الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنتدى
سيد العصر
محمد بن عائض القرني
أي سهم غرسته في فؤداي
…
حين ناديت أيهذا المنادي!
مات رمز الهداة.. رحماك ربي
…
لمصاب يعبث في الأكباد!
مات (ابن باز) مات؛ من كان براً
…
هكذا الموت دونما ميعاد
كان رمزاً ومرجعاً وإماماً
…
كان طوداً لدحر أهل العناد
كان حراً برأيه مستمداً
…
نيِّرَ الفكر من إمام الرشاد [1]
لم يكن همُّه من العيش إلا
…
دحرَ فسق ونشرَ رأي سداد
قوله الفصل، كيف لا وهو يمضي
…
في سنى (أحمد) وفي نور (صاد) ؟ !
كان غيثاً على قلوب الحيارى
…
ورشاداً لراغبٍ في الرشاد
كان نهراً من المكارم سحاً
…
بأياد فريدة في الأيادي
هو بحر من الفضائل ير
…
توي من نميره كل صادي
داره مرتع العُفاة فمن ذا
…
بعده آذن لهم بارتياد؟
كيف ننسى مجالس الذكر؟ كانت
…
جنة الروح قبل يوم المعاد!
كنت مهوى قلوبنا ودليلاً
…
لخطانا بقربنا والبعاد
تجمع الشمل في الحياة فلما
…
مِتَّ ضمت يداك كل الأيادي
طاب حياً وطاب بالموت نفساً
…
حين ناداه للقاء المنادي
فإلى الله سيره وإليه
…
كان مأواه بعد طول الجهاد
رب فاخلف على العباد بخير
…
في الملمات والخطوب الشداد
(1) صلى الله عليه وسلم.
استئناف التوبة بعد الطاعة
وشكر الله على توفيقه لأدائها
تركي بن سعيد الزهراني
مهما اجتهد العبد في أداء العبادة فلن يوفيها حقها؛ لذلك جاء في الحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لن يُنجي أحداً منكم عملُه. قالوا: ولا أنت
يا رسول الله؟ قال: ولا أنا؛ إلا أن يتغمدني الله برحمة. سددوا وقاربوا واغدوا
وروحوا، وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا) [1] .
فلا بد أن يختلج العبادة خلل ويعتريها نقص تختلف وتتفاوت مراتبه.
والاختلاف والخلل حسب الأشخاص واجتهادهم في أدائها. والخلل قد يكون مفسداً
للعمل من أصله كما قال الله عز وجل في عمل المشركين: [وقدمنا إلى ما
عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا] [الفرقان: 23] ، أو يكون الخلل في العمل
نفسه إذا لم يكن موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه
وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)[2] .
وهذان الأصلان هما شرطا قبول العمل؛ فالخلل في الأول مفسد لجميع
الأعمال، والخلل في الثاني مفسد للعمل نفسه.
ومن الأعمال ما يسقط عنها بعض الخلل بما يجبره كسجود السهو في الصلاة، أو القضاء في الصيام، أو الدم في بعض أعمال الحج.
فلا يسلم أحد من خلل يعتري أداء العبادة، أو إتمامها بكاملها في أقل الأحوال؛ فهو إذن بحاجة إلى أمرين:
الأول: أن يستغفر الله فيسأله الغفران مما أخل أو أنقص في عمله؛ فلا بد له
هنا من استئناف التوبة.
الثاني: أن يذكر الله عز وجل شكراً على ما أنعم به عليه من تمام
العبادة.
قال ابن القيم رحمه الله: (ومنزلة التوبة والاستغفار أول المنازل
وأوسطها وآخرها، فلا يفارقها العبد السالك، ولا يزال فيها إلى الممات، وإن
ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها واستصحبها معه ونزل بها) [3] .
(1) رواه البخاري، ح/3646، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل.
(2)
رواه مسلم، ح/8171، كتاب الاعتصام، باب إذا اجتهد الحاكم.
(3)
تهذيب مدارج السالكين، ص 121.