الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أذان بلال
شعر: مروان كجك
إني ليُثنيني المقال عن المقال
…
فهنا رجال يستبد بهم رجالْ
وهناك طاغية بلا قلب، ولا
…
عقل، ألدُّ، يفوق ما نسج الخيالْ
وعلى رُبا أرض المحبة تُهتك ال
…
أستار يُعبث بالطهارة والجمالْ
يقتادها جلادها بالقهر طو
…
راً والأماني كاذبات، والوصالْ
فإذا تأبَّت أو عدت يوماً، ولم
…
تحفظ له وداً، ولجت في السؤالْ
وإذا تململ طرفها من رقدة ال
…
ذل الوبئ، ولم يطق عيش الذِّلالْ
وإذا تعالى صوتها عن همسة
…
وتطلب الإنصاف، أو جمح الخيالْ
ألفيتَ كل نقيصة في الأرض تُل
…
قى فوق هامات تقيات جِلالْ
هذا الذي صلب المسيح بزعمهم
…
ورمى البتول بكل هاتيك الخصالْ
هذا الذي قتل الحسين جهارةً
…
عمداً، ولم يحفظ لعصمته الجلالْ
هذا الذي باع البلاد وأهلها
…
ورمى بَنِيها بالتفاهة والضلالْ
هذا الذي لولاه ما كانت أزق
…
تكم مباءات لأوكار الخبالْ
هذا الذي قد سلم القدس الحبي
…
بة في صباح حين قعقعت النعالْ
فمضى بعيداً، طوَّف الدنيا انكسا
…
راً واختفى خلف الروابي والتلالْ
وأطل في ليل بهيم زائغ
…
لتظن أنك في المعارك ما تزالْ
هذا الذي إن حل فيكم حاكماً
…
سيكون إعصاراً ويُسرف في النكالْ
فامضوا لوأْد العابثين بلهوكم:
…
إبليس يحدو جمعكم، وأبو رغالْ
لا ترهبوا أحداً وكونوا سادةً
…
وتقدموا لنزالهم آلاً فآلْ
فبَنُو النباهة قد نثرنا عقدهم
…
وغدوا شراذمَ دأبها قيلٌ وقالْ
ماذا أقول وحولي الآمال صَرْ
…
عى والبشائر في انكماش وانسلالْ
والقدس ترسُفُ في القيود وحولها
…
أشلاءُ أهلي غُيِّبت تحت الرمالْ
والعابثون بمجدنا في كل أر
…
ض يَرهبون أذان فجرك يا بلالْ
يخشون أن ترقى حصون جحيمهم
…
فيدُكّ صوتُك ما أقاموا من جبالْ
ماذا أقول وكل دار حولها
…
سور، وحول السور كوكبة اغتيالْ
مستوطنون هنا سكارى لا يروْ
…
ن سوى التمادي في التعدي والضلالْ
وهناك شرذمة يبوء بإثمها
…
صِفْرُ الرجولةِ والدعيُّ بلا نِزالْ
أشفى علينا واستطاب نسيمنا
…
فَرَغا وأزبدَ كي نعافَ له الزلالْ
ومضى يسوم صغارنا وكبارنا
…
خسفاً وجوراً والبقية لا تقالْ
مَن لي بثائرة تثور كأنها
…
شُهُبٌ إذا انقضت، براكين اشتعالْ
تفري الجناة تغوص في أرحامهم
…
تجتث ما زرعوا بأرض من وبالْ
لا ترتضي إلا اقتطاف رؤوسهم
…
ما بين ناصية كَذوبٍ أو قذالْ
بالحق أرْهِبْ مَن توارى خلفهم
…
ودعِ السيوف على المدى رهنَ استلالْ
لا تأمنَنْ يوماً لباذل قوله
…
حتى ترى لمقاله صدق الفِعالْ
واحذر أذى قوم تظل رؤوسهم
…
في الطين غائصة ترقَّبْ في انشغالْ
لا يعرفون سوى الخديعة مذهباً
…
كالصل سماً، حاذقون ذوو احتيالْ
أنسالُ حقد كالأفاعي كلما
…
عاهدتهم قطعوا الوشائجِ والحبالْ
فيهم وحوش كالخِراف وداعةً
…
خبثاً وميناً، مثل حاريةٍ هزالْ [1]
ماذا أقول وكل أمر دونه
…
أمر أجلّ، وخطة فوق الخيالْ
وأنا هنا وحدي تُطيف بي الرؤى
…
والقلب يخفق، واليدان بلا مجالْ
والسابحون على شواطئ أُنْسهم
…
أَنْسَتْهُمُ الأيامُ دجلةَ والقنالْ
والزاعمون النصرَ في غدواتهم
…
نسوا الجنوبَ غداة ضمهم الشمالْ
ولذاك أنثر في الدروب كنانتي
…
هيمان، يثنيني المقال عن المقالْ!
(1) الحارية: الأفعى التي كبرت ونقص جسمها ولم يبق إلا رأسها ونفَسها وسُمها.