المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأحكام الوضعية ونقد لمصطلح التكاليف الشرعية - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٣٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [135]

- ‌تفسير آيات من سورة (ق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وسائل الدعوة

- ‌تسويق المنتجات التابعة للرافضة

- ‌حكم تحويل دورة المياه إلى مصلى

- ‌حكم لبس البنطال للمرأة

- ‌الأحكام الوضعية ونقد لمصطلح التكاليف الشرعية

- ‌حكم أخذ الورثة من التركة التي تكون من الربا

- ‌حكم الإبراء من العيب

- ‌حكم قول: قال الله على لسان نبيه كذا ونحوه وقول الشاعر: لعمري

- ‌حكم من كان مرحاض بيته باتجاه القبلة

- ‌ضرورة التزام الأحكام الشرعية بعد البلوغ

- ‌كيفية الجمع بين حديثي: (لا عدوى ولا طيرة) و (فر من المجذوم)

- ‌حكم قول: احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم

- ‌حكم شراء الدجاج المستورد

- ‌كيفية توبة المستهزئ

- ‌ما يقال في سجود السهو والتلاوة

- ‌بيان كفارة اليمين

- ‌مدى صحة حديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)

الفصل: ‌الأحكام الوضعية ونقد لمصطلح التكاليف الشرعية

‌الأحكام الوضعية ونقد لمصطلح التكاليف الشرعية

أرجو توضيح الأحكام الشرعية الوضعية للضابط والتكليف؟

على كل حال: الواجب، والسنة، والمباح، والمكروه، والحرام، هذه تسمى عندهم: أحكام تكليفية.

والسبب، والشرط، والمانع، والركن، والواجب، والفاسد، والصحيح، والباطل، هذه تسمى عندهم: أحكام وضعية.

ثم إن كلمة أحكام تكليفية هذه منتقدة أيضاً، فليس في الكتاب والسنة كلمة تكليف إلا منفياً لا مثبتاً، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] ولهذا ينبغي أن نقول بدل تكليفية: أحكام أُمِر بها أو نُهِي عنها، حتى نوافق الكتاب والسنة، أما تكليفية إذ سمعتَ تكليفية فمعناها: أن الإنسان يكلف، ليس هو مكلفاً والحمد لله، الإنسان يعطى على قدر طاقته، ولهذا لما أنزل الله تعالى قوله:{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] جاء الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام وجثوا على ركبهم، وقالوا:(يا رسول الله! ما لنا طاقة بهذا، أن يحاسبنا الله على ما في أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه ما نطيق هذا، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: لا تكونوا كالذين قالوا: سمعنا وعصينا، قولوا: ((سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) [البقرة:285] فقالوا: سمعنا وأطعنا، لما انقادوا واستسلموا أنزل الله الآية التي بعدها ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة:286] قال الله: نعم، ((رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا)) [البقرة:286] قال الله: نعم، ((رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) [البقرة:286] قال الله: نعم) .

فانظر إلى أن الله عز وجل لا يكلف أحداً إلا ما يطيق، فما يطيق فهو مكلف به، بمعنى أنه مأمور به أو منهي عنه.

ص: 12