المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المنتدى ‌ ‌لا للعنصرية محمد بن عبد الله الرويلي من المؤسف أن الواقع اليوم - مجلة البيان - جـ ١٥٦

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: المنتدى ‌ ‌لا للعنصرية محمد بن عبد الله الرويلي من المؤسف أن الواقع اليوم

المنتدى

‌لا للعنصرية

محمد بن عبد الله الرويلي

من المؤسف أن الواقع اليوم يعجّ بألوان وأشكال من العنصرية؛ فبالإضافة

إلى العصبية القبلية هناك العنصرية الإقليمية التي تسود بين بعض الأقطار العربية

والإسلامية؛ فبعض الأقطار لا يطيق الأقطار الأخرى، وكذلك هناك العنصرية

العرقية بين بعض السود والبيض، أو بين بعض العرب والعجم، أو غيرها من

الصور البغيضة لهذا الداء العضال.

ولكن المصيبة العظمى تكمن في تأثر بعض الدعاة الذين يحملون لواء

الصحوة بهذه النظرات الجاهلية بقصد أو بغير قصد، ومن ذلك ما يمارسه بعض

الصالحين من تصرفات لا تخلو من العنصرية، كالحزبية في الدعوة، وعدم

السماح للآخرين بالمشاركة في هذا العمل أو ذاك بحججٍ واهية، أو احتقار الدعاة

لبعض إخوانهم في المناطق النائية وعدم الاقتناع بأي عمل يعملونه، أو الحديث عن

مثل هذه الأمور والخوض فيها في المجالس الدعوية باسم المزاح، أو حصر الدعوة

على فئات معينة من المجتمع وإهمال فئات أخرى وفقاً لموازين طبقية أو مادية،

وغير ذلك من الصور والممارسات، وقد رأيت وسمعت الكثير من هذه الأمور بل

شَمِمْتُ رائحة العنصرية وهي تفوح من بعض الدعاة.

إن وجود مثل هذا الأمر بين رجالات الدعوة لا شك في أنه تشويه للصحوة

الإسلامية وتنفير منها وحيادةٌ عن المنهج الصحيح، ومن شأنه أن ينزع الثقة من

قلوب الناس الذين تعلقت قلوبهم بالدعوة الإسلامية.

وليحذر الداعية المخلص، الحريص على نشر الخير والذي له قدم صدق عند

الناس أن يعمل عملاً أو أن يُسمع منه قولٌ يوحي بشيء من التعصب أو التكبر أو

الاحتقار لأحد؛ فإنه إن فعل ذلك يكون قد كتب سقوطه بنفسه، سقوطاً لا قيام بعد!

ص: 156

المنتدى

‌لماذا التقاعس

؟ !

صالح بن محمد

في خضم الأحداث وكثرة الجراحات والدماء النازفة في جسد الأمة، ومع

التحديات العلمانية والكفرية الإلحادية لتجفيف المنابع وبخاصة عقيدة الولاء والبراء

في قلب المسلم، وإزاغته عن دينه ومنهجه وعقيدته ولغته؛ نجد في هذه الأجواء

من أبناء الإسلام ومن أهل الدعوة وأصحاب الصحوة: من رفع يده عن العمل

الدعوي واكتفى بنواحه على الإسلام وأهله وندب الحظ بحد زعمه وآخرون منهم

يعملون ولكن بخطى ثقيلة وخطوات بطيئة ليأسه من الإصلاح العام الشامل، وقليل

هم أولئك الدعاة العاملون الصادقون المخلصون الجادون الواثقون بنصر الله وتمكينه

لأهل دينه في الأرض.

فلماذا كل هذا التراجع والتقاعس والضعف والهوان؟ ! ألم يقل الله تعالى:

[وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ](آل عمران: 139) ثم إن من سنن الله الثابتة

في هذا الكون: [وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً](الأحزاب: 62) هي التمكين

والنصر والغلبة لعباده المؤمنين: [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ

يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] (الأنبياء: 105) فالتمكين حاصل لا محالة؛ ولكن ما

دورنا في رفع كلمة الله ونصرتها؟ !

إن من المتحتم على المسلم وسط هذه الأجواء: الصبر والمصابرة، والجد

والعمل، والدعوة الصادقة إلى الله، والدلالة على سبيله بجميع الوسائل والتقنيات

العصرية، والاستقامة على الدين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واصفاً

حال أولئك: «وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام

جزع وكلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور

بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا

والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى، وأن ما يصيبه فهو بذنبه؛ فليصبر إن

وعد الله حق ويستغفر لذنبه، وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار» .

[الفتاوى، 18/293]

وهمسة أخيرة في أذن كل مصلح وداعية وعامل: [فَمَن يَعْمَلْ مِنَ

الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ] (الأنبياء: 94) . فلماذا

التقاعس؟ ! فقد مضى عهد النوم! !

ص: 156