الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص رسالة المؤلف بن نبي
إلى الناشر
سيدي الناشر،
إن الرواية التي أتقدم بها إليكم قصة مرتجلة لحج بطلي القصة، كتبت القصة في غرفة فندق بين سفرتين متقاربتين جدا.
فبالإضافة إلى الأخطاء التقنية هنالك أخطاء أخرى قد لا يكون مفر منها، خاصة عندما نكتب في عجالة.
ولم يكن لدي متسع من الوقت لأتعرف على الأشخاص بصورة كافية، خاصة الشخصيتين اللتين قامت حولهما القصة وهما الفحام والطفل اللذان عاشا في مدينة عنابة.
أما الجانب الخيالي الوحيد فيتمثل في الصلة التي وضعتها بين الأشخاص في المكان والزمان، حتى
مغامرة الحاج التونسي الذي منع من الحج فهي حقيقة قد شغلت الصحافة التونسية آنذاك.
وإذا كانت هذه التفاصيل المادية للأحداث معروفة لدي بمنتهى الإتقان، فليست بالمثل فيما يتعلق بمجراها العاطفي والروحي.
فقد أسيت كثيرا عندما حاولت اكتشاف الأشخاص في مرحلة خاصة من حياتهم، بينما لم أستطع اكتشافهم في الوقت القصير الذي خصصته لهم أي حوالي الشهر. ومع هذا، فقد خالجني شعور حسبما هو متعارف عليه، بأن التلقائية كانت تنقصهم.
وحقيقة فإذ هذا راجع إلى وضع آخر أي الإطار المتفق عليه في الحج الذي يتحرك فيه إبراهيم والهادي، وخصوصا إذا كان تجمع حجاجي فوق المركب يبدو غير متحرك وكأنه متكون من جسم واحد وليس من أفراد مختلفين، فإن هذا يرجع إلى الإطار حيث الأشكال والأفكار والمشاعر متقاربة بعض الشيء. ولم تكن لي النية بصورة سطحية على الأقل أن أنظر في روح المجموعة ما عدا شخصيتي إبراهيم والهادي، ولكن كان علي أن أتمعن في هيئتهم الأكثر
لقد أردت أن أمس جزءا مهما من الفلكلور الجزائري، لذلك بدا لي أن مقدمة قصيرة تعد ضرورية حتى نستطيع وضع القارئ الأجنبي في أجواء الحج في الإسلام. فالإنسان يقترح والله يهيئ ....
تقبلوا مني سيدي الناشر وصديقي العزيز فائق الاحترام وعظيم التقدير.