المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٢٢٠

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [220]

- ‌تفسير آيات من سورة الحديد

- ‌تفسير قوله تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم)

- ‌الأسئلة

- ‌من هم أهل السنة الحق

- ‌حكم (الشيك) الذي يصرف مقابل السلامة في آخر السنة الميلادية

- ‌أفضل كتب التفسير للمبتدئين

- ‌فن تخريج الفروع على الأصول

- ‌من حلف بالطلاق على زوجته إن ذهبت تدعو أحد مشايخ الصوفية الأموات

- ‌كيفية معاملة الشيعة

- ‌من حج عن غيره ومات أثناء الحج

- ‌حكم وضع العباءة على القبر عند إدخال المرأة قبرها وحكم إدخال المحرم لها في قبرها

- ‌حكم حلق الشارب

- ‌حكم إفساد غسيل الكلى للصوم

- ‌حرمة سب العلماء وسب غيرهم من الناس

- ‌حكم الفصل بين جمع التأخير أو التقديم في الصلاة

- ‌حكم السلام في المجلس الواحد أثناء طرح السؤال

- ‌حكم من اشترى شيئاً لرجل آخر ليبيعه إياه بزيادة في الأجل

- ‌مسمى السلفية في الميزان

- ‌حكم (الطربوش) الذي له مقدمة

- ‌حكم لبس النظارة الشمسية

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم)

‌تفسير قوله تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم)

ثم قال: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد:23] أي: أخبرناكم بهذا أن كل مصيبة تقع فهي في كتاب {لِكَيْلا تَأْسَوْا} [الحديد:23](اللام) هنا للتعليل، و (كي) بمعنى أن، أي: لئلا تأسوا، ومعنى تأسوا: تندموا على ما فاتكم مما تحبون.

{وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد:23] أي: لا تفرحوا فرح بطر واستغناء عن الله بما آتاكم من فضله.

إذا علمت أن الشيء مكتوب من قبل فهل تندم على ما فات لأنه مكتوب والمكتوب لا بد أن يقع؟ هل تفرح فرح بطر واستغناء إذا آتاك الله الفضل؟ لا، لأنه من الله مكتوب من قبل فكن متوسطاً، لا تندم على ما مضى، ولا تفرح فرح بطرٍ واستغناء فيما أتاك الله من فضله؛ لأنه من الله، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) القوي في إيمانه، وليس القوي في بدنه، أصحاب الرياضة يجعلون هذا عنواناً (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) ويقولون: المراد المؤمن القوي في بدنه وهذا غلط، القوي هنا وصف يعود على ما سبقه وهو الإيمان، (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) هذا يسميه البلاغيون احتراس بمعنى أنه قد يظن الظان أن الضعيف لا خير فيه، فقال:(وفي كلٍّ خير)، ثم قال:(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) والإنسان إذا علم أن كل شيء مقدر ولا بد أن يقع رضي بما وقع، وعلم أنه لا يمكن رفع ما وقع أبداً، ولهذا يقال: دوام الحال من المحال، وتغيير الحال بمعنى رفع الشيء بعد وقوعه من المحال.

نعود إلى الآية {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد:23] مختال في فعله، فخور في قوله، ومن الاختيال في الفعل أن يجر ثوبه، أو مشلحه، أو عباءته، أو غير ذلك مما يدل على الخيلاء، حتى وإن لبس ثوباً وإن لم يكن نازلاً لكنه يعد خيلاء.

الفخور والمعجب بنفسه هو الذي يقول: فعلت وفعلت وفعلت، يفخر به على الناس، لأنك ما دمت فاعلاً للشيء تريد ثواب الله، ما حاجة أن تفخر به على الناس! بل اشكر الله عليه وحدث به على أنه من نعمة الله عليك.

ص: 5