المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ضرورة التزام الأحكام الشرعية بعد البلوغ - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٣٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [135]

- ‌تفسير آيات من سورة (ق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم وسائل الدعوة

- ‌تسويق المنتجات التابعة للرافضة

- ‌حكم تحويل دورة المياه إلى مصلى

- ‌حكم لبس البنطال للمرأة

- ‌الأحكام الوضعية ونقد لمصطلح التكاليف الشرعية

- ‌حكم أخذ الورثة من التركة التي تكون من الربا

- ‌حكم الإبراء من العيب

- ‌حكم قول: قال الله على لسان نبيه كذا ونحوه وقول الشاعر: لعمري

- ‌حكم من كان مرحاض بيته باتجاه القبلة

- ‌ضرورة التزام الأحكام الشرعية بعد البلوغ

- ‌كيفية الجمع بين حديثي: (لا عدوى ولا طيرة) و (فر من المجذوم)

- ‌حكم قول: احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم

- ‌حكم شراء الدجاج المستورد

- ‌كيفية توبة المستهزئ

- ‌ما يقال في سجود السهو والتلاوة

- ‌بيان كفارة اليمين

- ‌مدى صحة حديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)

الفصل: ‌ضرورة التزام الأحكام الشرعية بعد البلوغ

‌ضرورة التزام الأحكام الشرعية بعد البلوغ

فضيلة الشيخ! هناك بعض الناس إذا حدثته عن سلوك الطريق المستقيم قال لك: إن الدين في القلب وليس في الأشكال ويقول: بأن الرجل لا يلتزم أو يسلك الطريق المستقيم إلا بعد بلوغ الأربعين ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث إلا بعد الأربعين! الشيخ: لا إله إلا الله! السائل: فما قولكم يا شيخ؟!

قولنا: نوافقه في قوله: إن التقوى في القلب، والإيمان في القلب؛ لكننا نقول له: إن الذي قال: (التقوى هاهنا) وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الذي قال:(إنها إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله) ، ففساد الظاهر عنوان على فساد الباطن، ثم إن كان هذا الفساد مخرجاً عن الإسلام كان الباطن خارجاً عن الإسلام، وإن لم يكن مخرجاً ففي القلب مرض لكنه لا يبلغ حد الكفر.

فنحن نجيبه بما استدل به، نقول: أنت قلت: التقوى هاهنا ونحن نقول: الذي قال: (التقوى هاهنا) هو الذي قال: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) .

ففساد الظاهر دليل على أن الباطن فيه بلاء، أفهمتَ؟ الفقرة الثانية ماذا يقول؟ السائل: إنه لا يسلك الطريق المستقيم إلا بعد بلوغه الأربعين.

الشيخ: وأما هذا فنقول: هذا خطأ عظيم، نعم تمام الأربعين فيه كمال قوة العقل والبدن، وأما التكليف فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:(رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق) فالحد هو البلوغ، فمتى ما بلغ الإنسان وكان عاقلاً أُلْزِم ما يُلْزِم به من له أربعون سنة ومن له خمسون سنة ومن له دون ذلك؛ لكن يستحسن في مثل هذا يُرْفَع إلى ولاة الأمور حتى يستتيبوه فإن تاب، وإلا عاملوه بما يقتضيه هذا الكلام، فهذا الكلام خطير جداً.

ص: 17