الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
عيد الجزائر
! !
جمال الحوشبي
أهازيجٌ يرتّلها الدمارُ
…
وأفراحٌ يُكدّرها استعارُ
فيا عيدَ الجزائر أيّ عيدٍ
…
(وقد خَلَتِ المرابعُ والدّيارُ)
لنا في كلّ ناحيةٍ خطوبٌ
…
تساوَى الليلُ فيها والنهارُ
علامَ الذبحُ والتقتيلُ فينا
…
فلا حقّ يُصان ولا جوارُ
وصار جميعنا أحلاسَ بيتٍ
…
وطَنّب في مرابعنا التتارُ
دماءُ الأبرياء هناك تجري
…
أما في المسلمينَ فتىً يَغارُ
تَحيفُ بنا (الوحوش) على دهاءٍ
…
ويُخْفِي القاتلَ الأشقى ستارُ
وكم يُذكي (الكبارُ) صنوفَ غدرٍ
…
يُقادُ لها الأراملُ والصغارُ
يغيظُ الكفْرَ أنّ الشعبَ حُرّ
…
وفتيتهُ على الإسلام ساروا
متى ما رامَ أن نحيا عبيداً
…
فلا عيشٌ يطيبُ ولا قرارُ
وكلّ فَخَارنا دينٌ حنيفٌ
…
تهونُ له المقامعُ والحِصارُ
أيا شعبَ العُروبةِ كيف تُنسى
…
قضيتُنا؟ وهلْ يُجدي انتظارُ؟
دماءٌ في الخَفَاءِ تُراقُ غَدْراً
…
وتُدْفَقُ كلما بَزَغ النهارُ
تنادَى السامعون بكل صُقْعٍ
…
وليس لكم بنجْدَتِنَا شعارُ
مواقفُكم لها ألفُ اعتذارٍ
…
أما تدرون أنّ العُذرَ عارُ؟
وكم من شامتٍ لمصير شعبٍ
…
يقودُ قِطارَ وَحْدَتهِ العِثارُ
أفي الأمس القريب دُعاةُ حقٍ
…
ونحن اليومَ أوباشٌ شِرارُ؟
فأينَ حَمِيّةُ الإسلام فيكم
…
أمَا لأخوّةِ الدّينِ اعتِبَارُ؟
أما للحق أّنصارٌ وجندٌ
…
أما للعُربِ فيها والجوارُ؟
أيا عيدَ الجزائرِ طِبْتَ دوماً
…
فلا كربٌ يدومُ ولا حِصارُ
غداً ستعودُ في ثَوبٍ جديدٍ
…
وليلُ القهر يعْقُبُهُ نهارُ
وتسمعُ روعةَ التكبير منّا
…
تُردّدُه المآذنُ والقِفَارُ