المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (أألقي الذكر عليه من بيننا) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٨٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [184]

- ‌تفسير آيات من سورة القمر

- ‌تفسير قوله تعالى: (كذبت ثمود بالنذر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا إذاً لفي ضلال وسعر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أألقي الذكر عليه من بيننا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (سيعلمون غداً من الكذاب الأشر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا مرسلو الناقة فتنة لهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فارتقبهم واصطبر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فنادى صاحبهم فتعاطى فعقر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فكيف كان عذابي ونذر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة)

- ‌الأسئلة

- ‌جواز وضع المال في البنك لضرورة

- ‌حكم صيام التطوع في السفر إذا كان معتاداً على الصيام

- ‌التفصيل فيمن يخرج منه قطرة بول بعد الوضوء

- ‌الجمع بين حديث: (لا تسبوا الأموات) وحديث: (أن جنازة مرت على رسول الله فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت)

- ‌حكم من أدرك الإمام ساجداً فانتظر حتى يقوم ثم دخل معه

- ‌رجل خطب امرأة فدفع لها المهر ولم يتم العقد ثم مات

- ‌حكم الدعاء على الشخص بقوله: (الله يحصده العافية)

- ‌كلمة توجيهية لمن يعتقدون أن للأولياء بعد موتهم كرامات ويتمسحون بتراب القبور

- ‌معنى قوله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)

- ‌حكم خبر الإسرائيليات

- ‌حكم من دخل المسجد ولم يصل تحية المسجد ينتظر الإمام

- ‌حكم رفع اليدين في مواطن الإجابة حال الدعاء على الدوام والاستمرار

- ‌حكم وضع سور على القبر إذا كان داخل المسجد

- ‌حكم الإيثار في القربات

- ‌تقديم العرف في مسألة النفقة على الزوجة وعلاجها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (أألقي الذكر عليه من بيننا)

‌تفسير قوله تعالى: (أألقي الذكر عليه من بيننا)

قال تعالى: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} [القمر:25] هذا أيضاً استفهام احتقار، يعني: كيف يلقى الذكر عليه من بيننا؟ ما الذي ميزه؟ وكل هذا شبهات لا دلالات، فكونه بشراً لا يمنع أن يكون رسولاً، بل لابد أن يكون رسول البشر بشر؛ لأن الله قال:{وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام:8-9] يعني: لو أرسلنا ملكاً للزم أن نجعله بصورة البشر حتى يختلط بالناس ويأتلف بهم، وإذا جعلنا الملك بشراً لبسنا عليهم ما يلبسون، فعادت المسألة مختلطة.

إذاً ننظر الآن: الشبهة الأولى: أنهم قالوا: إنه بشر، الثانية: أنه منا، لا يتميز علينا بشيء، الثالثة: أنه واحد لم يؤيد، والله عز وجل يقول:{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس:13-14] قويناهم، هؤلاء يقولون: واحد ما يكفي، لابد أن يعزز بثانٍ وثالث، الرابع:{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} [القمر:25] يعني: كيف يلقى عليه الذكر والوحي من بيننا؟! هذا لا يمكن.

إذاً: أربع شبهات وهم يرونها حججاً توجب رد صالح عليه الصلاة والسلام، والواقع أنها ليست بحجة، بل هي شبه وتضليل، وهكذا المبطلون يا إخوان! في كل زمانٍ ومكان يوردون الشبه على الحق، ولكن الله سبحانه وتعالى لابد أن يبين الحق ليهلك من هلك عن بينه، ويحيا من حي عن بينة، ثم قالوا:{بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر:25](بل) هنا لإبطال دعواهم، و (كذاب) صيغة مبالغة وفي نفس الوقت وصف؛ لأن كلمة فعال تأتي للمبالغة، وتأتي للوصف، فإذا قلت: فلان نجار، يعني: من النجارين، وإلا ما ينجر إلا مرة واحدة، وإذا قلت: فلان حداد لكثرة استعمال الحديد صارت مبالغة، هم يرونه -والعياذ بالله- أنه كذاب موصوفٌ بالكذب ليس له صفة إلا الكذب، وكثرة الكذب أيضاً (أشر) أي: بطر، متعالٍ، متعاظم، مستكبر، مدع ما ليس له.

ص: 6