الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الثامن
من مشيخة الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، العلامة، القدوة، شرف الدين أبي الحسين علي ابن الشيخ الإمام، الفقيه، العالم، الرباني، تقي الدين، أبي عبد الله، محمد بن أبي الحسين بن عبد الله بن عيسى بن أحمد اليونيني، أمتع الله بطول بقائه.
تخريج العبد الفقير
محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلبكي، عفا الله عنه.
فيه من الشيوخ
زين الدين بن عبد الدايم وفراس العسقلاني
والشيخ شمس الدين بن أبي عمر والشيخ عزا لدين بن عبد السلام
والزين خالد النابلسي وابن علان
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسره
الشيخ الخامس والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام العالم المسند، أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي، بقراءتي عليه، يوم السبت مستهل شعبان سنة ثمانٍ وأربعين وستماية، بسفح جبل قاسيون، قلت له: أخبرك الإمام أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، والقاضي الإمام أبو الفتح، أحمد بن محمد بن عبد الله ابن المندائي، وأبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله الحريمي، المعروف بابن المعطوش، قراءةً على كل واحدٍ منهم، قالوا: أخبرنا
أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أخبرنا أبو علي، الحسن بن علي بن الحسن بن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، أخبرنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا المختار بن فلفل.
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم وقد انصرف من الصلاة، فأقبل إلينا فقال: ((أيها الناس إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف، فإني أراكم من أمامي ومن
خلفي، وأيم الذي نفسي بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً. قالوا: يا رسول الله وما رأيت؟ قال: رأيت الجنة والنار)) .
أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، عن علي بن مسهر.
وعن قتيبة، عن جرير.
وعن محمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن راهويه، عن محمد بن فضيل، ثلاثتهم عن مختار، فوقع بدلاً.
وأخبرنا أبو العباس أحمد المقدسي، بقراءتي عليه، أخبركم أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني، قراءةً عليه وأنت تسمع. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا عبد الغافر الفارسي. أخبرنا أبو أحمد، محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج، حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، حدثني أبي، عن جدي، حدثني
عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سالم.
عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)) قال عمر: ((فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ولا تكلمت بها)) .
ح وأخبرنا به أعلا من هذا بدرجتين أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي البغدادي، قراءةً عليه، أخبرنا عبد الأول عيسى بن شعيب السجزي، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
حمويه السرخسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي، حدثنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم.
عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال:((سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلف بأبي، فقال: إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)) . قال عمر: ((فوالله ما حلفت بها ذاكراً ولا آثراً)) .
ح وأخبرنا به أعلا من الأول بست درجات أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي مسعود الفارسي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح
الأنصاري، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، ثنا الليث، عن نافع.
عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ركبٍ، وعمر يحلف بأبويه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله عز وجل وإلا فليصمت)) .
أخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، فوقع موافقةً، وأخرجه عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بسنده، فباعتبار العدد كأني سمعته من مسلم وصافحته به، لأن بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ثمانية أنفس، وبيني وبينه صلى الله عليه وسلم تسعة، والله أعلم. وأخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي، بقراءتي عليه أخبرنا
محمد بن صدقة الحراني، أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أخبرنا عبد الغافر، أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، حدثني عقيل، عن أبي شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم.
عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد)) .
ح وأخبرنا به أعلا من هذا بدرجتين أبو المنجا عبد الله بن اللتي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا أبو محمد السرخسي، أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي، أخبرنا أبو محمد، عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، به.
ح وأخبرنا به أعلا من الأول بأربع درجات: أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح، أخبرنا عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم.
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)) .
أخرجه البخاري، عن إبراهيم بن المنذر، عن معن، عن مالك.
وعن أبي اليمان، عن شعيب.
وأخرجه (مسلم) كما أخرجناه أولاً.
وأخرجه أيضاً عن الدارمي كما أخرجناه.
وأخرجه أيضاً عن زهير، وابن أبي عمر، وابن راهويه، عن ابن عيينة.
وأخرجه الترمذي، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، فوقع (موافقة) لمسلم وبدلاً عالياً (له) وللترمذي. وكأن شيخنا ابن صباح سمعه من السرخسي، وبينه وبين البخاري واحد، ولله الحمد.
وأخبرنا الشيخ المسند أبو العباس، أحمد المقدسي، رحمه الله، بقراءتي عليه، أخبركم أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني إجازةً إن لم يكن سماعاً، أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
السمرقندي، قراءةً عليه، أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي، المعروف بابن بنت السكري، وأحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، واللفظ له، قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، حدثنا عبد الله بن محمد وهو البغوي، حدثنا أبو عبد الرحمن الجعفي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا أسد بن عمرو البجلي، عن المجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن جعفر.
عن أبيه رضي الله عنهما قال: ((بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية من أبي سفيان إلى النجاشي، فقالوا له ونحن عنده: قد صار إليك ناس من سفلتنا وسفهاتنا فادفعهم إلينا. قال: لا حتى أسمع كلامهم. قال: فبعث إلينا فقال: ما يقول هؤلاء؟ قال: قلنا: إن هؤلاء قومٌ يعبدون الأوثان، وإن الله عز وجل بعث إلينا رسولاً فآمنا به وصدقناه. فقال لهم النجاشي: أعبيدهم لكم؟ أفلكم عليهم دين؟ قالوا: لا. قال: فخلوا سبيلهم. وقال: فخرجنا من عنده، فقال عمرو بن العاص: إن هؤلاء يقولون في عيسى غير ما تقول. قال: إن لم يقولوا في عيسى مثل قولي لم أدعهم في أرضي ساعةً من نهار، فأرسل إلينا، فكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى. قال: ما يقول صاحبكم في عيسى بن مريم؟ قال: يقول: هو روح الله وكلمته ألقاها إلى عذراء بتول. قال: فأرسل فقال: ادعو لي فلاناً، القس، وفلاناً الراهب، فأتاه ناس منهم، فقال: ما تقولون في عيسى بن مريم. فقالوا: أنت أعلمنا فما تقول؟ قال النجاشي وآخذ شيئاً من الأرض، فقال: ما عدا عيسى ما قال هؤلاء مثل هذا. ثم قال لهم: أيؤذيكم أحد؟ قالوا: نعم. فأمر منادياً، فنادى: من آذى أحداً (منهم) فأغرموه أربعة دراهم. ثم قال: أتكفيكم؟ قلنا: لا. فأضعفها. قال: فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج من المدينة وظهر بها قلنا له. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر وهاجر إلى المدينة وقتل الذين كنا حدثناك عنهم، وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا. فقال: نعم، فحملنا وزودنا، ثم قال: أخبر صاحبك بما صنعت إليكم وهذا صاحبي معك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وقل له يستغفر لي. قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقني، ثم قال: ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح، أو قدوم جعفر، ووافق ذلك فتح خيبر. ثم جلس فقال رسول النجاشي: هذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا، فقال: نعم، فعل بنا كذا وحملنا وزودنا، وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وقال: قل له يستغفر لي. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات: اللهم اغفر للنجاشي، قال المسلمون: آمين. ثم قال جعفر: فقلت للرسول انطلق فأخبر صاحبك بما قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
ورواه جماعة عن محمد بن إسحاق بلفظٍ غير هذا، وأسندوه عن أم سلمة، عن جعفر رضي الله عنه.
مولد (شيخنا أبي العباس) سنة خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وتوفي يوم الاثنين تاسع رجب سنة ثمانٍ وستين وستماية، رحمه الله، ودفن بجبل قاسيون (بمقبرة الشيخ أبي عمر، قدس الله روحه)) .
الشيخ السادس والثلاثون
أخبرنا الشيخ نجيب الدين فراس بن علي بن زيد العسقلاني، بقراءتي عليه بمصر، أخبرك أبو طاهر، بركات بن إبراهيم بن بركات بن طاهر القرشي، الخشوعي، قراءةً عليه وأنت تسمع يوم الأحد الثامن والعشرين من رجب سنة ست وتسعين وخمسماية بدمشق، أخبرنا أبو محمد، هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي،
من لفظه، في شوال سنة سبعٍ وخمسين وأربعماية، أخبرنا أبو الحسن، محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو عمر الزاهد، محمد بن عبد الواحد، حدثنا أحمد بن زياد البزاز، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا فليح، يعني ابن سليمان، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علماً يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة، يعني ريحها)) .
أخرجه أبو داود في ((سننه)) ، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سريج بن
النعمان، فوقع بدلاً، وإسناده على شرط ((الصحيحين)) ، وإن كان قليج قد تكلم فيه يحيى بن سعيد، وأبو حاتم، والنسائي، فهو كلام غير مبين السبب. وقد أخرج حديثه البخاري، ومسلم محتجين به. فهذا الحديث حديث حسن.
وأبو طوالة: بفتح الطاء المهملة، وضمها: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، البخاري، المدني.
وأخبرنا فراس بقراءتي عليه، أخبركم أبو طاهر، أخبرنا أبو محمد، هبة الله، أخبرنا الحافظ أبو بكر البغدادي، أخبرني علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة الحافظ النيسابوري، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن أحمد بن سعدويه العبدي، بالبصرة، قال:
قال سهل بن عبد الله: ((الدنيا جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجة إلا العمل به. والعمل كله هباء إلا الإخلاص، والإخلاص على خطرٍ عظيم حتى يختم به)) .
وأنشدني فراس بقراءتي عليه، أنشدنا بركات الخشوعي، أنشدنا أبو محمد، قال: أنشدني الحافظ أبو بكر الخطيب.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري لنفسه:
كم إلى كم أغدو إلى طلب العلم
…
مجداً في جمع ذاك حفيا
طالباً منه كل نوعٍ وفن
…
وغريبٍ ولست أعمل شيا
وإذا كان طالب العلم لا يعمل
…
بالعلم كان عبداً شقيا
إنما تنفع العلوم لمن كان
…
بها عاملاً وكان تقيا
وأخبرنا فراس، أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا هبة الله، أخبرنا أبو بكر الحافظ، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الحبال، حدثنا محمد بن الهيثم المقري قال: أبو سعيد الجصاص، حدثنا ابن عبد المؤمن بمصر، حدثنا عبدان بن عثمان قال:
سمعت ابن المبارك رضي الله عنه يقول:
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله
…
إذا كنت فارغاً مستريحا
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل
…
فاجعل مكانه تسبيحا
وأنشدنا فراس بقراءتي عليه، أنشدني بركات بن إبراهيم، أنشدني أبو محمد، أنشدنا أبو بكر الخطيب، أنشدني محمد بن سعيد بن مسعود بن ناصر السجزي، أنشدنا أبو أحمد منصور بن محمد بن عبد الله الأزدي بهراة لنفسه:
لا تحتقر ساعةً مساعدةً
…
تمد فيها يداً إلى طاعه
فالحي للموت والمنى خدعٌ
…
والأمر من ساعةٍ إلى ساعه
وأخبرنا فراس، أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا ابن الأكفاني، أخبرنا أبو بكر الحافظ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا.
أنشدني أبو عبد الله أحمد بن أيوب:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
…
فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيحٍ رأيت من غير سقمٍ
…
ذهبت نفسه الصحيحة فلته
الشيخ السابع والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، علامة زمانه، شمس الدين أبو الفرج، عبد الرحمن ابن الإمام الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي
بقراءتي عليه، أخبركم أبو حفص، عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، الدارقزي، قراءةً عليه، أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين، أخبرنا أبو طالب، محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر (محمد بن) عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
عن صهيب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً لم تروه. قالوا: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب عز وجل. فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر إليه)) . ثم تلا هذه الآية: {الذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} .
أخرجه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، فوقع موافقةً.
وأخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد. فوقع بدلاً.
وبالإسناد إلى أبي بكر الشافعي، حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، حدثنا يزيد، حدثنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة.
حدثني أبو جري، واسمه سليم بن جابر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنا قومٌ من أهل البادية فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به. فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله، وإن امرؤ سبك بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فإن أجره لك ووباله على من قاله)) .
رواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، فوقع موافقةً.
ولد شيخنا (شمس الدين) رحمه الله في محرم سنة سبعٍ وتسعين وخمسماية، وتوفي ليلة الثلاثاء سلخ ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وستماية، ودفن يوم الثلاثاء عند قبر والده بسفح جبل قاسيون، رضي الله عنه وأرضاه.
الشيخ الثامن والثلاثون
أخبرنا الإمام، العالم، الأوحد، العلامة، ذو الفنون من أنواع العلوم، عز الدين أبو محمد، عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي، الشافعي، قراءةً عليه وأنا أسمع، سنة سبعٍ وأربعين وستماية، بالمدرسة الصالحية من القاهرة المعزية من إقليم الديار المصرية، أخبركم أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي، قراءةً عليه، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن
إبراهيم الشافعي، حدثنا أبو عمران موسى بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((خير يوم يحتجم فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة وأحدٍ وعشرين، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: (عليك) بالحجامة يا محمد)) .
رواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، فوقع موافقة.
وبالإسناد إلى موسى بن سهل قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخرجنا حجاج بن أبي زينب.
قال: سمعت أبا عثمان النهدي، يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لما خلق (الله) السماوات والأرض خلق مئة رحمة كل رحمةٍ
طباقها، فقسم رحمةً منها بين جميع الخلائق فيها يتعاطفون، فإذا كان يوم القيامة رد هذه الرحمة على تلك التسعة وتسعين فأكملها مئة يرحم بها عباده يوم القيامة)) .
رواه البخاري، عن أبي اليمان، عن شعيب.
ورواه مسلم، عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فتعلو روايتنا على رواية يونس بثلاثة أنفس، فكأن شيخنا سمعه من الجلودي، وبينه وبين مسلم واحد.
توفي شيخنا الإمام عز الدين ابن عبد السلام يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة ستين وستماية بالقاهرة، (ودفن بسفح المقطم رحمه الله) .
الشيخ التاسع والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام، العالم، الحافظ، أبو البقاء، خالد بن يوسف بن سعد النابلسي، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم الشيخ أبو حفص، عمر بن محمد بن معمر المؤدب، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، حدثنا أحمد بن عبيد الله -هو ابن إدريس- حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى)) .
أخرجه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون، فوقع موافقة.
وأخبرنا أبو البقاء، قراءةً عليه، أخبرنا عمر البغدادي، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو طالب، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة.
عن أنس رضي الله عنه قال: (دعي) النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز الشعير وإهالة سبخة، ولقد سمعته ثلاث مرات يقول:((والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمدٍ صاع حب ولا صاع تمر)) . وإن له صلى الله عليه وسلم ((يومئذ تسع نسوة، ولقد رهن يومئذٍ درعاً له عند يهودي أخذ منه طعاماً ما وجد ما يفتكه)) .
أخرجه الإمام أحمد، عن الحسن بن موسى، فوقع موافقة.
الشيخ الأربعون
أخبرنا الشيخ الجليل، الأصيل، أبو الغنائم، مسلم بن محمد بن مسلم القيسي
قراءةً عليه، أخبركم الإمام العلامة، رئيس القراء، والرؤساء، أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، البغدادي، قراءةً عليه، أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن زريق القزاز الشيباني، البغدادي، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، أخبرنا حمزة بن محمد الدهقان، حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم.
عن أبيه رضي الله عنه قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يفتتح الصلاة يرفع يديه حتى تحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين)) .
أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى.
وأبو داود، عن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل.
وأخرجه النسائي، عن قتيبة.
وابن ماجه، عن هشام بن عمار.
كلهم عن سفيان بن عيينة. فوقع بدلاً لأربعتهم.
وأخرجه أيضاً أبو داود، عن محمد بن مصفى، عن بقية، عن الزبيدي.
وأخرجه أيضاً النسائي، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن يونس، كلاهما عن الزهري، فعلا برجلين، والله أعلم.
وأخبرنا أبو الغنائم، أخبرنا أبو اليمن، أخبرنا أبو منصور، أخبرنا الحافظ أبو بكر، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه المخزومي، حدثنا أبي محمد بن سليمان، حدثنا أبو الفضل الربيع بن ثعلب، عن محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران.
عن علي رضي الله عنه قال: ((النساء أربع: القرثع، والوعوع، وغل لا ينزع، وجامعة تجمع. فأما القرثع فالسمحة، وأما الوعوع فالسخابة، وأما الغل الذي لا ينزع، فالمرأة السوء للرجل منها أولاد لا يدري كيف يتخلص. وأما الجامعة التي تجمع، فهي التي تجمع الشمل وتلم الشعث)) .
وأخبرنا أبو الغنائم، أخبرنا أبو اليمن، أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، حدثنا عبد العزيز بن الحسن القرميسيني، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم، حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي قال:((سمعت الجياني يقول: النقباء ثلاثمئة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد. فمسكن النقباء: الغرب، ومسكن النجباء: مصر، ومسكن الأبدال: الشام. والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة. فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، فإن أجبيوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته)) .
وبالإسناد إلى الخطيب قال: أنشدنا الطاهري والشروطي -يعني علي بن عبد العزيز-
ومحمد بن جعفر بن علان، قالا: أنشدنا مخلد بن جعفر، قال:
أنشدنا محمد بن جرير -يعني أبا جعفر الطبري-
خلقان لا أرضى طريقهما
…
بطر الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت للا تكن بطراً
…
وإذا افتقرت فتِهْ على الدهر
وبالإسناد إلى الخطيب، قال: أنشدنا محمد بن المظفر -يعني ابن السراج- أنشدنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجد الفقيه.
أنشدنا هلال بن العلاء الباهلي، لنفسه:
سبيلى لسانٌ كان يعرب لفظه
…
فيا ليته من وقفة العرض يسلم
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقىً
…
وما ضر ذا تقوى لسانٌ معجم
وبالإسناد إلى الخطيب
وأنشدنا أبو الحسن البصروي لنفسه -وهو محمد بن محمد بن أحمد- من أهل بصرى، قرية دون عكبرا، قاله الخطيب:
نرى الدنيا وزهرتها فنصبوا
…
وما يخلو من الشهوات قلب
ولكن في خلائقها نفارٌ
…
ومطلبها بعين الحظ صعب
كثيراً ما نلوم الدهر فيما
…
يمر بنا، وما للدهر ذنب
ويعتب بعضنا بعضاً، ولولا
…
تعذر حاجةٍ ما كان عتب
فضول العيش أكثرها همومٌ
…
وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه
…
وعيشٌ لين الأعطاف رطب
فتحت ثياب قومٍ-أنت فيهم
…
صحيح الرأي- داءٌ لا يطب
إذا ما بلغةٌ جاءتك عفواً
…
فخذها، فالغنى مرعىً وشرب
إذا اتفق القليلٌ (و) فيه سلمٌ
…
فلا ترد الكثير وفيه حرب
آخر الجزء الثامن، أنهاه مخرجه كتابةً محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضيل البعلبكي، حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله ومسلماً.