الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انْطَلِقْ، فَإِنِّي قَدْ كَثَّرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأَهْلِ الْبَقِيعِ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ
مَعَهُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ طَوِيلا قَائِمًا وَقَاعِدًا ثُمَّ قَالَ
…
: لِيَهْنِكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الأُولَى.
يَا أَبَا مَوْهِبَةَ: إِنِّي قَدْ أُعْطَيتُ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا، ثُمَّ خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَالْجَنَّةِ، وَبَيْنَ لِقَائِي رَبِّي وَالْجَنَّةِ.
فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، خَذْ خَزَائِنَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا بِالْجَنَّةِ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا أَبَا مَوْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عز وجل وَالْجَنَّةَ عَلَى ذَلِكَ.
فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَكَى بَعْدَ ذَلِكَ بَأَيَّامٍ.
كَانَتْ شَيْخَتُنَا هَذِهِ خَالَةَ شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ.
وَكَانَتْ خَيِّرَةً، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَجَبٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.
الثَّالِثَةِ
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الإِبَرِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهَا فِي صَفَرٍ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، فَقَالَتْ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَرْدَسْتَانِيُّ قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُذَكِّرُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّخَعِيُّ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَقَرَأَ الإِمامُ ذَاتَ لَيْلَةٍ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فَقَطَعَ صَلاتَهُ وَجُنَّ، وَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلْم يُوقَفُ لَهُ عَلَى أَثَرٍ.
سَمِعَتْ شُهْدَةُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ السَّرَّاجِ، وَطِرَادٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَكَانَ لَهَا خَطٌّ حَسَنٌ، وَعَاشَتْ مُخَالِطَةً لِدَارِ الْخِلافَةِ.
وَكَانَ لَهَا بِرٌّ وَمَعْرُوفٌ.
وَقَارَبَتً الْمِائَةَ، وَتُوُفِّيَتْ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَدُفِنَتْ بِمَقْبَرَةِ بَابِ بيرزَ.
آخِرُ الْمَشْيَخَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
كَتَبَهَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَالِسِيُّ بِدِمَشْقَ.