الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
مِنْ وحْيِ الهِجْرة
أحمد حسبو
ها قد أهلّ على الوجودِ (مُحَرّمُ)
…
فالكونُ يزهو والحياةُ تَبسّمُ
ترنو إلى ركبِ النبي وقد مضى
…
تَبْكيه مكةُ والمَقَامُ وزمزمُ
عوّدتُ نفسي الاحتفالَ بهجرةِ الْ
…
هادي الْبشيرِ، وعطرَها أتنسّمُ
لكنْ على الوجهِ الذي أبصرتُهُ
…
عن حبِ خير المرسلين يُترجِمُ
فاخترتُ من شعرِ المديحِ قصيدةً
…
أنشدتُها ووجدتُني أترنّمُ
وحَسِبتُ أني قد بلغْتُ ذرا التقى
…
بل ليس مثلي في المحبة مسلمُ! !
وإذا بأعماقي دويّ صارخٌ
…
يا غافلاً حتّى متى تتَوهّمُ! !
حتى متى والقولُ قد زخرفْتَهُ
…
والفعلُ يفضحُ ما تقولُ وتزعُمُ
لمّا عَجزْتَ عن اتباعِ (محمدٍ)
…
أَقنعْتَ نفسَكَ بالكلامِ، ودُمْتمو!
ماذا اقترفتُ لكي تراني واهماً
…
أَلأَنّنِي بهوى النّبيِ مُتيّمُ؟ !
إني أرى حبّ النبي عبادةً
…
ينجو بها يومَ الحسابِ المسلمُ
فأجابني: حبّ النبِي عبادةٌ
…
فرضٌ على كل العبادِ محتّمُ
لكنْ إذا سَلَكَ المحبّ سبيلَهُ
…
متأسّياً وَلِهدْيِهِ يَتَرَسّمُ
هل ضيّعَ الإسلامَ إلا قائلٌ
…
أفعالُهُ تنفي المقالَ، وَتْهدِمُ؟
فالقدسُ ضاعت من كلامٍ دونما
…
فعلٍ يؤيد قولَهم، ويُتَرْجِمُ
والطفلُ ملّ من الكلامِ؛ وليتهم
…
يَدَعُونه يرمي اليهودَ، ويَرْجُمُ
والعدلُ ملّ من الكلامِ؛ وقد رأى
…
مَنْ يَدّعي عدلاً يجورُ، ويَظْلِمُ
والطهرُ ملّ من الكلامِ؛ وطالما
…
زعمَ الطهارةَ داعرٌ لا يَرحمُ
حتى البطولةُ أَعْلنتْ إضرابَها
…
لما ادّعاها من يَخافُ، ويُحْجمُ
فَصَرخْتُ: كُفّ القولَ؛ قد أَخْجَلْتَنِي
…
وكلامُك الحقّ الذي لا يُكْتَمُ
تعني بهذا أن يجيء (محرمٌ)
…
ويروحَ عنّا دونما يُستَلْهَمُ؟
فأجابني: كلاّ فهجرةُ (أحمدٍ)
…
فيها الدروسُ لمن يُفيد، ويَفْهمُ
درسُ التوكلِ خالدٌ عنوانُهُ
…
(الله ربي) يستجيبُ، ويعصِمُ
والأخذ بالأسبابِ درس مشرقٌ
…
والعبقريّة باسم ربك ترسُمُ
فَهُنَا (عليّ) في الفراشِ مُدثرٌ
…
يُلْهي عيونَ المشركين، ويوهِمُ
وهناك (أسماءُ) الأريبةُ أصْبَحَتْ
…
مَثَلاً لكُلّ المسلماتِ يُقَدّمُ
وشقيقُها الشّهمُ الأبيّ، ودورُهُ:
…
يأتي النبيّ بما يُحَاك ويُبْرَمُ
ويجيءُ (عامرُ) بالشياهِ يسوقُها
…
نشوانةً، تمحو الخطا، وتُعتّمُ
حتى الدليلُ [1] على الطريق أتى بهِ
…
ما قال أمشي، ثم ربي يُلْهمُ
تَمْتمتُ: قد تعِبَ الرسولُ مهاجراً
…
بأبي وأمي كم له أتألُم!
فأجابني: قد كان ربّكَ قادراً:
…
أن يستجيبَ المشركون، ويُسْلموا!
ما كان يُعْجِزُهُ انتقالُ رسولِهِ
…
فوق الْبُراقِ؛ وأهلُ مكةَ نُوّمُ! !
لكنهُ الإسلامُ ليسَ بنزهةٍ
…
دربٌ يُراقُ على جوانبهِ الدّمُ
ردّدتُ وَا أسفى على عمْرٍ مضى
…
في غفْلةٍ؛ والآن كم أتندّمُ!
يا مسلمون: لهجرةِ الهادي ارجعوا
…
واستوعبوا لدروسِها، وتعلّموا
(1) الدليل: المقصود به عبد الله بن أريقط.