المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرص عمر بن الخطاب على سنة النبي صلى الله عليه وسلم - كن صحابيا - جـ ٩

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌الصحابة واتباع الرسول

- ‌نظرة الصحابة ومن بعدهم للسنة

- ‌مفهوم السنة وضرورة اتباعها والتمسك بها

- ‌حرص الصحابة على اتباع السنة

- ‌حرص عمر بن الخطاب على سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص ابن عباس على سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص أبي هريرة على حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص عقبة بن الحارث على التثبت في الأمر وطلب سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص جابر بن عبد الله واجتهاده في طلب حديث النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص أبي أيوب الأنصاري ورحلته في طلب حديث النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌موقف الصحابة ممن لم يلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم عليها

- ‌موقف عبد الله بن مغفل ممن أصر على مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌التزام عمر بن الخطاب بأفعال النبي مع عدم ظهور الحكمة له منها

- ‌تقيد الصحابة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في لبس خاتم الذهب ثم نزعه

- ‌تقيد الصحابة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في خلع النعلين في الصلاة

- ‌وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر لم يثبت اختصاصه به

الفصل: ‌حرص عمر بن الخطاب على سنة النبي صلى الله عليه وسلم

‌حرص عمر بن الخطاب على سنة النبي صلى الله عليه وسلم

روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهذا الجار هو عتبان بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، فكان سيدنا عمر وعتبان رضي الله عنهما في مكان بعيد عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه: عوالي المدينة، قال: وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك.

ومع ذلك كان سيدنا عمر رضي الله عنه يعيش حياته الطبيعية، فكان يتاجر ويشتغل، وكان صاحب زوجة وأولاد، لكن كان حريصاً كل الحرص على أن يعرف كل شيء عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن عندما نقرأ أو نسمع مثل هذه القصص نظن أن سيدنا عمر كان ليله ونهاره مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يتركه أبداً، سواء في الجامع أو غيره، لا، بل كانت حياته سائرة بصورة طبيعية، لكن في نفس الوقت هو حريص على أن يعرف كل شيء عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو يروح يوماً والثاني يروح يوماً وهكذا، فلماذا لا نعمل كعملهم هذا؟ وخاصة نحن في زمن لم يعد كل الناس لديها الوقت لأن تقعد فتدرس، فلماذا لا يقرأ أحدنا شيئاً من الشرع ثم ينقلها لجاره؟ وجاره يقرأ شيئاً وينقلها له، وثالث يقرأ شيئاً وينقلها للاثنين وهكذا، وهذا العمل من عمر من باب التعاون على البر والتقوى، مع أن جار عمر هذا ليس صحابياً معروفاً هو ليس كـ أبي بكر، وعثمان وغيرهما، ومع ذلك كان سيدنا عمر يستفيد منه، وعمر رضي الله عنه أيضاً كان يفيده، فلماذا لا نتعاون في مثل هذه الأشياء:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]، وهل هناك أحسن من التعاون على معرفة سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟

ص: 5