المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أهل السنة يبطلون المجاز في الصفات ثم يعملونها في مواضع - لقاءات ملتقى أهل الحديث بالعلماء - جـ ٢

[ملتقى أهل الحديث]

فهرس الكتاب

- ‌الشيخ عبد الرحمن البراك

- ‌[الذي يطوف على القبور كقبر الحسين والبدوي وغيره هل عملهم مكفر

- ‌[هل الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، وهل هذا القول على إطلاقه

- ‌ ولا نجد لهم دروسا، أو جهودا في تصحيح العقائد الفاسدة، والبدع المنتشرة في بلادهم! فهل من كلمة توجهونها لهم

- ‌[سماحة الشيخ استنكر عَليّ أحد الأخوة تكفير الرافضة

- ‌[ما حكم الجزم بأن القيامة لن تقوم غدا

- ‌[كيف نجمع بين حديث الجساسة التي رآها أحد الصحابة وأخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأن معها المسيح الدجال، وحديث إن المسيح الدجال يخرج ويولد في آخر الزمان

- ‌[أشكل عليّ تفريق بعض أهل العلم بين أهل الكتاب والمشركين

- ‌[ما هو منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌[ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعم

- ‌[هل يجوز فك السحر بالسحر عند الحاجة

- ‌[ما حكم الدار التي يكثر فيها سب رب العالمين

- ‌[ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء

- ‌[ما هي الأمور التي اتفقت عليها فرق الخوارج؟ وما هي الأمور التي وقع فيها خلافٌ بينهم

- ‌ تفرقون بين الذي يطلب من الميت قُرْبَ قبره الدعاء له، وبين الذي يطلب منه الشفاعة

- ‌[بعض الإخوة عندهم قطع قماش صغيرة من أستار الكعبة، يحملونها تبركا بها

- ‌[لماذا لم يكفر الإمام أحمد أئمة الجهمية مع ظهور كفرهم

- ‌[هل يجوز تكفير أعيان الإسماعيلية في عصرنا

- ‌ من يقول إني حين أطوف في القبور لا أقصد دعاء الميت ولكني أقصد بركه المكان

- ‌[لو مسحت على موضع قدم إبراهيم للبركة هل هذا جائز

- ‌[هل لما أطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم الآن لا يكون شركا

- ‌[أهل السنة يبطلون المجاز في الصفات ثم يعملونها في مواضع

- ‌[ما حكم التقليد في العقيدة

- ‌[وهل يجب على الإنسان أن يستدل على مسائل العقيدة الضرورية حتى يصح إسلامه

- ‌[وما مراد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قوله (معرفة دين الإسلام بالأدلة)

- ‌ الفعل الذي وقع فيه الصحابي حاطب

- ‌(التردد - الملل - الظل

- ‌ الفرق بين معتقد أهل السنة والخوارج في باب الأعمال

- ‌[كيف نوفق بين رواية (كلتا يديه يمين)، وبين (يطوي الأرضين بشماله) في صحيح مسلم

- ‌ما حكم السخرية بالصالحين بلفظ الجمع؟ وهل هذا التقسيم صحيح

- ‌[هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا

- ‌[هل يجوز التبرك بماء زمزم بغير الشرب كأن يغتسل به طالبا البركة

- ‌ اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة

- ‌[التبرك بآثار الصالحين والتمسح بذواتهم

- ‌[هل يصح تفسير الاستواء بالجلوس؟ وهل يوصف الله بالجلوس

الفصل: ‌[أهل السنة يبطلون المجاز في الصفات ثم يعملونها في مواضع

ـ‌

‌[أهل السنة يبطلون المجاز في الصفات ثم يعملونها في مواضع

مثل: "كنت سمعه الذي يسمع به" الحديثَ كيف الجمع، أو ما هي القاعدة في ذلك؟ وتقبلوا تحياتي محبكم. ]ـ

الحمد لله، منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله، وصفاته، وفي نصوصهما هو المنهج القويم البريء من التناقض، ومن الغو، والتقصير، فهم يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا ونفيا، فيثبتون ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله، وينزهونه عن جميع النقائص، والعيوب اثباتا بلا تشبيه، وتنزيها بلا تعطيل على حد قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، ومن منهجهم إمرار النصوص على ظاهرها، وذلك بالإيمان بما دلت عليه من الصفات من غير تعرض لكيفياتها كما قال غير واحد من الأئمة:(أمروها كما جاءت بلا كيف)، وقال الإمام مالك، وغيره:(الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب .. ).

وأما دعوى السائل أن أهل السنة ينكرون المجاز في نصوص الصفات، ويثبتونه في مواضع فدعوى باطلة، فإن أهل السنة منهم من ينفي المجاز في اللغة العربية مطلقا، وفي القرآن من باب أولى، وهؤلاء عندهم كل لفظ هو حقيقة في موضعه يدل على المعنى الذي يقتضيه السياق، والمقام.

ومَن يثبت منهم المجاز في اللغة، وفي القرآن؛ لا يقول به إلا إذا قام الدليل المانع من إرادة المعنى الحقيقي، مثل الحديث الذي ورد في السؤال، وهو قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي ـ:" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به .. " الحديث.

ومن المعلوم بالضرورة أن الله لا يصير عين العبد: سمعه، وبصره، ويده، ورجله، فإن حقيقة ذلك الحلول، أو الإتحاد.

ص: 25

فكل من يؤمن بالله، يؤمن بأنه بائن من خلقه، ومباين لهم لا يخطر بباله من هذا الحديث المعنى الباطل، بل يدرك أن المراد من الحديث أن من أحبه الله، وفقه في جميع تصرفاته، فلا يسمع، ولا يبصر، ولا يبطش، ولا يمشي إلا على وفق أمر الله، فجميع جوارحه منقادة لشرع الله فهو بالله، ولله.

وأما المخالفون لأهل السنة والجماعة من طوائف المتكلمين فهم المتناقضون، وأظهر تناقض في باب الصفات هو في مذهب الأشاعرة، فإنهم يفرقون بين الصفات، والنصوص؛ فيثبتون سبعا من الصفات، وينفون سائرها فيقولون في نصوص الصفات السبع إنها حقيقة، وأما نصوص الصفات التي ينفونها فإنها عندهم مجاز، وليس لهم في هذا التفريق حجة ناهضة، ولا قاعدة مضطردة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية ـ بعدما بين تناقض المتكلمين من الأشاعرة، والمعتزلة، والجهمية ـ: فكل من نفى شيئا مما جاء به الرسول لا بد أن يثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه. اهـ

فالتناقض لازم للمذاهب المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة.

ومذهب أهل السنة بريء من التناقض، وكل المعاني الباطلة: من التحريف، والتعطيل، والتكييف، والتمثيل، والله الهادي إلى سواء السبيل، والله أعلم.

ص: 26