الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فإنه لما كان علم الحديث من أشرف العلوم الدينية إذ شرف العلم بشرف معلومة لأنه مقتبس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته اجتهد علماء سلف هذه الأمة يسعون للحصول عليه وإدراكه وجمعه وأخذه من أهله هم الذين قال فيهم الإمام
…
عبد الله بن المبارك " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم "
وكان الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
رحمه الله له النصيب الأكبر والحظ الأوفر من ذلك وكان كتابه الصحيح هو أصح الكتب بعد كلام الله عزوجل فاعتنى به العلماء عناية كبيرة ما بين شرح واختصار وجمع للغريب والاستخراجات عليه وغير ذلك وممن شرحه الحافظ ابن حجر رحمه الله ولم يشرح هذا الكتاب شرحاً مفصلاً مثل ما شرحه الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في كتابه فتح الباري إذ شرح الكتاب مبتدأ بشرح كل ترجمة من الكتاب وإيراد الحكمة في تقطيعه للأحاديث وغير ذلك من الفوائد التي تعود على قارئ الكتاب ولكن الإنسان بطبعه معرض للخطأ كما قيل لكل جواد كبوة وكما قيل " كفا بالمرء نبلا أن تعد معايبه " فوقع في خطأ بالعقيدة وهذه أهم الأخطاء الموجودة فيه مع وجود أخطاء أخرى فقام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله
أمين بالتنبيه على الأخطاء الموجودة في الكتاب حتى نهاية الجزء الثالث فأفاد وأجاد جزاه الله خيراً وكانت هذه بذرة خير من سماحته ومبادرة عظيمة الفائدة ولكن سماحته اعتذر في آخر الجزء الثالث عن التكميل لانشغاله في أمور المسلمين ثم قام فضيلة
الشيخ عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى استكمالا لما قام به الشيخ عبد العزيز بعد العرض عليه والتكرار من طلبة العلم قام بإجابة الطلب فبدأ من بداية الجزء الرابع ثم ليعلم قارئ التبيهات أنها ليست بمنقصة للحافظ ابن حجر رحمه الله وليس بضاره لأن العلماء من لدن عهد الصحابة وهم ينبه بعضهم بعضاً كما قال الإمام مالك إمام دار الهجرة " ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر " وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال " ما منا إلا ويؤخذ من قوله ويترك " فهذه سيرة العلماء ممتلئة بالتبيهات وأقرب شاهد لذلك الرد على سير الأوزاعي لأبي يوسف فينبغي لطالب الحق أن ينهج منهج السلف ويأخذ الحق ممن أتى به فإن الحق لا يعرف بالرجال وورد في بعض الآثار الحق ضالة المؤمن وبما أن هذه التنبيهات ليست مندرجة في باب من أبواب العلم فكان لا بد له رحمه الله من وضعها على حسب ورودها في فتح الباري ثم أن هذه التبيهات في كمها قليلة ولكن الفائدة الموجودة فيها غزيرة فليست فائدتها يجنيها طبقة
من طبقات طلاب العلم والمعرفة بل كل سيجني ثمارها المبتدأ والمنتهي علماً أن الشيخ رحمه الله عاجلته المنية قبل استكمال ما بدأ به فلم يستوفي جميع الكتاب بل وقف على ص 320 من الجزء التاسع عسى الله من يقيض له من يتم ما وقف عليه وطريقة المؤلف رحمه الله تعالى أن يذكر كلام ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح مع ذكر
الصفحة والجزء ثم يبتدئ التعقيب بحرف "جـ " ويذكر ما فيه من خطأ رحم الله الجميع.
وقد اشتمل هذا التعليق على "45" بحثاً بالتكرار موزعة كالآتي فمواضيع التوحيد والعقيدة "33" موضوعاً
وموضوع في أصول الفقه.
وثلاثة مواضيع في تصحيح أسماء مصحفه.
وموضوعين في تضعيف بعض الأحاديث.
وموضوع في تصحيح عزواً بعض الأحاديث التي نسبت إلى بعض الكتب سهواً.
وموضوع في غريب الحديث.
وموضوع في السيرة النبوية.
نفع الله بها مؤلفها وقارئها وسامعها وجعلها الله في موازين حسناته وغفر الله لنا وله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد العزيز بن أحمد المشيقح
تنبيه: لم نجد على نسخة المؤلف عنوان فاجتهدنا في تسميته.
بسم الله الرحمن الرحيم
- في 4: 57 لما ذكر قول الصحابي قال:
" ولكن معناه كما قال المزني وغيره من أهل النظر إنه النقل " أ. هـ.
جـ ـ هذا فيه تفصيل إن كان الصحابي قد خالفه صحابي آخر فنعم وأما إذا أفتى بفتيا ولم يخالفه غيره من الصحابة فقد ذكر العلامة ابن القيم