الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدمائهم.
ومن ذلك أيضا ما ذكره الطوسي من علمائهم في كتابه المسمى بالشافي من أنه لما بلغ عليا قول من يبغض أبا بكر وعمر فغضب من ذلك غضبا شديدا وخرج إلى المسجد وصعد المنبر فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يذكرون سيدَي قريش وأبوي المسلمين بما أنا بريء منه ومنزه عنه وعلى ما يقولون معاقب، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر شقي، صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه، ثم قال في آخر الخطبة: فمن أبغضني فليبغضهما فأنا منه بريء، ألا وإن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم الله أعلم بالخير أين هو. انتهى.
فانظر إلى هؤلاء الكافرين كيف اتفقوا على الكفر العنيد والضلال البعيد مخالفين لكلام أئمتهم وعلمائهم المتقدمين بمجرد العصبة في معاداة أصل الدين.
المقالة الثالثة في إفتاء العلماء بكفرهم
قد أفتى بذلك الإمام الشافعي والإمام مالك رضي الله عنهما ووافقهما كثيرون من أئمة المسلمين كما سبق في المقالة الثانية نقلا عن ابن حجر. ونقل القاضي عياض عن الإمام مالك كيفية عقوبتهم من القتل وغيره. وذلك مفصل في كتابه المسمى بالشفاء.
ووقع في الفتاوى البزازية القول بكفرهم لقولهم برجعة الأموات إلى الدنيا وإنكارهم خلافة الشيخين وغير ذلك من قبائحهم.
وقال الشيخ طاهر البخاري من كبار أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الخلاصة: الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر، والمعتزلي مبتدع إلا إذا قال باستحالة الرؤية فحينئذ هو كافر. انتهى.
وفي النوع الثالث من الفصل الثالث من كتاب الإسلام والكفر: إذا استخف بسنة أو حديث من أحاديثه عليه الصلاة والسلام كفر. انتهى. وهؤلاء الضالون كم أحرقوا دواوين صحاح الأحاديث استخفافا واستهزاء كما شاهده منهم غير واحد.
وقال الإمام البزدوي في كشف الأحكام: وقد صح عن أبي يوسف رحمه الله أنه قال: ناظرت أبا حنيفة رضي الله عنه في مسئلة خلق القرآن ستة أشهر فاتفق رأيي ورأيه على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر. وقد صح هذا القول عن محمد رحمه الله. انتهى. وهو صريح في كفر هؤلاء الضالين لاتفاقهم مع المعتزلة على كون القرآن مخلوقا على ما هو مسطور في كتبنا وكتبهم.
ونقل الإمام الرازي في التفسير الكبير القول بكفرهم وكفر الخوارج أيضا.
وقال ابن حجر في الصواعق: لم نكفر القائلين بأفضلية علي على أبي بكر وإن كان خلاف ما أجمعنا عليه في كل عصر منا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: ومن كفر الرافضة من الأئمة فلأمور أخر من قبائح انضمت إلى ذلك. انتهى. وقال في موضع آخر: عُلم من حديث الإفك -أراد حديث بهتان عائشة رضي الله عنها أن من نسبها إلى الزنا كان كافرا وهو ما صرح به أئمتنا وغيرهم لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية ومكذبها كافر بإجماع المسلمين، ومنه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض لأنهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون. انتهى. وقال في موضع آخر: الروافض أشد ضررا على الدين من اليهود والنصارى. وقال أبو زرعة الرازي من أجلّ شيوخ مسلم: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك لأن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به الرسول حق، وإنما [ما] أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة. انتهى.
وقد سبق أن هؤلاء الضالين يحكمون بكفر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. ومن أباطيل عقائدهم أنهم ينفون إسلام السواد الأعظم. وقد سبق في المقدمة أن نافي الإسلام مخطئ في اجتهاده كافر، مع أن المجتهد في هؤلاء كالكبريت الأحمر بل أعز وأندر لبعدهم عن مطارح إشراق اليقين وحرمانهم من اقتباس أنوار النبوة من الصحابة والتابعين بمنافرتهم عنهم ومخالفتهم لهم