المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وكذب بالحسنى) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٧٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [75]

- ‌تفسير آيات من سورة الليل

- ‌تفسير قوله تعالى: (والليل إذا يغشى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والنهار إذا تجلى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما خلق الذكر والأنثى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن سعيكم لشتى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فأما من أعطى واتقى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأما من بخل واستغنى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وكذب بالحسنى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما يغني عنه ماله إذا تردى)

- ‌الأسئلة

- ‌بيان انقسام علامات الساعة إلى صغرى وكبرى

- ‌حكم تحية المسجد عند دخول المصلى

- ‌معنى حديث: (ماء زمزم لما شرب له)

- ‌حكم التعميم في الذم

- ‌ضابط التشبه بالكفار

- ‌بيان معنى معية الله لخلقه

- ‌حكم إقامة العالم للحدود دون إذن الإمام

- ‌حكم قراءة القرآن عند الجماع للضرورة

- ‌حكم قصر الصلاة لمن قارب دخول بلده

- ‌حكم تلاوة القرآن عند بداية الحفلات والندوات والإذاعات

- ‌حكم الالتفات عند الحيعلتين

- ‌المفاضلة بين صوم الإثنين والخميس وأيام البيض

- ‌حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره

- ‌بيان قاعدة: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)

- ‌حكم الإمارة في السفر

- ‌كيفية الرد على من لا يرى الأذان الأول يوم الجمعة

- ‌معنى حديث: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة)

- ‌حكم تشغيل جهاز المسجل بالقرآن لمن لا ينصت له بسبب الانشغال بعمل ما

- ‌حكم الأناشيد التي يوجد فيها لحن

- ‌حكم أخذ الأجرة على الأذان لمن لا يؤذن

- ‌عدم مشروعية السنة القبلية للجمعة والرد على من قال بها

- ‌الرد على مقولة ابن الجوزي (كبقاء الرحمن)

- ‌حكم الزير الذي يضرب عليه وحكم اللعب بالبنادق والهجاء بالقصائد

- ‌معنى قول المصلي في دعاء الاستفتاح: (وتعالى جدك)

- ‌حكم إغلاق مكبر الصوت عند الإقامة

- ‌حكم استخدام بطائق (الفيزا كارد) البنكية عند التعامل

- ‌الذبح للضيوف بنية دفع الملامة عن نفسه

- ‌حكم تعليق الأبيات الشعرية التي تنهى عن التشاؤم

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وكذب بالحسنى)

‌تفسير قوله تعالى: (وكذب بالحسنى)

قال تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} [الليل:9] أي: بالقولة الحسنى وهي قول الله ورسوله.

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:10] أي: ييسر للعسرى في الأمور كلها.

ولكن قد يأتي الشيطان للإنسان فيقول: نجد أن الكفار أمورهم تتيسر فيقال: نعم قد تتيسر أمورهم لكن قلوبهم تشتعل ناراً وضيقاً وحرجاً، كما قال تعالى:{وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام:125] ثم ما ينعمون به فهو تنعيم جسد فقط، لا تنعيم روح، ثم هو أيضاً وبال عليهم؛ لقول الله تعالى فيهم:{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم:44-45]، وقال النبي صلى الله عليه آله وسلم:(إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وتلا قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] ) وهؤلاء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ومع ذلك فإن هذه الدنيا جنة لهم بالنسبة للآخرة.

وقد ذكروا عن ابن حجر العسقلاني شارح البخاري بالشرح الذي سماه فتح الباري وكان قاضي القضاة في مصر: أنه مر ذات يوم وهو على عربة تجره البغال والناس حوله برجل يهودي سمَّان -أي: يبيع السمن والزيت- وأنتم تعلمون أن بيّاع السمن والزيت تكون ثيابه وسخة وحاله سيئة، فأوقف العربة وقال لـ ابن حجر: إن نبيكم يقول: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فكيف أكون أنا بهذا الحال وأنت بهذه الحال؟! قال له ابن حجر على البديهة: أنا في سجن بالنسبة لما أعد الله تعالى للمؤمنين من الثواب والنعيم، لأن الدنيا بالنسبة للآخرة ليست بشيء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها) ، وأما أنت -يقول لليهودي- فأنت في جنة بالنسبة لما أعد لك من العذاب إن مت على الكفر، فاقتنع بذلك اليهودي وصار ذلك سبباً في إسلامه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله!!

ص: 9