المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم تبيين الخطأ وكيفية تبيينه - لقاء الباب المفتوح - جـ ٦٩

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [69]

- ‌تفسير آيات من سورة البلد

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا أقسم بهذا البلد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنت حل بهذا البلد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ووالد وما ولد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة للشباب في التحذير من الفرقة

- ‌حكم تبيين الخطأ وكيفية تبيينه

- ‌تغيير الألفاظ غير العربية المستعملة بين المسلمين

- ‌حكم تسمية الله بالمسعِّر

- ‌مساواة الهبة للميراث في العطية بين الأولاد

- ‌حكم السهر بعد العشاء

- ‌حكم رجل طلق زوجته طلقة رجعية ثم طلقها ثانية قبل أن يراجعها

- ‌سؤال عن التعقيب على تفسير الشيخ السعدي

- ‌حكم الاتكاء على اليدين من الخلف

- ‌الحكم على جماعة التبليغ

- ‌تعيين صاحب البدعة قبل إقامة الحجة عليه

- ‌وجوب صلاة الجماعة على المسافر

- ‌صحة صلاة أكثر من فرد خلف صف لم يُكمل

- ‌سبب التنوين في قوله تعالى: (يوم لا يغني مولىً عن مولىً شيئاً)

- ‌حكم نكاح الشغار

- ‌الشعر الذي على الخد من اللحية

- ‌الرد على من يرتكب الأشياء المحرمة بحجة عدم تحريمها

- ‌دفع الزكاة بقصد نمو المال والبركة فيه لا بنية الامتثال

- ‌حكم قيام الناس للرجل إذا دخل المجلس

- ‌حكم القصر لمن يسافر مسافة (90كم)

- ‌حكم المأموم الذي ركع إمامه قبل إكماله للفاتحة

- ‌حكم دم الصيد الذي يصيب بدن المرء

الفصل: ‌حكم تبيين الخطأ وكيفية تبيينه

‌حكم تبيين الخطأ وكيفية تبيينه

فضيلة الشيخ! نريد ضابطاً في تحديد الغيبة! فإذا أخطأ عالِمٌ من العلماء في مسألة من المسائل مهما كان هذا العالم -مع احترامي وتقديري وكل ما يليق بمقامه- مثل قوله بأن الله عز وجل غير مستوٍ على عرشه، هل تبييني بأن هذه المسألة خطأ، وتحذيري منها، وتبيين ما أخطأ فيه من مسائل الدين، وأنا لستُ في درجته من العلم يُعدُّ غيبة، أم أنه لا يجوز لي أن أبينها لأنني لستُ في درجته من العلم؟! أم أن الغيبة فقط هي القدح في شخص تكون نيته سيئة؟! فما الضابط في هذه المسألة؟

انظر بارك الله فيك! تبيين الخطأ واجب؛ لكن إذا قلتَ: مَن قال: إن الله استوى على العرش يعني: استولى عليه فقوله خطأ، وقوله منكر، ويلزم عليه لوازم باطلة، وأتيتَ بما عندك من الحجج فإنك ما عيَّنت أحداً.

فالتعميم خيرٌ من التعيين لسببين: السبب الأول: ألا يظن الظان أنك متعصب ضد هذا الشخص، ولاسيما إذا كان هذا الشخص مرموقاً بين الناس ومحترَماً، وله حسنات كثيرة.

السبب الثاني: أن يكون هذا الحكم عليه وعلى غيره ممن شاركه في هذه البدعة.

ولهذا انظر إلى مؤمن آل فرعون ماذا قال! {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر:28] ولم يقل: أتقتلون موسى؛ لماذا؟ لأنه لو عيَّنه لقيل: بينه وبين موسى ارتباط شخصي يريد أن ينتصر له، فقال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً} [غافر:28] كأنه رجل نكرة، لا يعرفه، {أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر:28] .

كما فعل أبو بكر رضي الله عنه مع قريش في معاملتهم النبي صلىالله عليه وعلى آله وسلم فقال: [أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟!] .

فالتعميم خير مِن التعيين مِن هذين الوجهين.

أما السكوت على الخطأ فهو خطأ، لاسيما إذا صدر الخطأ من شخص مرموق يؤخذ بقوله، ويُقْتَدى به؛ لكن قبل أن أبين خطأه أتصل به، وأناقشه، وأجعل مستواي في مستواه ما دام القصد الوصول إلى الحق، فإن تبين له الحق ورجع إليه؛ فهذا هو المطلوب، وإن لم يتبين وأنا أرى أنه خالف في أمرٍ لا يسوغ فيه الاجتهاد؛ فإنه في الحال هذه يجب علي بيان الحق.

ص: 9