المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطابور إبراهيم بن سليمان الحيدري يشدك منظر الأزهار بتنوع أشكالها وتباين ألوانها؟ - مجلة البيان - جـ ٢٣٠

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌230 - شوال - 1427 ه

- ‌لغة الهزيمة

- ‌وما تخفي صدورهم أكبر

- ‌التعاون مع أهل القبلة «الشروط والمحاذير»

- ‌تتبع الرخص (التأصيل والواقع)

- ‌الدولة المدنية صورة للصراع

- ‌جوانب من حياة الشيخ عبد الله بن قعود «رحمه الله»

- ‌الأزمة ومنهج التغيير

- ‌التلازم بين العقيدة والدعوة

- ‌حتى لا يكثر المتجرئون على الفتيا

- ‌عدة الصابرين وذخيرة المساهمين

- ‌أولاد الصالحين

- ‌الطابور

- ‌انتشار النصرانية بالسيف

- ‌قلب

- ‌التفكير النقدي

- ‌الدكتور حامد أبو أحمد أستاذ الأدب الأندلسي ينعي العقل العربي

- ‌في فلسطين.. البلاء من هؤلاء

- ‌من المكتسبات بعد الانقلاب في العسكري في موريتانيا

- ‌الفتنة الطائفية ومستقبل المنطقة

- ‌أمريكا في «جيب بوش»

- ‌الجرائم الجنسية: سياسة رسمية للمحتلين

- ‌دموع التماسيح

- ‌لهذا لم يعتذر (البابا)…ولهذا لم ترتدع الدانمارك

- ‌مرصد الأحداث

- ‌سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على النفط العراقي

- ‌الفرحة الدامية

- ‌بين الشام ومكة

- ‌الأرض الطيبة

- ‌خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر

- ‌بريئون أمام شاشة غير بريئة

- ‌صور من الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية

- ‌الرؤية عند الأديب المسلم

- ‌هذا عيدنا

الفصل: ‌ ‌الطابور إبراهيم بن سليمان الحيدري يشدك منظر الأزهار بتنوع أشكالها وتباين ألوانها؟

‌الطابور

إبراهيم بن سليمان الحيدري

يشدك منظر الأزهار بتنوع أشكالها وتباين ألوانها؟ هل وقفت مرة لتتأمل مشهد الغروب الأخَّاذ؟ واحد من تلك المناظر التي تعجبني وأستمتع بالنظر إليها هو منظر (الطابور) .

نعم (الطابور) ! ذلك الصف البشري الذي يتراصُّ فيه الناس بطريقة عفوية بعضهم خلف بعض للحصول على مبتغى مشترك.

إن جَمال (الطابور) ليس في شكله الخارجي، بل في تلك المعاني الجميلة التي تنبعث من خلاله؛ إذ إن (الطابور) ثمرة لمجموعة من القيم والمبادئ التي يؤمن بها المصطفون فيه: أحدها: ثقافة التنظيم التي يؤمن بها المجتمع وتربى عليها فصار سلوكاً يعيشه وتصرفاً يمارسه، فترى الصغير والكبير، المستعجل والمتأني، يندمج فيه بكل عفوية وهدوء. ومن تلك المعاني: العدل؛ فالمعيار فيه واضح ومنصف، والأولوية لمن يأتي أولاً لا لأصحاب النفوذ والعلاقات. ومنها أيضاً أنه ممارسة اجتماعية متكررة لخُلُق الصبر الكريم الذي حث عليه الشارع في أكثر من موضع. وهو في النهاية ترجمة فعلية لاحترام الآخرين والاعتراف بحقوقهم.

(الطابور) كحركة المرور في الشارع مؤشر نسبي على مستوى تحضُّر المجتمع ودرجة رقي تعامل أفراده بعضهم مع بعض، وقوة أو ضعف أجهزته الحكومية.

لا شك أن طوابير العالم ليست كلها متشابهة؛ إذ إن ذلك النوع من (الطابور) الذي لا يتكون إلا من خلال سَوْط جلَاّد أو بعد موجات صوتية من السب وسيل من الشتائم، لا شك أنه لا يحتوي ولا يدل على أي معنى جميل، ولا أظنه منظر يجذب العين أو يدغدغ أصحاب المشاعر المرهفة.

بقي الإشارة إلى أنه ما لم تتطور دولنا العربية لنستطيع أن نطلب الخدمات والسلع من خلال الإنترنت أو الهاتف، ونحصل عليها من خلال البريد فإنه ينبغي أن نمارس (الطابور) عن طواعية، أو أن نرضى بتزاحُمِنا على نوافذ صغيرة وتَكَدُّسِنا عند الأبواب في ممارساتٍ البقاءُ فيها للأقوى جسداً، والأكثر علاقاتٍ.

(1) كلمة عامية تعني: (القِطار) .

(*) ماجستير في الإدارة، باحث في إدارة العمل الخيري.

ص: 12