المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌218 - شوال - 1426 ه

- ‌هل نفرح بالعيد

- ‌خُرافة الإسلام السياسي

- ‌وقفة على أطلال نيو أورلينز

- ‌الأحداث المعاصرة في ضوء السنن الربانية

- ‌التفكير التفاعلي عند الإمام ابن تيمية وأثره في نجاح دعوته

- ‌الهزيمة النفسية.. وفقه المرحلة

- ‌الطفل والعيد

- ‌المناخ الأسري السليم وسِماته

- ‌الإزراء على الناس منهجية العاجزين

- ‌قرارٌ.. وثلاثة رجال

- ‌معايير العقلاء (3)

- ‌فضيلة التعاطف

- ‌الأدب الذي نريده

- ‌الاستفزازات الأمريكية ليست وليدة 11 سبتمبر

- ‌أوروبا ـ تركيا ـ جُحا

- ‌حقيقة تقسيم العراق ولعبة الدستور

- ‌الصراع السكاني على أرض فلسطين

- ‌التعتيم الحكومي وحرب التجويعهل يقضيان على حلم دولة المسلمين في تايلاند

- ‌الحمد لله لم يكن ما رأيت حقيقة

- ‌مرصد الأحداث

- ‌أمريكا الرومانية ومقدمات الانهيار

- ‌السيرة النبوية مشروعاً حضارياً

- ‌المناهج التوفيقية وإخوان الصفا الجدد

- ‌لماذا أخفق مشروع النهضة التغريبي

- ‌الحقيقة الكاملة لأعداد سكان العراق سنة وشيعة

- ‌المرأة قضية انتخابية

- ‌الأجرام السماوية وإبداع الخالق

- ‌تل أبيت أم (تل حبيب)

الفصل: ‌هل نفرح بالعيد

‌هل نفرح بالعيد

؟

يأتي عيد الفطر، وقد أتم المسلمون صيام شهر رمضان وقيامه، فيحمدون الله أن أتم عليهم نعمه التي لا تحصى، ويفرحون لذلك. يفرح المسلمون وهم يرون من مظاهر الطاعات ما يثلج الصدور؛ فهاهي أفواج المعتمرين إلى بيت الله العتيق تترى، وأهل الدعوة إلى الله يتبارون بإعداد المناشط الدعوية، ويتفننون بالأفكار الإبداعية، كل ذلك ليصل الخير إلى جميع الناس. فحق لنا أن نفرح بالعيد؛ فمن الحِكَم التي أباح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الاحتفاء بالعيد أن يعلم الناس أن في ديننا فسحة.

يأتي عيد الفطر، وإخواننا في غزة يستبشرون بما تحقق لهم من دحر الصهاينة وخروجهم من تلك البقعة، ليرينا الله ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وأثبته في محكم التنزيل:{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ} [الحشر: 2] .

قبل أربع سنوات، أزبد وأرعد الرئيس الأمريكي، وانتشى بسقوط حكومة طالبان، وظن أن العالم صار رقعة شطرنج، وهو اللاعب الوحيد فيه، فهدد دولاً كثيرة، قال إنها تزيد على ستين دولة. وها هي الأيام تمضي، وقد عجزت أمريكا أن تهضم أفغانستان، وغصت بالعراق، والطريق ما زال طويلاً طويلاً أمام أحلامه التي كان يمنِّي بها نفسه. ويرسل الله عليه جنداً من عنده، فتكون الفضيحة الكبرى، بأن الدولة العظمى تعجز عن مواجهة إعصار كاترينا بسبب حرب تخوضها على أرض دولتين ضعيفتين لا تملكان حولاً ولا قوة من الناحية المادية. ولكن هل من يملك الأرض يملك الشعوب والقلوب؟ لقد زرع بوش ليحصد لقومه الكراهية بين الأمم، وهاهم جنوده يعودون إليه محمولين في التوابيت، لتصرخ أمهاتهم ويتحرك بعض نواب الكونغرس لعلهم يستدركون سقوط القوة العظمى وحفظاً لماء الوجه لا رغبة بالعدل بين الشعوب. أليس لنا أن نفرح ونحن نرى مصداق قوله ـ تعالى ـ:{إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104] ؟

ص: 1