الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
لغة الدماء
شعر: مشتاق حسين
أتدري أم لعلك لست تدري
…
بأن الجرح ثغرٌ، أي ثغر!
وأن دمَ الضحايا حين يجري
…
لسانٌ ناطقٌ بالظلمِ يُزري
لسانٌ يلتقي سَمْعَ البرايا
…
بصوتٍ من لهاة الحق يسري
يجوسُ خلال آذانٍ وإن لمْ
…
تَزَلْ تحمي غِوايتَها بِوَقر
أن اخسأ أيها النوّام سُحقاً
…
لك الويلاتُ مِنْ فَرّي وكَرّي
أَتُبْصُرُني وحيداً ثم تغفو
…
وَتَتْرُكُني أنوء بحمل إصري
لقدْ ألهبْتَ من حَزَنٍ حُرُوفي
…
ألا فاطوِ المنامَ وخذ بثأري
وَصَيّرْ قلبك الرعديدَ بَرّاً
…
إذا ما لَجّ في أمواجِ ذُعرِ
لِتَصنعْ فلك ربي للبرايا
…
ولا تسأل فديتك أين تجري
ألا فاخلع رداءَ الجبن والبسْ
…
برودَ النصر كي تحظى بنصرِ
إذا لم يقترن حرف بخطوٍ
…
فعد للنوم تصحُ غداً لحشرِ
إذا الشيطان مسك منه نُصب
…
فقم واركض برجلك دون صبرِ
شرابٌ من رحيق الوحي يشفي
…
ومغتسلٌ ينبّه كل حُرِّ
أرى الأقوامَ قد راشت سهاماً
…
لقد طاشت سهامكمُ لعمري
سُلِبت قريحتى إن لم تروها
…
فداءَ الحق في شعري ونثري
يد الأشلاء تستعدي فؤادي
…
وهيجت الدماءُ غليلَ صدري
أسًى ما للمشاعرِ منه واقٍ
…
وما لبنات شعري من مَفَرِّ
لساني ملك إيماني ووقفٌ
…
لأحزاني فلا تعجبْ لشعري
إذا أنا لم يكن شعري لهيباً
…
يذيبُ جمود قومي كيف عذري؟ !
إذا لم نلق طوقَ النوم عنا
…
فما جدوى التّطلعُ نحو فجْرِ؟ !