المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلمة توجيهية لأئمة المساجد - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٠٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [104]

- ‌تفسير سورة الماعون

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فذلك الذي يدع اليتيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين هم يراءون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويمنعون الماعون)

- ‌الأسئلة

- ‌كلمة توجيهية لأئمة المساجد

- ‌كيفية التخلص من التعامل بربا النسيئة في التبادل بالعملات

- ‌الحج على امرأة لديها أخت مسنة تقوم برعايتها ولا يوجد أحد يقوم بعناية أختها

- ‌حكم الانحناء للمخلوقين

- ‌حكم طاعة المسئولين الذين تُعينهم الجمعيات

- ‌حكم الرد على من يسمع قارئاً يخطئ في قراءته

- ‌الضابط في معرفة الشرك الأكبر من الشرك الأصغر

- ‌حكم الابتعاد عن الزوجة أكثر من ستة أشهر بغير رضاها

- ‌حكم القيام وتقبيل اليد للعالم والأكبر سناً

- ‌وصايا للكشافة الذين يقومون بخدمة الحجاج

- ‌التثويب في أذان الفجر

- ‌الواجب في التبادل بالعملات أن يكون يداً بيد إلا في الضرورة

- ‌وجوب العدل بين الأولاد في الهبات والعطايا

- ‌حكم إخراج نصيب تزويج الأبناء من التركة

- ‌من ساهم بشيءٍ من المال في مال أبيه فلا يضم إلى التركة

الفصل: ‌كلمة توجيهية لأئمة المساجد

‌كلمة توجيهية لأئمة المساجد

يقول الله في سورة المؤمنون: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1-2] ، بعض الأئمة -هداهم الله- يستعجل في الصلاة فيضطر بعض الناس لترك الصلاة في المسجد الذي في الحي الذي يسكن فيه، وينتقل لآخر؟

هذا السؤال يحتاج إلى توجيه كلمة للأئمة: وهو أن الإمام هل هو يصلي لنفسه، أو يصلي لنفسه ولغيره؟ الجواب: يصلي لنفسه ولغيره، فيجب عليه مراعاة الناس، لا إفراط ولا تفريط، أي: لا إفراط بحيث يطيل عليهم أكثر مما جاءت به السنة، ولا تفريط بأن يُنقص عما جاءت به السنة، الإنسان الذي يصلي وحده إن شاء طوّل وإن شاء نقص عما جاءت به السنة ولكنه قام بالواجب، وإن شاء اتبع السنة، لكن الإمام يجب أن يتبع السنة، لماذا؟ لأنه أمين على الناس، والأمين يجب عليه أن يفعل الأصلح، كما قال الله في مال اليتيم:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام:152] وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـ معاذ بن جبل ولمن أطال في صلاة الفجر -رجل آخر-: (إذا أمَّ أحدكم الناس فليخفف) ومعنى (ليخفف) أي: لا يطيل أكثر مما جاءت به السنة، فإن الإنسان لا يصلي لنفسه وإنما يصلي لنفسه ولغيره، فالواجب عليه مراعاة السنة فيها، ولا يهمه انتقاد منتقد، قد يقول: لو أتيت بالسنة، يمكن يقول بعض الناس: أطلت، لكن إذا أخل بالسنة من الذي يقول له: أخللت؟ الله عز وجل يوم القيامة، سوف يحاسب في ذلك اليوم ليس له مفر، وليس له حجة، لكن اليوم له حجة يقول: أنا أتيت بالسنة، ائتني بدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينقص عما قلت أو عما فعلت وأنا أتبعه، أما أن آتي بالسنة وتقول: أطلت، أليس الرسول عليه الصلاة والسلام أشد الناس رعاية للأمانة؟ بلى.

ومع ذلك يقرأ في فجر يوم الجمعة (الم تنزيل -السجدة-) في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية (هل أتى على الإنسان) ، وربما قرأ في المغرب (سورة الطور) ، وربما قرأ فيها بسورة (الأعراف) ، فأين الخروج عن السنة؟! فالواجب على الإمام ألا يسرع سرعة تمنع المأمومين من فعل السنة؛ لأنه مؤتمن، وأما قوله: إن الناس يقولون: أطلت.

هذا ليس له حجة، لا ينفعه عند الله عز وجل، لكن لا يزيد على ما جاءت به السنة؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام غضب في ذلك ونهى عنه.

وإذا كان إمامك لا يمكّنك من أداء الواجب فاطلب غيره، حتى لو فرضنا أنك دخلت مع إنسان بعد أن فاتتكم الصلاة، ثم رأيت أنه يسرع سرعة لا تتمكن معها من الإتيان بالواجب فانفصل عنه وكمّل لنفسك.

ص: 9