المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأطفال في العصر الحديث عند العالم الكافر: - محو الأمية التربوية - جـ ١١

[محمد إسماعيل المقدم]

الفصل: ‌الأطفال في العصر الحديث عند العالم الكافر:

‌الأطفال في العصر الحديث عند العالم الكافر:

فضلاً عن اعتماد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في جلستها العامة رقم 61 بتاريخ 20 نوفمبر سنة 1989 الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، إلى جانب جهود العشرات من المؤسسات والمنظمات في حركة التنوير بحقوق الطفل، يقول رغم كل هذا إلا أننا رغم كل هذه الجهود نجد هناك ما لا يقل عن ستمائة وخمسين مليون طفل يعيشون تحت خط الفقر العالمي، إلى جانب أكثر من مائتين وخمسين مليونًا يعملون في أوضاع خطرة، وظروف صعبة، ناهيك عن مئات الملايين من الأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب.

ففي الهند على سبيل المثال يتعرض عشرين بالمائة من الأطفال لهذا الإنتهاك، كشف تقرير أعد حول تجارة الأطفال أنه تم بيع ألف ستمائة واثنا عشر طفلاً سريلانكيًا سنة 1986 باعهم هؤلاء السريلانكيين إلى مشترين أوروبيين يشير التقرير أيضًا إلى أنه يوجد خمسين مركزًا لبيع الأطفال تعرف بمزارع الأطفال سمعت عن مزارع الأطفال، هؤلاء ينشئون مزارع أطفال من أجل أن يبيعوا الأطفال ويتاجروا فيه ثم يأتون تطاولاً على الدين الإسلامي، وفي بعض المذابح أيضًا التي حصلت في بعض بلاد المسلمين يتسابقون يظهروا أن هم هيئات إنسانية وحصل لهم محاكمات في فرنسا وغيره يهرعون إلى البلد التي يحصل فيها حروب وضحايا الأطفال المشردون وكذا، بحجة إنها هيئات إنسانية تدخل من أجل أن تأخد هؤلاء الأطفال وهم يأخذوهم من أجل أن يتاجروا فيهم، أو يسرقوا أعضائهم البشرية.

ففي سريلانكا موجود خمسون مركزًا لبيع الأطفال الذي عايش يشتري أطفال، وبيسموها مزارع الأطفال، تخيل لأي مدى يحصل هذا الظلم.

أما في الصين وأمريكا الجنوبية والقارة الأفريقية فالمتاجرة بالأطفال تشهد ازدهارًا مضطردًا ولعل المتابع لوسائل الإعلام وتقارير المنظمات الإنسانية يقدر حجم المأساة التي يعيشها أطفال الثورة، الصناعية، وحرب اللجوء، وغزو الفضاء، وثورة المعلومات.

ص: 6

فقد استغلت الدول الصناعية المتقدمة الأطفال أبشع استغلال، عندما شغلتهم في المصانع طمعًا في مضاعفة الأرباح دون الشعور بوخز من ضمير وعرض اليونيسيف تقريرًا مفاده أن الحروب أدت إلى مقتل أكثر من مليوني طفل في العقد الماضي.

كما أجبرت خمس عشرة مليونًا آخرين على هجر منازلهم، إلى جانب وفاة عشرة بالمئة من حالات الولادة في العراق نتيجة الفقر وصعوبة الوصول إلى مياه نقية وجرائم الغرب في العراق أيام محاصرة العراق وهلاك ملايين الأطفال من الجوع وانعدام الغذاء والأدوية إلى نحو ذلك مما شهد العالم كلهم، أن هؤلاء مسلمون لا يأبه لمثل هذا، إلى جانب القتل اليومين المنظم لأطفال فلسطين على يد اليهود الصهاينة المعتدين، القتل المنظم الذي يحصل بطريقة إيجابية أو بالطريقة السلبية وهي الحصار، محاصرة هؤلاء المساكين سمعتم عن خبر التوأم السيام الذي ليسوا قادرين على أن يسفروا ولا أن يعالجوا، حتى الحديثي الولادة يعانوا من هذه المعاناة، في ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الظلم والاستبداد، نجد الدستور الحضاري الإسلامي الخالد القرآن الكريم والسنة المطهرة يقدم أسمى وأنبل المبادئ التي تحفظ للإنسان كرامته، وحقوقه، منذ أن كان نطفة إلى أن يبلغ أرذل العمر، وذلك قبل حضارة النظام العالمي الجديد وقبل صدور مواثيق حقوق الإنسان والطفل بأربعة عشر قرنًا.

الحقيقة إن هذا السياق شائع في كثير من الكتابات المخلصين إن شاء الله من الكتاب الإسلاميين، إن الإسلام قبل كذا وكذا من أربعة عشر قرنًا لفت الأنظار إلى حقوق المرأة إلى حقوق الطفل إلى حقوق الإنسان إلى آخره، لكن في الحقيقة لا ينبغي أن يمر علينا هذا الأسلوب بدون نوع من التعليق والتحفظ، لأنه أصلاً مبدأ المقارنة إننا احنا نقول إن شريعة الإسلام سبقت الشرائع الوضعية، كأن الشرائع الوضعية فعلاً وصلت لشيء له قيمة، أكيد فيه أشياء لها قيمة في هذه الإجراءات التي يفعلونها لكن روح الحضارة الغربية تفتقر أهم شيء وهو التعبد بأداء هذه الحقوق.

ص: 7

هذا جهد إنساني محض ليس تعبد في الإسلام، سنرى أشياء عجيبة جدًا ينظر إليها أنها عبادة، يعني رضاعة الأم للطفل سنبين أنها عبادة لا ينبغي للأم أن تنظر إليها حتى مجرد دافع فطري لتربية المولود هذه عبادة، بمعنى كلمة عبادة يعني تحتسب فيها الأجر وغير ذلك.

فشتان بين شريعة الخالق وشريعة المخلوق، مقارنة لا ينبغي إن احنا نبتلع هذا النوع من السياق الذي فيه الإشارة إن الإسلام سبق في كذا وكذا، كأنهم وصلوا لخير عظيم جدًا بس الإسلام سبقهم إليه لا ينبغي التساهل مع هذه المقارنات على حد قول الشاعر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره

إذا قيل إن السيف أمضى من العصى

هل هذه مقارنة تنفع يوضع شريعة الخالق تقارن مع شريعة المخلوقين شريعة الإله مع شريعة عباده، بجانب أن ما العورات والمآخذ التي تؤخذ على هذه الإجراءات وكيف أنها تتخذ سبيلاً لفرض ثقافة مخالفة على الأمة الإسلامية وهذا ليس موضوع حديثنا حتى لا نخرج عن الموضوع الأساسي.

جاء هذا الدستور العظيم ليعلن أن الإنسان هو أكرم مخلوق على وجه الأرض يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} (1) فعلا أي إنسان عاقل وجهاز الاستقبال في قلبه يعني يستقبل الموج بطريقة صحيحة فعلاً إذا قرأ هذا السياق لا يمكن يتصور أن يتكلم بهذا مخلوق، يمكن تكلمنا قبل هكذا تقريبًا عن الروح الربانية المبثوثة داخل القرآن الكريم، يعني لا يمكن أبدًا أن يكون هذا من كلام البشر {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)} كرمنا بني آدم يعني الحضارة الغربية في هذا الوقت بم تفرح؟ وما تلك النظريات التي تفرح بها؟.

(1) الإسراء: 70.

ص: 8