المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قرار.. وثلاثة رجال - مجلة البيان - جـ ٢١٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌218 - شوال - 1426 ه

- ‌هل نفرح بالعيد

- ‌خُرافة الإسلام السياسي

- ‌وقفة على أطلال نيو أورلينز

- ‌الأحداث المعاصرة في ضوء السنن الربانية

- ‌التفكير التفاعلي عند الإمام ابن تيمية وأثره في نجاح دعوته

- ‌الهزيمة النفسية.. وفقه المرحلة

- ‌الطفل والعيد

- ‌المناخ الأسري السليم وسِماته

- ‌الإزراء على الناس منهجية العاجزين

- ‌قرارٌ.. وثلاثة رجال

- ‌معايير العقلاء (3)

- ‌فضيلة التعاطف

- ‌الأدب الذي نريده

- ‌الاستفزازات الأمريكية ليست وليدة 11 سبتمبر

- ‌أوروبا ـ تركيا ـ جُحا

- ‌حقيقة تقسيم العراق ولعبة الدستور

- ‌الصراع السكاني على أرض فلسطين

- ‌التعتيم الحكومي وحرب التجويعهل يقضيان على حلم دولة المسلمين في تايلاند

- ‌الحمد لله لم يكن ما رأيت حقيقة

- ‌مرصد الأحداث

- ‌أمريكا الرومانية ومقدمات الانهيار

- ‌السيرة النبوية مشروعاً حضارياً

- ‌المناهج التوفيقية وإخوان الصفا الجدد

- ‌لماذا أخفق مشروع النهضة التغريبي

- ‌الحقيقة الكاملة لأعداد سكان العراق سنة وشيعة

- ‌المرأة قضية انتخابية

- ‌الأجرام السماوية وإبداع الخالق

- ‌تل أبيت أم (تل حبيب)

الفصل: ‌قرار.. وثلاثة رجال

‌قرارٌ.. وثلاثة رجال

إبراهيم بن سليمان الحيدري

يُحكى أن قراراً أراد أن يخرج في منظمة خيرية، ولكن كعادة القرارات في المنظمات الإدارية فإنه لا بد أن يمر قبل اتخاذه بمرحلة تسمى صناعة القرار.

تجوَّل القرار بين ردهات المنظمة وقلَّب النظر في رجالها ليختار الشخص المناسب لصناعته صناعةً تؤهله لأن يحصل على لقب القرار الناجح الذي طالما حلم الكثيرون من أقرانه بالحصول عليه.

رحَّب أحدهم بالقرار وأبدى استعداده أن يتولى هو وحده صناعة القرار واتخاذه، وألتزم أن يكتبه بالبنط العريض وينشره بين أفراد المنظمة ويلزمهم بتنفيذه. تذكر القرارُ وصية حكماء الإدارة أن القرار الفردي سرعان ما يذبل ويموت.

ناداه آخر من رجالها وكأنه قرأ امتعاض القرار من طريقة الأول في التعامل معه، فأخذ يَعِدُ ويُقسِم أن يجمع رجالات المنظمة ويحاول بكل ما أوتي من قدرة أن يمرره من بينهم ويشجعهم على تنفيذه.

فكر القرار في هذا العرض فأدرك أنها صناعة ناقصة، إذ إن سلطة المديرين كفيلة في كثير من الأحيان أن تجلب موافقة الموظفين على القرار وليس اقتناعهم به، فأعرض عن ذلك واستمر في جولته.

تأمل القرار العددَ الهائل من القرارات الإدارية المتكدسة على رفوف المنظمة وقد أعياها الانتظار للحصول على لقب القرار الناجح، فكان ذلك حافزاً له للبحث الجاد عن الرجل المناسب لصناعته وجعله قراراً ناجحاً حتى لو تطلب هذا بعض الوقت.

هناك في أحد المكاتب لمح القرار رجلاً سَمْحَ القسمات عريض البسمات، توسم القرار فيه خيراً وعرض عليه حاله وتفاصيل جولته، فهلّل الرجل ورحب وأجلس الرجلُ القرارَ على طاولة مستديرة، وأخذ الرجل والمختصون من موظفيه بالتشاور والتباحث المنطقي، يقلّبون حيثيات القرار مدركين أنهم جميعاً المعنيون بصناعته والملتزمون بتنفيذه. تعجب القرار كيف يتحدث الواحد منهم بكل أريحية وكأنه هو المدير، وقد تركز دور المدير على تنظيم الآراء وتلخيص الأفكار.

طأطأ القرار رأسه خائفاً من تلك الأيادي التي ارتفعت بصورة مفاجأة فهدَّؤوا من روعه، وأخبروه أن هذه عملية تصويت يُعبر من خلالها الجميع عن رأيهم في القرار، ثم يؤخذ رأي الأكثرية ويلتزم الجميع بالتنفيذ.

وقف القرار في حفل تتويجه بلقب القرار الناجح متحدثاً، فكان مما قاله:

إن القرار الناجح هو القرار الجماعي.

(*) ماجستير في الإدارة، باحث في إدارة العمل الخيري.

ص: 10