المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الياء 639 - يحيى بن أبي بكر العامري (1) اليمني - فهرس الفهارس - جـ ٢

[الكتاني، عبد الحي]

الفصل: ‌ ‌حرف الياء 639 - يحيى بن أبي بكر العامري (1) اليمني

‌حرف الياء

639 -

يحيى بن أبي بكر العامري (1) اليمني الشافعي: محدث بلاد اليمن وشيخها وحافظها، حلاه تلميذه السيد أبو بكر ابن عبد الله العيدروس في " الجزء اللطيف " ب " الإمام الحافظ المحدث الحبر " وغيره ب " محدث اليمن وحافظه ". ولد سنة 816، وسمع بمكة من أبي الفتح المراغي والحافظ ابن فهد المكي، ورحل إليه الناس وانتهت إليه الرياسة بإقليمه.

له الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيح من الصحابة وهي مطبوعة بالهند (2) ، وله بهجة المحافل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل وهي مطبوعة بحاشيتها لمحمد الأشخر اليمني بمصر (3) ، وله كتاب عظيم في رجال الصحيحين وقفت عليه بمصر في مكتبة السيد أحمد الحسيني في مجلدين، له مقدمة بها من الفوائد ما لا يوجد في غيرها، وله غربال الزمان في التاريخ. مات رحمه الله سنة 893 باليمن. وفي " المشرع الروي " رأى المصطفى عليه السلام في منامه ومسح على ظهره بيده الكريمة فاستيقظ وأثر الأصابع النبوية ظاهرة يراها الناس في ظهره، وبقي كذلك مدة حياته، واشتهر ذلك في جهات اليمن، وممن رآها وتبرك بها قطب اليمن السيد أبو بكر ابن عبد الله العيدروس صاحب " الجزء اللطيف "(4) .

(1) له ترجمة في البدر الطالع 2: 327 وتحفة الاخوان: 48 ومعجم سركيس: 1261 وبروكلمان، التكملة 2: 225 والزركلي 9: 168 (وهو يذكر الدر الفريد: 42 والعقيق اليماني وهو مخطوط؛ كما أن الكتاني يذكر كتاب الجزء اللطيف في مصادره) .

(2)

طبعت في بهوبال سنة 1303 (في 600 صفحة) .

(3)

في جزءين بمطبعة الجمالية بمصر 1330.

(4)

انظر الجزء اللطيف، ص 35 من الجزء الثاني منه (المؤلف) .

ص: 1131

نتصل به من طريق السيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل عن السيد أبي بكر ابن عليّ البطاح الأهدل عن السيد طاهر بن الحسين الأهدل عن جمال الدين محمد بن عبد المحسن الأهدل عن العامري (انظر حرف الباء من حصر الشارد)(1) .

640 -

يحيى الشاوي (2) : هو فخر الجزائر أبو زكرياء يحيى بن الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى النائلي، نسبة إلى قبيلة أولاد نائل بالقطر الجزائري، الملياني الشاوي تسمية لا نسباً، الجزائري المالكي المتوفى على ظهر البحر عام 1096، ثم نقل إلى مصر فدفن بها بمقبرة المالكية. قال فيه تلميذه المحبي في " خلاصة الأثر ":" هو الأستاذ الذي ختمت بعصره أعصر الأعلام، وأصبحت عوارفه كالأطواق في أجياد الليالي والأيام، ولد بمدينة مليانة، ونشأ بالجزائر، وأخذ بها عن أعلام أعلاهم سنداً أبو محمد سعيد قدورة وعلي بن عبد الواحد الأنصاري ومحمد بن محمد بهلول الزواوي السعدي، وأجازه شيوخه، وروى كتب الشيخ السنوسي عن عبد الله بن عمر الشريف عمن اجتمع بالشيخ السنوسي، وروى حزب البحر للشاذلي عن عبد الرحمن الهواري عن سيدي أبي عليّ عن أخيه سيدي محمد بن عليّ عن الشيخ أحمد بن يوسف الملياني عن الشيخ زروق بأسانيده، وقدم مصر حاجاً عام 1074 وأجازه بها الشمس البابلي والنور الشبراملسي والشيخ سلطان المزاحي وأخذ عنه أهلها وأذعنوا له " قال المحبي: " كانت حافظته مما يقضى منها بالعجب " اه.

وقال تلميذه الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته: " كان يحفظ شرح

(1) رقم: 122 (ص: 363) في ما تقدم.

(2)

ترجمة الشاوي في خلاصة الاثر 4: 486 وتعريف الخلف 1: 187 وشجرة النور: 316 وهدية العارفين 2: 533 والفكر السامي 4: 116 وبروكلمان، التكملة 2: 701 والزركلي 9: 214 وأعلام الجزائر.

ص: 1132

التتائي الكبير وشرح الإمام بهرام الوسط وغيرهما، بل يحفظ ستين كتاباً من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولاً منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى، كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين، ثم اشتهر بالحفظ وحدة الذهن وجودة الإدراك حتى عبر عنه شيخنا سيدي بركات بن باديس القسمطيني بقوله:" إنه عالم الربع المعمور " اه.

وفي حاشية الشيخ التاودي ابن سودة على الصحيح لما ذكر امتحان أهل بخارى لفخر بلدهما الإمام أبي عبد الله البخاري بقلبهم له الأسانيد " قلت: يشبه هذه القصة ما حكى لي بعض المصريين على الشيخ يحيى الشاوي، كان ظهر على أهل مصر بحفظه وذكائه، ثم كتب إليهم سلطان اصطنبول أن ابعثوا لي عالماً لمناظرة رجل ظهر هنا زعم أنه لا يقدر عليه أحد، فقالوا له: نبعث له هذا المغربي فإن ظهر عليه قلنا ليس منا، فبعثوه، فلما استقر به المجلس قال لهم: أنا فلان بن فلان فمن هذا قالوا: فلان بن فلان، ولهذا فلان ابن فلان

الخ فمن أنا فلم يجد أحداً يحفظ نسبه " اه.

وقد ترجمه النور عليّ النوري الصفاقصي في فهرسته وحلاه ب " أشعري الزمان، وسيبويه الأوان، وقال: لم أر أسرع منه نظماً، قال: وقرأنا عليه شرح المرادي على الألفية، وكنا نصحح نسخنا على حفظه، ولما كتب لي الإجازة قال: مؤرخة بمجموع الاسم واللقب، فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ، فتعجبت من شدة فطانته " اه.

وترجمه الشهاب النخلي في فهرسته وعظم شأنه أيضاً، وذكر أنه أجازه بجميع مروياته ومؤلفاته، قال: منها الترجيح في بيان ما للبخاري من التصحيح

ص: 1133

وحواشي التسهيل والألفية وفيما له في علم الكلام وفي إعراب الكلمة المشرفة، وذكر النور عليّ النوري أنه جمع فهرسة لشيخه الحافظ البابلي وأنه نظم جواباً في إثبات حياة الخضر في أبيات 36 في درجين، ونظم قصيدته اللامية في إعراب كلمة الشهادة في ساعة بين العشائين، وهو يتحدث مع بعض الأصحاب، وذكر البوني أنه زل عليه في داره بمصر سنة فكان يرد عليه في كل يوم نحو العشرين سؤالاً وأكثر، فيجيب عنها بلا كلفة ولا مطالعة، قال: الحاصل أنه لا نظير له، وما ذكرت من وصفه حتى العشر، وطوبى لعين رأته ولو مرة في الدهر " اه. وللمترجم ترجمة نفيسة، في " نزهة دائرة الأنظار في علم التواريخ والأخبار " للشيخ محمود بن سعيد مقديش الصفاقصي (1) من أغرب ما فيها انه ولي مشيخة الجامع الأزهر، والله أعلم.

قلت: قد صعد إلى بلاد المشرق من بلاد المغرب الأقصى والوسط في القرن الحادي عشر أفراد ملأ البلاد اسمهم طولاً وعرضاً، وخلدوا لنفسهم ولبلادهم أكبر ذكر وأوفى عظمة، وناهيك منهم بأبي العباس المقري، وعبد الكريم الفكون القسمطيني، وأبي مهدي عيسى الثعالبي، ويحيى الشاوي هذا من المغرب الوسط، وأبي سالم العياشي، وأبي عبد الله ابن ناصر الدرعي، وابن سليمان الرداني، وابن المرابط الدلائي وعبد الملك التجموعتي من أهل المغرب الأقصى. وفي القرن الثاني عشر: أبو عليّ اليوسي، والشيخ أبو العباس ابن ناصر الدرعي، وابن عبد الله المغربي وأبو الحسن الحريشي، وابن الطيب الشركي، وابن عبد السلام بناني، وأبو الحسن السقاط، والشيخ التاودي ابن سودة، والشيخ صالح الفلاني وأمثالهم، وفي القرن الثالث عشر: عبد العزيز ابن حمزة المراكشي، وابن عبد السلام الناصري، وأبو العباس أحمد بن إدريس العرايشي دفين صبية باليمن، وتلميذه الشيخ السنوسي دفين جغبوب،

(1) انظر نزهة دائرة الأنظار 2: 173 ط. تونس (المؤلف) .

ص: 1134

والأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري دفين دمشق، وسيدنا الجد، والحاج المهدي ابن سودة وشيخنا الوالد، ومن هذا القرن: أبو عبد الله محمد محمود بن التلاميذ الشنكيطي، وشقيقنا الشيخ أبو عبد الله، وابن خالنا صاحب السلوة رحمهم الله، فإن جميع هؤلاء رفعوا لبلادهم المنار بما نشروا من علم وهدى، فرحم الله تلك الأسامي والمسميات الضخمة، وحيا الله كل جاد مجد مجتهد، وقاتل كل ميت متماوت كسل [عاش] كلا على الحياة وأهلها.

نروي ما للمترجم بأسانيدنا إلى البصري والنخلي، كلاهما عنه.

641 -

يحيى الأهدل (1) : هو يحيى بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي محدث ديار اليمن ومفتي زبيد، مات بها سنة 1147 عن 74 سنة، غلب عليه علم الحديث حتى نسب إليه، وكان يحفظ صحيح البخاري ومسلم، وكان في معرفة الحديث وروايته والأسانيد والصحيح والحسن والضعيف وشديد الضعف إماماً صلى خلفه أهل زمانه، وقدمه دهره على سائر أقرانه، ونقل الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " تحليته ب " حافظ العصربالاتفاق، ومحدث الإقليم بلا شقاق ". وكان له السند العالي الذي هو أعلى ما يكون في اليمن وفي " النفس اليماني " لولد حفيده: " كان السيد يحيى من الدعاة إلى الترغيب في الإقبال على علمي التفسير والحديث، وفهم معاني الكتاب والسنة، والتفقه في ذلك، والعمل بما صح به الدليل، حتى أن بعض الفروعيين بسبب هذا الشأن كان يقول السيد يحيى بن عمر خرج عن مذهب الإمام الشافعي، والسيد يحيى يبلغه ذلك ولا يصغي لقول قائل، ولا يرعوي لعذل عاذل، ولسان حاله ينشد:

لإذا اختار جل الناس في الدين مذهبا

وصيره رأيا وحققه فعلاً

(1) ترجمته في الزركلي 9: 203 (ويعتمد أبجد العلوم: 852) وهدية العارفين 2: 534 وانظر النفس اليماني: 60 - 61.

ص: 1135

فإني أرى علم الحديث وأهله

أحق اتباعاً بل أسدهم سبلا

ورأيهم أعلى وأولى لكونهم

يؤمؤن ما قال الرسول وما أملى أخذ عن العلامة أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل (1) والقاضي أحمد بن إسحاق جعمان وعبد الله المزجاجي، وأجازه من أهل الحجاز حسن بن عليّ العجيمي وغيره، وممن أجازه أيضاً أحمد بن عمر الحشبيري وأحمد التنبكتي المالكي وغيرهم، بل قال عن نفسه:" أجازني أهل عصري ما عدا أفراداً معدودين ربما لا يصلون إلى جمع القلة " اه.

وله فهرسة شائقة ملأها بأسانيده اليمنية المعتبرة، وهي في نحو أربع كراريس، أجد لها من الحلاوة والطلاوة والعزة لا ظاجد لغيرها، ذكر فيها أسانيد جل الكتب الحدبيثية المتداولة، والتفاسير وكتب الفقه والرقائق والنحو والتاريخ والأدب، أرويها وكل ما لمؤلفها بأسانيدنا إلى الوجيه عبد الرحمن الأهدل صاحب " النفس اليماني " عن والده سليمان عن يحيى بن عمر عن شيخه أحمد بن محمد مقبول الأهدل جامعها، ويرويها الوجيه أيضاً عالياً عن عبد الله بن سليمان الجوهري وأبي بكر الغزالي وأحمد بن حسن الموقري كلهم عن جده يحيى. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي عن عبد الخالق بن عليّ المزجاجي ومحمد ابن علاء الدين المزجاجي، كلاهما عن المترجم. ح: وأرويها مسلسلة بالأهدلين على المعمر الناسك الفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي عن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى الأهدل عن أبيه عن جده عبد الرحمن عن أبيه عن جده يحيى، رحمه الله.

يحيى الجراري السوسي: (انظر ضوء المصباح)(2) .

(1) له ترجمة في النفس اليماني: 118.

(2)

رقم: 453 (ص: 717) .

ص: 1136

يحيى السراج: (انظر السراج في حرف السين)(1) .

642 -

يحيى ابن أبي عامر: له برنامج نقل عنه ابن الأبار في التكملة.

643 -

يس المرغتي: هو يس بن الإمام العارف عبد الله المرغتي الشهير بالمحجوب الحسيني اليماني المكي الإمام العلامة المسند، يروي عامة عن والده وعبد الله الشرواني وعبد الغني هلال وعبد الرحمن التادلي المغربي وإبراهيم الفتني وحسن بن محمد عليّ وعبد الرحمن الديار بكري وعثمان الشامي ومصطفى الرحمتي وصالح الفلاني وأحمد جمل الليل المدني وعثمان ابن خضر البصري وطاهر سنبل وعبد الملك القلعي ومحمد الجيلاني وأحمد بن عمار الجزائري عن مشايخهم كما في أثباتهم.

نروي مجموع أسانيده عن محمد بن سالم السري باهارون عن عيدروس ابن عمر الحبشي عن أبيه عمر عنه، إجازة عامة مؤرخة سنة 1234. ح: وأروي عن السيد محمد بن محمد سر الختم المرغني عن أبيه عن جده عثمان بن أبي بكر عن عمه يس. ح: وعن السيد حسين الحبشي عن السيد هاشم الحبشي المدني عنه، وعن محمد بن سليمان المكي وغيره عن محمد بن خليل الطرابلسي عنه، وهذا والذي قبله أعلى. ح: ومساو لهما عن الشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي والشيخ أبي الخير ابن عابدين، كلاهما عن الشيخ يوسف بدر الدين المغربي الدمشقي عنه.

644 -

يس بن عمر الجبرتي: هو العلامة المحدث المسند المعمر ملحق الأصاغر بالأكابر، صحب باليمن أعلاماً كالوجيه الأهدل، روى عنه الصحيحين سماعاً تاماً، والمعمر العلامة إبراهيم المزجاجي، وهو أجل شيوخه، صحبه سنين وأجيز من كل منهما، وكذا أخذ في اليمن عن أولاد

(1) رقم: 562 (ص: 993) .

ص: 1137

ابن الأمير، وبالحجاز عن محمد صالح الرئيس وعمر بن عبد الرسول وعبد الله سراج وغيرهم من الواردين الزائرين، وحج وزار مراراً وجاور سنين عديدة ودخل حيدر أباد الدكن سنة 1290 فأخذ عنه أهلها، ومن أخصهم الشيخ محمد خضر بن محمد عثمان الرضوي الهندي، لازمه وتم له عليه سماع الصحيحين وباقي الكتب الستة تماماً وأجازه عامة. نروي ما له عن المذكور عنه.

645 -

يوسف سبط ابن الجوزي (1) : هو الحافظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قز أوغلي سبط الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، صاحب مرآة الزمان وغيره من المصنفات العظيمة، يروي عن جده الحافظ أبي الفرج وغيره، وسمع أبا الفرج ابن كليب وابن طبرزد، وسمع أيضاً بالموصل ودمشق وحدث بهما وبمصر. وله منتهى السول في سيرة الرسول، واللوامع في أحاديث المختصر والجوامع، وهو صاحب كتاب مرآة الزمان، ذلك التاريخ العظيم الذي ملأ فراغاً عظيماً في تاريخ الإسلام، واعتنى الحفاظ به، فذيله جماعة منهم كالبرزالي وابن الجزري وسعد الدين محمد بن العربي الحاتمي وغيرهم، وعندي منه عدة مجلدات، وبعضه مطبوع بأوربا. قال الصلاح الصفدي:" وأنا ممن حسده على تسميته فإنها لائقة بالتاريخ، كأن الناظر فيها يعاين من ذكر فيها، قال: إلا أن المرآة فيها صدأ المجازفة منه في أماكن " قال في الذيل: " وهذا من الحسد فإنه في غاية التحرير، ومن أرخ

(1) ترجمة سبط ابن الجوزي في ذيل الروضتين: 195 وذيل المرآة 1: 39 والجواهر المضية 2: 320 وميزان الاعتدال 4: 471 والتبر المسبوك: 171 والسلوك 1: 401 والبداية والنهاية 13: 194 وتاج التراجم: 83 والشذرات 5: 266 والنجوم الزاهرة 7: 39 ومرآة الجنان 4: 136 ومفتاح السعادة 1: 208 والنجوم الزاهرة 7: 39 والدارس 1: 478 وعرضا في ابن خلكان 3: 142 وفي مرآة الزمان معلومات كثيرة عنه؛ وبروكلمان، التاريخ 1: 347 وتكملته 1: 589 والزركلي 9: 324.

ص: 1138

بعده فقد تطفل عليه لا سيما الذهبي والصفدي فإن نقولهما منه في تاريخهما ". اه

توفي سنة 654، ترجمه قاسم بن قطلوبغا في " طبقات الحنفية " وغيره. نروي ما له من طريق الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عنه.

646 -

يوسف بن شاهين سبط الحافظ ابن حجر (1) : هو يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن شاهين الكركي المصري الحنبلي القادري، ويكتب في بعض الأحيان عن نفسه يوسف السبط، الشيخ الإمام العلامة الحافظ المسند الكبير جمال الدين. ولد كما وجدته بخط السخاوي في ربيع الثاني عام 828، وهو صاحب " رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ " رأيت منه مجلداً ضخماً، وهو الثاني منه، بالمكتبة الخالدية ببيت المقدس، عليه خط الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا، وله أيضاً المجمع النفيس بمعجم أصحاب ابن إدريس رأيته بالمكتبة الوفائية بمصر عام زيارتي لها، وله أيضاً النجوم الزاهرة بتلخيص أخبار قضاة مصر القاهرة، لخص فيه كتاب جده المسمى " رفع الاصر عن قضاة مصر "، وله أيضاً بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة، وقفت عليه بخطه في المكتبة الوفائية بمصر أيضاً، انتسخته من خط المؤلف وهو في نحو الكراسين، قال في أوله: " وبعد فقد قام بالبال أن أجمع من مروياتي عشرة أحاديث غالبها من الموافقات والأبدال، عن عشرة من مشايخي المسندين المعمرين الأبطال، من أصحاب العز ابن جماعة شيخ الإسلام، اقتداءً بأيمة هذا الشأن، مع علمي بأني لست من فرسان هذا الميدان، لكن اقتديت في ذلك بسميي يوسف بن خليل الحافظ الجواد، أخرج عشرة أحاديث عن عشرة من أصحاب أبي عليّ الحداد، ترجم فيها لعبد الرحيم بن الفرات ومحمد بن أحمد الكازروني وعبد الله بن أبي بكر الهيثمي وحسين بن

(1) لسبط ابن حجر ترجمة في البدر الطالع 2: 354 (وكانت وفاته سنة 899) .

ص: 1139

عليّ بن سبع البوصيري وعبد الرحمن القبابي وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز وأحمد بن الكلاباتي وأم الفضل عائشة بنت عليّ الكناني وفاطمة بنت الصلاح الحنبلية وتاج الدين محمد بن موسى الحنفي. والفهرس المذكور يدل على حسن انتقاء ورغبة، وأكثر الذين سمع عليهم أو أجازوا له بقراءة جده شيخ الإسلام عليهم أو استجازته له منهم.

وللسبط المذكور تجريد رباعيات سنن الترمذي، وقفت عليه بخطه أيضاً، وله أيضاً التذكرة، وبكل أسف انا لا نحفظ للمترجم وفاة، ولا ترجمة ولا ذكراً في شيء من مصنفات المتأخرين غير اسمه الذي يتردد كثيراً في السماعات والطباق بكثرة، فقل كتاب حديثي تعاطاه أهل ذلك العصر وقبله إلا تجد اسمه عليه في طبقات السماع، وما ذكرته في أول ترجمته هنا مما جمعته في عدة سنوات، فخذه شاكراً. ثم وجدت الحافظ السيوطي نقل عنه في آخر التدريب (1) قائلاً: رأيت في تذكرة صاحبنا الحافظ جمال الدين يوسف سسبط ابن حجر

الخ.

وممن ثبت عندي إجازة المترجم له إجازة عامة، عبد الباسط بن القاضي أثير الدين بن الشحنة الحلبي التادفي عم الرضي الحنبلي أجازه عام 887، وإبراهيم بن يوسف الحلبي والد الرضي الحنبلي، بل ذكر الرضي المذكور أن يوسف بن شاهين هذا والمحب بن الشحنة وأولاده محمد والسري عبد البر والقاضي زكرياء الأنصاري والجمال القلقشندي والقطب الخيضري والحافظ عثمان الديمي أجازوا لوالده المذكور وعمه يحيى ووالدهما ولمن أدرك حياتهم خصوصاً ولأهل حلب عموماً (2) فنتصل به من طريقهم، وذلك

(1) التدريب: 277 (المؤلف) .

(2)

انظر ص: 10 الجزء 6 من أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء لمؤرخ حلب في عصرنا الشمس محمد راغب الطباخ (المؤلف) .

ص: 1140

عن شيخنا عبد الله السكري الدمشقي عن الوجيه الكزبري عن مصطفى الرحمتي عن العارف عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن محمود بن محمد البيلوني الحلبي عن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن يوسف المشهور بابن الحنبلي والد الرضي الحنبلي المؤرخ المتوفى عام 909 عن المترجم، باستدعاء والده منه له ولولده ولأهل حلب كافة.

647 -

يوسف بن المبرد الصالحي (1) : هو الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الشهير بابن المبرد بكسر الميم وسكون الباء الصالحي الحنبلي، المتوفى 16 محرم عام تسعة وتسعماية، من أعيان محدثي القرن العاشر، والمشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية. ولد سنة أربعين وثمانمائة، وحضر دروس جماعة، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب الحافظ ابن حجر وابن العراقي والجمال ابن الحرستاني والصلاح بن أبي عمرو بن ناصر الدين وغيرهم. قال العمادي في " شذرات الذهب ":" كان إماماً علامة يغلب عليه علم الحديث "، اه. وممن وصفه بالحافظ النجم الغيطي في مشيخته. وقد أفرده تلميذه الحافظ ابن طولون بمؤلف ضخم سماه " الهادي إلى ترجمة المحدث الجمال ابن عبد الهادي ".

ومن تآليفه في علوم الحديث: الاقتباس في حل سيرة ابن سيد الناس، تذكرة الحفاظ، تخريج أحاديث المقنع، الدرة المضية والشجرة النبوية في السيرة الشريفة وهي مطبوعة، شرح حديث قس بن ساعدة، شرح النخبة في المصطلح، ضبط من غير فيمن قيده ابن حجر، توجد منه نسخة بمكتبة دمشق فرغ من كتابتها عام 877، عوالي النظام في الحديث، قرة العين في

(1) ترجمته في الكواكب السائرة 1: 316 والضوء اللامع 10: 308 والشذرات 8: 43 وبروكلمان، التاريخ 2: 107 وتكملته 2: 130، 947 والزركلي 9: 299 (وسرد كثيراً من مؤلفاته وذكر عدداً آخر من مراجع ترجمته) .

ص: 1141

مناقب السبطين، المخرجات الميسرة في حل مشكلات السيرة، مناقب أبي بكر، مناقب عمر، فحص البيان في مناقب عثمان، مناقب علي، مناقب طلحة، مناقب الزبير، مناقب سعد، مناقب سعيد، مناقب أبي عبيدة، مناقب عبد الرحمن بن عوف، مناقب الإمام أحمد، مناقب مالك، مناقب الشافعي، مرآة الزمان في أوهام المشايخ الأعيان، وله الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة، وغي ذلك مما أفرد تعداده في رسالة مخصوصة. نتصل به من طريق ابن طولون عنه.

648 -

يوسف الهندي السورتي: وصفه الوجيه العيدروس ب " محدث العصر وخاتمة الحفاظ ". نروي مال هـ من طريق الوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس عنه فإنه أجازه عامة (انظر آخر العقد) وهو على كل حال من محدثي القرن الثاني عشر، ولا أحفظ عنه أزيد مما ذكرته.

649 -

يوسف بدر الدين (1) : هو يوسف بن بدر الدين بن عليّ بن شاهين ابن عبد الله بن محمد بن مصطفى الحسني المدني الحنفي مذهباً القادري طريقة، هكذا وصفه تلميذه المسند التهامي بن رحمون الفاسي فيما قرأته بخطه على ظهر فهرس الصعيدي، وفي إجازة المترجم للمذكور إمضاؤه فيها هكذا،: كتبه محبكم جار رسول الله وغبار نعال أهل الله وخادم شريعته بنشر أحكامها في روضته عبيد الله يوسف بن بدر الدين بن عليّ بن شاهين المدني الحنفي الحسني، وهي مؤرخة بسنة 1258. وكتب له إجازة أخرى إمضاؤه فيها: يوسف بن بدر الدين المدني. والرجل يعرف في دمشق بيوسف بدر الدين المغربي، وقد سألت ولده الطائر الصيت الشيخ بدر الدين بن يوسف لما اجتمعت به بمدرسة دار الحديث بدمشق عن نسب والده هذا، وإلى أي المغاربة

(1) ترجمته في حلية البشر 3: 1602.

ص: 1142

ينتسب، وعن أول وارد من آبائه إلى الشام، فلم يفد بشيء، فذكرت له حينئذ الحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم وتوابعه وأقول: والده المترجم المذكور كان من كبار المسندين والعلماء الرحالين.

يروي عامة بمصر عن الشيخ عبد الله الشرقاوي والأمير الصغير والشيخ حسن العطار وفتح الله السمديسي الحنفي والبدر حسن القويسني والعارف بالله بهاء الدين محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد البهي المرشدي المالكي المصري شيخ الطريقة الشاذلية، وبالحجاز عن مسند المدينة زين العابدين جمل الليل الباعلوي وعمر بن عبد الرسول العطار المكي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن سراج الصديقي المكي وعلي الرئيس الزمزمي المكي والسيد يس المرغني المكي، وبالشام عن مسند الدنيا في زمانه عبد الرحمن بن محمد الكزبري والشمس محمد بن عابدين الحنفي الدمشقي ومحمد أمين بن عبد الله الحنبلي الدمشقي الشامي، وباصطنبول عن حسن الأسطى الشافعي الخلوتي الاسلامبولي والشيخ حسن تفاحة الشافعي الاسلامبولي وشيخ الإسلام بالديار العثمانية أحمد عارف الشهير بعصمة الله الحنفي الاسلامبولي، وببغداد عن شيخ السجادة القادرية السيد عبد العزيز القادري البغدادي الموسوي ويحيى المزوري البغدادي وغيرهم، بل صرح تلميذه مفتي القيروان الشيخ محمد بوهاها القيرواني في إجازة له عنه انه مجاز من نحو مائة شيخ من أهل المشرق ثم وجدت في إجازته للمسند ابن رحمون الفاسي بعد ان سمى بعض من ذكر من أشياخه قوله: وقد أخذت عن غير هؤلاء ممن تلاقيت معهم في أيام رحلتي، وتشرفت بالأخذ عنهم في سياحتي بالحجاز ومصر والروم والعراق والشام من الأكابر الأعلام. فزيادة على المائة كلهم مشاهير وأطواد أكابر. وقال في إجازة أخرى كتبها لابن رحمون المذكور:" ولي شيوخ كرام غير هؤلاء العظام ربما ناف على المائة عددهم "، اه. ومن خطه نقلت.

وممن تدبج معه في مصر الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الطهطائي الشافعي

ص: 1143

الأزهري، وروى عن المترجم أحاديث ثلاثة من طريق شمهروش الجني، قال الطهطاوي المذكور: وليس بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث ثقات راجحة كقوله عليه السلام إن الله لا يطعمكم ناراً. وقوله ابردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه.

وبكل أسف لا نعلم من ترجمة المترجم وأسماء شيوخه غير ما ذكرت بعد طول البحث مدة من عشرين سنة في المشرق والمغرب، وقد دخل لفاس وتونس، أما المغرب الأقصى فلا نعلم من أخذ عنه فيه سوى المسند ابن رحمون وموقت منار القرويين أبي عبد الله محمد بن الطاهر الحبابي الفاسي، وكان خروجه من فاس 4 ذي القعدة سنة 1258، وودعه الوزير ابن إدريس بقطعة نونية ضمن رسالة نبوية وجهها معه للحجرة الشريفة، وأما تونس فأجاز فيها لشيخ الإسلام محمد بن محمد بن أحمد بن الخوجة الحنفي التونسي وبخصوص فهرس الأمير عن شيوخه المذكورين قبل، وساق له سند الصحيح من طريق المعمرين عن الكزبري والزين باعلوي، كلاهما عن الفلاني، وبخصوص حزب النووي عن الكزبري والعارف بالله محمد المرشدي، الأخير عن يوسف الشباسي الضرير عن الصباغ عن شارح المواهب بأسانيدهم. وأجاز في تونس أيضاً لوزيرها بعد العلامة محمد العزيز بن محمد الحبيب بوعتور التونسي إجازة عامة وهي بتاريخ 1261. ووقفت على مجموعة تونسية تضمنت إجازة المترجم بالحديث المسلسل بالقسم وبالفاتحة لمحب الصالحين مصطفى البهلواني، حسب رواية المجيز لذلك عن الشيخين الأمير الصغير والكزبري الصغير عن والد الأول عن الحنفي عن البديري بسنده، وهي بتاريخ 1261. وأجاز في القيروان مفتيه العلامة محمد بن حمودة بوهاها الرعيني القيرواني وهي عامة. وأما الشام فأجاز في دمشق للعلامة أحمد بن عبد الغني بن عابدين وولده مجيزنا الشيخ أبي الخير محمد بن أحمد بن عابدين إجازة منظومة، أوقفني عليها الأخير ببعلبك أيام قضائه بها. وأجاز في دمشق أيضاً

ص: 1144

للعلامة الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي، وأجاز في بيت المقدس لمصطفى حامد بن موسى الخالدي المقدسي إجازة عامة وقفت عليها في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324. وأما في الحجاز فأخذ عنه العارف المسند السيد هاشم بن شيخ الحبشي الباعلوي المدني. وكان بين المترجم والأمير عبد القادر الجزائري مواصلة وكبير وداد، وله فيه قصائد طنانة نقلها ولده الأمير محمد في " تحفة الزائر " أهمها الحائية والنونية (1) وشملته إجازة الأخير عبد القادر بالصحيح يوم ختمه بمدرسة دار الحديث بدمشق سنة 1274 وهو عن أبيه عن الحافظ مرتضى، كما روى عنه هو الأمير عبد القادر عامة كما في " عمدة الأثبات "(انظر حرف الزاي منها) .

نتصل بالمذكور في كل ما يصح له عن الشيخين الطيب النيفر وسالم بوحاجب، كلاهما عن الشمس محمد بن الخوجة عنه. ح: وأخبرني قاضي القيروان الشمس محمد ين محمد العلاني الأنصاري القيرواني المالكي عن شيخه المفتي محمد بوهاها الكبير عنه. ح: وعن الشيخ طاهر بن محمد بن عاشور عن جده لأمه العلامة السيد عبد العزيز بن محمد الحبيب عنه. ح: وأروي عالياً عن الشيخين الدمشقيين عبد الرزاق البيطار وأبي الخير بن عابدين كلاهما عنه، وهو أعلى ما يوجد، وقد سمع منه الأخير حديث الأولية بشرطه، وسمعته منه كذلك. وأتصل به نازلاً بدرجات في خصوص الصحيح عن المسند عبد القادر بن الأمين الجزائري عن مصطفى الدلسي القسمطيني عن محمد بن العربي غيلان الوازاني عن شيخ الإسلام بتونس أحمد بن الخوجة عن أبيه عن المترجم له يوسف المغربي. وأتصل بأحد من تدبج معه وهو الأمير عبد القادر الجزائري عالياً في جميع ماله عن العلامة المقرىء المعمر عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي عنه. وأتصل عالياً أيضاً بأحد من تدبج

(1) قد أورد الشيخ البيطار القصيدة الحائية في الحلية: 1604 1607.

ص: 1145

معه المترجم وهو الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الطهطائي فيما له عن شيخ الجامع الأزهر المعمر الشيخ حسونة النووي عنه. مات يوسف بدر الدين المذكور بدمشق سنة 1278 (1) كما أفادني ذلك تلميذه الشيخ أبو الخير ابن عابدين ببعلبك.

وهذه الترجمة من التراجم التي لا تجدها مجموعة هكذا في كتاب، ولا في ذهن أحد من مؤرخي العصر، ولا أوراق أو حافظة ولد المترجم الشيخ بدر الدين المغربي الدمشقي المدعى فيه اليوم أنه حافظ العصر ومحدثه، فخذها شاكراً، فإني جمعت كل سطر منها وكلمة من بلد وفم في ظرف نحو العشرين سنة.

لطيفة: رأيت في إجازة المترجم للمسند أبي محمد التهامي بن المكي بن رحمون الفاسي قوله في حق الصلاة المشيشية قالوا: إنها تعدل " دلائل الخيرات " قال حتى لو حلف بالطلاق الثلاث ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل الصيغ تنحل يمينه بقراءتها لأن فيها قوله صلاة تليق بك منك إليك كما هو أهله، وإن كان للعلماء كلام ليس هذا محله، اه. منها.

يوسف بن القاضي زكرياء: انظر جمال الدين في حرف الجيم " (2) .

650 -

يوسف البطاح (3) : هو يوسف بن محمد بن يحيى بن أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل الزبيدي المكي العلامة الفقيه المحدث الصالح ضياء

(1) بل ذكر البيطار أن وفاته كانت سنة 1279.

(2)

رقم: 117 (ص: 298) .

(3)

ترجمة يوسف بن محمد البطاح الاهدل في نيل الوطر 2: 424 وحلية البشر 3: 161 والنفس اليماني: 124 ومعجم سركيس: 568 والزركلي 9: 334 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

ص: 1146

الإسلام، له ثبت ألفه باسم أحمد بن عبد الله الحضرمي، ذكر له فيه إسناد الحديث والفقه والعقائد، أتمه بمكة عام 1243، وهو في نحو كراسين، موجود بالمكتبة السلطانية بمصر ضمن بعض المجاميع. ورأيت في مكتبة شيخنا الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي بالمدينة المنورة شرح المترجم على " بلوغ المرام من أدلة الأحكام " للحافظ ابن حجر بخط مؤلفه سماه " إفهام الأفهام من شرح بلوغ المرام " وهو في مجلدين، وذكر في أوله أنه يروي جميع مؤلفات ابن حجر وغيره عن محدث اليمن سليمان بن يحيى الأهدل وأبي بكر الغزالي الهتار وعبد الله بن سليمان الجرهزي بأسانيدهم، وروى مؤلفات الشمس محمد بن إسماعيل الأمير عن ولده عبد الله عن أبيه، ثم ذكر أنه يروي بأسانيد الأولين جميع كتب السنن والسيوطي وغيره، ووجد بخطه أيضاً أن من مشايخه يوسف بن حسن البطاح وعبد الله بن عمر الخليل وعثمان بن عليّ الجبيلي وعبد الخالق المزجاجي ويوسف بن محمد المزجاجي، ومن المكيين طاهر سنبل وعثمان بن خضر بإسناد الجميع إلى البصري والنخلي، ومن المدنيين أحمد جمل الليل والياس الكردي ومحمد بن سليمان الكردي بسنده كما في ثبته، ومن المصريين محمد الجوهري وأحمد الصاوي وعلي القناوي وغيرهم. مات السيد يوسف البطاح المذكور عام 1246 (1) وهي السنة التي مات فيها الشيخ عمر بن عبد الرسول وغيره من المكيين.

نروي ما له عالياً عن السيد أبي بكر ابن الشهاب العيدروس، مكاتبة من الهند، عن محمد بن عبد الله باسودان عنه ما له. ح: وعن أبي الحسن عليّ ابن محمد البطاح الأهدل شفاهاً لي بمكة عن عمه السيد إبراهيم بن أحمد البطاح عن عم أبيه يوسف المترجم، وهو كما ترى مسلسل بالأقارب ورواية الرجل عن عمه. ح: وأروي ما له أيضاً عن العلامة المعمر نور الحسنيين

(1) في المطبوعة: 1249 وهذا مخالف لما في المصادر المذكورة.

ص: 1147

ابن الشيخ محمد حيدر بن المنلا محمد مبين الأنصاري اللكنوي عن أبيه عنه. وأخبرني الشيخ المذكور بحديث الأولية وهو أول حديث كتب به إلي عن والده حضوراً وهو عن المترجم له يوسف البطاح الأهدل بشرطه، قال حدثني به السيد أبو بكر بن عليّ الغزالي الهتار وهو أول، قال حدثني به السيد يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي وهو أول، قال حدثني به عبد الله بن سالم البصري بسنده المعروف. وقد ترجم للمترجم في " النفس اليماني ".

651 -

يوسف الحلبي (1) : هو يوسف بن حسين بن درويش الحسيني الحنفي الدمشقي ثم الحلبي نقيب الأشراف بها ومفتيها، الإمام المحدث البارع المسند الناظم الناثر، ولد بدمشق سنة 1073، وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي وطبقتهما، ورحل إلى الروم وغيره، ومات سنة 1153 عن نحو ثمانين سنة.

ألف ثبتاً حافلاً جامعاً لشيوخه وإجازته سماه " كفاية الراوي والسامع وهداية الرائي والسامع " لم أقف عليه، وذكر العلامة عصرينا الشيخ كامل بن محمد بن أحمد الهبراوي الحلبي في إجازة أن الثبت المذكور موجود بخط مؤلفه في مكتبته، قال:" وهو ثبت كبير لا يستغنى عنه "، اه. قلت: ألفه كما قال في آخره برسم عمدة المدرسين الكرام الشيخ محمد أبي اليمن البيلوني العمري الحلبي وأجازه بما فيه.

ترجم للمترجم الشيخ عبد الرحمن الحنبلي في ثبته المسمى " منار الإسعاد في طرق الإسناد محلياً له بقدوة المحدثين وعمدة المفسرين شيخ الإسلام، وذكر أنه لازم دروسه ومذاكرته نحو تسع سنين وأجازه ما يجوز له عنه روايته، وكذا ترجمه المرادي في " سلك الدرر " وغيرهما.

(1) له ترجمة في سلك الدرر 4: 261 وأعلام النبلاء 6: 514 والزركلي 9: 302.

ص: 1148

أروي ثبته المذكور عن الشيخ عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن مصطفى الرحمتي عن عبد الكريم الشراباتي الحلبي عنه. ح: ونرويه أيضاً من طريق الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الشامي عنه، ووهم صاحب " العمدة " فذكر أنه يروي الثبت المذكور من طريق الآلوسي عن عبد اللطيف بن حمزة البيروتي عنه، مع أنه بينهما مهامه إلا ان يكون أراد المذكور بعده يليه، ووهم أيضاً الشيخ كامل الهبراوي الحلبي فذكر أنه يرويه من طريق ابن عابدين عن الشراباتي عن الرحمتي عنه، مع أن ابن عابدين لا يروي عن الشراباتي ولا عن تلاميذه، والشراباتي من أشياخ الرحمتي لا من تلاميذه، وصواب سياقه عن ابن عابدين عن شاكر العقاد عن الرحمتي عن الشراباتي عنه، والله أعلم.

وقد ظفرت أخيراً لثبت المترجم باسناد لطيف مسلسل بالحلبيين والآباء عن مؤرخ الديار الحلبية الشيخ محمد راغب بن محمود الطباخ مكاتبة عن العالم الصالح الشيخ كامل الموقت الحلبي عن والده الشيخ أحمد الموقت عن والده شيخ القراء والمحدثين بحلب عبد الرحمن الموقت الحنبلي الحلبي عن والده العلامة موفق الدين الشيخ عبد الله عن والده محدث حلب ومسندها الشيخ عبد الرحمن الشامي الحلبي صاحب الثبت المعروف بمنار الإسعاد وهو عن المترجم سماعاً وإجازة وبهذا السند إلى الشيخ عبد الرحمن الحنبلي.

نروي ثبته منار الإسعاد وبه إليه عن الشراباتي الحلبي. نروي ثبته أيضاً وهو إسناد لطيف مسلسل بالحلبيين ظفرت به قريباً فألحقته هنا وفاتنا ذكره في عبد الرحمن الحنبلي وثبته المسمى " منار الإسعاد من حرفي العين والميم (1) والشراباتي من حرف الشين (2) .

(1) رقم: 395 (ص: 737) و186 (ص: 590) .

(2)

رقم: 601 (ص: 1076) .

ص: 1149

652 -

يوسف الشامي: هو يوسف أفندي الحلبي الشهير بالشامي، له ثبت أرويه عن شيخنا البدر عبد الله السكري وأملى عليّ بلفظه أنه يرويه عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ محمد مكي القلعي الحلبي عنه، ولست على تمام اليقين من أن هذا غير الذي قبله (1) .

يوسف العجمي: (انظر ريحان القلوب)(2) .

يوسف النبهاني: (انظر هادي المريد له)(3) .

653 -

يوسف الشباسي الضرير المصري: هو الإمام العلامة الحافظ المسند، يروي عالياً عن الشهاب أحمد الصباغ الاسكندري والشهاب أحمد الملوي وعمر الطحلاوي والسيد البليدي والمدابغي والجوهري والدمنهوري وسالم النفراوي ولكن عمدته في الرواية الصباغ، يروي عنه كل ما في ثبته. وللمترجم ثبت يعرف ب " الأسانيد المرضية للعلوم النافعة الشرعية " في نحو كراسة ذكر فيه أسانيد الكتب المتداولة للعلوم المعروفة. ورأيت في إجازة المسند الشهاب أحمد منة الله المصري لمفتي مراكش أبي عثمان سعيد أجيمي أن المترجم أملى ثبته هذا على تلميذه الشيخ البهي من حفظه قال:" وكان يحفظ معظم كتب الأيمة "، اه. ولا أستحضر وفاته، ولا أزيد من هذا في ترجمته.

نروي الثبت المذكور عن المعمر الشيخ عبد البر بن أحمد منة الله العميري المصري مناولة وإجازة عن أبيه عن الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عنه. ح: وعن الشمس محمد بن سليمان المكي عن القاوقجي عن البهي عن يوسف المذكور. ح: وأرويه عالياً عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي

(1) الأرجح أن هذا هو المترجم له برقم: 651 قبله.

(2)

رقم: 138 (ص: 452) .

(3)

رقم: 554 (ص: 1107) .

ص: 1150

المصري عن البهي عالياً عن الشباسي عن الصباغ، فبيني وبين الصباغ بالسند الأخير وسائط ثلاثة، وهذا أعلى ما يمكن لكبار شيوخنا. وأروي حزب النووي عن الشيخ أبي الخير ابن عابدين الدمشقي عن الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق عن الشمس محمد البهي المرشدي عن يوسف المترجم عن الصباغ بأسانيده.

يوسف فكيهات: (انظر إجازة من حرف الألف)(1) .

يونس بن مغيث: (انظر ابن مغيث من حرف الميم)(2) .

654 -

يونس المصري (3) : هو يونس بن أحمد الكفراوي الشافعي نزيل دمشق ومدرس الحديث بها وأعجوبة الدهر في قوة الحافظة وطلاقة العبارة، ولد سنة 1029، وأخذ عن أهل بلده، ثم رحل لمصر فأخذ عن الشوبري والأجهوري واللقاني والميموني والقليوبي والشبراملسي والبابلي والمزاحي وابن المرابط الدلائي وغيرهم، ثم رحل إلى دمشق عام 1070 وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي ومحمد البلباني الصالحي وأبي الفلاح عبد الحي العمادي الصالحي وغيرهم، وولي تدريس الحديث بجامع بني أمية.

وله ثبت في ذكر شيوخه ومروياته موجود بالخزانة التيمورية بمصر منه نسخة بخط الشمس محمد بن البرهان إبراهيم الدكدجي ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49، نرويه عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عن الشهاب العطار عن محمد بن عبد الرحمن الغزي عنه، وأرويه بأسانيدنا إلى ابن عقيلة عن إلياس الكوراني عنه. مات يونس المذكور سنة 1120.

(1) رقم: 32 (ص: 175) .

(2)

رقم: 337 (ص: 581) .

(3)

ترجمة الكفراوي في سلك الدرر 4: 265 والزركلي 9: 343.

ص: 1151

655 -

اليازغي (1) : هو الإمام العلامة الحافظ أبو محمد عبد الكريم ابن عليّ بن عمر بن أبي بكر ابن إدريس الزهني، نسبة إلى بني زهنة من قبيلة بني يازغة، المعروف باليازغي، قدم جده منها لفاس، وولد المترجم بها، كان مفرطاً في السمن بحيث كان الناس يتعجبون من قوة حفظه وسرعة إدراكه لفرطه في السمن، وه أحد من انتهت إليهم رياسة العلم بفاس أواخر القرن الثاني عشر، أخذ عن أبي حفص الفاسي وجسوس وطبقتهما، له حاشية على الزرقاني على المختصر، كان شيخ الجماعة بفاس أبو عبد الله ابن عبد الرحمن السجلماسي يقرر بها في درسه ويعتمدها كمنا للمشرفي في الحسام، وله أيضاً حاشية على المحلى استخرجها من طرره تلميذه ابن منصور، وله فهرسة تعرض فيها لترجمة شيخه في الطريقة مولاي أحمد الصقلي وغيره، نسبها له صاحب " سلوة الأنفاس " لما ترجمه، وكانت وفاته بفاس سنة 1199.

نروي ما له من طريق الشيخ الطاهر المشرفي عن الشيخ الطيب ابن كيران عنه. ح: وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي عن أبيه عن أبي محمد التهامي المكناسي عن ابن كيران عن المترجم، وقد وقفت على إجازة له بتاريخ 1194 كتبها لأبي محمد عبد السلام بن الشيخ سيدي المعطي ابن صالح الشرقي البجعدي دفين فاس، وهي عامة، أسند له فيها البخاري ومسلم عن شيخه جسوس وأبي العباس الورزازي، الأول عن الحريشي بأسانيده والثاني عن التاج القلعي بأسانيده، وهي معروفة.

656 -

اليافي: هو العلامة أبو العباس أحمد بن عليّ الشريف الأزهري اليافي تلميذ الشهاب أحمد الجوهري الكبير، له ثبت موجود بالخط في المكتبة

(1) ترجمة اليازغي في سلوة الأنفاس 2: 115 ودليل مؤرخ المغرب: 321.

ص: 1152

التيمورية ضمن مجموعة في المجاميع تحت عدد 250 (انظر ص 286 منه) وليس لي به اتصال ولا أعلم ما فيه.

657 -

اليبوركي (1) : هو العلامة محمد بن عمر بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ولي الله سدي يبورك ابن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي، فخذ من هشتوكة إحدى قبائل سوس. يروي عن شيخه الأستاذ الحضيكي عامة، وعن جماعة من تلاميذه كابن عمه المحدث الصوفي اللغوي محمد بن الحسن وعبد العزيز الترختي ومحمد بن محمد يحيى الشبي الحامدي والتاودي ابن سودة، أجازه هؤلاء الخمسة إجازة عامة، وثالثهم باستدعاء شيخه الحضيكي لنفسه وله ولجماعة معه.

لليبوركي المذكور فهرسة في نحو خمس كراريس، لخص في أولها فهرسة شيخه الحضيكي، أتى بجلها، ثم ترجم لمن ذكر، وترجم أيضاً لولي الله سيدي محمد بن أحمد التسكاتي الهلالي ومحمد بن محمد الولاتي الترموتي وعبد الله ابن الحاج أحمد الترختي وأحمد بن عبد الله الهوزيري وغيرهم، وكلهم أجازوه أيضاً، وختم بترجمة الشيخة الصالحة المعمرة الفقيهة نفيسة زمانها وربيعة أوانها من بلغ صيتها الآفاق، العالمة السالكة فاطمة بنت محمد الهلالية من وعل، الآخذة عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وغيره، وكان الشيخ المعطي بن صالح يرسل من أبي الجعد إلى سوس يطلب دعاءها، توفيت سنة 1207، وبها ختم المذكور فهرسه.

وقد وقفت له على ذيل آخر للفهرس المذكور وترجم فيه لشيخه عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يبورك بن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي

(1) دليل مؤرخ المغرب: 287، 322 (وهو يكتب البيركي - بتقديم الباء بواحدة - في غير موطن) .

ص: 1153

من الآخذين عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وأصحابه، ونقل عنه أنه دخل على شيخه ابن ناصر وعنده خليفته الحسين بن شرحبيل ورجل آخر لم يعرفه حاد البصر ساكت لا يتكلم، فلما خرج من عنده قال له السيد الحسين المذكور: هل تدري من الرجل الذي لا يتكلم عند الشيخ قال: لا، قال: هو رئيس الجان المسمى بشمهروش يقرأ عليه الشيخ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وترجم فيه أيضاً للعلامة الزكي الصالح محمد الجلالي بن أحمد ابن المختار السباعي تلميذ الحضيكي، لقبه بمراكش، وذكر أنه قيل استظهر القاموس حفظاً، وترجم فيه أيضاً لأبي المحاسن يوسف بن محمد الناصري قال: كانا أي المذكور والحضيكي كفرسي رهان في الولاية والصلاح وإن كان الحضيكي زاد على الناصري بالحفظ فالناصري زاد عليه بالحسب. وترجم أيضاً للعابد الناسك أحمد بن سعيد الواغزاني المعمر فوق المائة قال: لقي أبا العباس ابن ناصر وتلميذه الشرحبيلي وغيرهما، وذكر انه التقى مع شمهروش عند شيخه ابن ناصر رآه عنده ساكتاً لا يتكلم، ولن شيخه ابن ناصر كان يقرأ عليه. وترجم أيضاً لمجيزه عامة العارف عمر بن عبد العزيز الجرسيفي، وكمل الذيل المذكور سنة 1212. لم أجد الآن اتصالاً باليبوركي المذكور وإنما أتصل ببعض مشايخه الذين ترجم لهم حسبما يعلمه متتبع هذا الفهرس يالتدقيق.

658 -

اليوسي (1) : المتوفى عام 1102 وما في " عجائب الآثار للجبرتي من أنه مات عام 1111 غلط. هو عالم المغرب ونادرته وصاعقته في سعة

(1) ترجمة اليوسي في صفة من انتشر: 206 ونشر المثاني والجبرتي 1: 68 واليواقيت الثمينة 1: 133 وشجرة النور: 328 ومعجم سركيس: 1102 والزركلي 2: 237 وعبقرية اليوسي لعباس الجراري الدار البيضاء 1981، وفي محاضراته ذكر لنسبه ومعلومات عن حياته ورحلاته (بتحقيق الدكتور محمد حجي وأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1982) ويستفاد منها أن يوسي هي يوسفي كما ينطق به أهل تلك النواحي.

ص: 1154

الملكة وفصاحة القلم واللسان، مع الزعامة والإقدام، والصدع بما يتراءى له، وكثرة التصنيف على طريق بعد العهد بمثله، وهو الكلام المرسل الخالي عن النقل إلا ما لابد منه، أبو عليّ الحسن بن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف بن داوود ابن يدارسن اليوسي البوحديوي من آيت بوحدوا، هكذا لأبي التوفيق الدمنتي في فهرسته، ولغيره بعد داود: ابن حدوا ابن أويس المعروف باليوسي اليدراسني، ومن العجيب أن المترجم له في محاضراته لما ذكر أنه ابن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف قال: وهو أبو القبيلة، وهو عجيب، فإن جده يوسف هذا رابع الآباء، ومع قربه من زمنه تفرعت منه خلائق فإن قبيلته اليوم وقبله كبيرة كثيرة جداً من أعظم قبائل المغرب. وكونه من آيت يوسي القبيلة البربرية هو الذي صرح به المترجم عن نفسه في كتابه " المحاضرات " وهو الموجود في التواريخ والفهارس. ورأيت عصريه ونده القاضي التجموعتي أشعر في كتابه المسمى " خلع الأطمار اليوسية عن الأسطار اليوسية " بأن المترجم من آيت كايس، وهم فخذ من آيت يوسي أهل كيكو، والمترجم يشعر في رسالته الكبرى للسلطان أبي الأملاك الملى إسماعيل بأنه من أهل النسب، والله أعلم.

جال المترجم في بلاد المغرب حاضرةً وباديةً لأجل طلب العلم، وخصوصاً بالصحراء وبلاد البربر وسوس وبلاد الساحل، وأخذ عن أعلام فصل أخذه عنهم تلميذه الهشتوكي في " قرى العجلان " وإن لم يذكر ذلك هو في فهرسته، على أنه لم يكملها. نعم يروي عامة عن أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وشيخه ابن سعيد المرغتي السوسي ومحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي المعروف بالمرابط وأبي السعود عبد القادر الفاسي، وعمدته في طريق القوم الأول، هؤلاء الذين أجازوه آخر عمره، فإجازة الثاني له مؤرخة سنة 1083، والثالث سنة 1079، والرابع سنة 1081، وذلك قبل موته بنحوعشرين سنة، وهذا إهمال غريب يصدق قول تلميذه الشيخ المسناوي فيه: " لم يكن

ص: 1155

له كبير اعتناء بالرواية وإنما كان الغالب عليه الدراية " (1) ، اه. من إجازة له. ومن العجيب أن من معتمديه أحمد بن سعيد المكيلدي وهو من الآخذين عن أبي سالم العياشي المجازين منه.

ولليوسي فهرسة ملأها علماً وتطاولاً بعد العهد بمثله، وكان يريد إخراجها في جزء كبير، ولكن لم يكملها، والذي تم منها في نحو خمس كراريس، قال في أولها إنه رتبها على مقدمة تشتمل على فوائد وخمسة فصول: الفصل الأول: في ذكر أشياخه في التعلم مع الإلمام بشيء من الفوائد الواقعة معهم، الثاني: في ذكر الأشياخ في الدين ولو بطريق التبرك، الثالث: في ذكر شيء مما ألهم الله في آية أو حديث أو شعر أو كلام من فهم على طريق الإشارات، الرابع: في ذكر شيء مما خوطبت أو خاطبت به من نثر أو نظم، الخامس: في جمع الفوائد الملقوطة من أي نوع كان. قال في " نشر المثاني ": وهي فهرسة جيدة وقد أشار فيها إلى علوم كثيرة وفوائد غزيرة "، اه.

وإني أتعجب منه لما حج لم لم يستجز أحداً بمصر والحجاز والمغرب الأوسط، مع جلوسه بمصر نحو أربعة أشهر، ووجود كثير من أقطاب العلم والرواية إذ ذاك بتلك الديار كالعجيمي والبصري والنخلي في الحجاز، وأحمد ابن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي والشمس البقري والعجمي والخرشي ومحمد بن منصور الاطفيحي وعبد الحي الشرنبلالي وشاهين الأرمناوي في مصر، وهؤلاء كل أو جل أقرانه الذين رحلوا قبله وبعده أخذوا عنهم، خصوصاً العجيمي والخرشي، وهو إهمال كبير منه، ولعله لم يجد من

(1) من الطريف أن اليوسي يقول في محاضراته (ص: 174)(وهذا الاعتناء بالأخبار والوقائع والمساند ضعيف جداً في المغاربة فغلب عليهم في باب العلم الاعتناء بالدراية دون الرواية، وفيما سوى ذلك لا همة لهم) .

ص: 1156

يملأ عينه هناك.

وقد كان المترجم نافراً من عصريه المنلا إبراهيم الكوراني، منفراً مما كان يراه شاذاً فيه، كالكلام في مسألة الكسب حسبما وقفت على رسالة بخط أبي عليّ اليوسي كتبها للقادرين بفاس في ذلك، لكن الشذوذ الفكري عن المتعارف في بعض المسائل لا يوجب الغض من كرامة الرجل وعلمه المستفيض الذي طبق الأرض إذ ذاك، فأبو سالم العياشي والتجموعتي ورفقاؤهما من الفاسيين كانوا أسعد حظاً بالكوراني وأفطن لبعد مداركه من المترجم.

وقد وجدت الأديب الجيلالي الاسحاقي ذكر في رحلته الحجازية قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه سمع شيخنا أبا عليّ الحسن بن مسعود اليوسي بعد ما رجع من حجته يقول: " ما بقي بالبلاد المشرقية من تشد له الرحال في طلب العلم "، اه. ثم وجدت في رحلة ولد أبي عليّ اليوسي، وهو أبو عبد الله محمد المرافق له في حجته تلك ما نصه:" ما كنا نسمعه قبل مشاهدتنا وحضورنا هذه البلدة من إفشاء العلم والحث عليه وكثرة العلماء وتعاطي الفنون ومداولتها لم نر شيئاً من ذلك، إما لدثوره وانقراضه بموت أهله، وإما من مجازفة المارين بهذه البلاد وهذرهم وافتخارهم بذلك بكونهم لقوا أهل العلم والصلاح، وقد قيل حدث عن البحر ولا حرج، وحدث عن مصر ولا حرج "، اه. ولعل اليوسي وولده ما عرفا إلا من أتى إليهما فلم يقصدا أحداً، لذلك عميت عنهم مقامات رجال ذلك الدور، وهذا شأن الكثير من أهل المغرب إلى الآن، وحتى الآن استقر في طباعهم الاكتفاء بالقليل الذي عندهم. كما أني لم أر مستجيزاً من اليوسي في ذلك الدور إلا ما ندر، كالخرشي، فقد ذكر ولد المترجم في رحلة أبيه الحجازية وهي عندي بخطه انه استجاز من والده كما ذكر أن بطرابلس استجاز من المترجم الفقيه الشمس محمد بن

ص: 1157

أحمد بن محمد الملقب المكني لنفسه ولإخوانه من أهل طرابلس ولأبي الحسن عليّ النوري الصفاقسي فأجاز لهم نظماً قال فيه:

أجزت لكم في كل ما قد رويته

وما قلت قبل من نظام ومن نثر

كذا الرفقاء الماجدون تعمهم

إجازتنا من قاطنين بذا المصر

كذا الماجد النحرير عين سفاقس

أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر

وحدثتكم في ذلكم عن شيوخنا

ذوي العلم والعرفان والفضل والقدر

ومن شاء يستقصي ففهرسة لنا

تضيء لهم كالنجم في الطالع الزهر

على شرطها المعتاد في كل دورة

من الفهم والتحصيل والصدق في الذكر اه. ومما يستغرب أن شيخ كثير من شيوخنا المغاربة الفقيه المعمر الصوفي أبا حفص عمر بن الطالب ابن سودة حدث في مصر بحديث الأولية عن شيخه الأزمي عن التاودي ابن سودة عن ابن المبارك عن اليوسي عن الزرقاني شارح المختصر، وقد ساق هذه السلسلة الابياري في حاشيته على مقدمة القسطلاني معتمداً عليها، مع أن اليوسي إنما دخل مصر بعد موت الزرقاني الذي مات سنة 1099، وخروج اليوسي من فاس بقصد الحج كان بتاريخ يوم السبت 14 جمادي الثانية عام أحد ومائة وألف (1101) كما في رحلة ولده الذي كان مصاحباً له، فكيف يأخذ عنه ويسمع منه حديث الأولية، وابن المبارك اللمطي لم ير اليوسي وإنما دخل من الصحراء إلى المغرب سنة عشر ومائة وألف (1110) ، فلو ساقها من طريق (تو) عن ابن عبد السلام بناني عن العجيمي أو الكوراني كان أسلم وأوثق.

ومن نمط هذا ما وقع في الشرح الصغير للبرهان إبراهيم بن عليّ اللقاني المالكي المصري على جوهرته لدى قوله فيها في الشطر الثاني من البيت الثالث: " وقد حلا الدين عن التوحيد " أخبرني بعض أصحابنا الموثوق بهم أنه أخذ عني

ص: 1158

نسخة حلا

الخ، زاد البرهان الباجوري في حواشيه على الجوهرة: ومراده ببعض الأصحاب الشيخ اليوسي، كما وجد في بعض الهوامش بمصر الصحيحة " اه. منه (1) وهذا أغرب من كل غريب، فإن اللقاني مات عام 1041 قبل مولد اليوسي بسنة وقبل أن يصعد اليوسي للمشرق بستين سنة، فكيف يلقاه ويصحح عنه، فهذه غفلة أوجبها الثقة بالطرر وعدم استحضار أعصار الرجال ووفياتهم وتواريخ تنقلاتهم.

نروي ما لأبي عليّ اليوسي المذكور من طريق ابن عبد السلام بناني وأحمد الهشتوكي عنه. ح: ومن طريق الغربي الرباطي عن أبي الحسن عليّ العكاري وغيره عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ابن الطيب الشركي عن عمته الزهراء بنت محمد الشركية زوجة أبي عليّ اليوسي عنه. ونتصل به في الطريقة الناصرية عالياً عن عبد الهادي العواد عن الشيخ السنوسي عن محمد بن أبي جدين الريفي عن أبيه عنه، وهذا أعلى ما يمكن الآن.

غريبة: وقع في نسخة ظفرت بها من " نشر المثاني " عتيقة عليها طرر وإلحاقات بخط من يعتمد من القادريين في ترجمة الشيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ بن طاهر السجلماسي: " قال الإمام أبو عليّ الحسن اليوسي في فهرسته لما ذكر أخذه عن أبي بكر بن عليّ التطافي شيخ اليوسي وكان أي التطافي رحمه الله ما يذكر أمير المؤمنين مولانا أحمد الذهبي المنصور بالله إلا ذكره بإنكار ثم يقول كذا أي لعنه الله، قال الشيخ اليوسي: ولعله ورث ذلك من شيخه الإمام العارف بالله أبي محمد عبد الله بن عليّ بن طاهر فإنه كان له قدم في الزهد راسخ "، اه. وهذه غريبة كبرى وطامة عظمى فإن نسخ فهرسة اليوسي التي بيدي، وهي نحو العشرة، ليس فيها شيء من ذلك، وإنما فيها في ترجمة التطافي المذكور: " وكان رحمه الله ما يذكر الذهب

(1) انظر الشرح على الجوهرة ص: 13ط. سنة 1279 (المؤلف) .

ص: 1159

إلا ذكره بإنكار ثم يقول لعنه الله، وكأنه ورث ذلك من شيخه الإمام العارف أبي محمد عبد الله بن عليّ فإنه كان له قدم راسخ في الزاهد " اه، ومن نسخة بخط أبن أخي اليوسي سعيد بن محمد بن مسعود نقلت، أتم نسخها من خط عمه مؤلفها سنة أربع ومائة وألف (1104) . فلعن التطافي للذهب المعدن المعروف لافتتان الناس به واشتغالهم به عن الله لا للسلطان المنصور السعدي المعروف بالذهبي قطعاً، ويؤيد ذلك وصفه لشيخ شيخه بالزهد، وكأن أحد الحاسدين للمنصور ودولته بعد انقراضهم دس على اليوسي ما قرأ للقادري واعتمده، وإلا فالمنصور من أعظم المفاخر بين ملوك المغرب، ودولته من خير الدول، فلعنة الله على الكاذبين. ولما رأيت هذه الفاضحة المخزية أردت التنبيه عليها في هذا الموطن ليتعلم الناس التثبت والتروي، ويرجعوا لما قرره الأيمة من شرط المقابلة في الكتب التي ينقل منها بصيغة الجزم، وأن تكون المقابلة على أصول مروية لئلا يكون الناقل عرضة للاغترار بالمدلسين والمزورين، وما أكثرهم في كل زمان، خصوصاً زماننا هذا، فإن الناس اليوم تهافتوا على نقل جميع ما يكتبه جميع الكتبة من غير تفريق بين ما يصح نقله وصدوره من قائله المنسوب له أم لا، والله أعلم.

والمترجم له ممن أفردت ترجمته بالتأليف، وهو جدير بذلك، لتمام مشاركته وسعة تبحره وطلاقة قلمه وقوة قلبه وشجاعته، وفي ترجمته من " نشر المثاني ":" وهو ممن يستحق أن يوضع في ترجمته مجلدات " اه.

وكتابه المحاضرات عجيب في بابه، غريب في ترتيبه وأسلوبه، وكأنه في ترجمة نفسه ألفه، بسبب ما كان وقع بينه وبين أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي رحمهم الله، لما افتتح التفسير بالقرويين، والكتاب المذكور كاف في معرفة مقدار تصرفه وسيلان قلمه الزاخر، وأود لو وفق للتصنيف في التفسير أو لو وضع شرحاً على الموطأ أو أحد الصحيحين، ولكن بكل أسف إنه وغيره غالباً يؤلفون بحسب البضاعة النافقة في زمانهم لا على حسب

ص: 1160

مقدرتهم ومعلوماتهم. وقد قال شيخ الجامع الأزهر علامة مصر أبو عليّ حسن العطار في إجازته لأبي حامد الدمنتي: " لما كان لكل زمان رجال، ولكل حادثة مقال، اقتضت الحكمة الإلهية أن يقوم في كل عصر من يدون لأهل ذلك العصر على شاكلة عقولهم، ويقرب إليهم كلام من تقدم على قدر قرائحهم وفهومهم، طلباً للتسهيل، وروماً للتحصيل "

الخ كلامه. وأرى ان الناس لو بقوا في مجراهم لانقطع العلم من العالم الإسلامي فإن التدوين والنشر يجب أن يكونا على حسب حاجة الأمة وملكة الناشر والمدون، ومع ذلك يراعى حالة العصر وقوابل أهله في الجملة، وإلا فالنافع هو الذي يجب أن يؤثر بالاهتبال والحكم لله العلي المتعال (وانظر كتاب العلم من " شرح الإحياء " لدى حله ونقده لكلام المترجم في تحريم السيوطي الاشتغال بعلم المنطق) .

659 -

ابن يس: هو الفقيه المسند الصوفي أبو عبد الله محمد بن العباس ابن الحسن بن محمد بن يس الجزولي السوسي محتداً، الفاسي داراً ومولداً، له ثبت نفيس في سلاسل الطرق سماه " المواهب القدوسية في أسانيد بعض المشايخ الصوفية مع بعض المصنفات البهية والمسلسلات النبوية " ذكر فيه روايته للطريقة القادرية عن الشيخ التاودي وعثمان بن محمد القادري البغدادي، كلاهما عن السمان والعارف العيدروس، وروايته لطريقة الخلوتية عن عبد الله الشرقاوي، لقيه بمصر سنة 1211 وكتب له الإجازة بها، وعثمان القادري، كلاهما عن الحفني، والنقشبندية عن محمد الأمين بن جعفر الصوصي قاطن أولاد عميرة بالرتب، وعثمان القادري، كلاهما عن الأمير الكبير، وزاد الأخير بالأخذ عن الحافظ مرتضى الزبيدي، والوزانية عن عثمان القادري وأبي الحسن عليّ بن أحمد الوزاني والتاودي ابن سودة، الأخير عن مولاي الطيب، والثاني عن أبيه عن جده بسنده، والناصرية عن عثمان القادري وأبي يعقوب يوسف بن محمد الناصري وعمه عبد الله بن عبد السلام بن يس

ص: 1161

المراكشي الدار والقرار، حسب أخذ الأول عن الثاني وأخذ الثاني وعمه لها عن أبي العباس ابن ناصر، والبقالية عن عثمان القادري عن عبد الرحمن بن محمد الزياني عن عبد الوهاب بن الشيخ الأموي المكناسي عن سيدي عبد السلام بن الحاج البقال عن والده سيدي الحاج المفضل عن والده عليّ الحاج بسنده، وطريقة سيدي أحمد الحبيب عن الأمين بن جعفر الصوصي عن مولاي الفضيل بن عليّ العلوي عن الهلالي عن صاحبها، والصادقية عن الأمين ابن جعفر المذكور عن محمد بن عبد الهادي الرتبي الصادقي عن العباس الدرعي البسكري السكتاوي عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الصادق صاحب الطريقة، وطريقة سيدي محمد بن منصور الجلولي صاحب جزيرة البسابس ببلاد الغرب من المغرب أخذها عن عثمان القادري عن أبي حامد العربي بن عبد الله معن عن أبيه بسنده، وطريقة إبراهيم التازي عن عثمان القادري عن أبي يعقوب الناصري عن عمه بأسانيده، والأوراد السبعة عن عثمان القادري عن محمد بن محمد بوراس المعسكري عن محمود الكردي عن الحفني بسنده.

وعقد الباب الثاني لذكر إسناد دلائل الخيرات فأسنده عن عمه عن أبي العباس ابن ناصر عن أبيه عن المرغتي. ح: وعن شيخه عثمان القادري عن الحفني ومرتضى الزبيدي وأخذه ابن يس المذكور عن التاودي، والمسبعات العشر عن التاودي وعثمان القادري، كلاهما عن محمود الكردي عن الخضر، والدور الأعلى عن عثمان القادري عن الكردي عن الحفني بسنده، وحزب النووي عن القادري عن ابن الحسن بناني، وكتب زروق عن محمود الرباطي عن الحفني.

ثم عقد الباب الثالث لبعض المسلسلات فأسند حديث الأولية بشرطه عن عثمان القادري والأمين الصوصي، الأول عن عبد الرحمن الحبيب اللمطي عن الهلالي، والثاني عن مولاي الفضيل العلوي عن الهلالي، وكذلك الحديث

ص: 1162

المسلسل بالمشابكة والمصافحة، وحديث الضيافة على الأسودين، والحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم وتوابعه ومناولة السبحة.

ثم ختم بنص إجازات مشايخه عبد الله الشرقاوي المصري له، وهي خاصة بالطريقة الخلوتية بتاريخ 1211، وعثمان بن محمد الهزاري البغدادي لقيه بفاس وأجازه إجازة عامة مطلقة، والأمين بن جعفر الصوصي وهي عامة، وبخصوص الطريقة النقشبندية عن شيخه الحاج الطيب التازي عن جده لأمه عبد الوهاب التازي وهي بتاريخ 1221، وأبو الحسن عليّ محمود الرباطي وبه ختم.

ولم أقف قط على من أجرى ذكر ابن يس المذكور ولا عده في عدد العلماء أو الصوفية، وهذا نهاية الإهمال. نعم عمه من أشياخ الشيخ التاودي ابن سودة وإن لم يترجمه في فهرسته فقد عده منهم أبو الربيع الحوات في " الروضة المقصودة " قائلاً:" ومنهم الشيخ الصالح البركة المسن الرحال الجوال أبو محمد الحاج عبد الله بن عبد السلام بن يس، ينتسب رهطه للإمام الصالح عبد الله بن يس المصمودي الجزولي المجاهد المذكور في دولة المرابطين من اللمتون، وهو المدفون في محلة المواسين من مراكش. كان صاحب الترجمة شيخاً حسن الأخلاق متمسكاً بالسنة في عامة أفعاله على الإطلاق حج مراراً وزار ولقي جماعة من الأشياخ وناهيك بأبي حامد العربي التلمساني. وكان صاحب الترجمة أخذ أولاً عن أبي عبد الله محمد بن الفقيه المصمودي، وبعده عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر، رأيت الشيخ يعني التاودي أسند عنه في بعض الإجازات: دلائل الخيرات والحزب الكبير وبردة المديح، وكانت وفاته سنة 1185 بثغر رباط الفتح بعد أن كان يتردد بالسكنى بينه وبين مراكش وفاس، لما ألقى عصا التسيار وجعل المغرب دار القرار "، اه. باختصار. فاستفدنا منه ان المترجم سينه مكسورة.

ص: 1163

وما ذكره من ان عبد الله بن يس مدفون بمراكش ليس بصحيح، بل هو مدفون بكريفلة من بلاد زعير، ذكره البكري في مسالكه وغيره من المتقدمين والمتأخرين، آخرهم الزياني في ترجمانته، وعليه الآن بها قبة ومسجد وخزين ماء يروي ألوف الخلق، وذلك بقية آثار المرابطين بالمغرب، وقد وقفت على هذه الآثار وتكلمت عليه في رحلتنا الدرنية. وعبد الله بن يس دفين مراكش هو دغوغي من بني دغوغ أخ لعبد الخالق بن يس دفين بلاد الوداية الآن بالقرب من مراكش، وممن جزم بذلك من المتأخرين الأديب الرحال أبو عبد الله محمد الأمين الشنكيطي دفين مراكش في كتابه " الطريفة والتالدة " قائلاً إنه المشار إليه في ترجمة محمد بن محمد الجزولي من " التشوف " قائلاً أخذ عنه أبو محمد عبد الله بن يس فقيه المصامدة الآن. وذكر بعد ذلك أن عبد الله بن يس صاحب المرابطين هو الذي مات شهيداً مع الأمير أبي بكر اللمتوني في برغواطة، وذلك قبل بناء مراكش، قال:" وعلى مقامه اليوم قبة ببلاد الشاوية، وهي برغواطة في القديم، وكثير من الناس يعتقدونه هو عبد الله بن يس الذي بالمواسين " اه.

قلت: كريفلة التي بها قبر عبد الله بن يس المصمودي تعد اليوم من بلاد زعير، وكانت في القديم يصل إليها حكم برغواطة وتعد من بلادهم، ولا يعلم لعم صاحب الترجمة عبد الله ترجمة ولا مدفن بالرباط، وآله بقيت منهم بقية بمراكش إلى ما قرب عهده منا، وقفت على بعض آثارهم العلمية هناك، والله أعلم.

660 -

ابن يعقوب: هو الأديب الكاتب المؤرخ المعتني الضابط أبو عبد الله محمد بن محمد بن يعقوب الأيسي المراكشي من أدباء الدولة السعدية المنصورية، ذكره الشيخ أبو العباس أحمد بابا في " كفاية المحتاج " وأثنى عليه وقال:" لم ألق بالمغرب أثبت ولا أصدق ولا أعرف بطرق العلم منه "، اه. قال التمنارتي في " الفوائد الجمة ": " وقوله في ابن يعقوب هذا جموح عن

ص: 1164

شهادة العيان، فإن ابن يعقوب لم يبلغ شسع نعل الأيمة الذين كانوا يأخذون عنه أي بابا كأبب الحسن ابن عمران وأبي عبد الله الرجراجي وأبي العباس ابن القاضي وابن أبي النعيم وأضرابهم " اه. قلت: كأن التمنارتي ما فهم مراد بابا، فإن مدحه وإطراءه ابن يعقوب من جهة علم تراجم الرجال وأخبارهم ووفياتهم لا من جهة علم الفقه والمعقول الذي كان هؤلاء أيمته عند التمنارتي، فافهم. للمترجم له فهرسة حافلة نرويها بالسند إلى أبي العباس ابن القاضي عنه، وقد تدبجا.

661 -

ابن يعيش (1) : هو الشيخ الحاج أبو الحسن طارق بن موسى بن يعيش المخزومي، أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه من بلنسية.

563 -

اليانع الجني: في أسانيد الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني الحنفي، هو ثبت لطيف لاأحلى منه في أثبات المتأخرين، في جزء صغير مطبوع بالهند، مؤلفه الشاب المحدث البارع العلامة أبو عبد الله محمد يحيى المدعو بالمحسن الترهتي الفريني الهندي. ووجدت بخط مجيزنا أبي الحسن عليّ بن أحمد بن موسى الجزائري على هامش " قطف الثمر " في حق محمد يحيى المذكور نقلاً عن شيخنا أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري أنه توفي بالمدينة المنورة في أوائل العشرة الأخيرة من القرن المنصرم بحرق أنوار جذب عرضت له، رحمه الله، لم يطق حملها، قال:" عالجت تسكينه فأعياني أمره، وقوي حاله إلى ان كانت به منيته وهو في حدود الثلاثين من عمره " اه.

وقد اشتمل الثبت المذكور على إسناد الموطأ والكتب الستة فقط، ولكن ذيل هذه الأسانيد بكتابة مفيدة عن رجال هذه الكتب ومنزلتها بين كتب

(1) فهرسة ابن خير: 434.

ص: 1165