الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الواحد بن زيد: «أن حبيبًا أبا محمد جزع جزعًا شديدًا عند الموت، فجعل يقول بالفارسية: أريد أن أسافر سفرًا ما سافرته قط! أريد أن اسلك طريقًا ما سلكته قط! أريد أن أزور سيدي ومولاي، وما أريته قط! أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط! أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة! ثم أوقف بين يدي الله عز وجل، فأخاف أن يقول لي: يا حبيب! هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء؟ !
فماذا أقول، وليس لي حيلة؟ ! أقول: يا رب، هو ذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي! قال عبد الواحد: هذا عبد الله ستين سنة مشتغلاً به، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط، فإيش يكون حالنا؟ ! واغوثاه بالله»!
*
أيها المذنب! ألا تريد النجاة من كيد الشيطان
؟ !
أيها المذنب! دحر الشيطان دحر للذنوب .. ودحر الشيطان شفاء للقلوب! ومن عكف على المعاصي فهو في ملك الشيطان وسلطانه .. فهلَاّ فكرت أيها المذنب في الخلاص من سلطان اللعين؟ !
فمن أسباب النجاة: إدمان الطاعات:
فما اغتاظ الشيطان من شيء كغيظه من فعل الطاعات! روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «رأيت إبليس اللعين في المنام منكوسًا، فهممت أن أقرعه بالعصا، فقال لي: يا أبا سعيد، أما
علمت أني لا أخاف من العصا، ولا من الأسلحة! قال: فقلت له: يا ملعون فما الذي تخافه؟ ! قال: أخاف من شيئين: أحدهما: استعاذة المستعيذين، والثاني: شعاع معرفة الصادقين»!
ومن أسباب النجاة: ذكر الله تعالى:
ومن أسباب النجاة: دعاء الله تعالى والاستعاذة به:
حكى بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ ! قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ ! قال: أجاهده. قال: هذا يطول، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها، أو منعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده، وأرده جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم، يكفُّه عنك!