المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المقصد الثاني في الأحاديث - مختصر اليمانيات المسلولة على الرافضة المخذولة

[-]

الفصل: ‌المقصد الثاني في الأحاديث

إلى أن قدحهم في كبار الصحابة يوجب القدح في معتقدهم وإمامهم الذي هو سيدنا علي بل هو موجب لتخفيف شأن سيد المرسلين وأمير المؤمنين عند سائر الكافرين كالنصارى واليهود. وكيف وهم من أشراف عشيرته وأكابر قبيلته صلى الله عليه وسلم. وبنت أبي بكر كانت عند النبي، وبنتا النبي كانتا عند عثمان، وبنت علي كانت عند عمر رضي الله عنهم أجمعين. وبالجملة هم راجعون إلى حسبه ونسبه صلى الله عليه وسلم رجوع الأغصان إلى الشجرة، فالمدح فيهم مدح فيه صلى الله عليه وسلم، والقدح فيهم قدح فيه ويظهر أن هؤلاء القادحين المعتدين ليس لهم نصيب في الإسلام والدين.

‌المقصد الثاني في الأحاديث

وهي كثيرة. منها ما رواه البيهقي وجماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقبل الله لصاحب بدعة صلاة ولا صوما ولا صدقة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين".

ومنها ما رواه أبو حاتم في حزبه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أصحاب البدع كلاب النار".

ومنها ما رواه الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".

ومنها ما أخرجه الخطيب والديلمي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح".

وهذه الأحاديث وردت في مطلق المبتدعة، وتشمل الرافضة والشيعة كما صرح به ابن حجر في الصواعق. وقد وردت في هؤلاء أحاديث مخصوصة:

ومنها ما أخرجه أبو ذر الهروي والذهبي عن ابن عباس مرفوعا أنه: "يكون في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام فاقتلوهم فإنهم مشركون".

ومنها ما أخرجه الذهبي عن إبراهيم بن حسن بن حسين بن علي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهر في أمتي آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام".

ومنها ما أخرجه الدارقطني عن علي عن النبي - صلى

ص: 12

الله عليه وسلم - أنه قال: "سيأتي زمان من بعدي فيه قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون". قال: قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم؟ قال: "يفرطونك بما ليس فيك ويطعنون على السلف". وأخرجه عنه من طرق أخر نحوه وزاد في طريق: "وينتحلون حبنا أهل البيت وليس كذلك، وآية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر". وأخرج أيضا من طرق متعددة عن فاطمة الزهراء وعن أم سلمة رضي الله عنهما نحوه. قال: ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة.

ومنها ما وراه ابن حجر أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع حب علي وبغض أبي بكر في قلب مؤمن".

ومنها ما أخرجه ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: "إن حب أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما كفر".

وعجبا من جمهور هؤلاء الضالين كيف يقحمون أنفسهم في الكفر ببغضهما والقدح فيهما مع كثرة أمثال هذه الروايات في كتبنا وكتبهم من الأحاديث وغيرها.

ومن ذلك ما وقع في كتابهم المسمى بكشف الغمة عن علي بن حسين أنه وفد إليه رجال من أهل العراق فسألوا عن أبي بكر وعمر وعثمان فلما فرغوا قال: هل أنتم من المهاجرين الأولين؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم الذين تبؤوا الدار والإيمان؟ قالوا: لا، قال: وأنا أشهد أنكم لستم ممن قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} اخرجوا عني، ثم أشار إلى أنهم خرجوا عن الإيمان.

ومن ذلك أيضا ما وقع في كتابهم المسمى بمطالب السؤل عن ورام عن جفعر الصادق أنه قال لجابر الجعفي: يا جابر، بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ينالون من أبي بكر وعمر ويزعمون أنني أمرتهم بذلك، كذبوا والله، فبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء، والذي نفس محمد بيده لو وُليت لتقربت إلى الله

ص: 13