المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعانة المسلم وكشف كربته سبب لإعانة الله للعبد وكشف كربته يوم القيامة - كن صحابيا - جـ ١٠

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌الصحابة والأخوة

- ‌الأخوة صمام أمان لهذه الأمة وضرورة حتمية لإقامة كيانها

- ‌من المفاهيم الأساسية التي ميزت نظرة الصحابة للأخوة أنها طريق إلى الجنة

- ‌الأحاديث النبوية التي تربط بين الأخوة ودخول الجنة

- ‌التباغض والشحناء سبب لتأخر المغفرة وتخلف الثواب

- ‌سلامة الصدر وحب الخير للآخرين صفة ترتقي بصاحبها في درجات الجنان

- ‌من المفاهيم الأساسية التي ميزت نظرة الصحابة للأخوة أنها مسئولية أمام الله تعالى

- ‌الحقوق الأخوية أمر إلهي يترتب عليه ثواب الدنيا والآخرة

- ‌إعانة المسلم وكشف كربته سبب لإعانة الله للعبد وكشف كربته يوم القيامة

- ‌حرص الأشعريين على مواساة بعضهم ومدح النبي لهم

- ‌فهم عثمان بن عفان لمفهوم الأخوة وتطبيقه له

- ‌فهم معاذ وسلمان لحقيقة الأخوة وتطبيقهما لها

- ‌ابن عباس وقيامه بحق الأخوة طلباً لثواب الله

- ‌السعي في حاجات المسلمين كالجهاد والصيام والقيام في الأجر

- ‌من نصر مسلماً أو ذب عن عرضه نصره الله في موطن يحتاج فيه إلى نصرته

- ‌من المفاهيم الأساسية التي ميزت نظرة الصحابة للأخوة أنها تكون لكل مؤمن

- ‌من المفاهيم الأساسية التي ميزت نظرة الصحابة للأخوة أنها تورث السعادة في الدنيا والآخرة

الفصل: ‌إعانة المسلم وكشف كربته سبب لإعانة الله للعبد وكشف كربته يوم القيامة

‌إعانة المسلم وكشف كربته سبب لإعانة الله للعبد وكشف كربته يوم القيامة

وهذا المعنى قد ذكره الصحابي الجليل: النعمان بن مقرن رضي الله عنه وأرضاه في خطبته المشهورة في موقعة نهاوند: ولا يكل أحدكم قرنه إلى أخيه -كلمة في منتهى الصعوبة- أي: لا أحد يرمي مسئوليته على أخيه الذي بجواره، وإنما كل واحد يحمل مسئوليته، بل لو استطاع أن يحمل مسئولية أخيه فليفعل، ثم قال: كلمة في منتهى الخطورة: فإن الكلب يدافع عن صاحبه.

سبحان الله! الكلب يدافع عن صاحبه، فلماذا لا يدافع المؤمن عن أخيه المؤمن؟! صعب جداً أن يتدنى المؤمن إلى درجة أقل من الحيوان، فالحيوان يدافع عن صاحبه، والمؤمن لا يدافع عن إخوانه، هذا هو مفهوم المسئولية عند النعمان بن مقرن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) فالجزاء من جنس العمل، بل الجزاء عظيم على هذا العمل، فإذا كنت أنت الذي تنفس عن مؤمن كربة فربنا سبحانه وتعالى بنفسه هو الذي سينفس عنك يوم القيامة، وإذا كنت تيسر على معسر فربنا سبحانه وتعالى أيضاً هو الذي سييسر عليك في الدنيا وفي الآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة في منتهى الجمال هي ملخص لكل ما فات:(والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، أي: ما دام أنك تساعد إخوانك فإن الله سيساعدك، وعلى قدر ما تعطي لإخوانك المسلمين يعطيك الله عز وجل ويكون في عونك، وتخيل لو أن عندك مسألة أو قضية أو مشكلة في حياتك فإن الله عز وجل يجعل لك من ذلك مخرجاً، ولذلك كان الصحابة باذلين حياتهم كلها لنفع الآخرين ولمساعدة الآخرين وللتضحية من أجل الآخرين، لأنهم علموا المردود لذلك، وأن ربهم هو الذي سيعوضهم وليس البشر.

ص: 9