الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منتدى القراء
ينابيع السعادة
هناء المخلف
إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي عروقنا وتخضر أوراقنا هو: ينبوع الإيمان
بالله؛ إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله عز وجل وبالقدر خيره وشرّه،
بل ستبدو لنا الحياة بدون الإيمان ملأى بالضنك والشقاء؛ لكن الالتزام بتعاليم الدين
من واقع نبعه الصافي يسعدنا ويدفعنا إلى الفضائل ويَسعدُ بنا المجتمع.
أما الينبوع الثاني فهو: اليقين بأن كل نعيم في هذه الحياة زائل لا محالة،
وأن السعادة الأبدية في الآخرة.
فالإنسان إذا علم أن السعادة ليست حالة دائمة لم يعلق آماله على مستحيل،
ولم يُفجَع إذا طرأ عليه ما يكدّر صفو حياته، بل إنه يفرح به لإيمانه أن ما أصابه
من خير أو شر هو خير له.
وثالث الينابيع هو: ينبوع التوكل على الله؛ فالمتوكل على الله قوي القلب لا
تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث؛ لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه
بالكفاية التامة؛ فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حين يسعى في بذل الخير للناس
ويحسن إليهم ولا ينتظر منهم جزاءً ولا شكوراً؛ بل يرجو ذلك من ربه سبحانه.
ورابع الينابيع هو: ينبوع القناعة؛ حيث إن الذي لا يعرف القناعة لن
يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض.
أما الينبوع الخامس فهو: ينبوع الكفاح في الوصول إلى هدف أو أمر معين،
وأفضل الكفاح ما كان في طلب العلم؛ فلا ألذّ ولا أشهى من السعي في طلب العلم،
وكذلك مجاهدة النفس وترويضها على الالتزام بتعاليم الإسلام؛ فهذه السعادة والمتعة
التي لا تعادلها متعة!
والينبوع السادس وهو من أصفى وأنقى تلك الينابيع هو: تلاوة القرآن
والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا، واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه
سبحانه سيجيب دعوته في الحال، أو يدفع عنه من السوء مثلها، أو يدّخرها له في
الآخرة.
منتدى القراء
علمني الصغير
وائل عثمان عبد الرحيم
أعجبني بشدة هذا المشهد الرائع الذي رأيته اليوم، لم تصدق عيناي ما أرى،
أقول هذا لأننا أصبحنا في زمن أضحت فيه كثير من القيم والمثُل، وخاصة تلكم
التي هي من صميم عقيدتنا وديننا الحنيف متلاشية.
قصة هذا المشهد يمثلها طفل صغير يبلغ التاسعة أو العاشرة من عمره، جاء
هذا الطفل إلى المتجر فأخذ ما يريد ثم انقلب راجعاً إلى بيته، فإذا به يدوس (قطعة
خبز) كانت ملقاة على الأرض! فأخذ يعاتب نفسه عتاباً شديداً؛ والذي نفسي بيده
سمعته يقول: (حرام، حرام) وأخذ هذه القطعة وأخذ (يقبلها) . ثم وضعها في
…
مكان لائق. وكفى! فبالله عليكم من لي بفهم الدين وهذه العاطفة الصادقة الفطرية
بهذا الصغير في عقول وقلوب كثير منا؟ ! بل وهؤلاء الذي خطت خطوط الشيب
على رؤوسهم؟ !
التربية بالصدق
بندر بن عبد الله النذير
لنتوقف هنا لحظة؛ لنبصر هذا الخلق العظيم (الصدق) . إن الإنسان متى بدأ
بتربية نفسه أو بتربية الآخرين ولم يوجد ضمن عناصر التربية هذا الخلق فأنى لهذه
التربية أن تكون جادة؟ ! وإذا كان ديدن المُرَبّي الكذب أو تعامُل المُرَبّى مع المربّي
هو التحايل والكذب؛ فأيّ تربية هذه؟ !
من هنا تجلت قمة (معاني التربية) حيث إن الإنسان يحتاج إلى التربية
الصادقة كما يحتاج النبات إلى الماء، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق
يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً) . [البخاري، ح. /6094، كتاب الأدب] .