المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التاريخ تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه خبر عامر وهوازن وسليم كان - مجلة الحقائق - جـ ٩

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌التاريخ تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه خبر عامر وهوازن وسليم كان

‌التاريخ

تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه

خبر عامر وهوازن وسليم

كان لانتصار خالد على طليحة فإن بني عامر كانت تراقب ما تصنع أسد وغطفان فلما أحيط بهم وهزمتهم جيوش المسلمين ألقي الرعب في قلوبهم وأتوا خالداً وقالوا ندخل فيما خرجنا منه ونؤمن بالله ورسوله فبايعهم على الإسلام وكانت بيعته: عليكم عهد الله وميثاقه لتؤمنن بالله ورسوله ولتقيمن الصلاة ولتؤتين الزكاة وتبايعون على ذلك أبناءكم ونساءكم فيقولون نعم ولم يقبل / ن أحد منهم إلا أن يأتوه بالذين حرقوا ومثلوا وعدوا على الإسلام فأتوه بهم ففعل بهم مثل ما فعلوا وأرسل إلى أبي بكر رضي الله عنه يعلمه ما فعل.

خبر أم زمل

لما انهزم جيش طليحة اجتمع فلال غطفان وأسد وطيء وعامر وهوازن وغيرها إلى أم زمل وهي امرأة كانت سبيت فوقعت لعائشة فأعتقتها فرجعت إلى قومها وارتدت فلما اجتمع إليه الكل أمرتهم بالقتال وكثف جمعها فسار إليها خالد فقتلها وفرق جمعها وبعث بالفتح إلى أبي بكر.

خبر الفجأة السلمي

اسمه إياس بن عبد يا ليل من بني سليم جاء إلى أبي بكر فقال أعني بالسلاح أقاتل أهل الردة فأعطاه سلاحاً فخرج حتى نزل بالجواء وبعث نخبة من أبي الميثاء وأمره أن يقاتل المسلمين فشن الغارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن فبلغ ذلك أبا بكر فأرسل إلى طريفة بن حاجز وأمره أن يجمع له ويسير لقتاله وبعث إليه عبد الله بن قيس الحاشي عوناً فنهضا إليه وطلباه فلا ذمنهما ثم لقياه على الجواء فاقتتلوا وقتل نخبة وهرب الفجأة فلحقه طريفة فأسره ثم بعثه إلى أبي بكر فلما قدم عليه أمر أبو بكر بقتله فقتل.

خبر مالك بن نويرة

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أمراء في تميم وهم الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وصفوان بن صفوان وسبرة ابن عمرو ووكيع بن مالك ومالك بن نويرة فلما بلغهم

ص: 12

خبر موت النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من ثبت على الإسلام وأرسل الصدقة إلى أبي بكر ومنهم من تردد أول الأمر ثم أرسلها ولم يبق إلا مالك بن نويرة فإنه بقي متردداً فسار إليه خالد بن الوليد فلما علم مالك بمسيؤره أمر قومه فتفرقوا في المياه فبعث خالد السرايا في أثرهم فأتي بكثير منهم أسرى وبينهم مالك بن نويرة فاختلفت السرية فيهم وكان فيها أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا فلما اختلفوا فيهم أمر خالد بحبسهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم فيها شيء فأمر خالد منادياً فنادى دفئوا أسراكم وهي في لغة بني كنانة القتل فظن القوم أنه اراد القتل ولم يرد إلا الدفء فقتلوهم فقتل ضرار بن الأزور مالكاً وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال إذا أراد الله أمراً اصابه وتزوج خالد امرأة مالك فلما وصل الخبر المدينة قال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما أن سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه في ذلك فقال يا عمر ارفع لسانك عن خالد فإني لا اشيم سيفاً سله الله على الكافرين وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه فقبل عذره وعفا عنه وعنفه على التزوج أيام الحرب لأن العرب كانت تكرهه وقدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطالب بدم أخيه ويسأله أن يرد عليهم سبيهم فأمر أبو بكر رضي الله عنه برد السبي وودى مالكاً من بيت مال المسلمين.

خبر مسيلمة

كان بنو حنيفة ممن وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم مسيلمة بن ثمامة فجعل يقول أن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته فأقبل إليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه وقال: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن أتعدى أمر الله فيك ولن تراجعه دبرت ليعقرنك الله فلما رجع مسيلمة ومن معه إلى منازلهم ادعى النبوة وأنه أشرك مع محمد في الأمر فتبعه قومة وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: سلام عليك فإني قد اشركت في الأمر معك وأن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريشاً قوم لا يعقلون فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله على مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسير أبو بكر رضي الله عنه

ص: 13

الجيوش إلى أهل الردة عقد لواء لعكرمة بن أبي جهل وسيره إلى مسيلمة في أثره شرحبيل بن حسنة مدداً له كما أسلفنا فلم ينتظر عكرمة قدوم مدده بل تعجل ليكون الفضل له خاصة فواقعهم فنكبوه فكتب إلى أبي بكر بالخبر فكتب إليه لا أريتك ولا تراني ولا ترجعن فتوهن الناس امض إلى حذيفة وعرفجة فقاتل أهل عمان ومهرة ثم تسير إلى المهاجر بن أبي أميه لتساعد على جنود العنسي وأمر أبو بكر خالد بن الوليد بالمسير إلى مسيلمة وأوعب معه المهاجرين والأنصار وأرسل إلى شرجبيل يأمره بانتظار خالد حتى يجتمعان على جنود مسيلمة.

فتقدم خالد وعلى مقدمته شرحبيل قاصداً اليمامة فلما بلغ مسيلمة دنو خالد خرج فعسكر في عقرباء فلما كان خالد على ليلة من معسكر بني حنيفة التقى بسرية منهم وعليهم مجاعة بن مرارة فقتلهم المسلمون إلا مجاعة فاستبقاه خالد لشرفه ثم سار خالد حتى التقى بجيوش المرتدين وكانوا أربعين ألفاً فاقتتل الفريقان قتالاً شديداً ولما حمي القتال انكشف المسلمون بادئ الأمر حتى وصل المرتدون إلى فسطاط خالد وأرادوا أخذ زوجته فمنعهم من ذلك مجاعة وقال نعم الحرة هي ثم تداعىة المسلمون وحمل خالد في الناس حتى ردهم إلى أبعد مما كانوا واشتد القتال وكانت الحرب تارة للمسلمين وتارة للمرتدين وقتل كثيرون من أهل البصائر فلما رأى خالد ما الناس فيه قال امتازوا أيها الناس لنعلم بلاء كل حي فامتازوا وقال بعضهم لبعض اليوم يستحي من الفرار وقاتلوا قتالاً شديداً فعلم خالد أن رحى الحرب تدور على مسيلمة فطلبه للبراز فبرز إليه فلما اشتد الأمر أدبر فنادى خالد في المسلمين فحملوا حتى هزموا المرتدين شر هزيمة فقالوا لمسيلمة أينما كنت تعدنا قال قاتلوا عن أحسابكم ثم دخلوا الحديقة وهي بستان لمسيلمة وأغلقوها عليهم فقال البراء بن مالك أحد شجعان الأنصار ألقوني عليهم فألقوه فقااتل على الباب وفتحه للمسلمين فدخلوها عليهم واقتتلوا أشد قتال وكثر القتلى بين الفريقين لاسيما في بني حنيفة فلم يزالوا كذلك حتى قتل مسيلمة اشترك في قتله وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار فصرخ رجل قتله العبد الأسود فولت بنو حنيفة عند قتله منهزمة وأخذهم بالسيف من كل جانب وأخبر خالد بقتل مسيلمة فخرج بجماعة يوسف في قيوده حتى دلهم على مسيلمة فإذا رجل أصيفر أخينس فقال خالد لمجاعة هذا الذي فعل بكم ما فعل فقال مجاعة لخالد ما جاءكم إلا سرعان

ص: 14

الناس وأن الحصون ممل} هـ فهلم أصالحك على ما ورائي فصالحه على كل شيء دون النفوس فقال انطلق إليهم فاشاورهم فانطلق إليهم وليس في الحصون إلا النساء والصبيان ومشيخة فانية ورجال ضعفى فألبسهم الحديد وأمر النساء أن ينشرن شعورهن ويشرفن على الحصون حتى يرجع إليهم فرجع إلى خالد فقال قد أبوا أن يجيزوا ما صنعت فرأى خالد الحصون مملوءة وقد نهكت المسلمين الحرب وقتل من المهاجرين والأنصار من أهل المدينة ثلثمائة وستون ومن المهاجرين من غير المدينة ثلثمائة وقد فشت الجراحات فيمن بقي فجنح للسلم وصالحه على الذهب والفضة والسلام ونصف السبي وحائط ومزرعة من كل قرية فصالحوه وفتحت الحصون فلم يجد خالد إلا النساء والمستضعفين فقال لمجاعة خدعتني قال قومي ولم أستطع إلا ما فعلت وبعد هذا الصلح جاءه كتاب من أبي بكر يأمره فيه بقتل كل محتلم فوفى لهم بصلحه ولم يغدر ثم أرسل وفداً منهم إلى أبي بكر بإسلامهم فلقيهم وسألهم بما يدعوكم به مسيلمة فقال كانوا يقول (يا ضفدع نقي نقي لا الشارب تمنعني ولا الماء تكدرين لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريش قوم يعتدون) فقال أبو بكر رضي الله عنه سبحان الله ويحكم أن هذا الكلام ما خرج من ال ولا بر فأين يذهب بكم عن أحلامكم.

(يتبع)

ص: 15