المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرق بين التجارة مع الله عز وجل والتجارة مع غيره - مجالس رمضان - أحمد فريد - جـ ١٢

[أحمد فريد]

الفصل: ‌الفرق بين التجارة مع الله عز وجل والتجارة مع غيره

‌الفرق بين التجارة مع الله عز وجل والتجارة مع غيره

التجارة مع الله عز وجل نوع خاص من التجارات، تفترق عن سائر التجارات في الدنيا؛ لأنها معاملة بين العبد الفقير الضعيف المحتاج والرب الغني القادر القاهر.

فكل أحد من الناس يريد أن يعامل غيره من أجل أن يربح منه، فهي معاملة بين فقير وفقير، وبين محتاج ومحتاج، فكل الناس يريدك لنفسه، والله عز وجل يريدك لك؛ لأن الله تعالى غني عنك وعن طاعتك وعن عبادتك:(لو أن الخلق كلهم على أتقى قلب رجل واحد منهم، ما زاد ذلك في ملك الله عز وجل شيئاً، ولو كانوا على أفجر قلب رجل واحد منهم، ما نقص ذلك من ملك الله عز وجل شيئاً).

فالله عز وجل يريد منا أن نعامله من أجل أن نربح نحن أعظم الأرباح، والله غني عنا وعن طاعتنا وعن عبادتنا.

الفرق الثاني بين تجارة الدنيا والتجارة مع الله عز وجل: أن تجارة الدنيا عرضة للمكسب والخسارة، قد تكسب مرة وتخسر مرة، أو تكسب مرات، وتخسر مرة، أما التجارة مع الله عز وجل فلا تبور بحال من الأحوال، وليس هناك احتمال للخسارة بحال من الأحوال:{يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر:29].

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم في الدنيا، فإن لم يصيبوا الغنيمة تم لهم أجرهم)؛ لأن المجاهد ينتظر ثلاثة: ينتظر الثواب في الآخرة، وفرحة النصر، والغنائم، فإن انتصر نال فرحة النصر، ونال حظه من الغنائم، ويبقى أجر الآخرة، وإن لم ينتصر فيتم له أجره في الآخرة.

فهكذا التجارة مع الله عز وجل لا تبور بحال من الأحوال.

الفرق الثالث بين تجارات الدنيا والتجارة مع الله: أن تجارة الدنيا الأرباح فيها محدودة، والسلع قد تربح فيه (10%) أو (20%) غاية الأمر (100%) أو (200%)، فالدرهم يربح درهماً أو درهمين، ولكن لا يمكن أن توجد تجارة في الدنيا الدرهم فيها يربح سبعمائة درهم، لا يمكن أن توجد مثل هذه التجارة، ولكن تجارة الآخرة يقول عز وجل فيها:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة:261].

إذاً: فيها أرباح عظيمة جداً.

الفرق الخامس: أن تجارة الدنيا قد يدخلها الغش، وقد تكون هناك سلعة معيبة ويدلسها صاحبها ويخفي ما بها من عيب ويروجها فتروج.

أما التجارة مع الله عز وجل لا يمكن أن يدخلها الغش؛ لأن الله عز وجل بصير خبير عليم، فلا يمكن أن يدخل التجارة مع الله عز وجل الغش.

التجارة مع الله عز وجل نوع خاص من التجارات.

ص: 3