المكي الدار، مسند الحجاز على الحقيقة لا المجاز، الفقيه الصوفي المحدث العارف، أحد من رفع الله به منار الحديث والرواية في القرن الحادي عشر وأول الثاني، تعاطى هذه الصناعة بتلهف فصار قطب رحاها وعليه مدارها. قال عنه أبو سالم العياشي في رحلته (3) : " جد في طلب علم الحديث كلَّ الجد، وبلغ في الاعتناء به غاية (4) الحد،

(1) مرت ترجمة أحمد العجمي تحت رقم: 6 (ص: 115) .

(2)

انظر ما تقدم رقم: 68، 132، 155.

(3)

رحلة العياشي 213:2.

(4)

الرحلة: منتهى.

ص: 810

ولازم شيخنا أبا مهدي الثعالبي فسمع منه الكثير، وروى عنه غالب مروياته، ولا يقدم أحدٌ من علماء الآفاق على الحرمين الشرفين إلاّ جدَّ في لقائه والأخذ عنه، ورُزق في ذلك سعادة وإقبالاً من المشايخ فكثرت بذلك مروياته واتسعت مسموعاته " اه. مع أن المترجم عاش بعد شهادة أبي سالم فيه بما ذكر نحو الأربعين سنة. وقد قال عنه أيضاً تلميذه أبو طاهر الكوراني:" كان له قوة على طول المجلس بحيث كنا نجلس للقراءة عقب شروق الشمس ويستمر إلى قبيل العصر لا يقوم إلاّ لصلاة الظهر " اه. وذكر أنه قرأ عليه الموطأ في أحد عشر مجلساً.

روى عن أكابر علماء عصره بالشام والمغرب والحجاز والهند واليمن ومصر، كابني عبد القادر الطبري: علي وزين العابدين، وبناته: قريش وزين الشرف ومباركة، ذكر أخذه عن الأخيرتين الحافظ الزبيدي في " العقد ". ومن شيوخ العجيمي أيضاً علي بن أبي بكر الجمال الأنصاري المكي وأبو مهدي الثعالبي والقشاشي، وهو شيخ سلوكه وإليه ينتسب، والكوراني ومسند الشام محمد بن بدر الدين البلباني والعياشي، وتدبجا، ومحمد بن كمال الدين بن حمزة بن النقيب ومسند اليمن الشهاب أحمد بن العجل الزبيدي وولده موسى والشمس محمد الشوبري وعبد الرحيم الخاص وعلي بن الديبع وإبراهيم جعمان اليمني وعلي الشبراملسي والنجم الغزي والشهاب الخفاجي وعلي الأجهوري وابن علان الصديقي وعبد القادر الصفوري وأحمد بن البنا الدمياطي وإبراهيم الميموني وعبد القادر الفاسي وابن سليمان الرداني ومحمد بن سعيد المرغتي ومحمد بن المرابط الدلائي ومحمد بن محمد بن سودة وعبد الوهاب ابن العربي الفاسي ومحمد بن أحمد الفاسي والمعمر علي بن أحمد بن البغال الغمري الأنصاري المكي وعبد السلام اللقاني وإبراهيم بن حسين بيري المكي وعبد الوهاب بن الشيخ عبد الرحمن الاسلامبولي المعروف بعرب زاده ومحمد حسين الخاني النقشبندي وعلي باحاج اليمني وأحمد بن محمد الحموي وعبد الغني

ص: 811

النابلسي، وتدبجا، ومفتي مكة محمد صادق بادشاه وأحمد سعيد اللاهوري والمعمر عاشور التونسي ويحيى الشاوي وأحمد المالكي القرشي ومحمد السروري وعبد الفتاح الخاص، وغيرهم ممن حوته رسائله وأثباته وإجازاته وهي كثيرة (انظر كفاية المستطلع ورسالة الطرق) . وكان يروي الصحيح مسلسلاً بالمعمرين عن المعمر عبد الملك بن عبد اللطيف بن عبد الملك العباسي والنور علي بن محمد بن مطير والشهاب أحمد بن عجيل كتابة من اليمن، ثلاثتهم عن القطب النهروالي المكي بأسانيده.

نروي ما له من طريق ابن عقيلة المكي والبديري والتاج القلعي وأبي طاهر الكوراني وغيرهم عنه. وبأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن عمر بن عقيل وابن الطيب الشركَي وعبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي وحسن بن إبراهيم الكوراني وحسن بن عبد الرحمن عيديد خمستهم عنه. وبأسانيدنا إلى الشهاب الهلالي عن أبي عبد الله محمد بن حسن العجيمي عن أبيه المترجم. ح: وأنا النور حسين بن محمد الحبشي ومحمد بن سالم السري باهارون التريمي والقاضي حسين السبعي عن الشمس محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن علي العمراني عن أحمد بن محمد قاطن الصنعاني عن أحمد بن عبد الرحمن الشامي عن محمد بن حسن العجيمي عن أبيه ما له. ح: وأنا البدر عبد الله السكري عن سعيد الحلبي عن إسماعيل المواهبي الحلبي عن حسين بن عبد الشكور الطائفي عن محمد بن حسين العجيمي عن والده المترجم. وأعلى ما بيننا وبينه أربعة: وذلك عن السكري والحبال، كلاهما عن الكزبري عن الرحمتي عن الجنيني عنه. ح: وعن حسين بن محمد الحبشي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول عن أبي الفتح بن محمد العجيمي عن أبيه عنه، وهو مسلسل بالآباء كما رأيت. وعن المعمر نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرأبادي عن القاضي عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي عن طاهر سنبل عن محمد عارف جمل الفتني عن العجيمي، ويروي القاضي عبد الحفيظ أيضاً عن محمد هاشم بن

ص: 812

عبد الغفور السندي عن عبد القادر الصديقي المكي عنه، فبيننا وبينه فيه أربعة أيضاً، وهو عال مع متانة الرجال وعظيم قدرهم. وآخر من علمته بقي من المجازين منه في الدنيا المحدث المسند حسن بن عبد الله البخشي الحلبي المتوفى بحلب عام 1190، فإن والده المحدث الشيخ عبد الله البخشي استجاز له من المترجم وعاش بعده 79 سنة، والله أعلم.

وقد خلف العجيمي هذا ولده الشمس محمد بن حسن روى عن أبيه ما له، وأخذ عنه الهلالي وحسين بن عبد الشكور الطائفي وغيرهما، وكان لمحمد هذا ولد يعرف بأبي الفتح روى عن أبيه محمد عن جده حسن وأخذ عنه هو السيد علي الونائي وعمر بن عبد الرسول. وللعجيمي المترجم حفيد آخر هو قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش بن محمد بن حسن العجيمي المكي أجاز للشيخ السنوسي ومحمد صالح الرضوي البخاري والعربي الدمنتي، وعندي نص إجازته له، وللعلاّمة المعمر محمد حيدر بن محمد مبين الأنصاري الهندي وأولاده، ومن طريق ولده المعمر نور الحسنين نتصل به عنه عالياً.

العجلوني: هو أبو الفداء إسماعيل الجراح الدمشقي (انظر الأوائل له، وحلية أهل الفضل في حرف الألف والحاء)(1) .

454 -

العجلوني (2) : هو العلاّمة الشمس محمد بن خليل العجلوني الجعفري نزيل دمشق، ولد سنة 1060 ومات سنة 1148، أخذ بدمشق عن العلاء الحصفكي وطبقته، وبمصر عن أحمد الحموي وخليل اللقاني وطبقته. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية بمصر بخط كمال الدين الغزي ضمن مجموعة

(1) انظر ما تقدم رقم: 5 (ص: 98) ورقم: 120 (ص: 363) ويضاف الى مصادر ترجمته: سلك الدرر 259:1 وحلية البشر 160:1.

(2)

ترجمته في سلك الدرر 38:4 - 39.

ص: 813

في علم المصطلح تحت عدد 125، نتصل به من طريق ولده المذكور بعده وبه إلى السليمي عنه.

455 -

العجلوني: هو أبو الفتح محمد بن محمد بن خليل العجلوني الدمشقي المولد والوفاة، ولد الذي قبله، ولد سنة 1128 وأخذ عن والده وأجازه، ثم رحل إلى مصر فأخذ عن الملوي والحفني وطبقتهما، ومات سنة 1193. له ثبت بالمكتبة التيمورية في قسم المصطلح تحت عدد 125. نتصل بمؤلفه إجمالاً عن شيخنا السكري عن الحلبي عن العقاد عنه سماعاً.

456 -

العذري (1) : هو الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ثم الدلائي أروي فهرسته من طريق ابن خير عن علي بن موهب وأبي القاسم ابن بقي ومحمد بن سليمان النفزي كلهم عنه.

457 -

العذاري (2) : هو العالم الصالح محمد بن الحاج العذاري الشريف المساكني، ومساكن بلدة من سواحل تونس دخلتها عام 1340. نروي ثبته عن الشيخ المكي ابن عزوز عن خليفة المترجم الصالح محمد القزاح المساكني عنه، وسند العذاري هذا مذكور في فهرس العجلوني (انظر حرف الحاء) (3) .

458 -

العراقي الكبير (4) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد

(1) تكرر في الدلائي من قبل رقم: 197 (ص 197) وانظر فهرس ابن خير: 430.

(2)

ترجمة العذاري في شجرة النور: 391 (وذكر أن وفاته سنة 1281) .

(3)

انظر ما تقدم رقم: 120 (ص: 363) .

(4)

ترجمة العراقي في أنباء الغمر 276:2 والضوء اللامع 171:4 وذيل طبقات الحفاظ: 220 وغاية النهاية 382:1 ومعجم سركيس: 1317 وحسن المحاضرة 360:1 والزركلي 119:4.

ص: 814

الرحيم بن حسين العراقي، نسبة إلى عراق العرب لكون أصل أجداده منه، الأثري نسبة إلى الأثر، قال السخاوي:" وحسن الانتساب إليه ممن يصنف في فنونه " اه. المصري الشافعي المتوفى سنة 806. من حفاظ الإسلام، ومسندي الحجاز ومصر والشام، ولد في 9 جمادى الأولى عام 725، وعني بالفن فبرع فيه وتقدم، بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه في المعرفة كالسبكي وابن كثير والعلائي والعز ابن جماعة وغيرهم. نقل عنه الجمال الأسنوي في " المهمات " وغيرها ووصفه بحافظ العصر مع كونه من تلامذته، قال السخاوي:" وهذا وأمثاله مما يعد من مفاخر كل من الناقل والمنقول عنه " اه.

وقال عنه الحافظ ابن فهد في " طبقات الحفاظ "(1) : " حبب إليه هذا الفن فانهمك فيه وانتهت إليه رياسته في البلاد الإسلامية مع الحفظ والاتقان (2) بلا ريب ولا مرية بحيث لم يكن له في وقته نظير (3) في عصره، شهد له بالتفرد فيه عدة من حفاظ عصره، وقصد من مشارق الأرض ومغاربها، وكتب عنه جميع الأيمة، له مؤلفات في الفن بديعة ".

قال تلميذه الحافظ ابن حجر: " شرع في إملاء الحديث من سنة 79فأحيا الله به السنّة بعد أن كانت دائرة فأملى أكثر من أربعمائة مجلس، غالبها من حفظه، متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية " اه.

وقال السيوطي في " التدريب ": " كان الإملاء دَرَس بعد موتِ ابن الصلاح إلى أواخر أيام الحافظ العراقي، فافتتحه سنة 796 فأملى أربعمائة مجلس وبضعة عشر مجلساً إلى سنة موته سنة 806 " اه.

(1) ذيل طبقات الحفاظ: 227، والكتاني ينقل بايجاز وتصرف.

(2)

الذيل: مع المعرفة والإتقان والحفظ.

(3)

الذيل: لم يكن له فيه نظير.

ص: 815

قال السخاوي في " فتح المغيث ": " كان الإملاء انقطع قبل العراقي دهراً، وحاوله التاج السبكي ثم الزين العراقي حثَّه ولده الولي العراقي على إحيائه فكان يتعلل برغبة الناس عنه وعدم موقعه منهم وقلة الاعتناء به إلى أن شرح الله صدره لذلك واتفق شروعه فيه بالمدينة المنورة وبعدة أماكن من القاهرة " اه.

وترجمه الحافظ في " إنباء الغمر "(1) : فقال: " لم نر في هذا الفن أمتن منه، وعليه تخرج غالبُ أهلِ عصره، ومن أخصهم به صهره شيخنا نور الدين الهيتمي، وهو الذي درّبه وعلّمه كيفية التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب كتبه وينسبها له، وصار الهيتمي لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه، حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة " اه. منه.

وهو ممن وصف بالتحديد على رأس المائة الثامنة. ومن تآليفه: الألفية الاصطلاحية والحيثية، وقد سارت بهما الركبان في كل مكان وزمان، وشرحهما، والمستدرك على مستدرك الحاكم، والمستدرك على مستدرك الدارقطني، وشرح الترمذي جعله تكملة لشرح الحافظ ابن سيد الناس، وتخريج أحاديث الاحياء الكبير في خمس مجلدات، والصغير في مجلد وهو مطبوع سماه " المغني "، وألفية في علوم القرآن، والنكت على علوم الحديث لابن الصلاح وهي عندي عليها خطه، والأحكام الصغرى، والكبرى، ونظم اقتراح ابن دقيق العيد، وغير ذلك، وتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي. ولولده الحافظ ولي الدين أبي زرعة أحمد مؤلف في ترجمة والده سماه " تحفة الوارد في ترجمة الوالد " ذكره له صاحب " كشف الظنون "(2) .

وفي " تدريب الراوي "(3) نقلاً عن تذكرة الحافظ يوسف بن شاهين:

(1) انظر ما تقدم ص: 73.

(2)

كشف الظنون 376:1.

(3)

تدريب الراوي: 277.

ص: 816

" أربعة تعاصروا السراج ابن الملقن والسراج البلقيني والزين العراقي والنور الهيتمي، أعلمهم بالفقه ومداركه البلقيني، وأعلمهم بالحديث ومتونه العراقي، وأكثرهم تصنيفاً ابن الملقن، وأحفظهم للمتون الهيتمي " اه. وقال السخاوي في حقه: " كان منقطع القرين في فنون الحديث وصناعته، ارتحل فيه إلى البلاد النائية، وشهد له بالتفرد فيه أيمة عصره وعولوا عليه فيه، وسارت تصانيفه فيه، وهو في مجموعه كلمة إجماع " اه.

ومما له في الباب: مشيخة القاضي ناصر الدين ابن التونسي، وذيل مشيخة القاضي أبي الحرم القلانسي تخريج ابن رافع، ومشيخة لابن القاري عبد الرحمن، ومعجم اشتمل على تراجم جماعة من أهل القرن الثامن غالبهم شيوخ شيوخه وفيهم من شيوخه، وأربعون تساعية للميدومي، وأربعون عشارية ذكرت في حرفها وهي عندي، وأربعون تساعية، وعشرة ثمانية، كلاهما من رواية البياني، وأربعون بلدانية لم تكمل بقي عليه منها أربعة بلدان قرأها عليه الحافظ أبو حامد ابن ظهيرة.

نروي ما له بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر والنور الهيثمي كلاهما عنه. وبأسانيدنا إلى السيوطي عن العلم البلقيني والحافظ تقي الدين ابن فهد كلاهما عنه. وبأسانيدنا إلى عبد الرحمن الثعالبي عن أبي زرعة العراقي عن أبيه. وبأسانيدنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن الشمس الميداني عن الطيبي عن الكمال الحسيني عن أبي إسحاق ابن الباعلوني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى المنتوري عنه. ح: ومن طريق أبي زكريا يحيى السراج عنه. ح: ومن طريق القصار عن خروف عن الكمال الطويل عن شرف الدين المناوي عن الحافظ أبي زرعة العراقي عن أبيه.

تنبيه: من العلماء من عدَّ المترجم هو المجدّد على رأس المائة الثامنة، كما سبق، ومنهم من عدَّ البلقيني، قال الشهاب أحمد بن الشلبي في " إتحاف

ص: 817

الرواة بمسلسل القضاة ": " ومن العجائب أن المشايخ الثلاثة البلقيني وابن الملقن والعراقي كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن الثامن، فالبلقيني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والعراقي في معرفة الحديث وفنونه، وكل من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة.

العراقي الصغير: هو ولي الدين أحمد أبو زرعة بن الحافظ عبد الرحيم ابن الحسين (سيأتي في الواو)(1) .

459 -

العراقي الفاسي (2) : هو أبو العلاء إدريس بن محمد بن حمدون العراقي الحسيني الفاسي، فخر فاس بل المغرب، قال عن نفسه في أول كتابه " فتح البصير ":" كان يعني والده يذكر لي أن ولادتي كانت سنة عشرين ومائة وألف تقريباً، وأنه لما شرع في طلب العلم عام 1134 أولع بعلم الحديث وطلب كتبه فوقف على مثير منها " الخ، وكانت وفاته بفاس عام 1183 أو 84 عن نيف وستين سنة، وقبره الآن عن يمين محراب الزاوية الصقلية التي بالسبع لويات تحت الخزانتين الصغيرتين هناك، قبالة ضريح الشيخ أبي العباس أحمد الصقلي.

للمترجم شرح على شمائل الترمذي، وشرح الثلث الأخير من المشارق للصغاني في مجلد كبير ضخم، وشرح إحياء الميت للسيوطي، ثلاثتهم عندي بخطه، وقرض له على الأخير مشايخه ابن مبارك وابن زكري وابن سليمان، وله أيضاً تخريج أحاديث الشهاب للقضاعي، وتكميل مناهل الصفا في تخريج

(1) انظر ما يلي رقم: 631.

(2)

ترجمته في سلوة الأنفاس 282:1 وفيه إحالة على نشر المثاني، والتقاط الدرر، والدر النفيس؛ والكتاني يعتمد في هذه الترجمة على مصادر أخرى منها معجم الزبيدي والاشراف لابن الحاج.

ص: 818

أحاديث الشفا للسيوطي، ولد الدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع، وفتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير، وثلاثتهم عندي الموجود منهم بخطه، وغير ذلك من الأجوبة الحديثية والطرر المفيدة على سائر ما وقع بيده من الكتب. واختصر كما في " فتح البصير " له: كامل ابن عدي، وتاريخ الخطيب، وخرج كتاب الحضرمي في الرقائق، وهذه لم نقف عليها.

قال ابن عمه العلاّمة المحقق أبو محمد الوليد بن العربي العراقي في " التذييل المنتخب فيما لفضلاء الشعبة العراقية من المآثر وجب " في حق المترجم: " كان إماماً في علم الحديث محققاً فيه، وانفرد بذلك في وقته فكان لا يقاومه فيه أحد، واعترف له بذلك علماء زمانه وشيوخه وأقرانه، فكان يلقب بسيوطي زمانه، وقد حصل بيده من كتب هذا الفن جملة وافرة وعدة متكاثرة، وكان يستحضر ما يسأل عنه من مراتب الأحاديث غالباً مشاراً له في ذلك، ولم يكن له عند ابتداء أمره وجهة لغير ذلك من العلوم، فخلا ذهنه عنها كلها بعد أن أتقن القدر المحتاج إليه من فقه وعربية على عادة الأقدمين، وكان شيخه العلاّمة الحافظ المتبحر أبو العباس أحمد بن مبارك اللمطي يبالغ معه في تحقيق بعض مسائل الحديث، وكان يشير إلى الرجوع إليه فيه، كان الشيخ ابن المبارك يدرس كبرى الشيخ السنوسي، فجرى ذكره لبعض الأحاديث، فسأل صاحب الترجمة عمن خرجه، فذكر له على البديهة ستة طرق فقال له: لله درك لقد تعب ابن حجر ولم يخرج له إلاّ طريقين. أخبرني الثقة عن العلاّمة المحدث الأديب التاريخي أبي عبد الله محمد بن عامر التادلي أنه سمع شيخه الصدر أبا حفص عمر بن عبد الله الفاسي يقول في شأن صاحب الترجمة: انه أحفظ من ابن حجر؛ وبالسند إلى الشيخ المذكور أنه كان يقول لتلامذته في شأن صاحب الترجمة: قوموا إلى سيدي وسيدكم. وكان الشيخ الشهير أبو محمد عبد الكريم اليازغني الزهني يجيء

ص: 819

إلى باب دار صاحب الترجمة يسأله، وكذلك غير واحد من فقهاء عصره، وناهيك بهذا شرفاً. وحدثني الثقة أن شيخ شيوخنا أبا عبد الله محمد التاودي ابن سودة تنازع مع صاحب الترجمة في مسألة من علم الحديث، وانفصل المجلس بينهما على ذلك، فرأى في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم في دار، فرام أن يدخل عليه، فوجد صاحب الترجمة بواباً على تلك الدار فمنعه من ذلك، فذهب إليه من الغد وطلب منه السمح واعترف له بالفضل، وأنَّ ما قال هو الحق، وهذه رؤيا تدل على انه يذب عن الحديث " اه. باختصار.

وقال عنه شيخه أبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس في إجازته له: " انه ممن حاز قصب السبق في علم الحديث حفظاً ورواية ودراية، ووصل في ذلك إلى غاية الغاية، بحيث لم يصل إليها أحد من أهل عصرنا فيما نعلم " اه. ومن خطه نقلت:

وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي في إجازته للمترجم أيضاً: " هو في المحل الأعلى، والموضع الأعز الأجلى، حفظاً ولإتقاناً وتمييزاً لحال المتون ورواتها من الصحيح الثابت فما دونه، يكاد أن لا يشذ عنه متن إلاّ ويعرفه ويعرف الرواة من طبقات العدالة وطول الصحبة إلى ما دون ذلك " اه. ومن خطه أيضاً نقلت.

وقال عنه الحافظ أبو الفيض مرتضى الزبيدي المصري في معجمه لما ترجمه بعد أن حلاه بحافظ العصر: " اعتنى بعلم الحديث حفظاً وضبطاً رواية ودراية حتى مهر فيه، ودرس للطالبين وأفاد، وانتفع به كثيرون، وأقرأ الكتب الغريبة مع تحقيق وإتقان ومراعاة للفن، فلم يكن في وقته من يدانيه في هذا الفن حتى أشير عليه بالحفظ. ولقد حكى لي صاحبنا محمد عبد السلام ابن ناصر، وهو أحد طلبته الملازمين له، من رسوخه في الفن وحسن ضبطه وحفظه ما يقضى منه العجب، ولما قرأ " الجامع الكبير " للحافظ السيوطي

ص: 820

استدرك عليه نحو عشرة آلاف حديث كان يقيدها في طرة نسخته، بحيث لو نقل ذلك في كتاب جاء مجلداً، وشرع في شرح " الجامع الصغير " فوصل إلى مائة حديث، وتكلم على كل حديث على طريقة الحفاظ ولم يكمل، وتعليقه على الشفا والشمائل والشهاب للقضاعي في نحو ثلاثين كراساً، وتكلم مع الحافظ ابن حجر في أربعة عشر موضعاً ومع الحاكم في المستدرك، وله في التفسير كلام عالٍ، كتب على تفسير الثعلبي من أوله إلى آخره مناقشات عجيبة، وشرح ربع مجمع البحرين (ط) الذي للصغاني (1) ، نصيبه الذي أمره به السلطان في الغاية " اه.

وقال عنه نده ومعاصره ابن الطيب القادري في " نشر المثاني الكبير ": " كان مقبلاً على مطالعة كتب السير وعلوم الحديث، استغرق في ذلك مدة عمره، ودخل بيده من كتبه الغريبة والأطراف والأفراد والناسخ والمنسوخ وكتب التجريح والتعديل والضعفاء والوضاعين فضلاً عن التقاة المحتج بهم فكان يستحضر رجال تهذيب الذهبي والستة والميزان واللسان لابن حجر والكاشف للذهبي والكلاباذي وموضوعات ابن الجوزي وتاريخ الخطيب والجامع الكبير وغالب كتب الحديث، فحصل له من ذلك ما لم يحصل لغيره، وانتهى إليه السؤال عن ذلك، فكان يستحضر ما يسأل عنه ويجيب عقب فراغ السائل من غير تأمل ولا مطالعة، [سواء] كان السؤال عن حديث أو مرتبته أو عن أحوال الرجال أو مراتبهم، فكان هو المشار إليه في ذلك، ولم يكن له حال قراءته اعتناء ببعض العلوم نحو النحو والبيان والمنطق، ومع ذلك كان إذا سرد كتاباً لا يلحن في شيء، منه بل فصيح النطق قوي الدراية ولا ينطق بشيء غير مستقيم. وكان شيخنا ابن المبارك يشير إلى الرجوع إليه مع ما علم من

(1) شرح المترجم مشارق الأنوار لا مجمع البحرين (المؤلف) . (استدرك المؤلف ذلك في باب الخطأ والصواب فلم نر وجها لتغييره، لان النص منقول عن غيره) .

ص: 821

مخالفته لغيره وأجاز له غالب أهل عصره في الرواية عنهم، وله تقاييد مفيدة اشتملت على فوائد غزيرة يقصر الباع عن إدراكها لعدم وجود الكتب المنقولة منها عند غيره، مع ما اشتملت عليه من التحقيق، لو وجدتها لجمعتها ليحصل بذلك انتفاع الناس بها " اه.

وقال عنه العلاّمة المحدث المسند أبو عبد الله محمد بن محمد الصادق بن ريسون في فهرسته: " شيخنا المحدث الحافظ سيوطي زمانه وفريد عصره وأوانه، وقد انفرد بعلم الحديث في وقته " اه.

وقال عنه القاضي ابن الحاج في " الاشراف ": " العلاّمة خاتمة حفاظ الحديث بالديار المغربية، فاق أهل عصره في الصناعة الحديثية لفظاً ورواية وضبطاً وإتقاناً إلى القدم الراسخ في معرفة طرق التجريح والتعديل " اه.

أخذ المترجم عن والده والشيخ المسناوي وابن زكري وأبي الحسن علي الشدادي وميارة الصغير ومحمد الصغير الفاسي، وغيرهم من أهل فاس ومكناس، ويروي عامة عالياً عن أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي والمحدث الشهير أبي القاسم أحمد بن سليمان الأندلسي الفاسي والحافظ أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني الفاسي وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وسمع عليه من كتب الحديث ما يستغرب سماعه فضلاً عن وجوده، وضبط عليه وقيد وطبق، وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي عامة ما لهم، حسبما وقفت على إجازات جلهم له بخطوطهم، وربما استقلَّ هؤلاء من مجيزيه، ولكن هذا الذي ظفرت به، مع أن صاحب النشر قال كما سبق عنه:" أجاز له غالب أهل عصره في الرواية عنهم " اه، والله أعلم.

وله فهرس في كراريس جمع فيها له نصوص إجازاته من مشايخه

ص: 822

المذكورين مصدرة بترجمته عن كتابه " فتح البصير " وهي عندي. وقد وقفت على كثير من إجازات المترجم لكثير من أهل البوادي بالمغرب، وأما الحواضر فلا، وهذا عجيب، كأن الناس كانوا لا يظنون أن ما كان عنده علم، على أنه العلم الثمين الذي إذا نادى المنادي يوم القيامة أين العلماء لم يجبه إلاّ هو وأمثاله ومن سلك مسلكه.

ومن مميزات الحافظ العراقي عن محدثي المتأخرين تجاهره بإحياء السنن الميتة في العبادات وغيرها حاطاً من شأن ما جرى به العمل كيفما كان إذا كان يخالفها، فقد ذكر عنه تلميذه الحافظ ابن عبد السلام الناصري في " المزايا " قائلاً:" سنة القبض والرفع في المواطن الثلاثة كان محافظاً عليها شيخنا إدريس ابن محمد العراقي الفاسي، وكان يحملنا عليها أيام قراءتنا عليه، فلقد كنت القاريء عنده الموطأ بعد صلاة العصر بجامع الرصيف، وقد حانت صلاة العصر، فقال لي: إن اجتمع الناس قبل أن أفرغ من تجديد الوضوء فتقدم إماماً صلَّ بالناس، ففعلت، فأدرك الصلاة معنا مأموماً، فلما سلم وفرغ من راتبة المغرب سلمت عليه، وقال لي: لم لم أرك قبضت ورفعت في الثلاث ما صليت خلفك، من شدة ما كان يحضنا على إحياء هاتين السنتين " اه.

نتصل بالحافظ المذكور في كل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي والحافظ ابن عبد السلام الناصري، مراسلة للأول قال في " معجمه الأكبر ":" أرسلت إليه الاستدعاء في سنة 1182 صحبة الركب الشريف، وعاد إليّ الخبر من حامل الاستدعاء ثاني عام أن المترجم قد أجاز لفظاً ولم يمكنه أن يكتب خطه لأعذار شغلته " اه، وإجازة وسماعاً للثاني. وقفت على إجازته العامة للثاني في مجموع إجازاته بمراكش. ح: ومن طريق الحضيكَي عنه أيضاً عامة، وعندي إجازته له بخطه في كناشة. ونتصل به مسلسلاً بالمحدثين عن الشيخ فالح المدني، ولم نأخذ في المشرق عن أعلى منه رتبة في الحديث علوّ إسناد ومعرفة وإتقاناً وتدويناً في فقهه عن الحافظ محمد بن علي

ص: 823

السنوسي، وكان إمام الحديث وأهله علماً وعملاً ورواية عصره، وهو عن خاتمة الحفاظ بالمغرب محمد بن عبد السلام الناصري عن المترجم، رحمه الله ونفع به آمين. ونتصل به في علم الحديث إجمالاً عن المعمر الناسك أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الصقلي الحسيني إجازةً، المتوفى بفاس عام 1322 عن قريب من المائة، عن والده الفقيه الصالح أبي العباس أحمد، عن والده العالم المحدث الصالح أبي عبد الله محمد بن أحمد، عن المترجم، وكان خصيصاً به. ح: وعن الشيخ الوالد وغيره عن شيخه وعمدته في الحديث بالمغرب أبي العباس أحمد بن أحمد البناني الفاسي عن عمدته فيه أبي محمد الوليد ابن العربي العراقي الحسيني الفاسي عن أبي العلاء إدريس ابن زيان العراقي عن أبيه عنه، وهو عمدته فيه، وهذه السلسلة هي معتمد أهل فاس ومن أخذ عنهم علوم الحديث والسنّة، وما أحسنها لو ثبتت إجازة أبي العلاء المترجم لأبي محمد زيان، وإجازة أبي محمد زيان المذكور لولده أبي العلاء، وإجازة أبي العلاء لأبي محمد الوليد بن العربي، رحمهم الله، وهكذا القول في السلسلة التي قبله من طريق الصقليين، فما أعلاها لو تحقق اتصالها بالإجازة الجابرة لما لعله لم يسمع. ونروي سماعاً وإجازة عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي عن أبي عبد الله محمد بن حمادي المكناسي سماعاً وإجازة، عن أخيه القاضي أبي عبد الله التهامي بن حمادي المكناسي سماعاً وإجازة، عن أبي العلاء إدريس بن زيان العراقي الحسيني سماعاً وإجازة، وهو عن أبيه عن المترجم. إلاّ أنا لا نتحقق أيضاً إجازة المترجم لزيان ولا إجازة زيان لودله إدريس.

وعقب الحافظ المترجم عبد الله وعبد الرحمن وصفهما ابن الحاج في " الاشراف ": ب " الأخوين العالمين المحدثين الواعظين الناسكين، وقال: ماتا سنة 1234، اختصر الأول " الحلية " لأبي نعيم وكمل شرح والده للثلث الأخير من الصغاني، وللثاني مختصر في الصحابة والجرح والتعديل جمع فيه

ص: 824

بين الاستيعاب والميزان والإصابة " اه. قلت: وهو تخليط فإن أبا زيد عبد الرحمن العراقي له تأليف في الصحابة على استقلاله اختصر فيه " الإصابة " ولم يكمله وصل فيه إلى حرف العين، وهو عندي بخطه، وله اختصار " لسان الميزان " لابن حجر على استقلاله، وقفت عليه بخطه، في نحو 25 كراسة بخطه الدقيق، ونتصل به من طريق الشيخ السنوسي دفين جغبوب، وهو قد أخذ عنه بفاس، سمع عليه الصحيح وأجازه، ولا أدري هل أجازه والده أم لا. وأما ما نسبه من التآليف للولد الثاني أبي محمد عبد الله فصحيح، وكل من اختصار الحلية وتكميل شرح والده على الصغاني عندي بخطه، رحمه الله. وبالجملة فإن هذه الشجرة المباركة التي أصلها الحافظ أبو العلاء وفروعها عبد الله وعبد الرحمن خدموا علوم السنّة خدمة تذكر بالتأليف والنسخ والتحرير وكتابة الهوامش، ولو قيض الله من ذريتهما من وفق لنشر تصانيفهم فيها ومجموعاتهم لكان لهم بها نهاية الفخر وأشرف الذكر، وكل شيء عند الله بمقدار. ولوالد المترجم أبي عبد الله محمد شرحُ على منظومة أبي محمد عبد السلام ابن الطيب القادري في السير، عندي بعظه بخطه.

460 -

العروسي الكبير (1) : هو العلاّمة شيخ الجامع الأزهر أبو الصلاح الشهاب أحمد بن موسى بن داوود العروسي الشافعي الأزهري، ولد سنة 1133 ومات سنة 1208. قال عنه الناصري في رحلته:" له المشاركة التامة في العلوم سيما الأدب، وله قوة وداعية للتدريس ومزيد حفظ وفهم " اه.

يروي عامة عن الشهاب الملوي والشبراوي وغيرهما، ويروي حديث الأولية سماعاً بشرطه عن ابن الطيب الشركَي عن البصري بسنده، وسمع عليه الشمائل، وأخذ الطريقة عن سيدي مصطفى البكري وغيره، ومن تآليفه شرحه على نظم كتاب " التنوير في إسقاط التدبير " لشيخه الملوي.

(1) ترجمته في الجبرتي 254:2 وحلية البشر 171:1.

ص: 825

أروي ثبته عن الشيخين سعيد الموجي وبسيوني بن حسن عسل القرنشاوي، كلاهما عن مصطفى عز والشمس محمد الانبابي الشافعي، كلاهما عن الشيخ مصطفى العروسي محشي شرح الشيخ زكرياء على الرسالة القشيرية عن أبيه محمد عن أبيه أحمد العروسي. ح: ومن طريق ابن عبد السلام الناصري عنه.

461 -

العروسي الصغير (1) : هو الشمس محمد العروسي ولد الذي قبله، يروي عامة عن أبيه والأمير والشرقاوي وثعيلب الضرير، سماهم هكذا في إجازته التي كتبها لابن التهامي ابن عمرو الرباطي ورفيقه ابن عيسى، وهما عندي بتاريخ 1243. أرخ أبو حامد الدمناتي في فهرسته التي عندي بخطه وفاة المترجم بشهر ذي الحجة عام 1244. أروي ما له عن الموجي عن مصطفى عز عن مصطفى العروسي عن أبيه.

462 -

العزفي السبتي (2) : أروي فهرسته من طريق المنتوري عن أبي عمر ابن أبي سليمان عن ابن أبي الربيع عن أبي العباس أحمد بن محمد العزفي. ح: ومن طريق ابن الأحمر عن ابن الخشاب عن أبي حاتم أحمد بن أبي القاسم العزفي عن أبيه عن جده أبي العباس المذكور. ح: وبسند ابن الخشاب عن ابن منظور عنه.

463 -

العلقمي (3) : نسب له النور علي النوري الصفاقسي في ثبته والمرغتي في إجازته فهرسة ولا أدري هل يريد الشمس أو البرهان:

(1) انظر فهرست عجائب الآثار (ص: 185) .

(2)

ترجمة أبي العباس العزفي في نيل الابتهاج: 59 (بهامش الديباج) والتشوف: 391 والأعلام بمن حل مراكش 339:1 (وكانت وفاته سنة 603) .

(3)

لإبراهيم العلقمي برهان الدين وأخيه محمد شمس الدين معا ترجمة في ريحانة الألبا 77:2؛ ولإبراهيم ترجمة في الكواكب السائرة 77:3 والشذرات 433:8 ولمحمد ترجمة في الكواكب 41:2، 62:3 والشذرات 338:8 وقد اختلف في وفاة شمس الدين بين 969 و 963.

ص: 826

أما الشمس فهو محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقمي صاحب " الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير " وهو في مجلدين. قال عنه الخفاجي في " الريحانة ": " شيخ الحديث، في القديم والحديث، لم تزل سحب إفادته في رياض الفضل ذوارف، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف، قد تحل بخدمة الجلال السيوطي كمالاً، ورقي سماء المعالي فزاد جمالاً، وأما البرهان إبراهيم فللفضل خليل، وطبعه يحكيه النسيم لولا أنه عليل، له كتاب " تهذيب الروضة للنووي ". وقال الخفاجي أيضاً لما ترجم نفسه في " الريحانة " وعدَّ أشياخه (1) ومنهم العلاّمة الفهامة خاتمة حفاظ المحدثين إبراهيم العلقمي، قرأت عليه " الشفا " وأجازني به وبغيره، وشملني نظره ودعاؤه ". وقال الخفاجي أيضاً أول شرحه على الشفا: " اعلم أن سندي في هذا الكتاب وغيره من كتب الحديث سلسلة الذهب، أعلاها روايتي عن خاتمة المحدثين الشيخ إبراهيم العلقمي وهو عن أخيه الشمس العلقمي شارح " الجامع الصغير " عن الجلال السيوطي " اه.

فنروي ما للعلقمي الصغير بأسانيدنا إلى الخفاجي عنه وهو عن أخيه الشمس بأسانيدهما. ح: وبأسانيدنا إلى مولاي عبد الله بن علي بن طاهر وأبي محمد عبد الواحد الشريف المراكشي وأبي العباس ابن القاضي، ثلاثتهم عن الشمس العلقمي المذكور.

464 -

العطار (2) : هو محدث الشام أحمد بن عبيد العطار الدمشقي الشافعي، قال عنه الحافظ ابن عبد السلام الناصري في رحلته:" أمثل من رأيته في سفري من لدن خروجي من مقره " اه، وناهيك بهذه الشهادة منه بعد تطوافه في الأرض من درعة إلى مكة براً، وقال: " سألته أترفع نسبك

(1) الريحانة 328:2 - 329.

(2)

ترجمته في حلية البشر 239:1 وفيه احمد بن عبيد الله.

ص: 827

لصحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا قد توهمت فيه الشرف المصطفوي، فقال: لا يرفع نسبه إلاّ من تقدم في آبائه علم، وأنا لم يتقدم في آبائي علم، فازددت بكلامه هذا محبة لما لاح عليه من الصدق ومراقبة الله " اه. وانظره مع ما نقله الشيخ محيي الدين العطار في ثبت والده نقلاً عن عمه الشيخ حامد العطار أنه جلس على ركبته وحلف بالله العظيم أن نسبتنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الذكور صحيحة ما تخللتها نساء، وقال: حلفت كما حلف لي والدي، اه. يعني بوالده المترجم. مات رحمه الله عام 1281، ورثاه الشهاب البربير بقصيدة مطلعها:

صاحِ عّدْ فاليومَ ماتَ البخاري

مُذْ رُزِئنا بشيخنا العطّارِ يروي عامة عن الشيخ علي الكزبري وشراح البخاري الثلاثة الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وأبي الفداء العجلوني، والشهاب أحمد المنيني، وغيرهم من الدمشقيين. وأجازه من الواردين عليها: محمد بن سليمان الكردي المدني ومحمد بن محمد التافلالتي المقدسي والمحدث محمد بن محمد البخاري النابلسي، ومن مجيزيه بالمكاتبة السيد جعفر البرزنجي وعبد الرحمن الفتني الطائفي، كلاهما من الخباز، والشهاب الجوهري والملوي والشمس الحفني وأخوه يوسف وعطية الأجهوري وغيرهم من المصريين، وتدبج في مصر مع الحافظ ابن عبد السلام الناصري الدرعي، وروى حديث الأولية عالياً عن صالح الجنيني عن الشمس ابن عبد الرسول البرزنجي بأسانيده.

وللعطار المذكور ثبت صغير جلبته من دمشق، وهو من جمع الكزبري الصغير. نرويه وكل ما له من طريق صالح المدني وعمر بن عبد الرسول العطار والسيد عبد الرحمن الأهدل والشيخ شاكر العقاد وابن عابدين وعبد الرحمن الكزبري وحامد العطار وغيرهم عنه. وأعلى ما بيننا وبينه روايتنا عن الحبال والسكري كلاهما عن الكزبري عنه. ح: وعن الحبال عن الشيخ حامد

ص: 828

العطار عن أبيه المترجم. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي وحامد العطار، كلاهما عن والد الثاني. ح: وعن السكري عن سعيد الحلبي الدمشقي عنه. والمترجم ممن أجاز عامةً لأهل عصره.

465 -

العطار (1) : هو بقية السلف العالم المحدث المعتني أبو الحسن علي ابن إبراهيم بن داوود العطار الدمشقي الشافعي صاحب الشيخ محيي الدين النووي وجامع ترجمته في مجلد وقفت عليه بدمشق وعليه خطه، وترجمه الذهبي في " التذكرة " وقال: هو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي وابن أبي الخير وعدة، وكان صاحب معرفة حسنة وأجزاء وفصول خرجت له معجماً في مجلد، مات سنة 724 عن سبعين، مرض بالفالج سنين " اه. وللمترجم اختصار كتاب " نصيحة أهل الحديث " للخطيب البغدادي وهو مطبوع بالهند. أروي ما له من طريق الذهبي عنه.

466 -

العمادي (2) : هو حامد بن علي بن إبراهيم بن عماد الدين الحنفي الدمشقي، المشهور كأسلافه بالعمادي، مفتي الحنفية بدمشق، ولد بها سنة 1103، وأخذ عن أعلامها، وأجازه عامة أبو المواهب الحنبلي ومحمد بن علي الكاملي وعبد الجليل المواهبي الحنبلي وعبد الله البصري والنخلي ومحمد الاسكندري المكي، ووهبه تفسيره المنظوم في عشر مجلدات، وعبد الكريم الهندي نزيل مكة والتاج القلعي، وسمع منه حديث الأولية، ومحمد الوليدي المكي وابن عقيلة وعبد الكريم بن عبد الله الخليفتي العباسي وأبو طاهر الكوراني والعارف النابلسي وابراهيم بن أحمد بن عبد الله بري المدني وغيرهم. له مجموعة في أسانيده وإجازاته وقفت عليها بدمشق، نرويها وكل ما له عن شيخنا السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن مصطفى الرحمتي عن

(1) ترجمة العطار في الدرر الكامنة 73:3 وتذكرة الحفاظ: 1504 (والذهبي أخوه لأمه من الرضاعة) .

(2)

للعمادي ترجمة في سلك الدرر 11:2 وذكر له عدة مؤلفات.

ص: 829

حامد العمادي. ومساوٍ له عن أبي النصر الخطيب عن أبيه عن محمد بن مصطفى الرحمتي عن أبيه عنه. مات المترجم المذكور سنة 1171 بدمشق.

467 -

العمراني (1) : هو محدث صنعاء اليمن المعمر أبو عبد الله محمد ابن علي العمراني، نسبة إلى عمران بلدة باليمن بينها وبين صنعاء شمالاً مسافة يوم، وهو صاحب كتاب " فقه الحديث " المتوفى سنة 1269. يروي عن الشهاب أحمد بن محمد قاطن الصنعاني والحسن بن يحيى الكبسي وغيرهم، وهو من شايخ الشيخ السنوسي دفين واد الجغابيب من أرض طرابلس الغرب. نروي ثبته عن السيد حسين بن محمد الحبشي الباعلوي ومحمد بن سالم السري باهارون التريمي كلاهما عن المسند محمد بن ناصر الحازمي عن العمراني ثبته. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ السنوسي عنه.

468 -

العماوي: هو العلاّمة المحدث صدر المدرسين شهاب الدين أحمد بن أحمد العماوي المالكي الأزهري الدمرداشي، يروي عن الشبراملسي والخرشي والزرقاني والشبرخيتي

وإبراهيم الفيومي والزرقاني شارح الموطأ وعبد الرؤوف البشبيشي ومنصور المقدسي وأحمد النفراوي والبصري وغيرهم، وكان إماماً ثبتاً محدثاً أصولياً، تصدر في محل شيخه الشبراملسي وانتفع به الناس طبقة بعد طبقة، مات سنة 1155، وهو والد الشيخ عبد المنعم العماوي الشهير. نروي ثبته من طريق الغرياني وأحمد بن عبد الله الغربي الرباطي والحضيكَي كلهم عنه، ومن طريق الشمس الجوهري عنه، ووهم صاحب " العمدة " فذكر أن شيخ الإسلام عارف حكمت يروي عنه، وهو غير ممكن، لتقدم وفاته بنحو نصف قرن على ولادة شيخ الإسلام المذكور.

(1) ترجمته في الزركلي 191:7 (اعتماداً على نيل الوطر 289:2) وذكر أن وفاته سنة 1264.

ص: 830

469 -

العميري (1) : هو قاضي مكناس أبو القاسم بن سعيد العميري الحابري التادلي المكناسي العلاّمة الأديب القاضي العدل، حلاه القادري في " النشر الكبير " ب " عدل قضاة الزمان " ولد بمكناس سنة 1103 ومات ليلة الجمعة قبل الفجر بنحو ساعة 19 من جمادى الآخرة سنة 1178، عن خمس وسبعين سنة، أخذ عن أبيه وغيره من شيوخ فاس ومكناس، وحج صحبة خناتة بنت بكار، أم السلطان مولاي عبد الله، وبكل أسف لم يستجز هناك أحداً، نعم سمع التاج القلعي بمكة يحدث بحديث الأولية، وأجازه بعد ذلك عامة الحافظ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عام 1166 مكاتبة من الرباط والشيخ عبد الكبير بن محمد السرغيني الفاسي من فاس، بالصحيح والمرشد المعين، قال: ولا رواية لي بغير ما ذكرت. وأخذ المترجم الطريقة الناصرية عن الشيخ سيدي المعطي بن صالح الشرقي عام 1154.

له فهرسة في مجلد وسط، وهي أشبه بديوان أدبي منها بثبت، وقد اشتملت على فوائد وتراجم نفيسة، وهي عندي، وقد أجاز بها مؤلفها للعلاّمة الأديب محمد المكي بن موسى الناصري الدرعي بعد استدعائه الإجازة منه. نتصل بها عن أبي الحسن علي بن ظاهر المدني عن أحمد بن الطاهر المراكشي عن العربي بن الهاشمي الزرهوني عن محمد بن أبي القاسم الرباطي عن العميري. استفدت إجازة العميري لابن أبي القاسم المذكور من خط تلميذ الأخير محمد ابن عبد السلام الضعيف الرباطي، صاحب التاريخ الذي ظهر قريباً، في مجموعة له وقفت عليها في الرباط بخطه، انتسخ فيها بعض تآليف شيخه المذكور، وهي بمكتبة صديقنا العلاّمة شيخ الجماعة بالرباط إبي عبد الله محمد المكي بن علي البطاوري، امتع الله به. وللمترجم مؤلف في السيرة والتاريخ كالشكول، وهو في مجلد ضخم وقفت على نسخة منه بخط مؤلفه.

(1) انظر الدليل: 319.

ص: 831

470 -

العشماوي: هو الإمام المحدث الفقيه المسند المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى حجازي العشماوي الشافعي المصري، يرفع نسبه إلى مدين نجل الشيخ أبي مدين شعيب دفين تلمسان، يروي عن أبي العز محمد ابن أحمد العجمي وطبقته عالياً، وسمع على الزرقاني شارح المواهب، وبعد وفاته سمع الكتب الستة على تلميذه الشهاب أحمد بن عبد اللطيف المنزلي والشهاب أحمد الديربي وغيرهم. نروي فهرسته عن طريق الغرياني والحافظ مرتضى الزبيدي، كلاهما عنه، قال الزبيدي عن المترجم:" انفرد بعلو الاسناد وسمع منه عالياً فضلاء العصر، وكان محباً للحديث وأهله، أدركته في آخر زمن وهو مريض، فعدته في منزله وهتوفي يوم الأربعاء 18 جمادى الأولى عام 1167 " اه، وقال عنه أيضاً في " ألفية السند ":

ومنهُمُ إمامُ كلّ راوي

محمد بن أحمد العشماوي

شيخُ الحديثِ الألمعيُّ المسندُ

ذو السندِ العالي الفقيهُ الأوحدُ

أدركته في آخِرِ الأنفاسِ

وكان شيخاً باهي الأنفاس

وفزتُ بالإجازةِ الغَرّاءِ

بها عَلوتُ سُمُكَ السَّماءِ 471 العباسي: هو أحمد بن سعيد العباسي عالم قسمطينة ومحدثها، قرأ بتونس، وله رواية عن حسن الشريف وغيره، توفي سنة 1251. وله ثبت في أسانيده في الصحاح الستة جمعه له تلميذه الشيخ عبد الحميد الصائغ الحركاتي، أرويه عن السيد حسين الحبشي عن السيد عيدروس بن عمر الباعلوي عن محمد نور الإدريسي المغربي عنه.

472 -

العياشي (1) : نسبة إلى آل عياش قبيلة من البربر تتاخم بلادهم الصحراء من أحواز سجلماسة، ويقال للواحد منهم بلغتهم فلان أعياش،

(1) قد تقدم تخريج ترجمته في رقم: 16 (ص: 168) وانظر أيضاً رقم: 181.

ص: 832

قاله الشيخ المسناوي في كتابه " جهد المقل القاصر " وهو رحالة المغرب الإمام العلاّمة مسند صقعه في عصره أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي الذي قال عنه الافراني: " أحد من أحيا الله بهم طريق الرواية بعد أن كانت شمسها على أطراف النخيل، وجدّد من فنون الأثر كلَّ رسم محيل "، اه. المتوفى ضحوة يوم الجمعة 18 ذي القعدة عام 1090 بالطاعون عن 53 سنة وأشهر، لأن ولادته كانت على ما قيده بخطه سنة 1037. له فهارس (انظر الإتحاف والمسالك في حروفها) .

وهو ممن أفردت ترجمته بالتآليف، ألف فيه حفيده أبو عبد الله محمد ابن حمزة بن أبي سالم كتابه " الزهر الباسم في جملة من كلام أبي سالم "، وهو عندي في مجلد، قال فيه عن جده المترجم: " كان كلفاً بالرواية مستريحاً إليها من أثقال الدراية، علماً منه أن علو الاسناد مرغب فيه عند جميع النقاد:

بقلائِدِ الاسنادِ كُنْ متقلداً

وبقرطه متقَرَّطاً ومشَّنفا فأخذ قدس سره عن الأعلام الذين أدركهم بالغرب قليلاً، فلم يشفه ما لديهم مما يجد غليلاً، لاقتصارهم كما قال في " الاقتفاء " من الكتب على ما اشتهر، واستغنائهم عما غاب بما ظهر، دون المسلسلات والأجزاء الصغار، وعوالي الاسناد وغرائب الأخبار، ثم ارتحل إلى الحرمين الشريفين عام 1059، ثم في سنة 1064، ثم في سنة 1072 ثالثة، وفي هذه الحجة الثالثة ألف رحلته الشهيرة في مجلدين كبيرين "، اه. وهي مطبوعة بفاس قال عنها الشيخ المسناوي في " جهد المقل القاصر ": " جمة الفوائد، عذبة الموارد، غزيرة النفع جليلة القدر، جامعة من المسائل العلمية المتنوعة ما يفوت الحصر، سَلِسَةُ المساق والعبارة، مليحة التصريح والإشارة، كرحلة العلاّمة الضابط أبي عبد الله ابن رشيد الفهري المسماة بملء العيبة " اه، من جهد المقل القاصر. قلت: وعندي من " الرحلة العياشية " هذه نسخة خطية عليها تصحيح ولد

ص: 833

مؤلفها العالم الصالح. أبي محمد حمزة الذي به شهرت الآن زاويتهم فيقال لها الحمزاوية.

ولأبي سالم من التصانيف في السنة: إظهار المنة على المبشرين بالجنة يعني من الصحابة وهو عندي بخطه، وله في الأمداح النبوية الكثير كالمضريات في إصلاح الوتريات ونقل الشمس ابن الطيب الشركَي في حواشيه على القاموس عن مسند أبي مهدي الثعالبي قال: الذي جمعه له تلميذه شيخنا الراوية الرحلة أبو سالم العياشي (انظرها) . وآخر من بقي في المغاربة بالمشرق ممن كان يروي عن المترجم الشمس محمد بن الطيب الشركَي الفاسي ثم المدني المتوفى سنة 1170، شملته إجازة أبي سالم لوالده وأولاده (كما سيأتي في ترجمة ابن الطيب المذكور من حرف الشين)(1) فكان يقول فيه شيخنا مع أنه إنما ولد بعده بنحو عشرين سنة. وآخر من عاش بالمغرب من الراوين عن أبي سالم المعمر الشمس ابن عبد السلام بناني المتوفى سنة 1163 بفاس، عاش بعد أبي سالم 73 سنة، وكان استجاز منه له والده أيضاً فأجاز للوالد وولده المذكور، بل أجاز أبو سالم لأهل عصره وكافة من أدرك حياته، رحمه الله. ومن الغريب أن رجلاً عاش إلى أوائل القرن المنصرم يروي عن أبي سالم العياشي بواسطة واحدة، وهو العلاّمة الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي العباس بن عبد الله بن مبارك الشرادي الزراري القضاعي دفين زاويتهم التي بقرب مراكش، رأيت في إجازته التي كتب للسلطان أبي الربيع سليمان ابن محمد العلوي وهي عامة بتاريخ 1212 روايته لفهرس أبي سالم العياشي عن والده أبي العباس قال:" حدثني عن شيخه الإمام أبي سالم العياشي كل ما احتوت عليه فهرسته المشهورة وبالأسانيد التي بها مسطورة " اه. ووالده أبو العباس الشرادي المذكور يروي أيضاً عن أبي علي اليوسي والمرسلي التمكَروتي وغيرهما، وأخذ عنه هو السلطان أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله أوراد

(1) رقم: 598 في ما يلي.

ص: 834

الشاذلية، ويروي عنه عامة المعمر أبو زكرياء يحيى بن عبد الله الجراري السوسي الذي عاش إلى أواسط القرن الثالث عشر، وهو يروي عن أبي سالم بواسطة واحدة، إن هذا لعجب عجاب، وأعجب منه وأغرب إهمال الناس له ما عدا ابن رحمون، ولله في خلقه شئون، وأغرب منه أن المهدي ولد أبي عبد الله الشرادي المذكور عاش بفاس مرحلاً مزعجاً عن وطنه وزاويتهم إلى عام 1294 ففيها مات، رحمهم الله.

473 -

العياشي (1) : هو الفقيه العالم الزاهد الورع الولي الصالح الرحال أبو عبد الله محمد العياشي ابن علي بن علي بن مرزوق بن محمد بن الحسن المعروف بالعياشي، قال في " تحفة المحبين والأحباب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب ":" نسبة إلى أل عياش قبيلة مشهورة من بربر المغرب الأقصى "، اه. وفي رحلة الزبادي أنه عرف بالعياشي لقباً لا نسباً. وقال غيره: أصله من رحامنة سوس من أولاد محمد منهم، ولذلك يقال له المحمدي نسباً ومولداً، وقال تلميذه الهاروشي: قيل في نسبه إنه من دكالة والأصح أنه لا يعرف نسبه وقد سأله مرة رجل فقال: يا سيدي من أي القبائل أنت فقال من بني تراب.

قرأ العلم بالزاوية الناصرية وبفاس وأكثر إقامته بها، سكن سنين بمدرسة الوادي بفاس، وسكن أيضاً بصفرو، وأخذ به عن العلاّمة أبي حامد العربي العدلوني ولازمه، أخذ عنه جميع الفنون المستعملة ثم انتقل إلى الحجاز فجاور بالمدينة المنورة مدة. قال في " تحفة المحبين ":" قدم إليها عام 1134، وكان رجلاً صالحاً مباركاً يعلّم الصبيان القرآن، وكانت له اليد الطولى في معرفة الطلاسم والأوفاق " اه. وقال غيره: " كان كثير الجولان في الأرض،

(1) تحفة المحبين: 367 والكتاني يعتمد أيضاً على نشر المثاني ورحلة الزبادي والمناقب المعزية وغير ذلك.

ص: 835

طولها وعرضها، ينزل البلد فإذا عرف فيه وكثر قاصدوه انتقل إلى غيره، وكان الناس في الغالب لا يعرفون من هو فقيل فيه الدالي والتلمساني والصواب الرحماني، قاله العدلوني في طبقاته ".

وله فهرسة ذكرها له في ترجمته صاحب " نشر المثاني " قائلاً: " أخذ صاحب الترجمة عن مشايخ كثيرين حسبما تضمنته فهرسته، أخبرني من رآها بمصر ولم أقف عليها "، اه. وله أيضاً الرحلة ذكرها له الزبادي في رحلته قائلاً:" إنه وقف عليها بخطه في مجلد كتبه بخزانة رواق المغاربة بالأزهر "، اه.

وشيخه هو في الطريقة أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن الولي الشهير أبي العباس أحمد بن موسى الساوري المعروف ببوفجلة الكرزازي وعن غير واحد من أهل عصره، وأخيراً انتقل لمصر ومات بها سنة 1149 على ما هو المعروف، وفي " تحفة المحبين " سنة 1148، ودفن بالقرافة إزاء قبر ابن أبي جمرة، قال في " النشر ":" أخبرني بعض الحجاج أن بينهما نحو ذراع "، اه. وقد أفرده بالترجمة العلاّمة عبد المجيد الزبادي الفاسي، انتخبها من " الرحلة المغربية " للمترجم. وفي " تحفة المحبين ":" وأعقب من الأولاد أحمد، مولده عام 1140 وهو موجود اليوم، وله ولدان عبد الله وعبد القادر "، اه.

اتصالنا به في طريق القوم عن الفقيه الناسك المعمر شيخ الزاوية الكرزازية بالصحراء سيدي بوفجلة بن محمد بن عبد الرحمن الكرزازي، لقيته بوجدة، عن ابن عمه أبي عبد الله محمد بن علي الكرزازي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الكرزازي ومحمد بن محمد بن عبد الله الكرزازي عن والده محمد بن عبد الله عن أبي الحسن علي بن حسون عن عمه عبد الرحمن بن محمد الكبير عن شقيقه محمد بن محمد عن والده محمد بن عبد الرحمن عن شيخه محمد العياشي المترجم.

ص: 836

وقد ترجم له أبو عبد الله محمد بن محمد الكرزازي في كتاب " المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية " ولخصت كلامه فيه في كتابي " الاهتزاز لأطواد كرزاز "، كما ألم بشيء من ترجمته القادري في " النشر " والعدلوني في طبقاته والأنصاري في تحفته، وترجمه أبو العلاء المنجرة في فهرسته محلياً له ب " الفقيه الصوفي الزاهد الورع الرحالة محمد العياشي الحمري " قال:" لقيته أولاً بصفرو عند ضريح أبي البركات سيدي أبي سرغين "(انظره) وترجمه أيضاً الشيخ أبو محمد عبد الله الخياط بن محمد الهروشي الفاسي التونسي في شرحه على صلواته وقال فيه: " ما رأيت ولا سمعت أعرف بأخبار الصالحين منه، ومع ذلك لا يتكلم إلاّ في مقام التوبة وشروطها وأمور البدايات وعلوم المعاملات وينفر من الغيبة كثيراً، وقال لي مرة: ما اغتبت أحداً " اه، وغيرهم.

وشيخ المترجم أبو زيد عبد الرحمن الكرزازي أخذ عن عبد الرحمن ابن أحمد القصباوي الحمزاوي عن محمد بن محمد أفراد الساوري عن شيخ الطريقة أبي العباس أحمد بن موسى صاحب كرزاز عن محمد بن عبد الرحمن السهلي عن الملياني عن زروق بأسانيده. ح: وأروي الطريقة الكرزازية عن الوالد وغيره عن أبي الحسن علي بن عبد الواحد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي الفاسي عن أبي عبد الله محمد بن علي الكرزازي المذكور بسنده إلى المترجم. وأتصل بالمترجم عالياً عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي عن محمد البهي الطندتائي عن محمد المنير عن الحفني عن محمد بن علي الأحمدي البولاقي عن المترجم.

474 -

العيثاوي (1) : هو الإمام العلاّمة المعمر الرحلة شهاب الدين أحمد

(1) ترجمته في خلاصة الأثر 369:1 ولطف السمر، الورقة: 43 (نسخة عارف حكمت) والبوريني 43:1 وقد كتبه المؤلف " العيتاوي) بالتاء باثنتين - حيثما ورد - وهو في المصادر بالثاء.

ص: 837

ابن يونس العيثاوي الدمشقي الشافعي، ولد سنة 942، وقفت على ذلك في استدعاء كتبه محمد بن محمد بن عبد المعطي البعلي المحيوي الشافعي يستدعي فيه الإجازة من العيثاوي المذكور لنفسه وللقاضي محمود العدوي الصالحي، عدد في هذا الاستدعاء أسانيده، عندي منه كراسة ذكر فيها أنه يروي عن والده بركة الشام يونس وشيخ الإسلام الشمس محمد بن علي بن طولون الحنفي الصالحي، وهو عمدته في الحديث، وعلاء الدين علي بن عماد الدين الشافعي.

ويروي العيثاوي المذكور الصحيح عن والده عن شيخ الإسلام أبي الصدق تقي الدين أبي بكر بن محمد بن محمد بن عبد الله البلاطسي الشافعي والشيخ تقي الدين يرويه عن والده ومحمد بن عبد الرحمن اللخمي الفرياني وعن شيخ الإسلام نجم الدين بن قاضي عجلون وأخيه تقي الدين والحافظ البرهان الناجي والجمال الباعوني، قال الفرياني: حدثنا شيخنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن موسى بن عيسى الأنصاري البطرني عن الحجار بأسانيده، ثم ساق أسانيد العيثاوي في بقية الستة والموطأ ومسند الشافعي وأحمد ومسند الفردوس وتفسير البغوي ومصابيحه وتفسير الثعلبي والقرطبي وترغيب المنذري وإحياء الغزالي ومؤلفات النووي وعوارف السهروردي وتبصرة ابن الجوزي.

ويروي العيثاوي المذكور عن والده وابن طولون وأحمد الطيبي والبدر الغزي والرملي والكمال ابن حمزة عن زكرياء ما له، وكانت وفاته سنة 1025 عن 84، قال المحبي:" وعمَّر حتى لم يبقَ من أقرانه في دمشق وحلب ومصر والحجاز أحد ". أروي ما للمذكور بالسند إلى الرداني عن الشمس محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي عن العيثاوي المذكور.

ص: 838

475 -

العيني (1) : هو بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى العينتابي الأصل والمولد، المصري الدار، قاضي القضاة بالديار المصرية وعالمها ومؤرخها، ولد سنة 762، ممن صنف وجمع وبرع في علوم كثيرة منها الحديث والتاريخ، وهو شارح الصحيح في عدة مجلدات، وشارح " الكلام الطيب " لابن تيمية، وشارح قطعة من سنن أبي داوود، وقطعة كبيرة من سيرة ابن هشام، وشارح " معاني الآثار " للطحاوي في اثنتي عشرة مجلدة، وكتاب طبقات الحنفية، وله معجم في مشايخه في مجلد، مات سنة 855، نروي ما له من طريق الحافظ السخاوي عنه، ولبعض أفاضل بحاثي الأتراك من أهل عصرنا تأليف سماه " تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني ".

476 -

ابن عابدين (2) : هو محمد بن عمر الشهير بابن عابدين الدمشقي الحنفي، ولد سنة 1198 ومات سنة 1252، فقيه الشام ومفتيه، صاحب التآليف العديدة، والفتاوى الجيدة والمجموعات المفيدة، وهو عند فقهاء المشرق كالرهوني عندنا في فقهاء المغرب، وله ذيل على " سلك الدرر) للمرادي، وتأليف في قصة المولد النبوي.

يروي عامة عن محمد شاكر العقاد وسعيد الحلبي والشمس الكزبري

(1) ترجمته في الضوء اللامع 131:10 والتبر المسبوك: 375 والشذرات 286:7 والجواهر المضية 165:2 والبدر الطالع 294:2 وخطط مبارك 10:6 وأعلام النبلاء 255:5 ومعجم سركيس: 1402 وبروكلمان، التاريخ 52:2 - 53 وتكملته 50:2 والزركلي 39:8.

(2)

هو محمد أمين بن عمر: له ترجمة في حلية البشر 1230:3 وروض البشر: 220 ومعجم سركيس: 150 - 154 والزركلي 267:6 (وقد ذكر الكتاني أن وفاته كانت سنة 1257 فغيرته اعتماداً على ما جاء في المصادر) وقد عدّ سركيس من مؤلفاته المطبوعة أربعين مؤلفاً.

ص: 839

والشهاب العطار وعبد القادر وإبراهيم ابني إسماعيل بن الأستاذ عبد الغني النابلسي ومحمد سعيد الحموي ومحمد صالح الزجاج والأستاذ خالد الكردي ومحمد عبد الرسول الهندي وهبة الله البعلي ومحمد نجيب القلعي. وأخذ بالمكاتبة عن الشيخ صالح الفلاني والأمير الكبير وعبد الملك القلعي المكي، وإن كان ثبته الذي جمع له لم يشتمل على إجازة الأخير له مع انها مثبوتة في ثبت الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي.

جمع المذكور ثبتاً لشيخه شاكر العقاد سماه " عقود اللآلي في الأسانيد العوالي " في جزء (انظر حرف العين)(1) وقد طبع مذيلاً بمرويات المترجم وإجازاته من مشيخته وأخباره من جمع ابن أخيه الفقيه المسند أبي الخير ابن عابدين.

اتصالنا بالمترجم في جميع مروياته من طرق، منها عن أبي الحسن علي ابن ظاهر والشيخ سليم المسوتي، كلاهما عن الشيخ عبد الغني الميداني عنه. ح: وعن أبي الخير ابن أحمد بن عابدين عن أبيه السيد أحمد وابن عمه علاء الدين والشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي ومحمد بن حسن البيطار أربعتهم عن عمه محمد أمين المذكور. ح: وأرويه عن الشيخ عبد الرزاق البيطار عن أبيه حسن وأخيه محمد بن حسن ويوسف بن بدر الدين عنه أيضاً. ح: وعن أحمد أبي الخير مرداد المكي ومحمد بن محمد المرغني الاسكندري ومحمد سعيد القعقاعي عن الشيخ جمال بن عمر المكي عنه. ح: وعن النقيب السيد عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي عن السيد علاء الدين بن عابدين عنه. ح: وعن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن الشيخ أحمد العمري مفتي العسكر العثماني عن سليم طه الشامي الشافعي عن الشيخ عبد الرحمن الحفار الشافعي عن ابن عابدين. وبأسانيدنا السابقة إلى الآلوسي وشيخ الإسلام عارف حكمت بك

(1) انظر رقم: 461 (ص: 869) .

ص: 840

كلهم عنه. فهذه اتصالاتنا به من طريق عشرة من كبار تلاميذه وهي من القوة بمكان.

وقد أدركت بحمد الله في دمشق من شارك ابن عابدين في عمدته من مشايخه وهو الشيخ سعيد الحلبي ذاك مسند الشام وشيخنا عبد الله السكري الحنفي، ولقينا في المدينة المنورة المعمر البركة الناسك الشيخ عمر بن أحمد العقاد فأجاز لي ما سمعه على ابن عابدين المذكور من فقه وحديث، ولكن لم تكن له منه إجازة خاصة.

477 -

ابن عاشر (1) : هو العلاّمة الأديب المؤرخ أبو العباس أحمد بن عاشر بن عبد الرحمن الحافي السلوي عالم سلا وواعية أخبارها، له كناشة نفيسة وعدة كتابنا بهوامش كتب الحديث عندي الكثير منها، وله تحفة الزائر في ترجمة فخر سلا أبي العباس ابن عاشر، استفدت من كناشته أنه كان يقرأ بفاس، وحضر مجالس الكماد وسيدي أحمد بن عبد الله وأبي العباس أحمد بن عبد الحي الحلبي وقال: جالسناه ودعا لنا، وأخذ أيضاً عن أبي مدين السوسي وأحمد بن ناجي وأحمد بن يعقوب ومحمد بن أحمد بن الحاج والعربي بردلة وغيرهم. وله ثبت عندي منه نحو ثلاثة كراريس، قال في أوله:" وبعد فاني أذكر في هذه الأوراق شيوخي الذين تعلمت منهم واستفدت منهم " فترجم لمحمد بن عبد السلام مرصوا وشقيقه عبد السلام وعبد السلام ابن علي المراكشي وأبي القاسم بن الحسين الغريسي المعروف بابن زايدة والقاضي أحمد بن ناجي السجلماسي والقاضي محمد السوسي المنصوري وأبي الحسن علي العكاري ومحمد بن محمد الدقاق وموسى بن راحل الدغمي وعبد السلام الرندي الفاسي وأبي سرحان مسعود جموع، وأجازه، وأبي بكر الفرجي الدكالي وابن زكري الفاسي، وأجازه، وأبي عبد الله المسناوي الدلائي،

(1) دليل مؤرخ المغرب: 196 (وهو عنده احمد بن محمد بن عاشر) .

ص: 841

وأجازه أيضاً. وأخذ الطريق عن الأخوين أبي العباس أحمد بن عبد القادر التستاوتي والعياشي، وله معهما محاورات ومخاطبات تخرج في مجلدات وعندي بعض ما كان يجري بينهما بخطهما. لم أجد به اتصالاً ولكن أتصل بجل أشياخه المذكورين حسبما يعلم بتتبع هذا الثبت. وكانت وفاة المترجم سنة 1163، وقبره بسلا معروف. ترجمه العكاري في البدور وغيره.

478 -

ابن عبد البر (1) : هو الإمام حافظ الأندلس فخر المالكية شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التآليف العديمة النظر في الإسلام، ولد سنة 368 ومات سنة 463 فعاش مائة سنة (2) . قال فيه الحافظ الذهبي في كتابه " سير النبلاء ":" علا سنده وجمع وصنف ووثق وضعّف، وسارت بتصانيفه الركبان وخضع لعلمه علماء الزمان، وكان أولاً ظاهرياً فيما قيل، ثم تحول مالكياً مع ميل بيّن إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك فإنه ممن بلغ رتبة الأيمة المجتهدين، ومن نظر مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن "، اه. وقد ترجمه الحافظ ابن كثير في " طبقات الشافعية " قال:" ولا يشك أنه مالكي المذهب، والحامل على إيراده مع الشافعية قول أبي عبد الله الحميدي: كان يميل في الفقه إلى مذهب الشافعية، ومن جملة ميله تصنيفه في الجهر بالبسملة وانتصاره لذلك "، اه. وفي الرحلة الناصرية لابن عبد السلام:" يا عجباً من غيرة الشافعية على من رأوه حافظاً في مذهب غيرهم، فهذا السبكي ترجم لابن عبد الحكم وابن دقيق العيد وغيرهم من المالكية في " طبقات الشافعية " بل وترجموا للمجتهدين الذين

(1) ترجمة أبي عمر ابن عبد البر في الصلة: 640 وبغية الملتمس (رقم:1442) وجذوة المقتبس: 344 والمطمح: 61 والمغرب 407:2 والديباج: 357 وترتيب المدارك 808:4 وتذكرة الحفاظ: 1128 وعبر الذهبي 255:3 وابن خلكان 66:7 والشذرات 314:3.

(2)

هذا خطأ، وصوابه خمس وتسعون سنة وخمسة أيام.

ص: 842

لم يتمذهبوا إلاّ بالحديث كبعض أرباب الكتب الستة كابن خزيمة وأضرابهم "، اه. وأقول: من تتبع كتب ابن عبد البر علم أنه أبعد الناس عن التقليد الأعمى والاسترسال فيه، وتحقق أنه كان يختار مع اعتماده ورجوعه لأصول مالك ومذهبه رحمه الله، وأقل نظرة يرسلها الرجل في كتاب " فضل العلم " له ير الأمر جلياً.

أروي فهرسته ومؤلفاته من طريق الحجري عن أبي الحسن ابن موهب عنه. ح: ومن طريق أبي علي الغساني عنه. ح: ومن طريق ابن أبي الأحوص عن ابن عمر خال ابن موهب عنه، وابن واجب عن ابن الفرس عن ابن عتاب عنه.

479 -

ابن عبد السلام الناصري (1) : هو الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجماع نادرة المغرب ومسنده، أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد الكبير بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي التمكَروتي، أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً.

يروي عامة عن شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، أجازه عامة سنة 1182، وتلامذته: ابن الحسن بناني أجازه عامة سنة 1182، والتاودي ابن سودة أجازه عامة سنة 1195، ومحمد بن أحمد الحضيكَي السوسي أجازه عامة سنة 1186 وغيرهم كأبي العباس أحمد بن محمد الورزازي التطواني، ومحمد بن أبي القاسم الرباطي شارح العمل أجازه عامة سنة 1198، وعن أكبر شيوخه بالمغرب في الصناعة الحديثية أبي العلاء العراقي الفاسي ولازمه وخالطه وبه تخرج، ولم تنقطع المواصلات بينهما بعد رجوعه

(1) انظر الأعلام بمن حل مراكش 189:5 والدليل: 56 - 57.

ص: 843

من فاس حتى فصل بينهما الموت. وقد وقفت على إجازات هؤلاء الشيوخ الستة له بخطوطهم في مجموعة إجازاته ما عدا الخامس، أوسعها وأنفسها إجازة العراقي، وهي عامة بتاريخ أوائل ذي القعدة عام 1182 قبل موته بسنة، ولعله آخر من عاش من أصحابه. إذ عاش الناصري بعده ستاً وخمسين سنة.

وحج المترجم سنة 1196 وأجازه في رحلته تلك جماعة كالمعمر إسماعيل ابن عبد الرحمن الفجيجي الأغواطي وقاضي قابس أبي بكر بن أحمد بن تامر المعروف بكَنونوا والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، ولعله أعلى من لقي في وجهته لأنه شارك عم أبيه أبا العباس ابن ناصر في الرواية عن البصري، والشمس محمد بن أحمد الجوهري المصري وسليمان الجمل ومحمد بن محمد النابلسي البخاري والشهاب أحمد البجيرمي والشمس محمد المنير ومحمد بن إبراهيم المصيلحي والشيخ محمد بن الست الشلبي وحسن الجداوي وأحمد بن موسى العروسي وأحمد بن عبد الوهاب السمنودي وسليمان البجيرمي وعبد الرحمن البناني ومحمد بن علي الصبان وأبي الحسن التونسي وإبراهيم النمرسي المغربي المصري وعبد القادر الأندلسي وغيرهم، جل الذين بمصر بدلالة أبي الحسن الونائي وأعظم من لقي بالمشرق وأعلم الحافظ مرتضى الزبيدي الحسني، صادف منه أكبر إقبال، وأجازه نظماً ونثراً، ووهب له عدة أسفار نادرة أخرجها من مكتبته وأعطاها له، وقد صار إلى مكتبتي بعضها والحمد لله، وأجازه جميع هؤلاء بجميع ما لهم من المرويات والمصنفات وقفت على إجازة جلهم بخطهم في كناشته، وساقها في رحلته الحجازية الكبرى وهي ممتعة في مجلدين كبيرين، استخرجت نسخة منها من خطه.

ثم تدبج في هذه الوجهة مع الشهاب العطار محدث الشام والشيخ الأمير الكبير، أجاز كل منهما له كما جازهما هو أيضاً، وقد أسند عنه الشيخ الأمير في ثبته إسناد طريقة ابن ناصر حسب رواية المترجم لها عن عم أبيه أبي يعقوب يوسف بن محمد بن ناصر ثم حج سنة 1212 ودون في هذه الوجهة

ص: 844

الثانية رحلة أخرى صغيرة، وهي عندي أيضاً، وهي نادرة الوجود، وفي هذه الوجهة وقف على نسخة الصحيح التي بخط الصدفي في طرابلس الغرب كما ساق قصتها في كتابيه " المزايا " وفي الرحلة الصغرى، وقد نقلنا كلامه فيها عنهما في ترجمة الصدفي (انظرها) (1) ورأيته في إجازته لمحمد الصادق بن ريسون يقول: إن أجل من أجازه من المغاربة الشيخ جسوس، ومن المشارقة الحافظ مرتضى الزبيدي.

للمترجم فهرسة نسبها له الأستاذ السنوسي وأبو عبد الله محمد بن قدور الزرهوني في إجازته له، وله مجموعة تضمنت استدعاءه الإجازة من مشايخه مغاربة ومشارقة، وعقبها الإجازة له بخطوطهم، وهي في مجلد تعرف بكناشة ابن عبد السلام الناصري، وقفت عليها ولخصت فوائدها وفيها درر، وله شرح على أربعين حديثاً من جمع شيخه الشمس محمد بن أحمد الجوهري المصري في ترك الظلم قال في أوله:" وهب لي الشيخ يعني الجوهري منها نسخة وكتب على ظهرها: أجزتكم بها وأرجو أن تشرحوها إذا وصلتم مع ذكر سندها ورتبتها والاقتصار على بيان المعاني مع الاختصار ما أمكن، فقلت له مشافهة: إني لست من خيل ذلك الميدان، ولا ممن يليق به أن يتجاسر على الأحاديث النبوية فيخط فيها ببنان ".

نروي ما له من رواية وتصنيف من طريق جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين أجاز لهم: كالشهاب أحمد الدمهوجي والشهاب أحمد العطار والأمير الكبير وأبي الحسن علي بن عبد البر الونائي وعبد العليم الفيومي الضرير المصري، وعلماء فاس: الشيخ الطيب ابن كيران ومسند الرباط ابن التهامي ابن عمرو الأنصاري ومسند تطوان ابن الصادق الريسوني وصالح الفلاني ومحمد بن علي السنوسي الجغبوبي، كلهم عنه علمة.

ومن طريق آخرهم نتصل به عالياً، وذلك عن الشيخ فالح المدني وغيره

(1) ص: 706 - 709.

ص: 845

عن السنوسي عنه، وهذا من أعلى الأسانيد إليه وأوثقها، وأتصل به عن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن محمد الصالح الجمني المطماطي عن الهاشمي الجمني المطماطي عن والده موسى بن عمر بن عبد اللطيف الجمني عن الأستاذ الكبير الرحلة محمد بن عبد اللطيف الجمني عنه. ح: وأروي ما له أيضاً عن المسند أبي النصر نصر الله الخطيب الدمشقي عن أبيه السيد عبد القادر بن عبد الرحيم عن أبي إسحاق إبراهيم باشا الاسكندري عن الشيخ الصالح عبد العليم الفيومي عن ابن عبد السلام. ح: وأروي عن الشيخ أبي النصر المذكور عن أبيه عن الشهاب أحمد بن علي الدمهوجي عن ابن عبد السلام بأسانيده. ح: وأروي ما لابن عبد السلام الناصري أيضاً عن شيخنا مسند الدنيا البدر عبد الله بن درويش السكري الدمشقي عن المعمر العلاّمة عبد اللطيف بن علي حمزة فتح الله البيروتي عن العلاّمة الصوفي عبد القادر الرافعي العمري الطرابلسي عن ابن عبد السلام الناصري.

وأروي ما له أيضاً عن العالم الصالح أبي محمد عبد المعطي السباعي عن القاضي أبي الحسن علي بن عبد الصادق السويري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي دفين فاس عنه، فقد وقفت على إجازة المترجم له وهي عامة مطلقة، وبخصوص " المنح البادية " بتاريخ 2 صفر عام 1216، وعندي إجازة السنوسي العامة للسويري المذكور بخطه، وإجازة السويري المذكور للسباعي. ح: وأروي ما له أيضاً عن الفقيه الخامل الناسك أبي عبد الله محمد بن علي ابن سليمان الدمنتي بمراكش، عن المعمر نحو التسعين عبد الله الوزكَتي الزناكَي من آيت باهي، عن العلاّمة المعمر نحو المائة محمد العمري التمكَروتي عنه، وكان العمري خصيصاً به وهو الذي غسله بإيصاء منه، رحمه الله. وأروي عن الدمنتي المذكور أيضاً وأبي عبد الله محمد الأمين بن أحمد بن علي ابن يوسف الناصري التمكَروتي، كلاهما عن العلاّمة المعمر محمد بن علي بن الحسين بن عبد السلام الناصري الدرعي المتوفى سنة 1334 إجازة عامة

ص: 846

أوقفني عليها الأول مؤرخة بسنة 1320، وهو يروي عن المعمر أبي الحسن علي التدغي عن ابن عبد السلام الناصري أيضاً.

مات ابن عبد السلام الناصري المذكور في صفر عام 1239، وقد أفردته بترجمة طنانة في كتابي " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد ".

وممن أجاز لهم المترجم عامة مروياته السلطان أبو الربيع سليمان بن محمد كما في فهرسته، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج ومحمد بن منصور الشفشاوني الفاسي، كما في فهرسة الكوهن، وعبد الكريم بن عبد السلام الحضري الشفشاوني الفاسي وأبو عبد الله محمد البخاري ابن الحاج بو طاهر التبزاوي الفلالي وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي والمعمر البركة محمد بن أحمد بن موسى العلمي التازي المتوفى ببني وراين عام 1225، استفدت إجازته للأربعة من كناش ابن رحمون، وشيخ القراء بالقبائل الحوزية التهامي الأوبيري الحمري كما في " إتحاف الخلّ المواطي " له، وغير هؤلاء.

وفي فهرس الكوهن إطلاق " خاتمة الحفاظ بالمغرب " على المترجم، ولا شك أن الحفظ ما دام نسبياً وعلى حسب الزمان والمكان فهو حافظ صقعه، ولم يكن في تلاميذ شيخه العراقي بالمغرب أشهر منه وأكبر سعة رواية وعلو إسناد وطول بحث وتنقيب وجمع ولقاء أهل الفن واغتباط بما عندهم، وقد ساق هو في رحلته الكبرى من إجازة شيخه أبي الفيض الزبيدي له قوله فيه:

وقد سألتُ ربنا سبحانَهْ

له على ما قَصَدَ الإعانهْ

حتى يصيرَ حافظَ الزمانِ

وعالماً بعلمهِ الربّاني وأقرب الناس إلى التسمية بالحافظ من الافريقيين بعده تلميذه الشيخ السنوسي، وقد كنت متشككاً في أخذ السنوسي عنه عامة، وإن سمعتها من

ص: 847

الشيخ فالح ودوَّن ما يقتضيها في ثبته حتى كتبت لحفيد الشيخ السنوسي وهو السيد الجليل الماجد أبو العباس أحمد الشريف ابن محمد الشريف بن الشيخ سيدي محمد بن علي السنوسي فأجابني من بلاد الأناضول ما حقق ذلك قائلاً: " وسألت حضرتكم عن إجازة الشيخ سيدي محمد بن عبد السلام ونجله للأستاذ ابن السنوسي، نعم فإن الوالد والولد كلاهما أجازه حين خرج من فاس، وقرأ عليهما في الحديث وغيره، وأجازه إجازة عامة مطلقة تامة في كل مقروء ومسموع، وإن شاء الله ترسل لكم صورة الإجازة مرة أخرى. وأخذ سيدي عن سيدي محمد بن عبد السلام القرآن الكريم بالقراءات السبع "، اه. ملخصاً من خطه من كتابه إليَّ، وبعد ذلك أرسل لي صورة إجازة المترجم المذكورة لجده وكذا إجازة ولده محمد المدني له أيضاً.

480 -

ابن عبد السلام الفاسي (1) : هو خاتمة المنفردين بتحقيق توجيه أحكام القراءات بالمغرب، العالم النحوي التصريفي الجليل أبو عبد الله محمد ابن عبد السلام بن محمد بن العربي بن يوسف بن عبد السلام الفاسي لقباً وداراً المتوفى بفاس سنة 1214 عن نحو 85 سنة، وهو آخر أعلام الشجرة الفاسية، وكتابه " المحادي في علم القراءات " أوسع ما كتبه من تأخر في هذا العلم، وهو عندي بخط مؤلفه، وعندي منه نسخة أخرى بخط تلميذه أبي عبد الله السنوسي قرأ بها عليه. وله: طبقات المقرئين وفهرسة أشياخه المعتبرين نثرية، وأخرى منظومة، وتأليف في إثبات صحبة شمهروش الجني، وهو عندي بخطه في أربع ورقات. وهو ممن أجيز من الحافظ أبي العباس أحمد ابن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، وهو آخر مشايخه، يروي في ثبته عن شيخه إمام القراءات بالمغرب أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة الفاسي صاحب الفهرسة عن والده صاحب الفهرسة أيضاً بأسانيدهم. نتصل به في

(1) ترجم له الزركلي 77:7 (اعتماداً على فهرس الفهارس وحده) وانظر سلوة الأنفاس 318:2 والدليل: 267، 425.

ص: 848

إسنادنا القرآن الكريم ورواياته عن المعمر أبي عبد الله محمد المدعو حمان بن محمد اللجائي كَنبور اللجائي، عن المحدث المقري أبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي عن المترجم. ح: وعن العالم المعمر أبي محمد سالم بن العربي الحمري الجنيدي إجازة عن الزاهد الفقيه أبي الطيب بن أبي مهدي الطواجيني وولده أبي عبد الله محمد، فالوالد عن أبي محمد عبد الله السكياطي الشيظمي، والوالد عن أبي محمد التهامي الأوبيري الحمري، كلاهما عن ابن عبد السلام الفاسي. ح: وعن المقري الصوفي الناسك العالم العابد أبي محمد عبد الملك بن عبد الكبير العلمي الفاسي عن الأستاذ أبي حامد العربي بو عياد الفاسي عن إمام القراء بفاس أبي العلاء إدريس البدراوي الفاسي عنه. ح: وعن الأستاذ المعمّر الناسك أبي محمد عبد الله ابن عبد الحفيظ التلمسّي الشيظمي عن ولي الله الأستاذ أبي عبد الله محمد ازوين الأودي عن التهامي الأوبيري عنه أيضاً.

وأروي القراءات عن المعمر الأستاذ أبي عبد الله محمد بن عبد السلام ابن حسين المزكَكلدي بفاس سنة 1319، عن شيخه الأستاذ الصالح أبي محمد عبد السلام الطويل، من مرن صوار، عن الفقيه أبي العباس أحمد التلمساني السماتي، عن ابن عبد السلام بسنده. وفي فهرسة ابن عبد السلام الفاسي المنظومة قال:

أخذتُ عن سيدنا الأمامِ

العالِم الدّراكَةِ الهمامِ

شيخ الجماعة بقطرِ فاس

الحسنيَّ عاطرِ الأنفاسِ

الحافظُ النحرير ذو الإتقان

الألمعيُّ عابد الرحمان

عن الرضا والده أبي العلا

ثم عن أبي الفدا شيخ الملا

فالشبراملسي عليّ ثمّ عن

الحلبيّ صاحبِ الهدْي الحسنْ

ص: 849

عن شمهروش صاحب الرسول

عنه عن الأمين جبرئيل

يعمهم ربهم أزكى سلامْ

مع صلاةٍ مستمرةِ الدوامْ 481 ابن عبد الله المغربي (1) : هو العلاّمة النحرير المسند الشهير أبو عبد الله محمد بن عبد الله السجلماسي أصلاً، الفاسي مولداً وتعلماً، المدني هجرة، المعروف بالمغربي المالكي. حلاه شيخه أبو العباس بن مبارك في تعريف بخطه ب " صاحبنا وكبير أهل مجلسنا الفقيه الوجيه، العلامة النزيه، الدراكة الحافظ المتبحر في علمي المنقول والمعقول، أبو عبد الله محمد بن عبد الله السجلماسي " اه. قرأ بفاس وأخذ بها وأجيز من صاحب " المنح " وسعيد العميري وغيرهما، ثم رحل إلى الحجاز سنة 1125، وأخذ به عن أبي طاهر الكوراني وعبد الله بن سالم البصري وطبقتهما، وسمع على البصري مسند أحمد في ستة وخمسين مجلساً في الروضة الشريفة النبوية، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة. له كراسة في أسانيده تلقاها عنه الشمس محمد بن سالم الحفني وكان يجيز بها عنه، نرويها وكل ما له من طريق الحفني وولده المعمر الآتي إثره والشهاب الجوهري وغيرهم عنه عامة ما له، مات بالمدينة المنورة سنة 1141.

482 -

ابن عبد الله المغربي الصغير (2) : هو المحدث الفقيه مسند عصره المعمر، محمد بن محمد بن عبد الله المغربي الأصل المدني المالكي، ولد الذي قبله، ولد سنة 1119، وصار عالم المدينة ومنارها، وشمس تلك الديار ونهارها. يروي عن والده، وشاركه في شيخه عبد الله بن سالم البصري، ولعله آخر تلاميذه في الدنيا. قال المترجم في إجازته للشيخ شاكر العقاد: " ومن أجلّ مشايخي في هذا الشأن مولانا الشيخ عبد الله بن سالم البصري، فقد أجازني بجميع مروياته عندما قرأت عليه أوائل الكتب الحديثية بمكة

(1) ترجمته في سلك الدرر 60:4.

(2)

ترجمته في حلية البشر 1240:3.

ص: 850

المكرمة، قرأتها عليه بالغيب من صدري من غير أن أنظر في كتاب ببصري، فأخذه الإعجاب إلى الغاية، ودعا لي بدعوات أرجو نفعها في البداية والنهاية "، اه. ويروي أيضاً عن الشمس محمد الدقاق الرباطي المدني وابن الطيب الشركَي، ومات بالمدينة المنورة نهار الجمعة 11 جمادى الأولى سنة 1201، وكان قد أقعد قبل موته بسنتين وأربعة أشهر، وبما ذكر من أخذه عن البصري وتأخره إلى أول القرن الثالث عشر تعلم ما في قول الحافظ الزبيدي في حق الشهاب الدمنهوري من شرح " ألفية السند " له: " هو آخر من بينه وبين الحافظ البابلي واحد "،اه فالمترجم بينه وبين البابلي واحد، بل الزبيدي نفسه بينه وبين البابلي واحد هم المعمر الزعبلي

نروي ما للمترجم من طريق صالح الفلاني وشاكر العقاد وابن عبد السلام الناصري ورفيع الدين القندهاري وزين العابدين جمل الليل المدني والشهاب أحمد بن محمد الكردي الاصطنبولي الحنفي والشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي وغيرهم كلهم عنه

بن عبد الله سقط المشرفي: (انظر حرف الميم في المشرفي)(1) .

483 -

ابن عتيق (2) : هو أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق أبي الحسن الغافقي عنه.

484 -

ابن عتاب (3) : أروي فهرسته من طريق عياض عن ابنه أبي محمد عنه.

(1) رقم: 333 في ما تقدم.

(2)

لعل المقصود هنا هو علي بن أبي بكر عتيق القرطبي وكانت وفاته سنة 559 (صلة الصلة: 96) .

(3)

ابن عتاب هو أبو عبد الله محمد بن عتاب وابنه ابو محمد عبد الرحمن أحد شيوخ القاضي عياض (توفي سنة 462) ؛ انظر الغنية: 225، 286.

ص: 851

485 -

ابن عجيل (1) : هو الإمام عالم اليمن المجمع على فضله وعرفانه أبو العباس أحمد بن موسى بن علي بن عمر بن عجيل اليمني، كان إماماً من أيمة المسلمين المنتفع بهم علماً وعملاً وجاهاً وبركة، حصل على ظهور تام بإقليم اليمن وذكرى فاخرة بما نشر من العلم، مع كمال العبادة والورع والزهد والتقلل من الدنيا إلى حد الغاية، ونفع الخلق والسعي في مصالحهم، مات 25 ربيع الأول عام 690، ودفن بقريته المعروفة ببيت الفقيه إلى الآن، ومن ذريته الفقهاء المعروفون ببني المشرع من بني عجيل. له ترجمة طنانة في " طبقات الخواص " للشهاب الشرجي وقال:" وله كتاب جمع فيه مشايخه وأسانيده في كل فن " اه وفي " حصر الشارد " أنه جمع فيه الأسانيد على اختلاف أنواعها، اه.

أرويه من طريق سليمان بن إبراهيم العلوي عن أبيه إبراهيم بن عمر عن أحمد ابن أبي الخير الشماخي عن مؤلفه.

486 -

ابن العجل (2) : بفتح العين وكسر الجيم على ما هو الصواب كما في " خلاصة الأثر " وغيرها. وفي شرح " ألفية السند " للحافظ الزبيدي: أحمد بن العجل ككتف، اه. وما في " المنح البادية " من أنه بضم العين وهم.

هو صفي الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد العجل أبو الوفاء اليمني، الإمام الضرير العارف المسند المسلك الشهير، ولد سنة 983 وتوفي سنة 1074. أخذ عن والده محمد بن العجل وأجازه، وحج فأخذ عن شيوخ الحرمين كالقاضي جار الله ابن ظهيرة والمعمر حميد بن عبد الله السندي المدني، وأجازه من علماء زبيد الصديق الخاص ومسند اليمن الطاهر ابن الحسين الأهدل خاتمة الآخذين عن ابن الديبع بالسماع، ويروي بالإجازة

(1) طبقات الخواص: 13 - 17.

(2)

ترجمة ابن العجل في خلاصة الأثر 346:1.

ص: 852

أيضاً عن الإمام بدر الدين بن الرضي الغزي الدمشقي. قال المحبي في ترجمته من الخلاصة (1) : " وروايته عن البدر الغزي غير بعيدة بأن يكون أبوه استجاز له منه بالمكاتبة، ويكون إذ ذاك سنه سنة واحدة، فإن وفاة البدر سنة 984 وولادة صاحب الترجمة سنة 983 ومسافة الطريق سنة فصح ما قلته "، اه. وشملته إجازة جماعة منهم الشيخ قطب الدين الحنفي المكي والإمام يحيى الطبري والشيخ محمد بن عبد العزيز الزمزمي والشيخ محمد النحراوي الحنفي المصري وعبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد وغيرهم، وصار مقصوداً للرواية والإرشاد وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد إلى أن مات.

ومن عواليه روايته للقرآن الكريم عن حميد السندي عن ابن حجر المكي عن محمد بن أبي الحمائل السروري عن تابعيّ معمر من الجن عن صحابيّ جني عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن عواليه روايته عن يحيى الطبري المكي عن السخاوي والسيوطي وشيخ الإسلام زكرياء وعبد الحق السنباطي وعبد العزيز بن فهد، خمستهم عن الحافظ ابن حجر، وهو علو نفيس. ويروي يحيى المذكور عن جده الإمام محب الدين أبي المعالي محمد بن أحمد الطبري عن ابن الجزري والزين المراغي وعائشة بنت عبد الهادي والإمام أبي اليمن الطبري، ويروي محمد بن عبد العزيز الزمزمي عن أبيه رضي الدين وزكرياء والسيوطي وابن حجر الهيثمي والقسطلاني والبرهان بن أبي شريف وغيرهم. نروي ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي عن عبد الله بن أحمد دائل الضرير اليمني عن عبد الخالق الصنعاني عن ابن العجل. ح: وروى الحافظ مرتضى أيضاً عن السيد مشهور بن المستريح الأهدل اليمني وعلي الرحومي الزبيدي عن عبد الله بن عبد الباقي عن ابن العجل. ح: ونروي ما له عن السكري عن الكزبري عن الزبيدي عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن ابن

(1) خلاصة الأثر: 347:1.

ص: 853

العجل إجازة لفظاً باستدعاء شيخه الشيخ علي الديبع له منه، وأمر بكتابة الإجازة فكتبها بأمره الشيخ عبد الله بن علي المزجاجي، وتوفي بعده بنحو أربعة أشهر. ح: وأخبرنا نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي عن ابن عقيلة عن أحمد بن البنا الدمياطي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى عبد القادر الصفوري الدمشقي عنه. ح: وأخبرنا الشهاب أحمد بن صالح السويدي عن الزبيدي عن ابن سنة عنه، وهذا أعلى.

487 -

ابن عجيبة (1) : العالم العارف أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة اللنجري التطواني، صاحب التفسير الشهير في أربع مجلدات ضخمة، وحاشية الجامع الصغير للسيوطي، وشرح البردة والهمزية، والأربعين حديثاً في الأصول والفروع، وطبقات الفقهاء المالكية إلى زمانه على ترتيب وجودهم، وشرح الحصن وتأليف في الأذكار النبوية، وغير ذلك.

يروي عامة عن التاودي ابن سودة ومحمد بن أحمد بنيس شارح الهمزية والشمس محمد بن علي الورزازي التطواني. وله فهرسة افتتحها بالكلام على نسبه وذكر آبائه ثم ذكر نشأته وتربيته، وفيها ذكر أن ولادته كانت سنة 1161، ثم ترجم لابتداء طلبه للعلم ثم لأسانيده في الحديث والفقه ثم لإجازات مشايخه المذكورين، ثم ترجم لذكر ما ألفه، ثم انتسابه لطريق القوم وتجرده وسياحته ومحنته، ثم سنده في طريق القوم، ثم ترجم لشهادة الاعلام له، ثم لمن أخذ عنه الطريق، وهي في نحو خمس كراريس، أتمها سنة 1224، وفيها مات عند إسفار يوم الأربعاء 7 شوال عام 1224 بالطاعون.

نتصل به إجمالاً بمجرد اللقي والتبرك عن شيخنا الأستاذ الوالد عن ولده ولي الله الفقيه المفتي المعمر الناسك المرشد سيدي الحاج عبد القادر بن أحمد

(1) اليواقيت الثمينة: 70 ومعجم سركيس: 170 (وذكر ان وفاته في حدود سنة 1226) .

ص: 854

ابن عجيبة التطواني المتوفى 6 رمضان عام 1313، بداره بمدشر الزيج من قبيلة أنجرة ودفن هناك، عن الشيخ المبارك أبي الحسن علي اللغميش خليفة المترجم عنه ولم يدرك الحاج عبد القادر الأخذ عن والده لأنه تركه ابن ستة أشهر، كما كتب لي بذلك خليفته الفقيه المسن الصوفي الناسك القاضي أبو عبد الله محمد المفضل بن الحسن ازيات الخرشفي الخمسي أصلاً، الشفشاوني داراً، السعيدي انتقالاً، نفع الله به. ونتصل بالمترجم أيضاً في رواية تفسيره من طريق الحافظ السنوسي عن غير واحد من أصحابه عنه.

488 -

ابن العربي (1) : هو الإمام القاضي مفخرة المذهب بل الإسلام أبو بكر ابن العربي المعافري الأندلسي دفين فاس، قال عنه تلميذه الحافظ ابن بشكوال:" الحافظ المتبحر ختام علماء الأندلس وآخر أيمتها وحفاظها "، وقال عنه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في " شرح بديعية البيان ":" كان أحد الحفاظ المشهورين والأيمة المعتبرين من الثقات الأثبات "، اه. ترجمته معروفة. أروي فهرسته من طريق عياض وابن خير وابن بشكوال والحجري وابن حبيش والسهيلي كلهم عنه. ح: ومن طريق ابن أبي الأحوص عن القاسم بن عمر بن عبد المجيد عن غير واحد من أصحابه كابن حبيش والسهيلي وأبي عبد الله ابن الفخار كلهم عنه.

489 -

ابن العزفي (2) : هو المحدث الجليل أبو العباس أحمد، له برنامج.

(1) ترجمة أبي بكر ابن العربي الفقيه في: الصلة: 558 والمطمح: 62 وبغية الملتمس رقم: 179 والغنية: 133 والمرقبة العليا: 105 والمغرب 249:1 والديباج: 281 وابن خلكان 296:4 وتذكرة الحفاظ: 1294 وعير الذهبي 125:4 وأزهار الرياض 262:3، 86 - 96 والنفح 25:2 والوافي 330:3 والشذرات 141:4 وجذوة الاقتباس: 160 ومقدمة العواصم من القواصم، ومقالتين لي نشرتهما بمجلة الأبحاث (بيروت 1963، 1968) .

(2)

هذا مكرر، إذ ذكر أبا العباس العزفي تحت مادة " العزفي " رقم: 462 وذكر ان له فهرسة.

ص: 855

490 -

ابن عزوز (1) : هو صديقنا الإمام العلاّمة المحدث المقري الفلكي الفرضي الصوفي المسند الشهير الشيخ أبو عبد الله سيدي محمد المكي بن ولي الله سيدي مصطفى بن العارف الكبير أبي عبد الله محمد بن عزوز البرجي النفطي مولداً التونسي تعلماً القسطنطيني هجرة ومدفناً، ولد في حدود سنة 1270، وسماه بالمكي عمه الشيخ محمد المدني بن عزوز وكنّاه بأبي طالب تيمناً بأبي طالب المكي صاحب القوت (2) وقرأ بتونس وتصدر للتدريس بها، وولي الإفتاء ببلد سكناه نفطة عام 1297 وهو ابن 26 سنة ثم قضاءها، ثم انتقل إلى السكنى بتونس سنة 1309، وفي سنة 13 انقل إلى الآستانة فبقي بها إلى أن مات بها على وظيفة معلم الحديث الشريف بدار الفنون ومدرسة الواعظين.

هذا الرجل كان مسند أفريقية ونادرتها، لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناءاً منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم والاطلاع على الخبايا والغرائب من الفنون والكتب والرحلة الواسعة وكثرة الشيوخ، إلى طيب منبت وكريم أرومة وكان كثير التهافت على جمع الفهارس وتملكها حتى حدثني بزاوية الهامل الشمس محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري الضرير عنه أنه اشترى ثبتَ السقّاط وهو في نحو الكراسين بأربعين ريالاً، وهذا بذلٌ عجيبٌ بالنسبة لحاله، وأعجب ما كان فيه الهيام بالأثر والدعاء إلى السنّة مع كونه كان شيخ طريقة ومن المطالعين على الأفكار العصرية، وهذه نادرة النوادر في زماننا هذا الذي كثر فيه الإفراط والتفريط، وقلَّ من يسلك فيه طريقَ الوسط والأخذ من كل شيء بأحسنه، عاملاً على قوله تعالى (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) وكانت وفاته رحمه الله

(1) انظر بروكلمان، التكملة 888:2 وإيضاح المكنون 60:1 والزركلي 330:7 (وفيه اعتماد على فهرس الفهارس) .

(2)

يعني كتاب " قوت القلوب ".

ص: 856

بالقسطنطينية العظمى سنة 1334، ورثاه جماعة من أدباء القطرين الجزائر وتونس بيدي بعضها.

حلاه شيخ الإسلام بمكة الشهاب دحلان في إجازته له بقوله: " قد اشتهر في الأقطار بلا شكّ ولا مين، ولا سيما في الحرمين الشريفين، بالعلم والحلم نخبة العلماء الأعيان، وخلاصة الأعيان من ذوي العرفان، سراج أفريقية، بل بدر تلك الأصقاع الغربية، الأستاذ الكامل، جامع ما تفرق من الفضائل والفواضل " الخ. وهذه الحلاة نادرة من مثل الشيخ دحلان، يعلم ذلك من تتبع حلاه في إجازته لأهل المشرق والمغرب وهي كثيرة.

وقال فيه عالم الطائف العلاّمة عبد الحفيظ القاري أثناء سؤال قدمه له:

من نرتجي للدينِ يكشفُ غُمّةً

عمّتْ على الإسلام بالإغماءِ

غير ابن عزّوز إماماً للهدى

بالحقّ يُفتي لا بأخذ رشاء

من مغربٍ في مشرقٍ يبدي السنا

في المطلعين له ضياً كذُكاء

إن كان فينا قائمٌ فهو الذي

بالعلم يرقى ذروة الجوزاء شيوخ المترجم يقرب عددهم من الثمانين، وهذه أسماء مجيزيه، منهم: 1 مجيزنا مسند الجزائر أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى وأخذ عنه أيضاً 2 السيد شيخ بن محمد بن حسين الحبشي الحضرمي، 3 شيخ الإسلام حميدة بن الخوجة التونسي، 4 العمعمر يونس وهبي أفندي قاضي العسكر التركي بالآستانة، 5 مجيزنا المعمر محمد فرهاد المدرس بها أيضاً، 6 محمد بن دلال اليمني الصنعاني، 7 المعمر أحمد أمين النويني الحسيني الشرواني، 8 أحمد دحلان، واستجازه أيضاً مكاتبة عام 1301، 9 بكري بن حامد العطار الدمشقي مكاتبة منه

ص: 857

10 -

محمد بن أبي القاسم الخلوتي شيخ زاوية الهامل ببوسعادة بالجزائر، وهو شيخ سلوكه وإليه ينتسب، 11 أحمد بن إبراهيم بن عيسى السديري النجدي المكي، 12 الأمير محمد باشا نجل الأمير عبد القادر الجزائري، 13 المعمر محمد بن العنابي الحنفي الأثري علاء الدين، 14 علي بن نعمان الآلوسي، 15 محمد بن جعفر الكتاني مراسلة من المدينة، 16 والده جعفر بن إدريس الكتاني بالإجازة العامة لأهل العصر، 17 محمد أبو خضير الدمياطي المدني، 18 محمد المكي بن الصديق الخنكَي الجزائري، 19 الحاج محمد النوري بن أبي القاسم النفطي، 20 عمر اليزيدي النفطي، 21 علي بن سلطان القنطري، 22 عبد الرحيم دليم بن محمد بن المبروك بن عزوز، 23 إبراهيم البختري قاضي توزر، 24 عبد القادر بن البغدادي المجاجي التونسي، 25 إسماعيل حقي ابن إبراهيم الزعيمي المنستيري، 26 علي رضا بن سليمان الكريدي التركي، 27 عمر أحمد الأزهري، 28 محمد البشير بن الطاهر التواتي شيخ القراء بتونس، 29 أحمد السنوسي كبير مفتي قفصة، 30 الشيخ الشاذلي بن صالح التونسي، 31 شيخنا فالح الظاهري المدني بالعامة لأهل العصر، 32 محمد القزاح الشريف المساكني التونسي، 33 أحمد بن علي النفطي، 34 شيخنا عبد الجليل برادة، 35 مجيزنا علي بن ظاهر المدني، 36 محمد الربيع بن مبارك البلقيشي الجزائري، 37 والده الشيخ مصطفى بن عزوز، 38 علي بن عثمان، 39 محمد صالح بن محيي الدين الصوفي الادقي، 40 علي بن الحفاف مفتي الجزائر أجازه قبل موته بيوم، 41 محمد بن القزادري الجزائري، 42 علي بن عبد الرحمن خوجة الجزائري جده لأمه، 43 الشيخ ابن أبي القاسم الديسي الجزائري، 44 محمد الشريف التونسي، 45 محمد العربي بن محمد التارزي بن عزوز، 46 شيخنا حسين بن محمد الحبشي المكي مكاتبة منها، 47 ومجيزنا عمر بن الشيخ

ص: 858

التونسي، 48 محمد النجار المفتي المالكي التونسي، 49 وشيخنا سالم بو حاجب التونسي، 50 أحمد العمري مفتي العسكر العثماني في أسكودار من الآستانة، 51 مجيزنا أبو الخير محمد أحمد بن عابدين الدمشقي مكاتبة منها، 52 محمد الصالح بن محمد الجمني قاضي نفزاوة من بلاد الجريد التونسي، 53 محمد نور أمين الفتوى بالآستانة، 54 مجيزنا يوسف النبهاني مكاتبة، 55 عمر بن مصطفى بويراز الجزائري ثم التونسي، 56 محمد شكري بن حسين الأنفروي، 57 وشيخنا الأستاذ الوالد أجاز له باستدعائي له منه، 58 مجيزنا عالم مراكش محمد بن إبراهيم السباعي استجزته له عام 1331، 59 الشيخ عمر الطيبي الشريف المالكي رأيته أسند عنه في بعض إجازاته ثبت الأمير حسب روايته له عن الإمام، 60 محمد المرزوقي مفتي مكة عن الأمير فهرسته، 61 والشيخ محمد المكي المرزوقي رأيته أسند عنه أيضاً في بعذ إجازاته ثبت الأمير حسب روايته له عن ابن عم المترجم الشيخ محمد المدني ابن عزوز عن الشيخ مصطفى بن الكبابطي عن علي بن الأمين عن الأمير، ولإهمال المترجم سياق هذا السند والذي قبله في " عمدة الأثبات " أثبته هنا، 62 ومحمد بن عثمان بن محمد أحمد الكبير الطرابلسي الأصل الاسكندري داراً وقراراً، 63 وشيخنا الشيخ محمد الطيب بن محمد النيفر التونسي، 64 ومحمد السقاط التونسي أخذ عنه صلاة البرهان الرياحي عنه 65 وعلي بن صابر الوادي أخذ عنه صلوات ابن ملوكة التونسي عنه، ورأيت بخطه في طنجة استدعاءه الإجازة من عبد الله بن إدريس السنوسي عنده، وبمازونة استدعاءه الإجازة من عالمها الشيخ أبي راس المازوني، ولا أدري هل حصل عليهما منهما أم لا.

وهذه الكثرة نادرة عن المتأخرين. وقد شاركته في نحو الخمسة عشر منهم وهم: علي بن موسى والخال وولده وفالح الظاهري وبرادة وابن

ص: 859

ظاهر والسيد الحبشي الكبير وابن عابدين وعمر بن الشيخ وبوحاجب والنبهاني والوالد والنيفر والسباعي وفرهاد الريزي، ويروي كما علمت عن الشيخين خالنا وأبي اليسر الهندي بإجازتهما العامة لأهل العصر فقط، وقد لقيتهما وسمعت عليهما وأجازا لي إجازة خاصة عامة شفاهية. ويروي عن برادة وابن ظاهر والحبشي والوالد وابن الخال والنبهاني والسباعي مكاتبة، وأروي عنهم شفاهاً، ويروي عن القاضي حسين السبعي الأنصاري بواسطتين وأكثر، وقد أجازني خصوصياً من الهند، ويروي عن الشيخ حسب الله المكي بواسطة، وقد لقيته شفاهاً وأجاز لي قبل ذلك مكاتبة. ولعل أعلى شيوخه إسناداً محمد أمين النويني فإنه يروي عن الوجيه الأهدل وتلميذه عابد السندي، ومن العجيب أنا لم نسمع به إلاّ منه مع أن وفاته تأخرت بعد العشرين.

للأستاذ محمد المكي ابن عزوز: الصفح السعيد في اختصار الأسانيد وهو منظوم، وله أيضاً الثبت الجامع لأسانيده في كل فن، وعمدة الأثبات التي هي أفيد وأوسع ما كتب في هذه الصناعة ألفها باسمنا عام 1330 بالآستانة، ولعلها آخر ما ألف (انظر الكلام عليها فيما يأتي)(1) وله رسالة في أصول الحديث طبعت سنة 1332 بالآستانة، وله السيف الرباني وهو مطبوع بتونس، وله طريق الجنة في تحليات المؤمنات بالفقه والسنّة، وله الذخيرة السنية في الخزانة المدنية، ومورد المحبين في أسماء سيد المرسلين، وبرق المباسم في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم، ومغانم السعادة في فضل الإفادة على العبادة. ومما لم يتم عمدة الشيوخ في الناسخ والمنسوخ، والرحلة الهاملية، واختصار الشفا، وتعديل الحركة في عمران المملكة، والنصح المتين في زلقات العامة وبعض المتطلبين، ونظم جمع الجوامع، والفائدة في تفسير المائدة، والتفصيل الجامع في رفع الأصوات بالأمداح في المجامع، نظم الجغرافية التي لا تتحول بمقالبة الدول، وله غير ذلك.

(1) أنظر رقم: 477 في ما يلي.

ص: 860

أروي عن المذكور كل ما له من مؤلف ومروي ونظم ونثر إجازة عامة راسلني بها من الآستانة بتاريخ 22 ربيع الثاني عام 1329 وأشرك فيها معي أولادي، واستجازني أيضاً فأجزته رحمه الله رحمة واسعة، وطالت مكاتبتي ومراسلتي معه واتصالي به إلى أن مات، بحيث لو جمعت المكاتبات التي جرت بيني وبينه لخرجت في مجلدة متوسطة، وكلما تذكرت موته أظلمت الدنيا في عيني، رحمه الله رحمة الأبرار.

491 -

ابن عطية الفاسي (1) : هو الشيخ الصوفي المسند العارف أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عطية الزناتي الأندلسي السلوي ثم الفاسي دفين الرميلة من فاس. قال في " الصفوة ": " ممن له شهرة عظيمة بالصلاح، تلمذ له قوم، وأخذ هو عن أبي الحسن علي الحارثي وغيره. وله تأليف في الطريق " قلت: وله اختصار كتاب الجنة بشرط العمل بالكتاب والسنّة للشطيبي. أخذ عن القصار وابن عاشر والجنان وغيرهم، ولقي أبا العباس ابن القاضي وأبا الحسن علي بن عمران، وأخذ عن كلًّ جزءاً من مروياته، وابن حسون بسلا، واعتمد أبا الحسن الحارثي.

له فهرس ذكر فيه مقروءاته ومروياته، قال عنها أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري الفاسي في " تحفته ": " إنها تدل على اطّلاع عظيم لا ينحصر، وأنه وقف على أصل الفهرسة بخط يد مؤلفها، وأنها احتوت على مجلد ضخم مع الاختصار والضبط والإتقان والتحرير للمسائل، وما من مسألة تشتهي النفس أن تسمعها إلاّ أودعها فيها، وقد احتوت على اطلاع عظيم كأن الأمة قد جمعت في صعيد واحد وأخبر عنها خبر من علمها، فهي كالبحر والفهارس منها كالأنهار، جمع فيها طرق جميع من تقدّمه،

(1) قد عدَّ الكتاني مصادر ترجمته ومنها التقاط الدرر، والتنبيه، والتفكير والاعتبار، وسلوة الانفاس 369:1 وصفوة من انتشر: 80 ونشر المثاني وانظر الدليل: 314.

ص: 861

وذكر من الأسانيد المتصلة لعدد من طرق الصوفية نحو مائة طريق، وذكر أن الفقيه الشيخ سيدي محمد بن مولاي عبد الله الشريف الوزاني ذكر في إجازته لجد القادري المذكور أبي عبد الله محمد بن علال القادري ولشيخنا ووالدنا مولاي عبد الله الشريف أسانيد أخر في الطريق وفي رواية جميع الكتب العلمية، حسبما أخذ ذلك كله عن شيخه سيدي محمد بن عطية السلوي الأندلسي وأجاز له أن يروي عنه جميع ما احتوت عليه فهرسته حسبما وقفت أنا على الإجازة له مكتوبة على ظهر أول ورقة من فهرسة ابن عطية بخطه "، اه.

مات المذكور عن سن عالية سنة 1052، ودفن بزاويته بالجبيل من حومة الرميلة بفاس وهو مترجم في " النشر " و " التقاط الدرر " و " الصفوة " و " التنبيه " وكتاب " التفكر والاعتبار " و " السلوة " وغيرها. نتصل به إجمالاً من طريق مولاي عبد الله بن إبراهيم الشريف عنه.

492 -

ابن عطية (1) : هو الإمام الفقيه المشاور القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحيم بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الأندلسي، مولده سنة 481 ووفاته عام 546، وهو صاحب التفسير المعروف بالوجيز الذي قال عنه ابن الخطيب في " الإطاحة ":" أحسن فيه وأبدع وطار بحسن نيته كل مطار "، اه. يروي عن أبيه أبي بكر غالب بن عطية وأبي علي الغساني وأبي عبد الله محمد بن فرج القرطبي المعروف بابن الطلاع وعبد العزيز

(1) ترجمة ابن عطية المفسر في صلة الصلة 2 والصلة: 367 ومعجم أصحاب الصدفي رقم: 340 وبغية الملتمس رقم: 1103 والديباج: 182 والقلائد: 208 والإحاطة 539:3 والنفح 526:2 والمرقبة العليا: 109 وبغية الوعاة 73:2 وبروكلمان، التكملة 732:1 والزركلي 53:4 ومقدمة كتابه التفسير الوجيز (وفي تاريخ وفاته اختلاف بين 541، 542، 546) .

ص: 862

ابن عبد الوهاب بن غالب القيرواني وأبي الحسن علي بن خلف بن ذي النون العبسي وأبي المطرف عبد الرحمن بن قاسم والحافظ أبي علي الصدفي وأبي الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري وأبي محمد عبد الرحمن بن عتاب وأبي بحر سفيان بن العاص وأبي الحسين يحيى بن أبي زيد المرسي وأبي عبد الله محمد بن علي بن الثعلبي وأبي عبد الله محمد بن فتوح الأنصاري ومحمد بن منصور الحضرمي الاسكندري وأبي الحسن علي بن أحمد بن مكرز الأنصاري وأبي القاسم ابن الحصار المعروف بابن النحاس وأبي القاسم الهوزني وأبي محمد الالبيري وأبي حفص عمر بن خلف الهمداني وأبي جعفر الغساني والمازري وابن السيد البطليوسي وغيرهم.

له برنامج في نحو أربع كراريس ترجم فيه لمشايخه المذكورين، وعدد مسموعاته عليهم وإسنادها، وهو عندي، ومنها نسخة أخرى بمكتبة الاسكوريال باصبانيا. قال عنه ابن الزبير في " التكملة ":" حرر وأجاد "، اه. وقال ابن الخطيب في ترجمته من " الإحاطة ":" ألف برنامجاً ضمه من رواياته وأسماء شيوخه وحرر وأجاد " اه. منها. أرويه وكل ما له من طريق ابن حبيش عنه.

ابن عقيلة: هو محمد بن أحمد بن عقيلة المكي (انظر إسنادنا إليه في المواهب وعقد الجواهر والمسلسلات)(1) .

493 -

ابن عون الحنفي الدمشقي (2) : له ثبت اعتمده الشيخ عبد الباقي الحنبلي في " رياض أهل الجنة " ولا أعلم عنه أزيد مما ذكر، ثم وجدت في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لعبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي

(1) الأرقام: 207، 458، 498.

(2)

شذرات الذهب 73:8.

ص: 863

في وفيات عام 916 ترجمة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون بن مسلم بن مكي بن رضوان الهلالي الدمشقي الحنفي المعروف بابن عون مفتي الحنفية بدمشق فقال: " ولد سنة 855، وأخذ الحديث عن جماعة منهم الحافظ السخاوي والديمي، وترجمه الثاني في إجازته بالشيخ الإمام الأوحد المقري المجود العالم المفيد، وتفقه بجماعة منهم ابن قطلوبغا، وأخذ عنه ابن طولون، توفي ليلة الأحد 16 شوال بدمشق ودفن بباب الصغير قبل جامع جراح "، اه. فالظاهر أنه هو نتصل به من طريق ابن طولون عنه.

494 -

عائشة المقدسية: هي شمس قلائد الاسناد، ملحقة الأحفاد بالأجداد، أم عبد الله عائشة بنت عبد الهادي المقدسية الصالحية، نروي ما لها من المرويات العالية بأسانيدنا إلى زكرياء والأسيوطي والكمال ابن حمزة كلهم عن التقي ابن فهد والكمال محمد بن محمد بن الزين عنها، وهي تروي مرويات الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي عن أم محمد زينب بنت عبد الرحمن البحري عنها.

عجالة المستوفز والمجتاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أيمة المغرب والشام والحجاز للخطيب ابن مرزوق الجد (انظر محمد بن مرزوق)(1) .

عذب الموارد في رفع الأسانيد (انظر المنجرة الكبيرة في حرف الميم)(2) .

456 -

عقد الجوهر الثمين في الحديث المسلسل بالمحمدين: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.

(1) رقم: 297 (ص: 521) .

(2)

رقم: 423 (ص: 568) .

ص: 864

457 -

عقد الجمان في أحاديث الجان: للحافظ مرتضى الزبيدي أرويه بأسانيدنا إليه.

458 -

عقد الجواهر في سلاسل الأكابر (1) : للشمس محمد بن أحمد بن سعيد بن مسعود المعروف بابن عقيلة المكي، ألفه كما قال في أوله في سلاسل مشايخه أهل الذوق والعرفان في طرق القوم، وهو ثبت في نحو كراسين، ذكر فيه الطريقة الخضرية والأحمدية والسطوحية والشطارية والقادرية وطريقة آل باعلوي والنقشبندية والعيدروسية والقادرية اليمنية، والقادرية من طريق المعمرين، والقادرية من طريق السقاف، والحبشية والخلوتية والنقشبندية من طريق آخر دون الذي سبق، والباعلوية والسهروردية والشاذلية والسعدية والرفاعية والقادرية من طريق أولاد الشيخ، مجموع الطرق التي ذكر فيها 18.

روى فيها عن المسند محمد بن علي الأحمدي باعلوي عن الشيخ عيسى الشناوي عن الشهاب أحمد الشناوي بأسانيده وعن السيد سعد الله بن غلام السورتي الهندي والسيد عبد الله بن علي باحسين السقاف والسيد علي بن عبد الله العيدروس السندي وحسين بن عبد الرحيم المكي والشهاب النخلي والشيخ تاج الدين برهان المكي والشيخ قاسم بن محمد البغدادي الرومي.

أرويه وكل ما له عن الشيخ السكري والشيخ محمد سعيد الحبال، وكلاهما تلقنت منه وألبسني الخرقة، كما فعل معهما كذلك شيخهما الوجيه الكزبري، كما فعل معه كذلك والده محمد بن عبد الرحمن الكزبري، كما فعل معه كذلك والده الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير كما فعل معه كذلك الشمس ابن عقيلة وأجازه بأسانيده المذكورة في العقد. والثبت المذكور عندي منه نسخة، ومنه نسخة أخرى موجودة بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 52.

(1) قد مرت ترجمة ابن عقيلة في رقم: 207 (ص: 607) .

ص: 865

459 -

عقد اللآلي في الأسانيد العوالي: لأبي الحسن علي بن علي المرحومي الشافعي الضرير نزيل مخا من اليمن. أروي ثبته هذا عن السيد حسين الحبشي عن أبيه عن الوجيه الأهدل عن أبيه عن السيد أحمد بن مقبول الأهدل عنه، وبأسانيدنا إلى السيد مرتضى عن مشهور بن المستريح الأهدل الحسيني عنه.

460 -

عقد اليواقيت الجوهرية (1) وسمط العين الذهبية بذكر طريق السادات العلوية: للإمام الصوفي المسند المعمر الصالح السيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي الحضرمي مسند اليمن في القرن الرابع عشر، المتوفى ليلة الاثنين 9 رجب سنة 1314 بالغرفة من حضرموت، وهو من أكبر الأثبات المطبوعة في الدنيا شرقاً وغرباً بعد ثبت أبي بكر ابن خير، اشتمل على جزءين: أولهما: في 149 صحيفة، وثانيهما في 144 صحيفة أيضاً، ترجم فيه لمشايخه من آل باعلوي الذين أخذ عنهم ببلاد اليمن مع من أخذ عنه منهم ومن غيرهم من أهل الحجاز وبلاد الاحساء والمغرب، وبالجملة فهو ديوان أخبار وتاريخ ووفيات لأهل القرن المنصرم وصدر الذي نحن فيه لا يعزز بثانٍ، ولاغتباطي به لما وقفت عليه كنت اختصرته في نحو كراسين سنة 1322.

روى فيه عن أبيه وعمه والسيد أحمد بن عمر بن سميط ومحمد بن أحمد ابن جعفر الحبشي والحسن بن صالح بن عيدروس البحر والسيد عبد الله بن الحسين بن طاهر وعلي بن عمر السقاف وعبد الله بن علي بن شهاب الدين ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حسين الحداد وأحمد بن علي بن هارون الجنيد وعبد الله بن عمر بن يحيى وعبد الله بن الحسين بن عبد الله بلفكَيه ومحسن ابن علوي السقاف وعبد الله بن الحسن بن عبد الله بن طه الحداد وعلوي بن سقاف بن محمد الجفري ومحمد بن حسين الحبشي المكي وعمر بن محمد بن

(1) ترجم له الزركلي 283:5 اعتماداً على الجزء الرابع من تاريخ الشعراء الحضرميين ونيل الوطر 4:1 وانظر نزهة النظر: 468.

ص: 866

سميط وأحمد بن محمد المحضار وعبد القادر بن محمد الحبشي ومحمد بن عبد الله ابن قطبان السقاف وعبد الله بن أبي بكر عيديد وعمر بن أبي بكر الحداد وعبد الله بن عيدروس بن عبد الرحمن البار وعمر بن زين الحبشي وعلوي بن عبد الله بن سهل الحبشي والحسن بن أحمد بن حسن الحداد وشيخ بن عمر بن سقاف وعمر بن عبد الله الجفري المدني، وتدبج مع السيد حسين بن عمر بن سهل مولى الدويلة وحامد بن عمر بافرج ومحمد بن إبراهيم بلفكَيه وغيرهم.

وأخذ من غير الباعلويين عن الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان وولده محمد بن عبد الله وعبد الله بن سعد بن سمير والمعمر الأجل الشيخ أحمد بن سعيد باحنشل الدوعني بقية تلاميذ مسند اليمن ومفتيه السيد سليمان الأهدل ولعله أعلى مشايخه إسناداً، إذ صحب باحنشل المذكور السيد سليمان إحدى عشرة سنة وأجازه إجازة عامة وعاش إلى عشر الستين بعد المائتين.

ويروي صاحب العقد أيضاً عن سعيد بن محمد باعنتر وعبد الله بن مصلح الخراساني ومحمد بن حاتم بن عبد الرحمن الاحسائي مكاتبة من عمان والشهاب أحمد دحلان ومحمد بن محمد بن محمد السقاف باعلوي وعلي بن عبد القادر باحسين وولي الله الخامل محمد بن عمر بن عبد الرسول العطار المكي وعبد الله ابن عبد الباقي بن محمد الشعاب المدني ومحمد النور الإدريسي المغربي المدني والشيخ محمد العزب الدمياطي المدني وغيرهم.

أروي فهرسه هذا عن أبي الحسن علي بن ظاهر، مكاتبة من المدينة، والسيد محمد بن سالم باهارون التريمي، كتابة من مكة، والسيد أبي بكر بن عبد الرحمن الباعلوي، كتابة من الهند، ثلاثتهم عنه، مكاتبة للأول من الغرفة من تريم من أرض اليمن سنة 1311، وشفاها للثاني والثالث. ح: وأرويه أيضاً عن السيد عمر بن شطا الدمياطي المكي والسيد حسين الحبشي الباعلوي، شفاها منهما بمكة المكرمة، وهما عنه إجازة، مكاتبةً للأول ومشافهة للثاني.

ص: 867

وأجازني به أيضاً الشهاب أحمد بن حسن العطاس، مكاتبة عن مؤلفه شفاها، وأروي عنه باعتبار إجازته العامة لأهل العصر التي أخبرني بها الشيخ أحمد بن عثمان العطار، رحمه الله.

وعلى هذا السيد المدار اليوم في اليمن في علم الإسناد والتحديث خصوصاً عند السادات آل باعلوي. ومن ألطف ما وقع في إجازة العارف السيد أحمد ابن محمد المحضار الباعلوي الدوعني اليمني له قوله: " إن السيد عيدروس ابن عمر الذي أخرج شطأه بأبيه عمر فآزره بعمه محمد فاستغلظ بابن سميط فاستوى على سوقه بحسن بن صالح يعجب الزراع من بقية الآل والأشبال " اه.

فائدة: روايتنا للعقد المذكور عن الشيخين محمد بن سالم السري مكاتبة، وعمر شطا شفاهاً بمكة، كلاهما عن مؤلفه، شفاها للأول ومكاتبة للثاني، في حكم ومنزلة الرواية بالسماع عن السماع؛ قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في معجمه ":" كان محمد بن أحمد بن عرام الاسكندري يقول: إذا سمعت الحديث من شيخ وأجازنيه شيخ آخر سمعه من شيخ رواه الأول عنه بالإجازة فشيخ السماع يروي عن شيخ الإجازة وشيخ الإجازة يرويه عن ذلك الشيخ بعينه بالسماع، كان ذلك في حكم السماع على السماع " اه. قال السيوطي إثره: " وشيخ الإسلام يصنع ذلك في أماليه وتخاريجه، فظهر لي من هذا أن يقال إذا رويت عن شيخ بالإجازة الخاصة عن شيخ بالإجازة العامة وأروي عن آخر بالإجازة الخاصة عن الإجازة الخاصة ن مثال ذلك أن أروي عن شيخنا أبي عبد الله محمد بن محمد السكري، وقد سمعت عليه فأجاز لي خاصة عن الشيخ جمال الدين الاسنوي فإنه أدرك حياته ولم يجزه خاصة، وأروي عن الشيخ أبي الفتح المراغي بالإجازة العامة عن الأسنوي بالخاصة " اه.

ص: 868

461 -

عقود اللآلي في الأسانيد العوالي (1) : المتصلة بشيوخ الشيوخ الشيخ محمد شاكر بن علي بن سعد مقدم سعد العمري الشهير بالعقاد الدمشقي الحنفي، جمع تلميذه مفتي الشام الشمس محمد بن عمر بن عابدين الحنفي الدمشقي، أتمه سنة 1221، وهو ثبت نفيس جامع في مجلد وسط طبع الشام (في ص 192) رتبه مؤلفه على ثلاثة أبواب وخاتمة:

الباب الأول: في ذكر الأشياخ وتراجمهم وصور إجازاتهم.

الباب الثاني: في ذكر بعض المسلسلات.

الباب الثالث: في ذكر الأسانيد في الكتب الستة وبعض المسانيد وغيرها من الكتب الشرعية.

وأتبعه بفصل ذكر فيه سند العقاد في الفقه الحنفي والخاتمة في ذكر بعض أسانيد طرق الصوفية والإلباس والتلقين.

ذيله مجيزنا الشيخ أبو الخير ابن عابدين بإجازات عمه الشمس ابن عابدين وأسانيده وترجمته.

نروي ما فيه بأسانيدنا السابقة إلى ابن عابدين عنه، وأعلى من ذلك عن شيخنا السكري عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن شاكر العقاد.

ولد العقاد المذكور شسنة 1157 ومات سنة 1222، يروي عن الشمس الكزبري والوجيه الكزبري الكبير والمنلا علي التكماني الدمشقي والشهاب أحمد بن عبد الله البعلي الحنبلي وعلي الداغستاني والمعمر علي السليمي ومصطفى

(1) ترجمة العقاد في الزركلي 27:7 وهو يعتمد على عقود اللآلي نفسه ص: 7، 192 - 196.

ص: 869

الرحمتي والشهاب العطار وإبراهيم بن خليل الغزي الصلحاني، ومن مجيزيه عامة من الواردين محمد بن سليمان الكردي المدني ومحمد التافلاتي المقدسي والشمس والبخاري النابلسي والوجيه العيدروس والمعمر منصور السرميني الحلبي وإسماعيل بن محمد القسطنطيني المشهور بكاتب زاده، ومن مجيزيه بالمكاتبة إبراهيم بن مصطفى الحلبي القسطنطيني ومحمد بن محمد بن عبد الله المغربي المدني وأبو الحسن السندي المدني الحنفي وعبد الرحمن الفتني والشهاب الملوي والجوهري والحفني وعطية الأجهوري والشمس السفاريني النابلسي الحنبلي وغيرهم.

462 -

عقود الآلي في الأحاديث المسلسلة والعوالي (1) : للحافظ ابن الجزري. قال في خطبتها: " أما بعد فهذه أحاديث مسلسلات صحاح وحسان، وعوالي صحيحة عشارية غالية الشان، لا يوجد في الدنيا أعلى منها، ولا يحسن بمؤمن الإعراض عنها، إذ قرب الإسناد وعلوه قرب من الله ورسوله، ثم إني أختمها باتصال تلاوة القرآن العظيم إلى النبي الكريم، ثم باتصال الصحبة، ولبس خرقة التصوف العالية الرتبة. ألفتها برسم سلطان الإسلام، مولى ملوك الأنام، معلي كلمة الإيمان، مقر الملة والشريعة والدين شاه رخ بهادر سلطان، نصر الله به الإسلام على ممر الزمان " الخ، افتتحها بحديث الأولية. أرويها بالسند إلى السيوطي عن أبي القاسم عمر بن فهد وأبيه تقي الدين محمد عن مخرجها الحافظ ابن الجزري.

(1) ابن الجزري: محمد بن محمد بن محمد بن شمس الدين الدمشقي (توفي سنة 833) ؛ انظر ترجمته في الضوء اللامع 9: 255 وغاية النهاية 2: 247 وطبقات الداودي 2: 59 وذيل تذكرة الحفاظ: 376 وطبقات الحفاظ: 543 والشذرات 7: 204 والأنس الجليل 2: 109 ومعجم سركيس: 62 وبروكلمان، التكملة 2: 274 والزركلي 7: 274.

ص: 870

463 -

عقد الجوهر الثمين في الحديث المسلسل بالمحمدين: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.

464 -

عقود الأسانيد: لأبي عبد الله محمد أمين السفرجلاني الدمشقي إمام ومدرس جامع السنجقدار، هو ثبت منظوم طبع بالشام سنة 1319، روى فيه مؤلفه حديث الأولية عن علي الحلواني الرفاعي عن محمد بن مصطفى الرحمتي عن أبيه عن العارف النابلسي عن شمهروش الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى الصحيح مسلسلا بالمحمدين عن محمد بن أحمد المنيني عن محمد الجوخدار عن محمد سعيد الحلبي عن محمد بن عبد الرحمن الكزبري بسنده، وروى عامة عن محمود الحمزاوي وأحمد مسلم الكزبري وسليم العطار ومحمد العطار وأبي الخير الخطيب وعلي الحلواني وأحمد المنير الشافعي ومحيي الدين العاني ومحمد الجوخدار ومجيزنا عبد الحكيم الأفغاني ومحمد المنيني العثماني وبكري العطار وغيرهم.

وروى الطريقة الشاذلية و " دلائل الخيرات " عن جده عن عمه صالح المعمر عن جده عبد الرزاق عن محمد بن علي السفرجلاني عن محمد المسطاري المكناسي عن سيدي أبي القاسم السقياني دفين واد رضم عن الشيخ أبي عبيد محمد الشرقي دفين جعيدان، وروى الطريقة الأكبرية عن علي المنير عن أحمد ابن سليمان الأروادي، وروى الرفاعية عن علي الحلواني عن حسين الدجاني عن سليم الدجاني بأسانيده، وروى القادرية عن عبد الفتاح الزعبي، والطريقة الخلوتية عن الحلواني عن الدجاني وعن محمد صالح عن محمد المهدي المغربي عن علي بن عيسى عن الشيخ ابن عبد الرحمن الزواوي عن الحفني، والنقشبندية عن الحلواني عن الأروادي عن مولانا خالد الكردي، والطريقة الإدريسية عن محمد الدندراوي وصاحبنا الشيخ محمد صالح الدويجي المكي، كلاهما عن عم الثاني الشيخ إبراهيم الرشيد عن سيدي أحمد بن إدريس. شاركت محمد أمين المذكور في بعض شيوخه كالأفغاني والزعبي، وأروي عن أصحاب

ص: 871

جل من ذكر من أشياخه ما روى عنهم، وعن أشياخ أشياخ أشياخه جميع ما ساق من طريقهم.

465 -

العقد الفريد في اتصال الأسانيد: هو ثبت العلامة إبراهيم بن أحمد الحسني العلوي الشهير بابن قضيب البان، كان موجودا عام 1204 موجودة منة نسخة بالمكتبة التيمورية بمصر، بآخره إجازة من مؤلفه للعلامة السيد محمد طاهر الجزائري بخطه كتبها له سنة 1204 وعليها خاتمه، انظر قسم المصطلح نمرة 58.

466 -

العقد المكلل بالجوهر الثمين في الذكر وطرق الالباس والتلقين: للحافظ مرتضى الزبيدي دفين مصر، هو كتاب جليل الفائدة في الطرق الصوفية المعروفة على عهده في بلاد الإسلام وبيان أعمالها وسلاسلها، في نحو العشر كراريس، ظفرت به في مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة واستنسخته منها، رتب فيه الطرق على حروف المعجم، ألفه باسم أبي الحمائل محمد بن علي بن أحمد الموجه، افتتحه بمقامات في الذكر وآدابه والتلقين وشروطه وكيفياته والأخذ والرابطة ونحو ذلك، اشتمل على نحو مائة وثلاثين طريقة. نرويه بأسانيدنا إليه (وقد سبقت في اسمه وألفيته وغيرهما) ونرويه عاليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي، لقنني وصافحني وأجازني كما فعل معه كذلك الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عن السيد مرتضى كذلك بأسانيده.

467 -

العقد المكلل بالدر العقياني في إجازة أولاد شيخنا الغرياني: ثبت مهم للحافظ مرتضى الزبيدي الحسيني، ألفه باسم محمد الصالح ومحمد السوسي ومحمد الشاذلي أبناء شيخه مسند تونس المحدث الشمس محمد بن علي الغرياني، وهو في نحو كراسين أتمه عام 1194، ساق فيه أولا حديث الأولية، ثم عدد أسانيده المتنوعة إلى السيوطي والسخاوي وابن حجر والبخاري

ص: 872

ثم عدد ما اتصل به من المسلسلات، ثم عدد مشاهير الطرق التي اتصلت به، وختمها بفوائد ولطائف، وهي إجازة حلوة وقفت عليها في تونس بخطه، وتسميتها بما ذكر على أول وجه منها، واستنسختها بحمد الله، نرويها بأسانيدنا إليه وهي معروفة.

468 -

العقد الثمين الغال في ذكر أشياخي ذوي الإفضال: هو ثبت منظوم صغير للحافظ مرتضى الزبيدي ألفه باسم الشيخ شمس الدين بن فتح الفرغلي المصري، قال في أوله:

يقول راجي العفو عما قد مضى

محمد نجل الحسين المرتضى

الحمد لله على وصل السند

إليه بالرفع الصحيح المعتمد إلى أن قال:

راسلني بنظمه ونثره

جواهرا مكنونة من سره

يحث في إنجاز ما وعدت له

إجازة حافلة مطوله

حاوية لذكر أشياخ اليمن

ومن إليهم نسبي طول الزمن

سميتها " العقد الثمين الغالي "

في ذكر أشياخي ذمي الإفضال نرويه بأسانيدنا إليه وهي معروفة.

469 -

عقيلة الأتراب في سند الطريقة والأحزاب: للحافظ الزبيدي أيضا، نسبه له الجبرتي في ترجمته وقال: صنفها للشيخ عبد الوهاب الشربيني، نرويها بأسانيدنا إليه وهي معروفة.

470 -

العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين: للحافظ أبي الخير السخاوي المصري، أرويها بالسند إليه (انظر حرف السين)(1) .

(1) رقم: 562 في ما يلي.

ص: 873

471 -

العقد النضيد في متصل الأسانيد (1) : للحافظ عبد الكريم بن عبد الله اليماني الصنعاني، أرويه عن الشيخ سيدي محمد المكي ابن عزوز عن السيد محمد بن دلال اليمني الصنعاني عنه، وفي " عمدة الإثبات " تحلية جامعه بالحافظ فتتبعه.

472 -

العقود اللؤلؤية في الأسانيد العلوية (2) : للعلامة نادرة العصر السيد أبي بكر ابن شهاب العيدروس الباعلوي الهندي، ألفه في الآستانة، وطبع بإشارة الأمير العارف السيد فضل بن علي بن سهل مولى الدويلة، وهو ثبت مشجر مجدول، عجيب في أسلوبه غريب في بابه، وطبعه في غاية النفاسة. أرويه عن مؤلفه إجازة مكاتبة، وأرسل لي منه نسخة من الهند إلى فاس، جزاه الله خيرا.

473 -

العجالة النافعة (3) : للعلامة المحدث المسند سراج الهند ومحدثه وعالمه الشيخ عبد العزيز بن أحمد ولي الله الدهلوي الهندي، ولد سنة 1150 ومات سنة 1239، على ما في " عون المعبود على سنن أبي داوود " وفي ترجمته من " اليانع الجني ":" أخبرت أنه توفي سنة 1249 والله أعلم " اه. وفي " القول الممجد على موطأ محمد ": " المتوفى على ما قيل سنة 1239 " اه. أخذ عن أبيه وشملته إجازته وعنايته، وأخذ بعده عن جماعة من أصحابه

(1) عبد الكريم بن عبد الله بن محمد، أبو طالب توفي سنة 1309 وقد ترجم له تلميذه الجرافي ترجمة وافية نقل عنها مؤلف نزهة النظر: 364 - 365 وعدَّ من مؤلفاته تفسير القرآن في أربعة مجلدات والعقد النضيد في الأسانيد (وهو المذكور هنا) والتخصيص المنتزع من معاهد التنصيص وغيرها.

(2)

قد جرى تخريج مصادر ترجمته تحت رقم: 36 (ص: 146) .

(3)

ذكر المؤلف مصادر ترجمة عبد العزيز الدهلوي وهي: إتحاف النبلاء ونهاية الرسوخ واليانع الجني (ص: 73 بحسب ما أورده الزركلي 4: 138) وانظر أيضاً إيضاح المكنون 1: 182.

ص: 874

كالشيخ محمد عاشق الفلتي والشيخ محمد أمين الكشميري الدهلوي، تدارك بهم ما فاته عن أبيه.

ألف التصانيف العجيبة، منها في الفن كتابة بستان المحدثين، قال في " اليانع الجني ":" جمع فيه علوم الحديث مهذبة، واختصرها منقحة، وله التفسير المسمى فتح العزيز، والتحفة الاثنا عشرية في الرد على الرافضة والشيعة، وله في الباب ثبت سماه " العجالة النافعة " ألفه في أسانيده. وترجمة الرجل عريضة انظر تفاصيلها في " اليانع الجني " و " إتحاف النبلاء " للأمير صديق حسن و " نهاية الرسوخ " للشيخ شمس الحق الهندي.

أروي كل ما له عن الشيخ الوالد وغيره عن الشيخ عبد الغني عن والده الشيخ أبي سعيد والشيخ محمد إسحاق الدهلوي كلاهما عنه. ح: وأرويها عاليا عن الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي عن المعمر آل الرسول الأحمدي الهندي عنه. ح: وعن الشيخ عبد الباقي اللكنوي وأحمد بن عثمان العطار عن مولانا فضل الرحمن الهندي المعمر عن الشيخ عبد العزيز عاليا.

474 -

العجالة: ثبت صغير للشهاب أحد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي ذكر فيها أسانيده في حديث الأولية والمصافحة والمشابكة والمسلسل بالمحبة وثلاثيات البخاري ودلائل الخيرات، وهي في أربع ورقات، وقفت على نسخة منها وإثرها إجازة الهلالي بها للقاضي مولاي الفضيل ابن علي العلوي السجلماسي، ثم إجازة المجاز المذكور لمحمد الأمين بن جعفر الصوصي بها بتاريخ 1214، ثم إجازة المذكور للتهامي ابن رحمون بها. نرويها بأسانيدنا إلى الهلالي (انظر حرف الهاء)(1) .

475 -

العروس المجلية بسند حديث الأولية: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.

(1) انظر رقم: 617 في ما يلي.

ص: 875

476 -

عمدة المنتحل وبلغة المرتحل (1) : للحافظ تقي الدين أبي الفضل الشيخ محمد بن نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي المكي، أحد حفاظ الحجاز المشاهير الذين عرفوا بالاعتناء والجمع وكثرة السماع وكتبوا عمن دب ودرج. قال عنه الحافظ السخاوي:" أكثر من المسموع والشيوخ وجد في ذلك وجمع له ولده معجما وفهرسا استفدت منهما كثيرا " اه.

ومن مصنفاته في السنة وعلومها نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب، جمع فيه بين تهذيب الكمال ومختصريه للذهبي وابن حجر وغيرهما، والنور الباهر الساطع من سيرة ذي البرهان القاطع في السيرة النبوية، والجنة باذكار الكتاب والسنة، وطرق الإصابة بما جاء في الصحابة، وغاية القصد والمراد من الأربعين العالية الاسناد، ولحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، وهي التي ذيلها حفيد ولده الحافظ جار الله بن فهد بكتابة " تحفة الايقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ " وغيرها، وقد تقدمت ترجمته.

وكتابه العمدة هذا هو ثبت ضمنه أسانيد أربعين حديثا من أربعين كتابا لأربعين إماما رواها بالسماع عن أربعين شيخا متصلين بأربعين صحابيا، منهم العشرة والعبادلة، مرتبة أسماء هؤلاء الصحابة على حروف المعجم، مع إخراج حديث كل من أصحاب المذاهب الأربعة والكتب الستة، وأردفها بأحاديث عشارية الاسناد وحكايات وأناشيد، فرغ منه سنة 804. توجد منها نسخة بالمكتبة الخديوية المصرية بخط الحافظ نجم الدين عمر بن فهد أتم كتابتها بمكة سنة 867، أرويها بأسانيدنا إلى القاضي زكرياء الأنصاري عنه. وذكر الشيخ عبد الباقي الحنبلي أنه يرويها عن الشهاب المقري عن أحمد بن القاضي عن عبد العزيز بن فهد عن عمه تقي الدين صاحب العمدة هذه. قلت:

(1) ترجمة أبي الفضل ابن فهد (- 871) في البدر الطالع 2: 259 ومقدمة ذيل تذكرة الحفاظ: 2 والزركلي 7: 277.

ص: 876

وقع له فيه قلب فإن ابن القاضي يروي عن عبد الرحمن بن فهد عن عمه جار الله بن عبد العزيز عن والده العز عن التقي المذكور، هذا هو الصواب في سياقه.

477 -

عمدة الإثبات في الاتصال بالفهارس والإثبات (1) : للأستاذ العلامة المحدث المسند المتبحر النظار الشيخ أبي عبد الله محمد المكي ابن عزوز التونسي دفين الآستانة العلية، وهو اسم الثبت الذي ألفه باسمنا، قال في أوله: " الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فإن أندر العلوم في هذا الزمان علم الحديث ومعالم السنة مع كونه أرفعها وأشرفها وأنفعها، إذ لا يقبل تحرير أي مسألة من مسائل الدين ومطالع اليقين إلا به، ولا يعتد بعمل صالح إلا ما كان يسير فيه على منهاجه، حتى إنه لا يقال زيد عالم في الحقيقة إلا إذا كان عالما بهذا الشأن وما سواه فعالم مجازا:

وما قلت الطلاب إلا لأنه

إذا عظم المطلوب قل المساعد وبهذا ثبت مدلول الحديث النبوي: بدأ الدين غريبا، فبينما أنا آسف وباك، وإلى الله شاك، إذ جاءت الركبان والبريد من أقاصي البلدان بأخبار تنعش الروح وتداوي القلب المجروح بإحياء السنن وإفاضة المنن من منابع عرفانية ومطالع ربانية من صفوة العصر زينة المغرب السادات الكتانية، وتواترت الأخبار وانتشرت الآثار، فحمدنا الله على وجود الطائفة القائمة بأمر الله الداعية إلى الله الهادية على بصيرة إلى منهج رسول الله، ومن رجالها الكاملين وأطوادها الراسخين حضرة العلامة المكين ذي الفهم المتين والنصح المبين أبي عبد الله الشيخ سيدي محمد عبد الحي بن العلم الشهير البدر المنير جمال العارفين وبهجة الواصلين سيدي عبد الكبير الكتاني الحسني الإدريسي، أفاض الله على العالم بركاتهم، وأضاء في الخافقين نور مشكاتهم، وقد تنازل

(1) قد تقدمت ترجمة ابن عزوز برقم: 490 (ص: 856) .

ص: 877

تواضعا للعبد الحقير يطلب إجازته، كيف يطلب البدر من الثرى ضياء، أو يستقي البحر من الساقية ماء! ثم إني أعدها من نعم الله على عبده العاجز حيث وجه إلي همة هذا الأستاذ في أخذ ما أمضيت فيه العمر الثمين وجلبته من مشارق الأرض ومغاربها من الاتصالات بأيمة الإسلام في تصانيفهم ومسلسلاتهم ولطائف ما أنتجت مساعيهم بالجد والاجتهاد وما والى ذلك من الإفادات، حتى لا أوصف يوم القيامة بكتم العلم، ولا أتحسر لعدم إيداع ما لدي لأهل العقل والحلم، وإن كان تلقى مني زمر وجماعات، وأفراد تعد بالمئات، فإن لهذا السيد درجة ممتازة في تطويقه قلادة الإجازة، لأنه من أئمة هذه الصناعة، ومن الداعين إلى التعلق والتخلق والتحقق بالأنفاس النبوية، فهو ممن يقول ويعمل لا كمن يأخذ ويعطي الإجازة ويدرس الصحيحين ولا يقتدي بما فيهما ولا يعتمد على إفادتهما استغناء بأوهام الآراء وعصارة الأذهان، والسلاح إنما يعمل في يد من يقاتل به، وإلا فهو كمغزل في يد امرأة، فأجبت الأستاذ المذكور وأنا في خجل، ومثله لا يجاز كما يجاز سواه من نشر الأسانيد لكل كتاب، فمن ألمعيته أنه رفع الإشكال بأن نقتصر على وسائطنا لأصحاب الفهارس وإن كان بما لديه غنية عن بضاعتنا المزجاة، وإنما الأعمال بالنيات. ثم صرح بالإجازة العامة لي ولأولادي ولنسلي متمثلا بقول من قال:

إجازة تعمه ونسله

حاوية معنى الذي سيقت له ثم ذكر أن الذين أجازوا له عامة ينوف عددهم على الثمانين شيخا، منهم نحو اثني عشر بالمراسلة والباقي شفاها، ثم افتتحا بسند حديث الأولية، ثم بذكر أسانيد الاثبات بعد ترتيبهم على حروف المعجم، وذلك وفق اقتراحي كما ذكر، فغاية ما ذكر منها نحو 148، وأما باعتبار مؤلفيها فعدد من ذكر 129، لأن بعضهم له فهارس متعددة كمرتضى والكوراني وابن عقيلة، ثم ساق إسناده العالي في القراءات من طريق الجن عن شيخه علي بن

ص: 878

الحفاف الجزائري ثم إسناد المسلسل بالفاتحة، ثم المسلسل بأني أحبك فقل، ثم المسلسل بالمحمدين، ثم إسناد الصحيح مسلسلا بالمالكية وسند الفقه المالكي من طريق آله مسلسلا بالعزوزيين، ثم المسلسل بالاشراف، ثم السند العالي للصحيح من طريق المعمرين، ثم إسناده أيضا بالطريق الكشفي، ثم السند الأعلى من طريق شمهروش ثم سند آخر عال كشفي، ثم المسلسل بيوم العيد، وكتبه لنا يوم العيد عام 1329 قصدا، ثم ساق إسناد مشابكة نبوية عالية السند، وكنت تلقيتها قديما عن بعض أصحابه، وذكرتها عنه بواسطة في بعض تصانيفي المطبوعة، وقال في آخرها:" وحيث أن إجازتنا كتابية هذه لا لقائية فإني شابكت هنا يدي ناويا بذلك النيابة عنكم اقتداء بفعل المصطفى عليه السلام في وقعت الحديبية " ثم ساق إسناده في صلاة الرياحي وصلوات ابن ملوكة، ثم مسلسل بآخر سورة البقرة ذكر فيه مبشرة نبوية له، ثم بعض دعوات لقنها في عالم الأرواح، وهي في نحو خمس كراريس. ولما وجه لي العمدة المذكورة أصحابها بكتاب قال فيه:" ها عمدة الإثبات أتتكم في خجل واستحياء وأخبرونا بقبولها ونظرها بعين الرضى، وأنجزوا لي وعدكم بالإجازة ومن سيدنا الوالد ولو سطرين للبركة، وننبهكم إلى ثبت الهلالي والكوهن والقادري، اذكروا ذلك بوسائطكم إليهم، ولا تتركوا سندا ترون عندي مثله أو أعلى فالتمسك بأذيالكم هو المقصود " اه. وبوقوفك على العمدة المذكورة تعلم وتتحقق أن الأستاذ ابن عزوز كان فذ مصره في سعة الرواية والاعتناء وعلو الاهتمام والهمة، وان الصقع التونسي ما أنجب مثله في هذا الباب منذ أحقاب، ولكنه مم ضيعه قومه، ولله الأمر من قبل ومن بيعد.

478 -

عنوان الأسانيد (1) : لمفتي الشام وبهجته محمود حمزة الحسيني

(1) هو محمود بن محمد نسيب بن حسين بن يحيى الحسيني الحمزاوي: له ترجمة في تراجم أعيان دمشق: 15 وتراجم مشاهير الشرق 2: 201 ومنخبات التواريخ: 768 ومعجم سركيس: 1706 وهدية العارفين 2: 420 وبروكلمان، التكملة 2: 775 والزركلي 8: 63 (وهو يعتمد كثيراً على رسالة مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم: 973 تاريخ - تيمور) . وقد عد له سركيس عشرين مؤلفاً مطبوعاً منها: إيضاح المقال في الدرهم والمثقال (1303) رسالة في قواعد الأوقاف (1288) مجموعة رسائل (دمشق 1303) .

ص: 879

الحنفي الدمشقي المتوفى في 9 محرم عام 1305، وهو اسم ثبته الصغير، وقفت عليه بدمشق، صرح فيه بأنه يروي عامة عن الوجيه الكزبري وسعيد الحلبي وحسن الشطي الحنبلي وحامد العطار وعمر الآمدي وعبد القادر الميداني وعبد اللطيف البيروتي وسعدي العمري وعبد الله الكردي وغيرهم، وسمع حديث الأولية عن والده محمد نسيب الحمزاوي بشرطه، كما سمع هو كذلك عن الشيخ شاكر العقاد عن التافلالتي عن الحفني بأسانيده، وأسند فيه الصحيح عن عبد اللطيف البيروتي وعبد القادر الميداني عن الشيخ خليل الكاملي عن صالح الجنيني عن العجيمي بأسانيده، وأسند موطأ محمد بن الحسن، عن سعيد الحلبي عن العقاد عن الرحمتي عن النجم الرملي عن أبيه خير الدين بأسانيده، وأسند فيه الحديث المسلسل بالإخراج من الجيب عن أبيه عن العقاد عن الكزبري عن أبيه عن ابن عقيلة. نرويه وكان للمؤلف عن جماعة من أصحابه المجازين منه كأبي الخير ابن عابدين وأبي المحاسن النبهاني وجمال الدين الحلاق، كلهم عنه.

479 -

عشاريات العراقي (1) : هو الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الشافعي المصري، عنوانها " كتاب الأربعين العشاريات الإسناد "، أولها " الحمد لله الذي فضل سيدنا محمد على جميع أنبيائه ورسله، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ ما أمر به حتى مضى لسبيله ونقل إلى رفيع محله، وأمر بتبليغ ما بلغه إلى من يبلغه

(1) قد مرت ترجمة العراقي وتخريجها في رقم: 458.

ص: 880

ليدوم اتصال نقله فبلغ عند جهابذة النقلة وقاموا بأعباء حمله، ونصحوا لله ورسوله في نشر ذلك حتى انتشر فلا يعذر الجاهل في جهله، فكان اتصال هذه الشريعة المطهرة بالأسانيد مما خص الله به هذه الأمة بفضله. ولقد كانت مجالس الحديث عامرة بأهله، حتى وسد الأمر لغير أهله فانقطعت مجالس الإملاء لتقاعد الهمم عنها ورغبة الطالبين عن عقد ذلك وحله، وقد روينا أنه كان يحضر مجلس أبي مسلم الكجي بالبصرة أربعون ألف محبرة خارجا عمن يحضر ممن ليس الاستملاء من شغله، وقد لبثت آسف على ذلك أن لو وجدت راغبا في قبول بذله، فلما كنت بالمدينة المنورة رغب إلى جماعة من أهل العلم الواردين إليها في ذلك ليقتفي المملي والمستملي سنة من مضى من قبله، ورغبوا أن يكون ذلك من الأحاديث العالية الإسناد المتصلة بنقله، فاستخرت الله في إملاء أربعين حديثا عشارية الإسناد فهي أعلى ما يقع اليوم للشيوخ مع ثقة رجال الإسناد ووصله، فأوردت فيها الأحاديث الصحاح والحسان وربما أوردت الغريب إذا كان راويه غير معروف بتعمد الكذب وفعله " الخ، وهي في كراسين افتتحها بحديث الأولية، وعندي منها نسخة عتيقة مسموعة، نرويها وكل ما للحافظ العراقي من طريق الحافظ ابن حجر وولي الدين العراقي وغيرهما عنه، بل شارك ولي الدين والده في جميع الشيوخ الذين روى عنهم والده فيها.

480 -

عشاريات الحافظ ابن حجر: وهي أحاديث عشاريات الإسناد حصلت له بعلو أفردها بمؤلف قال فيه: " أما بعد فهذه أحاديث عشاريات الأسانيد تتبعها من مسموعاتي والتقطتها من مروياتي، ومن العلوم أن هذا العدد هو أعلى ما يقع لعامة مشايخي الذين حملت عنهم، وقد جمعت ذلك فقارب الألف من مسموعاتي، وأما هذه الأحاديث فإنها وإن كان فيها قصور عن مرتبة الصحاح فقد تحريت فيها جهدي، وانتخبها من مجموع ما عندي، وأثبت علة كل حديث بعقبه، وأوضحت ما فيه للمنتبه " اه.

ص: 881

وقد قال الحافظ السخاوي في " فتح المغيث ": " وقعت العشاريات لشيخنا بالأسانيد المتماسكة، ولشيوخه بالأسانيد الصحيحة ونحوها وأملى من ذلك جملا، وخرج منها مرويات شيخه التنوخي مائة وأربعين حديثا، ومن مرويات (المص) يعني العراقي - ستين كمل بها الأربعين التي كان الشيخ خرجها لنفسه " اه.

أرويها عاليا من طريق ابن أركماش عنه، وذلك عن السويدي عن الزبيدي عن الزبيدي عن ابن سنة عن الواولاتي عن ابن أركماش، فيصير بيننا وبين النبي عليه السلام فيها ستة عشر واسطة ولا أعلى من هذا الآن في الدنيا.

481 -

عشاريات الحافظ محمد بن جابر الوادياشي (1) : وهي أربعون حديثا، نرويها بأسانيدنا إلى أبي زيد الثعالبي عن أبي محمد عبد الواحد الغرياني عن والده الوادياشي.

عشاريات السيوطي: (انظر النادريات)(2) .

482 -

عشاريات الشيوخ: للحافظ السخاوي، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر السخاوي)(3) .

عيون الموارد السلسلة في عيون الأسانيد المسلسلة: لابن الطيب الشركي (انظر المسلسلات)(4) .

العماد في علم الاسناد: لابن ليون التجيبي (انظر حرف اللام)(5) .

(1) سترد ترجمة الوادياشي رقم: 628 وقد تقدم تخريجها في رقم: 39.

(2)

انظر ما تقدم رقم: 444.

(3)

انظر ما يلي رقم: 562.

(4)

رقم: 412 في ما تقدم.

(5)

رقم: 291 (ص: 509) .

ص: 882

حرف الغين

495 -

غالب العوفي (1) : هو غالب بن محمد بن هشام العوفي القاضي المحدث المصنف الحافظ من أهل الأندلس يكنى أبا تمام، له برنامج ضمنه مروياته ومن كتب عنه من الجلة، أروي فهرسته من طريق ابني حوط الله، كلاهما عنه إجازة منه لهما سنة 584.

496 -

غانم بن وليد (2) : هو أبو محمد غانم بن وليد بن عمر المخزومي، له فهرسة أرويها بالسند إلى ابن خير عن محمد بن سليمان بن أحمد النفري عن خاله غانم المذكور.

497 -

الغبريني (3) : هو العلامة القاضي الأديب أبو العباس أحمد بن الشيخ الأثيل الصالح أبي العباس أحمد بن أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الغبريني البجائي المتوفى في 2 ذي القعدة عام 714، له برنامج ختم به كتابه " عنوان الدراية في عيون من كان من العلماء في المائة السابعة ببجاية " في نحو كراسة، وهو جامع لأسانيد غالب الكتب المتداولة في عصره ومصره. وكتابه " عنوان الدراية " هذا رأيت ابن الخطيب نقل عنه في ترجمة أبي الحسن

(1) لغالب العوفي ترجمة في صلة الصلة: 168 والتكملة رقم: 1958.

(2)

فهرسة ابن خير: 427 والصلة: 433 والجذوة: 306 وبغية الملتمس رقم: 1279 والمطمح: 60 والذخيرة 2/1: 853 والمغرب 1: 317 والمطرب: 84 ومعجم الأدباء 16: 17 وبغية الوعاة: 2: 241 وصفحات متفرقة من نفح الطيب، وأدباء مالقة:179.

(3)

انظر مقدمة عنوان الدراية (ط. ابن أبي شنب) والديباج: 79 والمرقبة العليا: 132 ووفيات ابن قنفذ: 338 (ألف سنة من الوفيات: 76 واسمه أحمد بن محمد، ووفاته سنة 704 وذكر ابن أبي شنب أن وفاته سنة 714 وتابعه الكتاني هنا والزركلي 1: 87 وشجرة النور: 215.

ص: 883

الششتري من " الإحاطة " ترجمته (وهو مطبوع في 226ص) نتصل به من طريق الحافظ ابن مرزوق الحفيد عن أبي الطيب ابن علوان التونسي عنه (1) .

498 -

الغافقي (2) : هو الأستاذ أبو الحسن علي الغافقي الشاري، أروي فهرسته من طريق ابن الزبير عنه، ومن طريق السراج عن ابن الحاج عن عمه أبي القاسم محمد عنه، وبه إلى السراج أيضا عن أبي عبد الله محمد بن حياتي الغافقي عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الفخار الخولاني عنه.

499 -

الغافقي: أبو إسحاق، أروي فهرسته من طريق المنتوري عن أبي عبد الله البلنسي عن أبي عبد الله الفخار عنه.

500 -

الغافقي (3) : هو أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي يعرف بالملاحي، والملاحي نسبة لقرية على بريد من غرناطة، المحدث الرواية الأديب، كان كثير الرواية من أهل الضبط والتقييد والإتقان، نقادا حافظا للأسانيد سمع من خاله وأبيه وابن الفرس وابن أبي زمنين، وشيوخه الذين قيد أسماءهم بخطه نحو مائة وستة وثلاثين، وحدث بالإجازة العامة عن السلفي وأبي مروان ابن قزمان. قال ابن الأبار:" كان مقدما في صناعة الحديث، شديد العناية بالرواية، حسن الخط جيد الضبط، حافظا لأسماء الرواة عارفا بأخبارهم ".

(1) أعاد الأستاذ عادل نويهض تحقيق عنوان الدراية (بيروت 1969) وصدره بمقدمة مفيدة، وهو يرجح في تعليقاته على وفيات ابن قنفذ أن يكون تاريخ وفاة الغبريني سنة 704 اعتمادا على ما ورد عند ابن خلدون.

(2)

علي بن محمد بن علي الغافقي الشاري من أهل السنة (والشاري نسبة إلى شارة فليين شمالي مرسية بالأندلس) وتوفي بمالقة سنة 649؛ له ترجمة وافية في صلة الصلة: 149 - 153 وانظر التكملة رقم: 1922 وجذوة الاقتباس: 485.

(3)

قد مر تخريج ترجمة الملاحي في رقم: 13 (ص: 110) .

ص: 884

وهو صاحب كتاب الأربعين التي صدرنا بها، وكتاب فضائل القرآن الذي سماه " لمحات الأنوار ونفحات الأزهار " في ثواب قارئي القرآن، وهو عندي في مجلد، وقد سبق أني نقلت عنه في كتابي " كشف اللبس عن حديث وضع اليد على الرأس "(1) غير جازم بأنه للغافقي، ثم حققت ذلك بعد، فلذا استدركته هنا، وللغافقي أيضا برنامج رواياته. مولده سنة 549 ومات سنة 619 ببلده، أروي ما له من طريق ابن الأبار عنه.

501 -

الغربي: هو أحمد بن عبد الله محدث الرباط، له فهرسة نسبها له أبو الربيع الحوات في ترجمته من " الروضة المقصودة "(انظر الأحامدة هنا من حرف الألف)(2) .

502 -

الغرياني (3) : هو الإمام العلامة محدث تونس ومسندها أبو عبد الله محمد بن علي الغرياني الطرابلسي الأصل التونسي الدار، له مجموعة في إجازته من مشايخه المصريين والحجازيين، وقفت على نسخة منها بوجدة عليها خطه.

يروي عن الشمس محمد البليدي والجمال محمد بن علي بن فضل الطبري الملقب بالجمال الأخير ومحمد الأسكندري وسليمان المنصوري وتاج الدين القلعي المكي والعماوي وابن عقيلة المكي والشمس الحفني والشمس محمد العشماوي، ويروي الغرياني الفقه المالكي عن أبي حفص عمر الجمني عن إبراهيم الجمني عن الخرشي والزرقاني، ويروي " دلائل الخيرات " عاليا عن سليمان المنصوري عن المعمر محمد الباعلوي الأحمدي عن المعمر عبد الشكور عن الجزولي، وكان الشمس الغرياني من أهل الاعتناء بالرواية

(1) انظر هذا الكتاب ص: 7،8ط. طنجة 1326 (المؤلف) .

(2)

هو رقم: 9 (ص: 119) وقارن بالدليل: 319.

(3)

توفي الغرياني سنة 1195 ومن مؤلفاته شرح على مقدمة السنوسي وحاشية على الخبيصي وغير ذلك (شجرة النور: 349) .

ص: 885

واستجاز لأولاده من الحافظ مرتضى الزبيدي فأجازهم، ووقفت على استدعائه الإجازة لهم من الشيخ محمد المعطي بن صالح الشرقاوي صاحب " الذخيرة " كتبه من تونس إلى أبي الجعد، وهذه همة عالية.

نروي ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي عنه مكاتبة. ح: وعن الشيخ الطيب النفير عن البرهان الرياحي عن حسن الشريف عنه. ح: وعن الشيخ عمر بن الشيخ والشيخ علي بن ظاهر. كلاهما عن الشيخ الشاذلي بن صالح عن بيرم الثالث. ح: وعن الشهاب أحمد بن الطالب بن سودة والشيخ الطيب النيفير، كلاهما عن والد الثاني عن الشيخ بيرم الثالث عن حسن الشريف عنه. ح: وعن الشيخ الطيب النيفر عن الشيخ محمد بن الخوجة عن علامة الديار التونسية الشيخ إسماعيل التميمي التونسي عن القاصي عمر بن قاسم المحجوب عن الغرياني. ح: وعن الشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي عن والده حسن عن عارف حكمت الرومي عن نصر الكافي عن صالح الكواش المتوفي سنة 1218عن الغرياني. ح: وعن الشيخ المكي ابن عزوز عن الشيخ محمد الصالح بن محمد الجمني قاضي نفزاوة عن محمد الهاشمي الجمني عن والده موسى عن الأستاذ محمد بن عبد اللطيف الجمني عن الغرياني. ح: وأخذ الهاشمي أيضا عن الرياحي عن حسن الشريف عنه.

الغزي: (انظر بدر الدين في حرف الباء)(1) .

الغزي: (انظر نجم الدين في حرف النون)(2) .

الغزي: (انظر كمال الدين في حرف الكاف)(3) . وقد فاتنا أن نذكر

(1) رقم: 70 (ص: 218) .

(2)

رقم: 348 (ص: 669) .

(3)

رقم: 269 (ص: 480) .

ص: 886

هناك وفاته فإنها سنة 1214 وله تذكرة في عدة مجلدات بالنقل عن المجلد السابع منها، وطبقات الحنابلة.

الغزي: محمد بن عبد الرحمن (انظر حرف اللام من لطائف المنة)(1) .

503 -

الغساني (2) : هو الشيخ الفقيه الحافظ أبو علي حسين بن محمد بن أحمد الغساني المعروف بالجياني، قال عنه القاضي عياض:" شيخ الأندلس في وقته، وصاحب رحلتهم، وأضبط الناس لكتابه وأتقنهم لروايته (3) ، مع الحظ الوافر من الأدب والنسب والمعرفة بأسماء الرجال وسعة السماع، ورحل الناس إليه من الأقطار وحملوا عنه، وألف كتابه على الصحيحين المسمى " تقييد المهمل وتمييز المشكل " وهو كبير الفائدة، مولده سنة 427، وتوفي في شعبان عام 498 " اه. من " الغنية " له.

قلت: وكتابه " تقييد المهمل " هذا كتاب عظيم الشأن، وقفت على نسخة منه بمكتبة الجامع الأعظم بمكناسة الزيتون، وقد اعتمده الحافظ ابن حجر في " هدي الساري " كثيرا.

أروي فهرس أبي علي الغساني من طريق ابن بشكوال وابن حبيش عن أبي عبد الله بن أبي الخصال عنه. ح: وبسندنا إلى ابن خير، قال: حدثني بها المحدث أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن طاهر القيسي قراءة عليه عن مؤلفها أبي علي قراءة عليه. ح: وأرويها من طريق عياض قال: كتب إلي يجزيني فهرسته الكبرى وجميع رواياته. ومن طريق أبي محمد عبد الحق

(1) رقم: 160 (ص: 511) .

(2)

ترجمته في الغنية: 201 والصلة: 141 وأزهار الرياض 3: 149 وبغية الملتمس ص: 249 وابن خلكان 2: 180 وتذكرة الحفاظ: 1233 وانظر صفحات متفرقة من فهرسة ابن خير.

(3)

الغنية: واضبط الناس لكتاب وأتقنهم لرواية.

ص: 887

ابن عطيه عنه، ومن طريق ابن خير عن أبي عمران موسى بن سيد بن إبراهيم الأموي عنه.

الغساني: هو ابن أبي النعيم (انظر حرف النون)(1) .

504 -

الغساني (2) : أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم من أهل المرية، قاضي مراكش والمتوفى بها سنة 536 ممتحنا، له برنامج أرويه من طريق ابن بشكوال وأبي بكر بن أبي جمرة، كلاهما عنه.

505 -

الغيطي (3) : هو الإمام حافظ الديار المصرية ومسندها نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي بفتح الغين المعجمة المصري الشافعي المتوفى سنة 982، كما رمز بذلك من قال:

قضى حافظ العصر نجم الهدى

ونال الرضى من غفور رحيم

وقد ساء كل الورى فقده

وقد حل في مصر فقد عظيم

ومن سعده جاء تاريخه

إمام الحديث مع اهل النعيم (انظر فضائل " رمضان " لعلي الأجهوري، وحاشيتها البرهان السقا) وما في " الدرة " من أنه مات سنة 968 غلط.

(1) رقم: 359 (ص: 681) .

(2)

ترجمته في الصلة: 553 ومعجم أصحاب الصدفي: 126 والاعلام بمن حل مراكش 3: 2.

(3)

ترجمة الغيطي في شذرات الذهب (وفيات 984) 8: 406 ودرة الحجال رقم: 752 وخطط مبارك 8: 26 ومعجم سركيس: 1422 والزركلي 6: 234 وبروكلمان، التاريخ 2: 338 وتكملته 2: 467 والرسالة المستطرفة: 200 والغيطي نسبة إلى غيطة العدة بمصر لأنه كان يسكن بها (وفي الرسالة المستطرفة أن وفاته كانت سنة 981) .

ص: 888

يروي عن القاضي زكرياء والشرف عبد الحق بن محمد السنباطي وكمال الدين بن محمد والكمال القادري والأمين ابن النجار والبدر المشهدي والشمس الدلجي والشمس التتائي وأبي الحسن الشاذلي المالكي والشهاب أحمد الفتوحي الحنبلي ومحيي الدين عبد القادر بن جماعة المقدسي وغيرهم من مشايخه، وجل هؤلاء يروي عن ابن حجر والعيني والسيوطي والسخاوي وغيرهم.

هذا ما لخصته من مشيخته وهي في نحو العشر كراريس، وقفت عليها بمكتبة الوفائيين بمصر، عليها خط الحافظ مرتضى الزبيدي وفي " تاج العروس " أنها تتضمن سبعا وعشريين شيخا. قلت: وقد كنت ابتدأت نسخها فلم تتم، وأفاد صاحبنا الشيخ أحمد العطار في حاشيته على " الأمم " أن مشيخة النجم الغيطي هذه إجازة أرسلها إلى بعض وزراء الحضرة الفاسية. قلت: ولم أجد هذا في أول النسخة التي وقعت بيدي منها، إذ فيها:" وبعد فلما تفضل الله علي ووفقني لطلب الحديث، والأخذ عن رواته ومسنديه في القديم والحديث، رأيت أن أقتفي سنن أهل الحديث قبلي، بجمع أسانيد الكتب والأجزاء التي وقعت لي، فأثبت في هذه الفهرسة ما رويته كلا أو بعضا بالقراءة أو السماع، ولم أثبت من الرواية بالإجازة إلا ما يحتاج إليه لأجل اتصال السند وعدم الانقطاع، وقصدت بذلك الاندراج في زمن المحدثين، وأن انتظم في سلك رواة أحاديث الصادق الأمين، لأكون بسبب ذلك من الناجين "

الخ افتتحها بذكر الحديث المسلسل بالأولية، ثن بالحديث المسلسل بسورة الصف

الخ.

وللنجم الغيطي أربعون حديثا في تارك الصلاة ومانع الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوصية بالجار والأجوبة، وهي كثيرة منها فيمن تصدى للطريق بغير علم وجواب له في الأقطاب والأوتاد والمسلسلات.

ص: 889

وممن أخذ عن الغيطي من المغاربة الفاسيين بالإجازة مكاتبة أبو القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي وعبد الوهاب بن محمد الزقاق ومحمد بن عبد الرحمن ابن جلال التلمساني وأبو القاسم بن عبد الرحمن الحميدي وأبو عبد الله محمد ابن القاسم الشهير بابن القاضي ويحيى السراج وأحمد بن محمد بن عيسى الماواسي وأحمد بن علي المنجور وعبد الواحد الحميدي وأحمد الزموري والقصار وأحمد ادفال الدوعي، وغيرهم من الأعلام، وممن أخذ عنه شفاها من أعلام فاس الشهاب أحمد ابن القاضي وغيره. وصف صاحب " المطمح " والشيخ عبد الله الشرقاوي في " شرح التجريد " المترجم: ب " خاتمة الحفاظ والمحدثيين بالديار المصرية " وقال عنه الحافظ ابو الفيض الزبيدي في مستخرجه على مسلسلات ابن عقيلة: " كان يوصف بالحفظ والمعرفة وكثرة الشيوخ ".

أروي مشيخته عن نصر الله الخطيب عن عبد الله التلي المعمر عن المعارف النابلسي عن النجم الغزي عن الشيخ محمود بن محمد البيلوني عنه، مكاتبة من مصر لحلب، وهذا أعلى ما يوجد الآن. وأرويها أيضا عن السكري عن الكزبري عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن الحافظ البابلي وعبد السلام بن أبراهيم اللقاني كلاهما عن سالم السنهوري عنه. ح: وبأسانيدنا إلى عبد الباقي الحنبلي عن أحمد البقاعي عنه. وبأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي عن عبد الجواد الطريني عن يس الحمصي عن الغيطي. ح: وبأسانيدنا إلى القصار والمنجور، كلاهما عن الغيطي مكاتبة.

506 -

ابن غازي (1) : (انظر التعلل برسوم الاسناد له في حرف التاء) ولد بمكناسة الزيتون سنة 858 وانتقل لفاسواستوطن منها حومة البليدة سنة 891، وداره بها هي البقعة التي صارت اليوم زاوية للطائفة الصادقية،

(1) راجع ما سبق رقم: 197 (ص: 288) ورقم 128 (ص: 421) .

ص: 890

قال تلميذه الونشريسي في فهرسته: " كان متقدما في الحديث حافظا له واقفا على أحوال رجاله وطبقاتهم ظابطا لذلك كله معتنيا به، ذاكرا للسير والمغازي والتواريخ والأدب، فاق في ذلك جلة أهل زمانه وألف في الحديث حاشية على البخاري في أربعة كراريس، وهي أنزل تواليفه، واستنبط من حديث " أبا عمير ما فعل النغير " مائتي فائدة، وله في التاريخ " الروض الهتون " وفهرسة شيوخه، وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري " قال: " وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين " اه. مات سنة 919 بفاس، قلت: وقبره بها معروف إلى الآن بباب الحمراء.

وفهرسته تدل على شغف بالرواية عظيم لأنه أخذ وروى بفاس ومكناسعن أهلهما وعن الواردين عليهما من الآفاق، واستجاز مكاتبة لمصر من الحافظين السخاوي والديمي، واستجاز مكاتبة من تلمسان ابن مرزوق الكفيف، وناهيك بهذا في ذلك العصر، وسياق فهرسته وترتيبه فيها يدل على علم بالفن وبراعة فيه رحمه الله، ولما تكلم ابن عبد السلام الناصري في " المزايا " على عادة جده أبي عبد الله ابن ناصر من سرد البخاري في رمضان من كل سنة قال:" على عادة ابن غازي بفاس، إذ هو الذي ابتدأ سرده به ولازمه في رمضان فتابعه الشيخ وغيره على ذلك " قلت: ولازال الناس في فاس ومكناس وغيرهما من بلاد المغرب يعتنون بقراءة صحيح البخاري في شهر رمضان إلى الآن على سنة ابن غازي رحمه الله، وكان لسلفنا الكتانيين بذلك اعتناء كبير. وتعليق المترجم على الصحيح في نحو ثمانية كراريس في القالب الرباعي سماه " إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب " قال في أوله:" أودعته نكتا يخف حملها، ويسهل إن شاء الله تناولها ونقلها، انتقيتها من كلام شراح البخاري، قال: وجعلته كالتكملة لتنقيح الزركشي فلا أذكر غالبا إلا ما أغفله ".

ص: 891

507 -

ابن غالب (1) : هو الشيخ الأستاذ الخطيب أبوبكر محمد بن إبراهيم ابن غالب القرشي العامري. أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عنه إجازة كتبها له بخطه ووجه بها إليه من شلب بلده.

508 -

ابن غلبون: هو ابن غلبون الخولاني أبو عبد الحق. أروي فهرسته بالسند إلى عياض عن ابنه أحمد عنه.

509 -

ابن غمرون: هو أبو أيوب القاضي، له برنامج نقل عنه ابن الأبار في " التكملة ".

510 -

ابن غشليان (2) : هو الشيخ الفقيه أبو الحكم عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان الأنصاري أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير حسب روايته له عنه في جزء كتب به إليه.

511 -

ابن غانم (3) : هو الإمام نور الدين علي بن محمد بن علي الشهير بابن غانم، المقدسي الأصل، القاهري المولد والسكن، الخزرجي الحنفي، مولده في ذي القعدة عام 920، يروي عن قاضي القضاة محب الدين أبي الجود السوسي الحنفي وشهاب الدين ابن النجار والشهاب ابن الشلبي والناصر الطبلاوي والناصر اللقاني والشهاب الرملي وشهاب الدين بن محمد الشهير

(1) انظر فهرسة ابن خير: 437 وله ترجمة في الصلة: 551 وكانت وفاته سنة 532.

(2)

فهرسة ابن خير: 434 وترجمته في الصلة: 336 وهو سرقسطي أجاز له جماعة من علماء المشرق، وسكن قرطبة وبها توفي سنة 541.

(3)

ترجمته في خلاصة الاثر 3: 180 والبدر الطالع 1: 491 وبروكلمان، التاريخ 2: 312 وتكملته 2: 395، 429 والزركلي 5:166.

ص: 892

بمغوش التونسي والمسند محمد بن شرف الدين السكندري سائر مروياتهم، مات سنة 1004. نروي ما له من طريق النور علي الحلبي والخفاجي، كلاهما عنه.

512 -

ابن الغماز (1) : أروي فهرسته من طريق ابن جابر عنه، ومن طريق ابن الأحمر عن ابن الخشاب عنه، ومن طريق العبدري الحيحي عنه، وهو قاضي القضاة بتونس الإمام الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن حسين ابن محمد بن الغماز بمعجمتين الخزرجي، ترجم له العبدري ترجمة طنانة في رحلته، وكان قاضي تونس ومسندها، مات سنة 693 (انظر مشتبه النسبة)(2) وهو من كبار أصحاب الحافظ أبي الربيع الكلاعي، رحمهم الله.

483 -

غاية الأستناد في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد: هو اسم تعليقنا على فهرس الكوهن الذي تنبعث فيه أوهامه، وهو في نحو كراسين.

484 -

غاية الابتهاج لمقتفي أسانيد كتاب مسلم بن الحجاج: للحافظ مرتضى الزبيدي، توجد منه نسخة خطية بمكتبة أحمد تيمور باشا بمصر في قسم الاصطلاح تحت عدد 141، أرويه بأسانيدنا إليه.

485 -

غرائب المسندين ومناقب آثار المهتدين (3) : للحافظ أبي القاسم ابن الطيلسان، أرويه بالسند إلى الوادياشي عن ابن هارون الطائي عنه.

(1) انظر رحلة العبدري: 240 - 243 والذيل والتكملة 1: 409 - 413 (وفيه ذكر لمصادر ترجمته) وشجرة النور: 199 وعنوان الدراية: 119 والمرقبة العليا: 122 وبرنامج الوادياشي: 38 (وقد ذكر المحقق مصادر أخرى أيضاً) .

(2)

مشتبه النسبة: 473.

(3)

قد مرت ترجمة ابن الطيلسان رقم: 81 (ص: 254) ويضاف إلى ما ذكرته هنالك من مصادر كتاب الذيل والتكملة 5: 557 - 566 وطبقات الحفاظ: 499 وطبقات الداودي 2: 42 وغاية النهاية 2: 23 ومعجم المؤلفين لكحالة 8: 113 وانظر أيضاً رقم: 113 (ص: 315) .

ص: 893

486 -

غنى الطالبين بالأحاديث الأربعين (1) : من مرويات الحافظ أبي عمر عز الدين عبد العزيز بن محمد بن جماعة، أرويها بالسند إلى أبي زيد الثعالبي عن ابن مرزوق الحفيد عن أبي الطاهر بن أبي اليمن بن الكويك عن العز بن جماعة.

487 -

غنية الواجد وبغية الطالب الماجد: للإمام عبد الرحمن الثعالبي هي فهرسته التي عدد فيها مروياته في نحو كراسة، وهي لطيفة (انظر أسانيدنا إليه في عبد الرحمن)(2) .

الغنية: اسم فهرس القاضي عياض (انظر حرف العين في عياض)(3)

488 -

الغررالعالية في الأسانيد العالية: لآبي المحاسن القاوقجي، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر الأوائل)(4)

حرف الفاء

513 -

الفاسي: هو ابو عبد الله بن عبد الكريم التميمي الفاسي، له فهرسة ينقل عنها ابن الأبار في " التكملة " وقد سبق الكلام عليها في حرف النون (انظر النجوم المشرقة)(5)

(1) ابن جماعة (694 - 767) له ترجمة في الدرر الكامنة 2: 489 وذيل طبقات الحفاظ: 363 وطبقات الحفاظ: 531 والشذرات 6: 208 والبدر الطالع 1: 359.

(2)

راجع ما تقدم رقم:390 (ص:732) .

(3)

رقم: 446 (ص: 797) .

(4)

رقم: 16 (ص: 104) .

(5)

رقم: 442. (ص: 685) .

ص: 894

الفاسي: أحمد بن يوسف (انظر المنح الصفية)(1) .

الفاسي: هو عبد القادر بن علي (انظر عبد القادر من حرف العين)(2) .

الفاسي: صاحب المنح (انظر حرف الميم)(3) .

الفاسي: ابن عبد السلام (انظر حرف العين)(4) .

الفاسي: محمد بن عبد القادر وولده الطيب (انظر اسهل المقاصد)(5) .

الفاسي: عبد الرحمن بن عبد القادر (انظر استنزال السكينة وحرف العين)(6) .

514 -

فالح الظاهري المدني (7) : هو محدث المدينة المنورة ومسندها وبقية ذوي الاسناد العالي فيها المتبحر في علوم الأدب واللغة والتصوف، المتقد في طريق أهله العارف بفقه الحديث وفنه، الداعي إلى السنة والأثر قولا وعملا واعتقادا، أبو اليسر فالح بن محمد بن عبد الله بن فالح الظاهري نسبة إلى عرب الظواهر، قبيلة في الحجاز، ويكتب في نسبه المهنوي نسبة إلى بني منهى منهم. وجدت بخطة مكتوبا وجهه لبعض أصحابنا المكيين في نسبه ما نصه:" وأما بنو مهنى ابن ظاهر فهم الشعبة الذين منهم الفقير، وهم من بني جعفر بن الحجة قطعا، وأما بنو مهنى بن داوود في ففي نسبهم اختلاف، وعلى كل حال فمنهم الأمراء المشاهير والناس لايعرفون سواهم " اه.

(1) رقم: 200. (ص: 603) .

(2)

رقم: 418 (ص: 763) .

(3)

رقم: 197. (ص: 595) .

(4)

رقم: 480 (ص: 848) .

(5)

رقم: 45 (ص: 182) .

(6)

رقم: 538 في ما يلي، ورقم: 393 (ص: 735) .

(7)

محمد فالح الظاهري: له ترجمة في معجم الشيوخ 2: 131 وتحفة الإخوان: 35 وبروكلمان، التكملة 2: 815 والزركلي 7: 217 ومعجم سركيس: 1433 ورياض الجنة 2: 131.

ص: 895

قلت: أما بنو مهنى أمراء المدينة لعهد ابن خلدون والتنسي فهم من بني الحسين الأصغر، وقد ألف فيهم بعضهم تأليفا سماه " بغية القلب المهنى " اه.

صرح المترجم في كتابه: " أنجح المساعي " في كتاب الصيام بأنه كان في سنة 1971 دون البلوغ، ودخل المدينة فاجتمع فيها بعمدته وسنده الأستاذ العارف الشيخ السنوسي نزيل جغبوب، وذلك 25 ذي القعدة عام 1268، وكان حينئذ قد جمع القرآن، واستظهر بعض المنظوم الوجيز، فلما مثل قائما بين يديه أقبل عليه ولازمه من ذلك الوقت سفرا وحضرا سبع سنوات، وحج معه ثلاث مرات، وألبسه الخرقة، وسمع عليه الكتب الستة ونصف ابن ماجة، وسمع عليه الحديث المسلسل بالأولية والعيد والصف وأضافه على الأسودين وصافحه وشابكه ولقنه، وخاطب جماعة هو فيهم بقوله:

أجزتكم مروينا كله وما

سيؤثر عني راجيا لدعائي ولازم أيضا مدة طويلة المعمر أبا موسى عمران الياصلي الحسني، والعابد الناسك محمد الطاهر الغاتي وأبا الحلم عبد الرحيم بن أحمد الزموري البرقي، وبالأخير تخرج في قرض الشعر، ولقي بمكة المكرمة عام 1269 العلامة المحدث المعمر أبا الحسن علي بن عبد الحق القوصي الأثري، وأجازه إجازة عامة، وبالمدينة المنورة محدثها الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي العمري، وبمصر الشمس عليش والنور حسن العدوي الحمزاوي، وأجازه جميع هؤلاء جميع ما لهم عن مشايخهم وتدبج (1) مع أحد من ندبجت معه، وهو

(1) من اللطائف أن صديقنا الشيخ احمد أبا الخير الهندي كتب لي مرة من الحجاز يقول أن بعض الناس ساءهم قولكم إن الشيخ فالح تدببج مع بعض الآخذين عني وقال ما أراد بذلك قال فقلت له لم يرد بذلك إلا ما أراد ابن الضحاك السلمي الضرير في جامعه بقوله ان محمدا يعني البخاري سمع منه هذا الحديث اه. قلت: قال ذلك الترمذي في حديث الطير المشوي من كتاب المناقب، انظر الجامع المؤلف) .

ص: 896

مسند دمياط الشمس محمد الشريف بن عوض الدمياطي، ويروي بالإجازة العامة عن الوجيه الأهدل بإجازته لمعارفه ومن يولد لهم، وكان والده من معارفه، ودخل مصر مرارا أولها عام 71 وآخرها عام 1323، وفيها تدبج مع من ذكر، ودخل الآستانة وعين فيها لقراءة الحديث بالقصر السلطاني، وله حواش على الصحيح والموطأ في عدة أسفار رأيتهما عنده، ومنظومة في الاصطلاح أولها:

خير الأمور الوسط الوسيط

وشرها الإفراط والتفريط

وهذه منظومة في المصطلح

يقبلها كل فؤاد قد صلح

ذكرت فيها كل حد جيد

يحمدني عليه كل سيد وشرحها، ومدون في الفقه على مذهب الأثر كبير وصغير، الكبير أسمه " أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي " (في 581 صحيفة) (1) والثاني اسمه " صحائف العامل بالشرع الكامل " (في 42 صحيفة) قال في أوله:" وضعت هذه الصحائف عبارة عن معنى الأحاديث الشفوية، والأفعال المصطفوية، وأضفت إليها بعض الافهام، لأيمة السلف الأعلام، فمن جعلها سميره بل أميره فهو المدني الماهر، والبقية الذي لم يزل على الحق ظاهر " اه. وكلاهما طبع بمصر، والثبت الكبير والصغير الوسط، فاسم الكبير " شيم البارق من ديم المهارق " والوسط " ما تشد إليه في الحال حاجة الطلب الرحال " والصغير هو المطبوع اسمه " حسن الوفا لاخوان الصفا) (2) وهذب وعلق على كتاب " المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب " وهو مطبوع فيها.

(1) طبع أنجح المساعي سنة 1331 بالمطبعة الحسينية، ويبدو أن الطبعة غير التي رآها الكتاني، إذ يذكر سركيس أن عدد صفحات طبعة الحسينية:159.

(2)

طبع حسن الوفا بالاسكندرية سنة 1323 (في 69ص) .

ص: 897

ومن غرائبه روايته عن الشيخ السنوسي والشيخ أبوموسى عمران الياصلي، كلاهما عن الشهاب الطبولي الطرابلسي، وروايته عن الطاهر الغاتي عن مصطفى البولاقي عن الأمير وطبقته، ويروي الغاتي ايضا عن البرهان الرياحي التونسي، ويروي شيخه الزموري عن أستاذهما السنوسي وعلي بن عبد الحق وعبد الله سراج المكي وغيرهم، أجازني المترجم كتابة من المدينة على ظهر ثبته، ثم لقيته بالمدينة المنورة مرارا وسمعت عليه جميع مسلسلات ثبته، ولقنني وألبسني وسمعت عليه بعض الصحيح وناولني جميعه وأجازني بكل ما عنده إجازة عامة لي ولأولادي وهو ممن يحصل الفخر بلقائه لعلو إسناده،

وروايتنا عنه عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي الفاسي والحافظ أبي الفيض مرتضى الزبيدي بأسانيدهما من أعلى الأسانيد وأفخمهما. وقال مرة لأمير من أمراء العرب وقد وجدته عنده: " أنت أمير السيف وهذا وأشار إلي - أمير القلم " وأجازني بعد ذلك بالحديث المسلسل بيوم عاشوراء حسب استدعاء صاحبنا الشهاب العطار منه يومها بعد رجوعي للمغرب، وراجعته لما كنت أسمع عليه ثبته المطبوع في بعض أوهامه فيه فلم أجد فيه قابلية للمباحثة لكبره وضعف قواه، وقد ذكرتها في غير هذا الموضع. مات في 9 شوال عام 1328 بالمدينة المنورة رحمه الله رحمة واسعة.

515 -

الفتح البيلوني (1) : هو فتح الله بن الشيخ محمود بن محمد الحلبي

(1) ترجمة والده محمود بن محمد الحلبي في خلاصة الاثر 4: 320 وقطف السمر، الورقة: 95 (نسخة عارف حكمت) وكنيته أبو الثناء ولقبه نور الدين؛ وكانت وفاة الوالد سنة 1007 أما فتح الله نفسه فله ترجمة في خلاصة الاثر 3: 254 واعلام النبلاء 6: 239 وسلافة العصر: 398 وبروكلمان، التاريخ 2: 274 وتكملته 2: 385 والزركلي 5: 334 ومن مؤلفاته: حاشية على تفسير البيضاوي، وخلاصة ما يعول عليه الساعون في أدوية دفع الوبا والطاعون وله مجاميع اشتملت على تعاليق غريبة وله شعر كثير. والبيلوني نسبة إلى البيلون وهو نوع من الطين يستعمل في الحمام.

ص: 898

المعروف بالبيلوني الشافعي الأديب المشهور، أخذ عن والده البدر محمود وغيره، وكان واسع الرحلة، دخل بلادا كثيرة منها مكة والمدينة والقدس ودمشق وطرابلس وبلاد الروم وألف التآليف الفائقة وأخذ عنه خلق كثير، مات سنة 1042. له ثبت موجود بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 126، أرويه عن شيخنا عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ شاكر العقاد عن النور علي التركماني عن علاء الدين الحصكفي عنه.

516 -

الفكيكي (1) : هو الإمام المحدث الصالح الرحال سيدي بلقاسم بن لإمام أبي عبد الله محمد بن الإمام الكبير الحافظ أبي محمد عبد الجبار بن أحمد ابن موسى البرزوزي الفكيكي أحد مشاهير المغرب الذين لهم الصيت الطائر، وهو شارح منظومة الصيد لعمه أبي إسحاق إبراهيم المسمى ب " الفريد في تقييد الشريد وتوصيد الوبيد " وهو شرح ممتع في مجلد عندي. وتجول في الآفاق وأخذ عن أعلامها، وعمدته في الطريق سيدي محمد بن أبي الحسن البكري عن أبيه عن زروق، وروى عن والده عن ابن غازي والونشريسي والدقون والسنوسي وابن مرزوق والضرير والقلصادي وغيرهم، ويروي أيضا عن والده عن أبي إسحاق إبراهيم التازي عن أبي الفتح المراغي عن ابن الفرات عن ابن جماعة عن المنتوري بأسانيده. مات سنة 1021.

وبيت بني عبد الجبار بفكيكك له شهرة بالعلم والدين، وكانت لهم خزائن كتب عظيمة حتى نقل الشيخ أبو عبد الله التاودي ابن سودة في أول فهرسته عن الإمام أبي العباس الهلالي أنه مكث بها مدة من يومين لم يتصفح فيها ولا أوائل كتبها، وفي رحلة ابن عبد السلام الناصري الكبرى: " كانت لهذا

(1) صفوة من انتشر: 141.

ص: 899

الإمام يعني المترجم - وبنيه من بعده خزانة كتب عظيمة احتوت على دواوين غريبة، ثم تلاعبت بها أيدي الحدثان، وممر الدهور والأزمان، فتفرقت شذر مذرحتى لم يبق منها الإ الأثر " اه. وكان دخوله لفكيكك عام 1197.

نروي ما له بأسانيدنا إلى القصار وقد مات قبله عنه. ح: ونتصل في صحيح البخاريبه من طريق أبي سالم العياشي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الفاسي عنه أيضا.

517 -

الفرغلي: هو الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الفرغلي المصري، ألف وألفت باسمه عدة أثبات (انظر الضوابط الجلية، وانظر السقاط، وانظر العقد الثمين الغالي، وانظر الطرق الموضحة)(1) .

518 -

محمد فرخ شاه الهندي: ابن الإمام العارف محشي " مشكاة المصابيح " الشيخ محمد سعيد ابن الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهر ندي الهندي الدهلوي، أخذ عن أبيه محمد سعيد وغيره قال في " اليانع الجني ":" يقال كان يحفظ سبعين ألف حديث متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا، ونال منزلة الاجتهاد في الأحكام الفقهية، ويذكر عنه مع ذلك أنه كتب رسالة في المنعمن الإشارة بالمسبحة عند التشهد، وهذا يقضي منه العجب، والله أعلم "(2) اه منه. نتصل به من طريق الشيخ عبد الغني الدهلوي عن أبيه عن خاله سراج أحمد عن أبيه محمد مرشد عن أبيه محمد أرشد عن أبيه المولوي محمد فرخ شاه المترجم عن أبيه عن جده عن تلاميذ ابن حجر الهيثمي.

(1) رقم: 454 ورقم: 573 ورقم: 468 ورقم: 147 (ص:478) .

(2)

انظر اليانع الجني: 65 (المؤلف) .

ص: 900

519 -

الفلاني (1) : هو الإمام المحدث الحافظ المسند الأصولي الأثري فخر المالكية صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله بن عمر العمري نسبة إلى عمر ابن الخطاب، يصعد نسبة إليه من طريق الحافظ عليم الأندلسي الشاطبي، وهو مترجم في تكملة ابن الأبار (2) ، المسوفي الشهير بالفلاني نسبة إلى فلان بضم الفاء - قبيلة بالسودان، ولادة ومنشأ، المدني هجرة ومدفنا، المالكي الأثري، وما ذكر من كونه عمري النسب هو الموجود بخطه رافعا عموده إلى سيدنا عمر، فما في أوائل القاوقجي من وصفه بالعمري قال باسكان الميم - غلط واضح. رأيته محلى في إجازة تلميذه عبد الرحمن بن أحمد الشنكيطي في حديث الأولية للشيخ الكوهن الفاسي ب " شيخنا الفقيه المحدث النحوي البياني العالم بجميع فنون المعقول والمنقول، القاطن بالمدينة في داره المعروفة بدار السلام " اه. وحلاه الشيخ عابد السندي ب " الإمام الذي لا يجارى، والفهامة الذي لا يمارى، ملحق الأصاغر بالأكابر " اه. وقال فيه الشمس القاوقجي: " كاد أن يكون مجتهدا " اه. وممن جزم ببلوغه رتبة الاجتهاد صاحب كتاب " الدين الخالص " وكتابه " إيقاظ الهمم " ينم عن ذلك ولذلك ترجمته في كتابي " فيمن ادعى الاجتهاد أو ادعي فيه ". وذكره محدث الشام الوجيه الكزبري في ثبته بقوله: " ومن سادات أشياخي الشيخ الإمام العلامة المتفنن الهمام المشهور بالاسناد العالي، ذو الذهن الوقاد المتلالي، علم الدين الشيخ صالح بن محمد الفلاني " اه.

وله من التصانيف: الثبت الكبير " الثمار اليانع " والصغير " قطف الثمر "، وكتابه العجيب إيقاظ الهمم، هو مطبوع في الهند في مجلد، وله كتاب في الأحاديث القدسية، وتحفة الأكياس بأجوبة الإمام خير الدين الياس يعني به تاج الدين الياس المفتي المدني - وهي نظم أسئلة السيوطي في ألف باء.

(1) انظر ما سبق رقم: 96 (ص: 287) .

(2)

التكملة 2: 696 (المؤلف) وانظر أيضا صلة الصلة: 162.

ص: 901

وجعله صاحب " الحطة " و " عون الودود على سنن أبي داود " من المجددين على رأس المائة الثالثة عشرة.

ولد سنة 1166 في بلد أسلافه (نس) من إقليم (فوت جلوا) ونشأ بها، ثم ارتحل لطلب العلم وعمر إذ ذاك نحو اثني عشر عاما سنة 1178، فدخل بلدان القبلة، مكث بها نحو السنة عند محمد بن بونه، ثم وصل إلى باغي ولازم فيها الشيخ محمد بن سنة ست سنين، ثم ارتحل إلى تنبكت ولازم فيها الشيخ محمد الزين سنة كاملة، ودخل درعة ومكث في الزاوية الناصرية سنة، ودخل مراكش ومكث بها ستة أشهر، ودخل تونس وأخذ عن علمائها كالغرياني والكواشي والسوسي وغيرهم، ودخل مصر وبقي فيها نحو ثلاثة أشهر ملازما لعلمائها كالصعيدي وغيره، ودخل ارض الحجاز وزار القبر النبوي سنة 1187، ولم يزل يرتع في جنان الرياض النبوية مترددا إلى الرحاب الحرمية إلى أن مات بالمدينة المنورة سنة 1218.

يروي عن أعلام منهمابن سنة الفلاني وهو أعلى شيوخه إسنادا، ومنهم خاله عثمان بن عبد الله الفلاني الشهيد الراوي عن مولاي الشهير محمد بن عبد الله الواولتي والصوابي بإجازة الأخير لوالده عبد الله ومن يولد له، ومنهم صالح بن محمد بن عبد القادر الفلاني العمري عن محمد بن المختار بن الأعمش الشنكيطي إجازة مراسلة، ومنهم إبراهيم البار أجاره، ومنهم محمد بن أحمد الشهير ببابا أجازه في فهرس والده " نشييد المآثر "، ومنهم محمد الشهير بالفغ اب أجازه عن ابن زاكور الفاسي، ومنهم الشيخ محمد سعيد سفر المحدث الشهير، ومنهم ولده أحمد، ومنهم المعمر محمد بن محمد بن عبد الله المغربي المدني أجازه عامة، كما أجازه البصري وأجازه بالمنح البادية عن والده عن مؤلفها، ومنهم محمد بن سليمان الكردي أجازه عامة عن مشايخه منهم حسن بن عبد الرحمن عيديد عن البصري وعبد الرحمن ابن عبد الله بلفكيه، ومنهم علي بن محمد الشرواني أجازه عامة كما إجازه

ص: 902

هو محمد حياة السندي وغيره، ومنهم الشيخ التاودي ابن سودة لقيه بطرابلس الغرب وهو راجع من الحج وقرأ عليه أوائل ابن سليمان الرداني وبعض التحفة ومنسكه الذي صنف والنووية وأجازه عامة، ومنهم إبراهيم الرئيس بن محمد الزمزمي المكي أجازهعامة عن لبن الطيب الشرقي وعيد البرلسي وعبد الوهاب الطنطاوي، ومنهم الأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني وأجازه عن والده وأبي الحسن السندي وسليمان الأهدل وغيرهم، ومنهم عبد الملك بن عبد المنعم بن الشيخ تاج الدين القلعي أجازه عامة وهو ممن عاش بعد الفلاني مدة، ومنهم أبو الحسن الصعيدي أجازه أيضا عامة ولازمة مدة مقامه بمصر، ومنهم مصطفى الرحمتي الدمشقي أجازه عامة عن عبد الغني النابلسي والبكري وتلك الطبقة، ومنهم العارف عبد الله المرغني الطائفي أجازه عامة، ومنهم: تلميذه حسين بن عبد الشكور الطائفي أجازه عامة عن محمد بن حسين العجيمي وغيره، ومنهم الشهاب أحمد الدردير سمع منه الأولية وأجازه عن الحفني والصعيدي، ومنهم عبد الله بن سليمان الجرهزي الزبيدي أجازه عامة عن محمد بن علاء الدين المزجاجي وأحمد بن محمد مقبول الأهدل، ومنهم محمد بن عبد الرحمن الكزبري أجازه عامة، ومنهم محمد المصيلحي المصري أجازه عامة عن عيد البرلسي عن البصري وغيره، ومنهم محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي وأجازه عامة وبخصوص " المنح البادية " عن جسوس عن مؤلفها وشهد له بالرؤية وذلك عام 1212وعاش بعد الفلاني مدة مديدة، ومنهم أبو الحسن ابن محمد صادق السندي المدني أجازه عامة عن سالم البصري ومحمد حياة السندي وعطاء المكي، ومنهم محمد بن عبد الكريم السمان المدني أجازه عامة عن أبي طاهر الكوراني والبكري وغيرهما ولقنه، ومنهم الشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي أجازه عامة، ومنهم عبد العزيز بن حمزة المطاعي المراكشي قاضيها أجازه أيضا عامة، ومنهم أبو الحسن علي بن عبد البر الونائي أجاز كل منهما صاحبه، ومنهم أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي المصري لقيه بمصر سنة 1187 وأجازه إجازة عامة.

ص: 903

ومن شيوخه أيضا سليمان بن محمد الدراوي روى عنه " صلة الخلف " للردائي عن مؤلفها، كما قرأت ذلك بخطه على أول ورقة منها في نسخة بمكتبة المسجد الحرام بمكة مجيزا بها لعلي بن عبد الفتاح القبابي.

ومن شيوخه أيضا الشيخة أم الزين زوجة المرحوم الشيخ محمد سعيد سفر المدنية، فقد وجدت في إجازة الشيخ إسماعيل بن سعيد سفر للعربي الدمناتي أن الفلاني قرأ عليها ولكن لم يترجمها كالذي قبلها في ثبته الكبير الذي منه نقلت ما رأيت من أسماء شيوخه، ولعله لم يكمله، نعم وجدته ذكرها في ترجمتة شيخه العلامة الشهاب أحمد بن محمد سعيد سفر على أنها من شيوخه وأن ولادتها كانت سنة 1153. وأم الزين هذه قال عنها ولدها الشيخ إسماعيل ابن محمد سعيد سفر المدني في إجازته للدمنتي:" هي شيخة مشايخ الحرمين ومن وجد الآن بهما من المدرسين يأخذ عنها بواسطة أو واسطتين أو أكثر، وحيدة في العلوم المتطوق والمفهوم، حفظت القرآن بالعشر والخمسة وعشرين متنا من سائر الفنون وهي بنت سبع سنين، وجاء بها والدها إلى والدي محمد سعيد فقال له: أقرئها الكتب الستة والبيضاوي والكشاف، وأخذت عن خالها عمر المالكي ". (انظر بقية كلامه عليها في الإجازة المذكورة) .

نروي ما للفلاني في الثبتين الكبير والصغير وكل ما له من مؤلف وبحث من طريق جل الآخذين عنه، كمحدث الشام الوجيه الكزبري وعالم مكة ومسندها عمر بن عبد الرسول العطار وعلي البيتي الباعلوي المكي ومسند مصر علي بن عبد البر الونائي وإسماعيل بن إدريس الرومي المدني ومفتي المدينةإسماعيل ابن زيد العابدين البرزنجي ومحمد صالح جمل الليل ومحمد أمين بن حسن الزيله لي المدني ومحمد بن صالح الشعاب المدني ومحمد صالح بن إبراهيم الرئيس الزمزمي المكي والحافظ عابد السندي ومحمد بن هاشم الفلاني ويس المرغتي المكي والبركة الشيخ علي الرئيس الزمزمي المكي الزبيري وأحمد بن حسن الحنبلي وأديب الشام أحمد بن عبد اللطيف البربير وقاضي مكة عبد

ص: 904

الحفيظ العجيمي المكي ومسند المدينة زين العابدين جمل الليل الباعلوي المدني والشهاب أحمد بن محمد الكردي الأصطنبولي الحنفي ومفتي الشام الشمس ابن عابدين الدمشقي وغيرهم.

وأعلى ما بيننا وبينه الرواية بواسطتين، وذلك عن مشايخنا الشهاب أحمد ابن إسماعيل البرزنجي وأبي النصر الخطيب وعبد الجليل برادة، ثلاثتهم عن والد الأول السيد إسماعيل عنه. ح: وعن العلامة نور الحسنيين ابن محمد حيدر الأنصاري الهندي كتابة منه عن القاضي العجيمي المكي عن الفلاني.

ومن أغرب وألطف اتصالاتنا به روايتنا عن الفقيه الرحال الناسك الشمس محمدي ابن محمد الشنكيطي عن أبيه أحمدي بن محمد بن عبد الله ابن أحمد بن الفقيه بن الفقيه عبد الله القاضي الشنكيطي عن أبيه محمد عن العلامة محمد الحافظ بن المختار بن حبيب بن اكريش العلوي الشنكيطي، إجازة بالعموم متصفة، وهو عن الشيخ صالح الفلاني، وقفت على إجازته له بخطة وهي عامة مؤرخة بشعبان عام 1217 عند مجيزنا بالسند المذكور لما لقيته بأبيار عباس بالحجاز عام 1324، وأوقفني على إجازة جده محمد لأبيه أحمدي وعلى إجازة محمد الحافظ لجده، وكل منهما عامة مطلقة. وأشهر أسانيدنا إليه عن الشيخ الوالد عن الشيخ عبد الغني عن الشيخ عابد وإسماعيل ابن إدريس الرومي كلاهما عنه.

ومن أنزل أسانيدنا إليه روايتنا لثبته عن صاحبنا العطار عن ابي مهدي يحيى بن وجيه الله العلائي العظيمابادي عن شاه عليم الدين البلخي الجونفوري عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن الشيخ عابد السندي عن الوجيه عبد الرحمن الأهدل عن محمد صالح الرئيس الزمزمي المكي عنه، وهو مع نزوله عال لعظمة رجاله. ومن أغرب اتصالاتنا به عن الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار

ص: 905

الدمشقي عن الرحلة الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي الدمشقي عن الوجيه الكزبري والسيد يس المرغتي المكي وأبي الحسن علي الرئيس الزمزمي المكي الزببري ثلاثتهم عن الفلاني ثبته. ونتصل به في الحديث الأولية من طريق أبي المحاسن القاوقجي عن محدث فاس أبي محمد عبد القادر الكوهن عن أبي زيد عبد الرحمن الشنكيطي دفين فاس الجديد عن الفلاني.

مهمة: تأخر رجل بعد الفلاني نحو السبعين سنة وشاركه في اثنين من كبار مشايخه وهو المعمر الفاضل الناسك المسند الشمس محمد بن عمر بن عبد الرسول المكي، ولد سنة 1210 وسمع بعناية والده حديث الأولية من أبي الحسن علي الونائي، واستجار له منه وعن مفتي مكة عبد الملك القلعي، وهما من مشايخ الفلاني، فأجازه، وأجاز والده أيضا، وعاش إلى 4 محرم عام 1297، ومع ذلك لم يتفطن للأخذ عنه إلا القليل، آخرهم شيخنا الشمس محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي، فقد أجازني عنه بمكة المكرمة.

520 -

الفلبق (1) : هو أبو الحسن ابن أفلح، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن خاطب الباجي قراءة عليه بإشبيلية.

521 -

الفهري (2) : هو أبو جعفر أحمد بن يوسف اللبلي التونسي الأستاذ المحدث الرواية، حج ولقي أعلاما بالاسكندرية ومصر والشام والحجاز،

(1) هو عبد الرحمن بن محمد بن يونس بن أفلح النحوي من أهل رية (توفي سنة 490) وقد وضعه الكتاني في حرف الفاء وورد اسمه عند ابن خير: 316 والصلة: 328 القلبق - بالقاف - وليس له فهرسة يرويه ابن خير وإنما له كتاب في النحو.

(2)

رحلة العبدري: 43 وبغية الوعاة 1: 402 وهدية العارفين 1: 100 والزركلي 1: 260 (وكانت وفاة اللبلي سنة 691.

ص: 906

له برنامجان كبير وصغير في أسماء شيوخه، أرويها من طريق العبدري الحيحي عنه، لقيه بتونس وأجاز له عامة.

522 -

الفيروزبادي (1) : هو الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي مؤلف " القاموس " وغيره، مجدد علم اللغة على رأس المائة الثامنة، ومهر فيها وهو شاب، وتفقه فطلب الحديث وجال في البلدان، وكان له فيها الحظوة التامة حتى عند الملوك، وفي شيوخه كثرة: منهم التقي السبكي وولده التاج ومحمد بن يوسف الزرندي المدني وابن القيم والعلائي وابن جماعة وابن جهبل وغيرهم. وله فهرسة ومعجم ومشيخة ذكر فيها من لقي وما حمل عنهم، خرجها له الجمال ابن موسى المراكشي، وفيها أن مروياته الكتب الستة وسنن البيهقي ومسند أحمد وصحيح ابن حيان ومصنف ابن أبي شيبة وغير ذلك على مشايخ عديدة وجم غفير قاله في ترجمته من " أزهار الرياض ".

وترجم الحافظ تقي الدين ابن فهد في ذيل " طبقات الحفاظ "(2) لمحمد ابن موسى المراكشي المكي الشافعي المذكور فقال: رحلت أنا وهو في سنة ست عشرة إلى اليمن لنسمع على القاضي مجد الدين الفيروزبادي مشيخة خرجها له فلم يتيسر له قراءتها، واجتهدت أنا حتى قرأت عليه ما فيها من الأحاديث جميعها والآثار والشعر من غير كلام مخرجها من المسودة، وألبسني

(1) ترجمة الفيروزبادي في العقد الثمين 2: 392 وذيل تذكرة الحفاظ: 256 والضوء اللامع 10: 79 وبغية الوعاة 1: 237 - 275 والعقود اللؤلؤية 2: 264، 278، 297 وأزهار الرياض 3: 38 ومفتاح السعادة 1: 103 والشقائق النعمانية 1: 32 وتاج العروس 1: 13 والبدر الطالع 2: 280 وروضات الجنات 207 والشذرات 7: 126 ومقدمة بصائر ذوي التمييز، ومقدمة المغانم المطابة ومقدمة البلغة (وخاصة 21م حيث أورد ثبتاً بمصادر ترجمته) .

(2)

ذيل طبقات الحفاظ: 275، والكتاني يعتمد الحذف عند النقل.

ص: 907

خرقة التصوف، وحرصت على تحصيل نسخة من المشيخة فلم يتيسر لي ذلك، غير أني كتبت أحاديث من أولها ولم أظفر بالمشيخة بعد موته لأنه احتمل جملة كتبه إلى زبيد، فلما عزم على الحج تركها عند زوجته، فمات بمكة بعد قضاء نسكه، واستولت الزوجة على الكتب وذهبت شذر مذر، و [ذهب] جميع ما ألفه وجمعه. وخرج لمشايخه من ذلك العلامة زين الدين أبو بكر بن الحسين الأموي مشيخة سمعتها عليه بقراءته، وكتبت منها نسخة، وأربعين حديثا [منها عشرون] موافقات وعشرون أبدالا لجماعة من المشايخ، ومشيخة الجمال المرشدي "،اه.

قلت: وللمجد الفيروزبادي شرح على البخاري سماه " فتح الباري بالسيح الفسيح الجاري في شرح البخاري " كمل منه ربع العبادات في عشرين مجلدا، وله كتاب في الأحاديث الضعيفة في أربع مجلدات، وتسهيل طريق الوصول في الأحاديث الزائدة على جامع الأصول وهو في أربع مجلدات، والدر الغالي في الأحاديث العوالي، وسفر السعادة وهو مطبوع، ولها خاتمة في الأحاديث المشتهرة ونظمها بعض الشاميين، وشوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية للصغاني في أربع مجلدات، وعدة الاحكام في شرح عمدة الاحكام للتقي المقدسي في مجلدين، والصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر، ومنية السول في دعوات الرسول، والنفحة العنبرية في مولد خير البرية، والمغانم المستطابة في معالم طابة (1) ، والتخاريج في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح، والمتفق وضعا المختلف صنعا، وطبقات الحنفية، وطبقات الشافعية، وزاد المعاد في وزن بانت سعاد وشرحها في مجلدين، وغير ذلك. مات سنة 818 وقد جاوز التسعين ممتعا بحواسه.

نروي: ما له بالسند إلى الحافظ ابن حجر عنه. ح: وبالسند إلى الحافظ

(1) نشر أستاذنا العلامة الشيخ حمد الجاسر الباب الخامس من هذا الكتاب (منشورات دار اليمامة - الرياض1969) .

ص: 908

السيوطي عن الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن فهد وأخيه ولي الدين أبي الفتح عطيه وولديه محب الدين أبي بكر والحافظ نجم الدين عمر وآسية بنت جار الله بن صالح الطبري وصفية بنت ياقوت المكية ورقية بنت عبد القوي ابن محمد البجادي وأم محمد حبيبة بنت أحمد بن موسى الشويكي وكمالية بنت أحمد بن محمد بن ناصر المكي وأم الفضل هاجر بنت الشرف المقدسي وغيرهم، كلهم عن الفيروزبادي ماله، وهو إسناد عجيب فيه أكبر أحدونة عن انتشار العلم في ذلك الزمن حتى أخذ السيوطي كتاب " القاموس " عن ست من النسوة، أخذ الست القاموس وروينه وغيره عن مؤلفه.

وقد قال أبو الحسن علي الخزرجي في " العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية " في حق المترجم: " كان من الحفاظ المشهورين والعلماء المذكورين وهو أحق الناس بقول أبي الطيب المتنبي:

أديب رست للعلم في أرض صدره

جبال جبال الأرض في جنبها قف " وفي التاريخ المذكور أن القاضي مجد الدين لما فرغ من كتابه " الاصعاد إلى الاجتهاد " حمل إلى باب السلطان مرفوعا بالطبول والأغاني، وحضر سائر الفقهاء والقضاة والطلبة وساروا بالكتاب إلى باب السلطان وهو ثلاث مجلدات يحمله ثلاثة رجال على رؤوسهم، فلما دخل على السلطان أجاز مؤلفه بثلاثة آلاف دينار، وفي " الرد على من أخلد إلى الأرض " للسيوطي أن المترجم ادعى الاجتهاد وصنف في ذلك كتابه الاصعاد المذكور. وقد ترجم للفيروزبادي تلميذه الحافظ ابن حجر في ذيله على طبقات الحافظ لابن ناصر قائلا: " وهو آخر الرؤوس الذين أدركناهم موتا فإني أدركت على رأس القرن رؤوسا في كل فن، كالبلقيني والعراقي والغماري وابن عرفة وابن الملقن والمجد الشيرازي هذا ".اه. ومن غريب ما تسمع وتقرأ أن الحافظ ابن حجر نقل مرة في الفتح عن القاموس للمترجم فانتقده العيني بأن ما ذكره

ص: 909

يحتاج إلى نسبته إلى أحد من أيمة اللغة المعتمد عليهم. اه (انظر ص 843 من الجزء الأول) فطبقه على حال من يحتج اليوم بكلام " المنجد " و " أقرب الموارد " كأنه وحي يوحى مع أن قرب الفيروزبادي من العيني كقرب هؤلاء منا أو أكثر، فانا لله من ضعف العلم أو قلة المتمكنين فيه.

523 -

ابن الفخار (1) : هو أبو عبد الله الإمام الحافظ، له برنامج نقل عنه ابن الابار في " معجم أصحاب الصدفي ".

524 -

ابن فرتون (2) : هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فرتون السلمي يكنى أبا العباس، ويعرف بابن فرتون، من أهل مدينة فاس، ونزل سبتة وبها مات. [قال] صاحب " ذيل التكملة " (3) : روى عن أهل فاس وسبتة ودخل الأندلس سنة 635 فأخذ عمن وجد هناك، واجتمع له سماع جم وكتب بخطه كثيرا وقيد واعتنى غاية الاعتناء. قال ابن الزبير:" حتى كان آخر المكثرين، وكان ذاكرا للرجال والتاريخ وقسطا صالحا من الجرح والتعديل ولكثير من متون الأحاديث. صنف برنامجا ضمنه ما رواه " نرويه وكل ما له من طريق ابن الأبار عنه مكاتبة من سبتة، وعاش المترجم بعده، حدث عنه ابن الأبار في ترجمة مجاهد الأندلسي من " معجم أصحاب الصدفي " ومات ابن فرتون سنة 660 عن سن عالية.

525 -

ابن فهد: أبناء فهد في الرواة كثير، وهم بيت كبير بمكة انقرضوا اليوم منهم:

(1) معجم أصحاب الصدفي: 153 (في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الرحمن الأموي) .

(2)

انظر معجم أصحاب الصدفي رقم: 179.

(3)

غير واضح ما يعنيه ب " ذيل التكملة ".

ص: 910

تقي الدين ابن فهد (انظر عمدة المنتحل وحرف التاء)(1) .

ومنهم ولده الحافظ نجم الدين عمر بن فهد (2) خرج معجما للبرهان الحلبي سماه " مورد الطالب الظمي من مروياته الحافظ الحلبي سبط ابن العجمي " وهو مما لم يذكر في ترجمته سابقا، وقد وقع غلط فيما سبق في برنامج الحفاظ الذين أتوا بعد ابن حجر (في ص79 من الجزء الأول) فعد هناك من أهل القرن العاشر، والحال أنه من أهل القرن التاسع.

ومنهم ولده الحافظ عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد (3) ، له معجم (انظر ذروة [العز و] المجد) .

ومنهم ولده أبو الفضل محب الدين محمد جار الله ابن عبد العزيز ابن فهد (4) ، له معجم اسمه " نوافح النفح المسكي في معجم جار الله ابن فهد المكي "(وقد سبقت ترجمة جار الله في حرف الجيم) وذكر معجمه هذا في حرف النون.

وفاتنا أن نذكر هناك أن ولادته كانت سنة 891 بمكة المكرمة، ونشأ بها في كنف والديه وأحضر على الحافظ السخاوي وهو في الرابعة فسمع من لفظه وبقراءة أبيه وغيره أشياء، ثم سمع عليه بعد ذلك أشياء، وأحضر على المحب الطبري في ختم مسلم وثلاثيات البخاري والربع الأول من تساعيات العز ابن جماعة، كل ذلك بعد المسلسل، وأجاز له جماعة كعبد الغني البساطي وغيره ممن أجازت له عائشة بنت عبد الهادي والشمس محمد بن

(1) انظر الرقم: 110 (ص:270) ورقم: 476. (ص:876) .

(2)

انظر رقم: 347 (ص: 669) .

(3)

انظر رقم: 414 أما ذروة العز والمجد (ص: 421) فليس فيها سوى إحالة.

(4)

الترجمة رقم: 115 (ص:296) وانظر نوافح النفح المسكي رقم: 439. (ص: 684) .

ص: 911

الشهاب أحمد البوصيري وغيره ممن سمع على ابن الكويك، وأخذ عن والده الحافظ عز الدين عبد العزيز بن فهد والحافظ السيوطي وسمع على محب الدين أبي الثناء محمود بن محمد بن خليل بن أجا التدمري الأصل الحلبي ثم القاهري الحنفي المعروف بابن أجا قال في " سبائك الذهب " لما ترجمه:" قرأ عليه المسند جار الله ابن فهد عشرين حديثا عن عشرين شيخا خرجها له في جزء سماه " تحقيق الرجا لعلو المقر بن رجا " اه.

ورحل الشيخ جار الله إلى الديار المصرية والشامية ودخل إلى حلب وأخذ عن جماعة سبق ذكرهم في ترجمته السابقة في حرف الجيم، وكان بينه وبين الحافظ ابن طولون مراسلات يكتب هذا إليه وفيات الشام كل عام، وذلك يفعل مثله في الحجازيين، وتواريخ ابن طولون طافحة بالنقل عنه، وله دون المعجم المذكور وتحقيق الرجا:" تحفة الايقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ " ذيل بها على ذيل جده الحفاظ تقي الدين المسمى " لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ " وله تاريخ مفيد في معرفة وفيات المترجمين في الضوء اللامع لشيخه السخاوي، وله أيضا التحفة اللطيفة في بناء المسجد الحرام والكعبة الشريفة، وتحقيق الصفا في تراجم بني الوفا رتبهم على الحروف، وغير ذلك. وكانت وفاته رحمه الله سنة 954، وهو ممن ظهر لي أنه يصح إدراجه في حفاظ القرن العاشر، وفاتنا أن نذكر اسمه في برنامجهم الذي سبق (في الجزء الأول) فاستدركته هنا والأمر سهل.

ومنهم عبد الرحمن بن فهد (1)(انظر كلاً في حرفه) .

وأنت إذا تأملت قل أن نجد في بيت في الإسلام أربعة من الحفاظ في سلسلة واحدة من بيت واحد يتوارثون الحفظ والإسناد غير هذا البيت العظيم.

(1) الترجمة رقم: 392 (ص: 734) في ما تقدم.

ص: 912

526 -

ابن فرقد (1) : هو إبراهيم بن خلف ابن فرقد العامري القرشي الإشبيلي، مات سنة 572، له برنامج ممتع ذكر فيه شيوخه وكيفية أخذه عنهم.

527 -

ابن فرقد (2) : حفيد أخ الذي قبله، محمد بن عامر بن فرقد الفهري من أهل مورور وسكن إشبيلية، روى عن جماعة كثيرة جمعهم في فهرسة حافلة له، من أعيانهم عم أبيه إبراهيم بن خلف بن فرقد وغيره، وأجاز له من أهل المشرق طائفة كثيرة، توفي سنة 627 (3) ودفن خارج إشبيلية.

528 -

ابن الفرات (4) : هو الإمام قاضي القضاة مسند الديار المصرية ملحق الأصاغر بالأكابر والأحفاد بالأجداد، عز الدين أبو محمد عبد الرحيم ابن ناصر الدين محمد بن عز الدين عبد الرحيم بن علي بن الفرات المصري الحنفي، ولد سنة 759 وسمع على كثيرين، وأجاز له العز بن جماعة فهرسة مروياته وخليل بن أيبك الصفدي وعمر بن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمود ابن خليفة المنبجي والتاج السبكي والبرهان القيراطي وأبو هريرة بن الذهبي، وجمع وتفرد بجمع من المشايخ، وصارت الرحلة إليه من الآفاق لعلو سنده، ومات قبل الحافظ ابن حجر بسنة، وشارك بعض مشايخه في مشايخهم، وكانت وفاته سنة 851 عن نيف وتسعين بمصر. ترجمة يوسف سبط الحافظ ابن حجر في مشيخته " بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة " وبه

(1) ترجمة ابن فرقد في التكملة: 153.

(2)

ترجمة محمد بن عامر ابن فرقد في الذيل والتكملة 6: 421 والتكملة: 625 وبرنامج شيوخ الرعيني: 134.

(3)

في المطبوعة: 687 (وهو خطأ واضح) .

(4)

ترجمته في الضوء اللامع 8: 51 وذيل طبقات الحفاظ: 242 وبروكلمان، التاريخ 2: 50 وتكملته 2: 49 والزركلي 7: 73.

ص: 913

صدر. وقفت في كناشة الحافظ السخاوي على تسمية أربعين شيخا ممن أجاز للمترجم في استدعاء مؤرخ بسنة 761 عدهم، قال: وأجاز له أيضا باستدعاء مؤرخ 773 مائة وسبعة وعشرون شيخا سماهم، منهم إبراهيم ابن صديق وعبد الرحيم بن الحسين العراقي والنور الهيثمي. نروي ما له من طريق القاضي زكرياء الأنصاري وغيره.

529 -

ابن أبي الفتوح (1) : هو الحافظ أبو الفتوح أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي الابرقوهي الحنفي الصوفي له كتاب " جمع الفرق لرفع الخرق " وهي ثمانية خرق لها ثمانية وسائط متصلة عنده بالنبي صلى الله عليه وسلم، الواسطة الأولى الخضر، والثانية اليأس، الثالثة أبو بكر الصديق، الرابعة عمر، الخامسة علي، السادسة عبد الله بن عباس، السابعة سيد أهل الصفة أبو الدرداء، الثامنة القطب أبو البيان ابن محفوظ القرشي، كذا في " الرحلة العياشية " وللسيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في إجازته لبني الأهدل (2)" أن رسالة ابن أبي الفتوح تشتمل على ست وعشرين طريقة صوفية " اه. وعلى كل حال فأروي ما تضمنته الرسالة المذكورة من طريق أبي مهدي الثعالبي والكوراني والعجيمي والعياشي وغيرهم عن الصفي القشاشي عن الشنواني عن السيد غضنفر بن جعفر النهروالي المدني عن الخطيب تاج الدين عبد الرحمن ابن مسعود بن محمد الكازروني عن جده الحافظ أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي فيما له (3) . وباسانيدنا إلى ابن العجل عن القطب النهروالي المكي عن أبي عن أبي الفتوح الطاوسي، وقد ساق سند الطاوسي المذكور في الطريقة النقشبندية المنلا إبراهيم الكوراني في " الأمم " لدى الكلام على تصانيف

(1) انظر رحلة العياشي 1: 207 - 208.

(2)

النفس اليماني: 236.

(3)

انظر ص: 256 من الجزء الأول من الرحلة العياشية (المؤلف) . قلت: صوابه ما أثبتناه أعلاه تحت رقم: 529 اعتمادا على طبعة فاس.

ص: 914

المولى الجامي، فذكر أنه لبس من السيد الشريف الجرجاني عن علاء الدين العطار عن خواجه بهاء الدين النقشبند بأسانيده. ويروي الطاوسي أيضا الطريقة التسترية عن يونس الشنبكي عن والده. ويروي أيضا عن جمال الدين يحيى السجستاني عن الشرف الغوري عن شيخ الطائفة الركنية علاء الدولة ركن الدين السجستاني. ويروي الطاوسي المذكور أيضا طريقة المولوية عن شيخها صدر الدين أيوب بن عبد الرحمم الطاوسي. ويروي الطريقة الحلاجية عن أمين الملة والدين محمد البلياني.

530 -

ابن الفوطي (1) : هو المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي، منسوب إلى جد أبيه لأمه، ويعرف أيضا بابن الصابوني، مولده سنة 642 وأسر في واقعة التتر ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجا نصير الطوسي سنة 660، سمع الكثير وعني بهذا الشأن وكتب وجمع؛ قال الذهبي:" فلعله يكفر عنه، كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنفاته وقر بعير، تولى كتب الرصد ببغداد بضع عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة، وولي خزانة كتب المستنصرية فبقي عليها واليا إلى أن مات، وليس في البلاد أكبر من هاتين الخزانتين، وعمل تاريخا لم يبيضه، وآخر دونه في خمسين مجلدا سماه "[مجمع] الآداب في معجم الألقاب " (2) وألف كتاب درر الأصداف في غرر الأوصاف، وهو كبير جدا ذكر أنه جمعه من

(1) ترجمة ابن الفوطي في الفوات 2: 319 وتذكرة الحفاظ: 1493 والدرر الكامنة 2: 474 ولسان الميزان 4: 10 والبداية والنهاية 14: 106 وذيل العبر: 128 وطبقات السبكي 5: 175 والسلوك 2: 252 والشذرات 6: 60 والنجوم الزاهرة 9: 260 ولمحمد رضا الشبيبي محاضرة مطبوعة عنه، والزركلي 4: 124 ومقدمة مجمع الآداب.

(2)

طبع منه أربعة مجلدات بتحقيق الدكتور مصطفى جواد رحمه الله، بعنوان:" تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ".

ص: 915

ألف كتاب مصنفة من [التواريخ و] الدواوين والأنساب والمجاميع عشرون مجلدا، والدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة في عدة مجلدات "، قال: " ومشايخي يبلغون خمسمائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين يوسف بن الجوزي، وسمع بمراغة من مبارك ابن الخليفة المعتصم سنة 666 ". قال الذهبي في التذكرة:" وهو في الجملة اخباري علامة ما هو بدون أبي الفرج الأصبهاني، وبينهما اشتراك وخصوص، ومات سنة 723 ببغداد عن 81 سنة ". أروي ما له من طريق الذهبي عنه مكاتبة.

فاغية الغالية: اسم ثبت العلامة نعمان الآلوسي (انظر حرف النون وهم مطبوع، صدر مؤلفه أيضا غالية المواعظ)(1) .

489 -

فتح الملك الناصر (2) في إجازات مرويات بني ناصر: للعلامة الأديب المؤرخ أبي عبد الله محمد المكي بن أبي عمران موسى بن محمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي، قصد مؤلفه جمع الإجازات التي حصلها سلفه، وكانت كما قال متفرقة بين الأوراق أو هامش بعض الكتب، قسمه إلى ثلاثة فصول: الأول في إجازة جده الأكبر أبي عبد الله ابن ناصر وأخيه أبي علي الحسين، الثاني في إجازات أولاده، الثالث في إجازات أحفاده.

فذكر في الفصل الأول إجازة ابن سعيد المرغتي السوسي لأبي عبد الله محمد وأخيه الحسين، وهي مطولة اشتملت على فوائد، وإجازة الحافظ البابلي لهما أيضا وهما عامتان.

وذكر في الفصل الثاني إجازة محمد بن عبد الرحمن التلمساني نزيل

(1) رقم: 350 في ما تقدم. وغالية المواعظ في مجلدين، طبع بمصر مرتين (انظر الدر المنثر:35) .

(2)

قارن بالدليل: 307.

ص: 916

تارودانت لوالده محمد بن الشيخ سيدي محمد بن ناصر وهي عامة كما [ذكر] إجازة المرغتي وإجازة الشهاب أحمد بن قاسم البقري للخليفة أبي العباس أحمد ابن ناصر في القراءات وإجازة أبي الحسن علي الزعتري أيضا وعبد الله بن سالم البصري المكي وإسماعيل خطيب الحرم في القراءات وكتب الحديث من طريق الجن. ونص إجازة مجهول كاتبها وإجازة أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي لأبي الحسن علي بن محمد بن ناصر في الشمائل ثم إجازة أبي السعود الفاسي لأبي الحسن علي بن محمد بن ناصر، وهي عامة له ولأخيه أبي بكر وغيرهما، ثم إجازة أبي سالم العياشي لأولاده الشيخ ابن ناصر وهي عامة لهم ولإبراهيم ابن علي قال: ولمن أحب من الإخوان.

وفي الفصل الثالث إجازة المعمر الأستاذ إبراهيم بن علي الدرعي المعروف بالسباعي لموسى بن محمد بن محمد بن ناصر التي أشرك معه فيها الأديب محمد ابن عبد الله الحوات الشفشاوني ومحمد بن عبد الكريم التدغي والسيد جعفر ابن موسى المذكور وصنوه السيد محمد الأصغر المدعو المكي مؤلف " الدرر المرصعة " وجامع الثبت المذكور ولمن سيولد منهم، وهي بتاريخ 1132. قلت: قد دخل في هذه الإجازة أبو الربيع سليمان بن عبد الله الحوات، ولعله لم يكن يتفطن لها، والسباعي المذكور شارك أبا سالم العياشي في معظم شيوخه المشارقة والمغاربة وهو أكبر مشايخ ابن الطيب الشركي وأعلاهم إسناده، وعاش الحوات بعد ابن الطيب أزيد من الستين سنة وهو يشاركه فيه وهذا عجيب. ثم ذكر إجازة محمد بن عبد الله الحوات المذكور لأحمد بن موسى ابن محمد بن محمد بن ناصر ومحمد بن محمد بن عبد الله الخطيب، وهي عامة، ثم إجازة احمد بن إبراهيم السباعي لمؤلف الفتح المذكور محمد المكي، وهي عامة بتاريخ1141، وبذلك تمت الفهرسة المذكورة، وكان كمال جمعها

ص: 917

من مؤلفها سنة 1150. وقفت عليها بخط المؤلف في مجموعة من كتب الزاوية الناصرية بدرعة، وعندي منها نسخة.

نتصل بكل ما فيها من الأسانيد والمرويات من طرق تعلم من خلال هذه المجموعة فالمرغتي ومروياته إسنادنا إليه في حرف الميم، وأما البابلي فقد ذكر إسنادنا إليه في حرفه، وأما مرويات الخليفة أبي العباس ابن ناصر ففي حرف النون، وأما إجازة أبي السعود الفاسي فأسانيدنا إليه في عبد القادر، وأما فهرسة السباعي فقد ذكرت في حرف الشين (انظر الشموس)(1) . ومما يلاحظ أن مؤلف الفتح المذكور أهمل من المجيزين لأبي العباس ابن ناصر الكوراني وأمثاله ولعل عذره أنهم أجازوه لفظا، كما أهمل إثبات إجازة القاضي أبي القاسم العميري له هو بفهرسته، وقد أثبتها شيخه المذكور فيها، ولعلها صدرت له بعد تتميم الفتح، كما لعل الناصري المذكور أول من تنبه لجمع إجازات بيت كبير مغربي في مجموعة مخصوصة، ولو وفق اليوم باحث من بني ناصر يضم إجازات الحافظ ابن عبد السلام ومن جاء بعده لما جمعه المترجم لجاءت مجموعة مهمة تبرهن عن مجد ذلك البيت الجليل، وتحفظ لنا حلى الأكابر لإفرادهم وتخطيطهم لهم فيما يرجع لنسبهم وعلاهم، ويذكرونا بما كانوا يقرءون ويسمعون من الكتب في زمانهم، جزى الله المعتني خيرا وأهمل المهمل حياة وقبرا.

490 -

فتح الرضا في نشر العلم والاهندا (2) : اسم إجازة كتبها عالم مكة الشيخ عبد العزيز الزمزمي سبط ابن حجر الهيثمي للشيخ رضي الدين ابن عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي المكي، سماها له بذلك

(1) رقم: 543.

(2)

عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز البيضاوي: ترجمته في خلاصة الاثر 2: 426.

ص: 918

شيخه أيضا أحمد بن أبي الفتح الحكمي، قال في " خلاصة الأثر ": وهي إجازة حافلة " اه.

ولد الشيخ عبد العزيز المذكور سنة 977 بعد وفاة جده أحمد بن حجر الهيثمي بثلاث سنين، ومات بمكة المكرمة سنة 1072. يروي عن والده محدث مكة محمد بن عبد العزيز عن ابن حجر الهيثمي وغيره.

ونروي ما له من طريق الشهاب النخلي عن مؤلفها الزمزمي، وذكر الشيخ إسماعيل النقشبندي تلميذ الشيخ محمد سعيد سنبل صاحب " الأوائل " أنه أي سنبل أدرك الشيخ رضي الدين المجاز بفتح الرضا والأخذ عن والده وهو عن والده الشيخ ابن حجر قال: وهو أعلى ما عنده، اه. من خطه، بواسطة الشيخ أحمد أبي الخير، وفي اعتماد ذلك نظر، لأن الشيخ رضي الدين مات كما في " خلاصة الأثر " سنة 1041، فكيف يمكن لمحمد سعيد سنبل إدراكه إلا إذا فرضنا أنه مات عن مائة وأربعين سنة على الأقل، وهذا السن لو كان بلغه سنبل لوصف به، والله اعلم.

491 -

فتح الملك ناصر لعبده أمير البلاد التونسية محمد الناصر: اسم ثبت صغير ألفته إجازة لملك تونس الفاضل المحبوب لدى شعبه أبي عبد الله محمد الناصر باي المتوفى سنة 1341، كتبته بتونس سنة 1341، سقت له فيه إسناد الأربعين حديثا المسلسلة بالاشراف والصحيح والدور الأعلى ونحوه، وهو في كراسة لطيفة.

492 -

فتح الغدير بأسانيدنا والدي الشيخ عبد الكبير: هو فهرس كنت جمعته في مرويات الشيخ الوالد ومشيخته عام 1319 في نحو الست كراريس، أروي ما فيه عن والده رحمه الله.

ص: 919

الفتح الغربي: اسم فهرس الحافظ السخاوي (انظر حرف السين)(1) .

493 -

الفتح الوهبي فيمن أجاز لسيدي الحاج الهاشمي الرتبي: ثبت جمعه المسند أبو عبد الله محمد التهامي بن المكي بن زحمون الفاسي لشيخه العلامة الصوفي أبي عبد الله محمد الهاشمي بن الحاج علي بن أحمد الصادقي الرتبي الفاسي في مشيخته وإجازتهم له، فمن المغاربة: قاضي فاس العباس ابن أحمد بن (تو) بن سودة وأحمد الحبيب اليعقوبي الراشدي والعباس بن كيران وعثمان بن محمود القادري البغدادي التازي، ومن المشارقة: عباس ابن صالح الخباشي اليمني المكي وممد صالح الزمزمي المكي والشهاب أحمد الصاوي المصري وهؤلاء من مشايخه الذين أجازوه عامة ما لهم بتاريخ 1235.

أوله: " الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه لقبول المواهب الربانية " الخ وهو في نحو كراسين، قال في خطبته:" لما رأى الصادقي الرتبي المذكور ما سنه الشيوخ من إيصال السند، وأطلعني على إجازات له من شيوخه الأعلام ورأيت من ذلك ما يذهل العقول، فصغت هذا التقييد مقتصرا فيه على شيوخه الذين أجازوه من غير مزيد " وسماه بما ذكر، وقفت على نسخة منه بخط جامعه وعلى ظهره الإجازة به من الهاشمي الرتبي المذكور له ولأولاده وأحفاده، أذن له ولهم أن يحدثوا عنه ويرووا كيف شاءوا وبأي لفظ شاءوا.

أرويه وكل ما للهاشمي المذكور عن المعمر أبي العلاء إدريس بن الطائع ابن التهامي عن الهاشمي المذكور، بحكم ما ذكر، ولم أسمع بالهاشمي المذكور إلا من الفهرس المذكور، ولا أستحضر له ترجمة، وبخط ابن

(1) انظر رقم: 562.

- قارن بالدليل: 308 وقد مرت ترجمة التهامي ابن رحمون في رقم 111 (ص:270) .

ص: 920

رحمون أنه مات في ذي الحجة عام 1240، ولم يبين محل موته فضلا عن مدفنه، رحم الله الجميع، وبمكتبتنا نسخة من الفتح المذكور نقلتها عن خط جامعها.

494 -

الفجر الصادق في إجازة الشيخ محمد الصادق: اسم فهرس لجامعه محمد عبد الحي، ألفته باسم قاضي المالكية بتونس الآن سليل المجد العالم الوجيه الفقيه المدرس النفاعة الشيخ محمد الصادق بن الشيخ الطاهر النيفر لما ورد لفاس عام 1329، في نحو الست كراريس، عددت فيه مشايخي ثم إسناد الستة والمسانيد الأربعة ونحوها من الكتب الرائجة، ثم إسناد الفقه المالكي وإسناد كثير من الفهارس على حروف المعجم، وهو ثبت نافع أجمع ما صدر مني إلى الآن وأفيد في بابه، وختمته ببعض الإنشادات المسندة والوصايا.

495 -

الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين: للشيخ ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في مسلسلاته، أرويه عن والدي الشيخ عبد الكبير الكتاني عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن أبيه عن الشيخ عبد العزيز الدهلوي عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي.

496 -

الفوائد المنتقاة الغرائب العوالي عن الشيوخ الثقات: رواية الشيخ أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن المخلص، الجزء الأول منها موجود بمكتبة الاسكوريال باصبانيا.

497 -

الفوائد المخرجة من الأصول: هي مشيخة ابن المهتدي بالله المتوفى سنة 465، موجود بخط قديم في المكتبة التيمورية بمصر في القسم الحديثي تحت عدد 154.

498 -

الفوائد الجلية في مسلسلات ابن عقيلة: هو اسم مسلسلات

ص: 921

الشمس محمد بن أحمد بن عقيلة المكي المسند الشهير، وهي أربعون مسلسلا مستعملة مروية عند المتأخرين خصوصا بالحجاز واليمن والشام، وقد سمعت جميعها على شيخنا المعمر عبد الجليل بن عبد السلام برادة المدني بأعمالها في مجلس واحد بداره من مكة المكرمة سنة 1323، كما سمعها كذلك على الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني بها، كما سمعها على شيخه الشيخ عابد السندي، كما سمعها كذلك على شيخه الوجيه عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، كما سمعها كذلك على شيخه عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي، وهو سمعها عملا كذلك على مؤلفها الشمس محمد بن عقيلة المكي رحمه الله. ولعلي منفرد الآن بالمغرب بسماعها بأعمالها والحمد لله، وهي المسلسلات التي وضع عليها شبه المستخرج الحافظ مرتضى الزبيدي، وقد سبق ذكره في حرف التاء (انظر التعليقة) وهذه المسلسلات هي مادة الشيخ عابد السندي في الجزء الثاني من ثبته " حصر الشارد " الذي خصه المسلسلات.

499 -

الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة (1) : للعلامة المحدث المسند المؤرخ الضابظ الأديب أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن أحمد المغافري الجزولي التمنتري، نسبة إلى تمنارت قاعدة بلاد جزولة بسوس، ومنها عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين بالمغرب الأقصى، ثم الرداني دارا ومحتدا، قاضي الجماعة بتارودانت ومفتيها وعالمها، شهد له الشيخ اليوسي أنه أعلم عالم وجده بتارودانت.

ثبته هذا في مجلد وسط في غاية الإفادة والإجادة والسلاسة والجمع لتراجم أعلام سوس وتلك الجهات وفوائد أهلها، وعليه اعتمد كثيرا

(1) عبد الرحمن بن محمد التمنارتي (أو التمنرتي) : ترجم له في الصفوة: 155 واليواقيت الثمينة: 193 والزركلي 4: 108.

ص: 922

صاحب " الصفوة " في تراجم أهل ذلك الصقع، وهو عندي، قال في أولها:" إني أذكر في هذا التقييد معتمد مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم وأخبارهم ووفياتهم وأقطارهم، فإن أولى الناس بالإحياء بالذكر من كان أصل سيادتك وسبب سعادتك ودليل رشدك وهدايتك " ثم قال: " إن فضيلة التاريخ تظهر في شيئين " في حفظ الأفاضل وإعطاء كل ذي حق حقه، وفي حفظ أسانيد الرواية حتى لا ترى لغير أهلها مستحقة " قال:" ومن شأن الطالب النبيه، الفحص عن ذلك حتى لا يقع في الخطأ فيه، وهذا الفن لم أر له في بلادنا السوسية مع تقادم الأجيال وتوفر الرجال ناظرا. ولا سمح لي من خلفهم من رسم في سلف أفاضلهم أولا وآخرا " قال: " ورتبت هذا التقييد في أربعة أبواب: الأول في ذكر مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم ووفياتهم، الثاني: في الأسانيد التي حصلت لي ممن ثبت عندي صحة إسناده وأخذه، وهو معظم قصد التقييد لأن به تتصل النسبة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بها الشرف والسعادة، الثالث: فيما تلقيته من الغرائب وسمعته من العجائب، الرابع: في المرائي الحسان، الدالة على إمداد الله لعبده الضعيف بلطائف البر والإحسان ".

فذكر في الباب الأول ممن أجازه عامة مروياته: الشيخ أحمد بابا السوداني صاحب " النيل " وغيره، أجاز له مكاتبة، وأبو زيد عبد الرحمن ابن أبي عبد الله محمد التلمساني خطيب الجامع الأعظم بتارودانت، أجاز له عامة كما أجاز له هو الرحلة الجوال إمام الدين ابن المعمر محمد بن يوسف البطائحي المقدسي الشافعي عن مشايخه البدر الغزي والخطيب الشربيني والشمس الرملي وجمال الدين الأنصاري كلهم عن القاضي زكرياء ما له، وممن أجاز أيضا للتمنرتي المذكور الأستاذ محمد بن علي الجزولي الكفيف وأبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم المجاز من الإمام الصالح المحدث المسند أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد الدرعي المعروف بآدفال السوساني بكل ماله.

ص: 923

وصدر الباب الثاني الذي عقد للأسانيد بالتصريح بإجازته العامة لمن انتاب من إخوانه لحضور دروسه الحديثية بالجامع الأعظم بتارودانت، قال:" قصدا لإحياء أسانيد مشايخه واستبلاغا في نصح الأمة بنشرها وإفشائها " قال: " وأجزت أيضا لكل فاضل حضر مجلسي في يوم الإجازة 28 رمضان عام 1036، ولولديه محمد وأحمد " قال: " على الإحاطة والشمول " ثم صدر بإسناد حديث الأولية فذكر أنه يرويه عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن محمد بن عيسى التمنرتي والقدوة أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي والخطيب أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الوقاد التلمساني، وهو أول حديث سمعه منهم، فالأول يرويه عن محمد بن إبراهيم الجزولي التمنرتي وأبي زيد عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد العزيز الجزولي عن العادل أبي العباس ابن الإمام القائم بأمر الله مولانا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشريف الحسني، قال: حدثني السيد الفاضل سالم بن محمد، قال: حدثني الفاضل إبراهيم بن علاء الدين القلقشندي وهو أول، عن أحمد بن محمد المقدسي وهو أول، عن أبي الفتح محمد بن محمد المقدسي وهو أول، عن أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني عن ابن الجوزي بسنده. ح: ورواه الثاني عن أبي العباس أحمد آدفال السوساتي عن بركة بن الإمام محمد بن عبد الرحمن الحطاب وابن أخيه يحيى الحطاب بسندهم. ح: ويرويه أيضا عن أحمد بابا السوداني إجازة عن القطب النهروالي المكي عن زين الدين عبد الحق السنباطي المصري الشافعي، قال: هو أول حديث سمعته من لفظ بالمسجد الحرام لما قدم لمكة ليموت بها أحد شهور سنة 931، وتوفي بما مهل رمضان، عن مشايخه، وروى قطب الدين أيضا عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري.

وروى التمنرتي طريق القوم عن أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد ابن عبد المنعم الحاجي عن أحمد آدفال عن الشيخ محمد بن عيسى التلمساني المدني عن ولي الله عبد الوهاب الهندي المكي عن ولي الله علي بن حسام الدين

ص: 924

الشهير بالمتقي الهندي صاحب " كنز العمال " عن الشمس محمد بن محمد السخاوي عن الشيخ طاهر بن زيان الزواوي عن أحمد بن موسى النبتيتي عن صالح الزواوي عن ابن مخلص عن مغلطاي عن أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن الشاذلي عن أبيه، أتم التمنرتي فهرسته المذكورة في منتصف رمضان سنة 1045.

نتصل به من طريق المرغتي واليوسي كلاهما أخذا عنه. ومن العجيب أن رجلا عاش إلى أواسط القرن المنصرم وهو المعمر أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن مسعود الجراري السوسي وهو يروي عن ولدي التمنارتي المذكور وهما محمد وأحمد، وأجازاه وناولاه فهرسة والدهما " الفوائد الجمة " فعلى هذا عاشا بعد والدهما نحو المائة سنة على الأقل، لأن وفاة والدهما عبد الرحمن التمنارتي المترجم له هنا كانت كما للحضيكي في طبقاته سنة ستين وألف، أو في حدود السبعين كما لليفرني في صفوته، والله أعلم بغيبه وأحكم.

كما وقفت على استدعاء كتبه مسند سوس أبو عبد الله الحضيكي للبركة المعمر المحجوب بن أحمد بن عبد الرحمن التمنارتي الرداني أجازه عقبة إجازه عامة قال: " بكل ما حصل لي عن والدي أحمد بن عبد الرحمن، فعلى هذا نتصل به من طريق الحظيكي عن المحجوب عن أبيه أحمد عن أبيه عبد الرحمن.

500 -

الفوائد السرمرية من المشيخة البدرية (1) : خرجها الحافظ الرحال أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود السرمري الحنبلي نزيل دمشق وبه مات، من مرويات الشيخ الحافظ بدر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن الجوخي (2)

(1) ترجمة السرمري في الدرر الكامنة 5: 249 وذيل طبقات الحفاظ: 160 والشذرات 6: 249 وبغية الوعاة 2: 360 وبروكلمان، التاريخ 2: 162 وتكملته 2: 204 والزركلي 9: 231.

(2)

ابن الجوخي (683 - 764) : له ترجمة في الدرر الكامنة 1: 265 والدارس 1: والزركلي 1: 216.

ص: 925

فرغ منها مخرجها سنة 757، وهي في نحو عشر كراريس عندي منها نسخة عتيقة مسموعة على جماعة من المسندين، منهم البرهان بن أبي شريف وغيره. ترجم فيها سنة وأربعين شيخا، قال المخرج:" أردت أن أجبر له ما أماته المقصرون من الرواية بالإجازة، المحرومون عما في ضمنها من جزيل الفوائد الممتازة، إذ نسوا أن الراوي بالسماع لا يتعدى ما سمع، وأن الراوي بالإجازة له المجال المتسع، فخرجت عن كل شيخ شيئا من مسموعاته، مبتدئا بشيء من ترجمته وذكر مولده ووفاته، ولا معول على من ظفر بالإجازة وأهملها، ولا التفات إلى من وهنها وأبطالها، فإن الله تعالى كاتب موسى بالتوراة، ونبينا كاتب الملوك وغيرهم، والخلفاء الراشدون ومن بعدهم كاتبوا أمراءهم وكل عمل بما كوتب، وإذا صح العمل بالكتابة فصحة الرواية بها أولى " الخ.

أرويها من طريق ابن الفرات عن المخرجة له، وقد افتتحها مخرجها بحديث الأولية، وختمها بقصيدة ميمية نبوية حلوة سلسة على نسق " غرامي صحيح " وهي للمخرج المذكور، قال: وقلت أمدح النبي صلى الله عليه وسلم على لسان أهل الحديث وما اصطلحوا عليه من العبارات، ورتبت ذلك على فصول منظومي " المعسول في علوم الحديث الرسول " اه. وأرويها أيضا من طريق الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي عن إبراهيم ابن الحافظ أبي المظفر السرمري عن أبيه.

وهو صاحب عقود اللآلي في الأمالي، وغيث السحابة في فضل الصحابة، وتخريج الأحاديث الثمانيات، ونشر القلب الميت بنشر فضائل أهل البيت، وكتاب الأربعين الصحيحة، وعمدة الدين في فضل الخلفاء الراشدين، وشفاء الآلام في طب أهل الإسلام. وقد ترجمته الحافظ ابن رافع في معجمه وذكر أن تصانيفه بلغت مائة، ولد بسر من رأى في 27 رجب عام 694، ومات بدمشق 21 (1) جمادي [الأولى] عام 776.

(1) في البغية: حادي عشر.

ص: 926

501 -

الفيوضات الربانية (1) في إجازة الطريقة السنوسية الأحمدية الإدريسية: للعامل العامل الناسك الرئيس الأنجد، الشهم الغيور الأمجد، صديقنا السيد أحمد الشريف بن السيد محمد الشريف بن الأستاذ الكبير الحافظ محمد ابن علي بن السنوسي نزيل مكة المكرمة الآن، إجازة (طبعت بالآستانة في صحائف 16 في القالب الكبير) ذكر فيها أسانيده في القرآن والصحاح الستة والمسانيد وأسانيد الطريقة السنوسية والشاذلية والنقشبندية وغيرها من الأحزاب والأوراد، وهي إجازة مهمة لم يطبع أفيد منها في بابها يعطيها لحلفائه في الطريقة، ذكر فيها روايته عن والده وعمه السيد المهدي وهو عمدته ومستخلفه وشيخهما أيضا العالم الصالح المعمر السيد أحمد بن عبد القادر الريفي المتوفى بالتاج سنة 1329، أجازه الأخير عامة ما يرويه عن جده وختمها بالإحالة على إثبات جده الستة " الشموس الشارقة " ومختصرها " البدور السافرة " و " المنهل الروي الرائق " و " التحفة " و " السلسل المعين " و " سوابغ الأيد ".

وللسيد أحمد الشريف المذكور كتاب الدر الفريد الوهاج في الرحلة من الجغبوب إلى التاج، وكتاب فيوض المواهب الرحمانية وهو كبير جدا فصل فيه أحوال سلفه ومعارفهم ووارداتهم وتراجم أصحابهم، رتبهم على ثلاث طبقات، وهم عنده نحو ثلاثمائة، وهو تاريخ مهم في نحو مجلدين، يسر الله طبعه، وفي كتاب الفيوضات الربانية هذا أغلاط كثيرة مطبعية وأخريات من مخرجها من مبيضتها وبعض أمور اشتباهية من أكبرها أن السيد ابن السنوسي وشيخه الإمام ابن إدريس في " النفحات " نقلا عن العجيمي قال عن شيخه الصفي القشاشي مخططا له بالدجاني بالدال فتصحفت على الناقل

(1) أحمد الشريف السنوسي (1284 - 1351) له ترجمة في رياض الجنة 1: 136 وأعلام ليبيا: 35 والزركلي 1: 132 وكحالة 1: 243 ومجلة المنار 23: 134 والموسوعة الحركية 1: 155.

ص: 927

الدال ظنها تاء، وجعل كلام العجيمي المسوق في " النفحات الكبرى " مقولا من جده في حق الشيخ التيجاني دفين فاس، وهذه آفة قلة المقابلة. ومنها انه ذكر المعمر عبد العزيز الحبشي الذي أخذ عنه جده وأرخ وفاته بسنة ست وسبعين ومائتين وألف وذكر أنه عاش من المعمر خمسمائة وعشرين سنة وأنه أدرك زمن الحافظ ابن حجر ومن في طبقته وأخذ عنه قال:" وأدرك السيد عبد الرزاق ابن الأستاذ الكبير مولاي عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه " اه. مع أن من ولد سنة 756 كما ذكر، كيف يمكنه الأخذ عن السيد عبد الرزاق الذي مات سنة 603، إلا أن يكون إدراكه وأخذه عن أحد حفدته وأقاربه المتأخرين عنه ممن سمي بعبد الرزاق، فقد كثر في القادريين هذا الاسم والله أعلم.

ثم كتب لي السيد أحمد المذكور من المدينة المنورة يخبرني بمكاتبته رجلا كرديا معمرا اسمه حسين بن عبد الله له، وهو تلميذ تلميذ للسيد عبد العزيز المذكور، فحقق له كتابة من بلاد الكردان ولادة السيد عبد العزيز الحبشي المذكور بالتحقيق، كانت في اليوم الثالث من ربيع الأول عام 581، وأنه عاش سبعمائة سنة إلا خمس سنين، وأنه مشى إلى بغداد وأخذ عن الشيخ عبد الرزاق وإلى دمشق فأخذ عن الشيخ محيي الدين ابن عربي وأخذ عن الفخر ابن البخاري. قال لي السيد السنوسي في كتابه: وقد فرحت بتصحيح هذا السند فرحا لا مزيد عليه، اه. من خطه. وكتب لي كتابا آخر من المدينة المنورة يقول فيه انه في موسم الحج اجتمع بالسيد حبيب من ذرية السيد عبد العزيز الحبشي المعمر، فأخبره أن بين جده المذكور وبين النبي صلى الله عليه وسلم 17 أبا، وهذا عجيب فينبغي أن يستدرك الحبشي المذكور على الحافظ ابن الجوزي في تأليفه فيمن عاش من الأعيان مائة إلى ألف. أروي عن السيد أحمد الشريف ما له مكاتبة من الأناضول غير مرة.

502 -

فهرسة محمد بن عبد الله ابن حمزة: موجودة بخط قديم ضمن مجموعة من المجاميع الموجودة بالخزانة التيمورية تحت عدد 255.

ص: 928

503 -

فهرسة أبي محمد ابن فرج (1) : أرويها بالسند إلى عياض عن القاضي شريح عنه.

504 -

فهرسة الشبيهي: هو شيخنا المحدث العلامة الوجيه خطيب الحرم الإدريسي بزرهون ومفتية أبو عبد الله محمد الفضيل ابن العلامة الخطيب أبي عبد الله محمد الفاطمي الإدريسي الشبيهي (2) الزرهوني، لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني، أروي ما فيها عنه سماعا وإجازة منه عام 1318 بزرهون، وهو صاحب " الفجر الساطع على الصحيح الجامع " أنفس وأعلى ما كتبه المتأخرون من المالكية على الصحيح مطلقا، وهو في أربع مجلدات أنا متفرد الآن في الدنيا بروايته عن مؤلفه، قال في أوله:" إني وإن كنت مستمدا من تآليف من تكلم قبلي على هذا الكتاب كالمشارق والنكت والكواكب والبهجة والفصيح والتنقيح والفتح والعمدة والمصابيح والتوضيح والتحفة والإرشادين والمعونة والتشنيف والترشيح، وغير ذلك من التآليف الموضوعة عليه وعلى غيره المرجوع إليها عند الترجيح والتصحيح، فقد فتح الله علي بنكت غريبة، وأتحفني سبحانه بتحقيقات عجيبة، وتوشيحات مصيبة، تقف دونها الأفكار، وتبذل في تحصيلها نفائس الأعمار ".

يروي عامة عن أبي حفص عمر بن سودة وأبي العباس بناني كلا وأبي الحسن ابن ظاهر الوتري المدني بأسانيدهم، وقد استدرك في شرحه المذكور على الصحيح، وانتقد أمورا على الحافظ ابن حجر وفق لها وغفل عنها من قبله من الحفاظ مما يعلم منه أن الفتح بيد الله، وبالجملة فالرجل من مفاخر المتأخرين وممن يبتهج به صف شيوخنا، رحمهم الله.

(1) الغنية: 289 (رقم: 31) .

(2)

الشبيهيون من ذرية الولي أبي العباس احمد الشبيه الجوطي دفين مكناسة الزيتون، وبها عقبة، وانتقل بعضهم إلى زرهون (رياض الجنة1:40) .

ص: 929

505 -

فهرسة مستعجل وعلالة متحمل: للحافظ ابن حجر، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف الحاء) وفي " التحفة القادرية " بعد أن ذكر أن ابن عطية السلوي دفين الرميلة من فاس يروي مصنفات الحديث من طريق فهرسة ابن حجر قال:" وما احتوت عليه فهرسة ابن حجر من مصنفات علوم الحديث لا يدرك ولا ينحصر، ويكفيه في الرواية فهرسة ابن حجر " اه.

506 -

فهرس الفهارس (1)(2) : للعلامة المحدث المسند الأوحد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن حسن المعروف بابن همات زاده بهاء مكسورة وميم مشددة بعدها ألف كما ضبطه به الحافظ الزبيدي - التركماني الأصل، الشامي مولدا، الاصطنبولي الموطن. ولد سنة 1091 ورحل إلى مكة وأخذ بها عن عبد الله بن سالم البصري والتاج القلعي والشمس البديري وغيرهم، واشتهر برواية الحديث، وله تخريج أحاديث البيضاوي سماه " تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي " وهو من أمتع كتبه، كانت توجد منه نسخة خطية في مكتبة تلميذه شيخ الإسلام ولي الدين بالآستانة ونسخة ثانية في خزانة أسعد أفندي نقيب الأشراف بالآستانة، وله أيضا كتابه التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث خاتمة سفر السعادة، وهو كاتب مهم انتقد فيه خاتمة " سفر السعادة " للمجد الفيروزبادي، موجود بدمشق، وله شرح حافل على نخب ابن حجر منه نسخة في المكتبة السلطانية بمصر. مات سنة 1175.

(1) وقع في برنامج أسماء مؤلفات الشهاب احمد البوني أن له زاد المسير إلى دار المصير فقال عقب ذكره: " وهذا الاسم وان كنت مسبوقا به فلا حرج في ذلك إذ قد فعله قبلنا كثير من الاعلام، الحافظ ابن حجر فمن دونه، وتفسير ذلك يطول " اه. فكتب ولده أحمد زروق بهامشه " لعل مراده انه من قبيل أسماء الأعلام المشتركة ويميز بينها بالمشخصات والأوصاف ونحو ذلك ولا ضرر في هذا " اه. (المؤلف) .

(2)

ترجمة محمد همات في سلك الدرر 4: 37 والرسالة المستطرفة: 186 وبروكلمان، التاريخ 2: 309 وتكملته 2: 423 والزركلي 6: 322 (ويعتمد أيضاً على انتقاد المغني: 3) .

ص: 930

وفهرسته هذه كما في " عمدة الإثبات " فهرس كبير ضخم، نرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى الزبيدي عنه. قلت: رواية الحافظ الزبيدي عنه مكاتبة من الآستانة، والعجب أنه لم يترجمه في معجمه الكبير ولا أجرى له ذكرا في معجمه الصغير ولا في غيره من إجازته التي وقفت عليها على كثرتها، ثم وجدت الشيخ أحمد العطار ذكره في مشايخه في ذيله على معجمه، وقد ذكرته في محمد مرتضى وكأنه أخذ ذلك من " المربي الكاملي " لدى عده من روى له عن البصري. أرويها مسلسلا بالحنفية الدمشقيين عن الجمال السكري الدمشقي الحنفي عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن الشيخ شاكر العقاد الدمشقي الحنفي عن الشيخ الإسلام حافظ إسماعيل بن محمد بن محمد القسطنطيني الحنفي الشهير بكتاب زاده قاضي دمشق ثم المدينة المنورة، المتوفى بها سنة 1201، عن ابن همات، وقد ذكر ابن همات المذكور في إجازة كاتب زاده للعقاد (1) .

507 -

فهرس المرويات: للحافظ ابن حجر بالسماع والعرض والإجازة اشتمل على غالب كتب الإسلام الحديثية من الجوامع والمسانيد والأجزاء وما شذ عنها إلا النادر، هكذا قال عنها الثعالبي في " الكنز " وقال أبو الحسن النوري الصفاقسي في فهرسته عن فهرسة الحافظ هذه التي جمعها بنفسه وجمع فيها ما تفرق عند غيره:" رأيت منها نسختين كاملتين كل نسخة نحو ثلاثين كراسا في الكامل بخط الحافظ السخاوي " أرويه بأسانيدنا إليه (انظر حرف الحاء) .

508 -

فهرس المرويات: يسمى " نشاب الكتب في أنساب الكتب " للحافظ السيوطي، في مجلد، أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين.

(1) انظر ثبت ابن عابدين: 51 (المؤلف) .

ص: 931

509 -

فهرس المرويات (1) : للحافظ مسند الشام محمد بن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي له الفهرس الأكبر والأصغر والأوسط في ثلاث مجلدات، رتبه على ثمانية أبواب وخاتمة: الأول في عدة من غرر الأحاديث المسلسلة، الثاني في أسانيد القراءات العشر، الثالث في كيفية أخذ العهد ولبس الخرقة وتلقين الذكر، الرابع في سلسلة فقه الحنفية وما تيسر من سلاسل غيره من العلوم العقلية، الخامس في طريق جملة من أحاسن أعالي الأجزاء الحديثية، السادس في أسانيد الكتب الستة وأسانيد الأيمة الأربعة، السابع في بقية الكتب والأسانيد وغيرهما، الثامن في نبذ من غرائب الواقعات والأشعار والحكايات، والخاتمة في ذكر مشايخه وأحوالهم، وهو موجود بخطه، وتوجد منه نسخة بالخزانة التيمورية، صورت بالقاهرة سنة 1245 بالتصوير الشمسي في قسم مصطلح الحديث تحت عدد 140 كما أخبرني بذلك البحاثة المعتني الجماع الشهاب أحمد تيمور المصري، ضمن البرنامج الذي وجه لي من فهرسه المخصوص بالفهارس والاثبات الموجودة عنده، وهي نحو السبعين. أروي ما له بأسانيدنا المذكورة في حرف الطاء.

510 -

فهرس البهي: هو مسند الديار المصرية وشيخ الطريقة الشاذلية بها الشمس بهاء الدين محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد البهي المرشدي المالكي الطندتائي المصري، أخذ عن الشمس محمد المنير الخلوتي والحافظ الزبيدي وطبقتهما، ويروي الطريقة الشاذلية عن محمد بن الست المصري عن عبد الرحمن السالمي عن ابن عياد صاحب " المفاخر الشاذلية " بأسانيده، وأخذها أيضا عن عبد الرحمن الغريني عن عبد الوهاب العفيفي عن الكنكسي عن عن مولاي عبد الله الشريف واليوسي، ويروي أيضا عن يوسف السباسي الضرير ما له وغيرهم. له ثبت موجود بمصر في الخزانة التيمورية بخط مغربي

(1) انظر ما تقدم رقم: 266 (ص: 472) .

ص: 932

في قسم المصطلح تحت عدد 55. نروي ما له من طريق القاوقجي عنه ح: وعن الشيخ عبد البر بن أحمد منة الله المالكي عن أبيه عنه. ح: وأخبرني عاليا المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري عنه، رحمه الله. مات المذكور عام 1260، أخبرني بذلك شيخنا المعمر البدر حسين منقارة الطرابلسي الحنفي بمصر لما لقيته بها.

511 -

فهرس المبلط: هو العلامة النحرير الشيخ مصطفى المبلط الشافعي المصري أحد مشاهير المتأخرين بها، أخذ عن الشيخ الأمير الكبير والشنواني وطبقتهما. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية تحت عدد 120 في قسم المصطلح، نرويه عاليا عن شيخنا الرفاعي والشربيني والبنا كلهم عنه، ومات رحمه الله سنة 1284.

512 -

فهرس الموصلي: هو العلامة محمد بن فتح الله الموصلي المفتي بدرنده، له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية تحت عدد 96 في قسم المصطلح.

513 -

فهرس البغال: هو العلامة أحمد بن بكري البغال، له ثبت موجود بخطه في المكتبة التيمورية ضمن مجموعة في الاصطلاح تحت عدد 49.

514 -

فهرسة الكاملي (1) : هو العلامة الإمام المعمر المسند صفي الدين أبو الصفا خليل بن عبد السلام بن محمد بن علي الكاملي الدمشقي المتوفى عام 1207، يروي عن والده عبد السلام أجازه في سنته الأولى، وهو عن والده محمد عن والده علي والنجم الغزي وتلك الطبقة. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية بخط كمال الدين الغزي كتبه سنة 1206 ضمن مجموعة في الاصطلاح

(1) ولد الكاملي بدمشق سنة 1146 ونشأ بها ولازم العلماء وبرع في الفنون (حلية البشر 1: 591) .

ص: 933

تحت عدد 125، نرويه وكل ما لمؤلفه عاليا عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عنه.

515 -

فهرس الشيخ منقارة: هو العالم المعمر مفتي الأوقات بالديار المصرية، نور الدين أبو علي حسين بن محمد بن مصطفى منقارة الطرابلسي الحنفي المصري، أخذ بطرابلس عن الشمس القاوقجي والشمس محمد بن مصطفى بن عبد القادر الرافعي، ورحل إلى مصر عام 1261 فأخذ بها عن السيد أحمد المرصفي الكبير والمبلط والسقا والباجوري وتلك الطبقة، وحج فأخذ بالحجاز عن دحلان ومحمد الكتبي وطبقتهما، وسمع بمصر حديث الأولية من الشمس محمد صالح الرضوي البخاري وأجازه بالصحيحين والموطأ وبقية الكتب الستة والفقه الحنفي و " دلائل الخيرات " حسبما أوقفني على إجازته له بخطه فيما ذكر، رحمهم الله، كما أخبرني بإجازة جميع أشياخه المذكورين له، وسمعت منه رحمه الله حديث الأولية، وأجازني عامة ما له ولأولادي وأحفادي، واستجازني فأجزته، وله ثبت موجود بالخط ضمن مجموعة في مصطلح الحديث نمرة 122 بالمكتبة التيمورية ولا علم لي به إلا من برنامجها.

516 -

فيض الأسرار بشرح سلسلة شيخنا الجامع للأسرار عمر بن عبد الرحمن البار: للعلامة المسند الصوفي عبد الله بن محمد باسودان اليمني، وهو شرح مبسوط في مجلدين كبيرين على منظومة رجزية للسيد عمر البار اسمها " الروضة الأنيقة في أسماء أهل الطريقة " ذكر في الشرح المذكور أسماء المشايخ المذكورين في الروضة، وترجم لهم بحسب ما بلغه عنهم وتلقاه عنه، ومنهم من لم يذكره في النظم المذكور بل ذكرهم في ثبت آخر وساق فيه نصوص إجازات مشايخ باسودان له وما تيسر من مناقبهم. نرويه وكل ما له بأسانيدنا المذكورة في باسودان.

ص: 934

517 -

فيض الأحد في العلم بعلو السند (1) : للعلامة المحدث المسند محمد ابن علي بن فضل الطبري الحسيني المكي الشافعي الملقب بالجمال الأخير إمام المقام الأبراهيمي صاحب المؤلفات التي تزيد على الخمسين: كالتفسير في ثلاث مجلدات، وتاريخ مكة، ومنتهى السول في الصلاة على النبي الرسول. يروي عن أبيه عن جده فضل، ويروي المترجم عاليا عن إدريس بن أحمد الصعدي اليمني المكي الشافعي عن جد المترجم الإمام فضل بن عبد الله الحسيني الطبري، وأخذ أيضا عن بنت عم جده السيدة قريش بنت الإمام عبد القادر الطبري، كما أجاز لهما البابلي، وتروي قريش عن والدها عبد القادر عن الرملي عن زكرياء عن ابن حجر.

نروي فهرسته هذه وما له من مروي ومؤلف بأسانيدنا إلى الشمس محمد ابن علي الغرياني وهو عنه عامة، وقفت على إجازته له بوجدة، وقد ترجم للمذكور الاسحاقي في رحلته وذكر أنه أجاز له عامة.

حرف القاف

القادري: هو النسابة أبو محمد عبد السلام بن الطيب (انظر إغاثة اللهفان)(2) .

531 -

القادري (3) : هو شيخنا الدراكة المشارك الفهامة البركة الماجد بن الأماجد أبو عبد الله محمد فتحاً - بن قاسم بن محمد بن عبد الحفيظ بن

(1) انظر الزركلي 7: 189 ومراجعه.

(2)

رقم: 31 (ص:188) .

(3)

ترجمة القادري في الفكر السامي 4: 150 وفهرس المؤلفين: 260 ومعجم الشيوخ 1: 52 وبروكلمان، التكملة 2: 890 والزركلي 7: 230 (وأغفل فهرس الفهارس) .

ص: 935

هاشم القادري الحسني الفاسي، جده هو محمد بن عبد الحفيظ الراوي عن الحافظ مرتضى والعربي بن المعطي " دلائل الخيرات " وعنه عبد القادر الكوهن والطالب بن الحاج وإبراهيم بن محمد الصقلي، وحفيده المترجم كان من أعيان علماء فاس وأكثرهم تلماذا وإقبالا، كثير التنزل مع الطلبة لا يستنكف من مراجعتهم له وبحثهم معه، له مولد نبوي، وحاشية على شرح الأزهري على البردة في السير وهي مطبوعة في مجلد، وله فهرس مطبوع بفاس ولكن ليس فيه إلا الرواية بالحضور والسماع فقط ولم يكن أجازه أحد لا والده ولا جده فضلا عن غيرهما، فلما اهتم بجمع الفهرس رأى من النقص ألا تكون له إجازة بالكتب الستة، فاستجاز بدلالتي شيخنا القاضي أبا العباس أحمد بن الطالب ابن سودة وأنا كتبت له أسانيدها من طريقه حسب استخراجي، فأثبتها فيها، ولعل المذكور لم يجزه عامة.

وفهرسته هذه في نحو ثلاث كراريس ألفها بطلبنا، قال في أولها:" أما بعد فقد طلب مني بعض الطلبة المعتنين والفئة المهتدين أن أؤلف فهرسة لمسنداتي وأخبرهم فيها بمقروآتي، فأجبتهم لما طلبوا جبرا للخاطر، ورعبا للنفع الظاهر، ورتبتها على مقدمة ومقصدين وخاتمة، المقدمة في الحض على الاسناد، الذي هو سلم لكل خير وعماد، والمقصد الأول في ذكر أسانيدي في العلوم، والثاني في التعريف بمن توفي من أشياخي، والخاتمة في المقصود من التآليف وسميتها ب " إتحاف أهل الدراية بما لي من الأسانيد والرواية " ساق فيها أسانيد الموطأ والستة والشمائل والشفا والهمزية والبردة والطرفة وعلم الفقه والمنطق والأصول والنحو والبيان والعروض والقوافي، وسند الطريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين وغيره، ولكن هذه الكتب التي روى فيها غير الستة لم يجزه شيوخه فيها فيصبح له روايتها عنهم إجمالا. ومن العجب أنه ذكر أنه يروي الصحيح برواية عياض وهو لم يرها قط ولا نحن ولا أحد من مشايخه ولا أجازه أحد بها من الذين سمع عليهم الصحيح وذكر أنه يرويها

ص: 936

من طريقهم، وهم أبو عيسى ابن الحاج والقاضي أبو عبد الله ابن عبد الرحمن وأبو عبد الله كنون، وإنما عرف الشيخ بهذه الرواية من كتاب " التحفة القادرية " بإقافنا له عليها لينقل منها كلام الحافظ العراقي الفاسي في ترجيح رواية عياض على رواية ابن سعادة.

نروي عن الشيخ المذكور كل ما له من مؤلف ومروي إجازة مرات، وهو من عمدنا في القرويين، حضرنا عليه في الحديث والفقه والكلام بحاشيته على الشيخ الطيب والنحو والأصول وغير ذلك، وكانت وفاته سنة 1331 فجأة، رحمه الله ورضي عنه، ومدفنه بروضة الصقليين داخل باب عجيشة.

532 -

القبابي (1) : هو أبو حفص سراج الدين عمر بن عبد الرحمن بن الحسين بن يحيى بن عبد المحسن القبابي بكسر القاف وموحدتين مخففتين بينهما ألف - نسبة إلى القباب من قرى أشمون بمصر، سمع من عيسى بن المطعم والحجاز وغيرهما، خرج له الحسيني مشيخة، مات سنة 755، نرويها بسندنا إلى الحافظ ابن حجر عن فاطمة عنه.

القاسمي: هو جمال الدين بن قاسم بن سعيد الحلاق المعروف بالقاسمي (انظر حرف الجيم والطالع السعيد من حرف الطاء)(2) .

533 -

القاسم الزيدي (3) : هو القاسم بن محمد من أيمة اليمن الزيدية، وله أولاد ثلاثة محمد والحسين وإسماعيل حفاظ مسندون لهم فهارس معلومة،

(1) ترجمة القبابي في الدرر الكامنة 3: 244 والشذرات 6: 178 (القباني) .

(2)

انظر رقم: 143 (ص: 476) وليس في حرف الجيم (ص: 299) سوى احالة على الرقم السابق.

(3)

القاسم بن محمد ويلقب المنصور بالله (967 - 1029) بويع بالإمامة سنة 1 - 16 (انظر ترجمته في البدر الطالع 2: 47 وبلوغ المرام: 65 والذريعة 2: 30 والزركلي 6: 17) .

ص: 937

نرويها بأسانيدنا إلى القاضي الشوكاني عن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد عن حامد بن حسن شاكر عن أحمد بن يوسف بن الحسين بن القاسم عن العلامة إبراهيم بن القاسم بن المؤيد عن الحسين بن أحمد زبارة عن أحمد بن صالح بن أبي الرجال عن القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم قال: أنبأنا الإمام القاسم بن محمد بأسانيدنا.

القاوقجي: (انظر الأوائل له وشوارق الأنوار والغرر الغالية ومعدن اللآلي في الأسانيد والعوالي كلا في حرفه)(1) .

534 -

أحمد قاطن الصنعانيانظر الأرقام: 10، 75، 130، 178، 488، 546. (2) : هو العلامة المحدث المسند الأثري صفي الإسلام أحمد بن محمد بن عبد الهادي المعروف بقاطن الصنعاني اليمني، كان من أجل أعلام عصره ومسندي دهره، ترجمه في " النفس اليماني " بترجمة حافلة، أخذ عن الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وزين بن محمد بن الحسن وهاشم بن يحيى بن محمد الشامي وطه بن عبد الله الساده ويحيى ابن عمر الأهدل، وله من الأخير والأول ومحمد بن الحسن العجيمي وسالم ابن عبد الله البصري ومحمد الدقاق الرباطي المدني ومحمد حياة السندي إجازات، وما في " عمدة الأثبات " من كون المترجم يروي عن عبد الله البصري وهم.

له تحفة الاخوان نظم فيها سنده للصحيح وشرحها شرحا عظيما، أوضح فيها أحوال فيها أحوال مشايخه، وقد سبق ذكره، وله النفحات الغوالي بالأحاديث العوالي، والإعلام بأسانيد الأعلام وقد سبقا، وقرة العيون في أسانيد الفنون وغير ذلك.

نروي ما له بأسانيدنا إلى الوجه الأهدل وأبيه السيد سليمان والحافظ

(1) انظر الأرقام: 10، 75، 130، 178، 488، 546.

(2)

وردت ترجمة أحمد قاطن ص: 284 (رقم: 89) .

ص: 938

مرتضى الزبيدي وعبد القادر بن خليل المدني كلهم عنه، وعلى أسانيد المترجم مدار اعتمادا أهل صنعاء اليمن إلى الآن، خصوصا علامتها سلطان اليمن اليوم الإمام يحيى بن الإمام حميد الدين محمد بن يحيى الزيدي نسبا ومذهبا المولود بصنعاء عام 1286 المبايع سلطانا عام 1322، فقد وقفت على إجازة له بكتب التاريخ كتبها عام 1345 للبحاثة النقادة الكاتب المصري الشهير أحمد زكي باشا قال فيها:" إن طرق روايتنا لما نحن بصدده متعددة على قدر تعدد مشايخنا وتعدد طرقهم، ومن أخصر الطرق وأمتعها ما نرويه بالسند المتصل إلى القاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن اليمني لما رواه عن مشايخه الأعلام في مؤلفه " الاعلام بأسانيد الأعلام " وهو مؤلف نفيس حاوي من الأسانيد ودواوين التواريخ ما يروي الغلة ويزيل العلة، ونحن نروي ما حواه ويتصل سندنا بمؤلفه عن شيخنا العلامة شرف الدين القاضي الحسين بن علي العمري، عمره الله، عن شيخه أحمد بن محمد السياغي عن القاضي الحسن بن أحمد الرباغي عن القاضي أحمد بن محمد قاطن " ثم رفع الإمام يحيى سنده من طريق المترجم إلى سيرة ابن هاشم واكتفاء الكلاعي وروض السهيل وكامل ابن الأثير ووفيات ابن خلكان وأغاني الأصبهاني وفتوح مصر لابن عبد الحكم والعقد الحسن في طبقات أهل اليمن لأبي الحسن الخزرجي صاحب الخلاصة وقرة العيون بأخبار اليمن الميمون وبغية المستفيد في أخبار زبيد لابن الديبع، ومما يلاحظ على المستجيز المذكور أنه كان يمكنه الأخذ عن شيخ الإمام يحيى في ذلك وهو القاضي الحسين بن علي العمري فإنه في الاحياء إذ ذاك وإلى الآن فيما أظن، وعلى كل حال فالأخذ عن الامام المذكور فائدة مهمة إذ لعله خاتمة ملوك الإسلام الذين أجيزوا وأجازوا.

535 -

القدومي: هو شيخنا عالم الحنابلة بالحجاز والشام وإمامهم، الشيخ عبد الله صوفان بن عودة بن عبد الله بن الشيخ عيسى (1) بن الحاج سلامة

(1) مترجم في سلك الدرر (المؤلف) .

ص: 939

القدومي النابلسي الحنبلي الأثري مذهبا المدني جوارا الإمام المعمر الفقيه المحدث الصالح الناسك العابد الخاشع، أعلم من لقيناه من الحنابلة وأشدهم تمسكا بتعاليم السلف والاعتناء بحفظ الأحاديث واستحضارها بألفاظها مع الانقطاع إلى الله والإكباب على العلم والعمل به. ولد بقرية كفر القدوم من أعمال نابلس سنة 1247 وبها نشأ وشب على الطاعة والرغبة في العلم، ثم رحل إلى دمشق وبها حصل، ثم رجع إلى وطنه مملوء الوطاب علما وعملا وسكن نابلس، وانقطع لبث العلم إلى أن هاجر للمدينة عام 1318، وأقام بها مدة مديدة عم فيها الأقطار عطره، وأخذ عنه الرحالون، ثم رجع إلى بلده وبها مات عام 1331 وهو ساجد.

له رحلة صغيرة سماها " الرحلة الحجازية والرياض الأنسية في الحوادث والمسائل العلمية " ملأها فوائد وساق فيها مباحثة جرت لي معه، وله جزء صغير في أسانيده للصحيح سمعناه عليه بمكة، وله من التصانيف أيضا المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب أحمد، وهداية الراغب مرتب ترتيب أبواب البخاري وغيرهما.

وعمدته في العلم والرواية الشيخ حسن بن عمر الشطي الدمشقي إمام الطائفة الحنبلية بالشام، لازمه بدمشق سنين، وشملته إجازة الكزبري وسمع حديث الأولية أخيرا في الحجاز من شيخنا الشيخ فالح الظاهري المهنوي المدني. يروي الشطي المذكور الصحيح عن مصطفى الرحيباني عن الشهاب أحمد البعلي بأسانيده، ويروي الشطي عن الكزبري الصغير أيضا ويحيى المصيلحي الحلبي عن الكزبري الكبير عن العارف النابلسي، ويروي الشطي أيضا عن الشيخ علي بن محمد سعيد السويدي البغدادي عن والده الشيخ محمد سعيد عن والده الشيخ عبد الله عن العجلوتي، ويروي الشطي أيضا عن خليل الخشنة عن يوسف السمي عن علي السليمي عن النابلسي، ويروي الشطي

ص: 940

أيضا عن عبد الرحمن الطيي وغنام الزبيري، كلاهما عن الشهاب العطار بأسانيدهم. نروي عن القدومي المذكور كل ما له من مروي وإفادة إجازة مكاتبة من المدينة لفاس، ثم شفاها بمكة بعد أن سمعت عليه كثيرا من ثلاثيات مسند أحمد ورباعياته.

536 -

قريش الطبرية: بنت الإمام عبد القادر بن محمد بن يحيى بن مكرم بن المحب الطبري المكية، حلاها تلميذها الشمس البديري في ثبته ب " العالمة الفاهمة الصالحة ذات الشيم المرضية والأخلاق الرضية، قريش بنت الإمام عبد القادر الطبرية الحسينية المكية " وقال: " قرأت عليها في بيتها طرفامن الكتب الستة وطرفا من الموطأ ومسند الشافعي وأحمد باقي المسانيد وأجازتني بقلمها ولسانها حسب روايتها عن أبيها إمام المقام السيد عبد القادر الطبري عن الشيخين الرملي وعبد الرحمن الحصاري المعمر، الأول عن زكرياء، والثاني عن الشرف عبد الحق السنباطي والشمس محمد بن إبراهيم الغمري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر. ونروي أيضا عن الحافظ البابلي، أيضا عن الرملي، بل تروي عن شيخ والدها المحدث الخطيب المسند المعمر الشيخ عبد الواحد بن إبراهيم الحصاري، نسبة إلى الحصار مدينة عظيمة بالهند، المعمر المولود سنة 910 حسب إجازته له ولأولاده.

وقد جعل الشيخ فالح بن محمد الظاهري المدني طالعه كتابه " أنجح (1) المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي " قريش المذكورة من مسانيد الحجاز السبعة الذين هم عنده السبب في كون الحديث في القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته، وعلت في الخافقين رتبته، وهم عنده: الثعالبي الأول، ويليه ابن سليمان الرداني، ثم البرهان الكوراني، قال: ويليه الفقية المسندة قريش الطبرية آخر الفقهاء الطبريين. تروي عاليا عن الإمام عبد الواحد بن

(1) الزركلي: أنجع.

ص: 941

إبراهيم الحصري المكي عن السيوطي وزكرياء ووفاتها سنة 1107 قال: سويليها العجيمي، ثم النخلي، ثم البصري.

قلت: وعند محدث الهند الشيخ ولي الله الدهلوي في " الإرشاد ": " قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من المشايخ الجلة الكرام، الأيمة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين الشريفين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: محمد بن العلاء البابلي، وعيسى الثعالبي، وابن سليمان الرداني، وإبراهيم الكوراني، وحسن العجيمي، وأحمد النخلي، وعبد الله البصري " اه. فزاد الشيخ فالح المترجمة وحذف البابلي، كأنه حذفه لأنه مصري الدار.

نروي ما لقريش المذكورة من طريق البديري عنها عامة ما لها. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن عبد الملك القلعي عن عبد القادر ابن أبي بكر الصديقي المكي عنها، ح: وبأسانيدنا إلى الغرياني عن محمد بن علي الطبري عنها: ح: وبأسانيدنا إلى النور حسن بن علي العجيمي عنها وعن أختيها وأخويها. ومن اللطائف أن الشيخ فالح الظاهري لما تكلم في " صحائف العامل " على إمامة المرأة قال: " ولو حضرت قريش الطبرية أو عائشة المقدسية أو كريمة المروزية، وهن من النسوة المسندات، لصليت وراءهن غير مرتاب ولا متشكك "(1)(اه. منه) . ونحو هذه العبارة له في " أنجح المساعي " أيضاً (2) ، وزاد عجيبة الباقدرائية حيث ذكر أنه عليه السلام أمر أم ورقة ابن نوفل الأنصارية أن تؤم أهل دارها، فاستظهر جوازا الإتمام بمن كان مثلها في الفضل والديانة ثم قال:" ولو حصرت قريش " الخ.

وكانت قريش هذه تكتب في صغرها الإجازة عن أختيها زين الشرف ومباركة ففي " نشر المثاني " لدى ترجمة أبي عبد الله محمد المرابط بن محمد

(1) صحائف العامل: 13 (المؤلف) .

(2)

أنجح المساعي: 37 (المؤلف) .

ص: 942

ابن أبي بكر الدلائي نقلا عن ولده الحافظ أبي عبد الله محمد فيما كتبه على " مطلع الإشراق " لجد صاحب النشر: " ولله در والدي عبدكم المقيم على عهدكم لما حل بالحرم الشريف لقيه شيخ الإسلام أبو مهدي عيسى الثعالبي، فأخبره وأنا شاهد بالفيقهتين الجليلتين الحسينيتين السيدة مباركة والسيدة زين الشرف بني الشيخ العلامة المتفنن عبد القادر الطبري، فأجازتا له جميع ما يجوز لهما روايته، فمن ذلك الحديث المسلسل بالأولية كما هو مرسوم الآن عنده، وسورة الفاتحة عن الشيخ الخطيب المعمر عبد الواحد الحصاري المصري، ورفعنا له السند إلى قاضي الجن شمهروش قال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان السماع والإجازة من الشيختين للوالد يوم الاثنين 20 ذي الحجة عام 1079، وكتبت قريش عن إذن أختيها مباركة وزين الشرف ومن خطها نقلت، فما رأيت والدي سر بإجازة عالم قط ما سر بإجازة هاتين الشيختين، قال: " لا أدري بأيهما أفرح بالإجازة الشريفة أم بوجود هاتين الفقهيتين الشريفتين، الكائنتين أهلا للأخذ عنهما، لا سيما وهما من سلالة سلسلة الذهب، لأن وجود سلالة هذه السلسلة الذهبية على هذه الصورة أشهى للنفس من الماء البارد " اه. باختصار.

وأما ما سبق عن الشيخ فالح من أن المترجمة آخر فقهاء الطبريين فيرد عليه محمد بن علي الطبري المترجم هنا في حرف الفاء لدى ثبته المسمى " فيض الأحد "(1) فإنه تأخر عن قريش هذه وأخذ عنها، ولعل صواب العبارة آخر فقيهات البيت الطبري ليخرج الرجل المذكور.

ومن أشياخ الحافظ مرتضى الزبيدي، الشمس محمد بن عبد الوهاب بن علي الطبري، حدثه عاليا عن عبد الله بن سالم البصري، كما في إجازة رأيتها بخطه كتبها لمحمد بن حمودة الصفار التونسي وهي عندي، ولا شك أنه متأخر عن محمد بن علي المذكور أيضا فتعين استثناؤه أيضا، كما سيأتي في ترجمة الونائي من أهل القرن الثالث عشر انه استجاز سنة 1209 من خديجة

(1) انظر ما تقدم رقم: 517 (ص:935) .

ص: 943

بنت عبد الوهاب بن علي بن عبد القادر الطبرية عن الحصاري عاليا، فعلى هذا بينها وبين قريش أكثر من مائة سنة. وقد اشتد بحثي في مكة المكرمة أيام رحلتي إليها عن بقية فقهاء وفقيهات هذا البيت العظيم فوجدتهم دخلوا تحت خبر كان، وكل من عليها فان.

537 -

القرطبي: هو أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق المنتوري عن ابن عمر عنه.

538 -

القزويني (1) : هو السراج عمر بن علي بن عمر الحافظ الكبير محدث العراق، ولد سنة 683 وسمع من الرشيد أبي سعد بن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي وخلائق وصنف التصانيف، وله فهرسة أجاد فيها، مات سنة 750. نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر عن المجد الفيروزبادي صاحب " القاموس " عنه.

539 -

قطب الدين (2) النهروالي (3) : هو الإمام المحدث مسند عصره قطب الدين أبو عبد الله محمد بن علاء الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن أحمد بن جمال الدين قاضي خان بن بهاء الدين محمد بن يعقوب بن حسين بن علي النهروالي الأصل، نسبة إلى نهروالة بلدة من توابع كجرات الهند، اللاري المكي الدار والوفاة الحنفي القادري طريقة، مفتي مكة المكرمة

(1) ترجمة القزويني في الدرر الكامنة 3: 256 وغاية النهاية 1: 594 وذيل طبقات الحفاظ: 358 وطبقات الحفاظ: 526 والزركلي 5: 218 (وتوفي سنة 748) .

(2)

ترجمة النهروالي في البدر الطالع 2: 57 ومقدمة البرق اليماني بتحقيق أستاذنا العلامة الشيخ حمد الجاسر (1967) ففيها اعتماد على مصادر ترجمته وخاصة رحلته إلى الاستانة وكتابه الاعلام وانظر الزركلي 6: 234.

(3)

نهروالة: بفتح النون وإسكان الهاء وفتح الراء المهملة بعدها واو فألف ولام مفتوحة قبل الهاء (المؤلف) .

ص: 944

وصحاب تاريخها المسمى الاعلام باعلام بيت الله الحرام وهو مطبوع، وطبقات الحنفية، والبرق اليماني في الفتح العثماني وغيرها، والجمع بين الكتب الستة.

يروي غالبا عن الشهاب أحمد بن محمد السويدي المكي عن جده لأمه التقي ابن فهد، ويروي أيضا عن أبيه عن الحافظ السخاوي. ويروي قطب الدين عن زكرياء والسنباطي عاليا عن ابن حجر أخذ عنه عام 931.

ويروي قطب الدين حديثا تساعيا عن والده خاتمة المحدثين مفتي المسلمين أبي العباس أحمد بن علاء الدين المكي الحنفي والعارف عماد الدين عبد العزيز ابن جمال الدين العباسي الأفزري القطبي الشافعي وعلامة الآفاق جمال الدين محمد بن نظام الدين محمود الأنصاري السعيدي الخرقاني وشيخ الكل مولانا زين الدين علي القرماني الحنفي ووالدة القطب الماجدة الزاهدة خسران بنت الشيخ شمس الدين محمد بن عمرو الأنصاري الشافعي، وهولاء الخمسة عن الشيخ قطب الدين أبي يزيد بن محيي الدين بن نظام الدين محمود الأنصاري الشافعي، قال: أخبرنا شيخنا الرحلة مولانا نور الدين أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح بن أبي الخير بن عبد القادر الحكيم الطائي، قال: أخبرني الفاضل صدر الدين أبو الفضل بن فضل الله، قال: أنبأنا عبد الرحيم الأوالي نا أبو عمر الصديقي عن أحمد بن محمد بن نياق عن أبي بكر بن نصر، قال: سمعت عثمان بن الخطاب المعمر يقول: سمعت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أعرض الله عن العبد أورثه الإنكار على أهل الديانات.

ويروي أيضا حديثا تساعيا بالسند المذكور إلى ابن أبي الفتوح قال: أخبرنا إبراهيم بن صديق عن أبي عبد الله الأوالي عن محمد بن شاذبخت عن أبي بكر ابن العيد عن المعمر عن علي رفعه: الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها

ص: 945

فهو أحق بها. ويروي المترجم قطب الدين عاليا عن المعمر المسند عبد الحق السنباطي في شهور سنة 931 والقاضي زكرياء الأنصاري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر والقاضي ابن الفرات بأسانيدهما، ويروي أيضا عن عبد الرحمن ابن الديبع صاحب " التيسير " وغيره إجازة مكاتبة.

له ثبت كتبه باسم أهل التكرور آل الشيخ أحمد بابا السوداني حين وردوا عليه بمكة سنة 988، وهم: الشيخ عبد الكريم بن محمد بن علي الجناوي، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن الجناوي، وأشرك معهما في الإجازة القاضي العاقب بن الفقيه محمود بن عمرأقيت، والفقيه أحمد بن الفقيه الحاج أحمد ابن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بغيغ (1) وجميع أهل التكرور وتنبكت ممن أدرك حياته، وقال في أوله: " اعلم هداك الله أن اتصال السند بين راوي الحديث وبين النبي صلى الله عليه وسلم معدود من أشرف الكرامات، لأنه يوصل الراوي بواسطة سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقربه إليه، وكلما كان رجال السند عاليا، ويكون الراوي أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقرب إلى قرنه الشريف بالنسبة إلى من كان سنده أكثر، فيحصل له حصة من الخيرية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، لهذا ثابر علماء الحديث على طلب السند العالي، ورحلوا من أوطانهم إلى أقطار الدنيا للأخذ عن علماء الحديث خصوصا إذا كان لهم سند عام، وطالما رحلوا إلى البلاد الشاسعة لأخذ حديث واحد عن محدث انحصرت روايته فيه توسلا إلى التقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ودخولا في زمرة ناقلي حديثه، ورجاء أن يشملهم دعاؤه عليه السلام حيث قال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها. وكنت في صغري أحضرني والدي المقدس في دروس

(1) انظر فتح الشكور: 28، 30.

ص: 946

أكثر العلماء والمحدثين، واستجاز لي من الحاضرين والغائبين، ورحلنا لطلب هذا الشان لمصر والشام وحلب وغيرها من بلاد العرب، وهي مشمولة بالعلماء العظام والمحدثين الكرام، بعدما خط عذاري، فصرت الآن أعلى سندا من جميع أهل عصري ممن لم يدرك أولئك الأعلام، وتميزت بذلك وليس ذلك لعلو قدري، وإنما ذلك لتقهقر الزمان وذهاب الأعيان.

خلت الدسوت من الرخا

خ ففرزنت فيها البيادق " ثم صدر بسند الأحاديث العشارية المعروفة من طريق معجم الطبراني الصغير ثلاثية عن شيخه المعمر عبد الحق السنباطي عن ابن الفرات عن الصلاح ابن أبي عمر عن ابن البخاري بسنده المعروف إلى زهير بن صرد وأنس وقال بعد سياقهما: " وهذان الحديثان قد حازا أعلى سند في عصرنا، لأن بين شيخنا الذي رويناهما عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أنفس، وقد افتخر قبل هذا بنحو مائة وخمسين عاما بعشاري السند رواه الحافظ ابن الجزري في النشر، فعيني عاشرة عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال:" ومن نعم الله علي أنه شرفني بسند أعلى مما ذكرته، وأهلني لهذه الرتبة، لا أعلم أحدا من أهل عصري له سند أعلى منها أو مثلها، وهو حديث عشاري بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أنفس، فتكون عيني عاشرة عين رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن روى عني هذا الحديث تكون عينه حادية عشرة عينا رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن نعم الله علي أني أروي حديثا تساعيا بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس، فتكون عيني تاسعة عين رأت من رأى رسول الله عليه وسلم، وتكون عين من روى عني هذا الحديث عاشرة عين رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا اعلم الآن في عصري سندا أعلى من ذلك " ثم ساق الحديث العشاري والتساعي، وقد صدرت بهما على نحو سياقه. وقد اشتمل الثبت المذكور أيضا على سند حديث الأولية وسند

ص: 947

الأربعين الابريزية المسلسلة بالأشرافحسب روايته لها عن السنباطي وزكرياء عن الحافظ ابن حجر عن عبد الله النيسابوري عن أبي القاسم ابن فتوح عن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد بن جعفر الحسني عن سراج الدين الناشري الأنصاري عن بقية السادات ببلخ أبي محمد الحسن بن علي بسنده وسند الصحاح الستة والموطأ وجامع الأصول لابن الأثير، يروي الأخير عن والده عن الحافظ السخاوي وتيسير ابن الديبع عن مؤلفه مكاتبة، وكذا شمائل الترمذي وشفا عياض.

نروي كل ما لقطب الدين المذكور بالسند إلى أحمد بابا السوداني عن والده والفقيه القاضي عاقب بن الفقيه محمود والفقيه محمد بن الفقيه محمود والفقيه محمد بن الفقيه ممود بغيغ عن قطب الدين، ويروي أحمد بابا عن قطب الدين بعموم إجازته لأهل تنبكت وبأسانيدنا إلى ابن العجل عنه.

تنبيه مهم: ولد الشيخ قطب الدين المذكور بلاهور عام 917 ومات سنة 990، هكذا أرخ ولادته ووفاته العجيمي وصاحب المنح والفلاني في " الثمار اليانع " وصاحب " اليانع الجني " ووفاته فقط كذلك أبو التوفيق العربي الدكالي الدمنتي في فهرسته المسماة " سمط الجوهر "، ووالده علاء الدين أحمد بن الشمس محمد النهروالي المكي ولد سنة 870 ومات سنة 949 كما في المنح والثمار أيضا و " سمط الجوهر " و " اليانع الجني " ومن طريق القطب يروى البخاري اليوم من طريق المعمرين عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي عن المعمر محمد بن شادبخت الفارسي الفرغاني عن المعمر أبي لقمان يحيى ابن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني بسماعه عن الفربري عن البخاري. هكذا ساقه المنلا إبراهيم الكوراني في " الأمم " راويا للصحيح عن المعمر الصالح عبد الله بن منلا سعد الله اللاهوري نزيل المدينة عن الشيخ قطب الدين بالسند المذكور، وقال عقبه: " فبيننا وبين البخاري ثمانية وأعلى أسانيد ابن حجر أن يكون

ص: 948

بينه وبين البخاري سبعة فباعتبار العدد كأني سمعته من الحافظ ابن حجر وصافحته، وكأن شيخنا اللاهوري سمعه من التنوخي وصافحه، وبين وفاتهما مائتا سنة وبضع وثمانون سنة، فان اللاهوري توفي بالمدينة سنة 1083 والتنوخي سنة 800 وهذا عال جدا، وأعلى أسانيد السيوطي إلى البخاري أن يكون بينه وبين البخاري ثمانية فساويت فيه السيوطي والحمد لله " اه. كلام " الأمم ". وفي " اليانع الجني ":" عبد الله بن سعد اللاهوري من أخيار الصوفية، اسمه عبد الله وقيل سعد الدين، ولد ابن سعد سنة 985 وتوفى سنة 1083 " اه. وقد اعتمد الناس هذا السند وتلقوه بالقبول من زمن الكوراني إلى الآن بالحجاز والشام واليمن والهند والمغرب وغيرها من بلاد الإسلام حتى قال عنه مسند الحجاز الشيخ صالح الفلاني حسبما نقله عنه مسند مكة عمر بن عبد الرسولفي ثبته: " هذا أقصى ما وجدته من أقصى المغرب إلى الحرميين " اه. وقال تلميذه محدث الشام الوجيه الكزبري في ثبته: " قد تلقى الأيمة الكبار الفحول هذا السند بالقبول وعدوه من جملة نعم الله عليهم للقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم " اه. وفي " اليانع الجني ": " اتفقوا على انه أعلى ما وقع لهم من عوالي إسناد الجامع " اه. وفي " اليانع الجني " أيضاً (1) : " فيه مفخرة عظيمة لمشايخنا من أهل الهند ومن شاركهم في هذا السند، ولا غرو فإنا نحن الآخرون السابقون، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " اه.

وأقول وبالله أصول: يعكر عليه أن قطب الدين كما في ثبته هذا الذي نقلنا عنه ما رأيته بنفسه يفخر بروايته عن أبي الفتوح الطاوسي بواسطة والده وأمه وغيرهما عن قطب الدين أبي يزيد بن محيي الدين الأنصاري عن أبي الفتوح الطاوسي، فلو كان لأبيه الرواية عنه مباشرة لما تعمد إلى زيادة واسطة بينهما، ثم أعظم من ذلك في الإشكال ما في " النزهة المستطابة " للشيخ عبد الخالق بن علي المزجاجي، ونقله عنه الشيخ صالح الفلاني في " قطف الثمر "

(1) اليانع الجني: 34 (المؤلف) .

ص: 949

من انه صح أن قطب الدين روى صحيح البخاري عن الحافظ أبي الفتوح الطاوسي من غير واسطة والده " اه. ونقله ابن عابدين في ثبته، وأقره هو وغيره من المتأخرين. وفي " حصر الشارد " للحافظ السندي: " ذكر الشيخ يحيى الشاوي والشيخ العمادي والشيخ الصوابي أن قطب الدين روى عن أبي الفتوح بغير واسطة أبيه أيضاً " اه. منه. ونحوه للقاوقجي وغيره. ومما يعكر عليه ما في " النزهة المستطابة " للمزجاجي أيضاً وأعتمده الفلاني والسندي صاحب " اليانع الجني " وغيره من المتأخرين من ان أبا الفتوح المذكور كان من أهل المائة الثامنة، اه. وقد علمت مما سبق عن المنح و " الثمار اليانع " أن ولادة قطب الدين كانت سنة 917 فمن يولد أوائل القرن العاشر كيف يأخذ عمن كان في القرن الثامن وكذا ولده علاء الدين سبق أنه إنما ولد عام 870 فمن ولد أواخر القرن التاسع كيف يأخذ هو فضلاً عن ولده عمن كان في القرن الثامن نعم قد تكلم على عائلة الطاوسي الحافظ الزبيدي (1) فذكر أن الطائفة الطاوسية بفارس أكبرهم صفي الدين أحمد الصابي الطاوسي، وان من ولده غياث الدين أبا الفضل محمد بن عبد القادر، مات بشيراز سنة 812، وأخاه الجلال أبا الكرم عبد الله بن عبد القادر، أجاز له ابن أميلة والصلاح ابن أبي عمر وابن رافع وابن كثير، توفي سنة 833، وولد الثاني الحافظ شهاب الدين أحمد بن عبد الله وهذا هو أبو الفتوح الطاوسي، قال الزبيدي: حدث عن أبيه وعميه والسيد الشريف الجرجاني وأجازه ابن الجزري وآخرون " اه. وبالأسف لم يذكر وفاته، وعلى كل حال فهو يفيد في الجملة تأخره عن المائة الثامنة إلى نحو أواسط التاسعة إن لم نقل أواخرها، فيخف بعض الانتقاد من جهة أن وفاة والد أبي الفتوح سنة 833 فالغالب في مثل هذا أن يكون الوالد على الأقل تأخر إلى أواسط القرن التاسع إن لم نقل إلى آخره. ثم بعد هذا بمدة وقفت للحافظ السخاوي ثم لمحدث اليمن أحمد

(1) انظر مادة (ط وس) من تاج العروس 4: 182 (المؤلف) .

ص: 950

قاطن الصنعاني في " النفحات الغوالي " وتلميذه المسند الوجيه الأهدل في نفسه على ما أفاد لقاء الطاوسي المذكور شيخه بابا يوسف الهروي عام 822، وعليه فيجب أن يعد من أهل المائة التاسعة لا الثامنة قطعاً (انظر ما يأتي في التنبيه بعد عن السخاوي) . ثم بعد كتب هذا بمدة وقفت على فهرسة أبي التوفيق الدمنتي المسماة " سمط الجوهر " فوجدته أرخ وفاة أبي الفتوح الطاوسي بسنة أربع وتسعمائة " 904 " فعلى هذا تأخرت وفاة أبي الفتوح إلى أول القرن العاشر، فمن الممكن أخذ والد قطب الدين عن أبي الفتوح الطاوسي، أما ولده القطب فغير ممكن، وقد أومأ إلى شيء من هذا صاحب " اليانع الجني " فإنه قال:" القطب عن الطاوسي، هكذا وجدته في بياض شيخنا العلامة يعني الشيخ عبد الغني الدهلوي رحمه الله وكذلك رأيته في نسخة من ثبت الفلاني، وزاد فيه محمد ابن عبد الرحمن الفاسي وسميه الدمشقي الكزبري فقالا: القطب عن والده عن الطاوسي فذكرا الواسطة بينهما وهذا يحتمل وجوهاً ان يكون سقط في الأول فيكون منقطعاً، أو يكون الثاني من قبل المزيد في متصل الأسانيد ويكون القطب تحمل عنهما فحدث عن هذا مرة وعن هذا أخرى. فمن هاهنا اختل عليه فروى أبو الوفاء ابن العجل كما تقدم عن القطب عن أبي الفتوح الطاوسي، وخالفه عبد الله بن سعد ونور الدين ابن مطير، كلاهما عن القطب، فقالا عن والده، وروى الفاسي عن شيخه الكردي عن عبد الله اللاهوري ثم المدني ونور الدين ابن مطير، كلاهما عن قطب الدين عن والده علاء الدين أحمد النهروالي ثم المكي عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد الطاوسي بسنده، وكذلك رواه الدمشقي عن أبيه عبد الرحمن الكزبري وعلي الكزبري وأحمد المنيني كلهم عن إلياس بن إبراهيم الكوراني وزاد المنيني عن أبي طاهر الكوراني، كلاهما عن البرهان الكوراني بسنده، ولم يذكر فيه ابن مطير " اه.

وأصرح من كلام صاحب " اليانع " وأبلغ ما في حاشيته صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي على " الأمم " فإنه قال ما نصه: " قيل انه أي قطب الدين النهروالي روى الصحيح عن الحافظ أبي الفتوح الطاوسي بلا واسطة

ص: 951

أبيه أيضاً، لكن لم أجزم به بل إني متوقف في روايته للصحيح عن والده أيضاً بهذا السند، وعسى الله ان يمن عليّ بما يطمئن قلبي وما ذلك عليه بعزيز " اه. ومن خطه منها نقلت. وشافهني رحمه الله بمكة وبمنى بشديد توقفه في هذا السياق وأنفته منه واستبعاده له.

والذي يظهر لي بعد طول التأمل والتروي مدة تزيد على العشرين سنة مع مشايعتي للناس فيه ان أبا الفتوح الطاوسي غن لم يكن له في إجازته لعلاء الدين، إن كان أجازه، أو لشيخه الذي هو الواسطة بينه وبينه، صيغة تشعربتعميم الإجازة للشيخ علاء الدين وأصحابه وأولادهم أو لعلاء الدين واولاده فلا مبرر له، والغالب أن من تعمد سياقه واعتمده كالعجيمي والكوراني وابن الطيب الشركي والحافظ مرتضى ثم الشوكاني وأمثالهم من النقاد العلماء بهذا الشأن إما لعدم تأملهم له أو وقفوا على ما يبرره ويدعمه. وعبارة الحافظ الشوكاني في " إتحاف الأكابر " (1) :" بين شيخنا وبين البخاري عشرة، وبيني وبين البخاري أحد عشر رجلاً، هذا على تقدير صحة ماتقدم ان القطب النهروالي يرويه عن أبيه عن أبي الفتوح كما أثبت ذلك إبراهيم الكردي في " الأمم " وإن لم يكن بين القطب النهروالي وبين أبي الفتوح واسطة فبين شيخنا السيد عبد القادر وبين البخاري تسعة وبيني وبين البخاري عشرة، وقد وقفت على إجازة من الحافظ محمد بن الطيب المغربي شيخ شيخنا ولفظها هكذا: " عن القطب النهروالي عن أبي الفتوح الطاوسي " وإذا صح ما حكيناه عن ابن الطيب فيكون مساوياً لابن حجر شيخ السيوطي " اه. ملخصاً. وكان عنده التردد في رواية قطب الدين عن أبي الفتوح مباشرة أو بواسطة والده لا في أخذ والده نفسه عن أبي الفتوح، مع انك علمت ما فيه أيضاً، والحافظ الزبيدي لا يكاد يسوق هذه السلسلة من طريق القطب إلا قال: عن والده عن أبي الفتوح مع اطلاعه قطعاً على ما يحكى

(1) إتحاف الأكابر: 61 (المؤلف) .

ص: 952

عن شيخه ابن الطيب وطبقته مما سبق (انظر العقد المكلل بالدرر العقياني له وغيره)، فإنه ساق إسناد الصحيح فيه عالياً عن شيخه محمد بن علاء الدين المزجاجي عن الكوراني عن اللاهوري والمعمر عبد اللطيف بن عبد الملك العباسي كتابة من مدينة أحمد أباد عن القطب قال: أخبرنا والدي قال: أنا الحافظ الطاوسي فذكره، ثم قال: وهو أعلى ما يوجد اليوم على وجه الأرض، إذ بيني وبين البخاري عشرة وأعلى أسانيد السيوطي والسخاوي أن يكون بينهما وبين البخاري ثمانية، فكأني سمعته منهما " اه. ونحوه له في إجازته لشيخ بعض شيوخنا النور عمر بن مصطفى الامدي الديار بكري، وقد وقفت عليها بخطه في بعلبك، وهي مؤرخة بغرة رجب عام 1204 قبيل موت الزبيدي بنحو سنة.

وفي مادة فربر من " تاج العروس "(1) له لما ذكر من أخذ الصحيح عن الفربري: " والشيخ المعمر أبو لقمان يحيى بن عمار بن شاهان الختلاني، ومن طريق الأخير يقع لنا إلى البخاري صاحب الصحيح عشرة انفس وهو عال جداً " اه. منه. وكذا في " ألفية السند " له، نظم إسناده من طريق المعمرين في ترجمة محمد بن علاء الدين المزجاجي فقال:

وبالعلو قد روى البخاري

عن إبراهيم بالكتاب الساري

أعني فتى كوران الشهرزوري

عن شيخه المعمر اللاهوري

وهو عن القطب محمد عن

والده المحدث المفنن

عن أحمد المعروف بالطاوسي

عن يوسف المعمر المنوس

عن ابن شاذبخت الفرغاني

عن ابن شاهان هو الختلان

عن الفربري عن المصنف

وذا العلو بغية للمنصف

كأنني بذا السياق الحاوي

مصافح للحافظ السخاوي

(1) تاج العروس 3: 467.

ص: 953

وعنون الحافظ الزبيدي عن هذا السند في ترجمة المذكور بقوله: " بيان إسناد البخاري من طريق المعمرين " فمن تأمل ذلك علم انه كان لا يعتبر ما ينقل عن العمادي والصوابي لأنهم أجانب عن هذه الصتاعة الاسنادية التاريخية، وبلد الصوابي يبعد جداً عن أصقاع الطاوسيين والنهرواليين، فكيف يسوغ اعتمادهم في ذلك وكأنه اشتهر حذف الواسطة بين القطب والطاوسي لما انتشرت هذه السلسلة عن الشيخ صالح الفلاني ومن أخذ عنه كالشيخ عابد السندي، ثم من أخذ عنه كالشيخ عبد الغني، ثم من أخذ عنه كأبي الحسن عليّ بن ظاهر. والله أعلم.

تنبيه ثان: قال الوجيه الأهدل في نفسه (1) : " وهذا الحافظ أبو الفتوح الطاوسي ذكره السيد العلامة أبو بكر بن أبي القاسم الأهدل في ثبته، ووصفه بأنه الشيخ الإمام الحافظ نور الدين أبو الفتوح أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي الصوفي، روى عن جماعة من الأيمة الأعلام كالعلامة أبي الفضل ابن فضل الله والحافظ إبراهيم بن محمد بن صديق وعمه المولى ظهير الدين الطاوسي وغيرهم، وله في رواية [صحيح] البخاري طريقان: إحداهما عن عمه الملى ظهير الدين أبي إسحاق الطاوسي بسماعه عن عمه المولى صدر الدين عبد الرحمن (2) بن أبي الخير، بسماعه عن جده المولى نور الدين عبد القادر الحكيم الأبرقوهي، بسماعه عن الشيخ المعمر أحمد بن شاذبخت الفرغاني، والثانية وهي أعلى بدرجتين واشتهرت عنه لتسلسلها بالمعمرين، وهي روايته له عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي بفتح الهاء والراء بعدها واو نسبة إلى هراة إحدى مدائن خراسان، وهذا الشيخ يشهر بسيصدساله، ومعناه المعمر ثلاثمائة سنة (3) ، ذكر ذلك الشيخ العلامة إبراهيم بن حسن الكوراني

(1) النفس اليماني: 175.

(2)

في المطبوعة: عبد الخير، والتصويب عن النفس اليماني.

(3)

اضطرب النص هنا في النفس اليماني إذ جاء فيه: " وهذا الشيخ يشتهر بصيد له ومعناه عن ثلثمائة سنة " وما هنا صواب.

ص: 954

المدني في " لوامع اللآلي في الأربعين العوالي " عن المعمر محمد بن شاذبخت الفرغاني عن المعمر أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني. ورأيت بخط شيخنا الوالد ما لفظه: رأيت الحافظ السخاوي قال في ترجمة بابا يوسف الهروي ما لفظه: يوسف بن عبد الله الضياء بن الجمال الهروي ويعرف ببابا يوسف، لقيه الطاوسي سنة 822 بمنزله في ظاهر هراة، وذكر أنه زاد سنه على ثلاثمائة سنة سبع سنين، واشتهر الطاوسي لذلك بان عدة من شيوخ بلده قالوا نحن رأيناه في طفوليتنا على هيئته الآن، وأخبرني آباؤنا بمثل ذلك، وحينئذ قرأ عليه الطاوسي شيئاً بالإجازة العامة، والله أعلم " اه.

وفي " عقد الجوهر الثمين في الذكر وطرق الإلباس والتلقين " للحافظ مرتضى لدى حرف الجيم أنه يروي الطريقة الجامية من طريق قطب الدين النهروالي عن أبيه عن أبي الفتوح الطاوسي، قال:" لبستها أي خرقتها من يد المعمر بابا يوسف الهروي، وهو من يد صاحب الطريقة يعني شيخ الإسلام قطب الدين أحمد النامقي الجامي " قال الحافظ المذكور: " وهو أعلى ما يوجد الآن، وكذا ذكر لدى كلامه على الطريقة الكبروية من حرف الكاف أن أبا الفتوح لبس خرقتها من يد المعمر بابا يوسف الهروي، وهو عن صاحبها الإمام أبي الجناب نجم الدين أحمد بن عمر الخوارزمي المعروف بالطامة الكبر " اه.

قلت: بابا يوسف الهروي هذا وتعميره مشكلة اكبر من أختها، فإن تعميره ثلاثمائة سنة اشتهر في أثبات المتأخرين شهرة زائدة، ولما ذكر الحافظ الزبيدي في مادة " شوه " من " تاج العروس " (1) يحيى بن شاهان الختلاني قال:" وعنه الشيخ المعمر ثلاثمائة سنة بابا يوسف الهروي وذكره الشيخ أبو الفتوح الطاوسي ومن طريقه روينا البخاري عالياً " اه. منه. وفي " اليانع الجني "(2) " ويوسف الهروي عمر ثلاثمائة سنة كما رآه الكزبري بخط

(1) تاج العروس 9: 396.

(2)

اليانع الجني: 29 (المؤلف) .

ص: 955

الشريف مرتضى الزبيدي " اه. منه. وقد وقع في رحلة ابن بطوطة (1) التي فرغ من إملائها سنة 757 أن ابن بطوطة وصل في سفره من هراة إلى الهند إلى جبل يشاء ووجد به زاوية الشيخ الصالح أطا أولياء، ومعناه بالتركية الأب وأولياء باللسان العربي، معناه أبو الأولياء، ويسمى أيضاً بسيصد صاله (2) ، ومعناه بالفارسية ثلاثمائة سنة، وهم يذكرون أن عمره ثلاثمائة وخمسون عاماً، ولهم فيه اعتقاد حسن ويأتون لزيارته من البلاد والقرى، ويقصده السلاطين [والخواتين] وأكرمنا ونزلنا على نهر عند زاويته، ودخلنا إليه فسلمت عليه وعانقني، وجسمه رطب لم أر ألين منه، ويظن رائيه أن عمره خمسون سنة، وذكر لي أنه في كل مائة سنة ينبت له الشعر والأسنان، وسألته عن رواية الحديث فأخبرنا (3) بحكايات، وشككت في حاله، والله أعلم بصدقه "" اه. منها " فلا يخلو الحال إما أن يكون بابا يوسف المذكور شيخاً للحافظ أبي الفتوح هو الرجل بعينه الذي لقيه ابن بطوطة قبله بنحو مائة سنة، لأن أبا الفتوح لقيه عام822 وابن بطوطة لقي الرجل المذكور في القرن الذي قبله، فإن كان هو فقد بلغ به دعوى السن زمن لقي الطاوسي أكثر من أربعمائة سنة، وإن يكن غيره وهو الظاهر فإنما اتفقا في مجاورة هراة والسن المديد، والله أعلم. ويؤيد أنه غيره أن الذي لقيه الطاوسي سماه يوسف، والذي لقيه ابن بطوطة يعرف بأطا أولياء، وإطلاق سيصدساله عليه كإطلاقه على الذي قبله لبلوغه ذلك الحد من التعمير لا أنه علم خصوصي على شخص معين، فتأمل ذلك.

تنبيه ثالث: لما تكلم في " حصر الشارد " على طريقة المعمرين إلى البخاري من طريق المترجمين قال: وهذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ

(1) رحلة ابن بطوطة: 391 (ط. صادر، بيروت 1960) والمؤلف يحيل على طبعة مطبعة وادي النيل بمصر سنة 1288 ص: 240.

(2)

في المطبوعة: بصيد.

(3)

الرحلة: فأخبرني.

ص: 956

أشياخ مشايخنا كالشيخ المعمر عبد الله بن سعد الله اللاهوري، وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطي لأنهما كانا بمصر، والحافظ أبو الفتوح من رجال المائة الثامنة كان بأبرقوه مدينة بخراسان العجم، وكان موصوفاً بالصلاح، ذكره الشيخ عبد الخالق المزجاجي في نزهته المستطابة " اه. وقد نقل كلام المزجاجي هذا قبل السندي شيخه الفلاني في " قطف الثمر " ثم الفريني في " اليانع الجني " والقاوقجي في أثباته وغيرهم من أصحاب الفهارس وسلموه، وفي ذلك وقفة من وجهين: فأما أولاً من جهة زعمهم أن هذه الطريقة لم تبلغ الحجاز إلا مع اللاهوري وطبقته مع ان اللاهوري والأحمد أبادي وابن مطير ليسوا من أهل الحجاز، بل ابن مطير من اليمن والأحمد أبادي واللاهوري من الهند. نعم أستوطن أخيراً اللاهوري المدينة، وكيف يمكن ان يأتوا بها هم إلى الحجاز، وهم إنما يروونها عن حجازي وهو الشيخ القطب الدين النهروالي فإن القطب كان مفتي مكة وإمامها ومؤرخها، وفي المسجد الحرام باب يعرف به. وكان صواب العبارة أن يقول هذه الطريقة المعمرية إنما اتصلت بأشياخ أشياخنا من طريق اللاهوري وأمثاله. وفي إجازة الشيخ ابن عبد السلام بناني للشيخ التاودي ابن سودة ساق أعلى أسانيده في صحيح البخاري عن الشيخ الكوراني عن الصفي القشاشي عن أبي المواهب الشناوي عن قطب الدين النهروالي بسنده المعروف، وأنت تعلم أن القشاشي والشناوي كل منهما من أهل الحجاز، على ان هؤلاء: ابن مطير واللاهوري والأحمد أبادي، لم يرووها عن قطب الدين بالسماع أو الإجازة الخاصة وإنما بالإجازة العامة التي شماتهم من قطب الدين لما أجاز أهل عصره أو مصره، كما صرح بذلك تلميذهم الكوراني نفسه في " لوامع اللآلي " وغيره، فأراد الكوراني والعجيمي أن يتصلوا به بعلو فاستجازوا هؤلاء بقصد ربط السلسلة والعلو، ولو على أضعف أنواع التحمل وهي الإجازة العامة مثلاً، كما فعل الطاوسي فإنه لما وجد بابا يوسف الهروي استجازه حيث أن الهروي المذكور كان شملته إجازة ابن شاهان الختلاني العامة كما تفيده عبارة السخاوي

ص: 957

السابقة فإنه قال وحينئذ أي بعد تأكد الطاوسي تعميره قرأ عليه شيئاً بالإجازة العامة، تأمله. وقد كانت طريق المعمرين هذه رائجة في الحجاز قبل اللاهوري وطبقته، فإن الكوراني كان بروي الصحيح عن شيخه الصفي القشاشي عن شيخه أحمد بن عليّ الشناوي العباسي عن العلامة السيد غضنفر النقشبندي عن تاج الدين عبد الرحمن بن شهاب الدين الكازروني عن أبي الفتوح الطاوسي عن بابا يوسف الهروي وغيره، وقد ساقه من هذه الطريقة صاحب " حصر الشارد " وغيره. وقد ساق الفلاني في " قطف الثمر " الصحيح من طريق ابن العجل اليمني عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري عن جده محب الدين عن البرهان بن صديق الدمشقي عن عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت بسنده، وأنت تعلم أن الطبري وجده المحب كلاهما من أعيان علماء الحجاز، وكانا فيه قبل اللاهوري بقرن وأكثر.

وساق صاحب " المنح البادية " و " التحفة القادرية " رواية الشيخ القصار الفاسي الصحيح عن خروف التونسي عن الكازروني عن أبي الفتوح الطاوسي عن عمه المولى ظهير الدين عبد الرحمن عن عمه المولى بدر الدين أبي إسحاق عن جده المولى نور الدين عبد القادر الحكيم الأبرقوهي عن أبي عبد الرحمن محمد بن شاذبخت الفرغاني، قال في المنح. ح: وبه إلى الحافظ أبي الفتوح الطاوسي وهو أعلى بدرجتين عن الشيخ بابا يوسف الهروي عن ابن شاذ بخت

الخ، وهذا يدل على ان طريقة المعمرين هذه دخلت إلى المغرب الأقصى فضلاً عن الحجاز، واتصل بها مثل خروف والآخذين عنه كالقصار قبل ميلاد عبد الله اللاهوري وطبقته. وأما ثانياً فقولهم إنها لم تبلغ الحافظ ابن حجر عجيب، فإن هذه الطريقة وصلت إلى شيخه الإمام محدث الشام مسند الدنيا البرهان إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي الشهير بابن الرسام بفتح الراء والسين المهملتين المشددتين فإنه كان يروي الصحيح كما في " قطف الثمر " نفسه أيضاً عن الشيخ عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت الفرغاني

ص: 958

قال ابن عقيلة: كان عمره مائة وأربعين سنة وأجاز عموماً سنة 720، وولد ابن صديق سنة 719، وطريقة ابن صديق هذه شهيرة في فهارس المتأخرين، وهي التي كان يعتمدها غالباً النور العجيمي، يتصل بها من طريق شيخه ابن العجل عن يحيى بن مكرم الطبري عن جده الإمام المحب الطبري عن البرهان ابن صديق عن الأوالي عن الفرغاني، وهذه السلسلة من طريق ابن صديق هي الشهيرة بمصر وغيرها. وعليها اقتصر الصعيدي والأمير في ثبتيهما، وقالوا: إنها أعلى الأسانيد لهم، ونظمها مفتي الشام السيد محمود ابن حمزة الحسني فقال:

يقول محمود بن حمزة راوياً

هذا الصحيح بحمد ذي الإحسان

عن قدوتي [الشيخ] سعيد الشامي

عن شيخه محمد ذي الشان

أعني بهذا الكزبري عن شيخه

أبيه وهو عابد الرحمن

عن شيخه عقيلة محمد

عن حسن محدث الزمان

عن شيخه أبي الوفاء أحمد

عن شيخه يحيى أخي الرجحان

عن شيخه الطبري محب الدين

عن شيخه إبراهيم أي برهان

عن شيخه عبد الرحيم سنه

مائة وأربعون ذا الفرغاني

عن شيخه محمد بن شاذ بخت

عن شيخه يحيى أبي لقمان

هو الذي عمر نحو ما مضى

عن الفربري صاحب الإتقان

عن البخاري شيخه محمد

قدوتنا إمام هذا الشان وأخذ الحافظ عن ابن صديق معروف لا يشك فيه أحد من أهل الرواية والصناعة. وقد ترجمه الحافظ في " إنباء الغمر " فقال فيه (1) : " مسند الدنيا من الرجال، سمعت منه بمكة، ومات سنة ست وثمانمائة عن خمس

(1) انباء الغمر 2: 270 271.

ص: 959

وثمانين سنة، سمع من الحجار الكبير وابن تيمية وطائفة تفرد بالرواية عنهم ". وسيأتي في ترجمة أبي الحسن الونائي روايته للصحيح عن خديجة بنت عبد الوهاب الطبري عن المعمر الحصاري عن زكرياء عن ابن حجر عن البرهان ابن صديق هذا عن عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت بسنده، ولعل الحافظ كان لا يعتمدها فلذلك لم تشتهر عنه لأن ابن صديق يروي عن عبد الرحيم بالعامة لأهل العصر في الغالب، والله أعلم.

تنبيه رابع: وجدت طريقة المعمرين هذه تروى من طريق راو آخر مغربي عن قطب الدين، وجدت ذلك في ثبت صغير لعمر بن عبد الرسول مسند مكة ساق فيه الصحيح عن شيخه النور عليّ بن عبد البر الونائي، عن المعمر مائة وثماني وعشرين سنة السيد عبد القادر بن أحمد بن محمد الندلسي، عن المعمر مائة وإحدى وعشرين سن محمد بن عبد الله الإدريسي، عن المعمر قطب الدين النهروالي عن والده به. ولا شك ان عبد القادر المذكور هو الأندلس الأصل المصري الدار الذي ترجمه الحافظ الزبيدي في معجمه، وذكر ان ولادته كانت سنة 1091 ووفاته سنة 1198، وشيخه الإدريسي لا أعرفه. وطريقة الونائي هذه هي التي كان يعتمد شيخنا النور حسين الحبشي المكي حسب روايته لها عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول عن الونائي به، والله أعلم. ولا شك أن هذا الاغراب من المتأخرين القصد منه عندهم هو طي المسافات بينهم وبين سيد السادات، نفعهم الله بنياتهم آمين.

تنبيه خامس: كل ما قيل عن سند المعمرين إلى البخاري من طريق المترجم يأتي في سند الموطأ من طريق المعمرين المذكورين أيضاً، فإن الشيخ صالح الفلاني أسند في " قطف الثمر " له الموطأ من طريق قطب الدين النهروالي عن أبي الفتوح الطاوسي عن الهروي عن ابن شاذبخت عن ابن شاهان عن

ص: 960

إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب الزهري عن مالك (1)، وفي الإجازة التي كتب حافظ الحجاز الشيخ عبد السندي للشيخ عبد الغني الدهلوي:" ويروي الختلاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك موطأه " اه. فابن شاهان الذي يروي الصحيح عن الفربري يروي الموطأ ايضاً عن ابن الصمد الهاشمي عن أبي مصعب على ما ذكره، وهو سياق عجيب عال جداً سنتكلم عليه في محل آخر، ان شاء الله.

تنبيه سادس: اشتهر في أسانيد بعض متأخري التونسيين والجزائريين سياق سند الصحيح من طريق المعمرين هذا إلى الفربري ثم يقولون عن البخاري ومسلم، وهو في عهدة الشيخ محمد صالح الرضوي أو بعض الآخذين عنه بالجزائر وتونس، ولم نعرف قط ولم نسمع بان للفربري الأخذ أيضاً عن مسلم صحيحه، على كثرة ما طالعنا من المشيخات والمعاجم والفهارس والطبقات والتواريخ والمسانيد، وقد نبهت على ذلك بعذ المنصفين من التونسيين والجزائريين فمنهم من اعترف ومنهم من توقف، والله أعلم.

540 -

القطب الحلبي (2) : هو الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها أبو عليّ أو أبو محمد عبد الكريم بن عبد النور المعروف بقطب الدين، الحلبي الأصل والمولد، الحنفي المصري، قال الذهبي:" أحد من تجرد للعناية بالرواية وتعب، وحصل وكتب، عن أصحاب ابن طبرزد فمن بعدهم وصنف التصانيف " اه. وقال قاسم بن قطلوبغا في " طبقات الحنفية ": " كتب العالي والنازل وخرج وألف، وبلغ شيوخه الألف " اه. وخرج

(1) انظر ص: 10 من قطف الثمر (المؤلف) .

(2)

ترجمة القطب الحلبي في غاية النهاية 1: 402 والبداية والنهاية 14: 171 والسلوك 2: 388 والنجوم الزاهرة 9: 306 وحسن المحاضرة 1: 358 وذيل طبقات الحفاظ: 13 وطبقات الحنفية لابن قطلوبغا: 38 والزركلي 4: 177.

ص: 961

لنفسه عدة أربعينات من التساعيات والبلدانيات والمتباينات، وشرح معظم البخاري في عدة مجلدات، وله القدح المعلى في الكلام على بعض أحاديث المحلى، والاهتمام في أحاديث الأحكام، وشرح سيرة الحافظ عبد الغني المقدسي شرحاً كبيراً أسماه " المورد العذب الهني في الكلام على سيرة الحافظ عبد الغتي "، وعمل تاريخ مصر فبلغ مجلدات، ومات سنة 735. نروي ما له من طريق التاج السبكي عنه.

القلعي: تقدم في الأوائل (1) .

541 -

القلصادي (2) : هو أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ القرشي السطي الشهير بالقلصادي، الفقيه الأستاذ المتفنن الراوية الرحالة آخر من ألف التآليف العديدة من أهل الأندلس، أخذ العلم هناك ثم رحل إلى المشرق فلقي الكثير وانتفع بهم، يروي عن ابن مرزوق وابن عقاب والحافظ ابن حجر والجلال المحلي والتقي السمني وأبي الفتح المراغي، له رحلة وفهرسة في شيوخه وهم نيف وعشرون رجلاً، وفهرسته ينقل منها ابن أبي مريم في " البستان " ومات سنة 891، هكذا أرخه ابن أبي مريم وأرخ غيره موته سنة 912، ولعل الول أقرب إلى الصواب.

أروي كل ما له من طريق السنوسي التلمساني عنه. له شرح الأنوار

(1) رقم: 4 (ص: 97) .

(2)

ترجمة القلصادي في البستان: 141 ونظم العقيان: 131 ونيل الابتهاج: 209 (بهامش الديباج) والضوء اللامع 5: 14 ونفح الطيب 2: 692 وشجرة النور: 261 ومعجم المطبوعات: 1519 والزركلي 5: 163 ومقدمة رحلة القلصادي تحقيق صديقنا الأستاذ محمد أبو الأجفان الأستاذ بالكلية الزيتونية بتونس (تونس 1978) وهو يرجح أن تكون وفاة القلصادي سنة 891 وللأستاذ محمد السويسي دراسة عن القلصادي نشرت بالحوليات التونسية (العدد: 9 سنة 1972) .

ص: 962

السنية في الحديث لابن جزي في جزء، وهو عندي، وله أيضاً شرح على البردة وعلى قصيدة القاضي ابن منظور في الأسماء النبوية، وشرح الحكم وغير ذلك.

542 -

القلقشندي (1) : هو برهان الدين أبو الفتح إبراهيم بن شيخ الإسلام علاء الدين أبي الفتح عليّ بن القاضي قطب الدين أحمد بن إسماعيل بن علان القرشي الشافعي جمال الدين القلقشندي بقاف مفتوحة ثم لام ساكنة ثم قاف مفتوحة ثم شين معجمة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة مكسورة بعدها ياء نسبة إلى قرية من قرى مصر، الإمام العلامة الحافظ الرحلة القدوة. هكذا حلاه ابن العماد في " سبائك الذهب " (2) ورأيته محلى في طبقة سماع عليه لثلاثيات مسند أبي داوود الطيالسي ب " شيخ مشايخ الإسلام والحفاظ " وهو بتاريخ عام 919 وإمضاؤه هو في تصحيح الطبقة هكذا: إبراهيم بن علاء القرشي القلقشندي. ورأيته محلى أول إجازة المترجم لسقين العاصمي ب " مجتهد الأمة الحافظ المحدث الرحلة شيخ مشايخ الإسلام والمسلمين رحلة الحفاظ والمحدثين " اه. وكذا حلاه الشهاب ابن الشلبي في " إتحاف الرواة " ب " قاضي القضاة شيخ الإسلام والحفاظ جمال الدين أبي الفتح "

الخ.

أخذ عن جماعة منهم: الحافظ ابن حجر والعز ابن الفرات ووالده العلاء القلقشندي وجده قطب الدين والبدر الحسن بن أيوب النسابة والقطب الجوجري والكاتبة أم محمد كلثوم بنت عمر بن صالح النابلسية والقاضي الكمال بن البارزي وجلال الدين ابن الملقن ومريم الهورينية وغيرهم. قال البدر العلائي: " إنه آخر من يروي عن الشهاب الواسطي وأصحاب الميدومي والتقي الغزنوي وعائشة الكنانية وغيرهم "، اه.

(1) ترجمة القلقشندي في الشذرات 8: 104.

(2)

كذا سماه، وما ذكره ورد في شذرات الذهب.

ص: 963

وروى صحيح البخاري من جماعة يزيد عددهم عن ثمانين شيخاً، وروى حديث الأولية كما في فهرسته عن جمع من المشايخ يزيد عددهم عن مائة وعشرين شيخاً، أعلاهم سنداً مسند عصره الشهاب أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي المقدسي، قال: وأظن أني انفردت به وهو عن مسند الآفاق الصدر الميدومي، اه. انتهت إليه الرياسة وعلو السند في الكتب الستة والمسانيد والإقراء، كان لا يخرج من داره إلا لضرورة شرعية، توفي فقيراً بحصر البول عاشر جمادى الآخرة عام 922 عن إحدى وتسعين سنة لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً، قال الشعراني في ترجمته:" وكأن الشمس كانت في مصر فغربت، أي عند موته " اه.

له كتاب الأربعين من عوالي مسموعاته من تخريجه لنفسه، والأربعين العشاريات له حملهما عنه سقين العاصمي محدث فاس والمغرب في وقته، وله الثبت الذي أجاز به سقين المذكور، وهو عندي بخط العارف الفاسي، وموجود بالمكتبة التيمورية بمصر أسانيد ابن القلقشندي هذا ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 125. نرويه بالسند إلى القصار عن أبي النعيم رضوان وخروف التونسي، كلاهما عن سقين عنه. ح: وبأسانيدنا إلى النجم الغزي عن أبيه البدر عنه وهو عال لنا جداً. ح: وبالسند إلى البابلي عن الشمس الرملي عن الجمال القلقشندي. والمترجم ممن أجاز لكل من أدرك حياته عموماً ولأهل حلب خصوصاً كما في " تاريخ حلب " للرضي الحنبلي.

543 -

القنازعي (1) : هو أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن القنازعي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي محمد ابن عتاب عن أبيه عنه.

(1) فهرسة ابن خير: 436 والصلة: 309 (توفي سنة 413) ومن مؤلفاته تفسير الموطأ، وكتاب في الشروط وغير ذلك.

ص: 964

544 -

القنطري (1) : هو الفقيه أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن محمد بن مسعود القنطري الشلبي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عنه.

545 -

القصار (2) : هو شيخ الأعصار والأمصار، محدث المغرب الأقصى ومسنده، أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار الغرناطي الأصل الفاسي النشأة والدار، المتوفى سنة 1012، ودفن بمراكش في قبة القاضي عياض، أو بإزاء روضة الشيخ أبي العباس السبتي. كان عديم النظير في علم الحديث ومتعلقاته وروايته بفاس، ورث ذلك عن الشيخ أبي النعيم رضوان الجنوي الآخذ ذلك عن شيخه سقين العاصمي الذي جلبه من المشرق من أعلامع كالقلقشندي وابن فهد وامثالهما.

قال الشيخ أبو حامد العربي بن يوسف الفاسي في شرحه على منظومته في الاصطلاح: " كان شيخنا القصار حتامل راية الحديث في هذه الأقطار المغربية بعد شيخه، وانفرد بذلك غير مدافع عنه ولا منازع، أجازه فيه جماعة من أهل المشرق والمغرب حتى أقرانه " اه. وقال الشيخ أبو محمد عبد السلام ابن الطيب القادري في " مطلع الإشراق ": " سمعت غير واحد ممن قرأت عليه القول إن هذا التحقيق في العلم الذي يوجد عندهم أعني أولاد الشيخ أبي المحاسن الفاسي إنما هو إرث عن الشيخ القصار " اه. وكان للقصار معرفة بالتاريخ والأنساب، شديد الأعتناء بأنساب الأشراف وكان يفتخر بمصاهرتهم، وسمعت بعض المشايخ يقول إنه ما علا زوجته الشريفة قط أدباً مع جدها عليه السلام، وجمع خزانة عظيمة من الكتب تفرقت بعد موته أيادي سبا.

(1) فهرسة ابن خير: 437.

(2)

ترجمة القصار في خلاصة الاثر 4: 121 والسعادة الأبدية: 44 ونشر المثاني 1: 86 وهو ينقل عن المطمح وله ترجمة في صفوة من انتشر: 16 وفي المرآة أيضاً.

ص: 965

أخذ عن الجنوي وهو عمدته، وعن خروف التونسي وأجازاه كما أجازه أيضاً أبو القاسم ابن عبد الجبار الفكيكي، وهو قرينه ومشاركه في الأخذ وعاش بعد القصار، وأبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الدكالي الفاسي، وأبو العباس التسولي وغيرهم. وروى بالإجازة مكاتبة من مصر عن النجم الغيطي، والبدر الغزي الدمشقي، ولعله المراد بأبي الطيب الغزي الذي يروي عنه كثيراً في فهرسته عالياً عن زكرياء، وأحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي، ويحيى الحطاب، وشيخ الإسلام زين العابدين البكري.

له فهرسة جمعت رواياته في الفقه والحديث، وثبت آخر صغير في كراسة لطيفة اشتمل على سنده في الصحيحين والموطأ وتصانيف عياض والعراقي وابن حجر وزكرياء وابن الصلاح ورسالة ابن أبي زيد ومختصر ابن الحاجب وتصانيف البيضاوي وجمع الجوامع والقوت والأحياء، وختمها بالاتصال بكبار أرباب الطرق كالشيخ عبد القادر والشاذلي، وبعض الوصايا، منها ما أنشد لابن ليون التجيبي:

قال ابن سيرين ونصف العلم

هو التثبت لأجل الوهم

وجنة العالم لا أدري فإن

أخطأها أمكن منه الممتحن وأكملها سنة 998.

نرويها وكل ما للشيخ القصار من طريق المقري وابن القاضي والدلائي وعبد الهادي بن عبد الله العلوي كلهم عنه، ومن طريق أبي السعود الفاسي عن عم أبيه أبي زيد عبد الرحمن وأبي حامد العربي كلاهما عنه. ح: وبالسند إلى العجيمي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الفاسي وعبد الوهاب بن العربي النسب كلاهما عنه، قال أبو سالم العياشي في ترجمة شيخه أحمد بن موسى الأبار من " مسالك الهداية ":" ان البوعناني خاتمة من روى عن القصار " اه. وفيه نظر لأن البوعناني مات سنة 1063 وعاش بعده أبو محمد عبد الوهاب

ص: 966

ابن العربي الفاسي إلى سنة 1073، وهو ممن أجازه القصار كما في ترجمته من " ابتهاج القلوب " وغيره، وعاش بعدهما أيضاً قاضي مكناس أبو عبد الله محمد بن أحمد الفاسي إلى سنة 1087، وقد قال في ترجمته من الابتهاج:" أجازه القصار في صغره حسبما وقفت على إجازته له بخط يده بقرب مولده بتاريخ 27 ربيع عام 1011 " اه. قلت: وقفت على نسخة إجازة القصار له مسجلة على قاضي الوقت وهي عامة، وقد أجازا لأبي عليّ الحسن العجيمي مكاتبة ولم يتفطن لعلو إسنادهما العياشي ولا غيره من أهل المغرب، والكمال لله.

546 -

القسطلاني (1) : هو شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني الشافعي المصري الإمام العلامة الحجة الرحلة المحدث المسند، وصفه الإمام بدر الدين الغزي في إجازته المنظومة للمسند داوود بن عليّ العباسي بقوله:

الحافظ المسند ذي الاتقان

أحمد المعروف بالقسطلاني وممن وصفه بالحافظ ابن العماد الصالحي في ترجمته من " شذرات الذهب " والسيد عبد القادر العيدروس في " النور السافر في أهل القرن العاشر " وغيرهم.

ولد سنة 851، وقرأ البخاري على الشاوري في خمسة مجالس، وجاور بمكة، وأخذ عن جماعة من الحفاظ كالسخاوي والنجم ابن فهد، وكتب بخطه كثيراً لنفسه ولغيره، وعندي مجلد بخطه ومجموع حديثي كذلك، وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان في حياته، منها في السنة وعلومها كتاب المواهب اللدنية، وهو شهير متداول، قال عنه في " النور السافر ": " كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع ليس له نظير في بابه، وإرشاد الساري

(1) ترجمة القسطلاني في الكواكب السائرة 1: 126 والنور السافر: 113 والشذرات 8: 121 والضوء اللامع 2: 103 والبدر الطالع 1: 102 وخطط مبارك 6: 11 والزركلي 1: 221.

ص: 967

على صحيح البخاري في عشر مجلدات طبع مراراً، قال عنه صاحب " النور السافر ":" لعله أجمع شروح البخاري وأحسنها " اه. قلت: وكان بعض شيوخنا يفضله على جميع الشروح من حيث الجمع وسهولة الأخذ والتكرار والإفادة، وبالجملة فهو للمدرس أحسن وأقرب من " فتح الباري " فمن دونه، ولابن الطيب الشركي عليه حاشية في مجلدين، واختصره الشمس الحضيكي السوسي، عندي منه المجلد الثاني. وله منهاج الابتهاج شرح مسلم بن الحجاج في ثمانية أجزاء، وشرح على الشمائل، والبردة للبوصيري، واختصار " الضوء اللامع " لشيخه السخاوي، واختصار " إرشاد الساري " لم يكمله، وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري، وله نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس، وتوفي سنة 923.

له فهرسة نسبها له ابن رحمون فيما وقفت عليه بخطه، أرويها وكل ماله بأسانيدنا إلى العياشي عن الخفاجي عن البرهان العلقمي عن أخيه الشمس عن القسطلاني، وبه إلى أبي الحسن عليّ الأجهوري عن غالبدر القرافي عن الوجيه زين الدين عبد الرحمن بن عليّ الأجهوري عنه. ح: وبه إلى أبي سالم أيضاً عن عبد الجواد الطريني عن يس المحلي وهو أعلى.

لطيفة: في " مسالك الهداية " لأبي سالم العياشي: أنشدني بعض الأخوان بالقاهرة لبنت الباعوني زوجة القسطلاني في كتابه المواهب:

كتاب المواهب ما مثله

كتاب جليل وكم قد جمع

إذا قال غمر له مشبه

يقول الورى منك لا يستمع وكتاب المواهب هذا اشتهر وخدمه الناس، وشرحه النور الشبراملسي بحاشية نفيسة في أسفار خمسة هي عندي، وتلميذه الزرقاني في ثمان مجلدات، وحشاه الصفي القشاشي والبرهان إبراهيم الميموني والشمس محمد بن أحمد الشوبري المصري والنور عليّ القاري وغيرهم، واختصره جماعة منهم

ص: 968

عصرينا الشيخ أبو المحاسن النبهاني وقد طبع. ويحكى ان الحافظ السيوطي كان يغض منه ويقول إنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب لها، وانه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكرياء، فألزمه ببيان ما ادعاه، فعدد مواضع قال إنه نقل فيها من كتب البيهقي بواسطة كتبه، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن اغلبيهقي. وعندي مقامة عجيبة ألفها الحافظ السيوطي في قضاياه مع المترجم سماها " الفارق بين المصنف والسارق " في نحو كراسة. وحكى الشيخ جار الله ابن فهد ان المترجم رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى باب دار السيوطي بالروضة ودق الباب فقال: من فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافياً مكشوف الرأس ليطيب خاطرك عليّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك ولم يفتح له الباب ولم يقابله، اه، بواسطة شذرات الذهب لعبد الحي العمادي (1) .

قلت: ونحو هذه الحكاية وقعت في " كشف الظنون "(2) المطبوع.

ورأيت في بعلبك عند قاضيها إذ ذاك الشيخ أبي الخير ابن عابدين مجموعة للشيخ ابن عبد الحي الداودي الدمشقي فيها مانصه: " حدثنا شيخنا أحمد المقري تحت القبة بجامع بني أمية ان الإمام القسطلاني زوج عائشة الباعونية وصاحب المواهب ذهب إلى دار الحافظ السيوطي فدخل على عادته فاستأذن عليه فلم يأذن له بالدخول لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك الوقت جالساً عند الشيخ وهو يملي أحاديثه صلى الله عليه وسلم " اه فظهر من هذه الرواية السبب الذي من أجله لم يأذن السيوطي للقسطلاني، وانه كان في حال انجماع باطني وتشخيص خاص، فكره أن يقطع عليه حالته وتوجهه. وفي

(1) الشذرات 8: 122 123.

(2)

كشف الظنون 2: 1897.

ص: 969

ترجمة العلامة المعمر قاضي قابس أبي بكر بن تامرا من رحلة ابن عبد السلام الناصري: " أخبرني أن الحافظ السيوطي لما أدعى بمصر الاجتهاد المطلق أنكر عليه علماء عصره منهم القسطلاني، فانعزل عنهم بخلوة على ساحل النيل، فذهب نحوه القسطلاني فدق الباب، فقال السيوطي: من هذا فقال: فلان بن فلان جاءك متنصلاً تائباً فاقبله، فقبله، قلت: هذا مما يستدل به على جلالة القسطلاني وديانته " اه.

547 -

القشاشي (1) : - بقاف معقودة بين القاف والكاف كما لبصرى في ثبته، وفي " جهد المقل القاصر " للشيخ المسناوي انه بضم القاف وتخفيف الشين المعجمة نسبة إلى القشاشة، وهي سقط المتاع من الأشياء التي تسترخص ولا يشتريها غالباً إلا الفقراء، ويقال له في عرفنا بفاس السقاطة، ولقب بذلك يونس جد الشيخ الصفي.

هو الإمام العارف صفي الدين أحمد بن محمد بن يونس المدعة عبد النبي القشاشي المقدسي الأصل المدني الدار المتوفى بها سنة 1071، يروي عن والده وكان من أكابر عصره المتوفى سنة 1044، والشهاب أحمد بن عليّ الشناوي وهو عمدته وإليه ينتسب، وعن أعلام اليمن لأن والده دخل به إليه عام 1011، وبالمدينة أيضاً عن أحمد بن الفضل بن عبد النافع بن العارف محمد بن عراق، ومن أعلى مشايخه إسناداً المعمر عبد الكريم الكجراتي خاتمة أصحاب الغوث صاحب " الجواهر الخمس " عنه، ومن كبار شيوخه العلامة السيد غضنفر النهروالي السيراوي ابن أخت المنلا الجامي وغيرهم، بحيث بلغ شيوخه مائة.

وللصفي القشاشي في هذه الصناعة فهرسة تسمى " السمط المجيد " طبعت

(1) ترجمة القشاشي في خلاصة الاثر 1: 343 والرحلة العياشية 1: 407 - 429 وصفوة من انتشر: 119.

ص: 970

في الهند ولم أظفر بها، وله رسالة في أسانيده إلى طرق القوم مقتبسة من شرح الجواهر لشيخه العارف الشناوي في نحو كراسين وهي عندي، وله حاشية على الشفا، وحاشية أخرى على " المواهب اللدنية " وعندي إجازة بخطه ذكر فيها انه يروي الصحيح عن شيخه الشناوي أحمد بن عليّ عن والده عليّ بن عبد القدوس عن الشعراني وابن حجر الهيثمي، كلاهما عن القاضي زكرياء وعبد الحق السنباطي والمسند النور المشهدي والأمين الغمري والشمس السمهودي والحطاب المالكي والكمال قاضي القضاة القادري وغيرهم. وقد عقد له ترجمة طنانة تلميذه أبو سالم العياشي في فهرسته ورحلته، قال في الرحلة:" ما رأيت كلام أحد من عارفي زماننا ومن قبله يساوي كلام الصفي في مزج الحقائق بالأحاديث النبوية، حتى لا يكاد كلام له يخلو من آية اوحديث، فكأن كتب الحديث كلها جمعت له جمعاً فهو يأخذ منها ماشاء متى شاء، مع زيادة عزو الحديث لراويه ومخرجيه، وذلك قل ما يوجد في كلام غيره من أهل الحقائق، إن أتوا بحديث أطلقوه بلا نسبة، إذ ليس ذلك من وظيفهم " اه منها. نروي كل ما له من طريق البرهان الكوراني والعجيمي والعلاء الحصفكي وأبي المواهب الحنبلي والشلي وعبد الله بلفكيه وغيرهم، كلهم عنه.

548 -

القوصي (1) : وهو شهاب الدين أبو الطاهر إسماعيل بن حامد الأنصاري القوصي نزيل دمشق المتوفى بها سنة 653، له معجم في أربع مجلدات.

(1) ترجمة الشهاب القوصي في الطالع السعيد: 157 ولسان الميزان 1: 397 وميزان الاعتدال 1: 104 والشذرات 5: 260 ومرآة الجنان 4: 129 والبداية والنهاية 13: 186 والنجوم الزاهرة 7: 35 وحسن المحاضرة 1: 414 وخطط مبارك 14: 138 والدارس 1: 438 والزركلي 1: 308 وكحالة 2: 263.

ص: 971

549 -

ابن قطلوبغا (1) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو العدل قاسم ابن قطلوبغا بن عبد الله المصري الحنفي صاحب كتاب " تاج التراجم "(2) ولد سنة 802 وأخذ عن الحافظ ابن حجر وابن الهمام والتاج أحمد الفرغاني، واشتدت ملازمته للأخير وبه تخرج، حلاه الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي في " الخيرات الحسان " ب " الإمام الحافظ الذي انتهت إليه رياسة مذهب أبي حنيفة " اه. وأقر له شيخه الحافظ ابن حجر وغيره بالحفظ والإتقان. ألف التصانيف العديدة النفيسة منها: شرح المصابيح للبغوي، وتخريج أحاديث الإحياء سماه " تحفة الاحياء فيما فات من تخاريج الاحياء " وشرح قصيدة ابن فرح في الاصطلاح، وشرح منظومة ابن الجزري، وحواشي شرح ألفية العراقي، ةوحواشي على شرح النخبة، وتخريج أحاديث العوارف، وأحاديث الاختيار شرح المختار، وأحاديث البزدوي، وأحاديث الشفا، وأحاديث أبي الليث، وأحاديث " جواهر القرآن " للغزالي، وأحاديث " منهاج العابدين " له، وأحاديث " شرح العقائد السفية "، وترتيب مسند أبي حنيفة لابن المقري، وتبويب مسنده للحارثي، والأمالي على مسند أبي حنيفة، وعوالي أبي الليث، وعوالي الطحاوي، وتعليق مسند الفردوس، وأسماء رجال شرح معاني الآثار للطحاوي، ورجال موطأ محمد بن الحسن، ورجال كتاب الآثار له، ورجال مسند أبي حنيفة، وترتيب التمييز للجوزقاني، وأسئلة الحاكم للدارقطني، والاهتمام الكلي في اصطلاح ثقات العجلي، وزوائد العجلي، وزوائد رجال الموطأ، ومسند الشافعي، وسنن الدارقطني على الستة، وتقويم اللسان في الضعفاء، وحواشي مشتبه النسبة لابن حجر، والأجوبة عن اعتراض ابن أبي شيبة على أبي حنيفة، وتاج التراجم فيمن

(1) ترجمة ابن قطلوبغا في الضوء اللامع 6: 184 والشذرات 7: 326 والبدر الطالع 2: 45 وبروكلمان، التكملة 2: 93 والزركلي 6: 14.

(2)

طبع أول مرة في ليبسك سنة 1862 ثم أعيد طبعه ببغداد سنة 1962.

ص: 972

صنف من الحنفية وهو مطبوع بأروبا، وتراجم مشايخ المشايخ، وتراجم مشايخ شيوخ العصر، وتعليق على تقريب ابن حجر، ورسالة في من روى عن أبيه عن جده، وغريب أحاديث شرح الأقطعي على القدوري، ورسالة في البسملة، ورسالة في رفع اليدين في الصلاة، مات سنة 879.

أروي ما له بالسند إلى الحافظ السخاوي، قال:" سمعت منه مع ولدي حديث الأولية فكتبت عنه من نظمه وفوائده وقرأت عليه شرح ألفية العراقي " قال: " وقد انفرد عن علماء مذهبه الحنفية الذين أدركناهم في التقدم في هذا الفن وصار بينه وبينهم مواقف مع توقف الكثير منهم في شأنه وعدم إنزاله منزلته جرياً على عادة المعاصرين " اه. وبالسند إلى الحافظ السيوطي أيضاً عنه. ح: وبالسند أيضاً إلى العجيمي والرداني عن السيد النقيب ابن حمزة عن شمس الدين محمد بن منصور عن شيخ الإسلام محمد البهنسي عن قطب الدين محمد بن سلطان مفتي دمشق عنه.

550 -

ابن قنترال (1) : عتيق بن عليّ بن خلف الأموي من أهل مربيطر سكن مالقة وأقرأ بها، وكان يعرف بابن قنترال، أخذ وروى بالأندلس، ثم أخذ في طريق حجه عن أبي الطاهر السلفي وأبي الطاهر ابن عوف وغيرهم، له برنامج في مشيخته، توفي سنة 612. أروي ما له من طريق ابن الزبير عن أبي بكر ابن العاصي عنه.

551 -

ابن قنفذ القسمطيني (2) : هو الإمام العلامة المسند الرحال المؤرخ

(1) ترجمة ابن قنترال في صلة الصلة: 57 والتكملة رقم: 1940 وبرنامج الرعيني: 76.

(2)

ترجمة ابن قنفذ في نيل الابتهاج: 75 (على هامش الديباج وفيه بعض المصادر الأخرى ان اسم والده " حسين ") وجذوة الاقتباس: 154 ودرة الحجال رقم: 150 ونشر المثاني 1: 12 والبستان: 308 والاعلام بمن حل مراكش 2: 16 والزركلي 1: 114 (أحمد حسين) واعلام الجزائر: 20 - 22 (وفيه سرد لمراجع أخرى) ومقدمة كتاب الوفيات.

ص: 973

أبو العباس أحمد بن حسن الشهير بابن الخطيب، صاحب " شرف الطالب "(1) في شرح قصيدة ابن فرح في اصطلاح الحديث، والوفيات، وشرح حديث بني الإسلام على خمس المسمى " أنوار السعادة " والتزم فيه ان يسوق في كل قاعدة من الخمس أربعين حديثاً وأربعين مسألة، وله أيضاً وسيلة الإسلام بالنبي عليه السلام وهو من أجل الموضوعات في السيرة لاختصاره له، وأنس الفقير في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه وطبقته (2) ، هو كالفهرسة له، في غاية الإفادة والإجادة. ووفيات المترجم (3) التي جعلها خاتمة لشرحه قصيدة ابن فرج قال عنها صاحب " نشر المثاني ":" صدره صغر جرماً وغزر علماً في وفيات العلماء والصالحين، مرتب على المئين، بوجه لم يسبق إليه، من الهجرة النبوية إلى المائة التاسعة. وذيله أبو العباس أحمد بن محمد بن القاضي الفاسي وابتدأ من أول المائة الثامنة إلى المائة العاشرة " اه. وكل من الأصل والذيل عندي.

أروي مؤلفاته ومروياته من طريق ابن مرزوق الحفيد عنه، وهو يروي عامة عن قاضي غرناطة أبي القاسم محمد بن أحمد الشريف شارح الخزرجية وغيرها، وعن ابن عرفة وحسن بن باديس شارح سيرة ابن فارس. روى حزاب الشاذلي عن أبي عبد الله البطريني التونسي عن أبي العزم ماضي ابن سلطان عن الشاذلي، وأجاز ابن قتفذ المذكور كما في ىخر وفياته لمن رآه أو رأى من رآه أن يحدث بما صح لديه من مروياته وما شاء من مصنفاته، وكانت وفاته سنة 810.

(1) طبع مع كتابين آخرين بعنوان ألف سنة من الوفيات، (الرباط: 1976) .

(2)

طبع بالرباط سنة 1965.

(3)

طبع ببيروت سنة 1971 (وقبل ذلك بالهند سنة 1911 ونشره هنري بيريس سنة 1939) .

ص: 974

ابن القاضي: هو أبو القاسم " انظر تنوير الزمان "(1) .

ابن القاضي: " انظر من اسمه أحمد من حرف الألف "(2) .

518 -

قرة العيون في أسانيد الفنون: للشهاب أحمد قاطن الصنعاني، قال عنها في إجازته للسيد سليمان الأهدل، " ذكرت فيه مشايخي الأجلاء الأعلام، النبلاء الكرام، أولي التحقيق والإفادة، والنظر المؤيد بالنقادة، مجتهدي عصرنا، وفخر دهرنا " اه. (انظر أسانيدنا إليه في اسمه من هذا الحرف)(3) .

قرى العجلان على إجازة الأحبة والإخوان: لأبي العباس أحمد الهشتوكي " انظر حرف الهاء "(4) .

519 -

قطف الثمر (5) : هو الثبت الصغير لصالح الفلاني، وقد طبع، وهو مهم جداً جامع الأسانيد وكتب أهل المشرق والمغرب. " انظر أسانيدنا إليه في حرف الفاء " ومن الغريب ما وقع في " الباقيات الصالحات "(صحبفة 4 طبعة الهند) من نسبة قطف الثمر للعجيمي، وهي نسبة وهمية خيالية وإلا فهو للفلاني قطعاً.

520 -

قلنسوة التاج (6) : هو ثبت للحافظ مرتضى الزبيدي مختص بأسانيده إلى الصحيح ألفه باسم العلامة الشمس ابن بدير المقدسي، وذلك أن

(1) رقم: 95 (ص: 287) .

(2)

رقم: 5 (ص: 114) .

(3)

رقم: 534 (ص: 938) في ما تقدم.

(4)

رقم: 618 في ما يلي.

(5)

انظر ما تقدم رقم: 519 (ص: 901) .

(6)

انظر إيضاح المكنون 2: 240.

ص: 975

الحافظ المذكور كان ارسل إليه كراريس من أول شرحه على القاموس المسمى بالتاج ليطلع عليه شيخه عطية الأجهوري ويقرضه، فكان ذلك، وأعاد إليه الجواب طالباً في ضمنه قلنسوة من ذلك التاج، وذلك عام 1182، فكتب له هذا الثبت وسماه بقلنسوة التاج، وقد ساق اولها الحافظ مرتضى في ترجمة ابن بدير من المعجم الكبير ثم الجبرتي في تاريخه (انظر ترجمتهما) نرويها بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى وهي معروفة، وبأسانيدنا إلى الوجيه الكزبري عن ابن بدير المجاز بها.

521 -

القول السديد في متصل الأسانيد (1) : للعلامة المحدث المسند الشهاب أحمد بن عليّ المنيني المولد الدمشقي المنشأ الحنفي المذهب، ولد سنة 1089، يروي عامة عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي (2) والتغلبي والكاملي والمجلد والبصري والنخلي (3) ومحمد الوليدي والتاج القلعي وابن عقيلة ومحمد بن سلامة الاسكندري وعبد الكريم الخليفتي العباسي وأبي طاهر الكوراني وحسن البرزنجي ومحمد شمس الدين الرملي وغيرهم. توفي سنة 1172.

له شرح على الصحيح وصل فيه إلى كتاب الصلاة سماه " إضاءة الدراري في شرح صحيح البخاري "، وقفت عليه بدمشق، ونظم " أنموذج اللبيب " للسيوطي نحو ألف ومائتي بيت من كامل الرجز سماه " مواهب المجيب فيما يختص بالحبيب " وشرحه في نحو ثلاثين كراسة وسماه " فتح المجيب " وقفت عليه بتونس، واستنزال النصر بالتوسل بأهل بدر وهو عندي، ومطلع النيرين في إثبات النجاة لوالدي سيد الكونين، والاعلام بفضائل الشام.

(1) ترجمته في سلك الدرر 1: 133 وإيضاح المكنون 1: 103 2: 249 والزركلي 1: 175.

(2)

يريد الشيخ عبد الغني النابلسي.

(3)

عبد القادر التغلبي وعبد الرحيم الكاملي وعبد الرحمن المجلد وعبد الله ابن سالم البصري واحمد النخلي المكي.

ص: 976

وثبته هذا نفيس حداً وقفت عليه بمكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وتوجد منه نسخة أخرى بالمكتبة التيمورية بخط ولد المؤلف إسماعيل في أول مجموعة بقسم المصطلح تحت رقم 38، وفيه ذكر ان والده أخذ عن قاضي الجن عبد الرحمن الملقب بشمهروش الجني لما اجتمع به عام 1073 وصافحه وآخاه وأمره بقراءة شيء من القرىن، فلما أتمه قال: هكذا قرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأبطح ومكة، قال المترجم: وبهذا السند يكون بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسائط عن اخيه عبد الرحمن عن أبيه عليّ عن شمهروش، قال: ويصح أن يعد الوالد من التابعين لاجتماعه بصحابي من الجن (1) .

نروي الثبت المذكور وكل ما يصح لمؤلفه من طريق الحافظ مرتضى والشهاب أحمد العطار، وهما عنه مراسلة للأول وشفاهاً للثاني، وقال السيد مرتضى في معجمه:" استجزته في مصر سنة 1171 فأجازني لفظاً ولم تتيسر كتابة، وكان الواسطة في ذلك رجل من أهل الشام يقال له محمد الوريكي كما اخبرني في كتابه والعهدة عليه " اه. وفي " ألفية السند " للسيد مرتضى أيضاً:

أجازني كتابة من بلده

ولي أباح كل ما في سنده وأروي عالياً عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي عن المنيني ثبته هذا عالياً.

522 -

القول الجميل في بيان سواء السبيل (2) : لولي الله الدهلوي، ألفه في الأذكار والطرق القادرية والجشتية والنقشبندية وأعمالها وأسانيدها، وذكر

(1) أنظره وترجمة المترجم من سلك الدرر، الجزء الأول: 134 (المؤلف) .

(2)

انظر إيضاح المكنون 2: 248.

ص: 977

فيه تصرفات النقشبندية ولطائفهم، وختمها بفوائد شتى عن والده. نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في " الإرشاد " وأرويه عن الشيخ أحمد المكي عن كريم بخش الصديقي المسلي شهر الهندي سماعاً عليه عن شيخه تقي عليّ الكاكوري قراءة عليه عن والده تراب عليّ عن والده شاه محمد كاظم عن أبي سعيد البريلوي عن ولي الله الدهلوي.

523 -

القول الوجيز في شرح سلسلة الابريز (1) : وهو شرح على الأربعين حديثاً المسلسلة بالأشراف ورواية الأبناء عن الآباء للعلامة النمازي اليمني المتوفى سنة 975، موجود بالمكتبة التيمورية بمصر (انظر عدد 280 من قسم المجاميع) وقد سبق لي أني خرجت متون الأحاديث المذكورة بسند واحد مسلسل بالأشراف مني إلى سيدنا علي، وحفظها عني جماعة من الأصحاب بالمشرق والمغرب، وهي أربعون حديثاً قصيرة الألفاظ كثيرة المعاني تكلم عليها السخاوي في " شرح الألفية " وغيره.

حرف السين

552 -

سالم النفراوي: هو الإمام العلامة المفتي سالم بن أحمد النفراوي المالكي الزهري المصري الضرير، أخذ عن شارح المواهب وغيره، وانتهت إليه رياسة المالكية بمصر وبها مات سنة 1168، ومن العجيب ما في ترجمته من " عجائب الآثار " من أنه أخذ عن الشبراملسي والبابلي، فإذا صح يكون عمر فوق المائة، ولم يذكر ذلك من ترجمه، كما أنه غلط فجعل والده محمد مع انه أحمد. له ثبت خطي موجود بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 122. نتصل به من طريق الحافظ الزبيدي عنه، وقد ترجمه في معجمه و " ألفية السند " له.

(1) ترجمته في عجائب الآثار للجبرتي 2: 88.

ص: 978

553 -

سالم البصري (1) : ابن عبد الله بن سالم البصري أصلاً المكي داراً المسند الشهير المتوفى سنة 1160، جامع ثبت والده وهو المعروف بثبت عبد الله بن سالم البصري، وقد تقدم الكلام عليه في " الإمداد " وقد قال عن سالم المذكور الحافظ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي في إجازة كتبها لأبي القاسم العميري أثبتها في فهرسته:" لقيته ولم يزل مبالغاً في الإحسان في كل ما أرومه خصوصاً في الكتب العلمية، فإن بيتهم بيت علم ونباهة وثروة، ولهم من الكتب ما لا يوجد عند غيرهم في العادة، ومن جملة إحسانه ان له خزائن من الكتب عدة، كل خزانة قيمها مملوك حبشي بيده دفتره فيه تقييد الكتب التي في الخزانة، وله بذلك مزيد ممارسة حتى انه لو جاء ليلاً إلى الخزانة لم يصعب عليه إخراج ما طلب منه، وكان كثيراً ما يرسل إلي بعض المماليك يسلم عليّ ويقول: يقول لك مولاي راجع هذا الدفتر لكتاب يأتي في يده وانظر أي كتاب تريد منه يأتيك، فيترك الدفتر عندي ساعة أراجع فيه وأقيد، فيذهب ويأتي بكل ما قيدت، وأباح لي منزلين جيدين بجوار الحرم أحدهما أشاهد منه البيت ليلاًونهاراً، وهو وإن لم يكن له مزيد أخذ ولا كثير علم فقد اعانه على حوز المنصب شهرة بيتهم بذلك وكثرة كتبهم وبعض نباهة، وأطلعني على فهارس والده وأجازني بسائر مرويات والده كلها، وأطلعني على إجازة والده " اه. منه.

نروي كل ما له من طريق أحمد الغربي المذكور عن سالم. ح: ومن طريق ولي الله الدهلوي عن الحاج السيلكوتي الدهلوي عن سالم المذكور، ثم أخذ ولي الله عن الشيخ سالم مباشرة بعد رحلته للحجاز. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن سالم البصري.

(1) مرت ترجمته رقم: 59 (ص: 193) .

ص: 979

554 -

سبط عاشور المقدسي: هو العلامة الشمس محمد سبط عاشور المقدسي، له ثبت موجود بخط المؤلف في المكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح عدد 54 لا أعلم عنه أزيد مما ذكر.

555 -

سليمان بن إبراهيم العلوي التعزي اليمني: نفيس الدين أبو الربيع، أخذ الحديث باليمن ومكة عن أهله ووالده، وطال عمره وانتشر ذكره، وكتب إليه بالإجازة جماعة من كبار علماء مصر والشام وغيرهما، وأعلى رواياته عن والده المنلا إبراهيم بن عمر العلوي السابق الذكر، وشرف المحدثين موسى بن موسى بن عليّ الدمشقي الشهير بالغزولي وغيرهما، أفرده بترجمة مستقلة أبو الحسن عليّ الخزرجي، وذكره البدر حسين الأهدل في تاريخه وأثنى عليه كثيراً وذكر انه أتى على صحيح البخاري نحواً من مائتين وثمانين مرة قراءة وسماعاً واقراء، وإليه انتهت الرحلة من نواحي اليمن في فن الحديث. وله كتاب الأربعين، ذكره له تلميذه ابن الوزير اليمني في " الروض الباسم "(1) مات رحمه الله بمدينة تعز باليمن سنة 825، نروي ما له من طريق الحافظ ابن الديبع عن الشهاب أحمد بن أحمد الشرجي عنه، وعنه أسند الشرجي الصحيح أول تجريده وممن وصفه بالحافظ الوجيه الأهدل في " النفس اليماني ".

556 -

سليمان الكريدي: هو شيخ مشايخ العاصمة العثمانية في أواسط القرن الماضي، له ثبت معروف لم أقف عليه.

557 -

سليمان سلطان المغرب (2) : هو أبو الربيع سليمان بن السلطان

(1) الروض الباسم 1: 92 (المؤلف) قلت: وابن الوزير يقول ان شيخه النفيس العلوي اليمني استوفى ذكر أحاديث الرؤية في كتابه الأربعين.

(2)

ترجمة السلطان أبي الربيع سليمان العلوي في الاستقصا 4: 129 - 172 والدرر الفاخرة: 67 وشجرة النور: 380 والزركلي 3: 197.

ص: 980

أبي عبد الله محمد بن عبد الله العلوي سلطان المغرب الأقصى المتوفى 13 ربيع الول عام 1238 بمراكش وبها دفن، الفقيه البياني النحرير الناسك، له حواش وتعاليق على الموطأ وشرحها للزرقاني والمواهب وغيرها، وحاشية عليّ الخرشي في مجلدين، حلاه أبو التوفيق الدمنتي في فهرسته ب " السلطان الجليل، العلامة النبيل، الشريف الأفضل، الحجة الأكمل ".

له فهرس جمعه له كاتبه المؤرخ أبو القاسم الزياني سماه " جمهرة التيجان وفهرسة اللؤلؤ والياقوت والمرجان في ذكر الملوك وأشياخ مولانا سليمان " في جزء صغير، واختصرها تلميذ الزياني المسند ابن رحمون الفاسي في نحو الخمس كراريس، ولعل الاختصار أفيد من الأصل وأجمع، ذكر فيها رواية السلطان المذكور عامة عن عبد الرحمن بن الشيخ أبي العباس أحمد الحبيب السجلماسي تلميذ الهلالي وعن أحمد بن التاودي وابن شقرون والطيب ابن كيران والهواري وابن عبد السلام الفاسي والعربي بن المعطي بن صالح الشرقاوي وابن أبي القاسم الرباطي والزياني عامة ما لهم عن التاودي الموطأ والستة. ومن غرائب شيوخه العلامة الصالح محمد بن أبي العباس الشرادي الزراري القضاعي الراوي لفهرسة أبي سالم العياشي عن أبيه عنه وأجاز بها للسلطان المذكور، ويروي السلطان المذكور عن مولاي الصادق بن الهاشمي ومولاي محمد بن السيد العلويين عن الهلالي عامة ما في فهرسه، ويروي " دلائل الخيرات " عن أبيه والشرادي وابن أبي القاسم الرباطي والتاودي حسب رواية والده السلطان سيدي محمد له عن مولاي عبد الله المنجرة عن أبيه مولاي إدريس بأسانيده كما في فهرسته، ويروي السلطان سيدي محمد ابن عبد الله عن الشرادي عن اليوسي وأبي سالم العياشي كلاهما عن ابن ناصر عن المرغتي عن ابن طاهر عن القصار عن الجنوي عن الغزواني عن التباع عن الجزولي، ويروي " دلائل الخيرات " عن الشيخ التاودي من طريق

ص: 981

شمهروش، ونظم سنده فيه الزياني نظماً ساقطاً مكسوراً على عادته في انظامه فقال:

سليمان سنده في ذل الدليل

عن شيخه التاودي الحبر الجليل

عن شيخه الهلالي ذاك ابن عبد العزيز

عن شيخه التلمساني القطب المجيز

عن شمهروش عن رسول الله

فاعرف به ولا تكن بساه

فهذه نتقبة لدى الإمام

نجل الرسول المصطفى خير الأنام نتصل بالسلطان أبي الربيع المذكور في رواية " دلائل الخيرات " والطريقة الناصرية الشاذلية والمسلسل بقراءة الفاتحة ونحو ذلك عن القاضي أبي العباس أحمد بن يوسف الدرعي عن مولاي سرور بن إدريس بن السلطان المذكور عن أبيه إدريس عن والده عن السلطان أبي الربيع، وهو يروي " دلائل الخيرات " عن أبيه السلطان سيدي محمد وأبي عبد الله الشرادي كلاهما عن والد الثاني عن اليوسي وأبي سالم العياشي، كلاهما عن ابن ناصر. وبهذا السند إلى ابن ناصر يروي الطريقة الناصرية، كما يرويها أبو الربيع أيضاً عن الشخ التاودي وابن عبد السلام الناصري الحافظ وأبي الحسن عليّ بن يوسف الناصري بأسانيدهم، فالأول عن محمد بن عليّ التزاني التازي عن أبي العباس ابن ناصر، والثاني والثالث عن والد الثالث أبي يعقوب يوسف بن محمد عن الشيخ أبي العباس، وبهذه الأسانيد يروي السلطان المذكور حزب البحر والزروقية ونحوها، ونرويها من طريقه عمن ذكر قبل به.

ونروي عن الدرعي المذكور عن مولاي سرور عن أبيه عن جده السلطان المذكور الحديث المسلسل بالمصافحة والحديث المسلسل بالفاتحة، ويروي السلطان المذكور حديث المصافحة عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي وعمه أبو يعقوب يوسف، كلاهما عن ابن عبد السلام بناني عن الشبخ أبي العباس ابن ناصر بأسانيده، وصافح السلطان أبو الربيع

ص: 982

أيضاً عبد الرحمن بن أحمد الحبيب اللمطي السجلماسي كما صافح الهلالي كما صافح الحفني كما صافح البديري بأسانيده كما في ثبته، وصافح السلطان المذكور التاودي كما صافح أحمد بن عبد الله الغربي كما صافح سالم بن عبد الله البصري كما صافح والده بأسانيده كما في فهرسته. ويروي السلطان المذكور مسلسل الفاتحة عن ابن عبد السلام الفاسي بأسانيده (كما في حرف العين من هذه الفهرس) والله أعلم.

وكان السلطان أبو الربيع هذا نادرة مننوادر ملوك البيت العلوي في الاشتغال بالعلم وإيثار أهله بالاعتبار، قال القاضي ابن الحاج في " الاشراف ":" كان لا يجالس إلا الفقهاء، ولا يبرم أمراً من أمور مملكته إلا بعد مشاورتهم ولا يقبل منهم إلا النص الصريح، ويبالغ في الثناء عليهم وتعظيمهم وصلتهم ومودتهم وتفقد أحوالهم وأحوال كل من له صلة بهم " اه. وكان له اشتغال بقراءة التفسير والحديث غريب، انقطع لذلك وعكف عليه.

ومن اللطائف كما في " الاشراف " انه كان بمجلس البخاري فعطس والقارىء يتلو يرحمك الله من حديث أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل له اخوه وصاحبه يرحمك الله

الحديث، وفي ذلك يقول الوالد أبو الفيض حمدون ابن الحاج.

عطست ورواي الحديث يقول

يرحمك الله قول الرسول

فكان الرسول المشمت إذ

عطست وذلك أعظم سول وقد وقفت على نسخة إجازة مثبوتة من خط السلطان أبي الربيع المذكور كتبها لأبي العباس أحمد بن التادي الحمدوني السريفي العلمي نصها بعد الحمدلة والصلاة: " هذا عقد أخوة وإذن لمحبنا في الله الفقيه المشارك السيد أحمد بن السيد أحمد بن التادي الحمدوني الموسوي السريفي الحسني العلمي

ص: 983

في جميع مروياتي وأورادي عن أشياخي، كفقيه وقته وعالمه بلا دفاع سيدي عبد الرحمن حفيد الشيخ الحبيب والشيخ التاودي ابن سودة والفقيه العلامة سيدي محمد ابن أبي القاسم الفلالي وغيرهم، وقد انخرط في سلك سلسلة هؤلاء الأشياخ في جميع ما أرويه عنهم من كتب حديث ودلائل الخيرات وورد ابن ناصر وغير ذلك، كما هو في فهرستي، وقد ناولته إياها بما فيها إذ لم اكن للإجازة اهلاً، وفقنا الله وإياه وجعلنا من الذين انعم الله عليهم آمين، كتبه غرة شوال عام 1233 عبد ربه سليمان بن محمد لطف الله به آمين " اه. وأجاز ابن التادي المذكور للمسند أبي عبد الله محمد التهامي بن رحمون ولأولاده وأحفاده، كما رأيت ذلك بخطه، وقد اجازني عنه منهم الشاهد الناسك المعمر أبو العلاء إدريس ابن الطائع بن التهامي اليونسي بحكم ماذكر، وهو عن السلطان المترجم إجازة عامة، وهو إسناد لطيف عال، وبتأملك لنص الإجازة المسوقة لك بنصها مع الوقوف على فهرسته تعلم ان السلطان المذكور لم يكن قد انسلخ عن الطريق والأوراد كما يظن ظانون من خطبته المعروفة في البدع الحادثة في الطرق، فقد كان رحمه الله ينكر البدع الحادثة في بعض الطرق لا الطرق الصوفية من حيث هي، وبتأملك لنص الإجازة المذكورة بتاريخها تعلم أنه لم يكن تقلد عهد بعض الطرق التي لا تبيح لمعتنقها الاشتغال بغيرها من الطرق والأوراد.

558 -

سعيد الحلبي (1) : هو فقيه الشام وعلامته أبو عثمان سعيد بن حسن بن أحمد الشامي الحنفي الشهير بالحلبي الدمشقي، ولد بحلب سنة 1188 وقدم دمشق سنة 1227. يروي عامة عن الشمس الكزبري والشهاب العطار وشاكر العقاد والأخوين عبد الرحمن ومحمد ابني أبي الفضل عثمان العقيلي الحلبي وإسماعيل بن محمد المواهبي ونجيب بن أحمد القلعي ومحمد مكي القلعي الحلبي.

(1) ترجمته في حلية البشر 2: 667.

ص: 984

له ثبت جمع له فيه نصوص من إجازات مشايخه الخمسة الأولين، وهي عامة، ومعها تفاصيل نروياتهم وأسانيدهم، وأشياخ عبد الرحمن ومحمد القلعيين، فإنهما يرويان عن والدهما أبي الفضل عثمان العمري العقيلي عن طه الجبريني الحلبي عن البصري، ويروي عبد الرحمن عن محمد الريحاوي الحلبي والشهاب العطار ومنصور السرميني الحلبي وقاسم التونسي المالكي، ويروي الريحاوي عن الملوي عن البصري، ويروي الشمس محمد بن عثمان العقيلي عامة عن والده وعطاء الله المكي وعبد الكريم الشراباتي ومنصور السرميني وتدبج مع خليل المرادي صاحب " سلك الدرر ".

وأما شيخ المترجم إسماعيل المواهبي فيروي عامة عن والده الشمس محمد المواهبي ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي وعبد الكريم الشراباتي الحلبي وابن الطيب الشركي والملوي والحفني والشهاب محمد الجوهري وحسين ابن عبد الشكور الطائفي وعبد القادر بن خليل كذك زادة المدني وغيرهم. وكانت وفاته سنة 1218 بحلب.

ووالده الشمس محمد المواهبي يروي عن والده صالح عن الشهاب النخلي، ويروي محمد المواهبي عن أبي السعود الكواكبي عن العجيمي، ويروي محمد المواهبي أيضاً عن البصري وابن عقيلة والياس الكردي، ويروي شيخ المترجم محمد مكي القلعي الحلبي عن يوسف الشامي ثبته.

وإجازات المترجم مجموعة في ثبت نفيس اسمه " عماد الاسناد في إجازات الأستاذ " جمعه خليل بن عبد الرحمن العمادي الدمشقي، والنسخة الأصلية التي عليها خط المترجم إجازة به لجامعه المذكور عندي ملكتها بدمشق. مات سعيد الحلبي المذكور بدمشق عام 1254 ودفن بالذهبية. أروي ما له من طريق ابن عابدين عنه، وأروي عنه عالياً بواسطة العلامة المعمر الكنز المدخر عبد الله السيكري الحنفي الدمشقي آخر تلاميذ المترجم في

ص: 985

الدنيا، دخلت عليه بمنزله في دمشق، وأجازني عامة ما يرويه عن شيخه المذكور، وكان أهل الشام في غفلة عن إسناده وعلوه حتى نبهتهم إليه، والحمد لله.

559 -

سفر: هو الشيخ محمد سعيد بن المرحوم محمد امين سفر المدني الحنفي الأثري نزيل مكة والمدرس بحرمها، العلامة الفقيه المحدث الأثري، ولد بمكة عام 1114 ومات سنة 1194 ليلة الجمعة من رمضان، هكذا أرخه ولده العلامة الشيخ إسماعيل سفر في إجازته لأبي حامد العربي الدمنتي، وأرخ غيره وفاته بسنة 1192، وولده به أعلم. حلاه الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير ب " جامع أشتات علوم الخبر، وبدر خفايا لطائف علم الأثر، محيي رسوم الرواية بعدما عفت آثارها، ومشيد مبانيها بعدما انهد منارها، خاتمة الحفاظ الأعلام جهبذ أهل الرواية والاسناد " إلى أن قال بعد إطراء كبير: " هو أجل شيوخي بالمدينة لازمته ست سنين ".

يروي عن أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي الكبير والشيخ محمد حياة السندي وأبي الحسن السندي الصغير، وسمع عليهما الكتب الستة، عدا ابن ماجه، ومسند أحمد. ويروي المترجم أيضاً عن محمد بن عبد الله المغربي وعيد الأزهري وأبي طاهر الكوراني وأبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي وغيرهم، وسمع على ابن عقيلة والتاج القلعي وصهره ابن الطيب الشركي وغيرهم.

له ثبت منظوم في أشياخه على حرف النون، وعدد من ذكر فيه منهم خمسة وعشرون، وله أيضاً قصيدة في الشكوى على لسان أهل المدينة تشبه قصيدة السيد جعفر البرزنجي أيضاً، وله قصيدة عجيبة في الحض على السنة والعمل بها والرد على متعصبة المقلدة سماها " رسالة الهدى ". أروي كل ما له من طريق الفلاني وغيره منه. ح: وأروي عالياً عن المعمر نور الحسنين

ص: 986

ابن محمد حيدر الأنصاري الحيدر أبادي عن أبي سليمان عبد الحفيظ بن درويش العجيمي عن المترجم.

560 -

سفيان بن العاصي (1) : هو الفقيه المحدث أبو بحر (2) سفيان بن أحمد بن العاصي، أروي فهرسته وما له من طريق ابن خير عنه إجازة مكاتبة، وبأسانيدنا إلى القاضي عياض عنه أيضاً.

سقط: (انظر المشرفي في حرف الميم)(3) .

561 -

سقين (4) : هو رواية المغرب الأقصى مفتي فاس وخطيبها ومحدثها، أبو زيد عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد العاصمي السفياني القصري ثم الفاسي عرف بسقين قال في " تاج العروس ": بالضم وتشديد القاف المفتوحة لقب والد أبي محمد عبد الرحمن بن عليّ العاصمي المحدث، اه، أذعن له أعلام المغرب وأخذوا عنه الحديث، لمعرفتهم بتحقيقه وضبطه وسعة روايته فيه وكثرة من لقي من مشايخه، وفي " تحفة الاخوان " للمرابي أن شيخ فاس أبا النعيم رضوان الجنوي كان يملأ فمه بذكره ويقول:" لم أر مثله في فنه، وكان يقول: من أعظم النعم عليّ معرفتي بالشيخين الغزواني وسقين، فإن الغزواني غرس وحرث، والشيخ عبد الرحمن سقى ونقى " اه.

(1) فهرسة ابن خير: 428 والصلة: 225 (توفي سنة 520) .

(2)

في المطبوعة: أبو الحسن (والتصويب عن الصلة وفهرسة ابن خير) .

(3)

رقم: 333 (ص: 577) .

(4)

ترجمته في دوحة الناشر: 58 ودرة الحجال رقم: 1022 وجذوة الاقتباس: 154 وسلوة الأنفاس 2: 159 ونيل الابتهاج: 176 وشجرة النور: 279 وفهرس المنجور: 59 والفكر السامي 4: 102.

ص: 987

أخذ عن ابن غازي وزروق وشاركهما في بعض مشايخهما، وارتحل إلى المشرق فأخذ عن القلقشندي وزكرياء النصاري وشيخ الإسلام عبد العزيز ابن فهد والسخاوي المدني، وكلهم عن الحافظ ابن حجر، وبقي هناك زمناً طويلاً لأخض الحديث وسنده وضبط ألفاظه ومشايخ السند حتى حصل له من ذلك علم كثير ورواية واسعة لم تحصل لغيره من علماء فاس، ودخل السودان وحدث بمحضر ملوكهم، وأجلسوه للتحديث على الفرش الرفيعة، وقيد بخطه من فوائد الحديث والأدب ما لم يقيده غيره من معاصريه، يشكل ويضبط ما يحتاج إليه ويقارب في الإتقان شيخه ابن غازي، أنفق أموالاً كثيرة في نسخ الكتب، قاله عنه تلميذه المنجور في فهرسته، قال:" وكان كثير من شيوخنا كاليسيتني والزقاق وغيرهم يأخذون عنه الحديث ويروونه عنه لاعترافهم بتحقيقه فيه وسعة روايته فيه وكثرة من لقي من مشايخه " قال: " وقد انقطع ذلك الفن بعده، فإنا لله وإنا إليه راجعون ": قال " وبالجملة فقد كان أحيا ذلك الفن الذي هو عمدة الدين، وطريق السلف الصالح من المسلمين، أحسن فيه وأجاد، وألحق الأحفاد بالأجداد، وكان يلازم إقراء العمدة والموطأ، وكان يقعد غالب النهار لمن أراد أن يروي عنه شيئاً من الكتب الستة: البخاري ومسلم والموطأ وأبي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم مما احب، وذلك بباب مصرية الخطيب بجامع الندلس، وكانت وفاته بفاس سنة 956 عن قريب من التسعين ".

نروي ما له من طريق القصار عن سيدي رضوان عنه. ح: ومن طريق المنجور عنه. ح: ومن طريق أبي العباس المقري عن عمه أبي عثمان سعيد مفتي تلمسان عن المترجم. ح: ومن طريق أبي مهدي الثعالبي وابن سليمان الرداني، كلاهما عن أبي عثمان سعيد قدورة الجزائري عن سعيد المقري عن سقين ما له، وعليه المعمول في رواية المغاربة.

ص: 988

562 -

السخاوي (1) : هو الإمام الحافظ الشهير شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، نسبة إلى سخا قرية من أعمال مصر، المصري الشافعي، ولد في ربيع الأول عام 831، وحفظ القرآن واشتغل بالعلم، وأوقع الله في قلبه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فلازمه واختص به في هذا الشأن. قال عنه ابن روزبهان في " شرح الشمائل ":" الشيخ أبو الخير رحلة الزمان وحافظ العصر فريد مصره، لازم المشايخ وصاحب الحافظ ابن حجر سنين متطاولة، وأثنى عليه الحافظ ابن حجر في كتبه سيما في الطبقات، وله تصانيف تنيف على أربعمائة مجلد كما ذكر وفصل في كثير من إجازته، وكان له مائة وعشرون شيخاً في صحيح البخاري " اه. وهو ممن أحيا سنة الاملاء المعروفة عند أهل الحديث قال: " اقتديت في ذلك بشيخنا ابن حجر بإشارة بعض محققي شيوخي فأمليت بمكة وبعدة أماكن من القاهرة، وبلغ عدد ما أمليته من المجالس إلى الآن نحو الستمائة، والأعمال بالنيات " قاله عن نفسه في " فتح المغيث " له. وكان الحافظ ابن حجر ينوه بالمترجم ويشير له بالتقدم، وأخذ في حياة شيخه عمن دب ودرج بحيث صار اكثر أهل عصره مسموعاً وأوسعهم رواية، وأفرد تراجم من أخذ عنهم في ثلاث مجلدات سماه " بغية الراوي عمن أخذ عنه السخاوي والامتنان بمشايخ محمد ابن عبد الرحمن " وكتب العالي والنازل، كل ذلك وشيخه يمده بالأجزاء والفوائد.

ومن مصنفاته الحديثية التي سمى له تلميذه ابن غازي في فهرسته: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، قلت: وهو مطبوع بالهند وعندي نسخة منه بخط مؤلفه، وعمدة القارىء والسامع في ختم الصحيح الجامع،

(1) ترجمة الحافظ السخاوي في رقم: 78 (ص: 353) قلت: وللسخاوي ترجمة ذاتية ما تزال مخطوطة، وله ترجمة أيضاً في فهرسة ابن غازي: 148 - 169.

ص: 989

وغنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج، وهو عندي بخط البصري، والانتهاض في ختم الشفا للقاضي عياض، والغاية في شرح منظومة ابن الجزري، عندي منه نسخة عليها خطه في مجلد لطيف، شرح نظم الاقتراح في الاصطلاح سماه " الإيضاح " في مجلد لطيف، النكت على الألفية الحديثية في مجلد، وشرحها سماه " فتح المغيث " بشرح ألفية الحديث في مجلد ضخم مع السبك البديع، ولا أظن ان الناس ألفوا اجمع منه في الاصطلاح ولا أوسع وهو مطبوع، وعندي النصف الثاني عليه خطه، وأقرب الوسائل في شرح الشمائل، والايضاح المرشد من الغي في الكلام على حديث: حبب من دنياكم إلي، ونظم اللآل في حديث الأبدال، والجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، وترجمة النووي، والقول المرتقي في ترجمة البيهقي، وله الكتاب الحافل في الرجال الذي بلغت عدة رزمه زيادة على مائتين وسبعين رزمة، وطبقات المالكية وهي إن بيضت تكون في ثلاثة أسفار، ومن تآليفه عدا ما ذكر: تخريج الأربعين النووية في مجلد لطيف، والقول البار في تكملة تخريج الأذكار، وتخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم، وتخريج الأربعين الصوفية للسلمي، والبغية في تخريج الغنية المنسوبة للشيخ عبد القادر، وتخريج طرق حديث إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً، والتحفة المنيفة في أحاديث أبي حنيفة، والأمالي المطلقة، وتوضيح لها، وشرح التقريب للنووي في مجلد، وعندي منه نسخة عليها خطه، وبلوغ الأمل بتلخيص كتاب العلل للدارقطني كتب منه الربع، وتكملة تلخيص المتفق والمفترق لابن حجر، وتكملة شرح الترمذي للعراقي كتب منه أكثر من مجلدين، وحاشية أماكن من شرح البخاري لابن حجر، والقول المفيد في إبضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، وشرح ألفية السيرة للعراقي، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ، والاهتمام بترجمة ابن هشام، والقول المبين في ترجمة عضد الدين، والاهتمام بترجمة ابن الهمام، وتاريخ المدنيين في مجلد، والتاريخ المحيط في نحو ثلاثمائة رزمة، وتجريد حواشي شيخه ابن حجر على طبقات السبكي الوسطى، وترتيب طبقات المالكية لابن فرحون، وتقفيص ما اشتمل عليه الشفا من الرجال

ص: 990

والقول المنبي في ترجمة ابن عربي، وعمدة الأصحاب في معرفة الألقاب، وترتيب شيوخ الطبراني، وترتيب شيوخ أبي اليمن الكندي، وختم صحيح البخاري وأبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة ودلائل النبوة للبيهقي وسيرة ابن هشام وابن سيد الناس والتذكرة وغيرها، والمقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة وهي مطبوعة، والفخر العلوي بالمولد النبوي، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب آل الرسول وذوي الشرف، وتحرير المقال في حديث كل أمر ذي بال، والإرشاد والموعظة لزاعم رؤية النبي بعد موته في اليقظة، وغير ذلك.

كان يروي حديث الأولية عن نحو مائة وعشرين شيخاً، ولما عرف الحافظ ابن حجر اعتمده وأوقع الله حبه في قلبه فلازم مجلسه وعادت عليه بركته في هذا الشأن الذي باد جماله، وحاد عن السنن المعتبر عماله، فأقبل عليه بكليته بحيث تقلل عما عداه من الفنون الأخر لقول الخطيب: إن الحديث لا يعلق إلا بمن قصر نفسه عليه، وقول الشافعي لبعض أصحابه، أتريد ان تجمع بين الفقه والحديث. هيهات، وكثير من أيمة الحديث وحفاظه وصفوا باللحن، هذا قول السخاوي عن نفسه في " الضوء اللامع " في ترجمة نفسه. وذكر ان عدد شيوخه بمصر وتوابعها زادوا على أربعمائة نفس. وبعد وفاة ابن حجر رحل إلى بلاد الشام فأخذ بها عن نحو مائة نفس، قال هو:" ولعمري إن المرء لا ينبل حتى يأخذ عمن فوقه ومثله ودونه " اه. وأعلى ما وقع له روايته عن محمد بن مقبل الحلبي الموصوف بمسند الدنيا مكاتبة، مات المترجم سنة 902 بالمدينة المنورة وقد ترجم لنفسه في " الضوء اللامع " فأحسن وأجاد.

له فهارس ومعاجم وأربعينيات وعوالي ومسلسلات منها: العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين، والفتح الغربي في مشيخة الشهاب العقبي، والأربعينيات، والبلدانيات، وبغية الراوي فيمن أخذ عنه السخاوي في ثلاث

ص: 991

مجلدات، وفهرسة مروياته في ثلاثة أسفار ضخمة، وعشاريات الشيوخ في عدة كراريس، والرحلة الإسكندرية مع تراجمها، والرحلة الحلبية مع تراجمها، والرحلة المكية، والثبت المصري في ثلاث مجلدات، والتذكرة في مجلدات، وجامع الأمهات والمساند كتب منه مجلداً، ولو تم لكان في مائة مجلد، وجمع الكتب الستة كتب منه أيضاً مجلداً، إلى غير ذلك.

أرويها وكل ما له من طريق ابن غازي وزروق والقسطلاني وغيرهم عنه. ح: وبأسانيدنا إلى العجيمي والعياشي عن عبد الله الديري الدمياطي عن نور الدين السنهوري عن الشهاب الرملي عنه. ح: وبه إليهما أيضاً عن الشبراملسي عن نور الدين الزيادي عن الرملي عنه. ح: وبه إليهما عن الزين الطبري عن أبيه عن جده يحيى بن مكرم عنه. ح: وبه إلى الزين الطبري وإخوته عن المعمر الحصاري عنه، قال العجيمي: أخبرنا عبد الرحيم بن الصديق الخاص عن الطاهر الأهدل عن ابن الديبع، كلهم عنه. ح: وأخبرنا السويدي عن الزبيدي عن ابن سنة عن ابن العجل عن يحيى الطبري عنه وهو أعلى.

تتمة: قال الشهاب أحمد بن عبد اللطيف البربير دفين دمشق في " الشرح الجلي ": " لا يقدح في الحافظ السخاوي ما قاله الحافظ السيوطي، ولا ما قاله هو فيه، لأن المعاصرة توجب المنافرة، والاتحاد في الصنعة، يغير من كل من المتعاصرين طبعه، وقد ورد ان عدو المرء من يعمل بعمله، وذلك لشدة حرص الإنسان على الانفراد وفسحة أمله "، اه منه. وقد ألف الحافظ السيوطي في الرد على المترجم عدة تآليف منها: القول المجمل في الرد على المهمل، والكاوي في تاريخ السخاوي، قال في أحدهما:" غالب ما ألفه في فن الحديث والأثر، مسودات ظفر بها من تركة الحافظ ابن حجر ".. الخ. قال المنتصر له في " النجم الهاوي على منشىء الكاوي ": " ما نسبه له من الإغارة على شيخه ابن حجر، غير معتمد ولا معتبر، إذ المنقولات تستلزم الاشتراك في العبارات، مع اختلاف المقاصد والإشارات، ومثل الحافظ لا يظن به ذلك

ص: 992

لطول باعه وممارسته للعلوم، ومع ذلك فلا بدع إذ هو ربيب مهده، ورضيع لبانه، ومطر سحابنته، وثمر غرسه، وعين جماعته وخليفته في درسه، والولد البار لشيخه في حياته، والمشيد بنيانه بعد وفاته "، اه. منه. وقال القاضي الشوكاني في تاريخه " البدر الطالع " (1) في ترجمة السيوطي: " السخاوي وإن كان إماماً كبيراً غير مدفوع، لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه " الضوء اللامع " فإنه لا يقيم لهم وزناً بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه "، اه. وقال الشوكاني أيضاً في ترجمة السيوطي: " ليته صان - أي السخاوي - ذلك الكتاب أي " الضوء اللامع " عن الوقيعة في أكابر العلماء من أقرانه "، اه.

563 -

السراج (2) : هو مسند فاس والمغرب أبو زكرياء يحيى بن أحمد النفزي الحميري المعروف بالسراج الأندلسي الفاسي المتوفى سنة 805، يروي عن والده وابن عباد وأبي عليّ حسن بن باديس القسمطيني ومحمد بن سعيد الرعيني والقباب وأبي البركات ابن الحاج وأبي الحسن عليّ بن محمد الخزاعي ومحمد بن عبد المهيمن الحضرمي وفرج بن لب ومحمد بن عبد الملك المنتوري، وعاش بعد السراج نحو ثلاثين سنة، وعلي بن محمد الجذامي المالقي وغيرهم.

له فهرسة جامعة وقفت على المجلد الأول منها بخط مؤلفها، وبيدي منه فرع، افتتحها بخمسة أبواب: الأول في فضل الحديث وأهله، ووجوب التثبت في حمله ونقله، والثاني: فيما ورد في القول بالإجازة وضمنها وأنواع

(1) البدر الطالع 1: 333.

(2)

ترجمة السراج في جذوة الاقتباس: 539 ودرة الحجال رقم: 1428 وسلوة الأنفاس 2: 143 ونيل الابتهاج: 356 (بهامش الديباج) وبروكلمان، التاريخ 2: 246 وتكملته 2: 344 ودليل مؤرخ المغرب: 346 والزركلي 9: 163.

ص: 993

طرق التحمل، الثالث: في أسماء الشيوخ الذين أخذ عنهم، الرابع: في تعيين الكتب المروية، الخامس: في ذكر بعض الأسانيد. وهي أجمع ما ألفه أهل فاس في هذا الباب وأوسع، قال في خطبتها:" أما بعد فإنه ورد في نعض الآثار أن الإسناد من الدين، ومن خصوصية هذه الأمة من بين الأمم المتقدمين، وبه عرف العلماء الصحيح من السقيم، وصان الله دينه عن كل أفاك أثيم، فلا شرف أعظم ولا فخر أضخم ممن أتصل أسمه باسم النبي صلى الله عليه وسلم في سلسلة الإسناد، وانتظم في ذلك السلك الشريف إلى يوم التناد، ولما كان الاسناد بهذه الفضيلة، ذا درجة رفيعة جليلة ذكرت في هذا الكتاب أسماء شيوخي الذين أعول في الرواية عليهم، وأرجع في النقل إليهم، جاعلاً المقصد الأول المعتمد إفادة ولدي أبي القاسم محمد ".

أرويها من طريق ابن غازي عن الشيخ المبارك أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن يحيى السراج عن أبيه عن جده أبي زكرياء يحيى. ح: وبأسانيدنا إلى المنتوري عنه. وكان المترجم من كبار محدثي المغرب، صاحب سماع عظيم ورحلة واسعة، قال ابن القاضي في الجذوة:" وقلما تجد كتاباً في المغرب ليس عليه خطه، اتهت إليه رياسة الحديث وروايته "، اه.

564 -

السكسكي: هو أبو بكر محمد بن موسى السكسكي، أروي فهرسته من طريق السراج عن القاضي أبي عبد الله القشتالي عن أبي زكرياء يحيى بن أحمد بن واش عن جامع برنامجه الأستاذ أبي مروان عبد الملك بن موسى الأنصاري.

565 -

السلفي (1) : هو أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني نزيل الإسكندرية مسند الدنيا وشيخ الأرض الإمام المكثر، دخل العراق والشام وبلاد الجبل وخراسان والحجاز ومصر، وروى العالي والنازل، ولقي الكبار

(1) راجع ما تقدم رقم: 15 (ص: 111) ورقم: 524.

ص: 994

والصغار، وعمر حتى عاد له النازل عالياً، وكان قدومه للإسكندرية في أول سنة 511 للسماع من أبي عبد الله بن الحطاب الرازي وفي نيته اختراق بلاد المغرب والأندلس للأخذ عن أصحاب ابن عبد البر ثم العود إلى أصبهان بلده، فشغله أهلها بالسماع منه والإحسان إليه، فأقام بها إلى أن مات الرازي فخلفه في الإسماع وطال عمره. وفي " مرآة الزمان ":" طاف الدنيا ولقي الشيوخ وكان يمشي حافياً لطلب الحديث "، اه. وفي " فتح المغيث " للحافظ السخاوي:" وحيث رحلت فبادر للقاء من يخشى فوته بموته، ولا تتوان فتندم، واقتد بالحافظ السلفي الأصبهاني فإنه ساعة وصوله إلى بغداد لم يكن له شغل إلا المضي إلى ابن البطر، هذا مع علته بدماميل كانت في مقعدته من الركوب، بحيث صار يقرأ عليه وهو متكىء للخوف من فقده لكونه كان المرحول إليه من الآفاق في الاسناد "، اه. ومن الإسكندرية كتب السلفي إلى أعلام المغرب كأبي عمران ابن أبي تليد وأبي محمد ابن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي عليّ ابن سكرة وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي الوليد ابن رشد، فأجاز له جميعهم إذ فاته السماع منهم، وكان يهتبل بأمر أبي عليّ الصدفي منهم، ويعجب من نقاء حديثه ونباهة شيوخه، وحدث في الإسلام نيفاً وسبعين سنة، وفي أشياخه كثرة، والنساء منهم عدة، حكى التجيبي أن شيوخه يزيدون على ألف، وأن بعض أصحابه جمع أسماء النساء منهم على حروف المعجم، وهذا اتساع عظيم. واول سماعه للحديث بأصبهان سنة 488، وكمل له في طلب العلم والتجوال 38 سنة، وأملى بثغر سلماس مجالسه الخمسة سنة 500، وذكره عياض في مشيخته، وعاش هو بعد عياض نحو الأربعين سنة، وأسند عنه أبو الوليد ابن الدباغ أيضاً هو وجماعة ماتوا قبله. قال أبو الربيع ابن سالم: " أخذ عنه أهل الأرض جيلاً بعد جيل، وسمع الناس على أصحابه، وهو لم يبعد عهده بشبابه، كأبي بكر ابن فتحون روى عنه بواسطة ومات قبله بستين سنة، قال: واتفق له في هذا المعنى ما لم

ص: 995

نعلمه اتفق في الإسلام لأحد قبله ولا لأبي القاسم البغوي "، اه. قلت: وهو القائل:

ليس على الأرض في زماني

من شأنه في الحديث شأني

نقلاً ونقداً ولا علواً

فيه على رغم كل شأني قال الحافظ ابن ناصر في حقه: " أسند من بقي في الحديث وأعلم ولم ير فيمن رأى مثل نفسه، وكانت وفاته بالإسكندرية في ربيع الأول سنة 576 وقد جاوز المائة ممتعاً بحواسه وذهنه، وذلك ببركة الحديث ". قال المنتوري في فهرسته: " روى عنه عياض وأبو جعفر ابن الباذش ومن في طبقتهما، ثم روى عنه أهل طبقة ثانية كالخطيب أبي القاسم ابن حبيش ومن في طبقته، ثم روى عنه أهل طبقة ثالثة كالحاج أبي عمر ابن عات، ثم أهل طبقة رابعة كالأستاذ أبي عليّ الشلوبين وأبي الخطاب ابن خليل شيخ أبي جعفر ابن الزبير، وابن خليل آخر من حدث بالأندلس عن السلفي، وتوفي ابن خليل 11 شعبان عام 662، وتوفي أبو جعفر بن الباذش 2جمادى الآخرة عام 554، فبين وفاتهما مائة سنة واثنا عشر عاماً، وهما يحدثان عن شيخ واحد، وهو من أغرب ما يوجد "، اه. قلت: المعروف عند أيمة المشرق ان آخر أصحاب السلفي في الدنيا سبطه أبو القاسم ابن عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي، مات سنة خمسين وستمائة، كما في " تدريب الراوي " ولذلك يذكر من العجائب ان أبا البرداني الحافظ سمع من السلفي حديثاً رواه عنه ومات على رأس الخمسمائة، وآخر أصحاب السلفي سبطه المذكور الذي مات سنة خمسين وستمائة. قال الحافظ ابن حجر:" وهذا أكثر ما وقفت عليه في باب السابق واللاحق " هكذا نقل عنه في التدريب. وقال السخاوي في " فتح المغيث " بعد نقله: " وهو محمول على السماع وإلا فقد تأخر بعد السبط جماعة منهم محمد بن الحسن بن عبد السلام أبو بكر السفاقسي، ويعرف بابن المقدسية لكون أمه أخت الحافظ ابن المفضل المقدسي، مات في سنة أربع وخمسين

ص: 996

وهو ممن يروي عن السلفي حضور الحديث المسلسل بالولية فقط، وتأخر بعده قليلاً جماعة لهم إجازة من السلفي كابن خطيب القرافة وغيره، على أن وفاة البرداني كانت في جمادى كما قاله ابن السمعاني وتبعه ابن الأثير، أو شوال كما جزم به الذهبي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وحينئذ فالمدة أزيد مما ذكره شيخنا بنحو سنتين " اه. وقد علمت من كلام المنتوري أن ابن خليل عاش إلى سنة 662.

للسلفي ثلاثة معاجم: معجم لمشيخته بأصبهان في مجلد يكون ازيد من ستمائة شيخ، وله معجم لمشيخة بغداد وهو كبير في أجزاء 35، ومعجم لباقي البلاد سماه " معجم السفر ". نروي ما له من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي زكرياء السراج عن الحاج أبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني عن نور الدين أبي الحسن عليّ بن عمر الواني عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب عن جده للأم أبي طاهر السلفي، ومن طريق أبي الحسن ابن الزبير عن القاضي أبي الخطاب ابن واجب عنه، ومن طريق القاضي عياض عنه ح: وبأسانيدنا إلى ابن خير عن غير واحد من أصحابه عنه، وعنه أيضاً إجازة كتب بها إليه من الإسكندرية له ولجماعة من أصحابه. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن التنوخي عن الحجار عن أبي الفضل جعفر بن عليّ الهمذاني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسية عن أبي الفرج عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي عنه.

تنبيه: قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " عن المنذري: " كان السلفي مغرماً بجمع الكتب وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر إليها ".

تتمة أخرى: أنشد الحافظ السلفي لنفسه:

ليس حسن الحديث قرب رجال

عند أرباب علمه النقاد

ص: 997

بل علو الحديث بين أولي الحف

ظ في الإتقان صحة الإسناد

وإذا ما تجمعا في حديث

فاغتنمه فذاك أقصى المراد 566 السليمي (1) : هو عليّ بن محمد بن سليم الدمشقي الصالحي الشافعي الشهير بالسليمي الإمام المحدث المسند المعمر، ولد سنة 1113 ومات سنة 1200، روى عن العارف النابلسي ومحمد بن خليل العجلوني وعبد الله البصروي والعجيمي وابن عقيلة وتلك الطبقة، عاش نحو التسعين، له ثبت نرويه من طريق السيد مرتضى الزبيدي ومصطفى الرحمتي وشاكر العقاد عنه، مكاتبة للأول وشفاهاً للآخرين، ونروي ما له عالياً عن الشيخ عبد الرزاق البيطار عن أبيه الشيخ حسن عنه. ح: وعن الشيخ أبي الخير ابن عابدين عن الشيخ محمد تلوه عن الشيخ عبد الغني السقطي عنه.

567 -

السمرقندي (2) : هو أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم إمام الهدى، صاحب تفسير القرىن، وتنبيه الغافلين، المتوفى سنة 373 وهو بفتح السين المشددة والميم وسكون الراء وفتح القاف وسكون النون وفي التلمساني على الشفا انه بسكون الميم وفتح الراء، ورد بقول " القاموس " إسكان الميم وفتح الراء لحن، اه. أروي فهرسته وما له من طريق القاضي عياض عن أبي بحر سفيان ابن العاصي الأسدي عنه لجميع ما رواه.

568 -

السنوسي (3) : محمد بن يوسف عالم تلمسان وإمامها وبركتها،

(1) ترجمة السليمي في سلك الدرر 3: 219 والزركلي 5: 169 (وهو يعتمد على الروضة الغناء أيضاً: 140) .

(2)

له ترجمة في الجواهر المضية 2: 196 وبروكلمان، التكملة 1: 347 والزركلي 8: 348 (وسرد عدداً آخر من المراجع كما ذكر الاختلاف في تاريخ وفاته بين 375، 383، 393) .

(3)

ترجمة محمد بن يوسف السنوسي في دوحة الناشر: 121 ونيل الابتهاج: 325 والبستان: 237 وتعريف الخلف 1: 176 ومعجم سركيس: 1058 وبروكلمان، التاريخ 2: 250 وتكملته 2: 352 والزركلي 8: 29 ودليل مؤرخ المغرب: 292 وإيضاح المكنون 2: 199، 448، 651 وكحالة 2: 132 واعلام الجزائر: 189 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

ص: 998

صاحب العقائد، وحواشي الصحيح وغيرهما، المتوفى سنة 895، ودفن بتلمسان، زرت قبره بها. له حاشية على صحيح مسلم قال المشدالي:" هو من أحسن الشروح وانفعها " اه. قلت: اختصر فيه " مكمل الإكمال " للآبي وهو مطبوع. وله أيضاً شرح عجيب على البخاري لم يكمله، وحاشية لطيفة على مشكلاته وغير ذلك. وله ثبت صغير ذكر فيه إسناد حديث الأولية وحديث الضيافة على الأسودين والمصافحة والمشابكة ولبس الخرقة ومناولة السبحة وتلقين الذكر من طريق شيخه أبي إسحاق إبراهيم التازي، عندي منه نسخة بخط أبي العباس أحمد بن أبي عسرية الفاسي.

وكان الشيخ السنوسي المذكور يروي عامة عن أبي زيد عبد الرحمن الثعالبي، وبخصوص فهرسته حسب إجازته له ولأخيه لمه عليّ التلوتي، وعن أبي القاسم المكناسي، أجازهما أيضاً بجميع ما له عن أبي الحجاج يوسف ابن أحمد بن محمد الشريف الحسني، وعن أبي الحسن عليّ القلصادي أجاز للشيخ السنوسي عامة ما له من مروي ومؤلف، وعن غيرهم، كمتا في " المواهب القدوسية " لتلميذه الملالي. أروي كل ما له من مروي ومؤلف من طريق المقري عن محمد بن عبد الرحمن بن جلال عن أبي عثمان سعيد المنوي التلمساني الشهير بالكفيف عنه.

السنوسي: هو ختم المحدثين محمد بن عليّ صاحب جغبوب (انظر الأوائل وابن السنوسي وفهارسه الست في حروفها)(1) .

(1) انظر رقم: 9 (ص: 103) وستأتي ترجمته برقم: 589 في ما يلي.

ص: 999

569 -

السنباطي (1) : هو الإمام المحدث المسند المعمر شرف الدين عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي، ويعرف كأبيه بابن عبد الحق، الشافعي، ولد سنة 842 بسنباط ومات سنة 931 بمكة المكرمة، وعمر فأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة وألحق الأحفاد بالأجداد. يروي بالإجازة عن الحافظ ابن حجر والعيني وخليل بن سلمة القابوني والمسندة أم محمد زينب بنت الزين العراقي والرئيسة أم المكارم أنس زوجة ابن حجر والحافظ نجم الدين ابن فهد وأبي الفتح محمد وأبي الفرج ابني القاضي الزين المراغي وغيرهم. ويروي بالقراءة والسماع عن التقي الشمني والجلال المحلي والكمال بن الهمام والشرف يحيى المناوي والجلال البلقيني وغيرهم.

ترجمه السخاوي ومات قبله بنحو الثلاثين سنة، وفي " النور السافر ":" كان شيخ الإسلام، وصفوة العلماء الأعلام، رحل إلى مكة بأهله ليموت بأحد الحرمين فانتعشت به البلاد واغتبط (2) به العباد، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وألحق الأحفاد بالأجداد " اه. للمترجم مشيخة تجمع مروياته ومشايخه، نتصل به من طريق أبي العباس ابن القاضي عن أحمد بن أحمد بن عبد الحق المذكور عن أبيه عن جده. ح: وبأسانيدنا إلى الغيطي عنه. ح: وأخبرنا بها عبد الله السكري عن الكزبري عن الحافظ مرتضى عن عمر بن عقيل عن حسن العجيمي عن أبي الوفاء ابن العجل عن قطب الدين النهروالي عنه؛ قال العجيمي: وهذا سند لا يوجد أعلى منه مطلقاً، اه. قلت: ومساو له رواية العجيمي عن عليّ بن عبد القادر الطبري عن المعمر عبد الواحد الحصاري الهندي عن السنباطي عالياً أيضاً.

السندي: هو أبو الحسن محمد بن عبد الهادي (تقدم في حرف الألف انظر الكنى)(3) .

(1) ترجمته في النور السافر: 152.

(2)

في المطبوعة: وانتشط.

(3)

انظر رقم: 38 (ص: 148) .

ص: 1000

السندي: هو محمد حياة (تقدم في حرف الحاء)(1) .

السندي: هو محمد عابد الأنصاري (انظر حرف الحاء في " حصر الشارد " وحرف العين)(2) .

السندي: محمد هاشم (انظر حرف الهاء)(3) .

570 -

محمد سعيد الزواوي: هو أبو عبد الله محمد السعيد بن عبد الرحمن ابن محمد بن أحمد بن محمد عليّ بن سليمان ابن أبي داوود الزواوي صاحب زاوية أقبو من بلاد زواوة، وهي زاوية من اكبر زوايا القطر الجزائري، انتشر عنها العلم لا سيما الفقه المالكي، حتى قال بعضهم:" هي أم الزوايا العلمية في القرون الثلاثة الأخيرة ومنها انتشر الفقه والنحو والفلك والحساب في بلاد زواوة وما والاها إلى قسمطينة شرقاً وإلى الأغواط جنوباً وإلى المدية غرباً " اه. والمدرسون فيها هم آل المذكور وبهم اشتهر ذكرها.

أخذ المترجم عن أبيه أبي زيد عبد الرحمن عن علامة زواوة أبي عليّ الحسين أعراب الزواوي عن شيخه الخرشي بأسانيده. ح: وأخذ المترجم أيضاً عن العارف الشهير أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الزواوي المعروف بالزهري دفين حامة الجزائر عن الحسين أعراب أيضاً بسنده وعن مشايخه المصريين كالحفني والصعيدي وعلي العمروسي والدردير ومن أعظمهم الشمس محمد المنور التلمساني دفين مصر وغيرهم. ح: ويروي المترجم عن والده عبد الرحمن وهو كان يروي رسالة ابن أبي زيد القيرواني عن أبيه محمد عن أبيه أحمد عن أبيه إلى مؤلفها، ومات محمد السعيد المترجم المذكور سنة 1246.

(1) رقم: 155 (ص: 356) .

(2)

رقم: 122 (ص: 363) والترجمة رقم: 379 (ص: 720) .

(3)

ستأتي ترجمته برقم: 614.

ص: 1001

أروي سنده الفقهي عن الشيخ المكي بن عزوز والشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي الهاملي والشيخ محمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم الهاملي، وكلهم عن العارف أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الهاملي الشهير. ح: وأجازني به عالياً المعمر عالم زاوية الديس ومدرسها السيد دحمان بن السنوسي بن الفضيل الديسي، وهو من مشايخ الشيخ ابن عبد الرحمن، وهو والشيخ ابن أبي القاسم الكبير المذكور كلاهما اخذ عن الشيخ أبي العباس أحمد بن أبي القاسم عن والده أبيس القاسم المتوفى سنة 1255 عن جده محمد السعيد المذكور. ح: ويروي الشيخ ابن عبد الرحمن الديسي عن الشيخ سيدي محمد الطيب وأخيه للأب الشيخ سيدي أبي القاسم، كلاهما عن والد الثاني الشيخ سيدي أحمد بن أبي القاسم بسنده المذكور. ح: وأعلى ما بيننا وبين المترجم روايتنا عن الشمس محمد بن عبد الرحمن المذكور إجازة عامة وهو عن المعمر المحدث أبي عبد الله محمد المازري الديسي المتوفى سنة 1284 عن المترجم.

571 -

السفاريني (1) : هو الإمام محدث الشام وأثريه مسند عصره وشامته أبو العون شمس الدين محمد بن أحمد بن [سالم بن] سليمان السفاريني النابلسي الحنبلي الزاهد الصوفي، حلاه الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " (2) ب " مسند الشام الحافظ الكبير " وحلاه مفتي الحنابلة بمكة الشمس محمد بن حميد الشركي المكي في طبقات الحنابلة المسماة " بالسحب الوابلة ": ب " المسند الحافظ المتقن " وحلاه الحافظ أبو الفيض الزبيدي في معجمه المختص ب " شيخنا الإمام المحدث البارع الزاهد الصوفي " وقال فيه: " كان ناصراً

(1) قد أشار المؤلف إلى معظم المصادر التي أوردت ترجمة السفاريني مثل: سلك الدرر 4: 31 والجبرتي 1: 409 وطبقات الحنابلة للغزي والمعجم المختص للمرتضى وغير ذلك،؛ وانظر أيضاً معجم سركيس: 1028 وثبت ابن عابدين: 62 والزركلي 6: 240.

(2)

النفس اليماني: 130.

ص: 1002

للسنة قامعاً للبدعة قوالاً بالحق مقبلاً على شأنه ملازماً لنشر علوم الحديث محباً في أهله " وقال فيه في " ألفية السند " له:

مسند عصره الإمام المعتلي

الأثري الزاهد السجادا

بعلمه قد رفع العمادا وقال الحافظ الزبيدي عنه أيضاً في إجازته لحفيد المترجم عبد الرحمن ابن يوسف بن محمد السفاريني:

وجده محمد بن أحمدا

شيخ الحديث قد هدا وسددا

قد كان عمر الله في نابلس

بقية الأخيار عالي النفس

أوحد من كانت له العناية

في حفظ هذا الفن فوق الغاية ولد في قرية سفارين من أعمال نابلس سنة 1114 ونشأ بها، ثم رحل إلى دمشق وأخذ عن أعيانها، وأجازه الشيخ عبد القادر التغلبي وعبد الغني النابلسي وعبد الرحمن المجلد وإسماعيل العجلوني وأحمد بن عليّ المنيني والشيخ مصطفى البكري وحامد العمادي وعبد الله البصراوي وسلطان المحاسني وغيرهم، وحج فسمع على الشيخ حياة السندي وصهره محمد الدقاق، وسمع بدمشق على حامد العمادي المسلسل بالأولية وثلاثيات البخاري وبعض ثلاثيات مسند أحمد.

له شرح على ثلاثيات أحمد بن حنبل وعدتها 363، والشرح المذكور في مجلدين سماه " نفثات صدر المكمد بشرح ثلاثيات المسند " والدرر المصنوعات في الحاديث الموضوعات اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي في مجلد ضخم، ومؤلف في مجلدين في السيرة النبوية، وشرح عمدة الأحكام سماه " كشف اللثام بشرح عمدة الأحكام " في سفرين، وشرح نونية الصرصري في السيرة النبوية سماه " معارج الأنوار في سيرة النبي المختار " في

ص: 1003

مجلدين، وحجر الوفا بسيرة المصطفى في مجلد ضخم، والقول الجلي في شرح حديث سيدما عليّ الذي املاه على كميل بن زياد، نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار أودع فيه غرائب فيه نحو سبع كراريس، منتخب كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل حذف منه المكرر والأسانيد، شرح فضائل الأعمال للضياء المقدسي، وشرح منظومة ابن فرح في الاصطلاح سماه " الملح الغرافية بشرح منظومة ابن فرح اللامية "، وتناضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال، ولوائح النوار السنية في شرح منظومة أبي بكر بن داوود الحائية، والدرة المضية في اعتقاد الفرقة الأثرية.

وله ثبت ألفه لما استجازه من دمشق العلامة شاكر العقاد، قال في " عقود اللآلي ":" فأجازه وأرسل إليه كراسة جعلها كالثبت له، وذكر فيها بعض مشايخه وأسانيده ومروياته وبعض المسلسلات وسنده في الصحيحين والمسانيد وغير ذلك، إجازة مطولة جامعة شافية مشتملة على الأسانيد العالية والمرويات الغالية "، اه. وقال الحافظ الزبيدي في ترجمته من " المعجم المختص ":" كتبت إليه أستجيزه فكتب إلي إجازة حافلة في عدة كراريس حشاها بالفوائد والغرائب، وكان وصول هذه الإجازة في عام 1179، ثم كالتبته ثانياً عام 82 وأرسلت إليه الاستدعاء باسم جماعة من الأصحاب منهم المرحوم عبد الخالق بن خليل والسيد محمد البخاري وجماعة من أهل زبيد، فاجتهد وحرر إجازة حسنة حشاها بفوائد غريبة في كراريس "، اه.

قلت: ممن استجاز له السيد مرتضى من الزبيديين المشار لهم: شيخه وعمدته السيد سليمان الأهدل وكذا لخيه السيد أبي بكر وعثمان الجبيلي وغيرهم، وفي ترجمة عبد القادر بن خليل المدني من معجم الزبيدي المذكور:" استجزت له من شيخنا السفاريني، فكتب له إجازة طويلة في خمسة كراريس فيها فوائد جمة " اه. مات رحمه الله ورضي عنه بنابلس سنة 1188، قال الحافظ أبو الفيض الزبيدي:" ولم يخلف بعده مثله "، اه.

ص: 1004

نروي ما له من مؤلف ومروي من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي وعبد القادر بن خليل كدك زاده والسيد محمد بن محمد البخاري نزيل نابلس والشيخ شاكر العقاد الدمشقس والسيد سليمان الأهدل وغيرهم كلهم عنه. ونتصل به مسلسلاً بالحنابلة عن البرهان إبراهيم الخنكي الحنبلي اعتقاداً، عن محمد بن حميد الشركي، عن الشهاب أحمد اللبدي النابلسي وعثمان بن عبد الله النابلسي، كلاهما عن عبد القادر بن مصطفى بن محمد السفاريني عن أبيه عن جده. ح: وأخذ ابن حميد عن عبد الجبار بن عليّ البصري عن مصطفى الرحيباني عنه. ح: وأعلى منه عن شيخ الحنابلة في زمانه عبد اله القدومي بمكة، عن حسن بن عمر الشطي، عن مصطفى بن سعد الرحيباني، عن الشمس السفاريني. قال السفاريني في إجازته للعقاد:" ليس كتاب متداول بين الناس إلا ولنا به أسانيد نتصل بها إليه وذلك ضمن ثبت شيخ مشايخنا الشيخ عبد الباقي الأثري، وكذا ضمن ثبت شيخنا عبد القادر التغلبي، وضمن أثبات شيخنا العارف عبد الغني النابلسي، وإثبات شيخ مشايخنا إبراهيم الكوراني، فإني أرويها بواسطة عدة من مشايخي من أجلهم عبد القادر التغلبي "، اه.

وترجمة المترجم مبسوطة في معجمي الحافظ مرتضى، والكمال الغزي، و " سلك الدرر " للمرادي و " عجائب الآثار " للجبرتي و " طبقات الحنابلة " للغزي المذكور، وابن حميد الشركي وغيرهم. ويظهر لي انه لا يبعد عد المترجم في حفاظ القرن الثاني عشر لأنه ممن جمع وصنف وحرر وخرج وأخذ عنه واستجيز من الأقطار البعيدة حتى من مصر والحجاز واليمن، وقد فاتنا عده في برنامجهم المذكور (1) فيستدرك هناك ولمن أراد تجريد تراجمهم على حدة في جزء مخصوص أن يلحق المترجم بهم.

(1) ص: 79 من الجزء الأول (المؤلف) .

ص: 1005

572 -

السقا: هو أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ السقا (انظر إبراهيم من حرف الألف)(1) .

وفاتنا ان نذكر هناك تاريخ حياته، فإن ولادته كانت بالدويداري من مصر القاهرة عام 1212، وله عدة تآليف منها حاشية على فضائل رمضان للأجهوري مطبوعة، ورسالة في الطب النبوي مستخرجة من " المواهب اللدنية "، وبلوغ المقصود مختصر السفر المحمود في تأليف العساكر والجنود، ورسالة في الكلام على انشقاق القمر سأله فيها أهل اليمن، وأشهر مؤلفاته حاشية على تفسير أبي السعود سمع بعضها عليه شيخنا الوالد رحمه الله بمنزله، وكانت وفاته رحمه الله 14 جمادى الآخرة عام 1298.

573 -

السقاط (2) : هو أبو الحسن نور الدين عليّ بن محمد بن العربي السقاط، الفاسي مولداً، المصري مدفناً، العلامة المحدث المسند المعمر الشهير. قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند ":

ومنهم المعروف بالسقاط

محدث العصر بلا إفراط

عليّ بن العربي الفاسي

شيخ العلوم الطاهر النفاس وقال عنه المرادي في " سلك الدرر ": " كان فرداً من أفراد العالم فضلاً وعلماً وديانة وزهداً وولاية "، اه. ووصفه الشمس الأمير الصغير في رسالته في الحديث المسلسل بعاشوراء: بالإمام الحافظ ذي الأسانيد العالية، ولكن كتب عليه محشيه النور عليّ البابلاوي تبعاً لشيخه النور أبي عليّ حسن العدوي الحمزاوي بان مراده بالحافظ المتقن بحسب زمانه وليس المراد به الحافظ بالمعنى المعلوم عندهم، وهو من حفظ مائة ألف حديث بأسانيدها لبعد ذلك في تلك الأزمان، اه.

(1) انظر رقم: 23 (ص: 131) .

(2)

ترجمة السقاط في سلك الدرر 3: 229.

ص: 1006

أجازه عامة العلامة أبو حفص عمر بن عبد السلام لوكس بضم اللام وفتح الكاف وسكون السين التطواتي بتاريخ 1143، وبخصوص " المنح " حسب إجازة مؤلفها له بها، والشمس محمد بن عبد السلام بناني المعمر، وقفت على إجازتهما له وهما عامتان، كما أجازه أيضاً عامة البصري والنخلي لما حج عام 1114 وعلي بن أحمد الغرقاوي وإبراهيم الفيومي ومحمد بن عبد الرحمن ابن زكري وعبد المجيد الزبادي صاحب الرحلة ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني شارح المواهب والبديري الدمياطي ومصطفى البكري وغيرهم. ويروي فهرسة أبي السعود الفاسي وكل ما له عن عمر التطواني عن صاحب المنح واحمد بن العربي بن سليمان الأندلسي كلاهما عن جد الأول عامة، وقفت على إجازة كل شيخ من هؤلاء العامة للآخذ عنه.

وللمذكور ثبت وقفت على بعضه بزاوية الهامل فاستفدت منه انه يروي طريقة الغزالي وتآليفه عن محمد بن أحمد بن العربي بن الحاج عن والده عن أبي السعود الفاسي، ويروي مؤلفات ابن زكري الفاسي عنه منها: الفوائد المتبعة في الرد على أهل العوائد المبتدعة، ويروي حزب الشاذلي عن عمه الأستاذ البركة أبي البركات عبد القادر بن عليّ السقاط عن أبي السعود الفاسي، ويروي حزب الشاذلي عن إبراهيم بن أحمد المحلاوي الفندقجي عن الشريف محمد باحسن العلاوي عن المعمر عبد الشكور عن الاسفرايني عن المرسي عن الشاذلي، وروى الحزب الكبير والحزب الصغير وسيف النصر عن أبي المحاسن يوسف بن محمد ابن ناصر، قال: وكتب لي في الإجازة بخطه قال: كما اخذناهم عن أشياخنا عن عمنا الشيخ أحمد ابن ناصر، ويروي " دلائل الخيرات " وحزب الفلاح عن عمه شيخ القراء وملجأ الفقراء عبد القادر بن عليّ بن محمد العربي السقاط عن أبي السعود الفاسي. ح: وعن ابن خالته العلامة المحقق محمد بن أحمد بن جلون عن أبي عيسى المهدي الفاسي شارح الدليل وعن ابن عبد السلام بناني وعمر لوكس والبديري، ورأيته نقل في

ص: 1007

ما وقفت عليه من ثبته المذكور كلاما عن صاحب " المنح البادية " فعبر عنه بشيخ شيوخنا، والواسطة بينه وبينه عمر لوكس التطواني، وقفت على إجازة صاحب المنح له وإجازته هو لعلي السقاط، فما في كتب بعض المصريين كمسلسل عاشوراء للأمير الصغير من أنه يروي عن صاحب المنح مباشرة مرة ومرة بواسطة أحمد بن العربي ابن الحاج غلط، فإن صاحب المنح لم يأخذ عنه السقاط، وأحمد بن العربي ابن الحاج شيخ لصاحب المنح لا تلميذه فاعلمه.

كما أفرد أسانيد المترجم بالتدوين شمس الدين ابن فتح الفرغلي المصري بثبت سماه " الضوابط الجلية "(انظر في حرف الضاد)(1) كما جرد ما رواه المترجم من المسلسلات الشيخ عبد العالي بن محمد القريني، وهي موجودة بالمكتبة التيمورية بمصر (انظر القسم الحديثي عدد 260) . نروي ثبت السقاط المذكور وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير المصري وعلي بن عبد القادر بن الأمين الجزاري وعبد العليم الفيومي وعبد الله الشرقاوي وغيرهم، كلهم عنه عامة. مات السقاط المذكور سنة 1183 بمصر.

574 -

السويدي (2) : هو محدث العراق العلامة المسند أبو المعالي علي بن العلامة المحدث المسند الراوية أبي السعود محمد سعيد بن علامة بغداد محدث العراق أبي البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي العباسي البغدادي المعروف بالسويدي، كان من أيمة الحديث والبراعة فيه وفي غيره، وقيل كان يحفظ عشرين ألف حديث من الكتب الصحاح، وهو صاحب كتاب " العقد الثمين في مسائل الدين " قال في خطبته: " أرى الناس قد ارتبكت عقائدهم بشبه فلسفية كدحوا بها أذهانهم، وأشغلوا بها أنفسهم ليلهم ونهارهم، وجميع

(1) رقم: 454 (ص: 720) .

(2)

ترجمة السويدي في المسك الأذفر: 73 وروض البشر: 178 وحلية البشر 2: 1095 والزركلي 5: 170 (ومن مراجعه جلاء العينين: 27) .

ص: 1008

ذلك من تلبيس إبليس، وما ألقاه عليهم من التمويه والتدليس، فترى أحدهم إذا سمع بشيء من علوم الكتاب والسنة ولى مدبرا كأن في أذنيه وقرا، وإذا قرىء عليه ما تزعمه الفلاسفة إخوان الشياطين في ضلالاتهم من بيان العقول والنفوس وأمثال هذه الترهات التي ما أنزل الله بها من سلطان أقبل عليهم متبصرا علنا وسرا، فكأنهم أمروا باتباع سنة أفلاطون من الأوهام والظنون "، اه.

وقد ترجمه تلميذه مفتي بغداد أبو الثناء الآلوسي المفسر في كتابه " نزهة الألباب " و " المجموعة الوسطى " قال: " كان لأهل السنة برهانا، وللعلماء المحدثين سلطانا، ما رأينا أكثر منه حفظا، ولا أعذب منه لفظا، ولا أكثر منه بمعرفة الرجال علما " اه.

أخذ عن أبيه رواية العراق ومسنده الحافظ أبي عبد الله محمد سعيد وعمه عبد الرحمن الكزبري وشيخ المحدثين الحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم، وأخذ الطريقة النقشبندية عن مولانا خالد الكردي وأذعن له كما نصره من بعده ولد المترجم محمد أمين السويدي بعدة رسائل، وسلوكه أخيرا على يد الشيخ المذكور يقضي برجوعه عن أكثر ما في كتابه " العقد الثمين " من المبادئ إن كان كل ما فيه من قلمه.

وكان أكثر إقامة النور السويدي بدمشق، وورد على بغداد آخر عمره، فأخذ عنه بجماعة منهم المفتي الآلوسي ووالي بغداد العالم الفاضل داوود باشا، ثم تحول إلى دمشق وانتفع به هناك، وكان يجيز بعشرة إثبات تلقاها عن أيمة إثبات أعظمهم وأشهرهم الحافظ مرتضى الزبيدي ووالده الشمس محمد سعيد السويدي وطبقتهما، مات بدمشق سنة 1237، ودفن بسفح جبل قاسيون المطل على دمشق.

ص: 1009

نروي ما له من طريق الآلوسي عنه. ح: وأروي الصحيح عن شيخنا عبد الله القدومي الحنبلي عن شيخ الحنابلة بالشام البدر حسن الشطي الدمشقي عنه، وأروي حديث الأولية عن الشيخ أبي النصر الخطيب بشرطه عن محمد عمر الغزي عن مولانا خالد الكردي النقشبندي عن المترجم وهو عن الشمس الكزبري عن العجلوني بأسانيده. ح: وأجازني من مكة مكاتبة حفيد المترجم العلامة المعمر أحمد بن صالح بن علي السويدي رحمه الله تعالى. ح: وعن الشيخ أحمد المكي عن محمد سعيد بن صبغة الله المدراسي عن أبيه عن محمد بن محمد بن علام الجداوي المكي عن عثمان بن سند البصري عن المنلا علي السويدي.

ووالد المترجم الشيخ محمد سعيد السويدي كان رواية بغداد في عصره ومحدث العراق، يروي عن أعلام المسندين كالشمس ابن عقيلة المكي، أجازه لما ورد بغداد وهو في الخامسة من عمره عام 1145، واستجاز له والده قبل ذلك من الشيخ عبد الغني النابلسي وتلميذه البكري وابن عقيل وسالم البصري ومحمد حياة السندي وابن الطيب الشركي وأبي الفداء العجلوني وأحمد المنيني وصالح الجنيني وعبد الكريم الشراباتي وطه الجبريني وعلي الدباغ وطائفة كبيرة، ووقفت على إجازة كتبها له الحافظ مرتضى الزبيدي مؤرخة بعام 1204 أجاز فيها له ولأولاده وأحفاده وأسباطه ولمحمد خليل المرادي صاحب " سلك الدرر " حلاه السويدي فيها بالحافظ اللافظ، والله أعلم.

575 -

السيوطي (1) : هو الإمام فخر المتأخرين، علم أعلام الدين،

(1) قد تقدم ذكر المصادر الهامة لترجمة السيوطي في رقم: 116 (ص: 316) وقد فاتني أن أذكر هنالك أن الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال قد أصدر جزءاً بعنوان " مكتبة الجلال السيوطي "(الرباط 1977) ورفع عدد مؤلفاته إلى 725 أخرجت منها المطابع ما ينيف عن مائتين؛ وقد اعتمد عدة مصادر - مما لم أذكره من قبل - في تحرير هذه الترجمة.

ص: 1010

خاتمة الحافظ أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المصري المتوفى بها سنة 911. هذا الرجل كان نادرة من نوادر الإسلام في القرون الأخيرة حفظا واطلاعا ومشاركة وكثرة تآليف، قال عنه ابن العماد الحنبلي في " السبائك " (1) والشعراني في " الطبقات الصغرى ": " كان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالا وغريبا ومتنا وسندا واستنباطا للأحكام منه " وأنشد له:

عاب الإملاء للحديث رجال

قد سعوا في الضلال سعيا حثيثا

إنما ينكر الأمالي قوم

لا يكادون يفقهون حديثا وقال عنه تلميذه الشعراني في " طبقاته الصغرى ": " قد بيض ابن حجر لعدة أحاديث لم يعرف من خرجها ولا مرتبتها، فخرجها الشيخ وبين مرتبتها من حسن وضعف وغير ذلك، وأرسل شيخ الإسلام تقي الدين الأوجاقي أحاديث بيض لها الحافظ ولم يعرف مرتبتها وقلب رواتها فردها الشيخ المترجم إلى أصولها وبين مرتبتها، فذهب شيخ الإسلام إليه وقبل يده وقال:

والله ما كنت أظن أنك تعرف شيئا من هذا فاجعلني في حل، طالما تغديت وتعشيت بلحمك ودمك "، اه.

أحضره والده في صغره مجلس الحافظ ابن حجر وشملته إجازته، قال المترجم عنه في " طبقات الحافظ " (2) :" ولي منه إجازة عامة ولا أستبعد أن تكون لي منه إجازة خاصة فإن والدي كان يتردد إليه وينوب في الحكم عنه، وإن يكن فاتني حضور مجالسه والفوز بسماع كلامه والأخذ عنه فقد انتفعت في الفن بتصانيفه واستفدت منها الكثير " اه. ونقل عنه مرة في " بغية الوعاة "

(1) كذا يسميه هنا أيضا، وما أورد موجود في شذرات الذهب 8:53.

(2)

طبقات الحافظ: 548.

ص: 1011

فقال فيه (1) : " شيخ شيوخنا الحافظ ابن حجر ". وانظر ما يتعلق بأخذه عن ابن حجر في آخر تأليفنا " كشف اللبس "(2) .

محفوظ السيوطي: وحج المترجم وشرب ماء زمزم على أن يكون في الحديث كابن حجر وفي الفقه كالسراج البلقيني، وكذلك كان فعل ابن حجر فإنه شرب ماء زمزم على أن يكون كالحافظ الذهبي، فبلغهما الله أملهما. وفي " التحفة القادرية " ذكر في ترجمة السيوطي أنه حفظ القرآن وهو دون ثمان سنين وألفية ابن مالك والعمدة ومنهاج الفقه في الأصول قبل البلوغ. ونقل الشعراني في " الطبقات الصغرى " عن السيوطي أنه قال عن نفسه إنه يحفظ مائتي ألف حديث قال: ولو وجدت أكثر لحفظته، ولعله لا يوجد على وجه الأرض أكثر من ذلك، اه. وفي ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني عن المترجم أنه حفظ ثلاثمائة ألف حديث، وكان مراده أن يجمع جميعها كلها في كتاب واحد، فجمع ثمانين ألفا في جامعه الكبير، ومات رحمه الله فلم يرد الله جمع الأحاديث كلها في كتاب واحد، اه. منه؛ وقد فسر ذلك بعض العصريين بأن معنى ذلك أنه معنى ذلك أنه كان يحفظ العدد المذكور في خزانته، وهو تأويل أبعد فيه قائله النجعة ووسع الخطأ، إذ ما ذكره ليس بموضوع فخر الأفراد مثل الأسيوطي، لأن خزائن الوقف كانت في زمانه أكثر من خزانته بكثير، ولو كان يريد حفظ الخزانة لكان المحفوظ فيها أكثر من هذا العدد كيفما كان المراد، وانظر مقدمة التدريب في مقدار محفوظ السلف (3) تر عجبا، والعلماء مثله مصدقون فيما يقولون عن أنفسهم، وبالجملة فهذه أمور لا يفقهها كل الفقه إلا من ذاقها ذوقا جيدا وعرف دواخل الفن، وحقق كيف قصر خدام السنة عمرهم على تقييد شواردها

(1) بغية الوعاة: 232 (المؤلف) .

(2)

طبع بطنجة عام 1325 (المؤلف) .

(3)

تدريب الراوي: 8 (ومن أمثلة ذلك قال الحاكم في المدخل: كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث وقال أبو بكر الرازي كان أبو زرعة يحفظ سبعمائة ألف حديث الخ.) .

ص: 1012

والتفكر في متشابهها والجمع بين متعارضها، وكيف امتزج أهل هذا الشأن بالسنة امتزاج اللحم بالعظم، فإذا ناموا ناموا وهم فيها يفكرون، وإذا استيقظوا اشتغلوا بها في حال فقرهم وسعتهم وسفرهم وحضرهم ومرضهم وصحتهم ومن صغرهم إلى كبرهم، فمن ذاق وجرب عرف وصدق، ومن استمرر ما يستحليه هؤلاء قاسهم عليه، ومن جعل الناس سواء ليس لحمقه دواء، فافهم.

شيوخ السيوطي: روى المترجم ورحل وكاتب أهل الأقطار البعيدة، أخذ العلم عن ستمائة شيخ، هكذا لتلميذه الشعراني في طبقاته الصغرى، والذي في ترجمته من " حسن المحاضرة " له وهو الذي لتلميذه الحافظ الداودي في ترجمته ونحوه في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد أنهم بلغوا إلى مائة وإحدى وخمسين، ورتبهم الداودي على حروف المعجم، ولكن الشعراني قال بعد ما سبق عنه من عدهم انه قد نظمهم في أرجوزة قال: وهم أربع طبقات:

[الأولى] : من يروي عن أصحاب الفخر ابن البخاري والشرف الدمياطي ووزيرة والحجاز وسليمان بن حمزة وأبي نصر ابن الشيرازي ونحوهم.

الثانية: من يروي عن السراج البلقيني والحافظ أبي الفضل العراقي ونحوهما، وهي دون التي قبلها في العلو.

الثالثة: من يروي عن الشرف ابن الكويك ونحوه، وهي دون الثانية.

الرابعة: من يروي عن أبي زرعة ابن الزين العراقي وابن الجزري ونحوهما، قال: وهذه لتكثير العدة وتكبير المعجم، ولم أرو عنها شيئا لا في الإملاء ولا في التخريج ولا في التأليف. وظفر بالأخذ عن أربعة من أصحاب الصدر الميدومي، وله في ذلك معاجم.

ص: 1013

ومن نظمه وقد أورده في معجم شيوخه في ترجمة ابن طريف الشاوري وقال انه أخر من روى عن التنوخي:

للتنوخي فضيلة

ساقها حافظ الأثر

قد روى عنه قبله

الذهبي الذي اشتهر

وروى الشاوري أخيرا

عنه شيخ ومعتبر

وقضى عام أربع

وثمانين بالقدر

بينه في الوفاة

والذهبي الذي غبر

مائة ثم ستة

وثلاثون تستطر

فهو في سابق ولا

حق اعدده يدخر

أيها البارع الذي

في ذرى العلم قد بهر اه. قلت: ولعل روايته عن المذكور مع روايته عن محمد بن مقبل الحلبي أعلى ما حصل له. ومن شيوخه التقي الشمني والعلم صالح البلقيني ومحيي الدين الكافيجي وبدر الدين محمد بن الحافظ ابن حجر ووجيه الدين أبو الجود عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المرشدي وشرف الدين عيسى ابن سليمان الطنوبي وخديجة بنت عبد الرحمن بن علي العقيلي وشرف الدين أحمد بن محمد العقيلي والحافظ تقي الدين ابن فهد وأخوه ولي الدين أبو الفتح عطية ووالدهما مجيب الدين أبو بكر والحافظ نجم الدين محمد وشرف الدين إسماعيل ابن بكر الزبيدي وآسية بنت جار الله بن صالح الطبري وصفية بنت ياقوت المكية والفخر أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم المرشدي ورقية بنت عبد القوي ابن محمد الجائي وأم حبيبة بنت أحمد بن محمد بن موسى السويكي وكمالية بنت أحمد بن محمد بن ناصر المكي والرضى أبو حامد محمد بن محمد بن ظهيرة المكي وأخوه ولي الدين محمد والإمام محب الدين محمد بن محمد الطبري وأم الفضل هاجر بنت الشرف المقدسي وخديجة بنت علي بن الملقن وأختها صالحة

ص: 1014

وسارة بنت محمد البالسي وأم هانيء بنت أبي الحسن الهوريني وكمالية بنت محمد بن محمد المرجاني وغيرهم، ولم يأخذ عن السخاوي ولاعده من شيوخه هو ولا من وقفت على كلامه من أصحابه، بل رأيته نقل عنه مرة في " بغية الوعاة " فقال (1) : " رأيت بخط صاحبنا المحدث شمس الدين السخاوي، فعده من مشيخته وهم.

مؤلفات السيوطي: له التآليف الممتعة في جل الفنون قد عد بعضها في ترجمته من " حسن المحاضرة " له منها ما يتعلق بخصوص الصناعة الحديثية كتابه كشف المغطى في شرح الموطا، اسعاف المبطا برجال الموطا وهو مطبوع (2) التوشيح على الجامع الصحيح، الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، مرقاة الصعود على سنن أبي داود، قوت المغتذي على جامع الترمذي، زهر الربى على المجتبى للنسائي وهو مطبوع، تنوير الحوالك على موطأ مالك وهو مطبوع، شرح ابن ماجه المسمى مصباح الزجاجة، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي وهو مطبوع، شرح ألفية العراقي الألفية وتسمى نظم الدرر في علم الأثر وهي مطبوعة، شرحها المسمى قطف الدرر، التهذيب في الزوائد على التقريب، عين الإصابة في معرفة الصحابة، كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس، توضيح المدرك في تصحيح المستدرك، اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة الكبرى وهي مطبوعة، والصغرى وهي عندي في مجلد، النكت البديعيات على الموضوعات، الذيل على القول المسدد، القول الحسن في الذب عن السنن، لب الألباب في تحرير الأنساب وهو مطبوع بأروبا، تقريب القريب، المدرج إلى المدرج، تذكرة المرتسي فيمن حدث ونسي، تحفة النابه بتلخيص المتشابه، الروض المكلل والورد

(1) بغية الوعاة: 313 (المؤلف) .

(2)

قد كنت أشير أحيانا إلى المؤلفات المطبوعة وموضع طباعتها، ولكن هذا متعذر في حال السيوطي لكثرة ما طبع منها.

ص: 1015

المعلل في المصطلح، منتهى الآمال في شرح حديث إنما الأعمال، المعجزات والخصائص النبوية وهي كبرى وصغرى، والكبرى مطبوعة في الهند في مجلد ضخم، والصغرى سيأتي اسمها، شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور وهو مطبوع، البدور السافرة عن أمور الآخرة وهي مطبوعة، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون، فضل موت الأولاد، اللمعة في خصائص يوم الجمعة وهي مطبوعة مرارا، منهاج السنة ومفتاح الجنة، تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش، بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للضلال، مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة وهو مطبوع، مطلع البدرين فيمن يؤتى أجره مرتين، سهام الإصابة في الدعوات المجابة، الكلم الطيب والقول المختار في المأثور من الدعوات والأذكار، الطب النبوي، كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة، الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة، ويسمى " التعظيم والمنة في أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة " بل له في هذا الباب ستة مؤلفات مطبوعة، المسلسلات الكبرى، جياد المسلسلات، أبواب السعادة في أسباب الشهادة، تزيين الأرائك في أخبار الملائك، الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة، مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا وهي مطبوعة، الألماس في مناقب بني العباس، در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة وهي مطبوعة، زوائد شعب الإيمان للبهيقي، لم الأطراف وضم الأتراف على حروف المعجم، أطراف الاشراف بالاشراف على الأطراف، جامع المسانيد، الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة، تخريج أحاديث الدرة الفاخرة يسمى " تجربة العناية "، الحصر والإشاعة لاشراط الساعة، الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة وهي مطبوعة، زوائد الرجال على تهذيب الكمال، الدر المنظم في الاسم المعظم، جزء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، من عاش من الصحابة مائة وعشرين وهو مطبوع، جزء في أسماء المدلسين، اللمع في أسماء من وضع، الأربعون المتباينة، در البحار في الأحاديث القصار، الرياض الأنيقة في أسماء خير الخليقة، المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية، الآية

ص: 1016

الكبرى في شرح قصة الإسرا، أربعون حديثا من رواية مالك عن نافع ابن عمر وهي عندي ولبعض المعاصرين عليها شرح، فهرسة المرويات، بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد، أزهار الاكام في أخبار أحاديث الأحكام، الهيئة السنية في الهيئة السنية، تخريج أحاديث شرح العقائد، الكلام على حديث ابن عباس احفظ الله يحفظك، قال: وهو تصدير أمليته لما وليت درس الحديث بالشيخونية، أربعون حديثا في فضل الجهاد، أربعون حديثا في رفع اليدين في الدعاء وهي مطبوعة، التعريف بآداب التأليف وهو مطبوع، العشاريات، القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه، كشف النقاب عن الألقاب، نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير من الصغير، من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة، ذم زيارة القبور، زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي، الجواب الجزم عن حديث التكبير جزم، جزء في صلاة الضحى، المصابيح في صلاة التراويح، أنموذج في خصائص اللبيب الحبيب.

الجامع الكبير والجامع الصغير ومنته بهما عن المسلمين: ومن أهمها وأعظمها وهو أكبر مننه على المسلمين كتابه الجامع الصغير، وهو مطبوع مع عدة شروح عليه واختصارات وشرح بعضها أيضا. وأكبر منه وأوسع وأعظم الجامع الكبير، جمع فيهما عدة آلاف من الأحاديث النبوية مرتبة على حروف المعجم، وهما المعجم الوحيد الآن المتداول بين المسلمين الذي يعرفون به كلم نبيهم ومخرجيها ومظانها ومرتبتها في الجملة وقل من رأيته أنصف من الكاتبيين اليوم وعرف مزية المترجم بكتابيه هذه ومنته على المسلمين. وقد قال الداهية الشيخ صالح المقبلي في كتابه " العلم الشامخ " بعد أن استغرب أنه لم يتصد أحد لجمع جميع الأحاديث النبوية على الوجه المقرب: " لعلها مكرمة ادخرها الله لبعض المتأخرين، وإذا الله قد أكرم بذلك وأهل له من لم يكد يرى مثله في مثل ذلك الإمام السيوطي في كتابه المسمى

ص: 1017

بالجامع الكبير " الخ (1) ومن لم يعرف للجامعين قيمة إذا بلي بالبحث عن حديث ضل به الخطأ وعميت عينه عن المطلوب وبقي في وادي الجهل والقصور يهيم، وتلويث سمعتهما بأنه خالف في بعض ما ساقه فيهما ما التزمه مرة وما في كتبه في الأحاديث الموضوعة أخرى، من الجهل المطبق، أليس الاجتهاد يتغير والذهول من شأن البشر! وقد كنت مرة عزمت على الكتب في هذا الموضوع وتتبعه نقدا وتوسعا فعاقتني عوائق أعوذ برب الفلق من شر ما خلق. وبالجملة فأقول كما قال صاحب " العلم الشامخ ": " اللهم اجز أول النقلة وآخرهم عنا أفضل الجزاء، ولا تحرمنا كرامتهم "، اه.

وله أيضا: تاريخ الصحابة، طبقات الحفاظ وهي مطبوعة بأروبا وجدد اليوم طبع القسم الأخير منها بدمشق، طبقات النحاة الكبرى والوسطى والصغرى وهي مطبوعة، طبقات المفسرين وهي مطبوعة بأروبا قديما، طبقات الأصوليين، طبقات الكتاب، حلية الأولياء، طبقات شعراء العرب، تاريخ الخلفاء وهو مطبوع، تاريخ مصر وهو مطبوع، تاريخ أسيوط، معجم شيوخه الكبير يسمى " حاطب ليل وجارف سيل "، المعجم الصغير ويسمى " المنتقى "، ترجمة النووي، ترجمة البقليني، الملتقط من الدرر الكامنة، تاريخ العمر وهو ذيل إنباء الغمر، رفع الباس عن بني العباس، النفحة المسكية والتحفة المكية على نمط عنوان الشرف، الرحلة الفيومية، الرحلة المكية، الرحلة الدمياطية، المنى في الكنى، الشماريخ في علم التاريخ، مختصر تهذيب الأسماء للنووي، تحفة الذاكرين المنتقى من تاريخ ابن عساكر، ترجمان القرآن، التفسير المسند، اختصاره الدر المنثور في التفسير بالمأثور وهو مطبوع في ست مجلدات ضخمة من طالعه بتمعن أدهشه وأبهته وأسكته، ومن لم يطالعه أو طالع منه حريفات انتقد واستمرر ما يراه غيره حلوا،

(1) العلم الشامخ: 392 (المؤلف) .

ص: 1018

ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، لباب النقول في أسباب النزول مطبوع، مفحمات الأقران في مبهمات القرآن مطبوع، خمائل الزهر في فضائل السور، اليد البسطى في الصلاة الوسطى، الإتقان وهو مقدمة التفسير الكبير مطبوع.

قال أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ: " وتصانيفه كلها مشتملة على فوائد لطيفة وفرائد شريفة تشهد كلها بتبحره وسعة نظره ودقة فكره وأنه حقيق بأن يعد من مجددي الملة المحمدية في بدء المائة العاشرة وآخر التاسعة كما ادعاه بنفسه، وشهد بكونه حقيقا به من جاء بعده كعلي القاري المكي في المرآة شرح المشكاة " اه. وللقاري في شرح المشكاة منكتا على عد ابن حجر الهيتمي شيخه القاضي زكرياء من المجددين (1) : " شيخ شيوخنا السيوطي هو الذي أحيا علم التفسير في الدر المنثور، وجمع جميع الأحاديث المتفرقة في جامعه المشهور، وما ترك فنا إلا فيه له متن أو شرح مسطور، بل وله زيادات ومخترعات يستحق أن يكون هو المجدد في القرن العاشر كما ادعاه وهو في دعواه مقبول ومشكور " اه. وقال الشعراني: " لو لم يكن للسيوطي من الكرامات إلا إقبال الناس على تآليفه في سائر الأقطار بالكتابة والمطالعة لكان في ذلك كفاية " اه. قلت: هذا أمر جدير بالاعتبار، فإن مؤلفاته بالنسبة لمعاصريه وشيوخه حصلت على إقبال عظيم عند الأمة الإسلامية لم يحصل عليها غيره، ولا تكاد تجد خزانة في الدنيا عربية أو عجمية تخلو عن العدد العديد منها بخلاف مؤلفات أقرانه وشيوخه فإنها أعز من بيض الأنوق. وقال ابن القاضي في " درة الحجال ":" إن تصانيفه لا تحصى تجاوز الألف " اه. وقال ابن العماد في " الشذرات ": " إن تلميذه الحافظ الداودي استقصى أسماء مؤلفاته الحافلة الكبيرة الكاملة الجامعة النافعة المتقنة المحررة المعتمدة المعتبرة، فنافت عدتها أي الكاملة - على خمسمائة مؤلف، وقد اشتهر أكثر مؤلفاته في حياته في أقطار الأرض شرقا وغربا، وكان آية

(1) شرح المشكاة، الجزء الأول: 347 (المؤلف) .

ص: 1019

كبرى في سرعة التأليف، قال تلميذه الداودي:" عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاث كراريس تأليفاً وتحريراً، وةكان مع ذلك يملي الحديث ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة " اه. وفي مشيخة البدر القرافي لدى ترجمة شيخه أبي عبد الله محمد بن أبي الصفا شهاب الدين أحمد البكري: أنه قرأ على شيخه الحافظ السيوطي فهرس أسماء مؤلفاته قال: وهي ستمائة مؤلف، اه. ونشر في آخر " كشف الظنون " المطبوع قديماً بأوربا فهرس مؤلفات السيوطي أوصلت فيه إلى خمسمائة وأربعة كتب، وقد ظفرت في مصر بكراسة من تأليف السيوطي عدد فيها تآليفه إلى سنة 904 قبل موته بسبع سنين، أوصل فيها عدد مؤلفاته إلى 538، فعدد ما له في علم التفسير 73، وفي الحديث 205، والمصطلح 32، والفقه 71، وأصول الفقه والدين والتصوف 20، واللغة والنحو والتصريف 66، والمعاني والبيان والبديع 6، والكتب الجامعة من فنون الطبقات والتاريخ 30، الجميع 538 (1)، ومن الغريب ما في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني أن شيخنا له سماه من أهل المغرب أخبره أن المترجم له الجلال السيوطي شرح مختصر خليل قال:" وهو حبس في رواق سيدنا عثمان بالمدينة المنورة " وأغرب من هذه ما ذكره البوني أيضاً من أن السيوطي كان شافعياً، ثم انه تنقل لمذهب المالكية، والصواب أن السيوطي ما مات حتى كان يجتهد ويختار.

وله في الباب: المعجم الكبير، والصغير، والمنتقى، وفهرسة المرويات، وحاطب ليل، وزاد المسير، وجياد المسلسلات ونسخة منها في المكتبة التيمورية بمصر (انظر رقم 941 من فن الحديث) والمسلسلات الصغرى، وترتيب طبقات شيوخه المنظوم (انظر كلاً في حرفه) .

وكانت سنة الإملاء المعروفة عند المحدثين اندثرت من موت الحافظ ابن حجر سنة 752 فافتتحه وأحياه السيوطي أول سنة 872، فأملى نحواً من

(1) مجموع ما عده يساوي 503 فهناك خطأ في بعض الأرقام.

ص: 1020

ثمانين مجلساً ثم خمسين أخرى (1) قال: وإنما اخترت الإملاء يوم الجمعة بعد الصلاة اتباعاً للحفاظ المتقدمين كالخطيب البغدادي وابن السمعاني وابن عساكر، خلاف ما كان عليه العراقي وولده وابن حجر فإنهم كانوا يملون يوم الثلاثاء. وفي " النور السافر في أخبار القرن العاشر "(2) للسيد عبد القادر العيدروسي أن المترجم ولي المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة، ثم إنه زهد في جميع ذلك وانقطع إلى الله بالروضة، ومرض ثلاثة أيام مرض موته، قلت: تعبيره هذا أسلم من قول من قال: انقبع في قعر داره.

نروي كل ما له من طريق الشعراني وابن حجر الهيتمي ويوسف الارميوني وبهاء الدين الشنشوري والشمس العلقمي والبدر الكرخي والسراج عمر بن الجاي والنور عليّ بن أبي بكر القرافي والبدر الغزي وغيرهم عنه.

ولنذكر هنا سنداً غريباً إليه من طريق أهل الصحراء الإفريقية، وهو مسلسل بالآباء عن الشيخ العارف محمد مصطفى ماء العينين الشنكيطي دفين تزنيت، رحمه الله ونعمه، عن أبيه الشيخ محمد فاضل، عن أبيه مامين، عن أبيه الطالب أخيار، عن أبيه الطالب محمد أبي الأنور، عن والده الجيه المختار، عن والده محمد الحبيب، عن أبيه محمد علي، عن أبيه سيدي محمد، عن أبيه يحيى الصغير، عن أبيه محمد، عن شيخه الشيخ العلي، عن الحافظ الأسيوطي بأسانيده.

ولنا سند آخر مثله في الغرابة من طريق علماء الروم عن صديقنا الأستاذ محمد المكي ابن عزوز عن العالم الصالح محمد نوري أفندي الفوزاني عن مصطفى القونوي عن الحاج محمد بن مصطفى اليغليجوي عن قره خليل

(1) التدريب للسيوطي: 176 (المؤلف) .

(2)

النور السافر: 55.

ص: 1021

القونوي عن أبي سعيد الخادمي عن والده مصطفى عن الشيخ الأركولي نسبة إلى بلد اسمه أركلي. لكن الياء تنطق بالياء الساكنة، عن الحافظ السيوطي.

وأروي فهارسه بسندنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عن عبد الرحمن البهوتي المصري الحنبلي عن الشمس العلقمي عنه. ح: وبالسند إلى أبي المواهب عن الصفي القشاشي عن الشهاب أحمد بن عليّ الشناوي عن البرهان العلقمي عن أخيه عنه. ح: وأعلى من ذلك عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عن الحافظ الزبيدي عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن الزين الطبري المكي عن المعمر الحصاري عنه، وهو عال جداً.

أفرد ترجمة السيوطي بالتآليف كما سبق تلميذه الحافظ الداودي وهو في مجلد ضخم، وكذا الشيخ عبد القادر الشاذلي المصري وغيرهما، ولعصرينا الشهاب أحمد تيمور باشا رسالة نفيسة في تحقيق محل مدفنه وهي مطبوعة.

تنبيه: تكلم الحافظ السيوطي على الاجتهاد في علم الحديث حيث جعل الاجتهاد يتعلق بكل علم فقال: قال الحافظ المزي أقل مراتب الحافظ أن يكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم ليكون الحكم للغالب، وأما ما يحكى عن المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث فهو بحسب زمانهم، وكان الحافظ ابن حجر يقول: الشروط التي إذا اجتمعت في الإنسان سمي حافظاً هي الشهرة بالطلب، والأخذ من أفواه الرجال، والمعرفة بالجرح والتعديل، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم وتمييز الصحيح من السقيم، مع استحضار الكثير من المتون، فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ "، اه.

ص: 1022

576 -

السيوطي الحنبلي (1) : هو العلامة مصطفى بن سعد بن عبده الرحيباني مولداً الدمشقي الحنبلي الشهير بالسيوطي المتوفى سنة 1242 أو سنة 1240، من أكبر تلاميذ محدث الشام الشمس السفاريني، له ثبت خطي موجود بالمكتبة التيمورية ضمن مجموعة في الاصطلاح تحت عدد 49، نتصل بمؤلفه عن شيخنا القدومي عن شيخه حسن الشطي عنه.

577 -

السوداني (1) : هو محمد بن محمد الفلاني الكنتاوي (3) الدانكوي السوداني روض العلوم والمعارف، وكنز الأسرار واللطائف، أخذ عن محمد بن سليمان النوالي البرناوي والأستاذ محمد بندور ومحمد قودوا وغيرهم، حج ومر بعدة ممالك واجتمع بملوكها وعلمائها، ودخل مصر وبها مات سنة 1154 بمنزل الشيخ حسن الجبرتي، ودفن ببستان المجاورين، ومن شعره (4) :

طلبت المستقر بكل أرض

فلم أر لي بأرض مستقرا

تبعت مطامعي فاستعبدتني

ولو أني قنعت لكنت حرا وهو صاحب كتاب " بهجة الآفاق وإيضاح اللبس والإغلاق في علم الحروف والأوفاق " في مجلدين، وغيره من المؤلفات العديدة. له برنامج في مشيخته، نتصل به من طريق الدمنهوري وحسن الجبرتي، كلاهما عنه.

578 -

الساباطي: له فهرسة نقل منها صاحب " اليانع الجني "(5) قائلاً في حق الشيخ عابد السندي: " أقام باليمن دهراً حتى عده ابن ساباط

(1) ترجمة السيوطي في روض البشر: 243 ومنتخبات التواريخ لدمشق: 678 وحلية البشر 3: 1541 والزركلي 8: 135.

(1)

ترجمة السيوطي في روض البشر: 243 ومنتخبات التواريخ لدمشق: 678 وحلية البشر 3: 1541 والزركلي 8: 135.

(3)

الزركلي: الكشناوي.

(4)

هذا وهم فقد روى ابن خلكان (2: 144) البيتين وذكر أن الحلاج انشدهما وهو على الخشبة.

(5)

اليانع الجني: 55 (المؤلف) .

ص: 1023

في فهرسه الملحق بكتابه " البراهين الساباطية " من علماء زبيد " اه. وقال: (1) " جعله الساباطي في فهرسه من علمائها " اه (انظره) .

579 -

ابن سراج (2) : هو الوزير الأديب أبو مروان عبد الملك بن سراج، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي قراءة عليه عن صاحبها.

580 -

ابن سرحان (3) : هو أبو الحسن عباد بن سرحان بن مسلم المعافري، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي قراءة عليه عن صاحبها.

581 -

ابن سليمان (4) : هو العلامة المحدث الكبير أبو القاسم أحمد بن العربي بن الحاج سليمان الأندلسي الغرناطي أصلاً الفاسي داراً، كان أحد كبار علماء فاس ومشاهيرها، حلاه صاحب " نشر المثاني " ب " الإمام الحافظ المحدث الفقيه " وقال:" اشتهر بتدريس علم الحديث والسير وحفظ اصطلاح ذلك ومارس كتبه وكان مولعاً بنسخ الكتب، ومن براعته في ذلك أنه نسخ نسخة من ابن حجر على البخاري في سفر واحد، وهو عند حفدته إلى الآن " اه. قلت: ولا زال عندهم إلى الآن.

يروي المترجم عن الشيخ أبي محمد عبد القادر بن عليّ الفاسي، سمع عليه وأجازه إجازة عامة وقفت عليها بخطه عقب فهرسته المعروفة، وكذا أجازه ولده أبو عبد الله شارح الحصن وعندي إجازته له بخطه، وغيرهما.

(1) اليانع الجني: 100 (المؤلف) .

(2)

فهرسة ابن خير: 432 والصلة: 346 (توفي سنة 489) .

(3)

فهرسة ابن خير: 436 والصلة: 428 (قال فيه: وكان يدعي معرفة الحديث ولا يحسنه عفا الله عنه؛ توفي سنة 543) .

(4)

سلوة الأنفاس 2: 324 ونشر المثاني (حسب قول المؤلف) .

ص: 1024

وممن أخذ عن المترجم الحافظ أبو العلاء العراقي قال في " فتح البصير " له: " سمعت بعض مجالس من التفسير والبخاري ومواهب القسطلاني على شيخنا الكبير المحدث الشهير أبي القاسم سيدي أحمد بن سليمان، وقرأت عليه " إحياء الميت في فضائل البيت " للسيوطي وكتب لي به إلى مؤلفه، ولما جمعت شرحي عليه كتب لي عليه بخطه، وتوفي ليلة النصف من رجب عام 1141 ودفن بداره " اه. قلت: أجاز المترجم لولديه محمد وعبد الرحمن كما رأيت ذلك بخطهم، وللعلامة أبي حفص عمر بن عبد السلام لوكس التطواني، وقفت على إجازته للأخير وهي عامة، قال: أجزته فيما قرأ عليّ من الكتب المعتمدة في الحديث كالعشرة والمسلسل بالأولية

الخ، ثم عدد عدة مسلسلات وهي بتاريخ 1127، فنروي ما له من طريق السقاط عن عمر لوكس المذكور عنه، رحمه الله.

582 -

ابن سنة (1) : هو الإمام العلامة المسند المعمر، أكثر المتأخرين شيوخاً وأعلاهم إسناداً، أبو عبد الله محمد بن محمد بن سنة وهو بكسر السين وفتح النون المشددة كما وجدته بخط الفلاني، وهكذا تحفظه، ومن الغريب ما وجدته بخط العلامة الرحال الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق في إجازته للوزير الشيخ عبد العزيز بوعتور التونسي من ضبطه له بضم السين، وهو غير معروف ولا سمعنا أحداً ينطق به ممن لقيناه من أهل المشرق والمغرب، الفلاني نسبة إلى فلان وهو قطر عظيم كالمغرب في السودان المغربي العمري النسبة.

حلاه الوجيه الأهدل في " النفس اليماني "(2) ب " الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري " وقال عنه تلميذه الفلاني: " أكبرهم - يعني شيوخه -

(1) ترجمة ابن سنة في بروكلمان، التكملة 2: 217 والزركلي 7: 296 (وهو يعتمد فهرس الفهارس) .

(2)

النفس اليماني: 212.

ص: 1025

سناً وعلماً وأوسعهم حفظاً وفهماً، شيخنا الإمام الشهير الصدر الكبير خاتمة الحفاظ الأعلام، والمرجع إليه عند التباس الأوهام بالأفهام، بغية الرائح والساري، ونهاية الراوي والقاري " اه. من إجازته للشمس ابن عابدين. وقال عنه الفلاني أيضاً في محل آخر:" هو أجل شيوخي على الإطلاق، وأحفظ من رأت عيني، وأطول صلاة وصياماً، وأنصح للطلبة، وما نفعني شيخ قط مثل نفعه " اه. ومن خطه نقلت. مع أن الفلاني رأى مثل الحافظ مرتضى وتلميذه ابن عبد السلام الناصري ومحمد سعيد سفر وأبي الحسن السندي والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري وأحمد بن محمد العطار الدمشقي، وهؤلاء محدثو ذلك العصر وخدمة السنة في الشرق والغرب.

ولد المترجم رحمه الله عام 1042، وجال في بلاد الصحاري والبراري لطلب هذا الشأن، ودخل أرض السودان مراراً وسوس الأقصى ودخل شنكيط وتوات وتنبكت وأزوان (1) وولات وتشيت (2) وفاس ومراكش وسجلماسة، ولازم الإمام محمد بن أحمد بن محمود بن أبي بكر بغيغ الونكري (3) التنبكتي إلى أن مات سنة 1067، وأجازه عامة، ومن مقروءاته عليه رسالة ابن أبي زيد بشرحها " تحقيق المباني " وكان يحفظ الشرح المذكور عن ظهر قلب كالفاتحة بعد ما بلغ من العمر مائة وأربعين سنة، ودعا له شيخه المذكور مراراً، وكان آخر ما دعا له به أن يرزقه الله العلم النافع ويطول عمره على طاعة الله بلا وهن في البدن، وأخذ شعر رأسه وقال: حتى يبيض هذا ثم يصفر ثم يسود. ثم بعد موته رحل إلى ولات فلازم الشريف أبا عبد الله الولاتي اثنتين وثلاثين سنة وأجازه عامة، ولما حج مولاي الشريف استخلفه

(1) دشرة في مقدم ازوات محاذية لتنبكتو. (المؤلف) .

(2)

مدينة ذات نخيل بينها وبين تنبكت عشرة أيام. (المؤلف) .

(3)

نسبة إلى ونكرة بلد بالسودان. (المؤلف) .

ص: 1026

في التدريس والإمامة، وجميع من لقيه مولاي الشريف في رحلته من العلماء فأجازه أو دعا له يشركه معه في الإجازة والدعاء، ولازم مولاي الشريف إلى أن مات سنة 1102، ثم لازم ولده مولاي الشريف محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات. وأجازه جماعة من أهل فاس ومصر والحرمين والشام واليمن ولم يرهم، وذلك بواسطة مولاي الشريف أبي عبد الله محمد.

فممن أجازه ولم يره من أهل المدينة: القشاشي والشيخ إبراهيم الكوراني ومن أهل مكة: العجيمي، ومن أهل اليمن: الشيخ أحمد بن العجل وغيره، ومن أهل مصر: الخرشي والزرقاني. وأجازه أيضاً محمد بن سليمان الرداني ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وأبو سالم العياشي ومحمد بن أحمد الفاسي وعبد الرحمن بن عبد القادر وأبو السعادات محمد بن عبد القادر ووالدهما عبد القادر بن عليّ الفاسي ومحمد بن قاسم ابن زاكور وعمر بن محمد المنجلاتي ومحمد بن عبد المؤمن الجزائري ومحمد بن سعيد قدورة ومحمد بن خليفة الجزائري والشيخ عيسى الثعالبي وعبد السلام اللقاني ومحمد بن أحمد ميارة ومحمد بن أحمد الجنان والأبار الفاسي وأحمد بن محمد الزموري والنجم الغزي وعبد الباقي الحنبلي واليوسي ومحمد الصغير الافراني صاحب " ياقوتة البيان ". وذكر في فهرسته أنه روى ما بين إجازة وسماع عن تسعمائة وعشرين (920) شيخاً. قال تلميذه الفلاني في ثبته الكبير حين ترجمه بما ذكرته وعدهم وبين ولادة كل واحد ووفاته، اه.

روى عنه الشيخ صالح الفلاني، وهو الذي شهر أسانيده ومن طريقه عرفها الناس، قال الفلاني في ثبته الكبير:" رحلت إليه عام 79 ولازمته أربع سنين " ثن عدد مقروءاته عليه وهي كثيرة وافرة قال: " وأجازني جميع مروياته وناولني فهرسته بعد أن قرأتها عليه ودعا لي مراراً وألبسني قميصه وعمامته وقلنسوته وشيعني لما ودعته، وبالجملة فهو أجل شيوخي، وبلغني أنه توفي سنة 1186 ".

ص: 1027

قلت: وتلقى أسانيد ابن سنة هذا عن الفلاني بالقبول كل من أخذ عنه من أهل المشرق والمغرب خصوصاً أهل بلده كأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الشنكيطي نزيل فاس الجديد بفاس، وعلامة شنكيط محمد الحافظ بن المختار ابن حبيب بن أكريش العلوي الشنكيطي، فإنهما أخذاها عن الفلاني وافتخرا بها عنه، وتلقاها بالقبول تلاميذ محمد الحافظ المذكور من أهل الصحراء وهم عيونها، كمحمد بن عبد الله بن أحمد بن الفقيه وولده أحمدي مؤلف " العضب اليماني " وأولاده محمدي ومحمد الأمين وغيرهم. وممن تلقاها عن الفلاني من أهل الصحراء بلديه وصاحبه محمد بن قورد الفلاني، فقد ذكر في " اليانع الجني " أنه وقف على نسخة من " قطف الثمر " له بخطه وفي آخرها خط الشيخ صالح الفلاني، قال: وهي نسخة جيدة، اه. والشيخ محمد هاشم الفلاني يروي عن صالح الفلاني بأسانيده المذكورة، وعن المذكور تلقى " قطف الثمر " شيخ الإسلام بمكة عبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي وعنه تلقى هذا السند جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين تتصل أسانيدنا بهم.

وربما يتساءل هل وجد لابن سنة المذكور وتعميره ذكر في غير ما ذكر من السلاسل، وهل تابع الفلاني عنه غيره قلت: كان شيخ بعض شيوخنا المسند العارف أبو عبد الله محمد بن أحمد العطوشي الطرابلسي الأصل المدني الدار يسند الصحيح من طريق المعمرين عن شيخه محمد السياح الفاسي عن ابن سنة الفلاني بالسند المعروف له، وممن تلقاه عنه كذلك جماعة من أهل الجزائر وتونس والشام والحجاز واليمن والهند، كالعلامة الشيخ سعيد الأسطواني الدمشقي، وشيخ بعض شيوخنا الجزائريين محمد بن هني بن معروف المجاجي الجزائري دفين تونس، والشيخ عبد القادر بن مصطفى المشرفي المعسكري دفين مصر، ومفتي الحنفية بالمدينة محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني، ومحمد سعيد العظيمابادي الهندي، والشمس محمد ابن حمودة قوبعة السفاقسي، وغيرهم.

ص: 1028

وفي ثبت مسند اليمن الشمس محمد بن سالم السري التريمي أنه يروي فهرسة ابن سنة الفلاني عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن حمد العطوشي المدني عن الشيخ محمد الفاسي عن ابن سنة فهرسته، اه. وقد كان يخطر ببالي أن محمد الفاسي المذكور هو محمد الفاسي الذي كان بتونس أول القرن الثالث عشر، وأخذ عنه بها البرهان الرياحي وغيره، ثم صرت أستبعد ذلك بعد الوقوف على ترجمة المذكور في تاريخ الوزير ابن أبي الفياض وغيره، فترجح عندي أنه غيره. ولا تستغرب عدم ذكر ابن سنة المذكور في بطون التواريخ الموجودة لأنا لم نقف ولم يقع بيدنا إلى الآن فهرس ولا تاريخ لأهل ذلك الصقع بعد زمن الشيخ أحمد بابا، ولم نجتمع بأحد من بحاثي تلك الجهات لنستفيد منهم أخبار الرجل المذكور وتعميره، ولا تيسر لنا دخولها ولا أن ذلك بالهين. وأما التواريخ الموجودة فقد تبحث عن الرجل الذي يكون جاراً لمؤلفها فلا تجد له عندهم أدنى ذكر، مع أنه مستحق التدوين، فكيف يلزم الفاسي ترجمة الفلاني، هذا من تكليف ما لا يطاق! فلذلك نقول: عدم العثور لا يدل على عدم الوجود، فعلى هذا نكف عن الخوض في ذلك بأزيد مما ذكر، مع كون الفلاني إن ذكر أنه قرأ وسمع على شيخه ابن سنة ما يستغرب من الكتب والمصنفات فكتابه " إيقاظ الهمم " ينم عن اطلاع كبير ووقوف على أكثر من تلك الكتب وأغرب، ولا نحب أن نكون كصاحب الفار في القصة التي ساقها ابن خلدون لأجل ابن بطوطة وغرائبه، فكن على بال من كلامه والله أعلم بالحقيقة.

ثم وجدت الوجيه الأهدل وهو من هو قال في " النفس اليماني "، (1) و " هذا الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري هو شيخي بالإجازة العامة، وقد ذكرت في حاشيتي على المنهل الروي المسمى " المنهج السوي ": وأروي بالإجازة العامة عن الشيخ العارف المسند الحافظ المعمر ابن سنة المغربي

(1) النفس اليماني: 212.

ص: 1029

عن ابن العجل (1) عن البدر الغزي عن السيوطي، حصلت لي إجازة ابن سنة المذكور بالعموم لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين وكانت وفاته في عشر التسعين بتقديم التاء ومائة وألف، كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين رووا عن تلميذه العلامة صالح الفلاني المغربي عنه وأجازوني بذلك " ا. هـ كلام النفس. ثم من حسن الصدف أن ورد على فاس أخيراً راجعاً من الحج والزيارة العالم الأديب الناسك الشيخ محمد الأمين بن دحان القلقمي الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة الشيخ صالح الفلاني وشيخه ابن سنة ببلاد فلان وتلك الأصقاع الشنكيطية التي يعرفها معرفة ضرورية كافية.

583 -

ابن سعادة (2) : هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر، من أهل مرسية، سكن شاطبة، ودار سلفه بلنسية، له فهرسة توسع فيها، قال عنها ابن الأبار في ترجمته من " الصلة ":" جمع فهرسة حافلة " اه. مات سنة 566. أرويها من طريق ابن الأبار عن أبي بكر بن أبي جمرة المرسي عنه، وهو صهر أبي عليّ الصدفي والراوي عنه، قال في " نفح الطيب ": " سمع أبا عليّ الصدفي واختص به وأخذ عنه، وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما " اه. وروايته وعمه لصحيح البخاري عن الصدفي هي معتمد المغاربة وبها يفتخرون، وقد كان الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي يقول كما في " المنح " وغيرها:" رواية ابن سعادة هي من أفضل الروايات التي عند الحافظ ابن حجر، وإن ابن حجر لم يعثر عليها، وهي المعتمدة عندنا بالمغرب وهي مسلسلة بالمالكية " اه. وفي نظم مقدمة ابن حجر لأبي الفيض حمدون بن الحاج السلمي المرداسي:

(1) النفس: عن الشيخ أبي أحمد بن محمد العجلي.

(2)

ترجمة ابن سعادة في التكملة: 505 والديباج: 287 والوافي بالوفيات 5: 250 (رقم: 2325) وبغية الوعاة 1: 277 والنفح 2: 158 والزركلي 8: 8: 23.

ص: 1030

وأسناه ما بالغرب طلعة شمسه

وآسد في أرجائها يتبسم

عن ابن سعادة الذي له نسخة

بها كل قراء البخاري ترنموا

ومن غض من رواية له زاعماً

بأنها وجادة فقط لا يكلم

لخرقه للإجماع من أهل مغرب

وأندلس والحق لا يتلثم وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما سبق في حرف التاء (1) عن أبي مروان عبد الملك التجموعتي من إنكاره على المغاربة ولوعهم برواية ابن سعادة هذه، وتعجبه من تلقيهم لها بالقبول، مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة التي هي أضعف أنواع التحمل عند المحدثين، وذلك أن نسخة الجامع الصحيح صارت إليه من أبي عليّ الصدفي لصهر كان بينهما، وكانت بخط أبي عليّ نهاية في الصحة والضبط، فحدث بها ابن سعادة من غير إجازة ولا سماع، قال أبو الفيض ابن الحاج:" وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره، فإن تواريخ الأندلس قاطبة ناطقة ببطلان دعواه، وأن ابن سعادة سمع الصحيح قراءة على أبي عليّ وأجازه فيه، وقوله وكانت بخط أبي عليّ فيه نظر، بل بخط عمه موسى بن سعادة ورثها عنه ابن أخيه الذي اعتمدت المغاربة روايته عن أبي عليّ بدون واسطة عمه، وكتب الصدفي بخطه الإجازة له على ظهر النسخة، قال في " نفح الطيب " في حق محمد بن يوسف: " سمع أبا عليّ الصدفي واختص به وأخذ عنه " اه.

أقول: كأني بأبي مروان ما كان ينكر أو يذكر كل ما نقل عنه، إذ إنكاره أخذ محمد بن يوسف المترجم عن الصدفي بعيد، إذ هو من مثله إنكار لمحسوس، إذ على النسخة السعادية الآن مشاهداً بخط الصدفي على أول الجزء الخامس ما نصه: " سمع جميعه على محمد بن يوسف بن سعادة،

(1) راجع ما تقدم ص: 255.

ص: 1031

وتم سماع جميعه من أوله إلى آخره في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وخمسمائة، كتبه حسين بن محمد الصدفي بخطه " اه. ومن خط الصدفي نقلت، والحمد لله. ولعله كان ينكر تفضيلها على سائر روايات البخاري فقط، وهذا ربما يكون له وجه، أو كان ينكر اتصال المغاربة بها إذ كان يرى أن أغلب اتصالاتهم بها ليست على طريق الرواية المعهودة عند أهل الرواية والصناعة، على أن ممن كان ينكر تفضيل رواية ابن سعادة على باقي الروايات الحافظ أبو العلاء العراقي الفاسي، وهو من هو، فقد قال تلميذه الاخباري المطلع الواعية أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري في تحفته: " رواية موسى بن سعادة قال فيها بعض الطلبة (1) من المغاربة هي أفضل من الروايات التي عند ابن حجر، وان ابن حجر لم يقف عليها، قال شيخنا الحافظ المحدث مولاي إدريس العراقي: هذا باعتبار ما ظهر له، وإلا فرواية عياض عن الصدفي أفضل من رواية ابن سعادة عن الصدفي، ولا يمكن أن نجزم بأن ابن حجر لم يقف عليها، كما لا نجزم بأن ابن حجر وقف عليها أو أحدهما، فالأمر محتمل " ثم قال القادري:" قد وقفت عليها نسخة رواية عياض عن الصدفي المشار لها عند مولاي إدريس المذكور، وسمعت عليه جلها، وأنا أقابل عليه معها نسخة ابن سعادة المشار لها، فباعتبار ما ظهر لنا قول شيخنا مولاي إدريس صحيح " اه. قلت: وقوف ابن حجر على رواية الصدفي محقق، وناهيك بما سبق عن النسخة التي ظهرت بطرابلس بخط الصدفي في عام 1211 وعليها بخط السخاوي: أن شيخه ابن حجر عليها كان يعتمد وقت شرحه للبخاري (انظر الصدفي من حرف الصاد (2) تر عجباً، وانظر كتابنا " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد " وتأليفنا " التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة ") .

584 -

ابن سعدون (3) : هو الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعدون

(1) يعني به سيدي عبد القادر الفاسي (المؤلف) .

(2)

الترجمة رقم: 364 (ص: 705) .

(3)

فهرسة ابن خير: 434 والصلة: 570 (توفي بأغمات سنة 485) .

ص: 1032

ابن عليّ القيرواني أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عن أبي بكر عبد العزيز ابن خلف الأزدي إجازة عنه.

585 -

ابن السبكي الكبير (1) : هو عليّ بن عبد الكافي بن عليّ بن تمام السبكي الشافعي أبو الحسن الإمام الحافظ المجتهد النظار، له: إبراز الحكم من حديث رفع القلم، وأحاديث رفع اليدين، وأجوبة سؤالات في الحديث أوردها بعض المحدثين على كتاب " تهذيب الكمال " للحافظ المزي، وأجوبة مسائل حديثية وردت من الديار المصرية، وضياء المصابيح في اختصار المصابيح للبغوي، والسيف المسلول على من سب الرسول، والنكت على صحيح البخاري في مجلد وقفت عليه بمكتبة مكناسة.

ترجمة الذهبي في معجمه المختص بالمحدثين قال: " سمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ تقي الدين أبي الحسن عليّ بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف، ولد سنة 683، وسمع من ابن الصواف والدمياطي، وبدمشق عن أبي جعفر بن الموازيني، وهو ثقة جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم " اه، فقف على وصفه له بفخر الحفاظ وكونه من أوعية العلم وناهيك بذلك، وقال عنه في كتابه " مشتبه النسبة " (2) :" ورفيقنا الإمام عليّ بن عبد الكافي السبكي كتب عني وكتبت عنه " اه. وعده الحافظ الذهبي أيضاً في رسالته " بيان زغل

(1) ترجمة السبكي الكبير في طبقات الشافعية 6: 146 والدرر الكامنة 3: 134 وغاية النهاية 1: 551 وحسن المحاضرة 1: 321 وبغية الوعاة 2: 176 وطبقات الحفاظ: 521 وذيل تذكرة الحفاظ: 39، 352 وطبقات الداودي 1: 412 والبداية والنهاية 14، 252 والنجوم الزاهرة 10: 318 والشذرات 6: 180 وخطط مبارك 12: 7 وبروكلمان، التاريخ 2: 86 وتكملته 2: 102 والزركلي 5: 116.

(2)

مشتبه النسبة: 292 طبع أروبا (المؤلف) قلت: ص: 389 من الطبعة المصرية بتحقيق عليّ محمد البجاوي.

ص: 1033

العلم والطلب " من الجماعة الذين حمد الله على وجودهم في الوقت ويفهمون هذا الشأن ويعتنون بالأثر، وهم عنده: المزي وابن تيمية والبرزالي وابن سيد الناس والقطب الحلبي والتقي السبكي.

وترجمه الحافظ أبو المحاسن الحسيني الدمشقي في " ذيل طبقات الحفاظ "(1) للذهبي فقال: " الشيخ الإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة بقية المجتهدين " ثم قال: " عني بالحديث أتم عناية، وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئاً كثيراً من سائر علوم الإسلام، وهو ممن طبق الممالك ذكره، ولم يخف على أحد خبره (2) ، وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان، وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه، وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه " أمم " اه. باختصار. وقال في ترجمة محدث مصر الحافظ شهاب الدين أبي الحسن أحمد بن أيبك الحسامي المعروف بالدمياطي: (3) " خرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجماً في عشرين جزءاً ولم يستوعب شيوخه " اه. وترجمه الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ " (4) له فقال فيه: " شيخ الإسلام إمام العصر، وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفاً، وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث ".

وترجمه أيضاً الحافظ ابن ناصر الدمشقي في " طبقات الحفاظ " له أيضاً فقال: " شيخ الإسلام وأحد الأيمة المجتهدين الاعلام، مولده في صفر سنة 683، وحدث عن الحافظ مسعود الحارثي وأبي نصر الشيرازي وآخرين، وعنه ولده القاضي أبو نصر عبد الوهاب وأبو المعالي ابن رافع وطائفة من

(1) ذيل الطبقات: 39.

(2)

ذيل الطبقات: ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره.

(3)

ذيل الطبقات: 55.

(4)

طبقات الحفاظ: 522.

ص: 1034

المحدثين، وكان إماماً مبرزاً ثقة نبيلاً علامة، حديثاً وفقهاً وأصولاً، خرج له الحافظ شهاب الدين أحمد ابن أيبك الحسامي الدمياطي معجماً نفيساً سمعه عليه الحفاظ كالمزي والذهبي وانتقى منه ولده أبو نصر أربعين حديثاً حدث بها وبغيرها من المرويات، ولم يزل متصدياً للتصنيف والإفادة إلى أن مات " اه.

وترجمه أيضاً المسند الرحال القاضي أبو البقاء خالد بن أحمد البلوي الأندلسي في رحلته المسماة " تاج المفرق في تحلبة علماء المشرق "(1) فقال: " وممن سمعت عليه، وترددت إليه، واختلفت إلى منزله، واعترفت بفضله وتطوله، الشيخ العلم الكبير تقي الدين أبو الحسن عليّ بن عبد الكافي السبكي إمام من أيمة الشافعية، وعالم من كبار علماء الديار المصرية، ومن يعترف له بالرتب (2) العلية، ويرشح للخطة الكبيرة القاضوية، له عدالة الأصل وأصالة القول (3) وإصابة النقل ورزانة العقل، وجزالة القول والفعل، ومتانة الدين والفضل، إلى تحصيل وتفنن وتأصيل في المنقولات والمعقولات، وتمكن نظر راجح وحفظ راسخ، وتقدم في الحديث والرواية عال شامخ، كريم شهد له العيان، إليه يعزى البيان، ومن بحره يخرج اللؤلؤ والمرجان، إلى آداب غضة، وفضائل من فضة " إلى أن قال: " لقيته بمنزله من القاهرة وسمعت عليه، ورسم لي الإجازة التامة العامة بخطه (انظر الرحلة المذكورة) نعم إن لقاء البلوي للتقي السبكي في وسط أمره، لأن رحلته كانت سنة 736، ومات ابن السبكي سنة 756، فانظر ما يقول فيه لو لقيه آخر عمره.

وترجمه أيضاً ابن قاضي شهبة في " طبقات الشافعية " فقال: " سمع عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي " اه. وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في شرحه على " جمع الجوامع " لولد المترجم:

(1) تاج المفرق 1: 237.

(2)

التاج: بالرتبة.

(3)

التاج: العدل.

ص: 1035

" قلت لشيخنا الإمام سراج الدين البلقيني: ما يقصر بالشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته وكيف يقلد فسكت، فقلت له ما عندي، وهو أن الامتناع للوظائف التي قررت للفقهاء على المذاهب الأربعة، وأن من خرج عن ذلك واجتهد لم ينله شيء، وامتنع الناس من استفتائه فينسب للبدعة، فتبسم ووافقني على ذلك " اه. قال الشيخ المسناوي في " جهد المقل القاصر ": " المناسب هنا هو الأمر الأخير، فإن الشيخ أجل من أن يكون له اعتبار بما قبله والتفات إليه حسبما هو معلوم من حاله " اه. منه. ومن الغريب ان الشهاب الخفاجي ذكر في شرح الشفا (1) أن تقي الدين المذكور مات عن خمس وعشرين سنة، مع أنك علمت مما سبق أنه مات عن أزيد من سبعين سنة، لأنه ولد سنة 683 وملت سنة 756، ثم ظهر لي أنه سرى له الوهم من ترجمة عقدها الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ "(2) لعلي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي الشافعي، فإن الحافظ المذكور قال فيه:" مات سنة 672 وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد " اه. من الطبقات. فلموافقة هذا المترجم للسبكي في اسمه واسم أبيه وبلده ومذهبه ظنه الخفاجي هو، والكمال لله.

ومن الأغلاط المتعلقة بسنة وفاة السبكي أن طابع " طبقات الحفاظ " بالهند جعل من كلام الحافظ الذهبي فيها تحديد وفاة السبكي هذا سنة 756، مع أن الذهبي مات قبله بنحو ثماني سنوات، وهذا مما يدلك على أن أرباب المطابع لا يعتنون بالتصحيح والمقابلة، ولا يكلفون بكل كتاب العالم بموضوعه والله أعلم.

أروي كل ما للسبكي من طريق ولده الآتي بعده. ح: وبأسانيدنا إلى

(1) شرح الشفا 2: 574 من الطبعة الأولى (المؤلف) .

(2)

طبقات الحفاظ: 514.

ص: 1036

الحافظ السيوطي عن العلم البلقيني عن والده سراج الدين البلقيني عنه، وقد ظفرت في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324 بمجموعة بخط المترجم له الشيخ تقي الدين السبكي اشتملت على عدة مؤلفات، منها: الأدلة في إثبات الأهلة، ورسالة في مضمار القصيدة النونية المتضمنة الرد على الأشاعرة وهي 25 ورقة في القالب الكبير كتبت سنة 749، والاعتبار ببقاء الجنة والنار كتبت 748 تتضمن تضليل من قال بفناء النار من أهل عصره، وغير ذلك، وهي مجموعة قيمة لا ثمن لها، من النفاسة بمكان.

586 -

ابن السبكي الصغير (1) : هو تاج الدين عبد الوهاب بن عليّ بن عبد الكافي، ترجمه الحافظ ابن حجر في " طبقات الحفاظ " التي جعلها ذيلاً على " شرح البديعية " لابن ناصر، فقال:" ولد سنة 728 وأجاز له الحجار وسمع من جماعة وختم القرآن صغيراً وطلب العلم وهو ابن عشر سنين بدمشق، وعني بالحديث، ولازم الذهبي، وسمع الكثير على شيوخ عصره، ومهر في الفنون، وولي قضاء دمشق بعد أبيه إلى أن مات، وصرف مراراً ويعاد، وجرت له بسبب ذلك محن وقضايا يطول شرحها، وهو مع ذلك مكباً على الاشتغال والتصنيف، حتى خرج له مع قصر عمره من التصانيف في الفقه وأصوله وغير ذلك ما يتعجب منه. وله شرح مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن، وشرح منهاج البيضاوي، والطبقات الكبرى والوسطى والصغرى، ومن الطبقات تعرف منزلته في الحديث، وله الترشيح في فقه أبيه، ورتب فتاوى أبيه على الأبواب في أربع مجلدات " اه.

(1) ترجمة تاج الدين السبكي في الدرر الكامنة 3: 39 وحسن المحاضرة 1: 328 والبداية والنهاية لابن كثير (صفحات متفرقة من الجزء الرابع عشر) وتاج العروس (سبك) والشذرات 6: 221 والنجوم الزاهرة 11: 108 وبروكلمان، التاريخ 2: 108 والتكملة 2: 105 والزركلي 4: 335 ومقدمة طبقات الشافعية تحقيق الطناحي والحلو (القاهرة 1964) .

ص: 1037

قلت: وترجمه أيضاً الحافظ الذهبي في " المعجم المختص " فقال: " عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين عليّ بن عبد الكافي، القاضي تاج الدين أبو نصر السبكي الشافعي، ولد سنة 728 كتب عني أجزاء نسخها وأرجو أن يتميز في العلم، درس وأفتى وعني بهذا الشأن " اه. ومات في ذي الحجة سنة 771.

قلت: من تأمل ترجمة ابن السبكي هذا بقلم الحافظ ابن حجر مع ترجمة أبيه السابقة بقلم الحفاظ الأعلام الذهبي وابن ناصر والحسيني والسيوطي في " طبقات الحفاظ " يعلم عظمة الرجلين، لأن من ذكر خصوصاً الذهبي وابن ناصر كانا كالخصمين لهم لتشيعهما لابن تيمية وحزبه، خصوصاً ابن ناصر كان يعادي بعداوته ويحب بحبه، ومع ذلك ما وسعهما إلا الاعتراف للأب والابن بما ذكر، لتعلم أن الحق أحق بالاتباع، فما يتقوله بعض من لا علم له بأن السبكي إنما مجده وقدسه ولده في الطبقات لا غيره هو الدليل بعينه على جهل قائله وكذبه. وقال الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته في حق المترجم:" الإمام المجمع على جلالة قدره وتمام بدره، بل قيل لو قدر إمام خامس مع الأيمة الأربعة لكان ابن السبكي، وهو صاحب التائية التي في معجزات المصطفى عليه السلام، وقد جمع فيها ما لم يجمع في غيرها " اه.

أروي ما للمذكور من طريق الحافظ السيوطي عن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن إبراهيم الحنبلي والجلال أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد القمصي، كلاهما عن الجمال عبد الله بن عليّ الكناني عن التاج السبكي، سماعاً لبعضها وإجازة لكلها.

587 -

ابن سلمون (1) : هو أبو القاسم سلمون بن عليّ بن عبد الله بن

(1) الإحاطة 4: 309 - 310 وذكر ابن الخطيب أن ولده عام 685 ولم يذكر تاريخ وفاته.

ص: 1038

سلمون الكناني الغرناطي، كان صدر وقته في معرفة الشروط إلى الرواية والمشاركة، له الوثائق المرتبطة بالأحكام، وله برنامج روايته وصفه ابن الخطيب في ترجمته بقوله: نبيه (انظر الإحاطة) .

588 -

ابن السمعاني (1) : هو تاج الإسلام الحافظ أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ معين الدين أبي بكر بن أبي المظفر منصور التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف، ولد سنة 506، وحمله والده إلى نيسابور آخر سنة 9 فأسمعه على المسندين، ومات أبوه وتربى مع أعمامه وأهله، وحفظ القرآن والفقه، ثم حبب إليه هذا الشأن ورحل إلى الأقاليم النائية، وسمع من الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور وبغداد وبخارى وسمرقند ودمشق وأصبهان والكوفة.

قال الحافظ ابن كثير في تاريخه خطاباً للحافظ ابن الجوزي: " وقد علم العالمون بالحديث أنه يعني ابن السمعاني أعلم منك بالحديث والطرق والرجال والتاريخ وما أنت وهو بسواء، وأين من أفنى عمره في الرحلة والفن خاصة، وسمع من أربعة آلاف شيخ ودخل الشام والعراق والحجاز والجبال وخراسان وما وراء النهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة وصنف التصانيف الكثيرة إلى من لايسمع إلا ببغداد، ولا روى إلا عن بضعة وثمانين نفساً، فأنت لا ينبغي أن يطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار رأيك: ذا قوة حافظة وعلم واسع وفنون كثيرة واطلاع عظيم " اه.

وترجمه للذهبي في التذكرة (2) فذكر أنه عمل المعجم في عدة مجلدات، وأنه كتب عمن دب ودرج، وأنه درس وأفتى ووعظ وأملى، واسع الرحلة،

(1) راجع ما مر رقم: 213 (ص: 611) .

(2)

التذكرة: 1316.

ص: 1039

ونقل عن ابن النجار أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، فقال:" وهذا شيء لم يبلغه أحد " ثم عدد مؤلفاته الكثيرة الكبيرة وذكر مقاديرها، وقال:" ذهب أبو سعد إلى بيت المقدس وزاره، والنصارى يومئذ ولاته، وذكر في كتابه " التحبير " تراجم شيوخه فأفاد وأجاد، وذكر الحافظ ابن ناصر أن معجم شيوخه في عشر مجلدات. ولما ترجم المناوي في أول " فتح القدير " للحاكم صاحب " المستدرك " وذكر أنه أكثر الرحلة والسماع حتى سمع في نيسابور من نحو ألف شيخ ومن غيرها أكثر، قال: " ولا تعجب من ذلك فإن ابن النجار ذكر أن أبا سعد السمعاني له سبعة آلاف شيخ " اه منه. مات ابن السمعاني سنة 562 بمرو وله ست وخمسون سنة. قلت: عندي من مؤلفاته كتاب في الأنساب، وهو بحر في علم الأنساب والأدب والوفيات وهو كالمعجم أيضاً لأنه قل أن يذكر بلدة أو قرية أو حلة إلا يذكر من أخذ عنه من أهلها. أروي ما له بالسند المذكور في المعجم (انظر حرف الميم) .

589 -

ابن السنوسي (1) : هو الإمام العارف الداعي إلى السنة والعمل بها، ختم المحدثين والمسندين، الكبريت الأحمر والهمام الغضنفر، حجة الله على المتأخرين، أبو عبد الله محمد بن عليّ السنوسي الخطابي الشلفي أصلاً، المكي هجرة، الجغبوبي مدفناً، ويعرف في مسقط رأسه بابن السنوسي ولذلك ترجمته هنا. ولد بمستغانم 12 ربيع الأول عام 1202، وأخذ العلم بالواسطة وفاس عن أعلامهما، ثم دخل مصر والحجاز فروى فيهما عامة عن العارف الكبير المحدث الأثري الشهير أبي العباس أحمد بن إدريس، وهو عمدته في طريق القوم وإليه ينتسب، وقاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي

(1) انظر رقم: 9 (ص: 103) في ما تقدم؛ ويضاف إلى ما ذكر من مراجع: المنهل العذب 1: 374 وهدية العارفين 2: 400 وكحالة 11: 14 وبروكلمان: التكملة 2: 883 ودليل مؤرخ المغرب: 11 وأعلام الجزائر: 168 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

ص: 1040

وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، وأجازه بمصر الأمير الصغير والنور القويسني والشمس الفضالي وحسن العطار والبدر الميلي والمعمر ثعيلب الضرير والنور عليّ النجاري والشهاب الصاوي وفتح الله السمديسي وغيرهم، وممن أجازه من الجزائريين سيبويه زمانه عبد القادر بن عمور المستغانمي، ومن أعلى شيوخه الجزائريين إسناداً وأعظمهم شهرة الشيخ أبو طالب المازوني ومحمد بن التهامي البوعلفي والشمس محمد بن عبد القادر وابن أبي زوينة المستغانمي، وأجازه في طرابلس عامة: الشهاب أحمد الطبولي الطرابلسي، ومن شيوخه بسلا أحمد بن المكي السدراتي السلوي شارح الموطأ، وأجازه من أهل درعة فخرها ابن عبد السلام الناصري الدرعي وولده محمد المدني، وأجازه من أهل فاس الشيخ حمدون بن الحاج والشمس محمد بن عامر المعداني مختصر " الإبريز " ومحمد بن أبي بكر اليازغي الزهني والطيب بن هداج والسيد أبو بكر الإدريسي القيطوني وأبي زيد عبد الرحمن بن إدريس العراقي الحسيني وغيرهم، وسمع حديث: لا إله إلا الله حصني، من تلميذه العلامة المحدث محمد سعيد العظيمبادي الهندي، من طريق مسلسلات ولي الله الدهلوي، وأخذ الطريقة الشاذلية بالمغرب عن آله وعن أبي حامد مولاي العربي الدرقاوي وسيدي محمد بن أبي جد بن الريفي وغيرهم، وأخذ بالمشرق عن جماعات طرقهم: كالقادرية والنقشبندية وغيرهما، ورحل إلى الجبل الأخضر من أرض طرابلس الغرب سنة 1255، ثم انتقل إلى الجغبوب سنة 1273.

ألف الشيخ ابن السنوسي في هذه الصناعة التآليف العديدة ذكرت في حروفها " انظر الأوائل، وسوابغ الأيد، والمنهل الروي الرائق، والسلسل المعين، والمسلسلات، والبدور السافرة، والشموس الشارقة "(1) وألف في العمل بالسنة والوقوف على الأدلة: كتابه بغية السول في الاجتهاد والعمل

(1) انظر الأرقام: 9، 70، 199، 420، 532، 533، 549.

ص: 1041

بحديث الرسول، وكتابه بغية القاصد وخلاصة المراصد وهو مطبوع بمصر، وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن وهو مطبوع أيضاً بالجزائر، وغير ذلك.

وبالجملة فقد كان في القرن المنصرم شامته الواضحة وغرته الناصعة بما نشر من السنة وعلومها وربى وهذب من الخلائق، مع الاعتدال والفرار من الدعوى وكانت له همة عالية ورغبة عظمى في العلم وجمع الكتب، وكان ينتدب جماعات من طلبته الأنجاب كل واحد أو أكثر يوجهه لجهة يقصد جمع الكتب شراءً وانتساخاً ومهما سمع بمعاصر ألف كتاباً في الحديث إلا وكتب له عليه على بعد الديار وطول المسافة، ومن ذلك انه لما سمع بأن قاضي فاس أبا محمد عبد الهادي بن عبد الله العلوي شرح تيسير ابن الديبع كتب له عليه حتى نسخ له، أخبرني بذلك ولد الشارح المذكور مجيزنا المعمر الوجيه الأسنى الناسك أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي دفين المدينة المنورة، وأخبرني أن مكتوب المترجم لوالده بذلك لا زال بيده، فأنعم بها من همة سامية ورغبة وحرص لا يعرف الكلل ولا الرجوع قهقرى.

وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، كالأخوين عمر وقاضي مكناس أبي العباس أحمد ابني الطالب ابن سودة وجدي أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الكتاني والشمس القاوقجي ومحمد حقي النازلي صاحب " خزينة الأسرار "(1) والشيخ صديق جمال المكي ومفتي الحنفية بمكة الشيخ الجمال الحنفي المكي ومحمد بن عبد الله بن حميد الشركي مفتي الحنابلة بمكة ومحمد المدني بن عزوز البرجي النفطي ومحمد سعيد العظيمابادي وأحمد بن المهدي التونسي ومفتي الحنفية بالمدينة الشيخ مصطفى الياس المدني والشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي مفتيهم بمكة ومحمد بن صالح الزواوي وصالح العودي وغيرهم.

(1) معجم سركيس: 784 785.

ص: 1042

ولنا فيه وفي أصحابه ومشايخه مجلدة نفيسة، كما ألف فيه أيضاً أبو عبد الله محمد بن عيسى السعيدي القاسمي الجزائري " المواهب الجليلة في التعريف بإمام الطريقة السنوسية " في جزء وسط. وأعلى طرقنا إليه عن شيوخنا أبي اليسر فالح المهنوي والقاضي أحمد بن الطالب ابن سودة والمعمر عبد الهادي ابن العربي العواد، ثلاثتهم عنه في كل ما له من مروي ومؤلف منظوم ومنثور. مات الأستاذ المذكور في 9 صفر سنة 1276 ولم يخلف بعده مثله في هديه وسمته وعظيم همته وبعد صيته وكثرة تلاميذه (وانظر الكلام على أوائله في حرف الألف) وبالجملة فلم يجلب ذكره هنا إثر ابن السمعاني وابن السبكي حرف شهرته فقط، بل لكونه كان يحذو حذوهم ويقفو أثرهم على حسب زمانه ومكانه، رحمه الله.

قال مفتي الحنابلة بمكة المكرمة المؤرخ العلامة محمد بن عبد الله بن حميد الشركي الحنبلي في إجازة له: " أعظمهم قدراً يعني مشايخه وأشهرهم ذكراً وأشدهم اتباعاً للسنة النبوية وأمدهم باعاً في حفظ الأحاديث المروية وأكثرهم لها سرداً وأوفرهم لكتبها جمعاً وتتبعاً العلامة المرشد الكامل مولانا السيد محمد بن عليّ السنوسي الحسني، فقد روى لي الحديث المسلسل بالأولية أول تشرفي بطلعته، ثم لازمته مدة مديدة وحضرت عليه سنين عديدة، وكان يقرأ صحيح البخاري في شهر، ومسلم في خمسة وعشرين يوماً، والسنن في عشرين يوماً، مع التكلم على بعض المشكلات، ولا أعد هذا إلا كرامة له، ثم أجازني بجميع ما حواه ثبته الجامع المسمى ب " البدور الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة " وهو في مجلدين، وكان أصله مالكي المذهب، لكن لما توسع في علوم السنة رأى أن الاجتهاد متعين عليه، فصار يعمل بما ترجح عنده من الأدلة " اه. منها.

قلت: على ذكر عمله بمقتضى الأدلة أذكر ان مسند الديار التونسية وقاضيها الأستاذ المعمر الشيخ محمد الطيب النيفر حدثني بها أنه لما لقي الشيخ

ص: 1043

في حجته الأولى قدم له نسخة من تهذيب البرادعي كان وجهها له معه أحد أحبائه، فسأل الشيخ عما يريد منها مع ما يعرف عنه من ميلانه للأختيار والترجيح فقال: لأجيب منها إذا سألني سائل عن المذهب المالكي.

وعلى ذكر سرعة القراءة والصبر على السماع أردت أن أسوق هنا ما للعالم الصالح الحافظ أبي عبد الله محمد بن صعد التلمساني الأنصاري في كتابه " روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين " ونصه: " رأيت النقل عن الشيخ سيدي محمد بن مرزوق أنه كان يقول سيدي أبو القاسم حافظ المغرب في وقته وإمام الدنيا يعني العيدروسي الفاسي نزيل تونس إن الله أجرى عادته في علماء الإسلام أن يبارك لأحدهم في قراءته، والآخر في إلقائه وتفهيمه، والآخر في نسخه وجمعه، والآخر في عبادته، وسيدي أبو القاسم ممن جمع الله له ذلك كله وبارك له في قراءته وإلقائه ونسخه وجمعه وعبادته. وحدث عنه بعض من قيد عنه قال: سمعت سيدي أبا القاسم يقول: قرأت البخاري في حصار فاس الجديد في يوم واحد، أبتدأته بعد أذان الفجر وختمته بعد العتمة بقليل، قلت: كان سيدي أبو القاسم ممن فتح عليه في حفظ البخاري والقيام عليه نسخاً وفهماَ وقراءة، رأيت في بعض التقاييد أنه نسخ منه ثماني نسخ وربما فعل أكثر، أكثرها في سفر واحد، ونسخ أيضاً من صحيح مسلم تسع نسخ، وأما غيرهما من كتب الحديث والفقه فنسخ من ذلك ما لا يأتي عليه العد والإحصاء، وخصوصاً الشمائل والشفا لعياض فإنه نسخ منهما كثيراً، وهذذا من أعظم الكرامات " اه. كلام ابن صعد.

وفي ترجمة أبي الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد العلوي، التوقادي أصلاً، المصري داراً، الحنفي من معجم الحافظ مرتضى الزبيدي: " قرأ عليّ الصحيح في اثني عشر مجلساً في رمضان سنة 1188 في منزل، ثم سمع الصحيح ثاني مرة مشاركاً مع الجماعة مناوبة في القراءة في أربعة مجالس وكان مدة القراءة من طلوع الشمس إلى بعد كل عصر، وصحيح مسلم

ص: 1044

في ستة مجالس مناوبة بمنزلي " اه منه. ونحوه ذكر الجبرتي في ترجمة السيد عليّ المذكور من تاريخه. وفي " الحطة " نقلاً عن السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال: " قرأت صحيح البخاري نحو مائة وعشرين مرة في الوقائع والمهمات لنفسي وللناس الآخرين فبأي نية قرأته حصل المراد وكفى المطلوب " اه. وفي ترجمة الحافظ برهان الدين الحلبي من " الضوء اللامع " للسخاوي أنه قرأ البخاري أكثر من ستين مرة ومسلم نحو العشرين " اه. وفي ترجمة الحجار من تاريخ الحافظ ابن حجر أنه حدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة بدمشق وغيرها، وفي ترجمة البرهان إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم البقاعي الحنبلي من " شذرات الذهب في أخبار من ذهب "(1) للعلامة عبد الحي ابن العماد العكري الحنبلي الدمشقي أنه قرأ على البدر الغزي البخاري كاملاً في ستة أيام، أولها يوم السبت 11 رمضان عام 930، وصحيح مسلم كاملاً في رمضان عام 931 في [خمسة] أيام متفرقة في عشرين يوماً " اه. وقد قال الحافظ السخاوي حكى الحافظ الذهبي عن الحافظ شرف الدين أبي الحسن اليونيني أنه سمعه يقول إنه قابل نسخته من صحيح البخاري وأسمعه في سنة إحدى عشرة مرة (انظر الشهاب الهاوي على منشىء الكاوي) وفي " طبقات الخواص " للشهاب أحمد الشرجي اليمني في ترجمة سليمان بن إبراهيم العلوي (2) أنه أتى على البخاري نحواً من مائتين وثمانين مرة، قراءة وسماعاً وإقراء، وفي ترجمة غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي الندلسي من " الغنية " (3) للقاضي عياض: " بلغني عنه ولم أسمعه منه أنه قال: كررت البخاري سبعمائة مرة " اه. وفي ترجمة المذكور من " صلة " (4) الحافظ ابن بشكوال يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة، اه. مع أن غالباً المذكور عاش 78 سنة، خذ منها ما قبل

(1) الشذرات 8: 206.

(2)

لم أجد هذه الترجمة في طبقات الخواص.

(3)

الغنية: 255.

(4)

الصلة: 450 (المؤلف) قلت: ص: 433 من الطبعة المصرية.

ص: 1045

بلوغه إلى وفاته يبقى عندك ستين سنة، فعلى هذا كان يقرؤه في كل سنة نحو عشر مرات، في كل شهر مرة تقريباً، وفي أول " تاج العروس " (1) للحافظ أبي الفيض الزبيدي نقلاً عن إجازة لشيخ مشايخه أحمد زروق بن محمد (2) ابن قاسم البوني التميمي: " ومن أغرب ما منح الله به المجد صاحب القاموس أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم على ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل صحيح مسلم في ثلاثة أيام وافتخر بذلك فقال:

قرأت بحمد الله جامع مسلم

بجوف دمشق الشام جوفاً لإسلام

على ناصر الدين الإمام ابن جهبل

بحضرة حفاظ مشاهير أعلام

وتم بتوفيق الإله وفضله

قراءة ضبط في ثلاثة أيام قلت: والقصة في " أزهار الرياض "(3) .

ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني: " رأيت خط الفيروزبادي في آخر جزء من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيد من خمسين مرة " اه. وذكر القسطلاني عن نفسه أنه قرأ البخاري على رحلة الآفاق أبي العباس أحمد بن طريف الحنفي في خمسة مجالس وبعض مجلس، قال: متوالية مع ما أعيد لمفوتين أظنه نحو العشر، وذلك عام 882. وفي تاريخ الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير ما نصه:" وقد سمع عليه الخطيب البغدادي بمكة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس " قال: " وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اه. وفي

(1) تاج العروس 1: 14.

(2)

كذا وصوابه احمد، اه. (المؤلف) .

(3)

أزهار الرياض 3: 48 وانظر أيضاً فتح المتعال: 365 366.

ص: 1046

مشتبه النسبة " (1) للحافظ الذهبي: " وإسماعيل ابن أحمد الحيري (2) الضرير صاحب التفسير قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس وهذا أمر عجيب وذلك في ثلاثة أيام وليلة " اه. وذكر غيره أن إسماعيل المذكور كان يبتدىء من المغرب ويقطع القراءة في وقت الفجر، ومن الضحى الى المغرب، والثالث من المغرب إلى الفجر (انظر فتح المتعال للمقري (3) والمشرع الروي للشمس الشلي وخلاصة الأثر للمحبي الدمشقي) وفي " كنز الرواية " لأبي مهدي الثعالبي لدى ترجمة الخطيب: " قرأ صحيح البخاري بمكة في خمسة أيام على كريمة المروزية، وقرأه على أبي عبد الرحمن إسماعيل ابن أحمد الحيري النيسابوري الضرير في ثلاثة مجالس، قال الخطيب اثنان منهما في ليلتين بحيث أبتدأ القراءة وقت المغرب وقطعها عند صلاة الفجر، الثالث قرأ من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغ الكتاب، قال الذهبي: وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اه. وذكر السخاوي أن شيخه الحافظ ابن حجر قرأ سنن ابن ماجة في أربعة مجالس، وصحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الحتم وذلك في نحو يومين وشيء، قال: وهو أجل مما وقع لشيخه المجد الفيروزبادي، وقرأ كتاب النسائي الكبير على الشرف ابن الكويك في عشرة مجالس، كل مجلس منها نحو أربع ساعات، قال (4) : وأسرع شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين الظهر والعصر، وهذا أسرع ما وقع له، وقال: هذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو ألف حديث وخمسمائة حديث. وفي ذيل الحافظ تقي الدين ابن فهد على ذيل الشريف أبي المحاسن الحسيني الدمشقي لطبقات الحفاظ للذهبي ما نصه (5) : " قرأ

(1) مشتبه النسبة: 123 (المؤلف) قلت: ص: 184 في الطبعة المصرية.

(2)

في المطبوعة: الجبري، والتصويب عن المشتبه.

(3)

فتح المتعال: 367.

(4)

انظر فتح المتعال: 366.

(5)

ذيل الطبقات: 223.

ص: 1047

الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على محمد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية، قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتب، وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو يعارض بنسخته " اه. وقال التقي المذكور في ترجمة الحافظ ابن حجر من ذيله المذكور (1) :" بلغ ابن حجر الغاية القصوى في الكتابة والكشف والقراءة، فمن ذلك أنه قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلى العصر، ومسلماً في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم، والنسائي الكبير في عشرة مجالس كل مجلس منها قريب من أربع ساعات، وأغرب ما وقع له في الإسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر، وفي مدة إقامته بدمشق، وكانت شهرين وثلث شهر، قرأ فيها قريباً من مائة مجلد مع ما يعلقه ويقضيه من أشغاله " اه. قلت: ممن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحد الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه " ذيل التقييد " لابن نقطة قائلاً: " قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصالحية دمشق فألحق الحافظ ابن حجر بخطه: " تحدثاً بنعمة الله بهامش التذييل المذكور بين الظهر والعصر " كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلاً عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله. وذكر المنلا أبو طاهر الكوراني في بعض إجازاته أنه قرأ الموطأ على شيخه أبي الأسرار العجيمي في أحد عشر مجلساً، وفي " الغنية " (2) للقاضي عياض حين ترجم لأبي القاسم خلف بن إبراهيم المعروف بابن النخاس قال: " حدثني برسالة ابن أبي زيد بقراءتي عليه في مجلس واحد في داره بقرطبة " اه. وفي ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمروس الشلبي من " تكملة " ابن الأبار (3)

(1) ذيل الطبقات: 336 وانظر فتح المتعال: 366.

(2)

الغنية: 210 وضبط (النخاس) بالخاء المعجمة، وهي في المطبوعة من فهرس الفهارس بالمهملة.

(3)

التكملة: 832.

ص: 1048

" أنه قرأ التلقين للقاضي عبد الوهاب عليّ ابن العربي في مجلس واحد وبقراءته سمع أبو بكر ابن خير وذلك في سنة 532 " اه. وسبق في ترجمة الشيخ عابد السندي (في حرف العين)(1) أنه كان يختم الكتب الستة في شهر واحد روايةً، ودراية في ستة أشهر. وفي فهرس مولانا فضل الرحمن الهندي الذي جمعه له صاحبه الشيخ أحمد أبو الخير المكي أنه قرأ الصحيح على شيخه الشيخ محمد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يوماً. وجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني قرأ صحيح البخاري تدريساً بعنزة القرويين وغير قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلساً، لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بأبوابه ومحل الشاهد منها إلا أتى عليها، مع غير ذلك من الطائف المستجادة، ولعله أغرب وأعجب من كل ما سبق، والله خالق القوى والقدر.

590 -

ابن السيد: هو قاضي مدغرة العلامة أبو عبد الله محمد فتحاً بن أحمد بن السيد بن محمد بن عبد العزيز الحسني العلوي السجلماسي، واشتهر بالنسبة لجده السيد لما فيه من التمييز لعدم مشاركة غيره له في بلده، وهو من مشاهير تلاميذ الإمام أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي المجازين منه، بل واستجاز الهلالي للمترجم من شيخه شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله محمد بن عبد السلام البناني (كما سبق في ترجمة البناني المذكور) .

وللمترجم ثبت نسبه له بصري في ثبته لدى الحديث المسلسل بالمصافحة، وقد وقفت عليه، وهو في نحو كراسة ضمنه أسانيد شيخه الهلالي مقتصراً عليها، فهو شبه اختصار فهرسة شيخه المذكور، وللمترجم نظم رسالة السمرقندي في الاستعارات، ثم شرح النظم، ذكر فيه أنه ألفه سنة 1186 بخزانة السلطان سيدي محمد بن عبد الله لما كلفه بمقابلتها، وبآخره تقريض عليه للعلامة القاضي أبي محمد عبد القادر ابن شقرون الفاسي، وكتب في

(1) رقم: 379 (ص: 722) في ما تقدم.

ص: 1049

إمضائه هكذا: عبد الأشراف وغبار نعالهم. ولا أعلم عن حاله الآن أكثر مما ذكرت.

وممن علمته روى عن المترجم عامة مولاي الصادق بن الهاشمي العلوي أحد أشياخ السلطان مولاي سليمان العلوي، وهو دون مولاي الصادق بن هاشم العلوي المدغري دفين مراكش شيخ أبي العباس ابن الخياط وطبقته، فإن الأول أقدم منه طبقة وقد أجرى ذكر المترجم صاحب " الاشراف " وأرخ وفاته بسنة 1197. ثم وقفت على إجازة من ابن السيد المذكور لمحمد بن مهدي بن عبد الرحمن السجلماسي وهي عامة، قال: بما حصل لنا من إجازات الأشياخ كسيدي أحمد الحبيب وتلميذه الهلالي وابن عبد السلام بناني إجازة عامة مطلقة.

591 -

ابن السيد (1) : هو الأستاذ النحوي اللغوي أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد بكسر السين المشددة وسكون الياء البطليوسي صاحب كتاب " أسباب الأختلاف " وهو كتاب عظيم لم يصنف مثله ولم يسبقه أحد إليه وهو مطبوع، وكتاب الفرق بين الحروف المشكلة من حروف المعجم التي يغلط فيها كثير من الناس وهو في نحو خمس عشرة كراسة، وقفت على نسخة منه بخط مؤلفه بالإجازة به لأحمد بن عثمان بن هارون اللخمي بتاريخ 515، وعندي خطه أيضاً على جزء أسباب الاختلاف بالإجازة أيضاً والحمد لله، وله شرح على الموطأ، وأخذ عنه القاضي عياض وترجمه في " الغنية " وهو ممن أفردت ترجمته بالتصنيف، ألف فيه الفتح بن خاقان صاحب

(1) ترجمة ابن السيد في الغنية: 218 والصلة: 282 والقلائد: 193 والذخيرة 2/3: 890 والخريدة 2: 478 وغاية النهاية 1: 449 والمغرب 1: 385 والديباج: 140 وأزهار الرياض 2: 101 والنفح (صفحات متفرقة) وابن خلكان 3: 96 ومرآة الجنان 3: 228 وبغية الوعاة 2: 55 والشذرات 4: 64.

ص: 1050

" المطمح " و " القلائد ". وكانت وفاته في رجب سنة 521. نروي فهرسته من طريق ابن أبي الأحوص عن أبي عبد الله بن الزبير عن أبي الحسن ابن النعمة وأبي عمرو ابن بشير عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم وابن النعمة أيضاً معاً عنه.

524 -

سباعيات ابن العربي (1) : نرويها عنه بأسانيدنا إليه (انظر حرف العين) .

525 -

سداسيات الحافظ أبي طاهر السلفي: بانتقائه من مسموعات أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الرازي الشافعي المعروف بابن الخطاب في سنة 512، منها نسخة موجودة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا، نرويها بأسانيدنا إلى السلفي (انظرها في حرف السين) .

526 -

سرور القلب وقرة العيون (2) في معرفة الآداب في الظهور والبطون: للعالم الصالح أبي الأنس محمد محيي الدين بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبي الحسن ابن الشيخ شرف الدين المليجي الشافعي المصري، وهو ثبت نفيس نادر الوجود، ألفه في سلاسل الطرق الصوفية وإلباس الخرقة والمصافحة في نحو السبع كراريس، وقعت إلي منه نسخة، ذكر في أوله أن بعض إخوانه سأله ان يذكر له من ألبسه الخرقة من سادات عصره، فساعده لما يرجو بالاتصال بسند أهل العلم من الاشتمال على نسب " طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني " فانا لا نعلم بركة المربي حتى يتسلسل السند ويضم النسب العفيف، ثم ترجم لمشايخه أبو الامداد شرف الدين يحيى بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة 1065، وولده أبو الصلاح عبد

(1) انظر ما تقدم رقم: 488 (ص: 855) .

(2)

انظر ما تقدم رقم 565 (ص: 994) ورقم 15 (ص: 111) وقارن بالرسالة المستطرفة: 99.

ص: 1051

الحليم بن يحيى بن عبد الرحمن ابن الشيخ الشعراني المتوفى سنة 1073 ووالده عبد الرحيم المليجي والشمس محمد بن قاسم البقري الأنصاري وشيخ الحجاز حسن بن عليّ العجيمي المكي، ثم ذكر إسناد الطريقة العباسية والرفاعية والبدوية والدسوقية والشاذلية والسهروردية والنقشبندية والجشتية والوفائية والدمرداشية والقشيرية والمدينية والفردوسية والخلوتية والأويسة والهمدانية والطيفورية والشطارية والبكرية والعمرية والجنية والخضرية والهنداونية والشناوية والأدهمية والعزيزية، وذكر كل طريق في مقصد، فكملت في ثلاثين مقصداً، ثم ختم بأسانيد المصافحة ونحو ذلك من إشارات رجال الطرق في الزمن الأول، ومدار روايته فيه على والده عن خاله عبد الواحد بن عبد القادر الشعراني عن عمه الشيخ عبد الوهاب، وأخذ والده أيضاً عن أبيه عبد الرحمن عن الشعراني وأخذ أيضاً عن الشمس البقري عن عمه موسى عن الشعراني وأخذ أيضاً عن عيسى الشناوي عن كمال الدين الشناوي الطويل عن أحمد الشناوي الخامي عن والده عليّ عن والده عبد القدوس عن الشعراني. وروى الطريقة البكرية عن سيدي محمد أبي المواهب.

وأغرب ما في الثبت المذكور الطريقة العباسية وسلسلة ما فيها من طريق الخلفاء العباسيين الذين كانوا ببغداد، كتب له سندها العجيمي. ومن أغرب مافيها المقصد الرابع والعشرون في طريقة الجن التي أخذها عن شيخه عيسى الشناوي عن كمال الدين الشناوي عن الشهاب الشناوي، وهو عن شخص من صالحي الجن وملوكهم، وهوز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق أربعة أنفس. ومن غرائبه روايته للطريقة الخضرية بالسند المذكور إلى الشناوي الخامي عن سيدي محمد بن أبي الحسن البكري عن والده عن رجل من رجال الغيب عن أمه. قال أبو الحسن البكري ذكر ولدها عنها إنها حضرت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ورأته وصافحته وتلقت منه الوصية بالحق والصبر، وكان اجتماعنا به

ص: 1052

في المدينة، وكان بصحبتي سيدي عبد القدوس الشناوي وأبو الخير النبابي قال: وذكر هذا الرجل انه ولد في خلافة عمر بن الخطاب وكان الاجتماع به في أول القرن العاشر وأمه في ذلك الوقت معه، وهي جميلة الصورة معتدلة المزاج، قال: ولا عجب من فعل الله وأمره، نقل عنه ذلك الصفي القشاشي، قال: فبيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أنفس. وروى حديث المصافحة بأسانيده السابقة إلى الشعراني عن إبراهيم القيرواني كما صافح الشريف المنشاوي بمكة وهو صافح بعض الجن الذين صافحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفرغ المليجي من كتب ثبته المذكور سنة 1106. أرويه وما فيه وما لمؤلفه عن شيخنا أحمد الجمل النهطيهي المصري عن الشمس محمد البهي الطندتائي عن السيد مرتضى الزبيدي عن الشهابين الملوي والجوهري، كلاهما عنه.

527 -

سفر الإجازات (1) : للعلامة المحقق المشارك المحدث المطلع النقاد نادرة فاس في عصره المنتفع به فيها أبي عبد الله محمد المدني بن علال ابن جلون الكومي الفاسي، ولد بفاس سنة 1264 وتوفي ليلة 14 ربيع سنة 1298، ولم يصل للأربعين. كان صاحب همة لا تعرف الكلل وسهر لم يمس الملل، وكانت دروسه بالقرويين والزاوية الكتانية مشهودة قال فيه صاحب " السلوة ":" ما رأيت قراءة أعجب من قراءته ولا أشد تحقيقاً ولا أعظم تلخيصاً وجمعاً " اه. وقل كتاب حديثي يوجد بفاس إلا وعليه نقرة أو نقرات من خطه وتحريره.

وله من التصانيف في السنة وعلومها جزء في الأحاديث المتواترة وهو مطبوع بفاس، وجزء في من غير المصطفى اسمه وهو أيضاً مطبوع، وكتابات على شرح الزرقاني على المواهب لو جردت لخرجت في أجزاء، وله كتاب

(1) سلوة الأنفاس 2: 363 وفيه " ابن علي " بدل " ابن علال ".

ص: 1053

نفيس في الفرج بعد الشدة سماع " انتشاق الفرج بعد الأزمة من حضرة المسمى عين الرحمة " في مجلد وسط، عندي منه نسخة يتيمة عليها بخطه إجازة كتبها للعلامة الأديب أبي الحسن عليّ بن محمد النناني أصلاً الصويري قراراً وهي عامة، قال: بما أخذناه قراءة أو إجازة عن أشياخنا خصوصاً سيدنا الوالد وهي بتاريخ منتصف جمادى عام 1296، وله أسباب النضارة بالأربعين المختارة لم يكملها، وشرحها لم يكمله أيضاً، وله أيضاً سفر الاجازات هذا، وهي مجموعة إجازاته من مشيخته بخطوطهم كشيخنا أبي الحسن عليّ بن ظاهر، كتبها له بفاس عام 1297، وخالنا أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني، كتبها له عام 1287، وشيخنا أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة، كتبها له عام 1290، والحسن بن عبد الرحمن السملالي السوسي، أجازه عام 1287، ومحمد بن عبد السميح الصويري، أجازه بالصويرة عام قضاء المجاز بها، ومحمد بن إبراهيم السلوي الفاسي عام 1284، وعبد الكبير بن المجذوب الفاسي وإدريس بن محمد السنوسي دفين المدينة المنورة، كتبها له عام 1286، والشمس محمد بن أحمد عليش المصري، استجاز له منه الشيخ الوالد، وحدثني بعض أصحابه أنه مجاز أيضاً من الأخوين العلمين المهدي وعمر ابني الطالب ابن سودة. وأخذ الطريقة النقشبندية والأحزاب الشاذلية والدلائل وأعمال الجواهر الخمس وغيرها من أبي الحسن عليّ بن محمد بن عمر الدباغ، وقفت على إجازته له بذلك عام 1290 بخطه، حسب أخذه لذلك عن والده والشيخ محمد صالح البخاري، وأخذ الطريقة الشاذلية وأعمالها عن شيخنا الشمس محمد بن عليّ الحبشي الاسكندري وغيرهم، والمجموعة المذكورة عندي. أروي ما له عن أخص تلامذته الجماع النادرة المفتي أبي العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن العباس عنه.

528 -

السكر القصري في إجازة الشيخ حسونة القصري: هو ثبت في نحو كراسة للحافظ مرتضى الزبيدي، كتبه باسم الشيخ حسونة بن عمر

ص: 1054

القصري التونسي إجازة له، وأجاز فيه أيضاً لوزير تونس حمودة بن عبد العزيز التونسي المؤرخ، والثبت المذكور موجود إلى الآن بخط الحافظ الزبيدي عند صاحبنا البحاثة الأثري السيد حسن حسني عبد الوهاب التونسي كما اخبرني بذلك بنفسه. وقد ترجم السيد مرتضى للشيخ حسونة المذكور في معجمه قائلاً:" ورد علينا سنة 1192 فسمع مني الأولية والفاتحة من طريق الجان ومن طريق ابن عربي، وكتبت له إجازة حافلة، ولم يزل يكاتبنا إلى ان توفي في سنة 1198 " اه. منه ملخصاً. قلت: ومنصل بالمجاز المذكور في الطريقة الشاذلية عن المسند المعمر الشيخ الطيب النيفر بتونس عن الشيخ الشاذلي ابن عمر الملقب بالمؤدب شيخ المغارة الشاذلية بتونس عن والده عمر المؤدب والد شيخ شيخنا المذكور عالياً عن السيد مرتضى عالياً حسبما عندي إجازة السيد له بخطه، وهي عامة.

529 -

سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند (1) : للأمير أبي الطيب صديق ابن حسن خان القنوجي البوهبالي الهندي الأثري، ألفه باللغة الفارسية، وهو ثبته الجامع لمروياته عن مجيزيه: شيخنا القاضي حسين السبعي الأنصاري وأخيه زين العابدين ومحمد صدر الدين مفتي دهلي ومحمد يعقوب بن محمد أفضل نزيل مكة وعبد الحق الهندي المنوي المحمدي، ولم يرو صديق حسن عن أحد غير من ذكر، فما يوجد في كتبه من قوله في القاضي الشوكاني شيخنا فتجوز أو تدليس، وكيف يمكنه الأخذ عن الشوكاني وهو في قطر والآخر في غيره، إلا أن يكون أجاز لأهل عصره، ولا نتحققه، قاله تلميذه الشيخ أحمد المكي في " النفح المسكي ".

(1) انظر ما تقدم رقم 119 (ص: 362) وانظر معجم سركيس: 1201 ويذكر المؤلف هنا مصادر أخرى عامة وأخرى أفردت في ترجمته.

ص: 1055

أروي الثبت المذكور وكل ما يصح لصديق حسن من مروي ومؤلف عن صاحبنا الشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي عنه، قال لي: اجتمعت به في بوهبال سنة 1296 وكان أميراً بها فسمعت منه حديث الأولية، وهو أول حديث سمعته منه، وكان بيده ثبته المسمى " سلسلة العسجد " فلما وصل إلى شيخ شيخه الحازمي فوصفه بالحسيني فقلت: بل الحسني بالتكبير، ثم لما وصل لإبراهيم التازي ذكره بالنون، قلت: له بل بالتاء نسبة إلى مدينة تازا، ثم لما وصل إلى إسماعيل بن أبي صالح المؤذن جعله ابن صالح، فقلت: له ابن أبي صالح، فرجع، وكان ذلك بمحضر شيخنا القاضي حسين وبواسطته دخلت عليه، ثم أجازني كل ما يصح له من مؤلف ومروي، ولازمته بعد ذلك أعواماً، وفوض إلي مكتبته، وبعد عزله عن الإمارة جلس يؤلف رسائل باللغة الهندية إلى ان مات ختم جمادى الثانية عام 1307، ودفن ببهوبال، اه. قلت: وخلف ولدين أكبرهما أبو الخير محمد الحسن استجاز له مني صاحبنا المحدث العطار رحمه الله رحمة الأبرار، وهو صاحب الشرح المطبوع على " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر. ولوالده الأمير صديق حسن المذكور من التصانيف في الحديث: شرح تجريد الصحيح للشرجي اسمه " عون الباري " وهو مطبوع (1) ، وشرح اختصار مسلم للمنذري وهو مطبوع أيضاً، وأبجد العلوم وهو ينقسم إلى قسمين القسم الأول سماه " الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم " والقسم الثاني سماه " السحاب المركوم في بيان أنواع الفنون وأسماء العلوم " في ثلاث مجلدات مطبوع بالهند (2) ، وهدية السائل إلى أدلة المسائل، ويقظة أولي الأعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار، ومسك الختام شرح بلوغ المرام باللغة الفارسية في مجلدين، والروضة الندية في شرح الدرر البهية للشوكاني لا نظير له

(1) طبع في بهوبال 1299 وبهامش نيل الاوطار، بولاق 1297.

(2)

طبع أبجد العلوم في بهوبال سنة 1296.

ص: 1056

في فقه الحديث، ومنهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول، وإتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين، والإدراك في تخريج أحاديث الإشراك، والإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، أربعون حديثاً في فضائل الحج والعمرة، إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ، بلوغ السول من أقضية الرسول، تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي، الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة، الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون، الحطة بذكر الصحاح الستة، رياض الجنة في تراجم أهل السنة، غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري، فتح المغيث بفقه الحديث، قطف الثمر من عقائد أهل الأثر، وتأليف في الهجرة، وآخر في الغزو، وسلسلة العسجد هذه وغير ذلك مما يقرب عده من السبعين مؤلفاً، مطبوع جلها في الهند ومصر والآستانة (انظر عدها في كتابه أبجد العلوم وغيره) وقد رأيت لبعضهم أن مصنفات السيد صديق حسن بلغت 222 منها 40 باللغة العربية و45 بالفارسية ونحو 139 باللغة الهندية. وبالجملة فهو من كبار من لهم اليد الطولى في إحياء كثير من كتب الحديث وعلومه بالهند وغيره، جزاه الله خيراً، وقد عد صاحب " عون الودود على سنن أبي داوود " المترجم له أحد المجددين على رأس المائة الرابعة عشرة، وما لبعض المسيحيين في كتاب له اسمه " اكتفاء القنوع بما هو مطبوع "(1) من أن المترجم كان عامياً وتزوج بملكة بوهبال فعندما اعتز بالمال جمع إليه العلماء وأرسل يبتاع الكتب بخط اليد وكلف العلماء بوضع المؤلفات ثم نسبها لنفسه، بل كان يختار الكتب القديمة العديمة الوجود وينسبها لنفسه

الخ، فكلام أعدائه فيه، والا فالتآليف تآليفه ونفسه فيها متحد، نعم وقعت له فيها غلطات وتقدمات ألف في الرد عليه لأجلها عصريه أبو الحسنات عبد الحي اللكنوي كتابه " تذكرة الراشد برد تبصرة الناقد " و " إبراز الغي الواقع في شفاء العي " وكل منهما لا يخلو تصنيفه

(1) هو فانديك، انظر اكتفاء القنوع:497.

ص: 1057

ورده وجوابه من فوائد، جزاهما الله خيراً. قال ولد المترجم في " الروض البسام ":" ومن سيرته المرضية أنه لا يناظر أحداً وإن رد عليه أحد من الجهلة لا يجيبه أبداً لانه لا يرى في علماء الوقت من يستحق المناظرة، وأكثرهم حساد مغمورون في جهالاتهم، متغمصون في خزعبلاتهم، لم يرزقوا الإنصاف، وإنما رضعوا بلبن الاعتساف " اه. وهي مبالغة فادحة، رحم الله الجميع، وقد أورد لصديق حسن ترجمة طنانة نعمان الآلوسي البغدادي في كتابه " جلاء العينين " له فانظرها، كما أفرد ثناء أعلام عصره عليه وتقريضهم على تآليفه بتصنيف أحد أتباعه سماه " قرة الأعيان ومسرة الأذهان في مآثر الملك الجليل النواب صديق حسن ختن "(وقد طبع بمطبعة الجوائب بالآستانة سنة 1298) ، وعندي منه نسخة أهداها لي الشيخ أحمد أبو الخير، وألف فيه أيضاً كتاب " قطر الطيب في ترجمة الإمام أبي الطيب " وسرد مؤلفاته أيضاً صاحب المواهب و " كنز الرغائب " وانظر " الحطة " ونقدها.

530 -

سلسلة الأنوار في نظم درر السادات الأخيار (1) : لمحمد بن أحمد بن عليّ الوافلاوي في أسانيد الشيخ أبي العباس ابن ناصر الطريقية، اعتمد فيها ما في فهرسة أبي عليّ اليوسي وفصل ذلك تفصيلاً، قال في أولها:

وبعد فاعلم أن بعض الفضلا

من فضلاء عصرنا والنبلا

طلب مني رجزاً قد اشتمل

عن سند أصح مما قد نقل

معنعن الاسناد في الأشياخ

العاملين الثابتي الأرساخ

مخصصاً أشياخ ذي الطريقة

الجامعين الشرع والحقيقة والناظم المذكور من أصحاب أبي عليّ الحسين بن الشرحبيل الدرعي أكبر أصحاب الشيخ أبي العباس ابن ناصر وخليفته، ومنه أبتدأ في نظم

(1) قارن بالدليل: 429.

ص: 1058

السلسلة. اتصل بما فيها من طريق الشيخ أبي العباس ابن ناصر ووالده (انظر ابن ناصر في حرف النون) .

531 -

سلاسل البركات الموصولة بدلائل الخيرات: لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني.

532 -

سوابغ الأيد في مرويات أبي زيد (1) : للشيخ السنوسي المذكور غير مرة، أرويه عن أصحابه عنه.

533 -

السلسل المعين في السلاسل الأربعين (2) : للشيخ السنوسي المكي ثم الجغبوبي وهو المذكور قبله، اسم فهرس لخص فيه رسالة العجيمي في الطرق الأربعين، ووصل سلاسله بها من طريقه، وزاد عليها بعض أسانيد مشايخه، وهي في نحو الست كراريس، رأيتها في زاوية بقيرات من ضواحي مستغانم، وبالمكتبة العمومية بطنجة. ومما استغربت في الثبت المذكور روايته للصلاة المشيشية من طريق العجيمي الذي قال: " وأما الصلاة المنسوبة إلى سيدي القطب عبد السلام فأخبرني بها حماعة منهم صاحبنا الشيخ الفاضل الصالح الكامل مولانا السيد محمد بن أحمد الحسني الإدريسي قراءة عليه، قال أنبأنا بها والدي أحمد عن والده محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد ابن إبراهيم بن يوسف بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن محمد بن القطب سيدي عبد السلام برواية كل عمن فوقه إليه، ثم ساقها.

أروي الثبت المذكور عن العارف أبي عبد الله محمد بن محمد سر الختم المرغني الاسكندري بها سنة 1323، عن سيدي عبد المتعال بن الشيخ سيدي أحمد بن إدريس عن الشيخ السنوسي صاحبها.

(1) انظر ما تقدم من إحالات في رقم: 589.

(2)

انظر ما تقدم من إحالات في رقم: 589.

ص: 1059

534 -

سمط الجوهر (1) في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر: للعلامة الأديب الكاتب الشهير أبي التوفيق محمد العربي بن محمد بن عليّ الدكالي الشهير بالدمناتي، قال في أوله: " قد سألني من يجب عليّ إسعافه، ولا يسعني خرفه، أن أقيد له أسانيد مشايخي الأعلام، فأحجمت إلى ورا، لعلمي أني من أجهل الورى، قال: هذه بعض الأسانيد لبعض التآليف العلمية خصوصاً الكتب الحديثية والتفاسير البهية وبعض الكتب السنية والمسلسلات وبعض طرق السادات الصوفية وكتبهم المرضية، مقتصراً على أسانيد علماء المشرق وبعض المغاربة الأعيان، ورتيتها على مقدمة وستة فصول وخاتمة، فالمقدمة في فضائل حملة السنن والآثار وما ورد في ذلك من صحيح الأخبار، الفصل الأول: فيما لا بد منه من إتقان الدراية قبل الشروع في الرواية، الفصل الثاني: في فضل طلب الحديث، الفصل الثالث: في شرف فضل الاسناد، الفصل الرابع: في كيفية الأخذ عن المشايخ بالتحمل والسماع والمناولة في الحيازة وما يتعلق بذلك من أنواع الإجازة، الفصل الخامس: في تقسيم مراتب الشيوخ، الفصل السادس: في آداب المتعلم مع الشيخ والأصحاب، الخاتمة في ذكر الأسانيد وعدد مشايخه الذين يروي عنهم فيها، وهم عنده 61 شيخاً 23 مغاربة مالكيةو38 مشارقة، ظفرت بنسخة من هذا الثبت مبتورة الأول ثم ظفرت بعد مدة مديدة بكراريس من أوله بخط المسند ابن رحمون رحمه الله، ومنها استفدت اسمه، فلذلك ذكرته هنا في هذا الحرف، وانظر أسانيدنا إليه في الدمناتي من حرف الدال. ومما استفدته من عنوان هذا الثبت أن الدمنتي المذكور هو أبو التوفيق الدكالي شيخ ابن رحمون، وقد كنت أظنه غيره، ولذلك ذكرته بالعنوانين (في ترجمة ابن رحمون من حرف التاء) والصواب أن أبا التوفيق الدكالي هو العربي الدمنتي.

(1) انظر ما تقدم رقم: 199 (ص: 402) حيث سماه العربي بن محمد وكناه أبا حامد، وص: 272 (ترجمة التهامي بن رحمون) سماه العربي الدمنانتي كما ذكر العربي الدكالي.

ص: 1060

535 -

السمط المجيد في تلقين الذكر (1) والبيعة وإلباس الخرقة وسلاسل أهل التوحيد: للإمام العارف صفي الدين أحمد بن محمد بن يونس بن أحمد ابن عليّ المقدسي الدجاني ثم المدني الأنصاري المعروف بالقشاشي، قال عنه تلميذه أبو سالم العياشي في رحلته:" ذكر فيه طرق رواياته وأسانيده عن مشايخه وأكثرها في طريق القوم، فقد استوفى غالب طرقهم وساق أسانيده إلى أصحابها بأسانيدهم إلى منتهاها، مع ذكر شيء من حكاياتهم ومآثرهم "، اه، منها. قلت: وهو مطبوع بالهند، انظر أسانيدنا إليه في القشاشي.

536 -

السمط المكلل بالجوهر الثمين من الأربعين المسلسلة بالمحمدين: للحافظ أبي الفيض الزبيدي، نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في " ألفية السند " ومحمد مرتضى.

537 -

سند المرعشي: هو العلامة الصالح محمود بن أحمد بن محمد المرعشي الحلبي المتوفى سنة 1201، موجود بالمكتبة التيمورية بمصر ضمن مجموعة في المصطلح تحت عدد 96، أجاز للمذكور الشهاب العطار وابن بدير المقدسي ومحمد الدرنداوي وأحمد بن حسن الاركوني الأماسي، وأخذ الفقه الحنفي عن الشهاب أحمد الدمنهوري المذاهبي. ومن غرائب ما اشتمل عليه ثبته سنده في الآذان تلقاه عن السيد عليّ بن حسن المعروف برئيس المؤذنين في الحرم النبوي عن مشايخه إلى بلال المؤذن، لا أحفظ بالمترجم اتصالاً.

598 -

استنزال السكينة بتحديث أهل المدينة (2) : إجازة كتبها العلامة أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي للمنلا إبراهيم الكوراني وهي في نحو أربع كراريس فيها لطائف ونوادر، وقفت عليها، وقد ساق جميع

(1) انظر رقم: 547 (ص: 970) .

(2)

انظر رقم: 393 (ص: 735) .

ص: 1061

ما فيها ولده في " المنح البادية ". نرويها من طريق الكوراني والهشتوكي كلاهما عنه (وانظر من اسمه عبد الرحمن) .

539 -

السيف المنتضى (1) فيما رويته بأسانيد الشيخ مرتضى: لحافظ المغرب الأوسط الشيخ أبي راس المعسكري، أرويه عن المعمر أبي العلاء إدريس ابن الطايع بن التهامي اليونسي بفاس عن العارف أبي عمرو عثمان بن محمود القادري بإجازته لجده وأولاده وأحفاده عنه عالياً (وانظر أبو راس حرف الألف) .

حرف الشين

592 -

شمس الدين البكري (2) : هو الشيخ أبو المكارم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن البكري الصديقي المتوفى سنة 994، له ثبت فيما رواه عن والده سيدي أبي الحسن البكري، موجودة منه نسخة خطية بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 156، والمذكور كان استجازه المنصور السعدي مكاتبة وكذا الشيخ القصار، فكتب للأول رسالة استوعب فيها تفاصيل نشأته وتربيته والمشايخ الذين أخذ عنهم ومآثرهم. نروي ما له بالسند إلى القصار عنه.

593 -

الشامي (3) : هو الإمام الحافظ محدث الديار المصرية ومسندها شمس الدين محمد بن يوسف بن عليّ بن يوسف الشامي الصالحي الدمشقي

(1) انظر رقم: 40 (ص: 150) .

(2)

ترجمة البكري الصديقي في النور السافر: 414 والشذرات 8: 431 وخطط مبارك 3: 126 وجامع كرامات الأولياء 1: 187 وبروكلمان، التاريخ 2: 339 والزركلي 7: 289.

(3)

ترجمته في الشذرات 8: 250 والرسالة المستطرفة: 151 وبروكلمان، التاريخ 2: 304 وتكملته 2: 415 والزركلي 8: 30.

ص: 1062

نزيل برقوقية الصحراء خارج باب النصر بمصر، من أجل تلاميذ الحافظ السيوطي، حلاه عصريه الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي المكي طالعة كتابه " الخيرات الحسان " ب " صاحبنا الشيخ العلامة الصالح الفهامة الثقة المطلع الحافظ المتبع الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم المصري " وحلاه الشيخ أبو سالم العياشي ب " إمام المحدثين " وغيره ب " خاتمة الحفاظ ". وهو صاحب السيرة المعروفة بالسيرة الشامية التي هي أجمع وأفيد ما ألفه المتأخرون في السيرة النبوية والأحوال المصطفية في نحو سبع مجلدات ضخمة هي عندي سماها " سبل الرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد " جمعها من ألف كتاب، وتحرى فيها الصواب، وختم كل باب بإيضاح ما أشكل فيه وبعض ما اشتمل عليه من النفائس المستجدات، مع بيان غريب الألفاظ وضبط المشكلات، خرج بعضها من مسودة المؤلف تلميذه العلامة الشمس محمد بن محمد بن أحمد الفيشي المالكي من أثناء باب السرايا، وله أيضاً الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد أهل الدنيا والآخرة رتبه على سبعة أبواب ثم ظفر بأشياء فألحقها وسماه " الفصل الفائق في معراج خير الخلائق "، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ومطلع النور في فضل الطور وقمع المتعدي الكفور، وعقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان، وهو الذي لخصه ابن حجر الهيثمي في كتابه " الخيرات الحسان في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان " عقد فيه باباً مهماً لذكر المسانيد السبعة عشر المجموع فيها حديث أبي خنيفة رضي الله عنه، وجود سياق أسانيده إليها عن شيوخه ما بين سماع وقراءة وإجازة، مشافهة أو كتابة، بأسانيدهم إلى مخرجيها، وله الإتحاف بما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف.

أخذ عن الحافظ السيوطي والشهاب القسطلاني والشيخ شاهين بن عبد الله الخلوتي المصري وشجاع الدين عمر بن عبد الله الخلوتي المقيم بقرافة مصر وغيرهم، وكانت وفاته يوم الاثنين 14 شعبان عام 942. أتصل به من

ص: 1063

طريق البدر القرافي عن الشمس محمد بن محمد الفيشي عنه. ح: ومن طريق أبي سالم العياشي عن الشمس محمد الطحطاوي المالكي المصري عن الشيخ محمد الكلبي عن الشامي المذكور.

594 -

شرف الدين الأنصاري (1) : هو شرف الدين ويكنى بأبي المواهب واسمه يحيى، ولكن بلقبه المذكور اشتهر وعرف، وهو الذي كان يكتب في إمضائه، ولذلك ترجمه المحبي في حرف الشين فتبعته، وهو ابن الشيخ زين العابدين، ويكنى بأبي هادي، ابن محيي الدين عبد القادر بن أحمد ولي الدين ويكنى بأبي زرعة، ابن الشيخ جمال الدين، المكنى بأبي المحاسن، وهو يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري الشافعي، الإمام العلامة الوجيه الصدر المسند الكبير. أخذ عن والده وجده محيي الدين عبد القادر، وجده المذكور أخذ عن جده الشيخ يوسف جمال الدين، وهو عن والده القاضي زكرياء، وأخذ أيضاً عن الشمس الشوبري والنور الشبراملسي وأجازه شيوخه، ويروي أيضاً عن والده، وهو أخذ عن والده والشهاب أحمد الشلبي، وكل منهما أخذ عن جمال الدين يوسف عن والده شيخ الإسلام.

وكان له اعتناء تام بالأسانيد ومعرفة الشيوخ وموالدهم ووفياتهم، وكانت كتبه كثيرة بحيث انه اجتمع عنده كتب جده شيخ الإسلام ومن جاء بعده من أسلافه على كثرتها، وأضاف إليها مثلها شراء واستكتاباً، فكان إذا أتاه كتاب أي كتاب للبيع لا يخرجه من بيته ولو بزيادة ثمن مثله، وكان حريصاً على خطوط العلماء ضنيناً بها، وذكر المؤلف مصطفى فتح الله الحموي أنه أخبره أن عنده من " طبقات السبكي " ثماني عشرة نسخة، وثمانية وعشرين شرحاً على البخاري، وأربعين تفسيراً، ولما مات فرقت كتبه شذر مذر وكانت تباع بالزنبيل بعد أن كان يشح بورقة. ولد سنة 1030 تقريباً وتوفي

(1) خلاصة الاثر 2: 222.

ص: 1064

في رجب سنة 1092. له " الطبقات " ذكر فيها شيوخه وعلماء عصره وله إجازة كتبها لأبي الحسن عليّ النووي الصفاقسي سماها " الشرف الطاهر الجلي " ذكرت في حرفها، وكان يروي طريق القوم عن جده، وجده عن جده يوسف والعارف الشعراني. نروي كل ما له من طريق الشمس البديري الدمياطي عنه.

595 -

شقرون الوهراني (1) : هو أبو عبد الله محمد شقرون بن محمد بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني الفاسي المتوفى بها سنة 929، عرف بشقرون لأنه كان أشقر اللون أحمر العينين جهير الصوت، قدم على فاس ودرس بها، وكان من الفقهاء الأعلام، وصف بالحفظ والضبط، أخذ عن ابن غازي ورثاه يوم موته، وأخذ أيضاً عن أبي العباس الدقون، وأجاز له ما رواه عن الإمام المواق بقوله:

أجاز لك الدقون يانجد سيدي

أبي جمعة المغراوي كل الذي روى

فحدث بما استدعيت فيه إجازةً

وسلم على من خالف النفس والهوى له جزء لطيف جمع فيه مروياته، وهو صاحب كتاب " الجيش الكمين في الرد على من يكفر عوام المسلمين ". نتصل به من طريق المقري عن عمه أبي عثمان سعيد عنه.

596 -

الشبراوي (2) : هو الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتكلم الشاعر الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوي الشافعي

(1) ترجمته في البستان: 155 ونيل الابتهاج: 129 واعلام الجزائر: 97.

(2)

ترجمة الشبراوي في سلك الدرر 3: 107 والجبرتي 2: 120 (ط 1959) وبروكلمان، التاريخ 2: 362 والزركلي 4: 274 وتاج العروس (شبر) .

ص: 1065

الأزهري، من بيت العلم والجلالة، حلاه الحافظ الزبيدي في مادة " شبر " من " شرح القاموس " ب " خاتمة المسندين " اه. ولد تقريباً سنة 1092 ومات سنة 1171.

أول من شملته إجازته أبو عبد الله الخرشي المالكي، وعمره إذ ذاك نحو ثمان شنوات، أجازه بالبخاري وبقية الستة، وذلك بعناية خاله الشهاب الخليفي وذلك سنة ألف ومائة، ومات الخرشي بعد ذلك بسنة، ثم الشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني والشهاب أحمد الخليفي ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وعبد الله بن سالم البصري وغيرهم.

له ثبت هو عندي في نحو كراسين ألفه باسم وزير الدولة العثمانية عبد الله باشا الكابورلي الغازي سنة 1142 ختمه بنبذة نافعة من وفيات مشايخه ومشايخهم إلى القرون الأولى، وعليه يعول كثير من المصريين في الأسانيد. نرويه عن أعلامهم: الشيخ سليم البشري والوجيه عبد الرحمن الشربيني والشهاب أحمد الرفاعي والشيخ حسين الطرابلسي وغيرهم، عن البرهانين إبراهيم الباجوري والسقا، كلاهما عن حسن بن درويش القويسني العلوي، عن أبي هريرة داوود القلعي، عن الشهاب أحمد بن محمد السحيمي الأزهري عن مؤلفه. ح: وأخبرني به عالياً الشيخ المعمر موسى بن محمد المرصفي والشيخ سليم البشري كلاهما عن الشمس محمد الخناني عن القويسني به. وأرويه من طريق الحافظ مرتضى عنه.

597 -

الشرجي (1) : هو الإمام محدث الديار اليمنية ومسندها أبو العباس أحمد بن أحمد بن زين الدين عبد اللطيف الشرجي الزبيدي الحنفي المتوفى بزبيد سنة 893، كان مدرساً بمدينة تعز كأبيه وجده، وألف: طبقات

(1) ترجمة الشرجي في الضوء اللامع 1: 214 ومعجم المطبوعات: 1113 والزركلي 1: 87.

ص: 1066

الخواص، والتجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، جرد فيه أحاديث الصحيح من غير تكرار وجعلها محذوفة الأسانيد ولم يذكر من الأحاديث إلا ما كان مسنداً متصلاً وتحافظ على الألفاظ النبوية ما أمكنه، وقد اشتهر وشرحه جماعة كالشيخ عبد الله الشرقاوي والأمير صديق حسن خان، وكلا شرحهما مطبوع، والعزي وغيرهم. وله أيضاً المختار من مطالع الأنوار، وهو مؤلف جمع فيه أربعين حديثاً وأورد عقب كل حديث حديثاً نبوياً في الطب، وفائدة من كتاب الله وغيره، وحكاية لطيفة رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان الشرجي يروي الصحيح وغيره عن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي وأبي الفتح المراغي والحافظ ابن الجزري الدمشقي والحافظ تقي الدين الفاسي وزبن الدين المراغي والمجد الفيروزبادي وغيرهم من المشايخ الذين يطول تعدادهم، وهو عمدة الحافظ ابن الديبع فعنه أخذ وبه النتفع، وعاش المترجم وهو يحدث عن شيخه العلوي نحو السبعين سنة لأنه روى عنه عام 823 ومات سنة 893، وقد حلاه بالحافظ جماعة كالوجيه الهدل في نفسه والشرقاوي في شرحه على تجريده وغيرهما. أروي ما له من طريق ابن الديبع عنه، فإنه يروي عنه جميع مؤلفاته كما ذكر ذلك العلامة جار الله محمد بن عبد العزيز ابن فهد في معجم شيوخه.

598 -

الشركي (1) : هو الإمام العلامة اللغوي المحدث المسند فخر المغرب على المشرق، شمس الدين محمد بن الطيب، وبه عرف، ابن محمد بن موسى الفاسي المدني المعروف بالشركي بالقاف المعقودة لا بالفاء إجماعاً نسبة إلى شراكة على مرحلة من فاس، وقد أخطأ خطأ فاحشاً من ذكره بالفاء وعده من أولاد الشرفي الأندلسيين الذين بفاس وليس منهم، بل هو من

(1) راجع رقم 6 (ص: 100) ورقم: 45 (ص: 182) ورقم 412 (ص: 661) .

ص: 1067

أولاد الصميلي كما وجدته بخط القاضي أبي الفتح محمد الطالب ابن الحاج، وكما للزيادي في رحلته وغيرهما.

ولد المذكور بفاس سنة 1110 ومات سنة 1170، ودفن بالمدينة المنورة. كان هذا الرجل نادرة عصره في اتساع الرواية وقوة العارضة ورزق فيها سعداً مبيناً، وأخذ عنه بالشام والحجاز والعراق ومصر وغيرها من البلاد، وقال فيه تلميذه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند ":

محدث العصر الفقيه الماهر

وكم له بين الورى مفاخر وحلاه القاضي الشوكاني في ثبته والوجيه الأهدل في " النفس اليماني ": ب " الشيخ الحافظ " وفي ترجمته من " سلك الدرر ": " كان فرداً من أفراد العالم فضلاً وذكاء ونبلاً وله حافظة قوية وفضله أشهر من أن يذكر " اه. وقال عنه ابن الحاج: " لم يكن في زمانه أحفظ منه بالنحو واللغة والتصريف والأشعار إماماً في التفسير والحديث والتصوف والفقه " اه. وقد بلغ عدد شيوخه نحو 180 شيخاً كما عندي بخطه في إجازته لولد ابن عبد السلام بناني، وهذا ما بعد العهد به عن أقرانه في المغرب منذ قرون، واستجاز له والده من أبي الأسرار حسن بن عليّ العجيمي المكي وعمره سنتان، قال الحافظ مرتضى في " ألفية السند " لما ترجمه:

وصح أن حسن العجيمي

أجازه كتباً بغير ضيم وطاف الأرض طولها والعرض حتى أشار في ديباجة حاشية على القاموس أنه ما أملى سطراً منها إلا في شطر من الأرض وأنشد:

يوماً بفاس وفي مكناسة زمناً

وتارة في زوايا العم والخال

وبرهة سفري صفرو وآونة

تازا وطوراً أرى أفلى الفلا الخالي وأقام بمكة سنتين، وختم بالمسجد الحرام الصحاح الستة وغيرها، من

ص: 1068

الأصول الحديثية ومن طالع حاشيته على القاموس بالدقة يجد أمراً مهولاً من سعة حفظه واستحضاره وكثرة تآليفه وواسع رحلته، وأعجب ما تجد فيها ما في أولها من أنه ألفها حالة مفارقته لأصوله وكتبه، قال:" إلا ما علق بالبال، أو علق في طرس بال " وقال بعد شرح الخطبة: " وقد أشرت في الخطبة إلى أن هذا الكتاب طلب منا ونحن في أثناء أسفار، ليس معنا من مواده ورقة فضلاً عن أسفار "

الخ. وهي عندي في أربع مجلدات.

قال تلميذه الحافظ الزبيدي في طالعة شرحه على القاموس (1) : " وهو عمدتي في هذا الفن، والمقلد جيدي العاطل بحلي تقريره المستحسن ". وقال في محل آخر من مقدمة التاج (2) : " لا أدعي فيه دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت أو أخطأ فلان أو أصاب، أو غلط القائل في الخطاب، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها شيخنا لقائل مقالاً، ولم يخل لأحد فيها مجالاً، فإنه عني في شرحه عمن روى، وبرهن عما حوى، ويسر في خطبته فادعى، ولعمري لقد جمع فأوعى، وأتى بالمقاصد فوفى " اه. قلت: أما رويت ورحلت وسمعت فلم يخل منها " تاج العروس " أبداً، ومن تتبعه علم صدق الحديث: من عير أخاه فضلاً عن شيخه بما فيه لم يمت حتى يعمله، وأي عيب عليهما معاً في ذلك وإن أردت ان لا تتعب نفسك بتتبع مجلدات الحافظ الزبيدي العشر فانظر إلى قوله في خاتمة الشرح:" إن كتابي هذا لا يوفق لمثله إلا من ركب في طلب الفوائد كل طريق، فغار فيه وأنجد، وتقرب فيه وأبعد ".

وقد روى المترجم بفاس والمغرب عن أبيه والمسناوي وأبيه أحمد وأبي عبد الله العربي بردلة الفاسي وعبد السلام جسوس وأبي عبد الله محمد بن عبد

(1) تاج العروس 1: 3.

(2)

تاج العروس 1: 5.

ص: 1069

القادر الفاسي وابن أخيه صاحب " المنح " ومحمد بن الصغير ميارة وسعيد العميري والشيخ أبي العباس ابن ناصر الدرعي والمعمر أبي إسحاق إبراهيم المعروف بالسباعي، وهما أعلى مشايخه من المغاربة، ومحمد بن عبد السلام بناني وبناني الكبير والوجاري ومحمد بن عبد الله الحوات ومحمد بن العربي بن مقلب وأبي الحسن عليّ الحريشي والمحدث أبي العباس أحمد بن سليمان ومحمد ابن الشاذلي الدلائي والعلامة المحدث الكبير أبي الحسن عليّ التدغي مختصر " الحلية " لأبي نعيم وابن زكري وغيرهم.

وروى بالمشرق عن أبي طاهر الكوراني والزرقاني شارح " المواهب " وعبد الرءوف البشبيشي والسيد عمر البال الباعلوي وغيرهم، وأخذ عنه هو أمم، وجمع عدة فهارس ومسلسلات اشتملت على نحو ثلاثمائة حديث مسلسلة.

وله حاشية على شرح القسطلاني للصحيح في مجلدين، وشرح على كل من سيرة ابن الجزري وابن فارس، وحاشية على الشمائل، وشرح المضرية في مدح خير البرية، وحاشية على المزهر سماها " المسفر عن خبايا المزهر "، وسمط الفرائد فيما يتعلق بالبسملة والصلاة من الفوائد، والفهرسة الكبرى المسماة " إقرار العين بإقرار الأثر بعد ذهاب العين " والصغرى الموسومة " إرسال الأسانيد وإيصال المصنفات والمسانيد "، والأنيس المطرب في من لقيته من أدباء المغرب، وافق في تسميته كتاب عصريه أبي عبد الله محمد العلمي الفاسي دفين مصر في أدباء المغرب، وكتاب العلمي مطبوع بفاس في مجلد، وهذا لم نقف عليه وإنما رأيت نسبته له في الترجمة التي عقدها للمترجم القاضي أبو الفتح ابن الحاج في أحد كنانيشه، وللمترجم أيضاً الرحلة الحجازية الأولى والثانية، والأفق المشرق بتراجم من لقيناه بالمشرق، والاستمساك بأوثق عروة في الأحكام المتعلقة بالقهوة، إلى غير ذلك من المصنفات والرسائل التي تنيف على الخمسين.

ص: 1070

ومن غرائب شيوخه روايته عن عمته الشيخة التقية زهرة بنت محمد زوجة أبي عليّ اليوسي عن زوجها المذكور بأسانيده، ومن أعلى رواياته روايته عن الشيخ أبي سالم العياشي باجازته لأبيه وأولاده ومن سيولد له، صرح بذلك ابن الطيب في الحديث المسلسل بالفاتحة من مسلسلاته قائلاً:" أروي عن أبي سالم صاحب الرحلة في عموم إجازته للوالد واولاده ومن يولد له " اه.

أروي ما له من طريق الحافظ الزبيدي الذي هو أشهر تلاميذه وأكثرهم انتفاعاً به ومصطفى الرحمتي وعبد القادر بن خليل كدك زاده والهلالي وسليمان الأهدل والشمس الجوهري ومحمد سعيد سفر وغيرهم عنه، وعندي إجازة بخطه كتبها للعلامة حمدون بن الشيخ بن عبد السلام بناني الفاسي وإمضاؤه فيها هكذا:" محمد بن الطيب بن محمد الشركي المغربي الفاسي ". ونتصل به أيضاً عالياً عن الشيخ عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ إسماعيل المواهبي الحلبي عنه. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه (وانظر إقرار العين له، والأفق المشرق له في حرف الألف، والمسلسلات في حرف الميم) .

599 -

الشرقاوي (1) : هو شيخ الإسلام بالديار المصرية عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي الأزهري الشافعي الخلوتي، ولد في حدود الخمسين ومائة ألف ومات سنة 1227. له عدة مصنفات منها في الحديث: اختصار الشمائل، وشرحه، وشرح تجريد أحاديث الصحيح للشرجي في ثلاث مجلدات مطبوع، وله تاريخ مصر، وطبقات الشافعية، وغير ذلك.

يروي عامة عن الشمس الحفني وهو عمدته ومحمود الكردي والملوي

(1) ترجمته في حلبة البشر 2: 1005 والجبرتي 4: 159 وخطط مبارك 3: 63 والزركلي 4: 206 (وذكر مراجع أخرى) .

ص: 1071

والجوهري والصعيدي وعطية الأجهوري، هؤلاء الذين رأيته سماهم من مجيزيه عامة في إجازة وقفت عليها بخطه لسيدي الحاج بلقاسم بن عليّ زين العابدين بن هاشم العراقي الفاسي.

وللشرقاوي ثبت وهو عندي في نحو كراسين أوله: " الحمد لله الذي بعث رسلاً مبشرين ومنذرين " قال: " طلب مني بعض الإخوان أن أذكر له أسانيد مشايخنا في علوم الشريعة الثلاثة: التفسير والحديث والفقه، وفي الأحزاب والأوراد وغير ذلك، على وجه مختصر، فأجبته إلى ذلك، وإن لم أكن أهلاً لما هنالك " بدأه بأسانيد كتب التفسير ثم كتب الحديث وختمه بأسانيد أحزاب الشاذلي، أتمه يوم السبت 2 شعبان عام 1217، وقفت عليه بالحجاز وتونس، ورأيت منه نسخة بالمغرب عليها إجازة به من مؤلفه وهي عامة لأبي عبد الله محمد الأمين بن جعفر الصوصي السجلماسي الرتبي وابن عمه السيد أحمد بن محمد العربي وهي مؤرخة في 11 جمادي الآخرة عام 1227 وبأثرها إجازة من الأمين المذكور به للمسند أبي عبد الله محمد التهامي ابن رحمون الفاسي به، وهي عامة، وقد سبق ما قاله عن الثبت المذكور الشيخ حسن العطار لدى الكلام على ثبت الشيخ الأمير فانظره في حرف الألف هناك (1) .

نرويه بأسانيدنا إلى الشهاب دحلان عن الكزبري وعثمان الدمياطي، كلاهما عنه، وعن شيخنا السكري عن يوسف بن مصطفى الصاوي عنه، وعن الوالد عن الشيخ عبد الغني عن إسماعيل الرومي عنه، وعن الشيخ حسب الله المكي عن الشيخ عبد الغني الدمياطي عنه وهو عال. ح: وعن القاضي حسين السبعي الهندي كتابة منه عن محمد بن ناصر الحازمي عن أبي الفوز أحمد المرزوقي ويوسف بن مصطفى الصاوي، كلاهما عن الشرقاوي ثبته. ح: وعن

(1) انظر ما تقدم ص: 134.

ص: 1072

الشيخ محمود فتح الله البيلوني الإسكندري بها عن الشيخ خفاجي سيف الله عن الشيخ مصطفى عابدين والسيد عبد الله الشريف عن الشيخ حسن العطار شيخ الجامع الأزهر عن العلامة الشرقاوي ثبته.

600 -

الشريف الواولاتي: هو الإمام المعمر عالي الاسناد، المتفرد بذلك في أقاصي البلاد، أبو عبد الله محمد الشهير بمولاي الشريف، وهو محمد بن عبد الله الإدريسي الواولاتي بواوين كما وجدته بخط الشيخ صالح الفلاني في ثبته، وضبطه بضم الواو الثانية القاوقجي في أوائله، والصواب فيه الولاتي نسبة إلى ولاته بفتح الواو، مدينة من مدن الحوض، وهو قطر كالغرب يطلق على أهله الشناكطة، هكذا قال لي عالم شنكيطي يعرف تلك الجهات وتربى فيها.

ولد المترجم كما في ثبت الفلاني الكبير سنة 961 ومات سنة 1101، وفي " الغرر الغالية في المحاسن القاوقجية " أنه ولد سنة 981 ومات سنة 1102، ونحوه لأحد من تدبج معه الفلاني وهو النور عليّ بن عبد البر الونائي في " المنح الإلهية في شرح الأوراد البكرية " (1) . ولما ترجم الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير خاله الشيخ عثمان بن عبد الله الفلاني وهو أول شيوخه قال:" إنه أخذ عن أعلام شهيرة أجلهم مولاي الشريف محمد بن عبد الله الواولاتي، ولد الشريف عام 1046 وتوفي في رجب سنة 1146 " اه، من خط الفلاني. وفي الثبت المذكور أيضاً حين ترجم لشيخه ابن سنة الفلاني قال:" ولازم الشريف أبا عبد الله الواولاتي اثنتين وثلاثين سنة، وكانت ولادة الشريف محمد عام 960، وحج مع والده سنة 975، ودخل معه بغداد ودمشق وحلب والروم، ولقي جماعة من العلماء منهم محمد أفندي الرومي البركلي صاحب كتاب " الطريقة المحمدية " وأجازه جميع مصنفاته

(1) انظر ص: 60 من المنح الإلهية (المؤلف) .

ص: 1073

وأكرمه إكراماً كثيراً، وتوفي البركلي المذكور سنة 981، ولقي في حجته الثالثة عام 1030 الشيخ محمد الزفتاوي تلميذ القاضي زكرياء الأنصاري، قال في فهرسته ورحلته أيضاً:" وقد من الله عليّ بسند عال في الحديث لما دخلنا زقتا أخبرونا ان شيخاً علامة من أهل العلم والصلاح منقطعاً في بيته وقد جاوز المائة والعشرين، فذهبنا إليه وأجازنا بصحيح البخاري وغيره من كتب الحديث وجميع ما يصح لشيخه القاضي زكرياء " اه. ثم ذكر الفلاني أيضاً أن مولاي الشريف أخذ عن محمد بن محمود بغيغ وعبد الكريم الفكون القسمطيني وسالم السنهوري وعبد الرؤوف المناوي والنور الزيادي وعلي بن سلطان القاري المكي إجازة بواسطة والده، وغيرهم من الأعلام الذين أخذ عنهم أبو سالم العياشي وصاحب " المنح " وجده أبو السعود وغيرهم، سماهم طبقة بعد طبقة على ترتيب ذكرهم في أثبات هؤلاء مما لعله يستغرب عادة، بحيث ذكر الفلاني في شيوخه عليّ القاري المتوفى سنة 1014وحسن العجيمي المتوفى سنة 1113، وهذا ربما يستغرب لأن زمان وجود القاري يؤخذ عنه لم يخلق حسن العجيمي، ولكن ربما يقرب ذلك ان الرجل طال عمره، فمنهم من أستجاز له منه والده كما صرح به في حق القاري، ومنهم من أخذ عنه لما حج مع والده حجته الأولى وهو صغير ثم والى حجه مرات، وكلما دخل بلداً أو وجد إماماً ظهر بها تلميذ له، والله أعلم، أو وجد الفلاني أسماءهم وترتيبهم على غير ما رتبهم عليه لتخليط في الأوراق التي نقل عنها وكان لا يعرف طبقاتهم، ولكني أراه يذكر ولادتهم ووفياتهم، وربما كانت وفاة شيخ هي سنة ولادة الشيخ الذي يذكر بعده أو بعدها بمدة، والله أعلم بالحقيقة.

أما تردد الفلاني في تاريخ ولادته فمشكلة المشكلات وعقدة العقد، وربما يتساءل هل لابن سنة متابع عن المترجم له مولاي الشريف فالجواب: أن الفلاني لما ترجم خاله ومجيزه الشيخ عثمان الفلاني الشهير قال: " أخذ عن

ص: 1074

مولاي الشريف محمد بن عبد الله الولاتي " ولما ترجم لشيخه ابن سنة وأخذه عن المترجم قال: " لازمه إلى أن مات ثم لازم ولده محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات " اه. ومن خط الفلاني نقلت. وربما يكون ولد المترجم محمد بن محمد بن عبد الله الشريف هو الذي أرخ الفلاني ولادته بسنة 46 بعد الألف، والله أعلم بغيبة وأحوال عبيده.

وقد ورد على فاس بعد الحج والزيارة العالم الفاضل محمد الأمين بن دحان الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة مولاي الشريف المذكور بولاته بالعلم والشرف، وقد دخل هو ولاته مراراً وعرفها وعرف أهلها، وأن من ذرية مولاي الشريف المشاهر أولاد حمزة ولد الواثق، والواثق إما ولد مولاي الشريف أو حفيده، ووقع في إجازة النور عمر بن عبد الرسول العطار المكي للأخوين محمد وعمر ابني عيدروس الحبشي، حسبما ساقها ولد الثاني السيد عيدروس في " عقد اليواقيت "، أنه يروي الصحيح عالياً عن المعمر مائة وثماني وعشرين سنة عبد القادر بن أحمد بن محمد الأندلسي عن المعمر مائة وإحدى وعشرين سنة محمد بن عبد الله الإدريسي عن قطب الدين النهروالي بسنده (1) فانظر هل اإدريسي المذكور هو الولاتي المترجم أو غيره، وعبد القادر الأندلسي الذي روى عنه قال عنه النور عليّ الونائي إنه أعلى الشيوخ الذين أدركهم سناً، روى له عن البرهان الكوراني، وكتب الفلاني في ترجمة الونائي من ثبته عنه أنه أعلى أسانيده. ووجدت الحافظ الزبيدي ترجم لعبد القادر المذكور فذكر أنه ولد سنة 1091 ومات سنة 1198، فعلى ما للحافظ الزبيدي يكون عمره 108 سنين، ولا شك أنه به أعلم ولترجمته أتقن. نعم قال ابن عبد السلام الناصري في رحلته لما ترجمه:" وسألته عن سنة حج أبي العباس ابن ناصر الأخيرة فقال: اجتمعت به إذ ذاك وهو نازل بالبندقين بمصر وأنا شيخ " اه. وعلى كل حال فروايته عن الإدريسي المذكور

(1) انظر عقد اليواقيت: 78 (المؤلف) .

ص: 1075

والكوراني بالإجازة العامة لأهل العصر، والله أعلم بغيبه. نروي ما لمولاي الشريف الولاتي من طريق الفلاني عن ابن سنة الفلاني عنه.

601 -

الشراباتي (1) : هو الإمام العلامة محدث حلب ومسندها، عبد الكريم بن أحمد بن علوان الشراباتي، والشراباتي في الشام الذي يصنع المشروبات كما في " القاموس ". ولد بحلب سنة 1106 وأخذ عن علمائها ثم رحل إلى دمشق فأخذ عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي وعبد القادر التغلبي والياس الكردي وأحمد الغزي وعبد الرحمن المجلد ومحمد بن عليّ الكاملي الدمشقي، وأجازه ب " فتح المتعال في مدح النعال " للشهاب المقري عن المولى الفاضل أحمد الشاهيني الدمشقي وهو عن المقري، وحج عام 1123، وأخذ عن البصري والنخلي وأبي طاهر الكوراني، ثم حج سنة 43 بعد أن كف بصره، وأخذ عن محمد حياة السندي ومحمد الدقاق الرباطي، ولما ورد على حلب محمد بن عقيلة المكي ومصطفى البكري أخذ عنهما.

له تعليق على " الشفا " وعلى " كنوز الحقائق " للمناوي، والعطايا الكريمية في الصلاة على خير البرية، ورسالة في الفرق بين القرآن العظيم والأحاديث القدسية الواردة على لسان المصطفى عليه السلام، وثبته " إنالة الطالبين لعوالي المحدثين " وهو ثبت نفيس منه نسخة في المكتبة الخالدية التي ببيت المقدس، ونسخة أخرى منه موجودة في مكتبة المدرسة الصديقية في محلة قاضي عسكر بحلب.

قال في " سلك الدرر ": " انتهى إليه في زمانه علو الإسناد وألحق بالآباء والأجداد والأبناء والأحفاد، مات بحلب سنة 1178. أروي ثبته عن السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن المنلا عليّ التركماني الدمشقي والشيخ

(1) ترجمة الشراباتي في سلك الدرر 3: 63 واعلام النبلاء 7: 34 والزركلي 4: 176.

ص: 1076

مصطفى الرحمتي، كلاهما عنه، وإجازته للتركماني عندي بخطه. ح: وأعلى منه عن الشيخ نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن الرحمتي ومحمد سعيد السويدي، كلاهما عنه. ح: وعن السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن إسماعيل بن محمد المواهبي الحلبي ومحمد بن عثمان العقيلي الحلبي، كلاهما عن الشراباتي عالياً.

الشلبي: (انظر إتحاف الرواة بمسلسل القضاة)(1) .

602 -

الشلوبين (2) : هو أبو عليّ عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي الإشبيلي، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالشلوبين، والشلوبين الأبيض الأشقر، وكان أبو عليّ كذلك فعرف به، وليست شلوبين ببلد كما نبه عليه ابن الطيب في حواش " القاموس ".

إمام العربية بالمغرب والمشرق منغير مدافع، روى عن ابن عطية وأبي بكر ابن الجد وأبي بكر ابن خير والسهيلي وابن حبيش وعبد الحق صاحب الاحكلم وجماعة، وكتب إليه من أهل المشرق السلفي. له برنامج في مروياته من جمع أبي محمد الحريري، توفي سنة 562. نرويه وكل ما له من طريق ابن حوط الله ابن أبي الأحوص، كلاهما ممن رحل إليه وأخذ عنه، رحمهم الله.

(1) انظر رقم 21 (ص: 170) .

(2)

ترجمة الشلوبين في الذيل والتكملة 5: 460 والتكملة رقم: 1829 والمغرب 2: 129 والمقتطف من أزاهر الطرف، الورقة: 80 واختصار القدح: 152 ومعجم البلدان (شلوبين) وانباه الرواة 2: 232 والبدر السافر، الورقة: 44 وعبر الذهبي 5: 186 وابن خلكان 3: 451 والروض المعطار (شلوبينة) والديباج: 185 وبغية الوعاة 2: 224 والشذرات 5: 232 والنجوم الزاهرة 6: 358.

ص: 1077

603 -

الشمني (1) : هو أبو شامل (2) محمد بن محمد بن الحسن بن عليّ الشمني التميمي الداري، له برنامج أوله:" الحمد لله المتفضل بإجابة السؤال إذا توجه إليه، أما بعد فإن الفقيه أبا سعيد ولد القاضي أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلوي سألني أن أجيزه وأجيز ولده النجيب أبا عبد الله محمداً ما رويته من الكتب جميعاً، مجازاً كان أو مسموعاً، وأن أذكر أسانيدي فيها موصولة إلى مؤلفيها، فأجبته إلى ذلك "

الخ. ألفه عام 876، ومنه نسخة موجودة بنكتبة الاسكوريال باصبانيا (انظر إسنادنا إليه في أبو شامل (3) الشمني في الكنى) .

604 -

الشنواني (4) : هو محمد بن علي (5) الشنواني العلامة أحد كبار علماء الزهر وشيوخه المتوفى سنة 1233، له حاشية على مختصر ابن أبي جمرة للبخاري وهي مطبوعة، وله غير ذلك. روى عامة عن عيسى بن أحمد البراوي ومحمد الفارسي وعطية الأجهوري ومحمد المنير السمنودي وأحمد الراشدي الشافعي وأحمد الدمنهوري والحافظ مرتضى الزبيدي والصعيدي ومحمد البخاري النابلسي والشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي.

له ثبت لطيف وقفت عليه في مكة اسمه " الدرر السنية "(وقد ذكرته في حرف الدال أيضاً)(6) ومنه لخصت ما ذكرت، أرويه عن أصحاب

(1) انظر ما تقدم رقم: 48 (ص: 158) .

(2)

في المطبوعة: عبد الله.

(3)

في المطبوعة: أبو سعيد.

(4)

ترجمة الشنواني في حلية البشر 3: 1270 والجبرتي 4: 294 وخطط مبارك 12: 142 والزركلي 7: 190.

(5)

في المطبوعة: منصور، وصوبته بحسب ما ورد في المصادر وما ورد قبلاً لدى مؤلف الكتاب نفسه.

(6)

ص: 416 في ما تقدم.

ص: 1078

دحلان عن عثمان الدمياطي عنه، وبأسانيدنا إلى الكزبري عنه وعن شيخنا السكري عن يوسف الصاوي عنه أيضاً. ح: وعن الشمس محمد بن سليمان حسب الله وعبد الله البنا، كلاهما عن مصطفى المبلط عنه أيضاً، وعن الشمس محمد بن سالم السري باهارون التريمي وغيره عن محمد بن ناصر الحازمي عن يوسف بن مصطفى الصاوي وأبي الفوز المرزوقي المكي عن الشنواني ثبته.

605 -

الشعراني (1) : هو الإمام الفقيه المحدث الصوفي العارف المسلك أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني أو الشعراوي بالنون والواو مكا وجد بخطه الشافعي، وقفت على تحليته بخط أبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي هكذا:" سيدنا الإمام ولي العلماء عالم الأولياء مربي السالكين وبقية الأيمة العارفين المهتدين " ولد سنة 898، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين. قال تلميذه المناوي:" وحبب إليه الحديث فلازم الإشتغال به، ومع ذلك لم يكن عنده جمود المحدثين، وأخذ عن مائتي شيخ بالتثنية كما في رحلة الزبادي، وأخذ الطريق عن نحو مائة شيخ أيضاً، فجميع شيوخه ثلاثمائة، وقد ذكر عدداً عديداً منهم في الطبقات والذيل، وذكر منهم جملة في أول كتابه المسمى ب " الفلك المشحون في بيان أن علم التصوف هو ما تخلق به العلماء العاملون " قال في أوله: " هذا كتاب نفيس لم يسبقني أحد إلى تأليف مثله فيما أظن، جمعت فيه جملة صالحة من أخلاق العلماء الذين أدركناهم أوائل القرن العاشر في مصر وقراها، وهم نحو مائة وخمسين شيخاً ذكرنا أسماءهم ومناقبهم في كتاب الطبقات " اه.

وتآليفه تزيد على ثلاثمائة كتاب في علوم الشريعة وآلاتها، قال الزبادي

(1) ترجمة الشعراني في الكواكب السائرة (انظر الفهرست) وخطط مبارك 14: 109 وشذرات الذهب 8: 372 ومعجم سركيس: 1129 - 1134 وبروكلمان، التاريخ 2: 441 والزركلي 4: 331، وقد ذكر الكتاني ما أفرد في ترجمته من مؤلفات.

ص: 1079

في رحلته: " اطلع على سائر أدلة المذاهب غالباً المستعملة والمندرسة، وعلم استنباط كل مذهب منها لكثرة محفوظاته، وتآليفه منها ما هو في خمس مجلدات ضخمة، وغالبها في مجلدين ضخمين " اه. وقال المناوي عنه: " كان جيد النظر، صوفي الخبر، له دراية بأقوال السلف، ومذاهب الخلف، وكان ينهى عن الحط على الفلاسفة وينفر ممن يذمهم بحضرته " اه. كان مواظباً على السنة مخالفاً للبدعة مبالغاً في الورع مؤثراً لذي الفاقة على نفسه " اه. وترجمته أفردت بتآليف منها " السر الرباني في طريقة الشعراني " و " تذكرة أولي الألباب في مناقب سيدي عبد الوهاب " كلاهما لأبي الأنس المليجي الشافعي الأزهري، وفي الكبير استيفاء تراجم أولاده وأحفاده وتلاميذه، وتوفي بمصر سنة 973 كما في رحلة العياشي والزبادي وغيرهما، وفي " السر الظاهر " وكناش أبي حامد العربي بن الطيب القادري أنه رأى ما يقتضي أنه كان حياً بعد الثمانين وتسعمائة، قال الحوات: " فلعل الصواب ثلاث وتسعون بتقديم المثناة على السين لا سبعين بتقديم السين على الموحدة " اه. قلت: الصواب أنه مات سنة 973، بذلك أرخه تلميذه وبلديه الحافظ المناوي في طبقاته وهو به أعلم، ونحوه في الرحلة العياشية عن خط شيخه أبي مهدي الثعالبي، وجزم به صاحب " نشر المثاني " والحضيكي في طبقاته وغيرهما، قال المناوي في ترجمته: " مضى وخلف ذكراً باقياً وثناءً عاطراً ذكياً ومدداً لا ينكره إلا معاند أو محروم، ولا يجحده إلا باهت مذموم " اه.

له منح المنة في التلبس بالسنة وهو مطبوع (1) والبدر المنير في غريب حديث البشير النذير وهو مطبوع (2) ، وكشف الغمة جمع فيه أدلة المذاهب الأربعة في الحديث وهو مطبوع (3) في مجلد من أنفع كتبه إلا أنه يسوق

(1) طبع منح المنة بمصر سنة 1279 (في 154 صفحة) .

(2)

طبع بمصر سنة 1277 (في 148 صفحة) .

(3)

طبع بمصر طبع حجر وطبع حروف 1277، 1281، 1303 وبهامش سفر السعادة للمجد، بمصر 1318 1322.

ص: 1080

الحديث من غير تخريج، قال: اكتفاء بعلم أهل كل مذهب بمن خرج دليلهم والغالب انه أعتمد فيه كنز ابن الهندي، وقد اعتنى بتخريج أحاديثه شيخنا الشهاب الحضراوي المكي. قال الشعراني: ثم صنفت بعده كتاب المنهج المبين في بيان ادلة المجتهدين، عزوت فيه كل حديث إلى من خرجه فكان كالتخريج لأحاديث " كشف الغمة "، وله أيضاً كتاب مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية [قال] : جمعت فيه أحاديث الترغيب والترهيب وجعلته على قسمين مأمورات ومنهيات، وله اختصار قواعد الزركشي، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول جمع فيه بين شرح المحلى على جمع الجوامع وحاشية ابن أبي شريف، وكتاب مفحم الأكباد في مواد الاجتهاد، ولوائح الخذلان على كل من لم يعمل بالقرآن، وكتاب حد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام، وكتاب التتبع والفحص على حكم الإلهام إذا خالف النص، وكتاب البروق الخواطف لبصر من عمل بالهواتف، وغير ذلك من المؤلفات في السنة والفقه والتصوف والنحو والأصول، منها كشف الران عن اسئلة الجان، وقعت إلي منه نسخة بمراكش بخط الحافظ الجهبذ أبي العباس ابن مبارك اللمطي قال عنه:" الأجوبة هذه في غاية الحسن ونهاية المعرفة وهي على طريقة النظار أهل الأفكار غير مشكلة ولا تقرب من الاشكال رأساً " اه. ومن خطه رحمه الله نقلت. إلا أنه استثنى بعض أمور نبه عليها بهامش النسخة المذكورة باحثة فيها.

يروي عامة عن القاضي زكرياء والحافظ الأسيوطي والكمال الطويل القادري والقلقشندي وتلك الطبقة من أصحاب الحافظ ابن حجر، ويروي أيضاً عن القسطلاني، وله فهرس مطبوع جمع فيه مروياته عن السيوطي، نرويه وكل ما له من طرق منها عن الشيخ الأبر عبد البر بن أحمد منة الله المالكي الأزهري عن أبيه عن الشيخ الأمير عن الشمس محمد بن سالم الحفني عن مسند الدنيا الشمس محمد بن عليّ الأحمدي العلوي البولاقي عن محمد بن

ص: 1081

سعد الدين عن محمد بن الترجمان عن الشعراني. ح: وأخذ محمد بن عليّ العلوي أيضاً عن المعمر محمد بن قاسم البقري عن عمه أبي عمران موسى عن الشعراني أيضاً ما له. وأنا عبد الله البنا عن أبيه عن الأمير عن محمد البليدي المعمر عن محمد البقري المذكور عن عمه المعمر أبي عمران موسى البقري عن الشعراني ما له وهذا عال جداً. ح: وبأسانيدنا إلى محمد حجازي الواعظ الشعراني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى القشاشي عن أحمد بن عليّ الشناوي عن أبيه عنه.

وصافحت المعمر عمر بن الطاهر بن عمر بن الشريف بن زين العابدين ابن السلطان أبي الفداء إسماعيل ابن الشريف العلوي المكناسي، كان معمراً جاوز المائة، لقيته بداره بمكناس عام 1321، وهو صافح أبا حامد العربي ابن المعطي الشرقاوي، كما صافح الحافظ مرتضى الزبيدي، كما صافح المعمر محمد بن حسن الوفائي، كما صافح المعمر محمد بن يوسف الطولوني، كما صافح الشعراني وهو صافح المتبولي عن الخضر عليه السلام، فبيني وبين الشعراني في الرؤية والمصافحة خمسة، وهذا عال جداً.

الشعراوي: هو محمد حجازي الشهير بالواعظ (انظر حرف الواو في الواعظ)(1) .

606 -

الشيخ بن عليّ الزواوي: له ثبت ذكره له العارف السنوسي في " البدور السافرة " وذكر أنه يروي عن الشيخ أبي طالب المازوني عنه. نتصل به بأسانيدنا إلى الشيخ السنوسي.

607 -

الشوكاني (2) : نسبة إلى شوكان، وهي قرية من قرى السجامية

(1) رقم: 638 (ص: 1125) في ما يلي.

(2)

ترجمة الشوكاني في: البدر الطالع 2: 214 ونيل الوطر 1: 3، 2: 297 ومعجم سركيس: 1160 وبروكلمان، التكملة 2: 818 والزركلي 7: 190 ومقدمة نيل الأوطار، ومقدمة السيل الجرار.

ص: 1082

إحدى قبائل خولان، بينها وبين صنعاء دون مسافة يوم بالقرب من ذمار. هو الإمام خاتمة محدثي المشرق وأثريه، العلامة النظار الجهبذ القاضي محمد ابن عليّ الشوكاني ثم الصنعاني. ولد رحمه الله بصنعاء اليمن 28 ذي القعدة عام 1172، وبها نشأ وقرأ القرآن وجد واجتهد في الطلب، وأقر أعين أولي الرغب. أخذ عن والده وأحمد بن محمد الحرازي، ولازمه 13 سنة وبه انتفع، وأخذ أيضاً عن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد وعن عبد الله بن إسماعيل النهمي والإمام عبد القادر والكوكباني، وهو أعظم مشايخه، وربما بلغت دروسه في اليوم والليلة 13 درساً. ثم تصدى للتدريس والفتوى والتصنيف فأتى بالعجيب الغريب زعامة وإقداماً وتحريراً واطلاعاً ونقداً.

ومن أكبر مصنفاته في السنة وعلومها نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار وهو مطبوع في ثمان مجلدات (1) ، وهو من خير وأجمع ما ألفه المتأخرون في السنة وفقهها. وله أيضاً شرح على الحصن سماه " تحفة الذاكرين " شرح عدة الحصن الحصين، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وهي مطبوعة بالهند (2) قال في طالعته:" من كان عنده هذا الكتاب فقد كان عنده جميع مصنفات المصنفين في الموضوعات مع زيادات وقفت عليها في كتب الجرح والتعديل وتراجم رجال الرواية وتخريجات المخرجين وتصنيفات المحققين " اه. لكن قال عنه أبو الحسنات عبد الحي اللكنوي: " أدرج فيه كثيراً من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع وأحاديث صحاحاً وحساناً تقليداً للمشددين المتساهلين في الموضوعات " اه. وقال أيضاً في " ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني ": " فيها أي رسالة الشوكاني المذكورة أحاديث صحاح وحسان قد أدرجها بسوء فهمه وتقليده للمشددين المتساهلين

(1) طبع ببولاق سنة 1297.

(2)

طبع سنة 1303.

ص: 1083

في الموضوعات فعلى العارف الماهر التوقف في كلامه وتنقيح مرامه في هذا الباب بل في جميع المسائل الدينية، فإن له في تأليفاته الحديثية والفقهية اختيارات شنيعة مخالفة إجماع الأمة وتحقيقات مخالفة للمعقول والمنقول كما لا يخفى على ماهر في الأصول والفروع " اه.

ومن تآليفه في علم الحديث حاشية شفاء الأورام في مجلد، و " الدرر البهية "(1) وشرحها الدراري المضية في مجلد، وإتحاف المهرة في الكلام على حديث لا عدوى ولا طيرة، وإرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي، والقول المقبول في رد الخبر المجهول من غير صحابة الرسول، والتوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح، والأبحاث الوضيئة في الكلام على حديث: حب الدنيا رأس كل خطيئة، وكشف الرين عن حديث ذي اليدين، وشبه المشتبهات بين الحلال والحرام، والسيل الجرار على الأزهار في الفقه (2) ، وقطر الولي على أحاديث الولي (3) ، ونثر الجوهر على حديث أبي ذر، ودر السحابة في مناقب القرابة والصحابة في مجلد، والرسالة المكملة في أدلة البسملة، وزهر النسرين في حديث المعمرين، ورسالة في قول المحدثين: رجال إسناده ثقاة، ورسالة على حديث: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه. وللشوكاني أيضاً التاريخ الحافل المسمى " البدر الطالع بمحاسن من كان بعد القرن التاسع "(4) ذيل به على " الضوء اللامع " للحافظ السخاوي ابتدأ كتبه بذكر عابد اليمن إبراهيم الولي المشهور. وكانت وفاته رحمه الله سنة 1255 على ما في مواضع من كتب صديق حسن، وفي بعضها

(1) يقول محققو السيل الجرار ان الدرر البهية مطبوع (دون تعيين للمكان والزمان) .

(2)

طبع في جزءين بعنوان: السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار، بتحقيق عدد من المحققين، القاهرة 1970 1971.

(3)

يقول محققو السيل الجرار أن هذا الكتاب مطبوع محقق باسم " ولاية الله والطريق إليها ".

(4)

مطبوع في جزءين ومعه ملحق لمحمد زيارة (القاهرة 1348) .

ص: 1084

سنة 1250، وهو الصواب، وبذلك أرخه جماعة من اليمنيين الذين هم أعلم الناس به.

وعمدته رحمه الله في علوم الأثر الإمام المحدث عبد القادر بن أحمد الكوكباني الحسني، والمحدث عليّ بن إبراهيم بن عامر الشهيد، يروي عنهما عامة، وعن يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي الزبيدي، وصديق بن عليّ المزجاجي، الأول والرابع عن سليمان الأهدل، والثالث عن أبيه محمد ابن علاء الدين الزبيدي. وروى شيخه الكوكباني عن محمد حياة السندي والإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني وابن الطيب الشركي وغيرهم. ويروي المترجم أيضاً عن شيخه العلامة الحسن بن إسماعيل بن الحسين بن محمد المغربي شارح " بلوغ المرام " وهو منسوب إلى قرية من أعمال صنعاء اليمن لا إلى المغرب، وغيرهم. هؤلاء الذين إجازتهم له من عامة شيوخه، وقد جمع مروياته عنهم في ثبت سماه " لإتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر " أتمه عام 1214 " وقد طبع في الهند سنة 1328 ضمن مجموعة إسنادية "، يشتمل الإتحاف المذكور على صحائف 118، وهو ثبت جامع مهم، قال:" جمعت في هذا المختصر كل ما ثبت لي روايته بإسناد متصل بمصنفه سواء كان من كتب الأيمة من أهل السنة أو من كتب غيرهم من سائر الطوائف الإسلامية في جميع فنون العلم "

الخ. وهذا ما لم نر أحداً التزمه من أصحاب الفهارس، ولذلك استفدنا منها أسانيد كتب أيمة الزيدية وغيرهم، ولم نظفر بذلك إلا فيها، ورتب ما ذكره فيه من الكتب على حروف المعجم، وذكر في حرف الميم إسناد مؤلفات جماعة من العلماء على العموم ليكون ذلك أكثر نفعاً وأتم فائدة، وقال في آخره: " هذه الأسانيد التي أشرنا إليها قد اشتملت على أسانيد كتب الإسلام في جميع الفنون، وقد جمعنا ما فيها في هذا المختصر على هذا الترتيب الذي لم أسبق إليه، مع المبالغة في الاختصار من دون خلال.

ص: 1085

وله أيضاً مجموع أسانيده (أحال عليه في ص 10من الإتحاف، انظره) وله الاعلام بالمشايخ الأعلام والتلامذة الكرام، جعله كالمعجم لشيوخه وتلاميذه.

نروي الثبت المذكور وكل ما لمؤلفه عن العلامة المحدث القاضي أبي الرجال حسين بن محسن النصاري الحديدي كتابة من الهند عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني ومحمد بن ناصر الحازمي عن الحافظ الشوكاني والد الأول. ح: وعن مؤرخ مكة الشهاب أحمد ابن محمد الحضراوي المكي عن مفتي تعز يحيى بن أحمد المجاهد بن عليّ اليمني التعزي عن والده عن الشوكاني. ح: وأخذ شيخنا المذكور عن أحمد ابن حسن المجاهد عن الشوكاني أيضاً. ح: وعن أبي الحسن ابن ظاهر ومحمد أمين رضوان، كلاهما عن أحمد بن محمد المعافي الضحوي عن الحافظ الحسن بن أحمد عبد الله عاكش عن الشوكاني. ح: وعن محمد بن سالم السري باهارون التريمي مكاتبة من مكة عن السيد عيدروس بن عمر العلوي عن عبد الله بن الحسين بلفكيه مكاتبة عنه. ح: وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين الباعلوي كتابة من الهند عن أبيه عن الشوكاني بصنعاء، أقام عنده بها مدة يقرأ عليه مؤلفاته. ح: وعن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن محمد بن دلال الصنعاني عن النحرير أحمد بن عليّ الشرفي اليمني عن القاضي أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني عن أبيه. ح: وعن الشيخ أحمد أبي الخير العطار عن محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي عن أبي الفضل عبد الحق العثماني المكي المناوي عن القاضي الشوكاني، فهذه اتصالاتنا بالشوكاني من طريق ثمانية من تلاميذه، وهي من القوة بمكان.

وقد كان الشوكاني المذكور شامة في وجه القرن المنصرم، وغرة في جبين الدهر، انتهج من مناهج العلم ما عمي على كثير ممن قبله، وأوتي فيه من طلاقة القلم والزعامة ما لم ينطلق به قلم غيره، فهو من مفاخر اليمن بل العرب، وناهيك في ترجمته بقول الوجيه عبد الرحمن الأهدل من " النفس

ص: 1086

اليماني " لما ترجم شيخهما عبد القادر الكوكباني (1) : " وممن تخرج بسيدي الإمام عبد القادر بن أحمد، ونشر علومه الزاهرة، وانتسب إليه وعول في الاقتداء في سلوك منهاج الحق عليه، إمام عصرنا في سائر العلوم، وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم، الحافظ المسند الحجة، الهادي في إيضاح السنن النبوي إلى المحجة، عز الإسلام محمد بن عليّ الشوكاني:

إن هز أقلامه يوماً ليعملها

أنساك كل كمي هز عامله

وإن أقر على رق أنامله

أقر بالرق كتاب الأنام له فإن المذكور من أخص الآخذين عن شيخنا الإمام عبد القادر، وقد منح الله هذا الإمام ثلاثة أمور لا اعلم إنها في هذا الزمن الأخير جمعت لغيره: الأول سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها، الثاني كثرة التلاميذ المحققين أولي الأفهام الخارقة الحقيق أن ينشد عند جمعهم الغفير:

إني إذا حضرتني ألف محبرة

تقول أخبرني هذا وحدثني

صاحت بعقوتها الأقلام قائلة

" هذي المكارم لا قعبان من لبن " الثالث: سعة التآليف المحررة، ثم عدد معظمها كالتفسير ونيل الأوطار وإرشاد الفحول والسيل الجرار، ثم نقل أن مؤلفاته الآن بلغت مائة وأربعة عشر تأليفاً مما قد شاع ووقع في الأمصار الشاسعة الانتفاع بها فضلاً عن القريبة، ثم أنشد:

كلنا عالم بأنك فينا

نعمة ساعدت بها الأقدار

فوقت نفسك النفوس من الش

ر وزيدت في عمرك الأعمار " ثم أشار إلى من أفرد ترجمته بالتأليف.

(1) النفس اليماني: 176 178.

ص: 1087

وممن أرعب في ترجمته تلميذه القاضي العلامة عبد الرحمن بن أحمد البهكلي في كتابه " نفح العود في أيام الشريف حمود " ختمها بقوله: " وعلى الجملة فما رأى مثل نفسه ولا رأى من رأى مثله علماً وقياماً بالحق، بقوة جنان وسلاطة لسان " اه. ونسب له الأمير صديق حسن الهندي في " الحطة " التجديد.

تنبيه: ولد القاضي الشوكاني الشهاب أحمد، وصفه تاميذه شيخنا القاضي حسين السبعي الأنصاري في الإجازة التي كتب لنا ب " حافظ وقته ومصره صفي الإسلام القاضي أحمد " واستفدت من تاريخ اليمن المسمى " فرجة المهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن " أنه كان قاضياً بصنعاء عام 1267، ولم يتصل بي من أخباره شيء دون ما ذكر.

608 -

ابن الشرائحي (1) : هو الإمام الحافظ المفيد أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن خليل البعلبكي الدمشقي، ولد سنة 748، ونشأ أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وكان حافظاً لا يدانى في معرفة الأجزاء والعوالي، وآية في حفظ الرواة المتأخرين يذاكر فيهم مذاكرة دالة على حافظة باهرة، مع حظ من معرفة الرجال المتقدمين وغريب الحديث، وكان اعتماده في ذلك على حفظه، وكان يستعين بمن يقرأ له، وخرج للقمني مشيخة ولجماعة من أقرانه ومن هو دونهم، ومات بدمشق أواخر سنة 819، اتفق على ذلك الحفاظ الثلاثة ابن حجر والتقي الفاسي وابن ناصر الدين الدمشقي، ثم رجع ابن حجر إلى انه مات سنة عشرين وثمانمائة، وفي " طبقات الحفاظ " أنه مات سنة 821 وكان آخر ما حدث به صحيح مسلم، عاش بعد ختمه يوماً وليلة، رحمه الله.

(1) ترجمة ابن الشرائحي في الضوء اللامع 5: 3 وذيل تذكرة الحفاظ: 374 وطبقات الحفاظ: 542.

ص: 1088

609 -

ابن شريح (1) : أروي فهرسته من طريق ابن أبي الأحوص عن القاضي أبي القاسم أحمد بن يزيد بن بقي عن الخطيب أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه.

610 -

ابن الشماع المراكشي (2) : هو الإمام الخطيب الأستاذ الأصولي الفرضي، أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم النصاري الشهير بابن الشماع، أجازه ابن جابر الوادياشي والشريف الغرناطي والخطيب ابن مرزوق وطبقتهم. أروي فهرسته من طريق ابن الأحمر وابن مرزوق الحفيد وأبي زكرياء السراج وولده أبي القاسم، أربعتهم عنه.

611 -

ابن الشاط (3) : هو أبو محمد قاسم بن عبد الله بن محمد بن الشاط الأنصاري نزيل سبتة، ويكنى أبا القاسم، الشيخ الأصولي النظار نسيج وحده في أصالة النظر ونفوذ الفكر، أجازه أبو القاسم ابن البراء وأبو العباس ابن الغماز وأبو محمد ابن أبي الدنيا وأبو جعفر ابن الطباع وأبو الحسن ابن الجياب وأبو بكر ابن فارس الأنباري وأبو العباس ابن عليّ الغماري: له فهرسة قال عنها ابن الخطيب في " الإحاطة " وابن فرحون في " الديباج ": " حافلة ". وكانت وفاته سنة 723، وقد استكمل الثمانين. نروي فهرسته بالسند إلى أبي زكرياء السراج عن المعمر أبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني الفاسي عنه

(1) فهرسة ابن خير (صفحات متفرقة) والصلة: 229 (وكانت وفاته سنة 539) .

(2)

ترجمة الشماع المراكشي في وفيات ابن قنفذ (ترجمة محمد بن حياتي - وفيات 781) ص: 86 - 87 والاعلام بمن حل مراكش 2: 10 (وهو يعتمد فهرس السراج) وانس الفقير: 68 والدليل: 309.

(3)

ترجمته في الإحاطة 4: 259 والديباج: 225، ومن مؤلفاته أيضاً: غنية الرائض في علم الفرائض، وتحرير الجواب في توفير الثواب؛ وانظر الدليل:309.

ص: 1089

مكاتبة، وذكر السراج عن الرعيني المذكور:" كان شيخنا أبو عبد الله ابن رشيد يقول: " ما رأيت عالماً بالمغرب إلا ابن البناء بمراكش وابن الشاط بسبتة، وهو صاحب " أنوار البروق في تعقب القواعد والفروق ".

612 -

ابن الشماع الحلبي (1) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عليّ بن محمود بن الشماع الحلبي الشافعي الفقيه المحدث المسند الأثري، ولد سنة 880 تقريباً، واشتغل على محيي الدين ابن الأبار والجلال النصيبي وغيرهما من علماء حلب، وأخذ الحديث عن التقي المعمر أبي بكر الحبشي الحلبي وغيره بحلب، ورحل إلى القاهرة فاعتمد شيخها وحافظها الجلال السيوطي والقاضي زكرياء والبرهان ابن أبي شريف ونور الدين المحلي والشهاب ابن شعبان الغزي، وتدبج أخيراً مع شمس الدين ابن العجيمي المقدسي لما ورد إلى حلب، وجاور بمكة مرات وحرص فيها على التحصيل والأخذ عن كل حقير وجليل من الرجال والنساء، وسافر في طلب الحديث إلى حماة وحمص ودمشق وبيت المقدس وصفد والقاهرة وبلبيس والحرمين الشريفين، حسبما بسط ذلك في فهرسته الصغيرة المسماة " تحفة الثقات بأسانيد ما لعمر الشماع من المسموعات " وبالجملة فقد أكثر من الشيوخ والأخذ عمن دب ودرج، حتى استجيز لأهل مكة، فكتب لهم سنة 933 إجازة بعد استدعاء سطره الشيخ جار الله وضمنها أن شيوخه بالسماع والإجازة الخاصة زادوا على المائتين، وبالإجازة العامة مع الولين ثلاثمائة، مع قبول الزيادة عليها، وكان لا يبخل في الرواية والاسماع إذا حضر إليه جماعة، ويكتب طبقتهم عنده، مثبتاً ما سمعوه عليه أو أجازهم إياه.

(1) ترجمة الشماع الحلبي في الكواكب السائرة 2: 224 والشذرات 8: 218 واعلام النبلاء 5: 480 وبروكلمان، التكملة 2: 415 والزركلي 5: 197.

ص: 1090

ونقل الشيخ جار الله ابن فهد عن الشيخ علوان الحموي في شأن الشيخ زين الدين: " انتهت إليه رياسة الحديث النبوي ومعرفة طرقه، وكان محافظاً على السنة واقتفاء أثر السلف الصالح، وله المؤلفات العدة، منها ما يتعلق بالفن: مورد الضمآن في شعب الإيمان، ومختصر تنبيه الوسنان إلى شعب الإيمان، وبلغة المقتنع في آداب المستمع، والدر الملتقط من الرياض النضرة في فضائل العشرة، والجواهر والدرر من سيرة خير البشر وأصحابه العشر الغرر، ومحرك همم القاصرين بذكر الأئمة المجتهدين، ونزهة العين في رجال الصحيحين، والعذب الزلال في فضائل الآل، واللآلي اللامعة في تراجم الأيمة الأربعة، وعرف الند المنتخب من مؤلفات بني فهد، والمنتخب المرضي من مسند الشافعي، ولقط المرجان في مسند النعمان، وإتحاف العابد الناسك بالمنتقى من موطأ مالك، والدر المنضد من مسند أحمد، واليواقيت المكللة في الأحاديث المسلسلة، والقبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي، وعيون الخبار فيما وقع لي في الإقامة والأسفار، وله الكواكب النيرات في الأربعين البلدانيات وهي أربعون حديثاً تلقاها في أربعين بلداً موجودة في المكتبة المولوية بحلب، وله ثبت في مجلدين صغيرين موجود أحدهما بمكتبة المجلس البلدي بالإسكندرية.

أروي ماله من طربق الحافظ مرتضى وولي الله الدهلوي، كلاهما عن عمر بن عقيل المكي عن مصطفى بن فتح الله الحموي عن محمود بن عبد الله الموصلي الحنفي عن أبي الوفا العرضي الحلبي عن أبيه عمر عن أبيه عن عبد الوهاب عن ابن الشماع. توفي بحلب 12 صفر عام 936.

613 -

ابن أبي الشرف: هو الشريف أبو عليّ ابن أبي الشرف. للحافظ أبي عبد الله ابن رشيد الفهري " الإشراف على أعلى الشرف في التعريف برجال البخاري من طريق الشريف أبي عليّ ابن أبي الشرف " منه نسخة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا.

ص: 1091

540 -

شذا الروانيد في ذكر بعض الأسانيد (1) : هو اسم ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني، نرويه بأسانيدنا إليه السابقة في اسمه (انظر حرف الباء، وانظر حرف النون أيضاً) فإن الثبت المذكور هنا هكذا سماه في " عمدة الإثبات " والذي يحيل عليه البوني بنفسه في تآليفه هو " نفح الروانيد في ذكر المهم من الأسانيد " فلما تشككت في هل له ما ذكر هناك وهنا ذكرتهما معاً، والبوني كان كثير التصنيف.

541 -

شد الآدب في علوم الإسناد والدب (2) : هو اسم فهرس الأمير الكبير على ما في بعض نسخه الموجودة بمصر (انظر إسنادنا إليه في حرف الألف تحت عنوان: الأمير) .

542 -

شرح الحافظ مرتضى الزبيدي على ألفية السند له: نرويه بأسانيدنا إليه السابقة في الألفية واسمه، وشرحه هذا في نحو عشر كراريس، عندي بعضه، وهو ممتع في غاية الإجادة والاختصار ولا بد منه للمستجلي خبايا الألفية.

543 -

شرح المرغني: هو شرح العارف محمد عثمان بن أبي بكر ابن القطب عبد الله المرغني المكي صاحب " تاج التفاسير " على النظم المسمى " الدرر اللآل في عدة رجال شيخنا ذي الكمال " المسمى ب " النفحات المكية واللمحات الختمية في شرح أساس الطريقة الختمية " والنظم المذكور لأحد تلاميذه، وهو المراد بشيخه ذي الكمال، وهو شرح تتبع فيه أحواله ومشايخه، وترجم فيه لسيدي أحمد بن إدريس.

أرويه وما له عن حفيده الشمس محمد بن محمد المرغني عن جده المذكور،

(1) انظر رقم: 86 (ص: 236) ورقم: 432 (ص: 682) .

(2)

انظر رقم: 27 (ص: 133) .

ص: 1092

وأيضاً يروي الحفيد عن جد والدته أبي بكر ابن إبراهيم عن شيخه محمد عثمان وأيضاً عن والده محمد سر الختم وعميه جعفر والحسن وأبي المحاسن القاوقجي، كلهم عن جده محمد عثمان.

544 -

شفاء الفؤاد بإيضاح الإسناد: للإمام الهمام المسند عفيف الدين عبد الله بن الحسين بلفكيه الباعلوي اليمني التريمي، لعله هو الذي أراده في قوله في إجازته لصاحب " العقد " بقوله:" وأنا ألبست الخرقة العلوية التي اشتملت على جملة من الخرق، فإن الخرق نحو 27 خرقة بعضها منفرداً، وذكرت بعض أسانيدها في ثبت نحو سبع كراريس ولم يكمل "(1) . اه. أرويه عن السيد حسين الحبشي وغيره عن السيد عيدروس الحبشي عنه، وقد مر في " بذل النحلة "(2) .

545 -

شفاء العليل: أرويه عن القاضي حسين السبعي النصاري ومحمد بن سالم السري عن محمد بن ناصر الحازمي عن أحمد بن زيد الكبسي وعلي بن إسماعيل، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.

546 -

شوارق الأنوار في طرق السادات الصوفية الأخيار: أو " شوارق الأنوار الجلية في طرق السادات الصوفية " في مجلد ضخم لأبي المحاسن القاوقجي الشامي دفين مكة المكرمة، نرويه عن السيد عبد الفتاح الزعبي وغيره عنه، وفي ترجمته أن له أيضاً " شوارق الأنوار الجلية في أسانيد الشاذلية " ولم أقف عليه.

547 -

الشرف الطاهر الجلي (3) بإجازة سيدي عليّ: ثبت ألفه الشيخ شرف الدين ابن زين العابدين النصاري باسم الشيخ أبي الحسن عليّ النوري

(1) العقد: 131 (المؤلف) .

(2)

انظر ص: 247.

(3)

رقم: 594 (ص: 1064) في ما تقدم.

ص: 1093

الصفاقسي، قال عنها المذكور:" وهي كتابة طويلة عجيبة نبه فيها على أمور غريبة "(انظر أسنادنا إليه في حرف الشين) .

548 -

الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة (1) : لأبي إسحاق إبراهيم بن عليّ بن محمد بن أحمد بن منصور بن داوود بن مسلم الدرعي الشهير بالسباعي، ولد سنة 1034 ومات سنة 1155 عن نحو المائة (2) وعشرين وصفه العلامة أبو محمد زيان العراقي الفاسي في فهرسته ب " شيخ الشيوخ البركة المعمر المحدث الحافظ الراوية المقرىء الضابط الرحلة الواعية، الذي أسراره لأهل البصائر ظاهرة بادية، أبو إسحاق السباعي " وحلاه تلميذه أبو عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري في " الدرر المرصعة في صلحاء درعة " ب شيخنا الإمام العارف المقرئ المحقق الأستاذ الرحلة، أحد العلماء الأفراد ".

أخذ الطريقة عن الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وكذا علوم الشريعة، وكان مخصوصاً بمزيد الالتفات، وأختصه لتأديب ولده الإمام أبي العباس أحمد وإقرائه القرآنوغيره من العلوم، وعاش هو بعد تلميذه المذكور دهراً، بل شارك والده الشيخ ابن ناصر الكبير في شيخه المرغني، وأخذ بفاس عن أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي وأبي السعود الفاسي وأبي سالم العياشي، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من الأعلام كالزرقاني والخرقي والحافظ البابلي والبقري والشبراملسي والشبرخيتي وأبي مهدي الثعالبي والبرهان الكوراني وابن سليمان الرداني وغيرهم من الحجازيين. وأخذ بدمشق عن عبد القادر

(1) قارن بالدليل: 332، وقد جزم الكتاني بأن السباعي لم ترد له ترجمة الا في " الدرر المرصعة ".

(2)

ذكر ابن سودة أن وفاته كانت سنة 1138 وتعقب ما قاله الكتاني في هذا الوضع (وهما متفقان في تاريخ ولادته) .

ص: 1094

الصفوري والشيخ أبي المواهب عبد الباقي الحنبلي ومنصور الفتال المصري ومنصور الطوخي المصري وأبي السعود ابن تاج الدين الخزرجي الشامي، ويروي عن الشيخ إبراهيم بن عبد الله جعمان اليمني كتابة من اليمن إلى المدينة، وغيرهم، يروي عن جميع هؤلاء ما لهم عامة.

ومن غرائب مشايخه الشيخة المعمرة المسندة الفقهية الصالحة فاطمة بنت شكر الله ابن أسد الله الكورانية الخالدية المدنية، سمع عليها كثيراً من كتب الحديث وأجازته عامة، وهي تروي عامة عن الشمس الرملي عن القاضي زكرياء، وهذا أعلى ما حصل للمترجم من المرويات، وتروي فاطمة المذكورة أيضاً عن الفقيه عليّ بن محمد بن مطير الحكمي عن الشيخ ابن حجر الهيثمي والحافظ السيوطي، وكان سماعه عليها وإجازتها له عام 1081 بالمدينة المنورة بمنزلها.

قلت: ومن العجيب ما رأيته في شرح مفتي المدينة مجيز بعض مجيزينا السيد جعفر البرزنجي المدني على مولد السيد جعفر البرزنجي الأكبر من أن فاطمة هذه هي أم جده الإمام محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني، وانظر لم أهمل ذلك من عرف به وأهمل الرواية عنها أيمة الرواية في ذلك العصر مع اعتنائهم بالرواية عن الطبريتين، والله أعلم.

ومن طريق فاطمة المذكورة يروي المترجم عشاريات السيوطي عن ابن مطير عنه، فيصير بينه فيها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة واسطة، قال: وهو أعلى ما يوجد في هذه الأعصار، فإن القصار قال في فهرسته: أعلى ما حصل لي في ثلاثيات البخاري وثنائيات الموطأ أربعة عشر رجلاً، فرأى أنه حصل له بذلك خير كبير وفضل كثير، وإنه لكذلك، وقد تقدم زمانه عنا بكثير، فقد توفي عام 1012، وقد ساويناه في هذه الثنائيات مع تأخر زماننا عنه بأزيد من مائة سنة، اه.

وفهرسته هذه جمعت باسم أبي عبد الله الحوات، وبناها على إجازته له

ص: 1095

كما في " البدور الضاوية " لولده أبي الربيع، وأجاز السباعي المذكور عامة للشيخ أبي عمران موسى بن محمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر والأديب العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الله العلمي المعروف بالحوات الشفشاوني ومحمد بن عبد الكريم التدغي سبط الشيخ ابن ناصر والأديب أبي محمد جعفر ابن موسى الناصري وصنوه الشيخ محمد المكي الأصغر صاحب " الدرر المرصعة " وغيرها. وكان المكي المذكور وقت إجازته له ابن أربع سنين، ثم عمم المترجم في الإجازة لمن ذكر ولمن ولد وسيولد لهم إجازة عامة بتاريخ 1132، نقل لفظها الخير في كتابه " فتح الملك الناصر في مرويات بني ناصر " كما أجاز المترجم أيضاً عامة لولده العلامة أبي العباس أحمد بن إبراهيم الدرعي كما في الفتح المذكور أيضاً، ولقاضي درعة أبي محمد عبد الكبير ابن أحمد بن عبد الكبير الدرعي كما في ترجمته من الدرر أيضاً.

نتصل بالفهرس المذكور وكل ما لمؤلفه من طريق ابن الطيب الشركي الفاسي عنه عامة، ومن العجيب إهمال أبي الربيع الحوات الرواية عن المترجم مع شمول إجازته له ضمن أولاد والده العلامة الأديب أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحوات كما سبق، ويمكن انه لم يكن أطلع على نصها الذي أشرنا إليه، وإلا فإجازة المترجم لأبي عبد الله معروفة، حتى ذكرها له سيدي زيان العراقي في الفهرسة التي بناها على إجازته لأبي الربيع الحوات قائلا لدى تحليته ووصفه لوالده:" وقد كمل بدر علمه بالأخذ عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر، رحل إليه إلى درعة " قال: " وأخذ هناك عن شيخ الشيوخ أبي إسحاق السباعي، لازمه مدة طويلة وانتفع به في جميع العلوم، حتى أجازه مراراً باللفظ والكتابة على الخصوص والعموم " اه. باختصار منها.

وللحوات المذكور أرجوزة ذكر فيها أخذه عن المذكور ساق كلامه منها في " الدرر المرصعة " وذكر أنها بكمالها في " فتح الملك الناصر " ولم أجدها فيه، وهذا قول الحوات فيه من أرجوزته:

ص: 1096

وقد أجازني به رواية

مفيدنا بعلمه دراية

العالم المشارك التقي

العابد المعمر النقي

واحد مسندي رجال المغرب

وقد علا في سند ورتب

إمامنا الدرعي إبراهيم

وهو السباعي الرضي الحميم قلت: الدرعي هذا من كبار المسندين، وعمدة من أعمدة أيمة القراءات المغربيين، وبقية من كانت الرحلة إليهم على المحدثين كالواجبة، وناهيك بكونه شارك أبا سالم العياشي في معظم شيوخه المشارقة والمغاربة، وعاش بعده 45 سنة، فهذا عجيب، وبكل أسف أنه لم يتفطن لعلو إسناده من المغاربة غير ابن الطيب الشركي، فإنه الذي نتصل به من طريقه، وقد حلاه في إجازة عندي بخطه كتبها لأبي محمد حمدون ابن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني ب " المعمر الأستاذ الكبير الرحلة البرهان أبو إسحاق إبراهينم بن محمد الدرعي " قال:" بروايته عن فاطمة الخالدية عن الرملي عن زكرياء وعن الشيخ عيسى الثعالبي وغيره، شارك أبا سالم العياشي في جميع شيوخه المشرقيين " اه منها. وأن تعجب فاعجب لكون المترجم لا تجد له ترجمة في غير " الدرر المرصعة في صلحاء درعة " وانظر كيف أهمله صاحب " الصفوة " و " النشر " خصوصاًُ الأول لقرب درعة منه ومعاصرته له.

549 -

الشموس الشارقة (1) في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة: للحافظ محمد بن عليّ السنوسي المكي، وهو كتاب عظيم في مجلدين، وصفه لنا حفيد مؤلفه الأستاذ الجليل أبو العباس أحمد الشريف في كتابه إلي بأنه لا زال مبيضته، وأن اختصاره أيضاً عندهم في مجلدين، واختصاره هو المسمى بالبدور، وقد سبق، نرويه عن الشيخ فالح الظاهري وغيره من مؤلفه.

(1) انظر رقم: 589 (ص: 1040) .

ص: 1097