المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المغيرة بن عبد الرحمن - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٢٥

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌معاوية بن طويع

- ‌معاوية بن عبد الله

- ‌معاوية بن عبيد الله

- ‌معاوية بن عثمان

- ‌معاوية بن عمرو بن عتبة

- ‌معاوية بن قرمل المحاربي

- ‌معاوية بن قرة بن إياس بن هلال

- ‌معاوية بن محمد بن دنبويه

- ‌معاوية بن مروان بن الحكم

- ‌معاوية بن مصاد بن زهير

- ‌معاوية بن معدي كرب

- ‌معاوية بن يحيى أبو روح

- ‌معاوية بن يحيى أبو مطيع الدمشقي

- ‌معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي

- ‌معاوية بن يزيد بن معاوية

- ‌معبد بن خالد بن ربيعة بن مرين

- ‌معبد بن عبد الله بن عويمر

- ‌معبد بن محمد البيروتي

- ‌معبد بن وهب

- ‌معبد بن هلال العنزي البصري

- ‌معبد مولى الوليد بن معاوية

- ‌معبد أبو المخارق الراهبي

- ‌معدان بن طلحة

- ‌معرور الكلبي

- ‌معروف بن سويد مولى علي

- ‌معروف بن عبد الله أبو الخطاب الخياط

- ‌معروف بن محمد بن معروف

- ‌معروف بن أبي معروف البلخي

- ‌معقس بن عمران بن حطان السدوسي

- ‌معقل بن سنان بن مظهر بن عركي

- ‌معلل بن خالد الهجيمي البصري

- ‌معلى بن أيوب أبو العلاء الكاتب

- ‌معلى بن سلام أبو عبد الله

- ‌معلى بن عيسى الدمشقي

- ‌معلى بن منصور أبو يعلى الرازي

- ‌معمر بن محمد بن يزيد

- ‌معمر بن يعمر أبو عامر

- ‌معمر بن راشد

- ‌معمر بن المثنى أبو عبيدة التيمي

- ‌معن بن أوس بن نصر بن زيادة

- ‌معن بن ثور بن يزيد بن الأخنس السلمي

- ‌معن بن يزيد بن الأخنس

- ‌مغلس البغدادي

- ‌مغيث بن سمي أبو أيوب الأوزاعي

- ‌المغيرة بن زياد

- ‌المغيرة بن شعبة بن أبي عامر

- ‌المغيرة بن عبد الله بن معرض

- ‌المغيرة بن عبد الله التميمي البصري

- ‌المغيرة بن عبد الرحمن

- ‌المغيرة بن عمرو

- ‌المغيرة بن فروة

- ‌المغيرة بن المغيرة

- ‌مفضل بن غسان بن المفضل

- ‌مفضل بن محمد بن مسعر

- ‌مفضل بن المهلب بن أبي صفرة

- ‌مقاتل بن حكيم العكي

- ‌مقاتل بن حيان أبو بسطام النبطي

- ‌مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي

- ‌مقاتل بن مكوذ بن أبي نصر يمريان

- ‌مقاتل مولى عمر بن عبد العزيز

- ‌مقاس الأسدي ثم الفقعسي

- ‌مقبل بن عبد الله

- ‌مقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك

- ‌المقدام بن معدي كرب بن عمرو

- ‌مكحول بن دبر

- ‌مكلبة بن حنظلة بن حوية

- ‌مكي بن أحمد بن سعدويه

- ‌مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد

- ‌مكي بن إبراهيم بن محمد بن سهلان

- ‌مكي بن جابار بن عبد الله بن أحمد

- ‌مكي بن الحسن بن المعافي

- ‌مكي بن عبد السلام بن الحسين

- ‌مكي بن محمد بن الغمر

- ‌ملحان بن زياد بن غطيف

- ‌مليح بن وكيع بن الجراح

- ‌ممطور أبو سلام الأعرج

- ‌منبه بن عثمان اللخمي الدمشقي

- ‌منتصر بن أبي الدرداء

- ‌منتصر بن عبد الله الدمشقي

- ‌منجى بن سليم بن عيسى بن نسطورس

- ‌منخل بن منصور الجهني المشجعي

- ‌المنذر بن الجارود بن عمرة بن حنش

- ‌المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد

- ‌المنذر بن العباس بن نجيع القرشي

- ‌منذر بين عبيد المدني

- ‌المنذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي

- ‌منصور بن بشير أبي مزاحم

- ‌منصور بن جعونة بن الحارث العامري

- ‌منصور بن جمهور بن حصن

- ‌منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد

- ‌منصور بن سعيد بن الأصبغ

- ‌منصور بن عبد الله أبو القاسم الوراق

- ‌منصور بن عبد الله بن إبراهيم

- ‌منصور بن علي بن منصور بن طاهر

- ‌منصور بن علوان بن وهبان أبو الفتح

- ‌منصور بن عمار بن كثير

- ‌منصور بن محمد بن أحمد بن حرب

- ‌منصور بن محمد المهدي

- ‌منصور بن محمد بن علي الوليدي

- ‌منصور بن محمد بن محمد بن محمد

- ‌منصور بن نصر بن منصور

- ‌منصور أبو أمية الخصي

- ‌منهال بن عمرو أبو محمد الأسدي

- ‌منيب بن أيوب

- ‌منيب بن مدرك بن منيب

- ‌منيب الأوزاعي

- ‌منيب بن الزبير أبو ذر الأزدي

- ‌منير بن سنان أو سيار أبو عطيف

- ‌منير بن عبد الرزاق بن إلياس

- ‌مؤتمن بن أحمد بن علي

- ‌موحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة

- ‌موحد بن محمد بن عثمان أبي الجماهر التنوخي

- ‌موسى بن إبراهيم بن سابق

- ‌موسى بن إبراهيم أبو عمران الدمشقي

- ‌موسى بن إسحاق بن موسى

- ‌موسى بن أيوب أبو الفيض الحمصي

- ‌موسى بن أيوب أبو عمران النصيبي

- ‌موسى بن أيوب الجسريني

- ‌موسى بن بغا الكبير

- ‌موسى بن جمهور بن زريق البغدادي

- ‌موسى بن الحسن بن عبد الله بن يزيد

- ‌موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد

- ‌موسى بن الحسين بن علي

- ‌موسى بن سليمان بن موسى

- ‌موسى بن سهل بن عبد الحميد

- ‌موسى بن سهل بن قادم

- ‌موسى بن الصباح أبي كثير

- ‌موسى بن صهيب

- ‌موسى بن طلحة بن عبيد الله

- ‌موسى بن عامر بن عمارة

- ‌موسى بن العباس بن محمد

- ‌موسى بن عبد الله بن الحسن

- ‌موسى بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد

- ‌موسى بن عبد العزيز بن الرماح الدمشقي

- ‌موسى بن علي بن رباح بن قصير

- ‌موسى بن علي بن محمد بن علي

- ‌موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث

الفصل: ‌المغيرة بن عبد الرحمن

وكسوتي، وتكسو امرأتي فلانة قطيفة، وتكسوني برنساً. قال معاوية: أما هذا فنعم. ثم أثنى على زياد، ثم قعد.

فلما خرج المغيرة أقبل عليه أهل البصرة فلاموه وقالوا: أما استحييت!؟ تسأل أمير المؤمنين أن يستعملك وأن يجيزك! والله لنرجو أن تأتي بخطبة تعم بها أهل البصرة بخير. فقال المغيرة: ويحكم، بدأت فسألت أمير المؤمنين الأمر العظيم، فلو أعطاني الذي سألت كان ذلك الذي أردت، ثم سألته الذي هو دون، فأعطانيه، فقد أصبت مع الفرض ستة آلالف درهم، ولم يصب رجل منكم درهماً.

‌المغيرة بن عبد الرحمن

ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مرة بن كعب، أبو هاشم، ويقال أبو هاشم القرشي المخزومي المدني سكن الشام مدة، وغزا مع مسلمة بن عبد الملك أرض الروم، وكان من أجواد قريش.

حدث عن خالد بن الوليد أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه فقال: ارفع البنيان إلى السماء.

وكان المغيرة أعور، أصيبت عينه عام غزوة مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم.

وكان المغيرة يطعم الطعام حيث ما نزل، ينحر الجزر، ويطعم من جاء؛ فجعل أعرابي يديم النظر إلى المغيرة حابساً نفسه عن طعامه، فقال له المغيرة: ألا تأكل من هذا الطعام؟ ما لي أراك تديم النظر إلي؟ قال: إنه ليعجبني طعامك وتريبني عينك. قال: وما يريبك من عيني؟ قال: أراك أعور، وأراك تطعم الطعام، وهذه صفة الدجال. فقال له المغيرة: إن الدجال لا تصاب عينه في سبيل الله.

ص: 184

وأم المغيرة سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، من بني مرة بن عوف بن غطفان.

وكان المغيرة في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز، وذهبت عينه، ثم رجع إلى المدينة، فمات بالمدينة، وأوصى أن يدفن بأحد مع الشهداء، فلم يفعل أهله، ودفنوه بالبقيع.

وقيل: إنه مات بالشام. وهو وهم.

قال عبد الله بن أبي بكر المخزومي: سيم ابن أفلح مولى أبي أيوب بمنزله الذي كان لأبي أيوب الذي نزل فيه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة خمس مئة دينار، فبلغ ذلك المغيرة بن عبد الرحمن، فأرسل إلى ناس من صديقه، وأرسل معهم إلى ابن أفلح، وقد صر ألف دينار في منديل وضعه، فلما جاؤوه قدم إليهم طعاماً، فأكلوا، فلما فرغوا قال لابن أفلح: بلغني أنك أعطيت بمنزلك خمس مئة دينار فلم تبعه. فقال: نعم. قال: أفأسومك به؟ قال: نعم. قال: والذي تحلف به لنسومنك به سومة ثم لا ننقصك منها ولا نزيدك فيها. قال: فأنصفني يا أبا هاشم. قال: إنه قد خرب ولا بد لي من هدمه وبنائه، وأشار له إلى المنديل وقال: في ذلك المنديل ألف دينار، وأنا آخذه بها، فإن كانت لك بذلك حاجة فخذ وإلا فدعه. فقال ابن أفلح: هو لك. ووثب جذلاً مستعجلاً فأخذ المنديل الذي فيه الألف دينار، فتصدق به المغيرة مكانه.

ولما باع ابن أفلح المغيرة منزله الذي كان لأبي أيوب اشترى داره بالبقيع التي تعرف بدار ابن أفلح صارت لعمر بن بزيع؛ فكان المغيرة يركب إلى ضيعته بقباء، فيمر بابن

ص: 185

أفلح على داره بالبقيع فيقول: " فريق في الجنة وفريق في السعير " فيقول ابن أفلح: لا ذنب لي يا أبا هاشم، فتنتني بالدنانير.

ولما هدم المغيرة منزله الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب أمر بحظيرة فعملت، وضم نقصه فيها

لنته وأعاده في المنزل حيث بناه.

توفي ابن للمغيرة بن عبد الرحمن يقال له دانيال، فدفنه مع الشهداء بأحد، فلما حضرت المغيرة الوفاة أوصى أن يدفن مع الشهداء بأحد، وأوصى بألف دينار يطعم الناس ويسقون بها يوم يدفن بأحد. فحال إبراهيم بن هشام بين ولده وبين دفنه بأحد وقال: إن دفن المغيرة بأحد لم يمت شريف من قريش إلا دفن بأحد.

قال صدقة بن المغيرة بن يحيى: قال أخو عبد الرحمن: فاختلف في الألف دينار فوقفت، فاستعدى فيها أبي المغيرة بن يحيى بن عمران، فرأى أن ترد على صدقته، فتجرى مجراها؛ وقال: فضلت من ماله: فقبضها أبي المغيرة بن يحيى، فكلمه ولد المغيرة بن عبد الرحمن أن ينفقها عليهم، فأبى ورفع بها في رأس عسه صدقته المفترضة وعمرها وعمر صدقته ببديع بالألف دينار.

قال عبد الرحمن: أدركت ذلك، وكان المغيرة قد وقف ضيعة له، يقال لها المفترضة في أعلى إستارة على طعام يصنع بمنى في أيام الحج. فأدركتهم يطعمون من صدقته الحيس بمنى.

ص: 186

وكا المغيرة سخياً، وكان يعمل الخبيص بمكة على الأنطاع فيضعه الناس، ويعمل جفان الثريد فيضعها في زقاق الفول. وكان يطعم بمنى خمسة أيام الحيس، يعمل ستين وسقاً سويقاً، وستين وسقاً تمراً، وخمسة عشر راوية سمناً ووقف عليه مالاً له إلى اليوم.

قال مصعب بن عثمان: عجب الناس بالكوفة لطعام المغيرة بن عبد الرحمن فقال: والله لقد اقتصرت كراهة أن يضع ذلك من أخي عمر، إذ كان يسكنها.

قال أبو بكر بن عياش: رأيت ثريد المغيرة بن عبد الرحمن بالكوفة يطاف بها على العجل.

قام اليسع بن المغيرة يوماً على جفنة أبيه، فأحسن ماكللها بالسنام، فنظر إليها المغيرة فأعجبته، فأعطاه ستين ديناراً، وكان ينحر في كل يوم جزوراً، وفي كل جمعة جزورين.

مر إبراهيم بن هشام بثردة المغيرة بن عبد الرحمن وقد أشرفت على الجفنة، فقال لغلام للمغيرة: يا غلام! على أي شيء نصب هذا الثريد على العمد؟ قال له الغلام: لا، ولكن على أعضاد الإبل. فبلغ ذلك المغيرة، فأعتق الغلام. وكان إبراهيم بن هشام إذا مر بثريد المغيرة أمسك على أنفه، يري الناس أنها منتنة.

وكان بالمدينة مجنونة يقال لها أم المشمعل تمر بالذين يصنعون السرفي بالمدينة، فتنزع درعها ثم تغمسه في مركن من مراكن السرفي، فيصاع عليها فتقول: أليس هذا حيس المغيرة؟.

ص: 187

كان للمغيرة بن عبد الرحمن مولى، فهلك وترك مالاً، فأتاه رجل فقال: إن هذا الذي مات أخي. قال: أعندك بينة؟ ومن أين؟ إنما ولدنا ببلدنا. قال: فنظر إليه ساعة وصوب، وأعطاه المال. فقيل له في ذلك فقال: رأيت فيه الشبه، وإنما هي نفسي، فلأن آخذ منها لغيري أحب إلي من أن آخذ لها من غيري.

قال محمد بن فرقد مولى المغيرة بن عبد الرحمن: خرج أبي فرقد يوماً يسعى مع بغلة المغيرة، فمر بحرة الأعراب فقالوا له: يا أبا هاشم! فاض معروفك على الناس، فما بالنا أشقى الناس بك؟! فقال: خذوا هذا الغلام فهو لكم. فقلت: لأنا كنت أولى بذلك منهم، لخدمتي وحرمتي. فقال: يا فتيان! تبيعونه؟ قالوا: بكم تأخذه؟ قلت: آخذه بأربعين ديناراً، قالوا: هو لك. قال: والله لا أعرضك مثلها أبداً، أنت حر. وأعطاهم أربعين ديناراً.

قسم المغيرة بن عبد الرحمن على مماليك أهل المدينة درحمين درهمين، فأعطى رقيق عامر بن عبد الله، فأبوا أن يأخذوا، فقال لهم عامر: خذوا من خالي فإنه جواد.

أوصى أبو بكر بن عبد الله بن الزبير وأمه ريطة بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى خاله المغيرة بن عبد الرحمن بابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان معتوهاً، يعطى الثوب يلبسه فلا يلبسه، ويطعم الطعام فلا يأكله، فكان المغيرة يجعل كوا في منزل عبد الرحمن بن أبي بكر فيجعل فيها الخبر واللحم والكعك والقديد وأنواع الطعام، وجعل معاليق تعلق عليها الثياب، فيمر عبد الرحمن بالكوة فيخلس منها الطعام فيأكله، ويمر بالثوب المعلق فيختلسه فيلبسه.

وسقط درهم لعبد الرحمن بن أبي بكر من يد المغيرة في كيس للمغيرة فيه ألف درهم؛ فجعل المغيرة يتغمغم ويقول: لا أعرف الدرهم، فقيل له: خذ أجود درهم فيها، فأبى وجعل الكيس له كله.

ص: 188

قال مصعب بن عبد الله: أخبرني ابن كليب مولانا قال: خرجت مع عامر بن عبد الله إلى الصلاة، فمر بمنزل المغيرة بن عبد الرحمن وبعير لد دبر، فصاح بجارية للمغيرة، فخرجت إليه، فأمرها أن تأتيه بما يعالج به الدبرة، ففعلت، فناولني رداءه، وغسل الدبرة وداواها، فقلت له: ما حملك على هذا وأنا كنت أكفيك لو أمرتني؟ قال: إن أمي ماتت وأنا صغير لا أعقل برها، فأردت أن أبرها ببر خالي.

مات عبد الرحمن بن أبي بكر فقال المغيرة بن عبد الرحمن لعامر بن عبد الله - وورثه عامر: هذا حساب ما وليت له فانظر فيه. قال: يا خال! لا أنظر في حسابك، فأعط ما أحببت وأمسك ما شئت، وما أعطيت أو أمسكت فأنت منه في سعة. فأبى عليه المغيرة إلا الحساب، فقال له عامر لما نظر في الحساب: بقيت خلة. قال: ما هي؟ قال: تحلف على حسابك عند منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فألاح المغيرة من اليمين وقال: تحلفني يا بن أختي؟! فقال له عامر: فما دعاك أن تأبى إلا المحاسبة؟ وتركه من اليمين.

خرج المغيرة سفراً في جماعة من الناس، فوردوا غديراً ليس لهم ماء غيره، فأمر المغيرة بقرب العسل فشقت في الغدير وخيضت بمائه، وما شرب أحد حتى راحوا إلا من قرى المغيرة.

كان ابن هشام بن عبد الملك يسوم المغيرة بماله ببديع من فدك فلا يبيعه إياه، إلى أن غزا معه أرض الروم، وأصاب الناس مجاعة في غزاتهم، فجاء المغيرة إلى ابن هشام فقال له: قد كنت تسومني بنا لي ببديع فآبى أن أبيعكه، فاشتر مني نصفه. فاشترى نصفه بعشرين ألف دينار، فأطعم بها المغيرة الناس. فلما رجع ابن هشام من غزاته، وقد بلغ هشاماً الخبر، فقال لابنه: قبح الله رأيك، أنت ابن أمير المؤمنين وأمير الجيش، تصيب

ص: 189