الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمةُ مُكْرَم البَزَّازِ
مُكْرَمُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ، القاضي المُحدِّثُ، أبو بكرٍ البَغداديُّ البزَّازُ.
سمعَ يحيى بنَ أبي طالبٍ، ومحمدَ بنَ عيسى المَدائنيَّ، ومحمدَ بنَ الحسينِ الحُنَينيَّ، وعبدَ الكريمِ بنَ الهيثمِ الدِّيرعَاقوليَّ، ومحمدَ بنَ غالبٍ، وطائفةً.
حدَّثَ عنه: ابنُ مَندة، والحاكمُ، وأبو الحسنِ بنُ رِزْقويه، وابنُ الفضلِ القطانُ، وأبو عليِّ بنُ شاذانَ، وآخَرونَ.
وثَّقَه الخطيبُ.
تُوفيَ في جُمادى الأُولى سَنةَ خمسٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ (1).
فَوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ
يسَّرَ اللهُ لي الوقوفَ على جزأَينِ مِن فوائدِ مُكْرَمٍ البزَّازِ: الأولِ والثَّاني.
والجزءُ الثَّاني يبدأُ بالورقةِ [66] إلى آخرِ المجموعِ (45).
أمَّا الجزءُ الأولُ فقَد تأخَّرَ إلى المجموعِ (63)، مِن الورقةِ [24] إلى [43].
وهو بنفسِ السندِ والخطِّ، كما تقدَّمَ بيانُه في مقدمةِ هذا المجموعِ.
(1)«سير أعلام النبلاء» (15/ 517)، وانظر:
«تاريخ بغداد» (13/ 213). و «شذرات الذهب» (4/ 242).
الجزءُ الأولُ مِن فوائدِ أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ القاضي
روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عنه
وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ
أخبرنا به الشيخُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ عنه
سماعُ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المَقدسيِّ
نفَعَه اللهُ الكريمُ به وعَفى عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحولَ ولاقوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيمِ
أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ فيما قُرئَ عليه بثَغرِ الإسكَندريةِ في شعبانَ مِن سَنةِ ستٍّ وسِتينَ وخمسِمئةٍ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ قراءةً عليه وأنا أَسمعُ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو بكرٍ مُكْرَمُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ القاضي قراءةً عليه في يومِ الأحدِ صلاةَ الغَداةِ في الجانبِ الشَّرقيِّ في دَربِ الرَّيحانِ آخِرَ بغدادَ عندَ رَقَّةِ (1) بابِ الشَّمَّاسِيَّةِ لِستٍّ بَقينَ مِن جُمادى الآخِرةِ مِن سَنةِ أربعٍ وأَربعينَ وثلاثِمئةٍ:
517 -
(1) حدثنا يحيى بنُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ: حدثنا عبدُ الوهابِ هو ابنُ عطاءٍ: أخبرنا التَّيميُّ، عن عطاءٍ وطاوسٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ الليلِ مَثنى مَثنى، فإذا خَشيتَ الصُّبحَ فوَاحدةً» (2).
(1) الرقة كل أرض إلى جنب واد ينبسط الماء إليها أيام المد ثم ينحسر. والشماسية موضع في أعلى مدينة بغداد.
(2)
حديث طاوس عن ابن عمر أخرجه مسلم (749)(146).
وله طرق عن ابن عمر يأتي أحدها (613).
518 -
(2) حدثنا يحيى: أخبرنا إسماعيلُ بنُ عمرَ أبو المنذرِ: حدثنا داودُ بنُ قيسٍ، عن محمدِ بنِ عجلانَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ،
أنَّه رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي على حمارٍ وهو ذاهبٌ إلى خيبرَ (1).
519 -
(3) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ الأزديُّ: حدثنا مندَلٌ، عن ابنِ أبي لَيلى وعُبيدِ اللهِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
اتَّخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خاتماً مِن وَرِقٍ، فكانَ فَصُّه في بطنِ كفِّه (2).
520 -
(4) حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن ابنِ كعبِ بنِ مالكٍ، عن أبيه كعبِ بنِ مالكٍ أنَّه حدَّثه:
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَه والأَوسَ بنَ الحَدَثانِ في أيامِ التَّشريقِ فَنادَيا: «أَلَّا يَدخلُ الجنةَ إلا مؤمنٌ، وأَيامُ مِنى أَيامُ أَكلٍ وشربٍ» (3).
521 -
(5) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: (4) /حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ،
(1) أخرجه النسائي (741) من طريق إسماعيل بن عمر به. وقال: الصواب موقوف.
وانظر حديث أنس بن سيرين عن أنس بن مالك عند البخاري (1100)، ومسلم (702).
(2)
لحديث الخاتم طرق وروايات متعددة عن نافع، ورواية المصنف معناها عند مسلم (2091)(55).
(3)
أخرجه مسلم (1142) من طريق إبراهيم بن طهمان به.
(4)
كتب هنا في أسفل الورقة: هنا خرم.
مع أنه كتب قبلها إشارة لتمام الكلام: ثنا تميم بن الجعد. وهو أول الورقة التي تليها.
ولم أجد هذا الحديث من طريق حسين بن إسماعيل عن تميم بن الجعد، لكن تأتي أحاديث بهذا الإسناد. والله أعلم.
عن إبراهيمَ التَّيميِّ، عن أبيه قالَ:
بلَغَ علياً عليه السلام أنَّهم يَقولونَ: أنَّ عندَهم عِلماً يَكتمونَه، قالَ: فجَمعَ الناسَ ثم قالَ: إنَّه بلَغني أنَّكم تَقولونَ كَيتَ وكَيتَ، وإنَّه واللهِ ما عندَنا شيءٌ إلا ما في أَيديكم يَعني كتابَ اللهِ عز وجل، ليسَ هذه الصحيفةَ في قِرابِ سيفِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقرَأَها فإِذا فيها:
وفيها مِن أَسنانِ الإبلِ في الجُروحِ في الشِّجاجِ ونحوِ هذا (1).
522 -
(6) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا موسى بنُ داودَ: حدثنا قيسٌ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن الحسنِ، عن الأحنفِ بنِ قيسٍ، عن العباسِ بنِ عبدِ المطلبِ قالَ:
خَرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ فقالَ: «لَقد بَرَّأَ اللهُ أهلَ هذه المدينةِ مِن
(1) أخرجه البخاري (1870)(3172)(3179)(6755)(7300)، ومسلم (1370)(2/ 1147) من طريق الأعمش بنحوه.
الشركِ، ولكنِّي أَخافُ عليهم أَن تُضلَّهم النجومُ» قَالوا: وكيفَ تُضلُّهم النجومُ؟ قالَ: «ينزلون (1) الغيثَ ويَقولونَ: مُطِرنا بنَوءِ كَذا» (2).
523 -
(7) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ أبو بكرٍ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ العَرزَميُّ، عن عَمرو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ:
كانَ صفوانُ / بنُ أُميةَ بنِ خلفٍ نائماً في المسجدِ ثيابُه تحتَ رأسِه، فجاءَ سارقٌ فسرَقَها، فأخَذَه وأَقرَّ السارقُ، فأَمرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يُقطعَ، فقالَ صفوانُ: يا رسولَ اللهِ أتَقطعُ رَجلاً مِن العربِ في ثِيابي؟ حتى قالَ: هُنَّ له، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَفلا كانَ ذا قبلَ أَن تَجيءَ به؟» ثم قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اشفَعوا ما لم يصِلْ إلى الوَالي، فإذا وصَلَ إلى الوَالي فعَفا فلا عَفا اللهُ عنه» ثُم أَمرَ بقطْعِه مِن المِفصلِ (3).
524 -
(8) حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا سلَّامُ بنُ
(1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: ينزل.
(2)
أخرجه البزار (1303)(1304)، وأبو يعلى (6709)، والطبراني في «الأوسط» (576) من طريق قيس بن الربيع به. إلا أنه في رواية الطبراني من رواية الحسن، عن قيس بن عباد، عن العباس.
وقيس بن الربيع ضعيف.
وأخرجه أبو يعلى (6714) من طريق عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن العباس مختصراً. وعمر بن إبراهيم حديثه عن قتادة مضطرب.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (4316).
(3)
أخرجه الدارقطني (3/ 204) من طريق أحمد بن عبيدالله النرسي به.
وقال الزيلعي في «نصب الراية» (3/ 370): وضعفه ابن القطان في كتابه، فقال: العرزمي متروك، وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي لا يتابع على ما له من حديث.
سليمانَ: حدثنا عثمانُ بنُ عطاءٍ، عن أبيه، عن عبدِ الرحمنِ بن عَوسجةَ، عن البراءِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «زيِّنوا القرآنَ بأَصواتِكم» (1).
525 -
(9) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدٌ، عن حَنظلةَ السَّدوسيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَنتَ يَدعو عَليهم شَهراً بعدَ الرُّكوعِ (2).
526 -
(10) حدثنا يحيى: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا هشامٌ الدَّستَوائيُّ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ بمثلِ حديثِ حَنظلةَ، ولم يذكرْ قتادةُ في حديثِهِ: قبلَ الرُّكوعِ ولا بعدَهُ (3).
527 -
(11) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الحُرِّ بنِ صَيَّاحٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأَخنسِ، عن سعيدِ بنِ زيدِ بنِ عَمرو بنِ نُفيلٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وطلحةُ والزبيرُ في الجنةِ، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، والتاسعُ هو مَن كانَ» فلمَّا أَكثروا عليه قالَ: هو أَنا، ثم بَكى (4).
(1) تقدم (418).
(2)
تقدم (196).
(3)
تقدم (198)، وفيه: بعد الركوع.
(4)
أخرجه أبو داود (4649)، والترمذي (3757)، والنسائي في «الكبرى» (8100)(8147)(8153)، وأحمد (1/ 188)، وابن حبان (6993)، وأبو يعلى (971)، والبزار (1269)(1270) من طريق الحر بن الصياح بنحوه.
وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: انظر بعض هذه الأوجه في «المسند الجامع» (4816)(4817)(4818).
528 -
(12) حدثنا محمدُ بنُ / الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا مسعودُ بنُ سعدٍ، عن الأعمشِ، عن سماكٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
قالَ (1): «ليَنتهينَّ أَقوامٌ يَرفَعونَ أَبصارَهم إلى السماءِ أو لا تَرجعُ إليهم أَبصارُهم» . قالَ أبو غسانَ: يقولُ في الصلاةِ (2).
529 -
(13) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثني يونسُ بنُ موسى كُديمٌ: حدثنا الحسينُ بنُ حمادٍ الكوفيُّ أبو محمدٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ العدويُّ قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ يقولُ على المنبرِ: حدثني عبادةُ بنُ عبادةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ على منبرِه: «لا تُقبلُ صلاةُ عبدٍ بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةٌ مِن غُلولٍ» (3).
530 -
(14) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ: حدثنا يونسُ بنُ موسى
(1) هكذا في الأصل.
(2)
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود تكلموا في سماعه من أبيه.
وأخرجه الطبراني (9173)(9174)(9175) بإسناد آخر منقطع عن ابن مسعود موقوفاً.
(3)
أخرجه الباغندي في «مسند عمر بن عبد العزيز» (87)، والعقيلي (2/ 297) من طريق يونس بن موسى الكديمي به.
وإسناده ضعيف جداً. والحديث صحيح.
كُديمٌ: حدثنا الحسينُ بنُ حمادٍ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ العدويُّ قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ يقولُ على المنبرِ: حدثني عبادةُ بنُ عبادةَ بنِ عبدِ اللهِ، عن طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على مِنبرِه يقولُ: «أَلا أيُّها الناسُ، تُوبوا إلى اللهِ قبلَ أَن تَموتوا، وبادِروا بالأَعمالِ الصالحةِ قبلَ أن تُشغَلوا، وصِلوا الذي بينَكم وبينَ ربِّكم بذِكرِكم له وكثرةِ الصدقةِ في السرِّ والعَلانيةِ تُرزَقوا وتُؤجَروا وتُنصَروا.
واعلَموا أنَّ اللهَ عز وجل قَد افتَرضَ عليكم الجمعةَ في مَقامي هذا في عَامي هذا في شَهري هذا إلى يومِ القيامةِ حَياتي وبعدَ مَوتي، فمَن تركَها وله إِمامٌ فلا جمعَ اللهُ له شملَه ولا باركَ له في أَمرِه، ألا ولا حجَّ له، ألا ولا صومَ له، ألا ولا صلاةَ له، ولا بِرَّ له، ولا تَؤمَّ امرأةٌ / رَجلاً، ألا ولا يَؤمَّنَّ أَعرابيٌّ مُهاجِراً، ألا ولا يَؤمَّنَّ فاجرٌ مُؤمناً إلا أَن يقهَرَه بسُلطانٍ يَخافُ سيفَه أو سوطَه» (1).
531 -
(15) حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا شاذانُ الأسودُ بنُ عامرٍ: حدثنا شعبةُ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على المَنفوسِ ثم قالَ: «اللهمَّ أَعِذْه مِن عذابِ القبرِ» (2).
(1) أخرجه الباغندي في «مسند عمر بن عبد العزيز» (88) من طريق يونس بن موسى الكديمي به.
وإسناده ضعيف جداً.
(2)
أخرجه الخطيب (11/ 374)، وابن شاذان في «مشيخته» (12) من طريق المصنف به.
والصواب فيه الوقف، انظر كلام الخطيب والدرقطني في «علله» (1724).
532 -
(16) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا يحيى بنُ صالحٍ الوُحَاظيُّ: حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ يعقوبَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ:
جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أَرأيتَ إِن لقيَني رجلٌ يُريدُ أَن يأخُذَ مالي؟ قالَ:«لا تُعطِهِ مالَكَ» قالَ: أَفرأيتَ إِن قاتَلَني؟ قالَ: «تُقاتِلُه» قالَ: أَفرأيتَ إِن قتَلَني؟ قالَ: «فأنتَ شهيدٌ» قالَ: أَرأيتَ إِن قتلتُهُ؟ قالَ: «هو في النارِ» (1).
533 -
(17) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الرُّكينِ، عن عمِّه أُسيدِ بنِ عُميلةَ، عن خُريمِ بنِ فاتكٍ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «الناسُ أربعةٌ يومَ القيامةِ، والأعمالُ سبعةٌ، فمِنهم مُوسَّعٌ له في الدُّنيا مُوسَّعٌ له في الآخرةِ، ومُوسَّعٌ له في الدُّنيا مَقتورٌ عليه في الآخِرةِ، ومَقتورٌ عليه في الدُّنيا مُوسَّعٌ له في الآخِرةِ، وشقيٌّ في الدُّنيا والآخِرةِ.
والأعمالُ: مُوجِبتانِ، ومِثلٌ بمِثلٍ، وعشرةُ أضعافٍ، وسبعُمئةِ ضعفٍ. فالمُوجِبتانِ: مَن ماتَ لا يُشركُ باللهِ شيئاً ومَن ماتَ يُشركُ باللهِ، ومِثلٌ بمِثلٍ: مَن هَمَّ بحسنةٍ ومَن عملَ سيئةً، وعشرُ أضعافٍ: مَن عملَ حسنةً، سبعُمئةٍ / ضعفٍ: النَّفقةُ في سبيلِ اللهِ عز وجل» (2).
(1) أخرجه مسلم (140) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به.
(2)
أخرجه أحمد (4/ 321، 345، 346)، وابن حبان (6171)، والطبراني (4151) إلى (4155)، والحاكم (2/ 87) من طريق الركين بن الربيع على اختلاف في الإسناد بعده، ينظر بيانه في تخريج المسند.
وصححه الألباني في «الصحيحة» (2604).
534 -
(18) حدثنا محمدُ بنُ عيسى المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
جاءَت امرأةُ رِفاعةَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إنَّ رِفاعةَ طلَّقَني فبَتَّ طَلاقي، فتَزوجتُ عبدَ الرحمنِ بنَ الزبيرِ، وإنَّما مَعه مثلُ هُدْبةِ الثوبِ، فقالَ:«أَتُريدينَ أَن تَرجعي إلى رفاعةَ! لا، حتى تَذوقي عُسَيلَتَه ويَذوقَ عُسَيلتَكِ» . وأبو بكرٍ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخالدُ بنُ سعيدٍ بالبابِ يَنتظرُ أَن يُؤذَنَ له، قالَ: يا أبا بكرٍ، أَلا تَسمعُ ما تَجهرُ به عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
535 -
(19) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن بَعجةَ الجُهنيِّ، عن عقبةَ بنِ عامرٍ قالَ:
قَسمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحايا بينَ أَصحابِه، فأَصابَتْني جَذَعةٌ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَصابَتْني جَذَعةٌ، فقالَ:«ضَحِّ بِها» (2).
536 -
(20) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ الأعورُ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني عمرانُ بنُ موسى: أخبرنا سعيدُ بنُ أبي سعيدٍ المقبريُّ، عن أبيه،
أنَّه رَأى أبا رافعٍ مَولى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بحسنِ بنِ عليٍّ عليه السلام وهو
(1) أخرجه البخاري (2639)(5260)(5792)(6084)، ومسلم (1433) من طريق الزهري به.
(2)
أخرجه البخاري (5547)، ومسلم (1965)(16) من طريق يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه البخاري (2300)(5555)، ومسلم (1965)(15) من وجه آخر عن عقبة بن عامر بنحوه.
يُصلِّي وقَد عَقدَ أو غَرزَ ضَفيرتَه في قَفاهُ، فحلَّها أبو رافعٍ، فالتفَتَ حسنٌ إليه مُغْضَباً، فقالَ أبو رافعٍ: أَقبِلْ على صلاتِكَ ولا تَغضبْ، إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:«ذلكَ كِفلُ الشيطانِ، أو قالَ: مقعدُ الشيطانِ» (1).
537 -
(21) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ تَمتامٌ: حدثنا سليمانُ بنُ داودَ أبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ: حدثنا عمارُ بنُ محمدٍ، عن سفيانَ، عن داودَ أبي الجَحَّافِ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ:
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} /إنَّما أُنزلتْ في خمسةٍ: النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ عليهم السلام (2).
538 -
(22) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا ثابتُ بنُ محمدٍ الزاهدُ: حدثنا فطرٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لو لم يَبقَ مِن الدُّنيا إلا يومٌ لبعثَ اللهُ رَجلاً مِن أهلِ
(1) أخرجه أبو داود (646)، والترمذي (384)، وابن حبان (2279)، وابن خزيمة (911)، والبيهقي (2/ 109) من طريق ابن جريج به.
وحسنه الترمذي والألباني.
ويرويه مخول بن راشد واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1178)، و «مسند أحمد» 6/ 8 (23856).
(2)
أخرجه الطبراني في «الصغير» (375)، و «الأوسط» (3456)، والواحدي في «أسباب النزول» (ص 295)، والدينوري في «المجالسة» (3554)، وابن عساكر (14/ 147) من طريق أبي الربيع الزهراني به.
وليس في إسناد الدينوري - ومن طريقه ابن عساكر - عطية العوفي.
وله طرق أخرى، وقيل فيه: عن أبي سعيد عن أم سلمة.
ومداره على عطية العوفي وهو ضعيف. والحديث صحيح بشواهده.
بَيتي، يُواطئُ اسمُه اسْمي واسمُ أَبيه اسمَ (1) أبي، يَملؤُها عَدلاً وقِسطاً كما مُلئتْ ظُلما وجَوراً» (2).
539 -
(23) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليِّ بنِ خالدِ بنِ عمرَ بنِ خالدِ بنِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّها سَتكونُ عليكم أَئمةٌ يُميتونَ الصلاةَ حتى يَذهبَ وَقتُها، فمَن أَدركَ ذَلكَ مِنكم فليُصلِّ الصلاةَ لِوقتِها، وليَجعلْ صلاتَه مَعهم سُبحةً» (3).
540 -
(24) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن أبي الزبيرِ، عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ:
قالتْ عائشةُ: لا تُحرِّمُ الرَّضعةُ ولا الرَّضعَتانِ مِن الرَّضاعِ (4).
فقالَ ابنُ عمرَ: قولُ اللهِ وقَضاؤُه أَحقُّ أَن يُؤخَذَ به مِن قولِ ابنِ الزبيرِ، ثم قرأَ قولَ اللهِ عز وجل:{وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة} (5).
(1) في الأصل: اسمي.
(2)
تقدم (323).
(3)
حماد بن شعيب ضعيف. وتابعه أبو بكر بن عياش بلفظ قريب عند النسائي (779)، وابن ماجه (1255)، وأحمد (1/ 379)، وابن خزيمة (1640).
وأقرب إلى لفظ المصنف رواية الأعمش المطولة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، مرفوعاً عند ابن حبان (1874) وغيره، وموقوفاً عند مسلم (534).
(4)
موقوف. وتقدم مرفوعاً (255).
(5)
أخرجه الدارقطني (4/ 179)، والبيهقي (7/ 458) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر بنحوه.
541 -
(25) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَخرجُ طائفةٌ مِن أُمَّتي في فرقةٍ مِن الناسِ، يَقرؤونَ القرآنَ فيُحسِنونَ تلاوَتَه، ويَعملونَ فيُحسنونَ العملَ، / حتى إنَّ الرجلَ المسلمَ المَخبِتَ يقولُ: ياليتَ اللهَ أَعطاني مثلَ الذي أَعطاهم، لِما يَرى مِن فَضلِهم، يَمرقونَ مِن الدِّينِ كَما يَمرقُ السَّهمُ مِن الرَّميةِ» قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وكيفَ يَمرقُ السَّهمُ؟ قالَ:«أَما رأيتُم الرجلَ مِنكم يَعرضُ له الصيدُ فيَخرجُ مِنه سهمُه يَتصَلْصَلُ، فيقولُ: عبادَ اللهِ أَخطأتُ، وإنَّه لقَد أصابَ، فيَنظرُ في نَصلِه فلا يَرى دَماً، فيَنظرُ في قُذَذِه فلا يَرى دَماً، فيَنظرُ في ريشِهِ فلا يَرى دَماً، سَبقَ الفرثَ والدمَ، فيهم رَجلٌ مُخْدَجٌ» (1).
قالَ أبو سعيدٍ: سمعتُ هذا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأخبَرني عليٌّ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«تَقتلُهم أَولى الطائفَتينِ بالحقِّ» (2).
542 -
(26) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المَدائنيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عطيةَ: حدثنا محمدُ بنُ واسعٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ:
(1) أبو هارون العبدي متروك.
والحديث لم أقف عليه بهذا اللفظ.
ولحديث أبي سعيد طرق بنحوه، منها رواية أبي سلمة عن أبي سعيد، عند البخاري (3610)، ومسلم (1064)(148).
(2)
أخرجه مسلم (1065) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً.
وأما من حديث علي فإنما وقفت عليه من طريق أبي وائل عنه في حديث طويل عند أبي يعلى (473).
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُحرَّمُ على النارِ كُلُّ هيِّنٍ ليِّنٍ قريبٍ سهلٍ» (1).
543 -
(27) قالَ القاضي: وأَنشدَني بعضُ الشعراءِ:
هَيْنونَ لَيْنونَ أَيْسارٌ بَنو يُسُرٍ
…
سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أبناءُ أَيسارِ
مَن تَلقَ مِنهم تَقُلْ لاقيتُ سيِّدَهم
…
مثلُ النجومِ التي يَسري بها السَّاري
544 -
(28) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن عبدِ العزيزِ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنَّه سمعَه يقولُ:
قالَ رسولُ اللهِ / صلى الله عليه وسلم: «الشهرُ تِسعٌ وعشرونَ ليلةً، لا تَصوموا حتى تَروهُ، ولا تُفطِروا إلا أَن يُغَمَّ عليكم، فإِن غُمَّ عليكم فأَحصوا العِدَّةَ» (2).
545 -
(29) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا يونسُ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي هريرةَ قالَ:
اقتَتلَت امرأتانِ مِن هُذيلٍ، فرَمَت إِحداهما الأُخرى فقتَلَتْها وما في بطنِها، فاختَصموا في الدِّيَةِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَضى أنَّ ديَةَ جَنينِها غُرَّةُ عبدٍ أو وَليدةٍ، وقَضى بديَتِها على عاقِلَتِها، ووَرَّثَها ولدَها ومَن معَهم، فقالَ حَمَلُ بنُ نابغةَ
(1) محمد بن الفضل بن عطية كذبوه.
ومن طريقه أخرجه ابن عدي (6/ 164)، وتمام في «فوائده» (837).
وله طرق أخرى وشواهد، انظرها في «الروض البسام» (1102)، و «الصحيحة» (938).
(2)
أخرجه البخاري (1900)(1906)(1907)، ومسلم (1080) من طريق عبد الله بن دينار وغيره، عن ابن عمر به.
الهذليُّ: كيفَ أَغْرَمُ مَن لا شَربَ ولا أَكلَ ولا نَطقَ ولا استَهلَّ، مِثلُ ذلكَ يُطَلُّ! فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«إنَّ هذا مِن إِخوانِ الكُهَّانِ» مِن أَجلِ سجعِهِ الذي سَجَعَ (1).
546 -
(30) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني أبو الزبيرِ، أنَّه سمعَ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: أخبرتْني أُمُّ مُبشرٍ،
أنَّها سمعَت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَدخلُ النارَ إِن شاءَ اللهُ مِن أَصحابِ الشجرةِ أَحدٌ: الذينَ بايَعوا تحتَها» قالتْ: بَلى يا رسولَ اللهِ، فانتَهرَها، فقالتْ حفصةُ:{وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قَد قالَ اللهُ تبارك وتعالى: {ثم ننجي الذين آمنوا ونذر الظالمين فيها جثيا} (2).
547 -
(31) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ قالَ:
انطلقتُ أنا وعَبيدةُ السَّلْمانيُّ / إلى عليٍّ عليه السلام نسأَلُه عن صلاةِ الوُسطى، فأَمرتُ عَبيدةَ فسأَلُه قالَ: كُنا نظنُّ أنَّها صلاةُ الصبحِ حتى قاتَلْنا الأَحزابَ، فقاتَلْناهم حتى أَمسَينا، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللهمَّ املأْ قلوبَ هؤلاءِ الذينَ شَغلونا عن صلاةِ الوُسطى ناراً، وأَجوافَهم ناراً، وبيوتَهم ناراً» .
قالَ: فعَلِمْنا أنَّها صلاةُ العصرِ (3).
(1) أخرجه البخاري (6910)، ومسلم (1681)(36) من طريق يونس بن يزيد الأيلي به.
(2)
أخرجه مسلم (2496) من طريق حجاج بن محمد به.
(3)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (2/ 669) من طريق عاصم بن أبي النجود به.
وللحديث طرق وروايات من طريق عاصم وغيره، انظر تخريجها في «مسند أحمد» 1/ 122 (990)، 150 (1288).
548 -
(32) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا المغيرةُ بنُ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في اليهودِ: «إذا سَلَّموا عليكم قَالوا: السَّامُ عليكم، فقُولوا: وعَليكم» (1).
549 -
(33) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ جعفرِ بنِ الزبيرِ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن أبيه قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُسأَلُ عن الماءِ يكونُ بالفَلاةِ وما يَنوبُه مِن الدَّوابِّ والسِّباعِ، فقالَ:«إِذا بلغَ الماءُ قُلَّتينِ لم يُنجِّسْه شيءٌ» (2).
550 -
(34) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا يونسُ، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ:
(1) أخرجه البخاري (6257)(6928)، ومسلم (2614) من طريق عبد الله بن دينار به.
(2)
أخرجه أبو داود (64)(65)، والترمذي (67)، وابن ماجه (517)(518)، والدارمي (1/ 186، 187)، وأحمد (2/ 12، 23، 26، 38، 107)، والدارقطني (1/ 19، 21)، وابن خزيمة (92)، والحاكم (1/ 133، 134)، والبيهقي (1/ 261، 262) من طريق محمد بن جعفر وعاصم بن المنذر، كلاهما عن عبيدالله بن عبد الله بن عمر به.
وأخرجه أبو داود (63)، والنسائي (52)(328)، وابن حبان (1249)(1253)، والدارقطني (1/ 14 - 18)، والحاكم (1/ 132، 133)، والبيهقي (1/ 260، 261، 262) من طريق محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني.
أُقيمَت الصلاةُ وعُدِّلت الصُّفوفُ قياماً، فخَرجَ إلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا قامَ في مُصلَّاهُ ذَكرَ أنَّه جُنُبٌ، فذكرَ (1) فاغتسَلَ ثم عادَ إلى صلاتِهِ (2).
551 -
(35) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ: حدثنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ: ثلاثٌ قَد عَلمتُهنَّ، والرابعةُ لو حَلفتُ عليها لصَدقتُ: لا يَجعلُ اللهُ جلَّ وعزَّ مَن له سهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سهمَ له، ولا يَتولَّى اللهُ عبداً فيُولِّيه /يومَ القيامةِ غيرَه، ولايُحبُّ عبدٌ قوماً إلا بُعثَ مَعهم، والرابعةُ لا يَسترُ اللهُ على عبدٍ في الدُّنيا إلا سَترَ عليه في الآخِرةِ (3).
552 -
(36) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ إملاءً: أخبرنا محمدُ بنُ الفضلِ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي جُحيفةَ،
أنَّه صلَّى خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم العصرَ بالأَبطحِ رَكعَتينِ (4).
553 -
(37) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ قالَ:
(1) هكذا في الأصل وعليها علامة التضبيب.
(2)
أخرجه البخاري (275)(639)(640)، ومسلم (605) من طريق الزهري به.
(3)
تميم بن الجعد لم يوثَّق.
ولعل الصواب عن أبي إسحاق ما رواه معمر عنه عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
أخرجه عبد الرزاق (20318)، ومن طريقه الطبراني (8799).
وأخرجه أبو يعلى (4567)، والطبراني (8800)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (557)(558) من طرق عن ابن مسعود موقوفاً، إلا أبا يعلى فرفعه.
(4)
أخرجه أحمد (4/ 307، 308) من طريق أبي إسحاق به.
وهو طرف من حديث طويل، انظره عند البخاري (187) وأطرافه، ومسلم (503).
سألتُ أبا سعيدٍ: أَنَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نَبيذِ الجَرِّ؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَفحرامٌ هو؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَنَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أكلِ الثومِ؟ قالَ: نَعم، قلتُ: أَحرامٌ هو؟ قالَ: ليسَ هذا مِثلَ هذا (1).
554 -
(38) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا شَبابةُ: حدثنا أبو جُزَيٍّ (2)، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: واللهِ لأَن أُقدَّمَ فتُضربَ عُنقي أَحبُّ إليَّ مِن أَن أَتأمَّر على قومٍ فيهم مثلُ أبي بكرٍ (3).
555 -
(39) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزَّازُ: حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ القَرقَسانيُّ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:
سجدتُّ خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} (4).
556 -
(40) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا إسرائيلُ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ قالَ:
إنَّما كُنا نَعرفُ مُنافقي الأَنصارِ ببُغضِهم علياً عليه السلام (5).
(1) أبو هارون العبدي متروك. ولم أقف عليه بهذا السياق.
وقد أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1299) من طريق محمد بن كثير مختصراً بالنهي عن نبيذ الجر. وهذا القدر فله طرق عن أبي سعيد.
وانظر حديث بشر بن حرب عن أبي سعيد في النهي عن أكل الثوم عند أحمد (3/ 85).
(2)
نصر بن طريف، له رواية عن معمر. وفي الأصل: أبو جز.
(3)
يأتي مطولاً في آخر فوائد مكرم البزاز (771).
(4)
أخرجه البخاري (766) وأطرافه، ومسلم (578) من طريق أبي رافع وغيره، عن أبي هريرة به.
(5)
أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (979)، وابن الأعرابي في «معجمه» (2217)، وابن عساكر (42/ 258) من طريق إسرائيل به. ورجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (3717) من طريق أبي هارون، عن أبي سعيد به. ثم أشار إلى رواية الأعمش هذه.
ولم يتبين لي لم ترك الترمذي رواية الأعمش هذه إلى رواية أبي هارون المتروك، إلا أن يكون طلباً لعلو الإسناد، أو لعلة خفية في الإسناد. والله أعلم.
وله عن أبي سعيد طريقان آخران أحدهما عند ابن عساكر، والثاني في «جزء فيه أحاديث وأخبار عن أبي بكر الصولي» (2).
557 -
(41) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ: حدثنا أبي: حدثنا روَّادُ بنُ الجراحِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن / الأعرجِ، عن أبي هريرةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «السَّخيُّ الجَهولُ أَحبُّ إلى اللهِ عز وجل مِن العابدِ البخيلِ» (1).
558 -
(42) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا قيسٌ، عن كثيرِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن بَنى للهِ مَسجداً بَنى اللهُ له بيتاً في الجنةِ» قالتْ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، وهذِه المساجدُ التي في الطُّرقِ والبيوت؟ قالَ:«نَعم» (2).
(1) اختلف في إسناد هذا الحديث على يحيى بن سعيد الأنصاري، فقيل عنه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً، وقيل عنه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة، وقيل غير ذلك.
ذكر هذه الأوجه الدارقطني في «علله» (1530) إلا أنه لم يذكر رواية المصنف وفيها: عن أبي هريرة عن عائشة.
وفي إسناد المصنف رواد بن الجراح وهو ضعيف.
والحديث أورده الألباني في «الضعيفة» (154) وقال: ضعيف جداً.
(2)
كثير بن عبد الرحمن ضعيف. ومن طريقه أخرجه البزار (404 - زوائده)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1556)، والعقيلي (4/ 3).
وله لفظ آخر أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7005) بإسناد ضعيف إلى عطاء بن أبي رباح.
559 -
(43) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى: حدثنا فرجُ بنُ فَضالةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عامرٍ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ:
كُنا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّما كانَت القائلةُ بعدَ الجمعةِ (1).
560 -
(44) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا الربيعُ بنُ صَبيحٍ قالَ: سمعتُ عطاءَ بنَ أبي رباحٍ يحدثُ عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلاةٌ في مَسجدي أَفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ في غيرِه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ تَعدلُ مئةَ ألفٍ» .
قالَ الربيعُ: فقلتُ لعطاءٍ: أَرأيتَ هذا الفضلَ الذي جاءَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ الحرامِ خاصةً أو في الحرمِ كلِّه؟ قالَ: بَل في الحرمِ كُلِّه، فإنَّ الحرمَ كلَّه مسجدٌ (2).
561 -
(45) حدثنا أبو يحيى عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ الدِّيرعاقوليُّ: حدثنا أبو الوليدِ: حدثنا عكرمةُ بنُ عمارٍ، عن إياسِ بنِ سلمةَ، عن أبيه قالَ:
(1) أخرجه البخاري (939) وأطرافه، ومسلم (859) من طريق أبي حازم بألفاظ متقاربة.
(2)
أخرجه أبو داود الطيالسي (1367) عن الربيع بن صبيح بتمامه.
والمرفوع أخرجه أحمد (4/ 5)، وعبد بن حميد (520)، والبزار (2196)، وابن حبان (1620) من طريق عطاء بن أبي رباح به.
خرَجْنا إلى خيبرَ، قالَ: فكانَ عمِّي عامرٌ يَرتجزُ بالقومِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن هذا؟ قَالوا: عامرٌ، ثم قالَ: لأُعطينَّ الرَّايةَ / رَجلاً يَحبُّ اللهَ ورسولَه ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، فبعثَني إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه، فجئتُ به أَقودُهُ وهو أَرمدُ حتى أَتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبسقَ في عَينيهِ فبَرأَ، فأَعطاهُ الرَّايةَ.
قالَ: وخرجَ مَرْحَبٌ يَخطِرُ بسيفِهِ وهو يقولُ:
قَد عَلمتْ خيبرُ أنِّي مَرْحبُ
شاكِ السِّلاحِ بطلٌ مُجرَّبُ
إذا الحروبُ أَقبلَت تلَهَّبُ
فقالَ عليٌّ رضي الله عنه:
أَنا الذي سمَّتني أُمي حَيدَرَه
كليثٍ غاباتٍ كريهِ المَنظَرَه
أُفْنيهم (1) بالصاعِ كَيلَ السَّنْدَرَه
قالَ: فضربَه ففَلَقَ رأسَ مَرْحَبٍ، وكانَ الفتحُ على يدَي عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه (2).
562 -
(46) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الصلتِ: حدثنا سعيدُ بنُ خُثيمٍ أبو معمرٍ، عن محمدِ بنِ خالدٍ، عن إبراهيمَ قالَ: لو كنتُ فيمَن قَتلَ الحسينَ بنَ عليٍّ عليه السلام ثُم أُدخلتُ الجنةَ
(1) هكذا في الأصل، وفي المصادر التي وقفت عليها: أوفيهم.
(2)
أخرجه مسلم (1807) من طريق عكرمة بن عمار في حديث طويل.
لاستَحييتُ أَن أَنظرَ إلى وجهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
563 -
(47) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا قيسٌ، عن أبي هاشمٍ، عن أبي مِجلَزٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ (2) قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قالَ بسمِ اللهِ حينَ يَتوضَّأُ، فإذا فرغَ مِن وُضوئِهِ قالَ: سُبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا أنتَ، وأَستغفركَ وأَتوبُ إليكَ، طُبعتْ بطابعٍ ثم جُعلتْ تحتَ العرشِ حتى يُوافَى بها صاحبُها يومَ القيامةِ» (3).
564 -
(48) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا أبو بكرٍ الحنفيُّ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عادَ مَريضاً / فرآهُ يُصلِّي على وِسادةٍ، فأخَذَها فرَمى بها،
(1) أخرجه الطبراني (2829)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1435)، وابن عساكر (14/ 237) من طريق سعيد بن خثيم به.
وقال الهيثمي (9/ 195): رجاله ثقات.
(2)
هكذا في الأصل، والحديث في المصادر التي وقفت عليها من رواية أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد.
(3)
نسبه في «كنز العمال» (26087) لابن النجار بهذا اللفظ.
وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (81)، والطبراني في «الأوسط» (1455)، والحاكم (1/ 564)، والبيهقي في «الشعب» (2499)، و «الدعوات» (59) من طريق أبي هاشم الرماني بزيادة قيس بن عباد في إسناده، لم يذكروا البسملة في أول الوضوء.
وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب موقوف.
وكذلك قال الدارقطني في «علله» (2301).
بينما صححه الألباني في «الإرواء» (626)، و «الصحيحة» (2333).
فأَخذَ عوداً ليُصليَ عليه، فأخَذَه فرَمى به وقالَ:«صَلِّ بالأرضِ إِن استَطعتَ، وإلا فأَومِ إيماءً، واجعَلْ سُجودَكَ أَخفضَ مِن رُكوعِكَ» (1).
565 -
(49) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ أبي بكرٍ، عن خلَّادِ بنِ السائبِ بنِ خلَّادٍ، عن أبيه،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتاني جبريلُ عليه السلام فأَمرَني أَن آمُرَ أَصحابي أَن يَرفَعوا أَصواتَهم بالإِهلالِ» (2).
566 -
(50) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن الأَوزاعيِّ، عن يحيى، عن أبي سلمةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ:
نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الجَرِّ والدُّبَّاءِ والظُّروفِ المُزَفَّتةِ (3).
(1) أخرجه البزار (568 - زوائده)، والبيهقي (2/ 306) من طريق سفيان الثوري به.
وصححه الحافظ ابن حجر في «زوائد البزار» (404).
في حين أعله أبو حاتم في «العلل» (307) بالوقف.
ويرويه عطاء بن أبي رباح عن جابر بنحوه. أخرجه أبو يعلى (1811) بإسناد ضعيف عنه.
(2)
أخرجه أبو داود (1814)، والترمذي (829)، والنسائي (2753)، وابن ماجه (2922)، ومالك (1/ 334)، وأحمد (4/ 55/ 56)، وابن حبان (3802)، وابن خزيمة (2625)(2627)، والحاكم (1/ 450) من طريق خلاد بن السائب به.
وقال الترمذي حسن صحيح. وصححه الألباني.
(3)
محمد بن كثير المصيصي قال ابن عدي: له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة عداد لا يتابعه عليها أحد.
قلت: وأخشى أن يكون هذا منها. فالحديث رواه غير واحد عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. انظر تخريجه في «مسند أحمد» 2/ 540 (10971).
وعن أبي سعيد فله طرق بنحوه، عند مسلم (1996) أحدها.
567 -
(51) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ يَعني الجَريريَّ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لن يَدخلَ النارَ مَن شهدَ بدراً والحُديبيَةَ» (1).
568 -
(52) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: قالَ ابنُ جُريجٍ: أخبرني المغيرةُ بنُ حكيمٍ، عن أمِّ كُلثومٍ بنتِ أبي بكرٍ، أنَّها أخبرتْه عن عائشةَ أُمِّ المؤمنينَ رضي الله عنها أنَّها قالتْ:
أَعتَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ حتى ذَهبَ عامَّةُ الليلِ وحتى نامَ أهلُ المسجدِ، ثم خرجَ فصلَّى وقالَ:«إنَّه لَوقتُها لولا أَن أَشقَّ على أُمتي» (2).
569 -
(53) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عونُ بنُ سلَّامٍ القرشيُّ: حدثنا محمدٌ يَعني ابنَ أبي حفصٍ العطارَ، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «إنَّ الميتَ يَسمعُ خَفقَ نعالِكم حتى (3) تُولوا عنه، فيجلسُ فيُقالُ له: مَن ربُّكَ؟ فيَقولُ: اللهُ، ثم يُقالُ: ما دِينُكَ؟ فيَقولُ: الإسلامُ، فيُقالُ: مَن نَبيُّكَ؟ فيَقولُ: محمدٌ، فيُقالُ: مَن أينَ عرفتَه يَقيناً؟ فيَقولُ: عرفتُه وآمنتُ به وصدَّقتُ ما جاءَ به مِن كتابٍ، قالَ: فيُفسحُ له في قَبرِه مَدَّ بصرِهِ،
(1) أخرجه أحمد (3/ 396) من طريق الأعمش به.
وانظر رواية أبي الزبير عن جابر عند مسلم (2195).
(2)
أخرجه مسلم (638)(219) من طريق ابن جريج به.
(3)
هكذا في الأصل.
وتُجعلُ روحُه مَع أَرواحِ المؤمنينَ» (1).
570 -
(54) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأنطاكيُّ: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا سلمةُ بنُ مسلمٍ العبديُّ: حدثني عطاءُ بنُ أبي رباحٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتوضَّأُ بالمُدِّ، ويَغتسلُ بالصاعِ (2).
571 -
(55) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن مُرةَ الهَمْدانيِّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: إنَّ للإنسانِ مِن الشيطانِ لَمَّةً ومِن الملَكِ لَمَّةً، قالَ: اللَّمَّةُ مِن الملَكِ إيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ، قالَ: واللَّمَّةُ مِن الشيطانِ إيعادٌ بالشرِّ وتَكذيبٌ بالخيرِ (3).
قالَ: وتَلا عبدُ اللهِ هذه الآيةَ: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً} .
قالَ عَمرو: سمعْنا في هذا الحديثِ أنَّه كانَ يُقالُ: إذا آنسَ أَحدُكم مِن
(1) نسبه في «الدر المنثور» (5/ 35) للبيهقي بهذا التمام.
وأخرجه مختصراً بسماع خفق النعال الطبراني (1135)، وتمام في «فوائده» (1429) من طريق مسلم الأعور به. ومسلم الأعور متفق على ضعفه.
(2)
أخرجه العقيلي في ترجمة سلمة العبدي (2/ 149) مع حديث آخر وقال: ولا يتابع عليهما.
وأخرجه البزار (1587) من طريق مجاهد، والطبراني (11258) من طريق عبيدالله بن أبي يزيد، كلاهما عن ابن عباس به.
وهو عند أحمد (1/ 289) بإسناد الطبراني بلفظ آخر.
(3)
هكذا في الأصل، وعند الطبري: بالحق.
لَمَّةِ الملَكِ فليَحمد اللهَ وليَسألْه مِن فضلِهِ، وإذا آنسَ مِن لَمَّةِ الشيطانِ فليَتعوَّذْ باللهِ - يَعني مِن الشيطانِ - وليَستغفِر اللهَ (1).
572 -
(56) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا خلَّادُ بنُ يحيى بمكةَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: حدثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّ النبيَّ / صلى الله عليه وسلم رَأى نُخامةً في المسجدِ في القبلةِ، فمَشى إليها فحَتَّها، ثم دَعا بخَلوقٍ فخَلَّقَ ذلكَ المكانَ، ثم أقبلَ على القومِ فقالَ:«إذا قامَ أَحدُكم إلى القبلةِ أقبلَ اللهُ عليه بوجهِهِ، فلا يَتنخَّمْ أَحدُكم في قبلتِهِ ولا عن يَمينِهِ» (2).
573 -
(57) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن سفيانَ ومسعرٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ أنَّه قالَ:
مَن قالَ في السوقِ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ، بيدِهِ الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كُتبَ له
(1) موقوف. وكذلك أخرجه الطبري في «تفسيره» (3/ 106، 107) من طريق عمرو بن قيس وغيره.
وأخرجه الترمذي (2978)، والنسائي في «الكبرى» (10985)، وابن حبان (997) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب مرفوعاً.
وقال الترمذي: حسن غريب .. لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص.
وضعفه الألباني ثم صححه.
(2)
أخرجه البخاري (406)(753)(1213)(6111)، ومسلم (547) من طريق نافع به.
ويأتي بإسناده ومتنه (677).
ألفُ ألفِ حسنةٍ، ومُحيَ عنه ألفُ ألفِ سيئةٍ، وبُنيَ له بيتٌ في الجنةِ (1).
574 -
(58) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن عبدِ الكريمِ، عن مِقسمٍ (2)، عن ابنِ عباسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثمنُ الكلبِ ومهرُ البَغيِّ وثمنُ الخمرِ حرامٌ» .
قالَ ابنُ عباسٍ: إذا جاءَ صاحبُ الكلبِ يطلبُ ثمنَ الكلبِ فاملأْ كفَّه تُراباً.
575 -
(59) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثنا عمرُ بنُ عبدِ الوهابِ الرِّياحيُّ: حدثنا معتمرُ بنُ سليمانَ التيميُّ، عن أبيه، عن منصورٍ، عن شقيقٍ، عن عبدِ اللهِ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ الصدقَ يَهدي إلى البِرِّ، والبرُّ يَهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، والفجورُ يَهدي إلى النارِ» .
(1) موقوف هنا. وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير منكر الحديث.
وقد أخرجه تمام في «فوائده» (1409) من طريقه عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً.
وأخرجه أحمد 1/ 47 (327) وغيره من طريقه عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعاً. وانظر تمام تخريحه فيه وفي «علل الدارقطني» (101).
(2)
هكذا في الأصل، وقد أخرجه أحمد 1/ 356 (3345) من طريق إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس دون كلامه في آخر الحديث. وانظرتمام تخريجه فيه.
(3)
أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607) من طريق منصور والأعمش، كلاهما عن أبي وائل به.
576 -
(60) / حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا سعيدٌ وابنُ عونٍ وقرةُ بنُ خالدٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن ابنِ عباسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَصرَ الصلاةَ مُقيماً بينَ مكةَ والمدينةِ لا يَخافُ إلا اللهَ عز وجل (1).
577 -
(61) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ أبو عبدِ اللهِ التَّغلبيُّ: حدثنا عفانُ: حدثنا أبانُ العطارُ، عن قتادةَ، عن عزرةَ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ،
أنَّ نبيَّ اللهَ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: «التيممُ ضربةٌ للوجهِ والكفَّينِ» (2).
578 -
(62) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سَوَّارٍ الفزاريُّ: حدثنا نصرُ بنُ طريفٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه قالَ:
لمَّا اجتمعَ الناسُ في سَقيفةِ بَني ساعدةَ حيثُ دعوا إلى البيعةِ وأبو بكرٍ بينَ عمرَ وبينَ أبي عُبيدةَ، فأَخذَ أبو بكرٍ بأَيديهما فقالَ: بايِعوا أَحدَ هذَينِ الرَّجلينِ قَد رَضيتُه لكم، فقالَ عمرُ: بل إياكَ نُبايعُ، أنتَ خيرُنا وسيدُنا
(1) أخرجه الترمذي (547)، والنسائي (1435)(1436)، وأحمد (1/ 215، 226، 354، 362، 369)، والبيهقي (3/ 135) من طريق ابن سيرين به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
(2)
أخرجه أبو داود (327)، والترمذي (144)، والنسائي في «الكبرى» (302)، وأحمد (4/ 263)، وابن خزيمة (267)، وابن حبان (1303)(1308) من طريق قتادة بنحوه.
وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وأَحبُّنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
579 -
(63) حدثنا أبو يحيى عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ العاقُوليُّ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا أبو عَوانةَ، عن جعفرِ بنِ إياسٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
كنتُ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ أَقبلَ عليٌّ عليه السلام فقالَ: «هذا سيدُ العربِ» قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألستَ سيدَ العربِ؟ قالَ:«أَنا سيدُ ولدِ آدمَ، وهذا سيدُ العربِ» (2).
580 -
(64) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا نصرُ بنُ حمادٍ: /أخبرنا شعبةُ، عن عبدِ العزيزِ بنِ صهيبٍ، عن أنسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طافَ على نسائِهِ في غُسلٍ واحدٍ (3).
581 -
(65) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ قراءةً عليه: حدثنا جعفرُ بنُ عليِّ بنِ خالدِ بنِ عمرَ بنِ خالدِ بنِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ الجَريريُّ البَجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ الحِمَّاني، عن عاصمٍ، عن أبي الضُّحى، عن
(1) نصر بن طريف متروك.
والحديث عند البخاري (3668) من طريق هشام بن عروة في حديث السقيفة الطويل.
(2)
أخرجه ابن عساكر (42/ 304 - 305) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني به. ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث.
وتابعه عند ابن عساكر، والحاكم (3/ 124) عمر بن الحسن الراسبي بنحوه.
وقال الذهبي في ترجمته في «الميزان» : لا يكاد يعرف، وأتى بخبر باطل متنه: علي سيد العرب. وانظر «الضعيفة» (10/ 513).
(3)
أخرجه ابن المظفر في «غرائب شعبة» (73) من طريق نصر بن حماد به.
وهو عند مسلم (309) من طريق شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس به.
مسروقٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
في كلِّ الليلِ قَد أَوترَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حتى انتَهى وِترُهُ إلى السَّحَرِ (1).
582 -
(66) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: حدثنا عليُّ بنُ المباركِ، عن أيوبَ السَّختيانيِّ ويحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نذرَ أَن يُطيعَ اللهَ فليُطعْهُ، ومَن نذرَ أَن يَعصيَه فلا يَعصِهِ» (2).
583 -
(67) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا موسى بنُ داودَ، عن العمريِّ، عن الزهريِّ، عن عليِّ بنِ حسينٍ، عن أبيه قالَ:
قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن (3) إسلامِ المرءِ تَركُه ما لا يَعنيهِ» (4).
584 -
(68) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حَيان المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن همامٍ، عن حذيفةَ قالَ:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَدخلُ الجنةَ قَتَّاتٌ» (5).
585 -
(69) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ أبو يحيى العاقُوليُّ: حدثنا يحيى
(1) تقدم (380).
(2)
أخرجه البخاري (6696)(6700) من طريق القاسم به.
(3)
هكذا في الأصل مع علامة التضبيب، والحديث مشهور بلفظ: من حسن إسلام
…
(4)
أخرجه أحمد (1/ 201)، والطبراني (2886)، والعقيلي (2/ 9) من طريق عبد الله بن عمر العمري به.
وأخرجه مالك (2/ 903)، والترمذي (2318) من طريق الزهري، عن علي بن الحسين مرسلاً. وانظر «علل الدارقطني» (310).
(5)
تقدم (106).
بنُ عبدِ الحميدِ: حدثنا يحيى بنُ سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي صادقٍ، عن عليٍّ عليه السلام قالَ:
حَسَبي حَسَبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ودِيني دِينُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فمَن نالَ مِني فإنِّما يَنالُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
586 -
(70) /حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادٌ، عن عاصمٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلميِّ قالَ: ما رأيتُ أَحداً أَقرأَ لكتابِ اللهِ عز وجل؟) (2) مِن عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام. (3)
قالَ: بينا هو يَقرأُ في سورةِ الأَنبياءِ إذ أَسقطَ آيةً، قالَ: فقرأَ ما شاءَ اللهُ أَن يَقرأَ، ثم ذَكرَها فرجَعَ إليها فقرأَها، ثم عادَ إلى مكانِه الذي انتَهى إليه. قالَ: فما علمَ به أَحدٌ إلا مَن كانَ يَقرأُ تلكَ السُّورةَ.
587 -
(71) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ: حدثنا جَنْدَلُ بنُ والقٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عَمرو، عن إسحاقَ يَعني ابنَ راشدٍ، عن الزُّهريِّ، أنَّ عُبيدَ اللهِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ أخبَره، أنَّ ابنَ عباسٍ أخبَره قالَ:
أقبلتُ راكباً على أتانٍ في حجةِ الوداعِ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بالناسِ بمِنى، فجئتُ مِن بينِ يَدي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَرسلتُ الأَتانَ في وُجوهِ القومِ وصَففتُ فصَليتُ معَهم، فلم يَقل لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شيئاً (4).
(1) يحيى بن سلمة بن كهيل متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (42/ 519).
(2)
كتبت فوق الكلام بخط غير واضح. والله أعلم.
(3)
إلى هنا عند ابن عساكر (42/ 401) من طريق عاصم بن أبي النجود.
وانظر لما بعده «فضائل القرآن» لابن الضريس (15).
(4)
أخرجه البخاري (76) وأطرافه، ومسلم (504) من طريق الزهري بألفاظ متقاربة.
588 -
(72) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا زيدُ بنُ الحُبابِ: حدثنا الحسينُ بنُ وَرْدانَ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن الصلاةِ في السَّراويلِ (1).
589 -
(73) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سابقٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ طهمانَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عائشةَ،
أنَّه سألَها: هل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخصُّ شيئاً مِن الأيامِ والَّليالي؟ قالتْ: لا، ومَن يُطيقُ ما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُطيقُ، كانَ عملُهُ دائماً (2).
590 -
(74) حدثنا محمدُ بنُ عيسى المدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا يونسُ، عن مجاهدٍ، / عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ أهلِ السماءِ، يقولُ: انظُروا إلى عِبادي هؤلاءِ جاؤُوا شُعثاً غُبراً» (3).
591 -
(75) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا أبو ربيعةَ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، عن الحارثِ بنِ حَصيرةَ، عن القاسمِ
(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7837)، والعقيلي (1/ 251)، والخطيب (5/ 138) من طريق زيد بن الحباب به.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (4721).
(2)
أخرجه البخاري (1987)(6466)، ومسلم (783) من طريق منصور بن المعتمر به.
(3)
أخرجه أحمد (2/ 305)، وابن خزيمة (2839)، وابن حبان (3852)، والحاكم (1/ 465) من طريق يونس بن أبي إسحاق به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والألباني.
وقال الهيثمي (3/ 253): ورجاله رجال الصحيح.
بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أهلُ الجنةِ عشرونَ ومئةُ صفٍّ، هذه الأُمةُ مِنها ثَمانونَ صَفاً» (1).
592 -
(76) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: أخبرنا أبو مالكٍ: أخبرنا أبو إسحاقَ السَّبيعيُّ، عن الحارثِ، عن عليٍّ عليه السلام،
قالَ: وأَخبرني أيضاً عاصمُ بنُ كُليبٍ الجرميُّ، عن أبي بردةَ، عن أبي موسى،
قالَ أبو نُعيمٍ: وأخبَرني به أيضاً موسى بنُ محمدٍ الأنصاريُّ، عن عاصمِ بنِ كُليبٍ، عن أبي بردةَ، عن أبي موسى،
كِلاهما: قالَ عليٌّ وأبو موسى:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عليُّ، إنِّي أَرضى لكَ ما أَرضى لنَفسي، وأَكرهُ لكَ ما أَكرهُ لنَفسي، لا تَقرأ القرآنَ وأنتَ جُنبٌ، ولا وأنتَ راكعٌ، ولا وأنتَ ساجدٌ، ولا وأنتَ عاقصٌ شَعركَ، ولا تُدَبِّح تَدبيحَ الحمارِ - قالَ أبو نُعيمٍ: التدبيحُ إذا ركعتَ لا تُدلي رأسَكَ - ولا تَفتَرشْ ذراعَيكَ افتراشَ السَّبُعِ، ولا تُقعي اقعاءَ الكلبِ - قالَ أبو نُعيمٍ: لا تَضمَّ رُكبتيكَ -، ولا تَركب المياثِرَ
(1) أخرجه أحمد (1/ 453)، وأبو يعلى (5358)، والبزار (1999)، والطبراني في «الكبير» (10350)، و «الأوسط» (539)، و «الصغير» (82) من طريق عبد الواحد بن زياد مطولاً.
وقال في «المجمع» (10/ 403): ورجالهم رجال الصحيح، غير الحارث بن حصيرة وقد وثق.
الحُمرَ - وهي السُّروجُ -، ولا تَلبس القسيَّ - قالَ أبو نُعيمٍ: / قلتُ لأبي مالكٍ: ما القسيُّ؟ قالَ: ثيابٌ حُمرٌ تكونُ بالشامِ شديدةُ الحُمرةِ -، ولاتَختَّم بالذهبِ، ولا تَلبسْ خاتَمكَ في هذِه ولا في هذِه». وأَشارَ أبو نُعيمٍ بأُصبعيهِ الوُسطى والسَّبابةِ (1).
593 -
(77) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ: حدثنا الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ يَعني ابنَ حربٍ: حدثنا عَمرو، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ،
أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ ذاتَ يومٍ يُصلِّي إذْ جاءَهُ الحسنُ أو الحسينُ عليهما السلام، فوثَبَ على ظهرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ، فتناوَلَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخذَهُ أَخذاً رَفيقاً حتى وضعَهُ بحذائِهِ. قالَ: فلَقد (رأيتُهما أَمامَينا؟).
ولقَد رأيتُ أبا بكرٍ رضي الله عنه يحملُهُ على عُنقِه، مما قَد علَمَ مِن حُبِّ نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إيَّاهُ (2).
594 -
(78) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا مسلمُ بنُ عبدِ الرحمنِ:
(1) أخرجه الدارقطني (1/ 118 - 119)، والبزار (3126) من طريق أبي نعيم النخعي عبد الرحمن بن هانئ به.
وقال البزار: وهذا الحديث إنما يعرف عن علي بن أبي طالب، فجمع هذا الرجل فيه أبا موسى مع علي، ولا نعلم أحداً جمعهما إلا عبد الملك بن حسين، ولم يتابع عليه.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (5710).
وحديث علي الذي أشار إليه البزار انظر تخريجه في «مسند أحمد» 1/ 82 (619) باختصار بعض فقراته.
(2)
لم أقف عليه بهذا السياق.
وللحديث أصل عن عطية العوفي، عن أبي سعيد بغير هذا اللفظ. انظر «زوائد البزار» (2638)، و «المطالب» (516).
وعطية العوفي ضعيف.
حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ، عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن حبيبِ بنِ الشهيدِ، عن عطاءٍ، عن عروةَ، عن عائشةَ أنَّها قالتْ:
ما اعتَمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في شهرِ رجبٍ قطُّ (1).
595 -
(79) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ أبو جعفرٍ التَّمتامُ: حدثنا موسى بنُ مسعودٍ أبو حذيفةَ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن زيادِ بنِ حُصينٍ، عن أبي العاليةِ، عن ابنِ عباسٍ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَتى على فتيةٍ يَرمونَ، فقالَ:«ارْموا يا بَني إسماعيلَ، فإنَّ أَباكم كانَ رَامياً» (2).
596 -
(80) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ / قالَ:
سألتُ ابنَ عمرَ، عن نَبيذِ الجَرِّ، فقالَ: حرامٌ مِن اللهِ ورسولِهِ.
فأَخبرتُ ابنَ عباسٍ بقولِ ابنِ عمرَ فقالَ: صدقَ ابنُ عمرَ (3).
597 -
(81) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ: حدثنا مسلمُ بنُ عبدِ الرحمنِ الجرميُّ: حدثنا خالدُ بنُ يزيدَ القرشيُّ، عن أبي سعدٍ البقالِ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ:
(1) أخرجه البخاري (1777) من طريق عطاء بن أبي رباح به.
(2)
أخرجه ابن ماجه (2815)، وأحمد (1/ 364)، والحاكم (2/ 94) من طريق سفيان الثوري به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (4/ 13).
(3)
أخرجه مسلم (1997)(47) من طريق سعيد بن جبير بنحوه.
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رجعَ مِن غَزوتِهِ قالَ: «آيبونَ تائبونَ عابِدونَ لِربِّنا حامِدونَ» (1).
598 -
(82) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمٌ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عيسى، عن يزيدَ بنِ الحارثِ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ:
هذه الأُمةُ ثلاثةُ أثلاثٍ يومَ القيامةِ: ثُلثٌ يَدخلونَ الجنةَ بغيرِ حسابٍ، وثُلثٌ يُحاسَبونَ حساباً يَسيراً، وثُلثٌ يَجيؤونَ بذُنوبٍ عِظامٍ حتى يَقولَ اللهُ عز وجل: ما هؤلاءِ؟ - وهو أَعلمُ - فتقولُ الملائكةُ: هؤلاءِ جاؤُوا بذُنوبٍ عِظامٍ إلا أنَّهم لم يُشرِكوا بكَ، فيقولُ الربُّ عز وجل: أَدخِلوهم في سعةِ رَحمتي.
وتَلا عبدُ اللهِ هذه الآيةَ: {ثم أورثنا الكتاب} [فاطر: 32] حتى فرغَ مِن الآيةِ (2).
599 -
(83) حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ العاقوليُّ: حدثنا يوسفُ الصفارُ: حدثنا حسينُ بنُ عطيةَ: حدثنا إسرائيلُ، عن ميسرةَ بنِ حبيبٍ، عن المنهالِ، عن زرٍّ، عن حذيفةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نزلَ عليَّ ملَكٌ فبشَّرني أنَّ الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنةِ، وأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنةِ» (3).
(1) أبو سعد البقال ضعيف.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5605).
ويروى من طريق سعيد بن المسيب عن جابر، انظر «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (1297)(1298).
(2)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (22/ 158) من طريق عمرو بن قيس به.
(3)
أخرجه الترمذي (3781)، والنسائي في «الكبرى» (8240)(8307)، وأحمد (5/ 391)، وابن حبان (6960)، والحاكم (3/ 151، 381) من طريق إسرائيل مطولاً ومختصراً.
وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الألباني.
600 -
(84) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ عليٍّ الأَبارُ النَّخشَبيُّ: حدثنا عبادُ بنُ موسى الخُتَّلي: / حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، عن إسرائيلَ، عن أبي حَصينٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ، عن عمرَ رضي الله عنه قالَ:
إنَّ مِن السُّنةِ أَن يُضربَ بالأَكُفِّ على الرُّكبِ في الصلاةِ (1).
601 -
(85) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ مطرفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن ابنَي جابرٍ قالا:
خرجَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ وهو بينَنا يَمشي فنُكبَ، فقالَ: تَعسَ مَن أَخافَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له أَحدُهم: وكيفَ يُخافُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقَد ماتَ؟ فقالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن أَخافَ أَهلَ المدينةِ فقَد أَخافَ ما بينَ جَنبيَّ» (2).
602 -
(86) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ الكوفيُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ أنَّه قالَ:
لكلِّ شيءٍ سَنامٌ، وإنَّ سَنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلِّ شيءٍ لُباباً،
(1) أخرجه الترمذي (258)، والنسائي (1034)(1035)، والبيهقي (2/ 84) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 354، 393) من طريق محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن جابر به.
وإنَّ لُبابَ القرآنِ المُفصَّلُ، وإنَّ الشيطانَ إذا سمعَ سورةَ البقرةِ تُقرأُ خَرجَ مِن البيتِ الذي تُقرأُ فيه، وإنَّ أَصفرَ البيوتِ بيتٌ ليس فيه مِن كتابِ اللهِ شيءٌ، واقْرؤوا القرآنَ فإنَّكم تُؤجَروا بكلِّ حرفٍ مِنه عشرَ حسناتٍ، أمَا إنِّي لا أَقولُ {آلم} حرفٌ، ولكنْ ألفٌ ولامٌ وميمٌ (1).
603 -
(87) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فُليحٌ، عن نافعٍ، عن نُبيهِ بنِ وهبٍ، أنَّ عمرَ بنَ عُبيدِ اللهِ أَرسلَ إلى أبانَ بنِ عثمانَ: إنِّي أُريدُ أَن أُنكحَ طلحةَ فاحضرْ، فقالَ أبانُ: لأَراكَ عِراقياً جافِياً، / إنِّي سمعتُ عثمانَ بنَ عفانَ يقولُ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا يَخطبُ المُحرمُ ولا يَنكِحُ ولا يُنكَحُ» (2).
604 -
(88) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التغلبيُّ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فليحٌ، عن عبدِ الجبارِ بنِ نُبيهٍ، عن أبيه، عن أبانَ بنِ عثمانَ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثلِهِ.
605 -
(89) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ الأبارُ: حدثنا الوليدُ بنُ عتبةَ الدمشقيُّ: حدثنا بقيةُ قالَ: قالَ لي شعبةُ: تمسَّكْ بحديثِ بَحيرِ بنِ سعدٍ (3).
606 -
(90) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا الوليدُ بنُ عتبةَ: حدثنا بقيةُ
(1) أخرجه الدارمي (2/ 447)، والطبراني -كما في «المجمع» (7/ 159) -، والبيهقي في «الشعب» (2258)، وابن منده في «الرد على من يقول الم حرف» (12) من طريق عاصم بن بهدلة به، وبعضهم يزيد فيه على بعض.
(2)
أخرجه مسلم (1409) من طريق نبيه بن وهب به.
(3)
أخرجه أبو زرعة الدمشقي في «تاريخه» (1/ 398) - ومن طريقه ابن عدي (2/ 73) - عن الوليد بن عتبة به.
قالَ: سألتُ شعبةَ عن سعيدِ بنِ بشيرٍ، فقالَ: ذلكَ صدوقُ اللسانِ (1).
607 -
(91) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا سعيدُ بنُ إياسٍ، عن أبي نضرةَ، عن أبي سعيدٍ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ حائطاً لبَني النجارِ وهو على بغلةٍ له، فمرَّ على قبورٍ خمسةٍ أو ستةٍ فحادَت البغلةُ، فقالَ:«أيُّكم يعرفُ أَصحابَ هذه القبورِ؟» فقالَ رَجلٌ: أَنا يا رسولَ اللهِ، قالَ:«ما هُم؟» ، قالَ: مَاتوا في الإشراكِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّ هذه الأُمةَ تُبتَلى في قُبورِها، ولولا أَن لا تَدافَنوا لدَعوتُ اللهَ أَن يُسمِعَكم مِن عذابِ القبرِ الذي هو فيه» .
ثم قالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ القبرِ - أو قالَ: تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ النارِ، شكَّ أبو مسعودٍ - ثم قالَ: تَعوَّذوا باللهِ مِن عذابِ اللهِ، أو مِن الفتنِ ما ظهَرَ مِنها وما بَطَنَ» . ثم قالَ: «تَعوَّذوا باللهِ مِن الدَّجالِ» (2).
608 -
(92) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيانَ المدائنيُّ: / حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ عطيةَ: حدثنا الحسنُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّخعيُّ، عن عبدِ الجبارِ بنِ وائلٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ:
صليتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمِنى فكبَّر حينَ افتتحَ الصلاةَ وقرأَ فاتحةَ الكتابِ، فلمَّا بلغَ:{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قالَ: «آمينَ» فرفعَ بها صوتَه (3).
(1) أخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1/ 143)، وابن عدي (3/ 370) من طريق بقية به.
(2)
أخرجه مسلم (2867) من طريق سعيد بن إياس الجريري به.
(3)
أخرجه تمام في «فوائده» (1554) من طريق محمد بن عيسى به.
ومحمد بن الفضل بن عطية متروك، ولعل قوله في الإسناد:«عن جده» من أغلاطه، فالحديث معروف عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر مرفوعاً، وانظر تخريجه في «الروض البسام» (328).
وأبوه حُجر ذكره ابن حَجر في القسم الرابع من «الإصابة» (2/ 206) فيمن ذكر في الصحابة غلطاً.
609 -
(93) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُردٍ: حدثنا موسى بنُ داودَ: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرادَ أَن يَعتكفَ صلَّى الفجرَ ثم دخَلَ المكانَ الذي يُريدُ أَن يَعتكفَ فيه (1).
610 -
(94) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا عُيينةُ (2) يَعني ابنَ عبدِ الرحمنِ بنِ جَوشنٍ، عن أيوبَ بنِ موسى، عن أبي حازمٍ قالَ: قالَ سعيدُ بنُ المسيبِ: إنَّ للمسجدِ أَوتاداً مِن الناسِ، وإنَّ لهم جلساءَ مِن الملائكةِ، فإِذا فَقدوهم سأَلوا عَنهم، وإنْ كَانوا مَرضى عادُوهم، وإنْ كانوا في حاجةٍ أَعانُوهم (3).
611 -
(95) حدثنا أبو بكرٍ يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ
(1) أخرجه البخاري (2041)، ومسلم (1173) من طريق يحيى بن سعيد في حديث طويل. وتقدم (290).
(2)
في الأصل: عبيد. والتصويب من مصادر التخريج وكتب الرجال.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (34612)، والبيهقي في «الشعب» (2691) من طريق يزيد بن هارون به. ورجاله ثقات.
ثم أخرجه البيهقي (2692) عن الحاكم - وهو في مستدركه (3/ 398) - من طريق أبي حازم، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن سلام موقوفاً.
يَعني ابنَ عطاءٍ الخفافَ: أخبرنا أُسامةُ بنُ زيدٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
أَتى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ أُحدٍ على حمزةَ عليه السلام وقد مُثِّلَ به فقالَ: «لولا أَن تَجدَ صفيةُ في نَفسِها لتَركتُه حتى تأكُلَه العافيةُ - يَعني السِّباعَ - حتى يُحشرَ مِن بُطونِها» ، ثم دَعا بنَمِرةٍ فكفَّنَه فيها، فكانَت إذا مُدَّتْ على رِجليهِ بَدا رأسُه، وإذا مُدَّتْ على رأسِهِ بدا رِجلاهُ، فكثُرت القَتلى / وقلَّت الثيابُ، فكانَ الرَّجلانِ والثلاثةُ يُكفَّنونَ في الثوبِ الواحدِ ويُدفَنونَ في قبرٍ واحدٍ، فجعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسألُ عَنهم أيُّهم أَكثرُ قُرآناً فيُقدِّمه إلى القبلةِ. قالَ: فدَفنَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يُصَلِّ عَليهم (1).
612 -
(96) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومِئتينِ إملاءً: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ بنِ عطيةَ: حدثنا سالمٌ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صلُّوا على مَن قالَ لا إلهَ إلا اللهُ، وصلُّوا وراءَ مَن قالَ لا إلهَ إلا اللهُ» (2).
(1) أخرجه أبو داود (3136)(3137)، والترمذي (1016)، وأحمد (3/ 128)، والدارقطني (4/ 116 - 117)، والحاكم (1/ 365، 2/ 120، 3/ 196)، والبيهقي (4/ 10 - 11) من طريق أسامة بن زيد مطولاً ومختصراً.
(2)
أخرجه الدارقطني (2/ 56)، والطبراني (13622)، وابن البختري في «أماليه» (60)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (713) من طريق محمد بن الفضل بن عطية به. وعند الطبراني «عن عطاء» بدل «عن مجاهد» .
وقال الهيثمي (2/ 67): وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو كذاب.
وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في «الإرواء» (527) وضعَّف الحديث.
613 -
(97) حدثنا أبو محمدٍ الحارثُ بنُ أبي أُسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ جعفرٍ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
صلَّيتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الكُسوفِ، فما سمعتُ مِنه حَرفاً واحِداً (1).
614 -
(98) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ: أخبرنا ابنُ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّ رَجلاً سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن صلاةِ الليلِ فقالَ: «مَثنى مَثنى، فإِذا خَشيتَ الصبحَ فصَلِّ رَكعةً فإنَّها تُوترُ صَلاتَكَ» (2).
615 -
(99) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ شيخٌ قدمَ عَلينا مِن خُراسانَ في شوالٍ سنةَ ثمانٍ وسَبعينَ ومِئتينِ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن الحسنِ بنِ دينارٍ، عن عاصمِ بنِ بهدلةَ، عن أبي وائلٍ، /عن ابنِ مسعودٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحبُّ الأَعمالِ إلى اللهِ الصلاةُ لِوقتِها» (3).
(1) الواقدي متروك.
وقد أخرجه أحمد (1/ 293، 350)، وأبو يعلى (2754)، والطبراني (11612)، والبيهقي (3/ 335)، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب به.
وقال الهيثمي (2/ 207): وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
(2)
أخرجه البخاري (472)(473)(990)، ومسلم (749) من طريق نافع به.
وله طرق عن ابن عمر تقدم أحدها (517).
(3)
أخرجه الخطيب (2/ 204 - 205) من طريق المصنف به.
وإسناده تالف.
وتقدم بنحوه مطولاً (470).
616 -
(100) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ أبو زكريا الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عَمرو الجَمَليِّ، عن أبي البَختريِّ، عن حذيفةَ أنَّه قالَ:
القلوبُ أربعةٌ: فقلبٌ أَجردُ فيه كالسِّراجِ يُزهرُ قلبُ المؤمنِ، وقلبٌ أَغلفُ مَعصوبٌ عليه قلبُ الكافرِ، وقلبٌ مَنكوسٌ قلبُ المنافقِ، وقلبٌ فيه إيمانٌ ونفاقٌ، فمثلُ النفاقِ مثلُ قُرحةٍ يَسقيها قيحٌ ودمٌ، ومثلُ الإيمانِ مثلُ بَقلةٍ يَسقيها ماءٌ طيبٌ، فأَيُّهما غلبَ على الآخَرِ استَولى عليهِ (1).
617 -
(101) حدثنا أبو الفضلِ صالحُ بنُ محمدٍ الرَّازي قراءةً: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ القصبيُّ: حدثنا مُفضلُ بنُ محمدٍ النحويُّ: حدثنا سماكُ بنُ حربٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن الشِّعرِ حُكماً، وإنَّ مِن البيانِ سِحراً» (2).
618 -
(102) حدثنا صالحُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا سلَّامٌ أبو المنذرِ: حدثنا مطرٌ الوراقُ، عن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ، عن ابنِ عباسٍ،
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (30404)(37395)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 276) من طريق عمرو بن مرة الجملي به.
وأبو البختري سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة.
وروي من طريق عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً، انظر «الضعيفة» (5158).
(2)
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (875)، وأبو داود (5011)، والترمذي (2845)، وابن ماجه (3756)، وأحمد (1/ 269، 273، 303، 309، 313، 327، 332)، وابن حبان (5778)(5780) من طرق عن سماك به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (1731).
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه (1).
619 -
(103) حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الرحيمِ بنِ دَنُوقا: حدثنا موسى يَعني ابنَ داودَ: حدثنا زهيرُ بنُ معاويةَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الإمامُ ضامنٌ والمؤذنُ مؤتَمنٌ، اللهمَّ /أَرشِد الأئمةَ واغفِر للمُؤذِّنينَ» (2).
620 -
(104) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المدائنيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ: حدثنا حسينُ بنُ قيسٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ إبليسَ يَبعثُ أشِداءَ - أو أَقوياءَ - أَصحابِه إلى مَن يصنعُ (3) المعروفَ في مالِهِ» .
فسأَلوا عكرمةَ فقالَ: في الصدقاتِ (4).
621 -
(105) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي: أخبرني أبو أيوبَ الأنصاريُّ بالرومِ في الغزوةِ التي غَزاها بالرومِ فماتَ بها، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ،
(1) أخرجه تمام في «فوائده» (1492) من طريق صالح بن محمد به.
(2)
أخرجه أبو داود (517)(518)، والترمذي (207)، وأحمد (2/ 232، 284، 377، 419، 424، 461، 472، 514)، وابن خزيمة (1528)(1529)(1530)(1531)، وابن حبان (1672) من طريق أبي صالح به على اختلاف في إسناده.
وانظر كلام الإمام الترمذي والدارقطني في «علله» (1968).
(3)
تحرف في الأصل إلى: يمنع.
(4)
حسين بن قيس الرحبي متروك. ومن طريقه أخرجه الطبراني (11536).
أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: أَرأيتَ أَحدَنا يُصيبُ المرأةَ فيُكسلُ ولا يُنزِلُ؟ قالَ: «ليَغسلْ ما أصابَ المرأةَ مِنه ثم يَتوضَّأُ ويُصلِّي» (1).
622 -
(106) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن عليِّ بنِ ربيعةَ قالَ:
خرجَ إلينا عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام في الرَّحْبةِ فقالَ: واللهِ لا تَسألوني اليومَ عن شيءٍ إلا أَنبأتُكم به، فقالَ عبدُ اللهِ بنُ الكَوَّاءِ اليشكريُّ: ما الذَّارياتِ ذَرواً؟ قالَ: الريحُ، قالَ: فَما الحامِلاتِ وِقراً؟ قالَ: السحابُ، قالَ: فما الجارياتِ يُسراً؟ قالَ: السُّفنُ قالَ: فَما المُقسِّماتِ أمراً؟ قالَ: الملائكةُ.
قالَ: ما البيتُ المَعمورُ يا أَميرَ المؤمنينَ؟ قالَ: أَما إنَّه ليسَ بمسجدِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولا مسجدِ مكةَ، ولكنَّه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له الضُّراحُ /يَدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألفاً مِن الملائكةِ على ثُكناتِهم (2) يُصلُّونَ فيه ثم لا يَعودونَ، ثم قالَ: هَل تَدرونَ ما الثُّكنةُ؟ قَالوا: العبادةُ، قالَ: لا، ولكنَّها الرايةُ.
ثم قالَ ابنُ الكَوَّاءِ: يا أَميرَ المؤمنينَ ما هذا السَّوادُ الذي في القمرِ؟ فقالَ له: قاتَلَكَ اللهُ يا ابنَ الكَوَّاءِ، ثم قرأَ {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} فهي الآيةُ التي مُحيَتْ (3).
(1) أخرجه البخاري (293)، ومسلم (346) من طريق هشام بن عروة به.
(2)
في الأصل: ثَكْبَايهم .. .. الثكبة. والتصويب من «النهاية» (1/ 218).
(3)
أخرجه الطبري في «تفسيره» (17/ 58، 26/ 217 - 216، 27/ 23) من طريق عاصم بن بهدلة مفرقاً.
وله طرق أخرى عن علي مطولاً ومختصراً، انظر «المطالب» (3728)، و «الإتحاف» (6681).
623 -
(107) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الوكيعيُّ: حدثنا أبي: حدثنا جعفرُ بنُ عونٍ: حدثنا مسعرٌ، عن عَمرو بنِ مرةَ، عن أبي عُبيدةَ، عن أبي موسى قالَ:
سمَّى لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نفسَه أَسماءَ مِنها ما حفظْنا، فقالَ:«أَنا أحمدُ، وأَنا محمدٌ، وأَنا الحاشرُ، وأَنا العاقبُ، وأَنا المُقفِّي، ونبيُّ الرحمةِ، ونبيُّ المَلحمةِ» (1).
624 -
(108) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن فاتَته صلاةُ العصرِ فكأنَّما وُتِرَ أهله (2) وماله» (3).
625 -
(109) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهياجِ: حدثنا أبي، عن ليثٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ مثلَه ولم يرفعْهُ (4).
626 -
(110) حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ الخزازُ سنةَ سبعٍ وسبعينَ ومِئتينِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ السَّهميُّ: حدثنا سنانُ بنُ ربيعةَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن أنسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ /صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مسلمٍ يُبتَلى في جسدِهِ ببلاءٍ إلا كَتبَ اللهَ له
(1) أخرجه مسلم (2355) من طريق عمرو بن مرة به.
(2)
ضبطت في الأصل بالفتح والضم، وأكد ذلك بكلمة:(معاً). وقال النووي في «شرح مسلم» (5/ 125 - 126): روي بنصب اللامين ورفعهما، والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثان، ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله.
(3)
أخرجه مسلم (626)(201) من طريق سالم به. وانظر ما بعده.
(4)
ومرفوعاً أخرجه البخاري (552)، ومسلم (626)(200) من طريق نافع.
عملاً صالحاً كانَ يعملُهُ في صحتِهِ في مرضِهِ» (1).
627 -
(111) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ أبو بكرٍ النَّرسيُّ: حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ: حدثني عثمانُ بنُ أبي سليمانَ، عن عليٍّ الأَزديِّ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ حُبْشيٍّ الخثعميِّ:
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أيُّ الأَعمالِ أَفضلُ؟ قالَ: «إيمانٌ لا شكَّ فيه، وجهادٌ لا غُلولَ فيه، وحَجةٌ مبرورةٌ» قيلَ: فأيُّ الصلاةِ أفضلُ؟ قالَ: «طولُ القنوتِ» قيلَ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قالَ: «جهدُ المُقِلِّ» قيلَ: فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قالَ: «مَن هجرَ ما حرَّمَ اللهُ عليه» قالَ: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قالَ: «مَن جاهدَ المُشركينَ بمالِهِ ونفسِهِ» قيلَ: فأيُّ القتلِ أَشرفُ؟ قالَ: «مَن أُهريقَ دمُهُ وعُقرَ جوادُهُ» (2).
628 -
(112) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ قالَ:
كُنا إذا سافَرْنا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانَ الأربعةُ والخمسةُ في الماءِ، وكانَ الرَّجلُ والرَّجلانِ يَذهبانِ في رِعْيةِ الدَّوابِّ، والرَّجلُ والرَّجلانِ يَتخلَّفانِ في الرَّحلِ
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (178)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (2212)، والبيهقي في «الشعب» (9465)، وابن عساكر في «تاريخه» (6/ 3)، وفي «معجمه» (1485)، والعقيلي (2/ 170) من طريق عبد الله بن بكر السهمي به.
وقد أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (501)، وأحمد (3/ 148، 238، 258) من طريقين عن سنان بن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره بنحوه.
(2)
أخرجه أبو داود (1325)(1449)، والنسائي (2526)(4986)، وأحمد (3/ 411) من طريق حجاج بن محمد مطولاً ومختصراً.
وصححه الألباني.
يُعالِجانِ ما يُصلِحُهما، والرَّجلُ والرَّجلانِ يأتيانِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَسمعانِ مِنه، فإِذا أَمسَينا اجتَمعنا فتَذاكرْنا /ما سمِعْنا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ أَنا وصاحبٌ لي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بتمرٍ، فأَلقاهُ بينَ أَيدينا على نِطعٍ، وكُنا نَجمعُه بينَ يدَيه، فإِذا رآهُ قَد اجتمعَ أَخذَه فأَلقاهُ بينَ أَيدينا، فكُنا نَفعلُ ذلكَ لِما نَرجو مِن بركةِ يدِهِ صلى الله عليه وسلم.
فبينَا نحنُ كذلكَ إذ أَقبلَ الرَّجلانِ اللذانِ كانا في الرِّعْيةِ، فلقيَه الذي كانَ في الرَّحلِ مَعه السِّقاءُ ليأتيَ به الماءَ، فقالَ الرجلُ: أَعطِني السِّقاءَ فأكفِكَ فإنَّكَ لم تزلْ منذُ اليومَ نَصِباً شاحِباً، وأَخذَ السِّقاءَ، فأَعجبَنا الذي رأْينا مما يَصنعُ ومِن حرصِهِ على العملِ، فذكَرْنا ذلكَ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«ذاكَ رَجلٌ مِن أهلِ النارِ» .
فسُقطَ في أَيدينا وكِدنا أَن نَهلكَ لِما نَعلمُ مِن فضلِهِ في أنفُسِنا ولِما سبقَ له على لسانِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكُنا نَبكي له إِذا خلَونا، ونَكرهُ أَن نُفشيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو في حالِ الجهادِ والعملِ إلى أَن جمعَ لنا العدوُّ يوماً فأصابَهُ سهمٌ غَربٌ وصُرِعَ.
فجاءَ رَجلٌ ممن كانَ سمعَ الحديثَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: هذا فلانٌ قُتلَ صابراً مُحتسباً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يَفعلُ اللهُ / ما يشاءُ» ، بَينا نحنُ كذلكَ إذ مرَّ به أَصحابُه يَحملونَه في عَباءٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«ما هَذا؟» قَالوا: (فلانٌ، قالَ؟): «أوَ ما أُخبرتُ أنَّه قُتلَ؟» قَالوا: إنَّ به رَمَقاً، فانطَلَقوا به فوَضعوهُ في المنزلِ، فلمَّا وجدَ ألَمَ جراحَتِه أَخذَ مِشقَصاً مِن كِنانتِه فنَحرَ به نَفسَه، فأُخبرَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«أَشهدُ أنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه» ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أمَا إنِّي قَد رأيتُ عليه عَباءةً مِن الغُلولِ» .
فكانَ الحسنُ يقولُ: فأينَ ذَهبت به عباءَتُه! (1).
629 -
(113) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا شَبابةُ بنُ سَوَّارٍ الفَزاريُّ: حدثنا مسلمُ بنُ خالدٍ المكيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عقيلٍ: حدثنا جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ قالَ:
خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وخَرجتُ مَعه وهو يريدُ رَجلاً مِن الأنصارِ، فجئْنا بابَه فَلم نجدْهُ، فدخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حديقةً فجلسَ فيها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ» ، فجاءَ أبو بكرٍ فجلسَ، ثم قالَ:«يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ» ، فجاءَ عمرُ فجلسَ، ثم قالَ:«يأْتينا رَجلٌ مِن أهلِ الجنةِ» ، فمَكْثنا طويلاً لا نَرى أَحداً، حتى جعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:«اللهمَّ اجعَلْه علياً» . قالَ: ثم طلعَ رَجلٌ مُقْنعٌ رأسَه حتى عَرفْنا أنَّه عليٌّ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ» (2).
630 -
(114) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ، عن أبيه،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقرأُ في الرَّكعَتينِ الأُولَيينِ /مِن صلاةِ الظهرِ ويُسمِعُنا الآيةَ أَحياناً، ويُطوِّلُ في الرَّكعةِ الأُولى مِن صلاةِ الظهرِ ويُقصِّرُ في الثانيةِ، ويطوِّلُ في الرَّكعةِ الأُولى مِن صلاةِ العصرِ ويُقصِّرُ في الثانيةِ (3).
(1) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع.
ومحمد بن كثير المصيصي كثير الخطأ. وأبو هارون العبدي متروك.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 331، 356، 380، 387)، والحاكم (3/ 136) من طريق ابن عقيل به.
(3)
أخرجه البخاري (759) وأطرافه، ومسلم (451) من طريق يحيى بن أبي كثير به.
631 -
(115) حدثنا صالحُ بنُ محمدٍ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ القصبيُّ: حدثنا عبدُ الوارثِ بنُ سعيدٍ، حدثنا أيوبُ السَّختيانيُّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ، عن أبي قتادةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا ثُوِّبَ بالصلاةِ فلا تَقوموا حَتى تَروني» (1).
632 -
(116) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ: حدثنا محمدُ بنُ نُعيمٍ، عن أبيه قالَ:
شهدتُّ أبا هريرةَ يَقضي، فجاءَ الحارثُ بنُ الحكمِ فجلسَ على وِسادتِهِ التي يَتكئُ عَليها، فظنَّ أبو هريرةَ أنَّه لحاجةٍ غيرِ الحُكمِ، فجاءَهُ رَجلٌ فجلسَ بينَ يدَي أبي هريرةَ، فقالَ: ما لَكَ؟ قالَ: استَأدَى عليَّ الحارثُ، يَعني فقالَ أبو هريرةَ: قُم فاجلِسْ مَع خصمِكَ، فإنَّها سُنةُ أبي القاسمِ صلى الله عليه وسلم (2).
633 -
(117) حدثنا القاضي إسماعيلُ بنُ إسحاقَ بنِ إسماعيلَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن نُعيمٍ المُجْمرِ، عن أبي هريرةَ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ الملائكةَ تُصلِّي على أَحدِكم ما دامَ في مُصلَّاهُ الذي صلَّى فيه، ما لم يُحدِثْ أو يَخرجْ مِن المسجدِ» (3).
(1) أخرجه البخاري (637)(638)(909)، ومسلم (604) من طريق يحيى بن أبي كثير به.
(2)
هو في «زوائد الحارث» (460).
والواقدي متروك. ومحمد بن نعيم المجمر قال في «التقريب» : مجهول الحال.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (16/ 206) من طريق مالك، عن نعيم المجمر به.
وهو في «الموطأ» (1/ 161) موقوفاً، كما أشار إلى ذلك ابن عبد البر، ومِن قبله الدارقطني في «علله» (2195) وقال بعد أشار إلى طريق المصنف: ورفعه صحيح، إلا أن مالكاً وقفه في الموطأ.
وللحديث طرق عن أبي هريرة بعضها عند البخاري (176)، ومسلم (ص 459).
634 -
(118) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا عيسى بنُ حفصِ بنِ /عاصمٍ: حدثنا نافعٌ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا رَأى المطرَ قالَ: «اللهمَّ صَيِّبا هنيئاً» (1).
635 -
(119) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ في شوالٍ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عامرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ:
طيَّبتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أَن يُحرمَ (2).
636 -
(120) حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا سُريجُ بنُ النعمانِ: حدثنا فُليحٌ، عن نافعٍ، عن القاسمِ، عن (3) عائشةَ،
حاضَت في عُمرتِها مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فدخَلَ عَليها الحجُّ في عُمرتِها، فأَمرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن تَخرجَ ليلةَ الحَصبةِ إلى التَّنعيمِ فتُهِلَّ بعُمرةٍ فتَقضيَ عُمرتَها، وأَمرَ ابنَ أبي بكرٍ أَن يَخرجَ مَعها حتى تَقضيَ عُمرتَها (4).
(1) أخرجه البخاري (1032) من طريق نافع به.
(2)
أخرجه البخاري (1539) وأطرافه، ومسلم (1189) من طريق القاسم وغيره عن عائشة بألفاظ متقاربة.
(3)
عليها علامة تضبيب، وأشار قبلها إلى الهامش حيث كتبت كلمة لم أستطع قراءتها.
(4)
أخرجه البخاري (294)، ومسلم (1211) من طريق القاسم وغيره، عن عائشة بروايات متعددة.
637 -
(121) حدثنا أبو الحسنِ إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا عاصمُ بنُ عليٍّ: حدثنا قيسُ بنُ الربيعِ، عن شعبةَ بنِ الحجاجِ، عن خالدٍ الحذَّاءِ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ، عن عائشةَ قالتْ:
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا فاتَتهُ الأربعُ ركعاتٍ قبلَ الظُّهرِ صلَّاها بعدَ الظهرِ بعدَ الرَّكعَتينِ (1).
638 -
(122) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الحكمِ بنِ عُتيبةَ، عن يحيى بنِ الجزَّارِ، عن أبي العُبَيدين قالَ:
جاءَ رَجلٌ إلى ابنِ مسعودٍ فقالَ له: يا أبا عبدِ الرحمنِ/مَن نسألُ إذا لم نسألْكَ؟ فقالَ عبدُ اللهِ: ما ذلكَ يا أبا العُبيدين؟ قالَ: ما الأوَّاهُ؟ قالَ: الرحيمُ، قالَ: فما المُبذرُ؟ قالَ: الذي يُنفقُ في غيرِ حقٍّ، قالَ: فَما الماعونُ؟ قالَ: ما تَعاطَونَ بينَكم: القِدْرَ والفأسَ والدلوَ ونحوَ هذا (2).
639 -
(123) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ أبو سعيدٍ الجوهريُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي: حدثنا الحسنُ بنُ دينارٍ، عن سليمانَ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ:
(1) أخرجه الترمذي (426)، وابن ماجه (1158) من طريق خالد الحذاء به.
وانظر رواية أبي سلمة، عن عائشة عند مسلم (835).
(2)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (9002) وما بعده، و «الأوسط» (1472)، والطبري في «تفسيره» (11/ 58، 15/ 85 - 86، 30/ 385 - 386)، والحاكم (2/ 361) من طريق أبي العبيدين مطولاً ومختصراً.
وانظر «سنن أبي داود» (1657).
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صلاةُ القاعدِ نِصفُ صلاةِ القائمِ» (1).
640 -
(124) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا ابنُ أبي الزِّنادِ، عن أبيه، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بينَهما على حَمْلٍ (2).
641 -
(125) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ: حدثنا عمرُ بنُ عليٍّ، عن ابنِ عُقبةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
لاعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ العَجلانيِّ وامرأتِهِ، وكانتْ حُبْلى (3).
642 -
(126) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عونُ بنُ عُمارةَ: حدثنا حميدٌ، عن أنسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الصائمُ بالخِيارِ ما بينَه وبينَ نصفِ النهارِ» (4).
643 -
(127) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ
(1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (1373)، والطبراني في «الأوسط» (870) من طريق مجاهد به.
وله عن ابن عمر طرق أخرج مسلم أحدها (735).
(2)
الواقدي متروك. وانظر ما بعده.
(3)
أخرجه أحمد (1/ 335)، والبيهقي (7/ 407) من طريق أبي الزناد مطولاً.
وأصله عند البخاري (5310)، ومسلم (1497).
(4)
عون بن عمارة ضعيف.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 277)، وأبو بكر القطيعي في «جزء الألف دينار» (278)، والشجري في «أماليه» (1/ 258)، وابن البخاري في «مشيخته» (461). وفي إسناد البيهقي: حميد عن أبي عبيدة عن أنس.
عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عليٍّ رضي الله عنه /قالَ: العَزائمُ {آلم تنزيل} السجدةُ، وَ {حم} السجدةُ وَ {النجم} وَ {اقرأ بسم ربك الذي خلق} (1).
644 -
(128) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ هُرمزَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مالكِ بنِ بُحينةَ الأسديِّ قالَ:
صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظهرَ أو العصرَ فنَسيَ أَن يجلسَ في وسطِ الصلاةِ، فلمَّا جلسَ في آخِرِ الصلاةِ سجدَ سجدَتينِ قبلَ أَن يُسلِّمَ (2).
645 -
(129) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا عارمٌ أبو النعمانِ: حدثنا سعيدُ بنُ زيدٍ: حدثنا عليُّ بنُ الحكمِ: حدثنا أبو نضرةَ، عن أبي سعيدٍ،
ورفعَه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا وهمَ الرجلُ في صلاتِهِ فلم يدْرِ أزادَ أو (3) نَقصَ فليَسجدْ سجدَتينِ وهو جالسٌ» (4).
(1) أخرجه عبد الرزاق (5863)، والحاكم (2/ 529)، والبيهقي (2/ 315) من طريق عاصم بن بهدلة به.
وأخرجه عبد الرزاق أيضاً، والطبراني في «الأوسط» (7588) من طريق الحارث، عن علي.
(2)
أخرجه البخاري (829)(830)(1224)(1225)(1230)(6670)، ومسلم (570) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج بألفاظ متقاربة.
(3)
يظهر لي أنها كانت «أم» ثم عدلت إلى «أو» ، والله أعلم.
(4)
أخرجه أحمد (3/ 42) من طريق عارم أبو النعمان به.
وانظر رواية عطاء بن يسار عن أبي سعيد عند مسلم (571).
646 -
(130) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الجوهريُّ الخراسانيُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن أبي سلمةَ، عن عائشةَ قالتْ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وأَنا مُعترضةٌ أَمامَه في القبلةِ، فإذا أَرادَ أَن يُوترَ غَمزَني برِجلِه فقالَ:«تَنحَّي» (1).
647 -
(131) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمثلِه (2).
648 -
(132) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عيسى المَدائنيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن أبيه قالَ:
رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا افتَتحَ الصلاةَ يَرفعُ يدَيهِ حتى يُحاذيَ مَنكبيهِ، وإذا أَرادَ أَن يَركعَ، وبعدَما يَرفعُ مِن الركوعِ، ولا يَرفعُ بعدَ (3) السَّجدَتينِ.
649 -
(133) / حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا أبو النضرِ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ يَعني العَمِّيَّ، عن عليِّ بنِ زيدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
(1) أخرجه أبو داود (714)، وأحمد (6/ 182)، والبيهقي (2/ 276) من طريق محمد بن عمرو بهذا اللفظ.
وقال البيهقي: وقال عروة عن عائشة: فإذا أراد أن يوتر أيقظني وأوترت، وذلك أصح. وانظر ما بعده.
(2)
أخرجه البخاري (512)(997)، ومسلم (512) من طريق عروة بلفظ: فإذا أراد أن يوتر أيقظني. وانظر (14).
(3)
هكذا في الأصل، بعد أن كان فيه «بين» وضرب عليها بخط. والذي وقفت عليه من رواية سفيان بن عيينة:«بين السجدتين» ، أخرجه كذلك مسلم (390) وغيره.
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعني: «رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي رِجالاً تُقرضُ أَلسنتُهم وشفاهِهُم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قالَ: فقلتُ: يا جبريلُ - أحسبُه قالَ: - مَن هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ خُطباءٌ مِن أُمتِكَ، الذينَ يأمرونَ بالبِرِّ ويَنسَونَ أنفسَهم وهم يَتلونَ الكتابَ أَفلا يَعقلونَ» (1).
650 -
(134) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم استَغفرَ للأَنصارِ، ولِذَراري الأَنصارِ، ولِذَراري ذَراري الأَنصارِ، ولِموالي الأَنصارِ (2).
651 -
(135) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادٌ يَعني ابنَ صُهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي، عن عائشةَ،
أنَّ فاطمةَ بنتَ أبي حُبيشٍ جاءَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانَت تُستَحاضُ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي واللهِ ما أَطهُرُ أَفأتُركُ الصلاةَ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّما ذاكَ عِرقٌ وليستْ بحَيضةٍ، فإذا أَقبلَت الحيضةُ فاترُكي الصلاةَ، فإذا ذهبَت فاغسِلي عنكِ الدمَ ثم صلِّي» (3).
652 -
(136) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عليٍّ: حدثنا حمادُ بنُ شعيبٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
(1) أخرجه أحمد (3/ 120، 180، 231، 239) من طريق علي بن زيد به.
وأخرجه أبو يعلى (4069)(4160)، وابن حبان (53) من طريقين عن أنس به.
(2)
أخرجه مسلم (2507) من طريق إسحاق بن أبي طلحة بنحوه.
(3)
أخرجه البخاري (228) وأطرافه، ومسلم (333) من طريق هشام بن عروة به.
كانَ يُقالُ: لا يُسجدُ في {ص} فَهو (1) توبةُ نبيٍّ (2).
653 -
(137) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا يزيدُ / يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا يحيى، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خمسٌ لا جُناحَ في قتلِ شيءٍ مِنهنَّ: الغرابُ والفأرةُ والحِدأةُ والكلبُ العَقورُ والعقربُ» (3).
654 -
(138) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا سليمانُ بنُ حربٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن يحيى، عن نافعٍ،
عن ابنِ عمرَ قالَ لقومٍ يأتُونَ السلطانَ: أَكُلَّ ما رأيتُم المنكرَ أَنكرتُموهُ أو معروفاً أَمرتُم به؟ قَالوا: لا، ولكنَّا إذا قَالوا شيئاً صدَّقناهم، وإذا خرَجْنا قُلنا ما نَعلمُ، قالَ: كُنا نَعدُّ هذا على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم نِفاقاً، أوقالَ: نَعدُّها مِن النفاقِ (4).
655 -
(139) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا عبدُ اللهِ
(1) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، مع احتمال أن تكون قد عدلت إلى: فهي.
(2)
أخرجه الطبراني (8718)(8719)(8720)، والبيهقي (2/ 319) من طريق عاصم به.
وأخرجه الطبراني (8717)(8722)، والبيهقي (2/ 319) من طريقين عن ابن مسعود به.
(3)
أخرجه البخاري (1826)(3315)، ومسلم (1199) من طريق نافع وغيره، عن ابن عمر به.
(4)
أخرجه عبد الغني المقدسي في «الأمر بالمعروف» (34) من طريق إسماعيل بن إسحاق به.
وانظر رواية محمد بن زيد، عن ابن عمر عند البخاري (7178).
بنُ نافعٍ الزُّبيريُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يأخذُ الجبَّارُ عز وجل سماواتِهِ وأرضَه بيدِهِ - وقبضَ يدَه فجعَلَ يقبضُهما ويبسطُهما - ثم يقولُ عز وجل: أنا الجبَّارُ أنا الملِكُ، أينَ الجبَّارونَ والمُتكبِّرونَ!» .
قالَ: وتمايلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن يمينِهِ وعن شمالِهِ، حتى نَظرتُ إلى المنبرِ يتحرَّكُ مِن أَسفلِ شيءٍ مِنه، حتى إنِّي لأَقولُ: أساقِطٌ هو برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
656 -
(140) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ قالتْ:
ما ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى أُحلَّ له النساءُ.
قالَ: قلتُ: مَن حدثَكَ بهذا؟ قالَ: أراهُ عُبيدَ بنَ عُميرٍ.
قالَ: وحدَّثني أبو الزبيرِ، عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ مِثلَه (2).
آخِرهُ
والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ
(1) أخرجه الطبراني (13437) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم به.
وهو عند مسلم (2788)(26) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيدالله بن مقسم، عن ابن عمر به.
(2)
أخرجه الترمذي (3216)، والنسائي (3204)(3205)، وأحمد (6/ 41، 180، 201)، والطبري في «تفسيره» (22/ 39 - 40)، وابن حبان (6366)، والحاكم (2/ 437)، والبيهقي (7/ 54) من طريق عطاء بن أبي رباح على اختلاف في إسناده ينظر بيانه في «مسند أحمد» (40/ 165).
وصلواتُه على رسولِهِ سيِّدنا المُصطفى محمدٍ وآلِهِ وصحبِه وسلَّمَ تَسليماً
وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ
ربِّ اختِم بخيرٍ في عافيةٍ
الجزءُ الثاني
مِن فوائدِ القاضي أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ البزازِّ
روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ عنه
وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ
أخبرنا به عنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ
سماعُ عبدِ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سُرورٍ المَقدسيِّ
نفَعَه اللهُ الكريمُ به وعَفا عَنه وعن والدَيهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيمِ
أخبرنا الشيخُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِلَفَةَ الأَصبهانيُّ بثغرِ الإسكَندريةِ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا أبو بكرٍ مُكْرَمُ بنُ أحمدَ القاضي:
657 -
(141) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ الفضلِ الهاشميِّ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه سألَه سائلٌ فقالَ: يا أَبا العباسِ، هَل للقاتِلِ مِن توبةٍ؟ فقالَ له ابنُ عباسٍ كالمُتعجِّبِ مِن مَسألتِهِ: ماذَا تَقولُ؟ فأَعادَ عليه المسألةَ، فقالَ: ماذَا تَقولُ؟ مرَّتينِ أو ثلاثاً، ثم قالَ ابنُ عباسٍ: ويحكَ أنَّى له التوبةُ،
سمعتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يأْتي المَقتولُ يومَ القيامةِ مُعلِّقٌ رأسَه بإِحدى يدَيهِ، مُلبِّباً به قاتِلَه بيدِهِ الأُخرى، تَشخُبُ أَوداجُهُ دَماً حتى يَرفعَها إلى العرشِ، قالَ: فيقولُ المَقتولُ للهِ عز وجل: هذا قتَلَني، فيقولُ اللهُ عز وجل للقاتلِ: تَعِسْتَ، ويُذهَبُ به إلى النارِ» (1).
(1) هكذا في رواية المصنف هنا: عبد الله بن الفضل، عن ابن عباس.
وقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (10742)، و «الأوسط» (4217)، وابن أبي الدنيا في «الأهوال» (229) من طريق ابن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس به.
658 -
(142) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا سليمانُ بنُ حربٍ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن هشامٍ، عن محمدٍ، عن أنسٍ قالَ:
شَهدتُّ ابنَ زيادٍ حينَ أُتيَ برأسِ الحسينِ عليه السلام، فجعلَ يَنكتُ بقَضيبٍ كانَ في يدِهِ، فقلتُ: أمَا إنَّه كانَ أَشبَهَهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
659 -
(143) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا الضحاكُ بنُ مخلدٍ: حدثنا ابنُ عونٍ، عن عُميرِ بنِ إسحاقَ قالَ:
كنتُ أَمشي مع الحسنِ بنِ عليٍّ عليهما السلام، فلَقيَنا أبو هريرةَ، قالَ: أرِني أُقبِّل مِنكَ حيثُ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ، وأضعُ فَمي حيثُ رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضعُ فَمَه، فرفَعَ ثوبَه، فوَضعَ أبو هريرةَ فَمَه على سُرتِهِ (2).
660 -
(144) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا قَبيصةُ بنُ عقبةَ: حدثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ، عن / أبي حَيَّانَ قالَ (3): كانَ شيخٌ لنا إذا سمعَ السائلَ يقولُ: مَن يُقرض اللهَ قرضاً حسناً، قالَ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أَكبرُ، فهَذا القرضُ الحسنُ.
661 -
(145) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ أبو الحسنِ الحدادُ: حدثنا
(1) أخرجه البخاري (3748) من طريق ابن سيرين به.
(2)
أخرجه أحمد (2/ 255، 427، 488، 493)، وابن حبان (5593)(6965)، والبيهقي (2/ 232) من طريق ابن عون به.
(3)
هكذا في الأصل. وقد أخرجه ابن أبي شيبة (35238)، والبيهقي (623) من طريق سفيان الثوري، عن أبي حيان، عن أبيه قال: كان .. فذكره.
خلفُ بنُ هشامٍ: حدثنا أبو شهابٍ، عن الحجاجِ، عن أبي جعفرٍ، عن أبيه عليِّ بنِ الحسينِ، أنَّه قاسَمَ اللهَ جلَّ وعزَّ مالَه مرَّتينِ، قالَ: إنَّ اللهَ يحبُّ المُذنبَ التوَّابَ (1).
662 -
(146) حدثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ المُحاربيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ عُبيدِ اللهِ العَرزَميُّ، عن أبيه، عن أبي جُحيفةَ - قالَ أبو جعفرٍ: هذا أبو جُحيفةَ كوفيٌّ - عن إبراهيمَ النَّخعيِّ، عن جدتِهِ قالتْ: قالَ زيدُ بنُ أرقمَ:
كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مسجدِهِ جالساً، فمرَّتْ فاطمةُ عليها السلام خارجةً مِن بيتِها إلى حُجرةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعها الحسنُ والحسينُ، ثم تبعَها عليٌّ عليهم السلام، فرَفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأسَه ثم نظرَ فقالَ:«مَن أَحبَّ هؤلاءِ فقَد أحبَّني، ومَن أَبغضَ هؤلاءِ فقَد أَبغضَني» (2).
663 -
(147) حدثنا أبو بكرٍ يحيى بنُ أبي طالبٍ سنةَ أربعٍ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا حميدٌ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ قالَ:
قلتُ لعائشةَ عليها السلام: أكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قاعداً؟ فقالتْ: كانَ يُصلِّي مِن الليلِ طويلاً قائماً، ويُصلِّي مِن الليلِ طويلاً قاعداً، وإذا قرأَ
(1) أخرجه ابن سعد (5/ 219)، وابن عساكر (41/ 383) من طريق أبي شهاب الحناط به.
(2)
عبد الرحمن بن محمد بن عبيدالله العرزمي ضعفه الدارقطني. وأبوه متروك.
وأخرجه ابن عساكر (14/ 153 - 154) من طريق محمد بن عبيدالله العرزمي، عن أبيه، عن أبي جحيفة، عن زيد بن أرقم به.
قائماً ركعَ قائماً، وإذا قرأَ قاعداً ركعَ قاعداً (1).
664 -
(148) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الوَكيعيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ اللاحِقيُّ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن محمدِ بنِ زيادٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ / صلى الله عليه وسلم: «ذَروني ما تَركتُكم، فإنَّما أَهلكَ مَن كانَ قَبلَكم اختلافُهم على أَنبيائِهم، فإذا أَمرتُكم بشيءٍ فأْتوهُ، وإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتَنبوهُ ما استَطعتُم» (2).
665 -
(149) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ: حدثنا عليُّ بنُ عثمانَ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن أيوبَ وهشامٍ، عن محمدٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوِه.
666 -
(150) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الخراسانيُّ في شوالٍ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن الجُريريِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ قالَ:
قلتُ لعائشةَ رحمَها اللهُ: هل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قاعداً؟ قالتْ: نَعم، بعدَ ما حطَمَهُ البأسُ (3).
667 -
(151) حدثنا الحارثُ بنُ محمدِ بنِ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا
(1) أخرجه مسلم (730)(109) من طريق حميد به.
(2)
أخرجه مسلم (1337) من طريق محمد بن زياد به.
وأخرجه البخاري (7288)، ومسلم (ص 1830 - 1831) من طرق عن أبي هريرة به.
(3)
هكذا في الأصل بالباء، وله وجه، كما ذكر المنذري والعيني في تعليقهما على «سنن أبي داود». والمشهور فيه: الناس. وكذلك أخرجه مسلم (732) من طريق الجريري به.
محمدُ بنُ عمرَ الواقديُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ الزُّهريُّ، عن ابنِ الهادِ، عن عبدِ اللهِ بنِ خبَّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ:
قُلنا: يا رسولَ اللهِ، أَينامُ أَحدُنا وهو جُنبٌ؟ قالَ:«نَعم، إذا توضَّأَ» (1).
668 -
(152) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ يَعني المُقدَّميَّ: حدثنا أبو الأسودِ حميدُ بنُ الأسودِ: حدثنا الضحاكُ بنُ عثمانَ وإسماعيلُ (2) بنُ أبي حكيمٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما تَضَوَّرتُ مِن هذه الليلةِ إلا سمعتُ في المسجدِ صوتاً» فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، تلكَ الحولاءُ بنتُ تُوَيتٍ لا تَنامُ إذا نامَ الناسُ، قالتْ: فكرِهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما قلتُ حتى رأيتُ (3)، وقالَ:«(املا؟) (4) يَملَّ حتى تَملُّوا» (5).
(1) الواقدي متروك.
ومن طريقه أخرجه ابن البختري في «أماليه» (456) بهذا اللفظ.
وأخرجه ابن ماجه (586)، وأحمد (3/ 55)، وأبو يعلى (1365) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد بنحوه. ورواية أحمد ظاهرها الإرسال.
وقال البوصيري: إسناده صحيح.
(2)
هكذا في الأصل، ولعل الصواب كما في المصادر: عن إسماعيل.
(3)
هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: حتى رأيت ذلك في وجهه.
(4)
هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: إن الله لا يمل .. .
(5)
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4333)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (765) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي به.
وهو عند البخاري (43)(1151)، ومسلم (785) من طريق عروة، عن عائشة بسياق آخر.
669 -
(153) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا أَزهرُ بنُ سنانٍ، عن محمدِ بنِ واسعٍ قالَ: دَخلتُ / على بلالِ بنِ أبي بُردةَ فقلتُ: يا بلالُ، إنَّ أباكَ حدَّثني عن أبيه،
عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ في جهنمَ وادياً يُقالُ له هَبهَبُ، حقٌّ على اللهِ عز وجل أَن يُسكِنَه كُلَّ جبَّارٍ» . فإيَّاكَ أَن تَكونَ ممن يَسكنُهُ (1).
670 -
(154) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ النَّخعيُّ: أخبرنا العَرزَميُّ وسفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ، كِلاهما أخبرنا عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ قالَ:
671 -
(155) حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الرحيمِ بنِ دَنوقا: حدثنا أَحوصُ بنُ جَوَّابٍ: حدثنا عمارُ بنُ رُزيقٍ، عن الأعمشِ، عن شعبةَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قالَ:
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (34159)، والدارمي (2/ 331)، وأبو يعلى (7249)، والطبراني في «الأوسط» (3548)، والحاكم (4/ 332)، وابن عدي (1/ 430)، والعقيلي (1/ 134)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 179) من طريق يزيد بن هارون به.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1181)(5196).
(2)
هكذا في الأصل.
وقد أخرجه ابن عدي (2/ 96) من طريق ثابت الزاهد، عن العرزمي والثوري بهذا الإسناد مرفوعاً.
صلَّيتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومَع أبي بكرٍ ومَع عمرَ، فلم يَجهروا ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ (1).
672 -
(156) حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الوليدِ بنِ بُرْدٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى يَعني ابنَ الطبَّاعِ: حدثنا أَشعثُ بنُ شعبةَ المصيصيُّ: حدثنا أَرطاةُ بنُ المنذرِ قالَ: سمعتُ حَكيمَ بنَ عُميرٍ يحدثُ عن العرباضِ بنِ ساريةَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نزلَ خيبرَ ومَعه مَن مَعه مِن أَصحابِه، ومَكرَ صاحبُ خيبرَ مَكراً مارِداً، فأَقبلَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا محمدُ، (إنَّ لَكم؟) أَن تَذبَحوا حُمُرَنا، وتأْكلوا بقَرَنا، وتَضرِبوا نساءَنا، وتَدخُلوا بيوتَنا، فغَضبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقالَ:«يا ابنَ عوفٍ، قُم فاركَب فرسَكَ فنادِ في الناسِ: أَلا إنَّ الجنةَ لا تَحلُّ إلا لمؤمنٍ، وأَن اجتَمعوا إلى الصلاةِ» .
فاجتَمعوا، فصلَّى بهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قامَ فقالَ /:
(1) أخرجه أحمد (3/ 264)، وابن خزيمة (497) من طريق الأحوص بن جواب به.
وقال أبو حاتم في «العلل» (229): هذا خطأ، أخطأ فيه الأعمش، إنما هو شعبة عن قتادة عن أنس.
(2)
أخرجه أبو داود (3050)، والبيهقي (9/ 204) من طريق محمد بن عيسى به.
وحسنه الألباني في «الصحيحة» (882).
673 -
(157) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن حميدٍ، عن الحسنِ، عن أنسٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نصرَ أَخاهُ بالغيبِ نصرَه اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (1).
674 -
(158) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا محمدُ بنُ المنهالِ: حدثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدثنا يونسُ، عن الحسنِ، عن عمرانَ بنِ حُصينٍ قالَ: مَن نَصرَ أَخاهُ المسلمَ بظَهرِ الغيبِ وهو يَستطيعُ نَصْرَه نَصَرَه اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ.
قالَ إسماعيلُ: ولم يَرفعْهُ (2).
675 -
(159) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى أبو يَعلى المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ يَعني النبيلَ: حدثنا محمدُ بنُ رفاعةَ، عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَصومُ يومَ الاثنَينِ ويومَ الخميسِ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ تَصومُ يومَ الاثنَينِ والخميسِ؟ فقالَ: «إنَّ أَعمالَ بَني آدمَ لا تُعرضُ
(1) أخرجه البيهقي في «السنن» (8/ 168)، و «الشعب» (7231)، والضياء في «المختارة» (1858)(1859)(1860) من طريق إبراهيم بن حمزة به. وانظر ما بعده.
(2)
وكذلك أخرجه البزار (3543)، والبيهقي في «الشعب» (7232) من طريق يزيد بن زريع.
ثم أخرجه البزار (3542)(3544)(3607)، والبيهقي (7233)(7234)، والطبراني 18/ (337) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران مرفوعاً.
وقال البيهقي في «السنن» (8/ 168): والموقوف أصح، والله أعلم.
وانظر «الصحيحة» (1217).
إلا يومَ الاثنَينِ ويومَ الخميسِ، فأُحبُّ أَن لا يُعرضَ عَملي إلا وأَنا صائمٌ» (1).
676 -
(160) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ عطيةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ، عن ابنِ بُريدةَ، عن أبيه،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «مَن ماتَ مِن أَصحابي بأرضٍ كانَ نُورَهم وقائدَهم يومَ القيامةِ» (2).
677 -
(161) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ بالكوفةِ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تَميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن الأعمشِ يرفعُه إلى أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ:
بينَما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأَرمَلَ الناسُ، فقالَ بعضُهم: لو أَمرتَ ببعيرٍ فَنُحرَ فأَكلوا مِن لحمِه وادَّهنوا به، قالَ: فهمَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذلكَ، قالَ: فقالَ عمرُ: يا رسولَ اللهِ، نَنحرُ ظهرَهم فيَبقونَ أو كما ذَكرَ، ولكنْ مُرْهم فيَجيئونَ بما بقيَ مِن طعامِهم، وتأمُرُ بنِطعٍ فيُبسَطُ فتَدعو عليه بالبركةِ، ففعلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فجعلَ الرجلُ يَجيءُ بكفِّ الحنطةِ والتمراتِ والشيءِ، ثم دَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالبركةِ ثم قالَ:«احتَثوا» ، قالَ: فجعلَ الناسُ يحتَثونَ في الأَوعيةِ، قالَ:
(1) أخرجه الترمذي (747)، وابن ماجه (1740)، وأحمد (2/ 329) من طريق أبي عاصم به.
وانظر رواية مسلم (2565) عن سهيل بن أبي صالح.
(2)
محمد بن الفضل بن عطية كذبوه.
ومن طريقه أخرجه تمام في «فوائده» (251)، والخطيب (1/ 127 - 128).
وأخرجه الترمذي (3865) من طريق عبد الله بن مسلم بنحوه. وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني.
فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، مَن جاءَ بهما غيرَ شاكٍّ فيهما لم يُحجبْ عن الجنةِ إِن شاءَ اللهُ» (1).
678 -
(162) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا خلَّادُ بنُ يحيى بمكةَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: حدثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى نُخامةً في المسجدِ في القبلةِ فمَشى إليها فحَتَّها، ثم دَعا بخَلوقٍ فخَلَّقَ ذلكَ المكانَ، ثم أقبلَ على القومِ فقالَ:«إذا قامَ أَحدُكم إلى القبلةِ أقبلَ اللهُ جلَّ وعزَّ عليه بوجهِهِ، فلا يَتنخَّمن أَحدُكم في قبلتِهِ ولا عن يَمينِهِ» (2).
679 -
(163) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ: حدثنا عليُّ بنُ الفُضيلِ بنِ عياضٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ أبي روَّادٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّ / رَجلاً مِن الأنصارِ رَأى، فقيلَ: بأيِّ شيءٍ أَمرَكم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَمرَنا أَن نُسبِّحَ ثلاثاً وثلاثينَ، ونحمدَ ثلاثاً وثلاثينَ، ونُكبِّرَ أَربعاً وثلاثينَ، فتلكَ مئةٌ، قالَ: سبِّحوا خمساً وعشرينَ، واحمَدوا خمساً وعشرينَ، وكبِّروا خمساً وعشرينَ، وهلِّلوا خمساً وعشرينَ، فتلكَ مئةٌ. فلمَّا أَصبحَ قصَّها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«افعَلوا كَما قالَ الأَنصاريُّ» (3).
(1) أخرجه مسلم (27)(45) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة شك الأعمش.
واختلف فيه على الأعمش وأبي صالح، انظر «علل الدارقطني» (1502).
(2)
تقدم (571).
(3)
أخرجه النسائي (1351) من طريق أحمد بن يونس به.
وقال الألباني: حسن صحيح.
680 -
(164) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ في شوالٍ سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدِ بنِ زَكريا الأَزديُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا رأَى أَحدُكم الرُّؤيا فليَقُصَّها على مَن يَرى أنَّه له ناصحٌ، فإنَّه سيقولُ خيراً، والرُّؤيا على ما أُوِّلتْ، وإذا رأَى الرُّؤيا يَكرهُها فليَبصقْ عن شمالِهِ ثلاثَ مراتٍ، وليَستعذْ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ، ولا يَذكُرْها لأحدٍ فإنَّها لن تَضرَّهُ» (1).
681 -
(165) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ الكوفيُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ قالَ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ الشيطانَ ليَخلو بالواحدِ والاثنَينِ، فإذا كَانوا ثلاثةً لم يَهمَّ بهم» (2).
682 -
(166) قالَ: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عَجَّلوا
(1) أخرجه أبو سعيد النقاش في «فوائد العراقين» (83) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به.
وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة. انظر «المسند الجامع» (14444).
(2)
أخرجه البزار (7834)، وابن عبد البر في «التمهيد» (20/ 8) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3767).
وهو في «الموطأ» (2/ 978) عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب مرسلاً.
قال الدارقطني في «علله» (9/ 195): وهو أشبه.
الفطرَ ولم يُؤخِّروا تأخيرَ أهلِ الكتابِ» (1).
683 -
(167) حدثنا محمدُ بنُ عيسى بنِ حيَّانَ المَدائنيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ: حدثنا حسينُ بنُ قيسٍ أبو عليٍّ الرَّحَبيُّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَنبغي لامرئٍ مسلمٍ يَشهدُ مَقاماً فيه مَقالُ / حقٍّ إلا تكلَّمَ به، فإنَّه لن يُقدِّمَ أَجلَه، ولن يُحرَمَ رِزقاً هو له» (2).
684 -
(168) حدثنا أبو يعلى محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ: حدثنا عثمانُ بنُ عبدِ الملكِ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَليكم بالإِثمدِ عندَ نَومِكم، فإنَّه يَجلو البصرَ، ويُنبتُ الشَّعرَ» (3).
قالَ أبو يَعلى: والإِثمدُ الكُحلُ.
685 -
(169) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا أبو عبدِ الرحمنِ
(1) أخرجه البيهقي في «الشعب» (3632) من طريق محمد بن الحسين الحنيني به.
وكان قد أخرجه قبلُ (3631) من طريق مالك - وهو في «موطئه» (1/ 289) - عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب مرسلاً.
وانظر رواية أبي سلمة عن أبي هريرة وتخريجها في «مسند أحمد» 2/ 450 (9810).
(2)
أبو قيس الرحبي متروك.
ومن طريقه أخرجه ابن عدي (2/ 353)، والبيهقي في «الشعب» (7172)(7173).
(3)
أخرجه ابن ماجه (3495)، والترمذي في «الشمائل» (53)، والحاكم (4/ 207) من طريق أبي عاصم النبيل به.
وقال الألباني في «مختصر الشمائل» (45): وصححه الحاكم والذهبي، وفي سنده ضعف، لكنه يتقوى بما قبله كما بينته في «الصحيحة» (724).
المقرئُ: حدثنا حيوةُ بنُ شُريحٍ أبو زُرعةَ: حدثنا أبو صخرٍ المَدنيُّ حميدُ بنُ زيادٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أخبَره، أنَّ سالمَ بنَ عبدِ اللهِ أخبَره قالَ: أخبرني أبو أيوبَ الأَنصاريُّ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به مرَّ على إبراهيمَ خليلِ اللهِ عليه السلام، فقالَ إبراهيمُ لجبريلَ: يا جبريلُ، مَن هذا؟ فقالَ جبريلُ: هذا محمدٌ، قالَ إبراهيمُ: يا محمدُ، مُرْ أُمَّتكَ فليُكثِروا مِن غِراسِ الجنةِ، فإنَّ تُربتَها طَيبةٌ وأَرضَها واسعةٌ، قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى اللهُ (1) على إبراهيمَ وعليه: وما غراسُ الجنةِ؟ قالَ إبراهيمُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ (2).
686 -
(170) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا جعفرُ بنُ عونٍ: حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ الأَنصاريُّ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ: سمعتُ علقمةَ بنَ وقاصٍ يقولُ: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ يقولُ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّما الأعمالُ بالنيةِ، وإنَّما لامرئٍ ما نَوى، فمَن كانَت هجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ فهجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ، ومَن كانَت هجرتُهُ إلى دُنيا يُصيبُها، أو امرأةٍ يَتزوجُها فهجرتُهُ للدُّنيا» (3).
687 -
(171) حدثنا القاضي إسماعيلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا مسلمُ بنُ
(1) هكذا في الأصل.
(2)
أخرجه أحمد (5/ 418)، وابن حبان (821)، والطبراني (3898) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ به.
وانظر «الصحيحة» (105).
(3)
أخرجه البخاري (1) وأطرافه، ومسلم (1907) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به.
إبراهيمَ الأزديُّ: حدثنا أبانُ بنُ يزيدَ / العطارُ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ أبي كثيرٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ،
أنَّ أَعرابياً أَتى بابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأَلقَمَ عينَه خَصَاصةَ البابِ، فبصُرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتَوخَّاه بحديدةٍ أو عودٍ يَفقأُ به عينَه، فلمَّا بصُرَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم انقمَعَ، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إنَّكَ لو ثبَتَّ لَفقأتُ عينَكَ» (1).
688 -
(172) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأزديُّ: حدثنا أبانُ بنُ يزيدَ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ أبي كثيرٍ، عن إسحاقَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسٍ،
أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ترجفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفاتٍ، فيَخرجُ مِنها كلُّ كافرٍ ومنافقٍ» (2).
689 -
(173) حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ الجوهريُّ الخراسانيُّ: حدثنا خالدُ بنُ الهيَّاجِ: حدثنا أبي، عن محمدِ بنِ أبي حفصةَ، عن الزُّهريِّ، عن السائبِ، عن المُطلبِ، عن حفصةَ قالتْ:
ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي جالساً إلا قَبلَ موتِهِ بعامٍ حينَ ثَقُلَ (3).
(1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1094)، والنسائي (4858)، والبيهقي (8/ 338) من طريق أبان بن يزيد العطار به.
وصححه الألباني.
وانظر له طرقاً أخرى عن أنس بنحوه عند البخاري (6242) وأطرافه، ومسلم (2157).
(2)
أخرجه البخاري (1881)(7124)، ومسلم (2943) من طريق إسحاق بن أبي طلحة مطولاً.
(3)
أخرجه مسلم (733) من طريق الزهري بنحوه.
690 -
(174) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا عبَّادٌ قالَ: سمعتُ شهرَ بنَ حَوشبٍ يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ:
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ناسٍ مِن أَصحابِه، فجَعَلوا يَذكرونَ الكَمْأَةَ قَالوا: إنَّها الشجرةُ التي ذَكرَ اللهُ في القرآنِ: {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} ما لها مِن أصلٍ في الأرضِ ولا فرعٍ في السماءِ، قالَ: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا، ولكن الكَمْأة طعامٌ مِن المَنِّ، وماؤُها شفاءٌ للعَينِ، والعَجوةُ مِن الجنةِ، وهي شفاءٌ مِن السُّمِّ» (1).
691 -
(175) حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي الحُنينِ /: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ، عن فطرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحوصِ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُنا التَّشهدَ في الصلاةِ كما يُعلِّمُنا السورةَ مِن القرآنِ: «التَّحياتُ للهِ، والصَّلواتُ والطَّيباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالِحينَ، أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ» (2).
(1) أخرجه الترمذي (2068)، والنسائي في «الكبرى» (6637)(6638)(6639)، وابن ماجه (3455)، وأحمد (2/ 301، 305، 356، 357، 421، 488، 490، 512) من طريق شهر بن حوشب مطولاً ومختصراً.
واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (2098).
(2)
أخرجه أبو داود (969)، والترمذي (1105)، والنسائي (1163)(1164)(1165)، وابن ماجه (899)(1892)، وأحمد (1/ 408، 413، 418، 423، 437)، وابن خزيمة (720)، وابن حبان (1950)(1951)(1956)(6402) من طرق عن أبي إسحاق بألفاظ متقاربة.
وبعض الروايات تقرن بأبي الأحوص أبا عبيدة والأسودَ. وانظر (400).
692 -
(176) حدثنا محمدُ بنُ أبي الحُنينِ: حدثنا الفضلُ بنُ دُكينٍ، عن فطرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأَحوصِ قالَ: كانَ عبدُ اللهِ يَتكلَّمُ بهذا الكلامِ يومَ الجمعةِ، فكرِهَ تبرَّمَ الناسِ بكلامِهِ وخطبةِ الأميرِ، فأَخرَها إلى يومِ الخميسِ، قالَ: إنَّهما اثنَتانِ: الهدْيُ والكلامُ، فأَحسنُ الهدْيِ هَديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأَصدقُ الحديثِ كتابُ اللهِ جلَّ عزَّ (1).
693 -
(177) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ: حدثني أبي، أنَّ عائشةَ أخبرَتْه،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعتكفُ العشرَ الأَواخِرَ مِن رمضانَ (2).
694 -
(178) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا سعيدٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كُفنَ في ثلاثةِ أَثوابٍ بيضٍ سَحُوليةٍ (3).
695 -
(179) حدثنا يحيى بنُ إسماعيلَ الجَريريُّ: حدثنا حسينٌ يَعني ابنَ إسماعيلَ: حدثنا تميمُ بنُ الجعدِ، عن عَمرو بنِ قيسٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن رِبعيِّ بنِ حراشٍ قالَ: مرضَ أَخٌ لي يُقالُ له ربيعٌ، فكانَ أَصوَمَنا في اليومِ الحارِّ وأَفضَلَنا صدقةً أو أَكثرَنا صدقةً، قالَ: فدُعيتُ له وقَد ماتَ، قالَ: وقَد كانَ خرجَ قبلَ ذلكَ مِن عندِهِ وهو دَنِفٌ (4) فإذا هو مُسجاً بثوبٍ، قالَ:
(1) لم أقف عليه بهذا السياق. وانظر «المعجم الكبير» للطبراني (8518) وما بعده.
(2)
أخرجه البخاري (2026)، ومسلم (1172)(4)(5) من طريق عروة به.
(3)
أخرجه البخاري (1264)(1271)(1272)(1273)(1387)، ومسلم (941) من طرق عن هشام بن عروة بألفاظ متقاربة.
(4)
دَنِفَ المريض اشتد مرضه.
فجلستُ عندَه وأَنا أَسترجعُ.
/قالَ: فكشفَ الثوبَ عن وجهِهِ ثم قالَ: السلامُ عليكم، قالَ: قلتُ: وعَليكم، أَبعدَ الموتِ يا أَخي؟ قالَ: انطُلِقَ بي إلى ربِّي عز وجل فتلقَّاني برَوحٍ ورَيحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ، فكَساني ثياباً خُضراً مِن سُندسٍ وإستبرقٍ، واستأذَنتُه أَن أُبشرَكم وأُخبرَكم أَن الأمرَ دونَ ما في أَنفسِكم، ولا تَغتَروا، ثم قالَ: احمِلوني حتى تَأتوا بي محمداً صلى الله عليه وسلم فإنَّه أَقسمَ لي أَن لا يَسبقَني حتى أُدركَه.
قالَ: ثم كأنَّما كانتْ نَفسُه حصاةً أُلقيتْ في ماءٍ فذَهبتْ (1).
696 -
(180) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ النَّرسيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: حدثنا شعبةُ بنُ الحجاجِ، عن الحكمِ، عن ذَرٍّ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ في التيممِ: «ضربةٌ للوجهِ والكفَّينِ» (2).
697 -
(181) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ أبو عبدِ اللهِ التَّغلبيُّ: حدثنا عفانُ: حدثنا أبانُ، عن قتادةَ، عن عَزرةَ، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «من عاش بعد الموت» (9)(10)، وأبو نعيم في «الحلية» (4/ 367 - 368)، والبيهقي في «الدلائل» (6/ 454 - 455) من طريق عبد الملك بن عمير بنحوه، وبعض الروايات تزيد فيه حديثاً عن عائشة تقدم منفرداً (495).
وقال أبو نعيم: حديث مشهور رواه عن عبد الملك جماعة.
وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح لا يشك حديثي في صحته.
(2)
أخرجه ابن خزيمة (266)، والدارقطني (1/ 183)، والشاشي في «مسنده» (1031) من طريق يزيد بن هارون بهذا اللفظ.
وللحديث طرق وروايات مطولاً ومختصراً ليس هذا مقام تتبعها. وانظر ما بعده و «المسند الجامع» (10402).
أَبزى، عن أبيه، عن عمارِ بنِ ياسرٍ،
أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ: «التيممُ ضربةٌ للوَجهِ والكفَّينِ» (1).
698 -
(182) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عطاءٍ: أخبرنا أسامةُ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
لمَّا رجعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن أُحدٍ اجتَمعَ نساءُ الأَنصارِ يَبكينَ، فقالَ:«لكنَّ حمزةَ لا بَواكيَ له» فبلَغَ ذلكَ نساءَ الأَنصارِ فجئْنَ يَبكينَ عَليه، قالَ: فرقَدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم استَيقظَ فسمعَ أَصواتَهن فقالَ: «يا وَيحهنَّ، لن يَزلْنَ يَبكينَ بعدُ، مُروهنَّ فليَرجعْنَ ولا يُبكَى على هالِكٍ بعدَ اليومِ» (2).
699 -
(183) حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: / حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا سعيدٌ (3)، عن قتادةَ قالَ: سمعتُ يونسَ بنَ جُبيرٍ، عن محمدِ بنِ سعدٍ، عن سعدٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لأَن يَمتلئَ جوفُ أَحدِكم قَيحاً حتى يَريَهُ خيرٌ
(1) أخرجه أحمد (4/ 263)، والدارمي (1/ 190)، وابن خزيمة (267)، والطبراني في «الأوسط» (542) والدارقطني (1/ 182 - 183) من طريق عفان بن مسلم بهذا اللفظ.
وقال الألباني في «الصحيحة» (694): وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ومعناه في «الصحيحين» وأبي داود وغيرهما.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1591)، وأحمد (2/ 40، 84، 92)، والحاكم (3/ 195، 197)، والبيهقي (4/ 70) من طريق أسامة بن زيد الليثي به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقال الألباني: حسن صحيح.
(3)
هكذا في الأصل، والحديث مشهور من طريق شعبة، عن قتادة.
له مِن أَن يَمتلئَ شِعراً» (1).
آخِرُ الجزءِ الأولِ مِن الأصلِ وأَولُ الثاني
(1) أخرجه مسلم (2258) من طريق شعبة، عن قتادة به.
700 -
(184) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا أبو غسَّانَ: حدثنا عبدُ السلامِ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، عن مُطرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخيرِ، عن عمرانَ بنِ حُصينٍ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جمعَ بينَ الحجِّ والعمرةِ (1).
701 -
(185) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ تَمتامٌ: حدثنا سعيدُ بنُ سليمانَ: حدثنا منصورُ بنُ أبي الأَسودِ، عن عطاءِ بنِ السائبِ، عن أبي زهيرٍ الضُّبَعيِّ، عن أبي بُردةَ (2)، عن أبيه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «النَّفقةُ في الحجِّ كالنَّفقةِ في سبيلِ اللهِ عز وجل، الدِّرهمُ بسبعِمئةٍ» .
702 -
(186) حدثنا محمدُ بنُ غالبٍ أبو جعفرٍ: حدثنا عُبيدةُ بنُ عَبيدةَ: حدثنا مُعتمرٌ، عن أبيه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَه.
703 -
(187) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمالُ: حدثنا ابنُ كُناسةَ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه،
(1) أخرجه مسلم (1226)(169) من طريق سعيد بن أبي عروبة بزيادة في متنه.
(2)
هكذا في الأصل، فالحديث على هذا من مسند أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أبي موسى الأشعري. والحديث في كل المصادر التي وقفت عليها من رواية عطاء، عن أبي زهير، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة، ومنها روايةٌ للبيهقي في «الشعب» (3830) من طريق سعيد بن سليمان. والله أعلم.
وانظر تخريج حديث بريدة في «مسند أحمد» (5/ 354)، و «الصحيحة» (3530).
عن عائشةَ رضي الله عنها في قولِهِ عز وجل: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قالتْ: يأكلُ مِن مالِ اليتيمِ إذا كانَ يَقومُ على مالِهِ (1).
704 -
(188) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى: حدثنا عبَّادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامٌ: أخبرني أبي، عن أبي مُراوحٍ الغفاريِّ، عن أبي ذرٍّ أنَّه أخبَره،
أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأَعمالِ أَفضلُ؟ قالَ:«إيمانٌ باللهِ، وجهادٌ في سبيلِ اللهِ عز وجل» قالَ: فأيُّ الرِّقابِ أَفضلُ؟ قالَ: «أَغلاها ثَمناً، وأَنفَسُها عندَ أَهلِها» قالَ: أَفرأَيتَ إِن لم أَفعلْ؟ / قالَ: «تُعينُ صانِعاً وتَصنعُ لأَخرقَ» قالَ: أَفرأَيتَ إِن ضعفتُ؟ قالَ: «تَدَعُ الناسَ مِن الشرِّ، فإنَّها صدقةٌ تَصدَّقُ بها على نفسِكَ» (2).
705 -
(189) حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ تَمتامٌ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جُودانَ (3) أبو مالكٍ: حدثنا جريرُ بنُ حازمٍ، عن الحسنِ، عن سمرةَ،
أنَّ رَجلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أَبي يُريدُ أَن يأخُذَ مَالي، قالَ:«أنتَ ومالُكَ لأَبيكَ» (4).
706 -
(190) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا سلامُ بنُ سليمانَ: حدثنا سوادةُ بنُ سلمةَ بنِ نُبيطٍ، عن أبيه سلمةَ بنِ نُبيطٍ، عن نُبيطِ بنِ شَريطٍ،
(1) انظر رواية البخاري (2212)(2765)(4575)، ومسلم (3019) من طريق هشام بن عروة.
(2)
أخرجه البخاري (2518)، ومسلم (84) من طريق هشام بن عروة به.
(3)
عليها في الأصل علامة تضبيب، وهو عبد الله بن إسماعيل أبو مالك الجوداني.
(4)
عبد الله بن إسماعيل الجوداني قال العقيلي: منكر الحديث.
ومن طريقه أخرجه العقيلي (2/ 234)، والطبراني في «الكبير» (6961)، و «الأوسط» (7088)، والبزار (4593).
عن سالمِ بنِ عُبيدٍ الأَشجعيِّ قالَ:
لمَّا ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ أجزعَ الناسِ كلِّهِم عليه عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه، قالَ: فأَخذَ بقائمِ سيفِهِ وقالَ: لا أَسمعُ أَحداً يقولُ: ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إلا ضَربتُه بسَيفي هذا.
قالَ: فقالَ الناسُ: يا سالمُ، اطلُبْ لنا صاحبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فخَرجتُ إلى المسجدِ فإذا أَنا بأبي بكرٍ رضي الله عنه، فلمَّا رأيتُه أَجهَشتُ بالبكاءِ، فقالَ لي: ما لَكَ يا سالمُ، أَماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقلتُ: إنَّ هذا عمرَ يقولُ: لا أَسمعُ أَحداً يقولُ ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا ضَربتُه بسَيفي هذا.
قالَ: فأَقبلَ أبو بكرٍ رضي الله عنه حتى دَخلَ، فلمَّا رآهُ الناسُ أَوسَعوا له، فدَخلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مُسجَّاً، فرَفعَ البُردَ عن وَجهِهِ ووَضعَ فاهُ على فيهِ واستَنشأَ الريحَ ثم سَجَّاهُ، فالتَفتَ إلينا فقالَ:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ / عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} ، وقالَ عز وجل:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} يا أيُّها الناسُ، مَن كانَ يعبدُ اللهَ عز وجل فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، ومَن كانَ يَعبدُ محمداً صلى الله عليه وسلم فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قَد ماتَ.
قالَ عمرُ رضي الله عنه: فوَاللهِ لكأنِّي لم أَقرأْ هؤلاءِ الآياتِ قطُّ.
قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، أَماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعم، ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، فمَن يَغسلُهُ؟ قالَ: رِجالٌ مِن أَهلِ بيتِه الأَدنى فالأَدنى، قَالوا: يا صاحبَ رسولِ اللهِ، فأينَ نَدفنُه؟ قالَ: ادفِنوهُ في البُقعةِ التي قَبضَه اللهُ عز وجل فيها، لم يَقبضْه إلا في أَحبِّ البقاعِ
إليه (1).
707 -
(191) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ قالَ: قُرئَ على إبراهيمَ بنِ أبي الليثِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يعقوبَ بنِ عتبةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي سلمةَ،
أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ بنِ الخطابِ بعثَه إلى عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ يسألُهُ: هَل رأَى محمدٌ صلى الله عليه وسلم ربَّه عز وجل؟ فأَرسلَ إلىه عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ: أَن نَعم، قَد رآهُ.
فردَّ إليه عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رسولَه: أَن كيفَ رآهُ؟ فأَرسلَ إليه عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ: أَن رآهُ في رَوضةٍ خضراءَ، دونَه فَراشٌ مِن ذَهبٍ على كرسيٍّ مِن ذَهبٍ يَحملُه أَربعةٌ مِن الملائكةِ، ملَكٌ في صورةِ رَجلٍ، وملَكٌ في صورةِ ثورٍ، وملَكٌ في صورةِ نسرٍ، وملَكٌ في صورةِ أَسدٍ (2).
708 -
(192) حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ الوَكيعيُّ: / حدثنا أبي قالَ: كتَبتُ
(1) أخرجه البيهقي (3/ 395) من طريق سوادة بن سلمة ولم يسق تمام لفظه.
وأخرجه الترمذي في «الشمائل» (396)، والنسائي في «الكبرى» (7081)، وعبد بن حميد (365)، والطبراني (6367) من طريق سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط بنحوه في حديث طويل.
قال الدارقطني في «علله» (43): وهو الصواب. وصححه الألباني.
(2)
أخرجه عبد الله في «السنة» (217)، والآجري في «الشريعة» (ص 494، 495)، وابن خزيمة في «التوحيد» (275)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (2/ 190)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (20) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث به، ليس فيه: يعقوب بن عتبة.
وقال البيهقي: وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس رضي الله عنهما وبين الراوي عنه، وليس شيء من هذه الألفاظ في الروايات الصحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
مِن كتابِ أبي أسامةَ بأمرِهِ قالَ: حدَّثني ابنُ المباركِ، عن يونسَ، عن الزُّهريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
لمَّا قدِمَ المُهاجِرونَ مِن مكةَ إلى المدينةِ وليسَ بأَيديهم شيءٌ، وكانَت الأَنصارُ أَهلَ الأرضِ والعَقارِ، فقَاسمَتْهم الأَنصارُ على أَن أَعطوهم أَنصافَ أَموالِهم كلَّ عامٍ ويكفُونَهم العملَ والمُؤْنَةَ، قالَ: وأَعطَت أُمُّ سُليمٍ - وهي أُمُّ أنسٍ وأُمُّ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، وكانَ أخا أنسٍ لأُمِّه - فأَعطَت أُمُّ سُليمٍ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعذاقاً لها، فأَعطاهُنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّ أَيمنَ مَولاتَه أُمَّ أسامةَ بنِ زيدٍ.
قالَ ابنُ شهابٍ: فأخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا فرغَ مِن قتالِ أهلِ خيبرَ وانصرفَ إلى المدينةِ ردَّ المُهاجِرونَ إلى الأنصارِ التي كانتْ مَنحوها مِن ثمارِهم.
قالَ: فردَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَعذاقَ التي كانَ أَعطى أُمَّ أيمنَ، وأَعطى أُمَّ أَيمنَ مِن خالصِ مالِهِ (1).
709 -
(193) حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ سليمانَ الباغنديُّ الواسطيُّ الكبيرُ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا يحيى بنُ أيوبَ قالَ: سمعتُ أبا زُرعةَ،
قالَ أبو هريرةَ - أحسبُه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ} قالَ: «وهي لا إلهَ إلا اللهُ» {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} . قالَ: «هُم أَهلُ الشركِ» (2).
(1) أخرجه البخاري (2630)، ومسلم (1771) من طريق يونس بن يزيد الأيلي به.
(2)
أخرجه إسحاق في «مسنده» (192)، والطبري في «تفسيره» (20/ 28)، والمحاملي في «أماليه» (458) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين به.
وإسناده حسن.
710 -
(194) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ النَّخشَبيُّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ محمدٍ الفيريابيُّ ببيتِ المقدسِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ ميمونٍ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ قالَ:
شهدتُّ / عرسَ عليٍّ وفاطمةَ عليهما السلام، فما رأيتُ عُرساً كانَ أَحسنَ، حَشينا البيتَ كَثيباً تُرابا طيباً، وأُتينا بتمرٍ وزَبيبٍ فأَكلْنا (1).
711 -
(195) حدثنا أحمدُ بنُ عليٍّ النَّخشَبيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ طالوتَ: حدثنا الأَصمعيُّ قالَ: كُنا عندَ شعبةَ فسمعَ نَقرَ الأَلواحِ فقالَ: أَيْش هذا، تَكتُبونَ؟ ليسَ (2) واللهِ أُحدِّثُ اليومَ إلا أَعمى، فقامَ رَجلٌ فقالَ: يا أبا بسطام، أتُجيزُ أَعورَ؟ فقالَ:(اخرُجْ؟)(3).
712 -
(196) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا هشامٌ، عن يحيى، عن هلالِ بنِ أبي ميمونةَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ:
خطَبَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ فصعدَ المنبرَ، فجلَسْنا حولَه فقالَ:«إنَّ مما أَخافُ عليكم بَعدي ما يُفتحُ عَليكم مِن زَهرةِ الدُّنيا وزينَتِها» . قالَ: فقالَ رَجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أوَ يأْتي بالخيرِ إلا اللهُ عز وجل؟ فسكَتَ عنه، فقيلَ له: ما شأنُكَ، تُكلِّمُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولا يُكلمُكَ! ورأَينا أنَّه يُنزلُ عليه.
(1) ميمون بن عبد الله القداح ضعيف.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6441)، والبزار (1408 - زوائده)، وابن عدي (4/ 188)
(2)
هنا كلمة يحتمل أن تكون (فقد) ولعله مضروب عليها. والله أعلم.
(3)
أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (443) من طريق الأصمعي بنحوه.
فأَفاقَ فمَسحَ عنه الرُّحَضاءَ وقالَ: «أينَ هذا السائلُ؟» فكأنَّه حمدَه، فقالَ:«إنَّ الخيرَ لا يأْتي بالشرِّ، وإنَّ مما يُنبت الربيعُ يَقتلُ ويُلِمُّ حَبَطاً، ألم تَرَ إلى آكِلَةِ الخَضِرِ، أَكلتْ حتى إذا امتَلأتْ خاصِرَتاها استَقبلتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ورَتَعَتْ، وإنَّ المالَ خَضِرَةٌ حُلوةٌ، فنِعمَ صاحبُ المرءِ المسلمِ لِمَن أَعطى مِنه المسكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ - أو كَما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالذي يأخُذُه بغيرِ حقِّه كالذي يأكُلُ ولا يَشبعُ ويكونُ عليه شَهيداً يومَ القيامةِ» (1).
713 -
(197) / حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا عبدُ الملكِ بنُ أبي سليمانَ، عن عطاءٍ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخلَ البيتَ ومَعه أسامةُ، والبيتُ إِذ ذاكَ على ستةِ أَعمدةٍ، فصلَّى بينَ الأُسطوانَتينِ المُقدَّمَتينِ رَكعَتينِ، ثم أَتى ما استَقبلَ وَجهه مِن البيتِ فأَلصقَ به بطنَه وصدرَه وسألَ واستَغفرَ، ثم انصرفَ إلى كلِّ زاويةٍ مِن زَوايا البيتِ بالتَّهليلِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ والثَّناءِ على اللهِ عز وجل والمسألةِ، ثم خَرجَ فاستَقبلَ البيتَ فقالَ:«هذِه القبلةُ، هذِه القبلةُ» ثلاثاً (2).
(1) أخرجه البخاري (1465)، ومسلم (1052)(123) من طريق هشام الدستوائي به.
(2)
أخرجه النسائي (2909)(2914)(2915)(2916)، وأحمد (5/ 209، 210)، وابن خزيمة (3004)(3005)(3006) من طريق عطاء بن أبي رباح مطولاً ومختصراً.
وهو في «صحيح مسلم» (1330) من طريق عطاء، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد مختصراً، بزيادة ابن عباس في إسناده.
وأخرجه البخاري (398)، ومسلم (1331) من طريق عطاء، عن ابن عباس مختصراً، ليس فيه أسامة بن زيد.
714 -
(198) حدثنا أبو يَعلى محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا روحُ بنُ عُبادةَ: حدثنا سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ، عن أبي التَّياحِ، عن المغيرةِ بنِ سُبيعٍ، عن عَمرو بنِ حُريثٍ، عن أبي بكرٍ الصديقِ رضي الله عنه قالَ:
حدثنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ الدَّجالَ يَخرجُ مِن أرضٍ بالمشرقِ يُقالُ لها خُراسانُ، يَتبعُه أَقوامٌ كأنَّ وُجوهَهم المُجَانُّ المُطْرَقةُ (1).
715 -
(199) حدثنا أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا قبيصةُ بنُ عقبةَ أبو عامرٍ: حدثنا الحسنُ بنُ صالحٍ، عن عاصمِ بنِ عُبيدِ اللهِ، عن سالمٍ، عن أبيه، عن عمرَ قالَ:
أَنا رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمسحُ على الخُفينِ في السَّفرِ (2).
716 -
(200) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا عَمرو بنُ عبدِ الغفارِ: حدثنا الأعمشُ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَنظرَ مُعسراً أَظلَّه اللهُ عز وجل في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه» (3).
(1) أخرجه الترمذي (2237)، وابن ماجه (4072)، وأحمد (1/ 4، 7)، وعبد بن حميد (4)، والبزار (46)(47)(48)، وأبو يعلى (33) إلى (36)، والحاكم (4/ 527)، والضياء في «المختارة» (33) إلى (37) من طريق أبي التياح يزيد بن حميد به.
وقال الترمذي: حسن غريب.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني في «الصحيحة» (1591).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 54)، وابن أبي شيبة (1873)، والبزار (122)، والدارقطني في «علله» (2/ 26) من طريق الحسن بن صالح به.
واختلف فيه على عاصم بن عبيدالله على أوجه ذكرها الدارقطني في «علله» .
(3)
عمرو بن عبد الغفار متروك.
وله إسناد آخر عن أبي صالح عند الترمذي (1306)، وأحمد (2/ 359)، صححه الألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
717 -
(201) حدثنا يعقوبُ بنُ يوسفَ أبو عَمرو القَزوينيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ سابقٍ: حدثنا عَمرو بنُ أبي قيسٍ، عن منصورٍ، عن سعدِ بنِ إبراهيمَ، عن عمرَ بنِ أبي سلمةَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الجِدالُ في القرآنِ كُفرٌ» (1).
718 -
(202) حدثنا إبراهيمُ بنُ / الهيثمِ البَلديُّ ببغدادَ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا أبي: حدثنا كُريدُ بنُ رَواحةَ، عن أبي هلالٍ الرَّاسبيِّ: حدثنا قتادةُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهلِكتْ عادٌ بالدَّبُورِ، وهي الريحُ العَقيمُ» (2).
719 -
(203) حدثنا جعفرُ بنُ أبي عثمانَ الطيالسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَرزيُّ: حدثنا كُريدُ بنُ رَواحةَ (3): حدثنا ابنُ عونٍ وهشامٌ، عن محمدِ
(1) أخرجه أبو داود (4603)، والنسائي في «الكبرى» (8093)، وأحمد (2/ 258، 286، 300، 424، 475، 478، 494، 503، 528)، وابن حبان (74)(1464)، والحاكم (2/ 223) من طريق أبي سلمة به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه الخطيب (6/ 207) من طريق المصنف به. وإسناده إلى قتادة ضعيف.
وأخرجه الطبراني في «الصغير» (1069)، و «الأوسط» (7841)، والضياء في «المختارة» (2526)(2527)(2528) من وجه آخر عن قتادة به.
وقال الهيثمي (6/ 65): ورجاله ثقات.
وروي مرسلاً، انظر «علل الدارقطني» (2543).
(3)
في الأصل: رواح، وعليها علامة التضبيب. وتقدم على الصواب.
بنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «احتَجَّ آدمُ وموسى عليهما السلام» (1).
720 -
(204) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا سعيدُ بنُ داودَ الزَّنْبَريُّ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، عن الحكمِ بنِ مِيناءَ، عن يزيدَ بنِ جاريةَ الأَنصاريِّ قالَ:
كنَّا جُلوساً حولَ سريرِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ، فخَرجَ عَلينا فقالَ: بم كُنتم تَحَدَّثونَ؟ قالَ: كُنا في حديثٍ مِن حديثِ الأنصارِ، فقالَ معاويةُ: أَفلا أَزيدُكم حديثاً سمعتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالوا: بلى، قالَ: سمعتُه يقولُ: «مَن أَحبَّ الأَنصارَ أحبَّه اللهُ، ومَن أَبغضَ الأنصارَ أَبغضَه اللهُ» (2).
721 -
(205) حدثنا إبراهيمُ بنُ الهيثمِ البَلديُّ ببغدادَ: حدثنا أبو شيخٍ الحرَّاني: حدثنا موسى بنُ أَعينُ، عن حفصِ بنِ محمدٍ البصريِّ، عن عاصمِ بنِ سليمانَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
خرَجْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ في رمضانَ، قالَ: فصامَ بعضُنا وأَفطرَ بعضُنا، قالَ: فأمَّا الصُّوَّامُ فسَقَطوا، وأمَّا المُفطِرونَ فاعتَمَلوا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«ذهبَ المُفطِرونَ بالأجرِ» (3).
(1) أخرجه البخاري (4736)، ومسلم (2652) من طريق ابن سيرين به.
وله عندهما طرق يطول المقام بتتبعها. وانظر (153).
(2)
أخرجه النسائي في «الكبرى» (8274)، وأحمد (4/ 96، 100)، وأبو يعلى (7368)، والطبراني 19/ (718) من طريق سعد بن إبراهيم به.
وقال الألباني في «الصحيحة» (991): وهذا إسناد محتمل للتحسين أو هو حسن لغيره.
(3)
أخرجه البخاري (2890)، ومسلم (1119) من طريق عاصم بن سليمان، عن مورق العجلي، عن أنس. وليس في رواية المصنف مورق العجلي.
722 -
(206) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادِ بنِ عبدِ اللهِ الرَّازي مَولى بَني هاشمٍ: حدثنا عبدُ المؤمنِ بنُ عليٍّ: حدثنا ابنُ فُضيلٍ قالَ: قالَ مغيرةُ بنُ / مِقسمٍ: سمعتُ مِن عُمارةَ بنِ القَعقاعِ حديثَ إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رأَى الفتيةَ مِن أَهلِ بيتِهِ تغيَّرَ لونُه.
قالَ: فلمَّا قالَ لي المغيرةُ كانَ عُمارةُ قد خرجَ إلى مكةَ، فاكتَريتُ حماراً فصرتُ إلى القادسيةِ، فلمَّا رآني قالَ: ما جاءَ بكَ؟ قلتُ: حديثُ إبراهيمَ عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: نَعم، حدَّثني إبراهيمُ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا نظرَ إلى الفتيةِ مِن أَهلِ بيتِهِ تَغيَّرَ لونُه، وقالَ:«إنَّ أهلَ بَيتي هؤلاءِ اختارَ اللهَ عز وجل لهم الآخِرةَ، ولم يَخترْ لهم الدُّنيا، وسيَلقونَ بَعدي تَطريداً وتَشريداً» . وذَكرَ حديثاً طويلاً (1).
723 -
(207) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسحاقُ بنُ محمدٍ الفَرْويُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه، عن عائشةَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «القَطعُ فيما زادَ على رُبعِ دينارٍ» (2).
(1) أخرجه ابن ماجه (4082)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1499)، وابن عدي (7/ 275 - 276)، والعقيلي (4/ 380) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي به.
وقال الألباني في «الضعيفة» (5203): منكر.
وانظر فيه وفي «علل الدارقطني» (808) بقيةَ طرقه.
(2)
ذكره والذي بعده الدارقطني في «علله» (14/ 406) إلا أنه وقع في مطبوعه: عبيدالله بن عمر.
وأخرجه البخاري (6789)(6790)(6791)، ومسلم (1684) من طريق عمرة وعروة، عن عائشة به.
724 -
(208) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسحاقُ بنُ محمدٍ الفَرْويُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن نافعٍ، عن القاسمِ، عن عائشةَ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «القَطعُ في رُبعِ دينارٍ فصاعِداً» .
725 -
(209) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ الرَّازي: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ موسى: حدثنا نُعيمُ بنُ مَيسرةَ، عن أبي جعفرٍ الرَّازي، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
أُدخِلَ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَطيفةٌ حمراءُ (1).
726 -
(210) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ التَّغلبيُّ في شوالٍ سنةَ اثنَتي وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ: حدثنا بكرُ بنُ سُليمٍ: حدثنا حميدُ بنُ زيادٍ الخرَّاطُ، عن كريبٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ:
كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا هذا الدعاءَ كَما يُعلِّمنا السورةَ مِن القرآنِ: «أَعوذُ بكَ مِن عذابِ جهنمَ، / وأَعوذُ بكَ مِن عذابِ القبرِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ المسيحِ الدَّجالِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ المَحْيا والمَماتِ، وأَعوذُ بكَ مِن فتنةِ الفقرِ» (2).
(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6876) من طريق نعيم بن ميسرة به.
وأخرجه مسلم (967) من طريق أبي جمرة، عن ابن عباس به.
(2)
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (695)، وابن ماجه (3840) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي به.
وأخرجه مسلم (590) من طريق طاوس، عن ابن عباس به.
727 -
(211) حدثنا إبراهيمُ بنُ الهيثمِ البلديُّ ببغدادَ: حدثنا أبو صالحٍ كاتبُ الليثِ: حدثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عبدِ الوهابِ بنِ بُختٍ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل ليَضحكُ مِن الرَّجلَينِ يَقتلُ أَحدُهما صاحبَه وكِلاهما داخلٌ الجنةَ، وذلكَ أنَّ رَجلاً مِن المُسلمينَ يُقاتلُ المُشركينَ فيَقتلُه رجلٌ مِن المُشركينَ، ثم يُسلمُ قاتلُه فيُقاتلُ في سبيلِ اللهِ فيُقتلُ شَهيداً، وكِلاهما داخلٌ الجنةَ» (1).
728 -
(212) حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ أبي عثمانَ الطيالسيُّ: حدثنا قيسُ بنُ حفصٍ: حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثني بشرُ بنُ عروةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أَوفى قالَ:
كانَ مِن دعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ برِّدْ قَلبي بالبرَدِ والثلجِ والماءِ الباردِ، ونقِّ قَلبي مِن الخَطايا كما نَقيتَ الثوبَ الأبيضَ مِن الدَّنسِ» (2).
729 -
(213) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ الدَّقاقُ: حدثنا حامدُ بنُ يحيى: حدثنا سفيانُ، عن سُعَيرِ بنِ الخِمسْ (3)، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ:
(1) أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2071) من طريق أبي صالح كاتب الليث به.
وأخرجه البخاري (2826)، ومسلم (1890) من طريق أبي الزناد بنحوه.
(2)
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6548) من طريق الحسن بن عبيدالله به.
وأخرجه الترمذي (3547) من طريقه عن عطاء بن السائب، عن ابن أبي أوفى به.
وانظر رواية مجزأة بن زاهر، عن ابن أبي أوفى عند مسلم (476)(204).
(3)
تحرف في الأصل إلى: سفين بن الحسن.
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عشرةٌ مِن قريشٍ في الجنةِ: رسولُ اللهِ في الجنةِ، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ، والزبيرُ، وسعدٌ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، وسعيدُ بنُ زيدٍ» (1).
730 -
(214) حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ البلخيُّ النخعيُّ مِن ورقةِ أبي عبدِ اللهِ بنِ أبي خَيثمةَ: حدثنا يحيى بنُ موسى خَتّ: حدثنا عمرُ بنُ هارونَ، عن يونسَ بنِ يزيدَ ومالكٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ، عن عمرَ أنَّه خطبَ فقالَ في خُطبتِهِ:
إنَّ اللهَ عز وجل / بعثَ محمداً عليه السلام بالحقِّ، فكانَ فيما قَرأْنا وعلمنا:(الشيخُ والشيخةُ فارْجموهُما البَتَّةَ)، وقَد رَجَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورجَمَ أبو بكرٍ، ورَجمْنا بعدَه (2).
731 -
(215) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا أبو داودَ الطيالسيُّ: حدثنا شعبةُ، عن عاصمٍ قالَ: سمعتُ أبا وائلٍ يُحدثُ عن المغيرةِ بنِ شعبةَ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتى سُباطَةَ قومٍ فبالَ قائماً.
(1) أخرجه الطبراني في «الصغير» (62)، و «الأوسط» (2201)، وابن شاهين في «الأفراد» (94)، والخطيب (4/ 97) من طريق حامد بن يحيى به.
وحبيب بن أبي ثابت مدلس.
وأخرجه تمام في «فوائده» (883) بإسناد ضعيف إلى نافع، عن ابن عمر بنحوه.
والحديث صحيح بشواهده.
(2)
أخرجه الخطيب (2/ 385 - 386) من طريق المصنف به.
وأخرجه ابن ماجه (2553)، والنسائي في «الكبرى» (7118)، وابن أبي شيبة (28776)، والبيهقي (8/ 211) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري بنحوه. وانظر «الصحيحة» (2913).
قالَ: فَلقيتُ منصوراً فسألتُهُ، فحدَّثنيه عن أبي وائلٍ، عن حذيفةَ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتى سُباطَةَ قومٍ فبالَ قائماً (1).
732 -
(216) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ القاضي: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا قيسٌ، عن واصلٍ والأعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن حذيفةَ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مسحَ على الخُفينِ (2).
733 -
(217) حدثنا يعقوبُ بنُ يوسفَ أبو عَمرو القَزوينيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ سابقٍ: حدثنا عَمرو يَعني ابنَ أبي قيسٍ، عن الزبيرِ بنِ عديٍّ، عن أبي وائلٍ، عن كعبٍ يَعني ابنَ عُجرةَ قالَ:
أَحرمتُ فكثُرَ قَملُ رَأسي، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَتاني وأَنا أَطبخُ قِدراً لأَصحابي، فمسَّ رَأسي بإصبعِهِ فقالَ: «انطلِقْ فاحلِقْه وتصدَّقْ على ستةِ
(1) أخرجه بشطريه الترمذي في «علله الكبير» (1/ 92 - 93)، والبيهقي (1/ 101) من طريق أبي داود الطيالسي به.
ثم قال البيهقي: كذا رواه عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن المغيرة، والصحيح ما روى منصور والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة، كذا قاله أبو عيسى الترمذي وجماعة من الحفاظ.
وانظر «علل الدارقطني» (1234).
وحديث المغيرة وحده أخرجه ابن ماجه (306)، وأحمد (4/ 246)، وابن خزيمة (63) من طريق عاصم بن بهدلة.
وحديث أبي وائل عن حذيفة عند البخاري (224)(225)(226)(2471)، ومسلم (273).
(2)
هو عند مسلم (273) طرف من الحديث السابق.
مَساكينَ» (1).
734 -
(218) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ التَّميميُّ: حدثنا الوَاقديُّ: حدثنا إسحاقُ بنُ حازمٍ، عن أبي الأَسودِ، عن نافعِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُقامُ الحدودُ في المساجدِ» (2).
735 -
(219) حدثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ: حدثنا الوَاقديُّ: حدثنا عمرُ بنُ إسحاقَ مَولى آلِ مَخرمةَ: حدثنا نافعُ بنُ جُبيرٍ، عن أبيه،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كلُّ عرفةَ مَوقفٌ، وكلُّ جمعٍ مَوقفٌ، وكلُّ مِنى مَنحرٌ» (3).
(1) أخرجه النسائي (2852)، وابن حجر في «الأربعين المتباينة بالسماع» (33) من طريق عمرو بن أبي قيس به.
وقال الحافظ: هذا حديث صحيح مشهور عن كعب بن عجرة .. .. .. وأخرجه الأئمة الستة من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن معقل، كلاهما عن كعب بن عجرة، وسياقهما أتم.
(2)
الواقدي متروك.
ومن طريقه أخرجه البزار (3453)، والطبراني (1590)، والحارث (134 - زوائده).
ونسبه في «المطالب» (359) لإسحاق من طريق محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جبير بن مطعم مطولاً. ثم قال الحافظ: هذا إسناد حسن إن كان إسحاق بن يسار سمعه من جبير رضي الله عنه.
(3)
أخرجه الخطيب في «تالي التلخيص» (131) من طريق المصنف.
وهو في «زوائد مسند الحارث» (383). والواقدي متروك.
ويرويه سليمان بن موسى من حديث جبير بن مطعم على اختلاف عليه في إسناده، ينظر بيانه في «مسند أحمد» 4/ 82 (16751).
736 -
(220) / حدثنا محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ البلخيُّ: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدِ بنِ جميلِ بنِ طَريفٍ البَغْلانيُّ الثقفيُّ: حدثنا جريرٌ، عن أبي مريمَ، عن محمدِ بنِ عليٍّ قالَ: كانَ عطاءٌ وطاوسٌ يَرويانِ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ في بيعِ مُدَبَّرٍ.
قالَ أبو جعفرٍ: وشهدتُّ هذا الحديثَ مَعهما مِن جابرٍ قالَ: إنَّما أَذِنَ في بيعِ خِدمتِهِ (1).
737 -
(221) حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الجمَّالُ: حدثنا محمدُ بنُ كُناسةَ: حدثنا الأعمشُ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ باباه، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ:
أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجلٌ فقالَ: إنِّي أُريدُ الجهادَ، فقالَ:«أَحيٌّ والداكَ؟» قالَ: نَعم، قالَ:«فَفيهما فجاهِدْ» (2).
738 -
(222) حدثنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ عيسى بنِ عليِّ بنِ ماهانَ ابنُ أخي أبي جعفرٍ الرَّازي إملاءً مِن حفظِهِ: حدثنا أبو غسَّانَ زُنيجٌ: حدثنا إسحاقُ
(1) أخرجه الدراقطني (4/ 137)، وابن عدي (5/ 327) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم به.
ثم قال الدارقطني: عبد الغفار ضعيف، ورواه غيره عن أبي جعفر مرسلاً.
ولحديث جابر في بيع المدبر طرق وروايات متعددة، انظر بعضها عند البخاري (2141) وأطرافه، ومسلم (997).
(2)
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (2118)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 68) من طريق ابن كناسة به.
وهو عند البخاري (3004)(5972)، ومسلم (2549) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكي الشاعر، عن عبد الله بن عمرو به.
بنُ سليمانَ، عن سلمةَ بنِ بُختٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ يرفعُه قالَ:
739 -
(223) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ الحِزاميُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ موسى يَعني التَّيميَّ، عن أسامةَ قالَ: قالَ ابنُ شهابٍ: أخبرنا أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الصائمُ رمضانَ في السفرِ كالمُفطرِ في الحضَرِ» (2).
740 -
(224) حدثنا أبو الوليدِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا الهيثمُ بنُ جميلٍ: حدثنا يزيدُ بنُ عياضٍ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ مِن البرِّ الصيامُ في السفرِ، أَنتم إلى / رُخصةِ اللهِ أَحوجُ» (3).
(1) أبو جعفر أحمد بن عيسى شيخ المصنف قال أبو نعيم: صاحب غرائب.
وقد رفع هذا الحديث، في حين أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (9230)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2742) من طريق إسحاق بن سليمان بهذا الإسناد موقوفاً على ابن عباس.
(2)
أخرجه ابن ماجه (1666)، والبزار (1025)، والضياء في «المختارة» (912) من طريق أسامة بن زيد به.
وأعله الدارقطني في «علله» (564) بالوقف.
وضعفه الألباني في «الضعيفة» (498).
(3)
يزيد بن عياض كذبه مالك وغيره.
وفي ترجمته أخرج العقيلي (4/ 388) شطره الأول.
741 -
(225) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا حرميُّ بنُ حفصٍ: حدثنا حربُ بنُ ميمونٍ الأَنصاريُّ: حدثنا النضرُ بنُ أنسٍ: حدثنا أنسٌ،
أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: خُويدمُكَ أنسٌ تَشفعُ له يومَ القيامةِ؟ قالَ: «أَنا فاعلٌ» قالَ: فأينَ أَطلبُكَ؟ قالَ: «اطلُبني أَولَ ما تَطلُبُني عندَ الصراطِ، فإِن وجدَّتني وإلا فأَنا عندَ الميزانِ، فإِن وجدَّتني وإلا فأَنا عندَ حَوضي، ولا أُخطِئُ عن هذِه الثلاثةِ المَواطنِ» (1).
742 -
(226) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ الدقاقُ: حدثنا موسى بنُ مروانَ الرقيُّ: حدثنا مبشرُ بنُ إسماعيلَ، عن الخليلِ بنِ مرةَ، عن محمدِ بنِ سُوقةَ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا فرَّجَ اللهُ عز وجل عنه كُربةً مِن كُربِ يومِ القيامةِ، واللهُ عز وجل في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ» (2).
743 -
(227) حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ زيادٍ الرَّازي: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ موسى القَطانُ: حدثنا مهرانُ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن ابنِ جُريجٍ، عن ابنِ أبي لَبيدٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه نَهى عن قتلِ أَربعةٍ مِن الدَّوابِّ: النحلةِ والنملةِ والهدهدِ
(1) أخرجه الترمذي (2433)، وأحمد (3/ 178)، والضياء في «المختارة» (2694) من طريق حرب بن ميمون به.
وقال الترمذي: حسن غريب. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2630).
(2)
أخرجه مسلم (2699) من طريق الأعمش، عن أبي صالح مطولاً.
والصُّرَدِ (1).
قالَ أبو عبدِ اللهِ: حدَّثوني عن يحيى القَطانِ قالَ: قالَ لي الثَّوريُّ: غيَّر ابنُ جُريجٍ هذا الحديثَ، فظَننتُ أنَّه لا شيءَ، فلمَّا كانَ بعدَ موتِهِ نَظرتُ في كتابِهِ فإذا هو: ابنُ جُريجٍ، عن [ابنِ](2) أبي لَبيدٍ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ.
744 -
(228) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ: حدثناه عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ، / عن عمِّه محمدِ بنِ شهابٍ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن ابنِ عباسٍ،
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم طافَ بالبيتِ على راحلتِهِ يَستلمُ الرُّكنَ بمِحجَنٍ (3).
745 -
(229) حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ شاكرٍ الصائغُ: حدثنا حسينُ بنُ محمدٍ: حدثنا شيبانُ، عن قتادةَ، عن أبي نضرةَ، حدثَ عن سمرةَ،
أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ مِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى كَعبيهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه إلى رُكبتَيهِ، ومِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى حُجزَتِه، ومِنهم مَن تأخُذُه النارُ إلى تَرقُوَتِه» (4).
746 -
(230) حدثنا ابنُ بُردٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ المباركِ: حدثنا
(1) أخرجه أبو داود (5267)، وابن ماجه (3224)، وأحمد (1/ 332، 347)، وابن حبان (5646)، والبيهقي (9/ 317) من طريق الزهري به.
وصححه الألباني.
(2)
في الأصل: عن أبي لبيد، وعليها علامة التضبيب. وانظر الرواية الثانية لأحمد.
(3)
أخرجه البخاري (1607)، ومسلم (1272) من طريق الزهري به.
(4)
أخرجه مسلم (2845) من طريق قتادة به.
إسماعيلُ بنُ عياشٍ، عن يحيى بنِ يزيدَ، عن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عن عبدِ الوهابِ المكيِّ، عن عبدِ الواحدِ بنِ عبدِ اللهِ النصريِّ، عن واثلةَ بنِ الأَسقعِ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «المسلمُ على المسلمِ حرامٌ: دَمُه وعِرضُه ومالُه، والمسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلمُه ولا يَخونُه ولا يُخذلُه، والتَّقوى هاهُنا» وأَومأَ بيدِه إلى القلبِ (1).
747 -
(231) حدثنا عيسى بنُ إسحاقَ بنِ موسى الأَنصاريُّ: حدثنا محمدُ بنُ حاجبٍ المَروزيُّ أبو عقيلٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّما النكاحُ رِقٌّ، فليَنظُرْ أَحدُكم إلى مَن يرقُّ عَتيقَتَه» (2).
748 -
(232) حدثنا عيسى بنُ إسحاقَ بنِ موسى الأَنصاريُّ: حدثنا أبو عقيلٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ، عن ذي مَخمرٍ ابنِ أخي النَّجاشيِّ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقتتلُ على كنزِكُم هذا سبعةٌ كلُّهم وَلدُ خليفةٍ في يومٍ واحدٍ فلا يَصِلُ إليهم، ثم يأْتي بعدَ ذلكَ الرَّاياتُ السودُ مِن قبَلِ المشرقِ، فاتَّبعوها ولو حَبواً على الثلجِ، / ثم يأْتي بعدَ ذلكَ المَهديُّ خليفةُ اللهِ» (3).
(1) أخرجه أحمد (3/ 491)، والطبراني 22/ (183) من طريق إسماعيل بن عياش به.
(2)
لم أهتد إليه من حديث عائشة في غير هذا الموضع.
(3)
لم أقف عليه من هذا الوجه.
وأبو عقيل المروزي قال أبو حاتم: صدوق. وقد خولف فيه.
فأخرجه ابن ماجه (4084) وغيره من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مرفوعاً.
749 -
(233) حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ سهلِ بنِ زُرَيقٍ سنةَ ثمانٍ وسبعينَ ومئتَينِ: حدثنا مهديُّ بنُ حفصٍ الصوفيُّ: حدثنا القاسمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن محمدِ بنِ المنكدرِ، عن جابرٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «غيِّروا الشَّيبَ تَقلبوهُ سَواداً» (1).
750 -
(234) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالتْ:
قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأَزواجِهِ: «تَتبعُني أَطولُكنَّ يَداً» .
قالتْ عائشةُ: فكُنا إذا اجتَمعنا في بيتِ إِحدانا بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نمُدُّ أَيديَنا في الجدارِ نَتطاولُ، فلم نزلْ نفعلُ هذا حتى تُوفيتْ زينبُ بنتُ جحشِ بنِ رِئابٍ، وكانَت امرأةً قَصيرةً، ولم تكنْ أَطولَنا، فعَرفْنا حينئذٍ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إنَّما أَرادَ بطولِ اليدِ الصدقةَ، قالتْ: وكانتْ زينبُ امرأةً صَناعَ اليدِ، فكانَت تَدبغُ وتَخرزُ وتَصدقُ به في سبيلِ اللهِ عز وجل (2).
(1) أخرجه الخطيب (5/ 298) من طريق المصنف به.
والقاسم بن عبد الله بن عمر متروك.
وهو مخالف لرواية أبي الزبير عن جابر عند مسلم (2102) وغيره: غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد.
(2)
أخرجه ابن سعد (8/ 108)، والطبراني 24/ (133)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3086)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 54)، و «معرفة الصحابة» (7421)، والحاكم (4/ 25) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وهو عند مسلم (2452) من وجه آخر عن عائشة مختصراً.
751 -
(235) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا شريكٌ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن عمرةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَحرمُ مِن الرَّضاعةِ ما يَحرمُ مِن الولادةِ» (1).
752 -
(236) حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ سهلِ بنِ زُرَيقٍ: حدثنا سَعدويه: حدثنا يونسُ بنُ بُكيرٍ: حدثنا ابنُ إسحاقَ (2): حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي عَتيقٍ (3)، عن عمرةَ، عن عائشةَ قالتْ:
لمَّا تَلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم القصةَ التي نزلَ بها عُذري أَمرَ برَجلينِ وامرأةٍ كَانوا أَذاعوا الفاحشةَ، فجَلَدوهم الحدَّ.
753 -
(237) حدثنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ / عيسى بنِ عليِّ بنِ ماهانَ
(1) ذكره الدارقطني في «علله» (3832)، ثم قال: وخالف شريكاً جماعة منهم: علي بن هشام، وعبد الله بن داود، وأبو أسامة، وحميد بن الأسود، فرووه عن هشام، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة.
وكذلك أخرجه مسلم (1444)(2) من طريق هشام بن عروة.
وكان قد أخرجه قبل، وكذا البخاري (2646) من طريق مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم مطولاً.
(2)
في الأصل: أبو إسحاق. وعليها علامة التضبيب.
(3)
هكذا في الأصل.
وقد أخرجه البيهقي في «السنن» (8/ 250)، و «الدلائل» (4/ 74) من طريق يونس بن بكير،
وأبو داود (4474)، والترمذي (3181)، والنسائي في «الكبرى» (7311)، وابن ماجه (2567)، وأحمد (6/ 35، 61)، والطبراني 23/ (263)، من طريق ابن أبي عدي،
كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة به.
الرَّازي: حدثنا أبو غسانَ محمدُ بنُ عَمرو زُنيجٍ: حدثنا يحيى بنُ مغيرةَ: حدثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لمَّا أُسريَ بي دَخلتُ الجنةَ، فناوَلَني جبريلُ تفاحةً، فانَفلقتْ بنِصفينِ فخرجَتْ مِنها حَوراءُ، فقلتُ لها: لِمَن أنتِ؟ فقالتْ: لعليِّ بنِ أبي طالبٍ» (1).
754 -
(238) حدثنا جُنيدُ بنُ حكيمِ بنِ جُنيدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الرُّزِّي: حدثنا يحيى بنُ راشدٍ، عن الجُريريِّ، عن لَقيطٍ، عن أبي أمامةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخيلُ مَعقودٌ في نَواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ» (2).
755 -
(239) حدثنا محمدُ بنُ شدادِ بنِ عيسى المِسْمَعيُّ: حدثنا عبادُ بنُ صهيبٍ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ: أخبَرني أبي: حدَّثتني عائشةُ رضي الله عنها،
أنَّ عمَّها مِن الرَّضاعةِ أَخا بَني القُعيسِ استَأذنَ عَليها بعدَ ما ضُربَ الحجابُ، فأَبت أَن تأذَنَ له حتى يأتيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فتَستأذِنَه، فلمَّا دخلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكرَتْ ذلكَ له وقالتْ: جاءَ أَخو بَني القُعيسِ فرَددتُهُ حتى أَستأذنَكَ، فقالَ:«أَليسَ بعمِّكِ؟» قالتْ: إنَّما أَرضعَتْني المرأةُ ولم يُرضِعْني الرجلُ، فقالَ:«إنَّه عمُّكِ، فليَلجْ عليكِ» (3).
(1) أخرجه الخطيب (4/ 278)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (618) من طريق المصنف به.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح .. .. وعطية قد ضعفه هشيم وأحمد ويحيى.
وقال الذهبي في ترجمة أحمد بن عيسى شيخ المصنف في «الميزان» (1/ 127): هذا كذب.
(2)
يحيى بن راشد البصري ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني (7994) مطولاً.
(3)
أخرجه البخاري (5239)، ومسلم (1445)(7) من طريق هشام بن عروة به.
756 -
(240) حدثنا أبو عثمانَ سعيدُ بنُ محمدٍ الأَنْجُذانيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ الفضلِ يَعني ابنَ أبي سُويدٍ: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ، عن طلحةَ بنِ يحيى، عن موسى بنِ طلحةَ، عن عَقيلِ بنِ أبي طالبٍ قالَ:
جاءتْ قريشٌ إلى أبي طالبٍ فَقالوا له: إنَّ ابنَ أَخيكَ يأْتينا في كعبَتِنا ونادِينا ويُسمعُنا هناكَ ما نكرهُ، فإنْ رأيتَ أَن تكُفَّه عنَّا فافعَلْ، فقالَ لي: يا عَقيلُ، التمِسْ لي ابنَ عمِّكَ.
قالَ: فخَرجتُ / مِن كِنسٍ (1) مِن أكناسِ شِعبِ أبي طالبٍ - أو قالَ: كباءٍ مِن أكباءِ شعبِ أبي طالبٍ - حتى أَتيتُه فقلتُ: إنَّ عمَّكَ يَدعوكَ، فانطَلقَ مَعي يطلبُ الفيءَ (يَطأُ فيه؟)(2) فلا يَقدرُ عليه، حتى دَخلَ على أبي طالبٍ، فلمَّا رآهُ أبو طالبٍ قالَ: ابنَ أَخٍ، واللهِ ما علمتُ إِنْ كُنتَ لي لَمُطيعاً، وقَد جاءَ قَومُكَ يَزعمونَ أنَّكَ تأْتيهم في كعبَتِهم ونادِيهم فتُسمِعُهم ما يَكرَهونَ، فإِن استَطعتَ أَن تكُفَّ عَنهم فافعَلْ، فقالَ ببصرِهِ إلى السماءِ وقالَ:«أيْ عَم، واللهِ ما أَنا بأَقدَرَ على أَن أَدعَ ما بُعثتُ به مِن أَحدِكم أَن يَقتبسَ مِن هذه الشمسِ شُعلةً مِن نارٍ» . فقالَ: واللهِ إنِّي لأَعلمُ أَنَّ ما تقولُ حقٌّ، وأنَّكَ ما كَذبتَ قَطُّ، وإنِّي لأَحقُّ مَن اقتَدى بكَ (3).
(1) هكذا في الأصل. وقال في «النهاية» (4/ 142): الكبس: بيت صغير، ويروى بالنون من الكناس وهو بيت الظبي.
(2)
عند الطبراني في «الأوسط» : بطاقته. وعند الحاكم: يمشي فيه.
(3)
أخرجه الطبراني في «الكبير» 17/ (511)، و «الأوسط» (8553)، وأبو يعلى (6804)، والبزار (2171)، والحاكم (3/ 577)، والبيهقي في «الدلائل» (2/ 186) من طريق طلحة بن يحيى به.
وقال الهيثمي (6/ 15): ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
وحسنه الحافظ في «المطالب» (4227)، والألباني في «الصحيحة» (92).
757 -
(241) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا أحمدُ بنُ حاتمٍ الطويلُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ القدوسِ، عن الأعمشِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ ثَروانَ، عن زاذانَ قالَ: قالَ عبدُ اللهِ:
جمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ الأُولى والعصرِ، وبينَ المغربِ والعشاءِ، فقيلَ له، فقالَ:«إنِّي صنعتُ لكَي يكونَ (لا حرج؟) (1)» .
758 -
(242) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ إملاءً: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ،
أنَّه صلَّى مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالمزدلفةِ المغربَ والعشاءَ بإقامةٍ، لم يُنادِ فيما بينَهما إلا بالإقامةِ، ولم يَتطوَّعْ بينَهما، ولا على إثرِ واحدةٍ مِنهما (2).
759 -
(243) حدثنا ابنُ بُردٍ الأَنطاكيُّ أبو الوليدِ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي حازمٍ المَدنيِّ، عن سهلِ بنِ سعدٍ / الساعديِّ قالَ:
جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، دُلَّني على عملٍ إذا أَنا عملتُهُ أَحبَّني اللهُ عز وجل وأَحبَّني الناسُ، قالَ:«ازهَدْ في الدُّنيا يحبَّكَ اللهُ، وازهَدْ فيما في أَيدي الناسِ يحبَّكَ الناسُ» (3).
(1) في الأصل: مرح، وعليها علامة التضبيب. وقبلها كلمة غير واضحة.
وعند الطبراني في «الكبير» (10525): صنعته لئلا تكون أمتي في حرج.
وفي «الأوسط» (4117): صنعت هذا لكي لا تحرج أمتى.
وكلاهما من طريق عبد الله بن عبد القدوس، وقد ضعِّف.
وانظر «الصحيحة» (2837)، و «الضعيفة» (1212).
(2)
أخرجه البخاري (1673) من طريق ابن أبي ذئب به.
(3)
أخرجه ابن ماجه (4102)، والطبراني (5972)، والحاكم (4/ 313)، والبيهقي في «الشعب» (10043)(10044)(10045)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 252 - 253)، وابن عدي (3/ 31)، والعقيلي (2/ 10)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1352) من طريق سفيان الثوري به.
وصححه بطرقه الألباني في «الصحيحة» (944).
760 -
(244) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ حميدٍ: حدثنا زافرُ بنُ سليمانَ: حدثنا محمدُ بنُ عُيينةَ - قالَ أبو عبدِ اللهِ: هذا أَخو سفيانَ -، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ الساعديِّ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتاني جبريلُ فقالَ: يا محمدُ، عِشْ ما عِشتَ فإنَّكَ ميتٌ، وأَحبِبْ مَن أَحببتَ فإنَّكَ مُفارقُه، واعمَلْ ما عملتَ فإنَّكَ مُجْزاً به، ثم قالَ لي: يا محمدُ، شَرفُ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعِزُّه استِغناؤُهُ عن الناسِ» (1).
761 -
(245) حدثنا إدريسُ بنُ عبدِ الكريمِ المقرئُ: حدثنا أحمدُ بنُ عمرانَ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن الأعمشِ، عن شقيقٍ قالَ: سمعتُ عُيينةَ بنَ حصنٍ الفَزاريَّ يقولُ: أَنا ابنُ الأَشياخِ الشُّمِّ، فقالَ له عبدُ اللهِ: ذلكَ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السلام، فسكتَ عُيينةُ (2).
762 -
(246) حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: حدثني أبي، عن يحيى بنِ سعيدٍ عن عَمرةَ، وهشامِ بنِ عروةَ
(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4278)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 253)، والحاكم (4/ 324 - 325)، والبيهقي في «الشعب» (10058) من طريق زافر بن سليمان به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني في «الصحيحة» (831) ثم حسنه بشواهده.
(2)
أخرجه الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (2/ 137) من طريق أحمد بن عمران به.
وأخرج الطبراني (8916)، والحاكم (2/ 571) من طريق أبي الأحوص، أن أسماء بن خارجة قال: أنا ابن الأشياخ .. .
عن أبيه، عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ:
إنِّي لأَعجبُ ممن يأكُلُ الغرابَ وقَد أَذِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قتلِهِ للمُحرِمِ، وقد سمَّاهُ فاسقاً، واللهِ ما هو مِن الطيِّباتِ (1).
763 -
(247) حدثنا أبو الوليدِ بنُ بُردٍ: حدثنا الهيثمُ يَعني ابنَ جميلٍ: حدثنا شريكٌ، عن هشامِ / بنِ عروةَ، عن أبيه، عن ابنِ عمرَ قالَ:
مَن يأكُلُ الغرابَ وقَد سمَّاهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاسِقاً! (2)
764 -
(248) حدثنا أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ إدريسَ النَّرسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الصلتِ، عن منصورِ بنِ أبي الأَسودِ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ قالَ:
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينامُ وهو ساجدٌ، وكانَ ممَّا يُعرفُ نومُه بنَفخِهِ، ثم يَقومُ فيَمضي على صلاتِهِ (3).
765 -
(249) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ بنِ خالدٍ النَّخعيُّ: حدثنا يحيى (4) بنُ
(1) أخرجه البزار (1214 - زوائده)، والبيهقي (9/ 317) من طريق إسماعيل بن أبي أويس به.
وقال الهيثمي (4/ 40): ورجاله ثقات. وانظر ما بعده.
(2)
أخرجه ابن ماجه (3248)، والبيهقي (9/ 317) من طريق الهيثم بن جميل به.
وصححه البوصيري والألباني.
وقال الدارقطني في «علله» (4/ 242): والصحيح هشام عن أبيه مرسل.
وكذلك أخرجه البيهقي (9/ 317).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (1414)، وأبو يعلى (5370)، والبزار (1520)، والطبراني (9995) من طريق منصور بن أبي الأسود به.
وانظر رواية أحمد من طريق إبراهيم النخعي 1/ 426 (4051)(4052).
(4)
في الأصل: علي، وعليها علامة التضبيب. والمثبت من الهامش إشارة إلى نسخة أخرى، وبجانبها: وهو الأصح.
قلت: فهو على هذا يحيى بن موسى خت المتقدم (730).
موسى البَلخيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه،
أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كيفَ تقسمُ للجدِّ؟ فقالَ: «ما مَسألتُكَ، إنِّي لأَظنُّ لتَموتَنَّ قبلَ أَن تَعلَّمَها» (1).
766 -
(250) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ يَعني ابنَ هارونَ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حَرملةَ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَخرجُ أَحدٌ بعدَ أذانٍ مِن المسجدِ إلا لِحاجةٍ إلا منافقٌ» (2).
767 -
(251) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ التَّغلبيُّ: حدثنا الأَخنَسيُّ قالَ: سمعتُ أبا بكرِ بنَ عياشٍ قالَ: سمعتُ أبا إسحاقَ السَّبيعيَّ يقولُ: ذَهَبت الصلاةُ مِني، وضَعفتُ ودقَّ عَظمي، إنْ كنتُ اليومَ أَقومُ فأُصلي ما أَقرأُ إلا بالبقرةِ وآلِ عمرانَ (وأَنا؟) قائمٌ.
(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4245) من طريق عبد الرحمن بن حرملة به.
وقال الهيثمي (4/ 227): ورجاله رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر.
(2)
أخرجه أبو داود في «المراسيل» (25)، وعبد الرزاق (1946)، والبيهقي (3/ 56) من طريق عبد الرحمن بن حرملة به. وعند عبد الرزاق قصة.
ووصله الطبراني في «الأوسط» (3842) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وفي «الموطأ» (1/ 162) عن مالك، أنه بلغه أن سعيد المسيب قال: يقال: لا يخرج أحد .. .
768 -
(252) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ قالَ: قالَ موسى (1) عليه السلام: يا ربِّ، مَن هذه الأُمةُ المَرحومةُ؟ قالَ: أُمةُ أحمدَ، يَرضونَ بالقليلِ مِن العطاءِ، وأَرضى مِنهم بالقَليلِ مِن العملِ، وأُدخلُهم الجنةَ بأَن يَقولوا: لا إلهَ إلا اللهُ.
769 -
(253) حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خالدٍ التَّغلبيُّ: حدثنا الأَخنَسيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ: حدثنا ليثُ بنُ أبي سُليمٍ، أنَّ بلالاً العَبسيَّ كانَ يَقومُ / بقَومِه في شهرِ القيامِ فيَقرأُ بهم رُبعَ القرآنِ، ثم يَنصرفُ فيَقولونَ: لَقد خَفَّفَ الليلةَ (2).
770 -
(254) حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: أخبرنا يزيدُ: أخبرنا محمدُ بنُ مُطرِّفٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ قالَ: قالَ عيسى بنُ مريمَ صلى الله عليه وسلم: يا ربِّ، مَن هذِه الأُمةُ؟ قالَ: أُمةُ أحمدَ، حُكماءُ عُلماءُ، كأنَّهم مِن الفقهِ أَنبياءُ (3).
771 -
(255) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا شبابةُ بنُ سوَّارٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ [أبي](4) أُويسٍ المَدنيُّ: حدثني الزُّهريُّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه كانَ يُقرئُ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ في خلافةِ عمرَ رضي الله عنه، قالَ: فلم أَرَ رَجلاً يجدُ مِن الاقْشَعْريرةِ ما يجدُ عبدُ الرحمنِ عندَ القِراءةِ.
(1) هكذا في الأصل. وقد أخرجه ابن عساكر مع الحديث الآتي (769) وفيه: عيسى.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في «التهجد» (505) من طريق أحمد بن عمران الأخنسي به.
(3)
أخرجه ابن عساكر (47/ 382) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه به. وفيه أيضاً الأثر المتقدم (767).
(4)
في الأصل: بن أويس، وعليها علامة التضبيب.
قالَ ابنُ عباسٍ: فجئتُ أَلتمسُ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ يوماً فَلم أجدْهُ، فانتَظرتُه في بيتِه حتى رجعَ مِن عندِ عمرَ بنِ الخطابِ، فلمَّا رجعَ قالَ: لقَد رأيتُ رَجلاً آنفاً عندَ عمرَ بنِ الخطابِ قالَ كَذا وكَذا، وهو يومَئذٍ في آخرِ حجةٍ حجَّها عمرُ رضي الله عنه، فذكرَ عبدُ الرحمنِ لابنِ عباسٍ أنَّ رَجلاً أَتى عمرَ رضي الله عنه فأخبَره أنَّ رَجلاً قالَ: واللهِ لو قَد ماتَ عمرُ، فقالَ عمرُ حينَ بلَغَه ذلكَ: إنِّي لقائمٌ إِن شاءَ اللهُ العَشيةَ في الناسِ فمُحذِّرُهم هؤلاءِ الذينَ يُريدونَ أَن يَغتَصبوا الناسَ أَمرَهم.
قالَ عبدُ الرحمنِ: فقُلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، لا تَقلْ ذلكَ يومَكَ هذا، فإنَّ الموسمَ يَجمعُ رَعاعَ الناسِ وغَوغاءَهم، فإنَّهم الذينَ يَغلبونَ على مجلسِكَ، فأَخشى إِن قلتَ اليومَ مَقالةً أَن يَطيروا بها ولا يَعُوها ولا يَضَعوها على مواضِعِها، ولكنْ / أَمهِلْ حتى تَقدَمَ المدينةَ، فإنَّها دارُ الهجرةِ والسُّنةِ، وتَخلصَ بعُلماءِ الناسِ وأَشرافِهم، وتَقولَ ما قُلتَ مُتمكِّناً، فيَعوا مقالَتَكَ ويَضَعوها على مَواضِعِها، فقالَ عمرُ رضي الله عنه: واللهِ لئنْ قَدمتُ المدينةَ صالِحاً لأُكلِّمنَّ بها الناسَ في أولِ مَقامٍ أَقومُهُ.
فقالَ ابنُ عباسٍ: فلمَّا قدِمْنا المدينةَ في عقبِ ذي الحجةِ وجاءَ يومُ الجمعةِ هَجَّرتُ لِما أَخبَرني عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، فوَجدتُّ سعيدَ بنَ زيدِ بنِ عَمرو بنِ نُفيلٍ قَد سبَقَني بالتَّهجيرِ، فجلَسَ إلى جنبِ المنبرِ الأيمنِ وجلستُ إلى جانبِه تمسُّ رُكبَتي رُكبَتَه، فلم يَلبثْ أَن خرجَ عمرُ رضي الله عنه فأَقبلَ ثم صعدَ المنبرَ، فقُلتُ لسعيدِ بنِ زيدٍ وعمرُ مُقبلٌ: أمَا واللهِ ليَقولَنَّ أَميرُ المؤمنينَ مَقالةً لم يَقُلْها أحدٌ قبلَه، فأَنكرَ ذلكَ سعيدُ بنُ زيدٍ وقالَ: ما عَسى أَن يَقولَ ما لم يَقلْه مَن قَبلَه؟
فلمَّا أَن جلسَ عمرُ على المنبرِ أذَّنَ المُؤذنُ، فلمَّا أَن سكتَ المُؤذنُ قامَ فتَشهَّدَ فأَثنى على اللهِ عز وجل بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ فإنِّي قائلٌ لكم مَقالةً قُدِّرَ لي أَن أَقولَها، لا أَدري لعلَّ ذلكَ بينَ يدَي أَجلي، فمَن عقَلَها ووَعاها فليُحدثْ بها حيثُ انتَهت به راحلتُهُ، ومَن خشيَ أَن لا يَعيَها فلا أُحلُّ له أَن يَكذبَ عليَّ.
إنَّ اللهَ عز وجل بعثَ محمداً صلى الله عليه وسلم بالحقِّ، وأَنزلَ عليه الكتابَ، فكانَ فيما أَنزلَ عليه آيةَ الرجمِ، فقَرأناها وعَقلناها ووَعيناها، ورجمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورَجمنا بعدَه، فأَخشى أَن يطولَ / بالناسِ زمانٌ وأَن يقولَ قائلٌ: واللهِ ما نَجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللهِ، فيَضلوا بتركِ فريضةٍ أَنزلَها اللهُ، فإنَّ الرَّجمَ في كتابِ اللهِ عز وجل حقٌّ على مَن زَنى إِذا أُحصِنَ مِن الرجالِ والنساءِ إذا قامَت البينةُ أو كانَ الحَبَلُ والاعترافُ، ثم إنَّا قَد كنَّا نقرأُ:(لا تَرغَبوا عن آبائِكم، فإنَّ كُفراً بكم أَن تَرغَبوا عن آبائِكم).
ثم إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُطروني كما أُطرِيَ ابنُ مريمَ، فإنَّما أَنا عبدُ اللهِ، فقُولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه» .
ثم إنَّه قَد بلَغَني أنَّ قائلاً مِنكم يقولُ: لو قَد ماتَ عمرُ لقَد بايعتُ فلاناً وفلاناً، فَلا يَغرر امرءاً أَن يقولَ: إنَّ بيعةَ أبي بكرٍ (1) وليسَ مِنكم مَن تُقطَعُ له الأَعناقُ مثلُ أبي بكرٍ، فإنَّه كانَ مِن خَيرِنا حينَ تُوفيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّ فلاناً وفلاناً تَخلَّفوا (2) عَنه ومَن مَعهما تَخلَّفوا عنَّا، وتَخلَّفت الأَنصارُ فاجتَمعوا في
(1) هكذا في الأصل، وعليها علامة التضبيب. وعند البخاري وغيره: أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها.
(2)
في الأصل: ما تخلفوا. وعلى «ما» علامة تضبيب. والمثبت موافق لما في المصادر.
سَقيفَةِ بَني ساعدَةَ، واجتَمعَ المهاجِرونَ إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه، فقلتُ لأبي بكرٍ: انطلِقْ بنا إلى إِخوانِنا هؤلاءِ مِن الأَنصارِ، فانطلَقْنا نَؤُمُّهم حتى إذا دَنونا مِنهم لقيَنا مِنهم رَجلانِ صالِحانِ، فذَكرا لنا الذي صنعَ القومُ وقَالا: أينَ تُريدونَ يا معشرَ المهاجِرينَ؟ فقُلتُ: نُريدُ إِخوانَنا هؤلاءِ مِن الأَنصارِ، قَالا: فَلا عَليكم أَن تَقرَبوهم يا معشرَ المهاجِرينَ، اقْضُوا أَمرَكم بينَكم، فقُلتُ: واللهِ لنأْتينَّهم.
فانطلَقْنا حتى أَتيناهُم وهُم في سَقيفةِ بَني ساعدَةَ، وإِذا بينَ أَظهُرِهم رَجلٌ مُزَمَّلٌ، قلتُ: مَن هذا؟ قَالوا: هذا سعدُ بنُ / عُبادةَ، قُلتُ: فَما له؟ قَالوا: هو وَجِعٌ، فلمَّا سكَتْنا تَكلَّم خطيبُ الأَنصارِ فأَثنى على اللهِ بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ، فنحنُ أَنصارُ اللهِ وكَتيبةُ الإسلامِ، وأَنتم يا معشرَ المهاجِرينَ رَهطٌ مِنَّا وقَد دفَّتْ دافَّةٌ مِن قَومِكم.
فلمَّا قَضى مَقالَتَه أَردتُّ أَن أَتكلَّمَ، وكنتُ قَد زوَّرتُ مَقالةً قَد أَعجبَتْني أُريدُ أَن أَقومَ بها بينَ يدَي أبي بكرٍ، وكنتُ أُداري مِن أبي بكرٍ بعضَ الحَدِّ، فلمَّا أَردتُّ أَن أَتكلَّمَ قالَ أبو بكرٍ رضي الله عنه: على رِسْلِكَ، فكرهتُ أَن أُغضِبَه، فتكلَّمَ أبو بكرٍ، وكانَ أَحلمَ مِني وأَوقَرَ، واللهِ ما تَركَ مِن كلمةٍ أَعجبتْني في تَزويري إلا تكلَّمَ بمثلِها وأَفضلَ في بَديهتِهِ حتى سكتَ.
تشهَّدَ أبو بكرٍ وأَثنى على اللهِ بما هو أَهلُه ثم قالَ: أمَّا بعدُ، فَما ذَكرتُم فيكم مِن خيرٍ فأنتُم له أَهلٌ، ولا تَعرفُ العربُ هذا إلا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ، هم أَوسطُ العربِ نَسباً وداراً، وقَد رَضيتُ لكم أحدَ هذَينِ الرَّجلَينِ فبايِعُوا أيَّهما شئتُم، وأَخذَ بيَدِي وبيدِ أبي عُبيدةَ بنِ الجَرَّاحِ وهو جالسٌ بينَنا، فلم أَكرهْ مما قالَ غيرَها، كانَ واللهِ لأَن أُقدَّمَ فتُضربَ عُنقي لا يُقرِّبني ذلكَ إلى إثمٍ
أَحبَّ إليَّ مِن أَن أتأمَّر على قومٍ فيهم مثلُ أبي بكرٍ، إلا أَن تَغيَّرَ نَفسي عندَ الموتِ.
فلمَّا قَضى أبو بكرٍ مقالتَه قالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: أَنا جُذَيلُها المُحكَّكُ وعُذيقُها المُرَجَّبُ، مِنا أميرٌ ومِنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ.
/قالَ عمرُ رضي الله عنه: فكثُرَ اللغَطُ وارتفَعَت الأصواتُ حتى أَشفقتُ الاختلافَ، فقلتُ لأبي بكرٍ رضي الله عنه: ابسُطْ يدَكَ يا أبا بكرٍ، فبسَطَ أبو بكرٍ يدَه فبايعْتُه وبايَعَه المهاجِرونَ والأَنصارُ.
فنَزونا على سعدِ بنِ عُبادةَ فقالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: قَتلتُم سعدَ بنَ عُبادةَ، فقالَ عمرُ: وإنَّا واللهِ ما فيما (صرنا؟)(1) مِن أَمرِنا رأينا أمراً أَقوى مِن مُبايعةِ أبي بكرٍ، خَشينا إِن فارَقْنا القومَ قبلَ أَن تَكونَ بيعةٌ أَن نُخالِفَهم فيكونَ فساداً، فلا يَقولنَّ امرؤٌ في بيعةِ أبي بكرٍ.
قالَ الزُّهريُّ: وأخبَرني عروةُ بنُ الزبيرِ أنَّ الرَّجلَينِ الأَنصاريينِ اللذَينِ لَقيا المهاجِرينَ: عُويمُ بنُ ساعدةَ ومَعنُ بنُ عديٍّ العَجلانيانِ.
قالَ الزُّهريُّ: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيبِ: إنَّ الذي قالَ يومَئذٍ: أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّبُ: حُبابُ بنُ المنذرِ، رَجلٌ مِن بَني سلمةَ (2).
آخِرُ الجزءِ
(1) في مصادر التخريج: حضرنا.
(2)
أخرجه البخاري (6830) من طريق الزهري به. ليس فيه قول الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب في آخره.
وهما عند أحمد (1،/ 55 - 56)، وابن حبان (414).
والحمدُ للهِ ربِّ العالمَينَ
وصلواتُه على رسولِه سيدِنا المُصطَفى محمدٍ وآلِهِ وسلَّمَ تسليماً
وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ
ربِّ اختِمْ بخيرٍ