الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار حول العالم
فضائح الشيوعيين
ما من يوم يمر إلا وتبرز الصحف على صفحاتها الأولى أنباء الإصلاحات
الجذرية التي تمر بها أوربا الشرقية وما ترتب على ذلك من منح لبعض الحريات
في بعض مرافق الحياة، ومن بين ما تمخضت عنه هذه الإصلاحات تخفيف القيود
التي كانت مفروضة على الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، وسنورد فيما يلي
مقتطفات من مقالات نشرت في صحف أوربية شرقية ووكالات أنباء كانت قد
تناقلتها صحف عالمية وتكشف هذه المقالات عن حياة الرفاه والبذخ التي كان يعيشها
أعضاء الأحزاب الشيوعية الحاكمة في وقت كان يصعب فيه على المواطن العادي
تأمين قوت يومه إلا بصعوبة بالغة.
ففي ألمانيا الشرقية كتبت صحيفة (ألمانيا الجديدة) مقالاً افتتاحياً في الأسبوع الأول لتسلم إدارة تحريرها الجديدة تساءلت فيه:
(
…
من هم أولئك الذين يحرص رئيس نقابات العمال على تحقيق
…
مصالحهم؟) ثم ذهبت الصحيفة تتحدث عن نمط الحياة التي كان يعيشها هذا
…
المسؤول السابق فتقول:.. لقد كان للمسؤول حقل منعزل للصيد يقع على
…
سواحل بحر البلطيق توفرت له كل مستلزمات الرفاهية والترف، ويشتمل الحقل على غابة يقوم ستة عمال على العناية بها لتبقى جاهزة طوال السنة، وقد كان هذا الحقل الذي تبلغ مساحته (2000) هكتار مخصصاً حسب القانون للاستخدام الشخصي للمسؤول، أما مسكنه الفخم الواقع في ضواحي مدينة برلين الشرقية فقد فرشت جميع غرفه بقطع أثاث فاخرة صنعت يدوياً من خشب البلوط، وقد وضع في كل غرفة من غرفه جهاز تلفزيون إلى جانب حمام ومغطس وحمام بخاري) .
ويعلق المسؤول ذاته على ممتلكاته فينفي عنها صفة البذخ ويقول: إن ما
أملكه لا يزيد على ماخصص لي كمسؤول في هذا المنصب، ثم يقول: إن من أهم
الأولويات بالنسبة لي هي مصالح العمال!
وذكرت الصحيفة أن هناك قصوراً فخمة أخرى لهذا المسؤول وكذلك لوزير
الاقتصاد السابق في أماكن متفرقة من البلاد، وذكرت اللجنة البرلمانية التي تقوم
بالتحقيق بتهم الفساد أن الملايين من الماركات قد سرقت من خزانة الدولة وأنفقت
على شراء منازل فخمة لأقرباء كبار أعضاء الحزب بأثمان تنقص كثيراً عن قيمتها
الحقيقية، كما كشفت اللجنة أن منازل باهظة التكاليف قد شيدت لأبناء رئيس
وزراء سابق وأقرباء لأعضاء سابقين في المكتب السياسي للحزب.
كما علم أن (اريك هونيكر) رئيس الوزراء المعزول كان يملك هو الآخر -
مع أعضاء في الحزب الشيوعي-حقولاً للصيد تبلغ مساحتها (6745) ميل مربع لا
تستخدم إلا مرة أو مرتين في العام، وأن ما بين (5 - 7) ملايين مارك ألماني
كانت تسحب من خزانة الدولة للصيانة والعناية بهذا الحقول.
وقد ذكرت وكالة الأنباء أيضاً أن أكداساً كبيرة من الأسلحة والذخيرة قد
اكتشفت في منطقة الحدود، وأن سماسرة سلاح كانوا يسوقونها إلى دول الشرق
الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية باستخدام اسم إحدى شركات التصدير الألمانية
كغطاء لعملياتهم.
الفاتيكان والكرملين
بعد قطيعة دامت أكثر من سبعين عاماً بدأت المياه تعود إلى مجاريها الطبيعة
بين الكرملين والفاتيكان، وتم تمهيد الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما
وذلك أثر الزيارة التي قام بها ميخائيل غورباتشوف للفاتيكان في 1/ 12 / 1989
وبعد ساعات من انتهاء الزيارة أعلن في موسكو عن إزالة عقبة مهمة كانت تقف
عائقاً أمام إعادة العلاقات وهي السماح للكنيسة الكاثوليكية الأوكرانية بإعادة مزاولة
نشاطها بشكل قانوني بعد أن كانت قد منعت من ذلك بعيد الحرب العالمية الثانية في
فترة حكم ستالين وضمت ممتلكاتها إلى الكنيسة الأرثوذوكسية.
وقد اتسمت أجواء الزيارة بالدفء والبعد عن الرسميات، وأعرب الجانب
السوفييتي عن ثقته بالدور الذي يمكن أن تؤديه الكاثوليكية في انجاح البروسترويكا، وأجرى الطرفان محادثات خاصة اقتصرت على شخصيهما دون الحاجة إلى
مترجم، وفي نهاية الزيارة وجه غورباتشوف دعوة للبابا لزيارة الاتحاد السوفييتي
إلا أن البابا علق قبوله للدعوة بمدى الإصلاحات التي وعد القادة الروس بإجرائها
وفي ذلك إشارة منه إلى إعادة الصفة القانونية للكنيسة الأوكرانية، كما أكد البابا
على ضرورة فسح المجال له لزيارة أوكرانيا فيما لو تمت الزيارة. كما أعلن
الفاتيكان عن دعمه لسياسة إعادة البناء (البروسترويكا) التي ينتهجها غورباتشوف.
التايمز 1، 2 /12/ 1989 م
تصاعد نسبة الانتحار في الجيش الإسرائيلي
مع دخول الانتفاضة الفلسطينية عامها الثالث، تشير الإحصائيات الإسرائيلية
إلى ارتفاع ملموس في حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين، مما يثير قلق
إسرائيل من انهيار معنويات جنودها.
فقد أقدم في هذه السنة - 1989 م - ما يقرب من خمسين جندياً على الانتحار، وهو ضعف عدد الذين انتحروا في السنه الماضية، وتنفي مصادر الجيش بقوة أن
تكون هناك أية صلة بين ظاهرة الانتحار هذه وبين استمرار الانتفاضة، ووصف
رئيس أركان الجيش عمليات الانتحار بأنها واقع أليم ووعد بأن تدرس هذه الظاهرة
على أعلى المستويات، وأكد أن معدلات الانتحار في السنوات الماضية كانت أعلى
مما هي عليه الآن إلا أنه لم يعط أية تفاصيل. وخلافاً لما صرح به رئيس الأركان
فإن الإحصاءات تؤكد على أن معدل الانتحار بين أفراد القوات المسلحة في ازدياد
مستمر.
وتشير الأرقام الواردة من إسرائيل إلى تزايد في أعداد الجنود الإسرائيليين
الذين يرفضون الذهاب إلى قطاع غزة والضفة الغربية حيث مسرح الانتفاضة، فقد
سجن ما يقرب من مائة جندي لرفضهم أوامر الذهاب إلى هناك. ويقول الناطق
الرسمي لمنظمة (لكل شيء حد) أن الأعداد الحقيقية للجنود الرافضين أكبر من ذلك
بكثير وذلك بسبب اتفاق البعض مع قادتهم من أجل أداء الخدمة داخل إسرائيل.
نيوزويك 4/12/1989، التايمز 5/12/1989 م
نقشبنديون!
قام البوليس في منطقة (لفكا) في قبرص التركية بمداهمة مكان لإقامة مريدين
نقشبنديين وتم القبض على خمسة منهم عندما كانوا في ضيافة أحد شيوخ الطريقة.
والخمسة المقبوض عليهم هم، قبرصي تركي واسترالي وثلاثة من الألمان وجرم
هؤلاء كان حيازة وتعاطي المخدرات.
وحسب تصريح مديرية البوليس فقد عثر في منزل شيخ الطريقة المخصص
للضيوف على المخدرات التي كانت على شكل قوالب وسجائر.. وقد استمرت
عملية المداهمة يومين واشترك فيها ثلاثون شرطياً، وتم استجواب ستين شخصاً
من المريدين وقد كانوا من جنسيات مختلفة.
جريدة قبرص التركية 21/8/1989 م
الحضارة المعاصرة
…
الوجه الآخر
اميركا: الصَيف الأسْوَد
د. عبد الله أحمد عمر
قد لا يتصور الإنسان مدى معاناة الأمريكان السود حتى تطأ قدماه الأرض
الجديدة، هذه المخلوقات البشرية التي كرمت لإنسانيتها، تزهق معنوياً ومادياً
وأخلاقياً وصحياً في ما يعرف اليوم بالعالم الحر.. والمتقدم.
ولعل فترة الستينات من هذا القرن قد شهدت تحولاً كبيراً في أوضاع السود.
فلأول مرة يعترف بهم كآدميين ويسمح لهم بممارسة حقوقهم المدنية التي تثير دهشة
كثير منا من الذين يحملون خلفية راقية لمفهوم الإنسان كما حدده المنهج القرآني..
وأخيراً سمح للأمريكي الأسود الذي استوطن الأرض الأمريكية لقرون بأن
يركب نفس الحافلة، ويأكل في ذات المطعم، ويرسل أولاده إلى تلك المدرسة التي
ظلت مغلقة في وجهه مشرعة لذوي الدماء الزرقاء " السادة البيض " وظل الرجل
الأبيض البروتستانتي غالباً هو المسيطر على السلطة حتى اليوم مع إعطاء حق
الضجيج والاعتراض أو ما يسمى بحرية الرأي للأقليات المستوطنة مع مشاركة لها
في السلطة حسب اتجاه رياح المصلحة.
ويمكن القول أن الأقلية الوحيدة المستفيدة من هيكل السلطة الأمريكية هي
الجالية اليهودية.. لحسن تنظيمها وتوزيع الأدوار فيما بينها بين أقصى اليمين إلى
أكثر فئات اليسار تطرفاً.. وبين القوى المتدينة بالمفهوم المسيحي / اليهودي، أي
بمفهوم العهد القديم، إلى أكثر الأصوات ارتفاعاً في صف العلمانيين: الليبراليين..
ولعل سائلاً يتساءل: أين الأقلية الكبرى عن هذه الحمى.. أعني أين السود عن
التأثير في مجرى الأحداث.. مع كونهم أكبر الأقليات وأقدمها على الصعيد
الأمريكي.. والجواب يأتي من خلال الأحداث المتلاحقة التي شهدتها أمريكا هذا
الصيف، وبالذات نيويورك قلب أمريكا المتناقض فهي التي تحاول الإجابة عن هذا
السؤال المحير..؟ ولتحدد قطعاً مدى " الحرية "" والمساواة "" والإنسانية " التي
يرفع الغرب شعارها.
صدر التقرير الفدرالي لهذا العام ليقول: إن الأمريكي الأسود قد تقهقر دخله
مقارنة بأوائل السبعينات.. ففي حين شهدت معظم الأقليات ازدهاراً اقتصادياً؛ كان
نصيب السود مزيداً من الفقر وأمراضه الفتاكة في مجتمع لا يقيم للإنسان قيمة إلا
بقدر " القوة " التي كانت بصورة طلقات رصاص في عهد الأجداد من رعاة البقر.
والتي أصبحت " الدولار " في عالم القرن العشرين.
إن فهم عقلية الأمريكي مهم جداً. فمهما كانت شعارات الحرية، والازدهار
الحضاري براقة فإنها تحمل لغة واحدة للتفاهم.. " القوة " لقد أزاح الأمريكي الأول
خصومه من الهنود الحمر بها.. وثبت أركانه كأقوى قوة دولية من خلالها.. هذا
على صعيد الأمة، أما الأفراد فإن القوة بشتى أشكالها كقوة التنظيم والضغط، وقوة
التحالفات، وقوة المال بشكل خاص هي التي تصوغ مركز أي فرد علواً ونزولاً..
دع عنك كل تلك الشعارات الجميلة المهذبة.. فبقدر قوتك كفرد بقدر حاجة المجتمع
من حولك لك، بقدر الكسب الذي تحققه في الحياة العامة مهما كنت عنصرياً،
شريراً، حاقداً أو مدمراً.. إن اللغة هنا ليست لغة التهذيب، والتضحية
والأخلاق.. هي ذات المفاهيم المتوحدة التي تأخذ صوراً متعددة غاية في السذاجة كقوة العضلات أو غاية التعقيد كقوة الضغط بشتى وسائله كما تتقنه بعض الشخصيات والأقليات التي فهمت بعمق العقلية الأمريكية العاشقة لهذا الاصطلاح.
وهكذا فإن السود قد عاشوا مرحلة " تآكل " بطيئة فغدوا خلالها سلاحاً مهماً
من أسلحة المقارعة لخصوم أخذوا في التضخم والنمو.. من الناحية المتفق عليها..
مادياً. ولم يكن هذا التقرير سوى اعتراف رسمي بمدى الظلم المحيق الذي يعيشه
الإنسان القلق في هذه القارة ما لم يدرك خفايا اللعبة، لقد دفع الفقر هذه الأقلية إلى
الجريمة بشكل بدا منظماً ومبرمجاً حتى اقترنت الجريمة بصورة الرجل الأسود
وأخذ زعماء الجريمة البيض يتلاشون تدريجياً من ذهن الأمريكي ليحل محلها
مفتولو العضلات، غلاظ الشفاة، قساة القلوب من السود.
ولما عصفت مشكلة المخدرات بالمجتمع الأمريكي مؤخراً لتصبح الهم الأول
لأمة ممزقة بمشاكلها الداخلية.. كان السود الأرض الخصبة لتسويق وترويج
واستهلاك المخدرات هرباً من عالم قاس موحش لا يجدون فيه نافذة للأمل.. بينما
وجد البعض فيه طريقاً لفرض مفهوم القوة من خلال الكسب الاقتصادي الضخم
والسهل الذي تدره تجارة السموم.
ومن خلال التراكمات المتلاحقة أصبح لون البشرة مرتبطاً بسلوك مشين،
فكلما ازداد سواد البشرة قفز إلى الذهن بصورة تلقائية الجريمة، والمخدرات،
والفقر، والضياع.. من خلال تعميق الصورة عبر أجهزة الإعلام الموجهة، وشهد
الصيف المعركة الحتمية لذلك الصراع المتواصل وتلك الصورة المغروسة..
فالأمريكي الأبيض أصبح لا يريد أن يرى مجرد رؤية ذلك المخلوق المتوحش..
المجرم.. القذر.. وليس هناك أوضح من ذلك المثال الذي شهدته شوارع نيويورك
في نهاية ليلة صيفية هادئة كان خلالها يوسف يبحث عن عنوان في حي غالب
سكانه من البيض الذين رأوا في تواجده كارثة مزلزلة.
إنها خلايا " الميلانين " التي تلون ذلك لآخر، وتصبغ صورته بتلك المشاهد
المفزعة التي يراها (السيد) الأبيض من خلال وسائل الإعلام يومياً.
وشرع السيد الأبيض في استخدام سلاحه القانوني وزاده الظافر " القوة " في
صورتها الساذجة عضلياً.. مما أودى بحياة الفتى الأسمر على أيدي أربعة من
السادة المهذبين، المتحضرين، المتواضعين جداً.. واجتاحت الحي الأبيض
مظاهرات السود تندد بالظلم.. ولكن قطعان السادة اعترضتها لتردد تلك المقولة
السمجة " نحن لسنا عنصريين.. ولكننا لا نحب السود.. فقط ".
ولم يكن ذلك الصراع يأخذ جانباً واحداً، فقد أطلقت صناعة السينما خلال
الصيف الماضي شريطاً يختلف عن أشرطة الغثاء والعبث الشيطانية، ذلك أن
الشريط كتبه أحد السود وقام ببطولته وإخراجه وهو شاب في العشرينات من عمره، لقد رأى أن يستخدم صورة من صور القوة المؤثرة.. (الإعلام) فأطلق شريطه
…
(المنعوت) بافعل الشيء الصحيح (Do the right thing) وخلاصته أن شاباً أسود يقتل على يد أبيض يملك مطعماً في حي غالب سكانه من السود.. الذين لا يحتملهم السيد الأبيض مما يعبر عنه من خلال تلك الجريمة.. الدامغة.. ولكن
الشرطة التي يسيطر عليها السيد الأبيض تدافع عن المعتدي وتحميه من هؤلاء
الرعاع.. فيثور الدم النافر في سكان الحي الذين يرون الظلم بأبشع أشكاله ينال من
أعراضهم.. فيفعلون الأمر الصحيح في رأي الكاتب وهو أن يثوروا على السلطة
الغاشمة وأن يستخدموا العنف والقوة التي لا يعرف (السيد) سواها عنصراً للتفاهم.
لقد أثار الشريط موجة نقاش حادة خصوصاً أن نفس المفهوم الخاص بالقوة
واستخدامها قد رفعه قبل ربع قرن المغدور به مالكوم اكس.. أو زعيم المسلمين
السود الذي كان يمثل خطراً على أساسات الصراع الذي يسيطر عليه السيد الأبيض
فسقط مضرجاً بدمائه.. بعد أن عرف أصول اللعبة.
ويبدو أن تسلسل الأحداث قد دفع السود إلى إعادة التساؤل: (لماذا نحن؟ !
ومن نكون؟ ! وما هي هويتنا؟ ! وما العمل؟ !) وإن كانت تلك الأسئلة بديهية
وأساسية فإنها تشهد عرضاً ملحاً وشهية مفتوحة للإجابة عليها.. لهؤلاء الذين
جردوا من إسلامهم حينما جلبتهم سفن السيد المتحضر الذي عرف أن الرقيق
المستعبد خطر عليه إذا حمل عقيدة.. مهددة لأصل حضارته.. فعمل بجد على
تجريدهم من أهم أسلحة المواجهة.. وجعلهم نظرياً يحملون ذات الملة كأتباع في
المعتقد كما هم أتباع في الرق.
ويظهر أن الإجابة واضحة وسهلة كما هي عميقة ومتشابكة بفعل ضعف
الطرح الإسلامي القوي الذي يعيد لهذه الفئة كرامتها وعزها وجذورها.. لكن جزءاً
من المخطط الذي يتكشف لأمريكا السوداء يحتاج إلى جهد عميق وعمل مثابر..
وإن كانت الأحداث قد كشفت كثيراً من الأقنعة فإن الأسئلة الملحة تحتاج
لأكثر من كشف أقنعة وفضح مخططات.. إنها تحتاج إلى توجه مباشر نحو الأسئلة
الحادة التي يطرحها الإنسان المعذب عن هويته وأصله ومستقبله.
إن هذا المأزق الذي تعيشه الأقلية السوداء في أمريكا لشاهد عيان على الظلم
الصارخ لهذه الحضارة المعاصرة وإدانة واضحة للمبادئ الجوفاء التي تتغنى بها
أمريكا اليوم، فهؤلاء القوم يحرمون من ممارسة حقوقهم المشروعة في ظل الهيمنة
المبطنة للرجل الأبيض والتي تبدو شرعية في ظل قوانين المساواة التي تسطر على
الورق.. أي أن عملية القهر تتم ضمن إطار الشرعية وحتى لو ارتفعت أصوات
هؤلاء بالمساواة والمشاركة السياسية والاجتماعية لضمان حقوقهم فإنها لا يمكن أن
تسفر عن واقع ملموس لأن الديمقراطية المزعومة تسمح للضحية برفع صوت
الاستنكار والاحتجاج والمعارضة.. أما أن تتحول هذه الاعتراضات إلى قوة مضادة
لدفع الهوان فهذا مالا يمكن أن يحدث حتى ولو لاكت الألسن شعارات الحرية
والمساواة والانسانية التي تجيد استخدامها القوى المؤثرة في صنع القرار الأمريكي،
لأنها شعارات وهتافات ليس إلا..