الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خواطر في الدعوة
وضوح الأهداف
محمد العبدة
اذا أردت لدعوتك أن تكون قوية مؤثرة تجمع عليها الناس، يؤيدونها
ويناصرونها، فعليك أن تكون واضحاً في عرضها، واضحاً في عرض أهدافها،
اذكر الحقيقة التي تؤمن بها ناصعةً وبصورة حاسمة، أما الغمغمة واتباع الطرق
الملتوية، فهذا سيبعد الطريق ولا يؤدي إلى الغرض المطلوب، ومعنى هذا أن
أفراد الدعوة أنفسهم يجب أن يكونوا متشبعين بفهمها، وفهم أهدافها ووسائلها،
وإذا لم يكونوا كذلك فهناك التشويش والخلط بين المراحل الأولى والمراحل الأخيرة، الذي يؤدي إلى التعثر والتخبط.
لقد كنت الأهداف المرحلية واضحة تماماً في السيرة النبوية، كان دعاؤه -
صلى الله عليه وسلم مركزاً وواضحاً في البداية، دعوة الناس جميعاً إلى عبادة الله
وحده، وترك كل ما يعبد من دون الله من أصنام وطواغيت وأهواء وشهوات، ثم
انتقل إلى مرحلة البحث عن مكان آمن للدعوة وأهلها، وأن تكون منطلقاً للتمكين
في الأرض.
فيسر الله له أهل يثرب، ودخلوا في دين الله وانتقلت الدعوة إلى الدولة، ثم
انتقلت الدولة من مرحلة الجهاد الدفاعي إلى مرحلة الجهاد، حتى يكون الدين كله
لله.
إن هذا الوضوح والإصرار عليه جعل بعض العرب يعجبون بالدعوة
وصاحبها، فإن الإصرار على الحق والدفاع عنه لا بد أن يوقظ الناس، وسيقولون
لو لم يكن هذا الشيء حقاً لما دافع عنه الناس بهذه التضحية..
وهذا الإصرار يتلوه النجاح، وهذا أيضاً من أسباب إقبال الناس عليه، فإن
الدعوة الحق لا بد أن تنجح ولو في بعض المراحل أو بعض الأحيان [واللَّهُ غَالِبٌ
عَلَى أَمْرِهِ] ، أما فشلها مرة بعد مرة، فهذا دليل على أن أفرادها لم يميزوا من
المقصد والوسيلة، فيتسرعون حيث البطء أو يبطئون حيث يجب الاندفاع.
وفي هذا العصر وجد زعماء من غير المسلمين وضعوا أهدافاً واضحة،
واستخدموا وسائل واضحة، وقد وصلوا إلى كثير مما كانوا يؤملون، يقول أحد
هؤلاء الزعماء:
«لا يمكن لحزب سياسي أن يبقى على المسرح ويحقق النجاح إلا إذا كانت
لديه أفكار ومعتقدات صلبة وخطة عمل واضحة» ونحن نقول أيضاً لا بد للعمل
الإسلامي من خطة عمل واضحة.
مراجعات في عالم الكتب
رؤية إسلامية
لأحوال العالم المعاصر
إعداد: عادل الشدي
لاتزال المطابع تقذف لنا كل يوم بالجديد من الإصدارات، وطالب العلم حريّ
به أن يكون له قدر من المتابعة مما يطرح في الساحة يمكنه أن يعيش عصره ويفيد
من علم الآخرين وتجاربهم. وبين يدي كتاب جديد بعنوان (رؤية إسلامية لأحوال
العالم المعاصر) للأستاذ محمد قطب.
المقدمة:
تحدث فيها المؤلف عن أهمية تكوين رؤى مستقلة للأمة الإسلامية، وأن
الرؤى لها منطلقات إيديولوجية، وبناء على ذلك فتحديد الرؤية المتميزة مطلب
شرعي.
الفصل الأول: الجاهلية المعاصرة:
ومهد له بتعريف للجاهلية وناقش من ينفي عن الجاهلية المعاصرة هذا
الوصف.
ثم تحدث عن جذور الجاهلية المعاصرة وارتباطها بالجاهلية الرومانية
والإغريقية، وأنها استفادت من الأمة الإسلامية مع العلم: إرادة الحياة، ومواجهة
الظلم، واحترام العقل الإنساني، وعدم القداسة للبشر، وقد كادت تدخل الإسلام
لولا تشويه الكنيسة له. ثم تحدث عن خصائص الجاهلية المعاصرة، وأولها: إرث
العقلانية عن الجاهلية الإغريقية والرومانية، وثانيها: تحكيم العقل في التشريع
الذي نشأ عنه التمرد على حق الله في التشريع وعلى حكمته. والخاصية الثالثة:
تحكيم العقل في منهج الحياة، ونجحت في ذلك لكنها أخفقت في الأهداف.
ثم تحدث عن السنن الربانية التي تحكم أوضاع الجاهلية المعاصرة، وأجاب
عن تمكينهم بأن ذلك لهوان الدنيا على الله، وأن من سنته تعالى الإملاء للظالمين،
ولغياب الحق عن الساحة، وأخيراً فالتمكين ليس بمجرد الكفر إنما بفعل الأسباب،
ثم قارن بين تمكين الاستدراج وتمكين الرضا (الذي يكون للمؤمنين) .
الفصل الثاني: السيطرة العالمية لليهود:
وابتدأ الفصل بالإشارة إلى أنهم لم يعودوا يخفون مخططاتهم. ثم تحدث عن
العقدة اليهودية في احتقار الآخرين واستعبادهم. وأشار إلى ثلاث نماذج من مكرهم
(ما قام به بولس لإفساد النصرانية، ابن سبأ، إشاعة الفاحشة) .
ثم تحدث عن السيطرة الحالية لليهود، وبيّن أنهم يستغلون الأحداث ولا
يصنعونها، وبيّن كيف استغلوا ثلاث وسائل: الثورة الفرنسية وحطموا من خلالها
سلطة الدين المتمثل في الكنيسة، ورجال الإقطاع ليحصلوا على الثراء. ثم استغلوا
الثورة الصناعية التي أثروا من خلالها وحطموا القيم والأسرة والمجتمع عن طريق
تحرير المرأة. وأخيراً استغلوا الثورة الداروينية التي تقول بحيوانية الإنسان.
ثم أشار إلى أحوال اليهود بين الكتاب والسنة، ووعد الله ووعيده، وكيف أن
الله مكنهم بحبل من الناس، وعقوبة لهذه البشرية على كفرها، وأن هذا التمكين
مؤقت لا تلبث الأمة المحمدية بعده إلا أن تعود إلى الشهادة والقوامة.
الفصل الثالث: أمة التوحيد بين الماضي والحاضر:
وفيه قال: إن كل الأمم داعية إلى التوحيد في الأصل، لكنهم لم يسيروا عليه، كما سارت هذه الأمة. ثم قارن بين خيرية هذه الأمة وادعاء اليهود أنهم شعب الله
المختار، وأن هذه الخيرية ليست تعصباً عرقياً أو لجنس دون غيرهم، وهي
خيرية بحكم الله عز وجل. ولما كان دور هذه الأمة الشهادة والقوامة تطلب هذا
الدور الضخم ضخامة الأساس والإعداد.
ثم أشار إلى بعض لمحات من التاريخ وهي:
1 -
الهداية للتوحيد فما من أمة حافظت على التوحيد كهذه الأمة، وكان من
نتائجه: الإيمان باليوم الآخر، وتحكيم الشريعة، وأن عاشت الأمة لم تعرف
الإقطاع، وكانت أقل بلدان العالم جريمة.
2 -
كان الإسلام ميلاداً جديداً للبشرية.
3 -
كانت حركة التوسع الإسلامي حركة فريدة في التاريخ - مضموناً
وأهدافاً - فحررت البشرية من الظلم، وقام فيها تجمع فريد على أساس الإسلام،
رغم اختلاف الأجناس والألوان.
4 -
قامت على يد هذه الأمة حركة علمية واسعة، صححت أخطاء الإغريق
واكتشفت المنهج التجريبي، وقبل ذلك وأهم منه: قامت على أساس العقيدة.
5-
قامت على يد هذه الأمة حركة حضارية ضخمة منبثقة من العقيدة، دون
تناقض أو تعارض أو خصام..
6-
أن الإسلام قد أثر في جوانب كثيرة من حياة الأمة في اتجاه مغاير للبيئة،
فحول الذين اعتادوا الفوضى وعدم الانضباط إلى مجتمع منضبط بدءًا من الصف
في الصلاة والمواقيت وانتهاء بالدعوة والحرب والسلم.
7-
وأخيراً تحدث عن الواقع المعاصر لأمة التوحيد، وبيَّن كيف انحسرت
المفاهيم الإسلامية في حسّ الكثير من المسلمين إلى شعائر ومظاهر هامدة.
الفصل الرابع: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين:
وقد استعار هذا العنوان من كتاب لأبي الحسن الندوي، وبيّن في هذا الفصل
كيف أن العالم خسر كله بانحطاط المسلمين. ففقد النموذج الصحيح حين برزت
أوربا (النموذج الفاسد) ، ولو بقيت الأمة على ما هي عليه لما برز النموذج الفاسد.
ولقامت الثورة الصناعية في الأمة الإسلامية. وحينئذ تسلم من الربا الذي توصل
الغرب من طريق إباحته إلى أن استقر عند الناس أن الدين يقف عائقاً عن التقدم.
وهكذا كانت ستسلم من تحرير المرأة وما عاقب ذلك من فساد في القيم والعقائد
والأخلاق.
توقعات المستقبل:
وتحدث في هذا الفصل عن سقوط الأنظمة الجاهلية الشرقية والغربية،
وإفلاس جميع النظم في تقديم ما يسعد الإنسان. وذكر أربعاً من نقاط الخلل تتصف
بها الجاهلية المعاصرة والإسلام منها بريء. وأشار إلى أنه عندما نقول: إن
المستقبل للإسلام، فلا يعني إهمال الجهد والبذل. وركز في آخر المبحث على
العناية بالتربية الجادة، والشورى، والنظام، وحذر في آخر الفصل من استدراج
الإسلاميين ووقوعهم في شرك العلمانية والمهادنة معها..