المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٠٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [104]

- ‌تفسير سورة الماعون

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين هم يراءون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويمنعون الماعون)

- ‌الأسئلة

- ‌كلمة توجيهية لأئمة المساجد

- ‌كيفية التخلص من التعامل بربا النسيئة في التبادل بالعملات

- ‌الحج على امرأة لديها أخت مسنة تقوم برعايتها ولا يوجد أحد يقوم بعناية أختها

- ‌حكم الانحناء للمخلوقين

- ‌حكم طاعة المسئولين الذين تُعينهم الجمعيات

- ‌حكم الرد على من يسمع قارئاً يخطئ في قراءته

- ‌الضابط في معرفة الشرك الأكبر من الشرك الأصغر

- ‌حكم الابتعاد عن الزوجة أكثر من ستة أشهر بغير رضاها

- ‌حكم القيام وتقبيل اليد للعالم والأكبر سناً

- ‌وصايا للكشافة الذين يقومون بخدمة الحجاج

- ‌التثويب في أذان الفجر

- ‌الواجب في التبادل بالعملات أن يكون يداً بيد إلا في الضرورة

- ‌وجوب العدل بين الأولاد في الهبات والعطايا

- ‌حكم إخراج نصيب تزويج الأبناء من التركة

- ‌من ساهم بشيءٍ من المال في مال أبيه فلا يضم إلى التركة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم)

‌تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم)

قال تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الماعون:2-3] فجمع بين أمرين: الأمر الأول: عدم الرحمة بالأيتام الذين هم محل الرحمة؛ لأن الأيتام هم الذين مات آباؤهم قبل أن يبلغوا، وهم محل الشفقة والرحمة؛ لأنه فاقد لأبيه، فقلبه منكسر يحتاج إلى جبر، ولهذا ورد في النصوص فضل الإحسان إلى الأيتام، لكن هذا -والعياذ بالله- (يدع اليتيم) يدفعه بعنف؛ لأن الدع هو: الدفع بعنف، كما قال الله تعالى:{يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} [الطور:13] أي: دفعاً شديداً، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئاً أو يكلمه في شيء يحتقره، ويدفعه بشدة، فلا يرحمه.

الأمر الثاني: أيضاً لا يهتمون برحمة الغير، {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الماعون:3] فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا على إطعامه؛ لأن قلبه حجر -والعياذ بالله- قاسٍ، فقلوبهم {كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:74] إذاً ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب والعياذ بالله.

ص: 4