الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغريب وحب الوطن
عبد الله بن حسن الوادعي
إن هذه الدنيا برمتها التي تعيش فيها، وهذه الأرض التي تمشي عليها، وهذه
السماء التي ستظل بها، إنما هي دار غربة تقيم بها بعيدا عن وطنك، قال صلى
الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)[1] . وقال: (بدأ
الإسلام غريبا وسيعود غيريبا فطوبى للغرباء) [2] .
ولتعلم أن هذه الدنيا بما فيها من أنهار وأشجار وثمار وأزهار وجواهر وأموال
وقصور مشيدة، لا تساوي شيئا إذا ما قيست بجمال وطنك الحقيق، فتنبه أيها
الغريب.
فإذا سألت - وحق لك أن تسأل - أين موطنك الأصلي؟ فالجواب هو الجنة،
فإن الله سبحانه وتعالى أهبط آدم وزوجه من الجنة وأسكنهم الأرض - دار
الغربة -، فصار الأرض هي موطن الغربة لأدم وذريته، والجنة هي الموطن
الأصل. فهذا هو الوطن الذي يجب أن يُحب ويضحي من أجل الوصول إليه.
1- أخرجه البخاري، كتاب الرقائق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) .
2-
رواه مسلم (كتاب الإيمان) رقم (145) ، وله أكثر من عشرين طريقا.
منتدى القراء
المنهج الإسلامي والنظام العالمي الموحد
حمود بن جابر الحارثي
إن النظام العالمي الموحد الذي تسعد به البشرية هو نظام الله في كتابه العزيز، وسنة نبيه؛ لأن الله ربّ العالمين بيده الخلق كله، وبيده الأمر كله، فالكون وما
فيه مسخر لعبادة الله تعالى [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ] [النور: 41] .
فإن من أطاع الله عز وجل كان موافقاً للكون وما فيه من التوجه إلى طاعة الله تعالى
وعبادته. ومن عصاه كان مُصادماً لجميع ما في الكون السائر وفق منهج الله تعالى.
فنظام الإسلام فيه وحدانية المبدأ، ووحدانية النظام، ووحدانية الأخلاق، وما
شذ فهو بطبيعة البشر وإلا فالجميع تحت مظلة واحدة، وما هم إلا من مفردات هذا
الكون السائر وفق منهج الله تعالى.
الإسلام هو النهج الوحيد الذي نادى الناس ليكونوا أمةً واحدة. وجمع الله به
الأعداء، وقطّع عرى العداوة، وأبدل بها رابطاً واحداً هو رابط الدين. قال تعالى: [وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] [الأنفال: 63] . هذا النهج الوحيد الذي رسم للناس
الخطوط العريضة في العقيدة، والأخلاق، والآداب، والمعاملات، وكَفَل الحقوق
لشريف الناس ووضيعهم؛ فهو المنهج والنظام المُهيأ والصالح لإسعاد البشرية.