الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقديم الموظف الأسبق فالأسبق من أصحاب الحاجات
من العدل والإنصاف ألَاّ يؤخِّر الموظفُ متقدِّماً من أصحاب الحاجات، أو يقدم متأخِّراً، بل يكون التقديم عنده على حسب السبق، وفي ذلك راحة للموظف وأصحاب الحاجات، وقد جاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"بينما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مجلس يُحدِّث القوم، جاءه أعرابيٌّ فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّث، فقال بعضُ القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضُهم: بل لَم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخاري (59) .
ووجه الدلالة من الحديث أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لَم يُجب السائل عن الساعة إلَاّ بعد فراغه من تحديث مَن سبقوه، قال الحافظ ابن حجر في شرحه:"ويؤخذ منه أخذ الدروس على السبق، وكذلك الفتاوى والحكومات ونحوها".
وجاء في ترجمة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في لسان الميزان للحافظ ابن حجر قوله:
"وأخرج ابن عساكر من طريق أبي معبد عثمان ابن أحمد الدينوري قال: حضرتُ مجلسَ محمد بن جرير وحضر الفضل بن جعفر بن الفرات الوزير، وقد سبقه رجل، فقال الطبري للرجل: ألا تقرأ؟ فأشار إلى الوزير، فقال له الطبري: إذا كانت النوبة لك فلا تكترث بدجلة ولا الفرات، قلت: وهذه من لطائفه وبلاغته وعدم التفاته لأبناء الدنيا".