المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الجزء التاسع من مشيخة الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، العلامة، القدوة، شرف - مشيخة شرف الدين اليونيني

[اليونيني، شرف الدين]

الفصل: ‌ ‌الجزء التاسع من مشيخة الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، العلامة، القدوة، شرف

‌الجزء التاسع

من مشيخة الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، العلامة، القدوة، شرف الدين أبي الحسين علي بن الشيخ الفقيه الإمام، العلامة، الرباني، تقي الدين أبي عبد الله محمد بن أبي الحسين بن عيسى بن أحمد اليونيني، أمتع الله تعالى بطول بقائه.

تخريج الفقير إلى لطف ربه محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلبكي، عفا الله عنه.

فيه من الشيوخ

القاضي محيي الدين ابن الزكي ومجد الدين محمد ابن عساكر

ونجيب الدين الشيباني وكمال الدين ابن شيث

وشرف الدين ابن صصرى وعبد الواحد بن الحموي

وبهاء الدين ابن صصرى وتقي الدين بن أبي اليسر

وفخر الدين بن البخاري وتقي الدين ابن الواسطي

وعثمان بن عبد الوهاب الثعلبي نقلاً وسماعاً وما قبله

جمعه وما قبله وما بعده سمعه عبد القادر بن علي

عثمان المقاتلي يوسف المرحل

اليونيني عفا الله عنه

سمع من أول المشيخة إلى آخر الجزء الحادي عشر

أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المقرئ

فرغه سماعاً عبد الله سنجر الدواداري

ص: 79

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسره

الشيخ الحادي والأربعون

أخبرنا الشيخ الإمام، العلامة، قاضي القضاة، محيي الدين، أبو المفضل، يحيى بن قاضي القضاة أبي المعالي محمد بن علي بن محمد القرشي، بقراءتي عليه، أخبركم أبو حفص عمر بن محمد البغدادي، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن مخافة أن يناله العدو)) .

رواه الإمام أحمد، عن إسماعيل بن علية، فوقع موافقة.

ورواه مسلم، عن زهير، عن إسماعيل، فوقع بدلاً.

وبالإسناد إلى أبي بكر الشافعي، قال: حدثنا محمد، هو ابن مسلمة الواسطي،

ص: 81

حدثنا يزيد، أخبرنا الحجاج، عن فضيل، عن إبراهيم، عن علقمة.

عن عبد الله رضي الله عنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من كبرٍ)) .

أخرجه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون.

ورواه مسلم، عن بندار، وإبراهيم بن دينار، جميعاً (عن يحيى بن حماد) ، عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقيمي، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، فكأن شيخنا سمعه من الجلودي، وبينه وبين مسلم واحد.

ص: 82

الشيخ الثاني والأربعون

أخبرنا الشيخ الجليل، العدل، الأمين، مجد الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر بن عساكر الدمشقي، بقراءتي عليه مرتين وثالثةً قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب، أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا عارم بن الفضل أبو النعمان السدوسي، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا أبو عثمان.

أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعةٍ فليذهب بخامسٍ وسادس)) . أو كما قال. وأن أبا بكر جاء بثلاثة (نفر) ، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وكنت أنا وأبي وأمي، ولا أدري

ص: 83

لعله قال: وامرأتي، وخادم بين بيتنا وبين أبي بكر، وأن أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله. قالت امرأته:((ما حبسك، قد حبست أضيافك، أو قالت ضيفك؟ قال: أو ما عشيتوهم؟ قالت: أبوا إلا انتظارك حتى تجيء. قال: فعرضوا عليهم فغلبوهم. قال: فذهبت فاختبأت، فقال لي أبو بكر: يا غنثر، فجئت، فجدع وسب، وقال: كلوا هنيئاً لا أطعمه أبداً، قال: فأكلنا، قال: فوالله ما نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: فشبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكبر، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت: لا، وقرة عيني، لهي الآن أكثر منها ثلاث مرات. فأكل منها أبو بكر ثم قال: إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه، فأكل منها لقمة، ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده، قال: كان بينه وبين قوم عقد فمضى الأجل، فعرضنا فإذا هم اثنا عشر رجلاً، مع كل رجل منهم أناسٌ الله أعلم بهم كثرةً، إلا أنها بقيت معهم بقية من ذلك الطعام، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال)) .

رواه الإمامان أحمد، والبخاري جميعاً، عن عارم أبي النعمان، بنحوه فوقع موافقة.

وبالإسناد إلى أبي بكر محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو محمد الحارث (بن) أبي أسامة التميمي، (ثنا) أبو عبد الرحمن الأسود بن عامر، ولقبه شاذان، حدثنا أبو هلال، يعني الراسبي، عن عبد الله بن بريدة، قال:

ص: 84

قالت أم المؤمنين، قال أبو هلال: أحسبه قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر بما أدعو؟ قال:((قولي: اللهم إني أسألك العفو والعافية)) .

رواه الترمذي، وابن ماجه، والنسائي.

وفي بعض روايات النسائي، عن يونس، عن ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق، عن أبي مسعود الجريري، عن ابن بريدة، عن عائشة، فكأن شيخاً سمعه من صاحب النسائي.

الشيخ الثالث والأربعون

أخبرنا الشيخ أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيباني، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم الشيخ المعمر عمر بن محمد البغدادي، أخبرنا أبو القاسم بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، حدثنا الحارث، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم.

ص: 85

عن زر قال: استأذن ابن جرموز. يعني على علي - فقال من بالباب؟ فقالوا: ابن جرموز يستأذن. فقال: ائذنوا ليدخل قاتل الزبير في النار. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لكل نبيٍ حواري وحواريي الزبير)) .

وبالإسناد إلى أبي النضر، حدثنا أبو معاوية، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة.

عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة)) .

ص: 86

رواهما الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، عن أبي النضر بسندهما، فوقع كل واحدٍ منهما موافقة.

الشيخ الرابع والأربعون

أخبرنا الشيخ الأصيل، الرئيس، كمال الدين، أبو إسحاق، إبراهيم بن الإمام العارف عبد الرحيم بن شيث القرشي، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم قاضي القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري، أخبرنا أبو محمد سهل بن بشر بن أحمد الإسفرائيني، أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، وذلك بانتقاء خلف الواسطي الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام بحلب، حدثنا

ص: 87

محمد بن قدامة، حدثنا حريز، عن رقبة، عن جعفر بن إياس، عن حبيب -يعني ابن سالم.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ((أنا أعلم الناس بميقات هذه الصلاة، صلاة عشاء الآخرة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يصليها) لسقوط القمر لثالثة)) .

أخرجه النسائي، عن محمد بن قدامة، بنحوه. فوقع موافقة.

وأخرجه أبو داود، والترمذي.

ص: 88

وبالإسناد إلى القاضي أبي الحسن علي الحلبي، أخبرنا خيثمة بن سليمان، سمعت أبا إسماعيل يقول:

سمعت عبد العزيز الأويسي قال: قال رجل لمالكٍ: ((يا أبا عبد الله كم سنك؟ قال: أقبل على شأنك)) .

وبالإسناد إلى أبي الحسن الحلبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الصيرفي ببغداد، حدثنا الرمادي، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن عبد الصمد بن معقل.

ص: 89

عن وهب بن منبه، قال:((الدراهم والدنانير خواتيم الله في الأرض فمن ذهب بخاتم الله تعالى قضيت حاجته)) .

الشيخ الخامس والأربعون

أخبرنا الشيخ الجليل، الأصيل، شرف الدين، أبو محمد، عبد الرحمن بن أبي الغنائم سالم بن الحسن بن صصرى، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي، قراءةً عليه، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حميد.

عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقٍ ومعه أناس من أصحابه، فعرضت له امرأة فقلت: يا رسول الله لي إليك حاجة. فقال: يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك. ففعلت، فجلس إليها حتى قضت حاجتها)) .

أخرجه الإمام أحمد بمعناه، عن عبد الله بن بكر، فوقع موافقةً.

ص: 90

وبالإسناد إلى أبي بكر الشافعي قال: حدثنا الحارث، هو ابن أبي أسامة، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية، عن منصور، عن هلال بن يساف.

عن سلمة بن قيس الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((إنما هنّ أربعٌ، لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، فما أنا بأشح عليهن مني إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

رواه الإمام أحمد، عن أبي النضر، عن أبي معاوية، فوقع بدلاً.

الشيخ السادس والأربعون

أخبرنا الشيخ الفقيه، أبو محمد عبد الواحد بن أبي بكر بن سليمان على ابن الحموي، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم الشيخ الثقة أبو حفص بن محمد

ص: 91

المؤدب قراءةً عليه، أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا ابن شاكر الصائغ، حدثنا عفان بن مسلم، وعبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، قالوا: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله عز وجل على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أزور أخاً لي في هذه القرية. قال: هل له عليك من نعمة؟ قال: لا، إلا أني أحببته في الله عز وجل. قال: فإني رسول الله إليك، إن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته له)) .

ص: 92

أخرجه مسلم، في الأدب، عن عبد الأعلى بن حماد.

وأخرجه الإمام (أحمد) ، عن عفان، فوقع موافقة.

وبالإسناد إلى عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، وقتادة، وحميد، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.

رواه الإمام أحمد، عن عفان. فوقع موافقة.

الشيخ السابع والأربعون

أخبرنا الشيخ الأصيل، الرئيس، بهاء الدين، أبو المواهب، الحسن بن سالم بن الحسن بن صصرى، قراءةً عليه وأنا أسمع، أخبركم الشيخ أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي، قراءةً عليه، أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أخبرنا أبو طالب البزار، أخبرنا محمد بن عبد الله، حدثنا ابن ياسين -هو عبد الله بن محمد بن ياسين- حدثنا بندار، حدثنا غندر، حدثنا

ص: 93

شعبة، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت القاسم يحدث.

عن عائشة رضي الله عنها أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق، وأنهم اشترطوا ولاءها، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اشتريها فاعتقيها، فإن الولاء لمن أعتق)) . وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فقالوا: هذا لحم تصدق به على بريرة. فقال: ((هو لها صدقة، ولنا هدية)) . ثم قال: وخيرت.

قال عبد الرحمن بن القاسم: كان زوجها حراً.

قال شعبة: سألت عبد الرحمن عن زوجها، فقال: لا أدري.

رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، عن بندار، بنحوه، فوقع موافقة لثلاثتهم. ولله الحمد والمنة.

وبالإسناد إلى محمد بن عبد الله قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر

ص: 94

الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو سفيان، عن عثمان بن أبي سودة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً)) .

رواه الإمام (أحمد) عن عفان، فوقع موافقة.

الشيخ الثامن والأربعون

أخبرنا الشيخ المسند، الرحلة، تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي رضي الله عنه، بقراءتي عليه، أخبركم أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي، الخشوعي، قراءةً عليه سنة أربعٍ وتسعين وخمس مئة، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي التميمي الحافظ، أخبرنا

ص: 95

أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي، أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن الحسن البغدادي، وحدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا أبو عوانة، عن عمرو بن دينار، عن ابن طاووس.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ ولا أكف شعراً ولا ثوباً)) .

وأخبرنا به عالياً أبو المنجا عبد الله بن عمر بن علي الحريمي، أخبرنا

ص: 96

أبو الوقت السجزي، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي، أخبرنا عيسى بن عمر السمرقندي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت طاووساً يحدث.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة، وأمر أن لا يلعب شعراً ولا ثوباً)) .

أخرجه مسلم، عن بندار، عن غندر، عن شعبة، فكأني سمعته من الفراوي.

أخبرني شيخناً أبو محمد إسماعيل بن أبي اليسر المذكور رحمه الله، فيما أذن لي في روايته عنه، مما أنشده لنفسه:

خرس اللسان وكل عن أوصافكم

ماذا أقول وأنتم ما أنتم

الأمر أعظم من مقالة حائرٍ

قد (تاه) فيكم أن يعبر عنكم

العجز والتقصير وصفي دائماً

والجود والإحسان نعرف منكم

ومما قاله في آخر عمره، رحمه الله:

يا رب قد قرب المسرى وأكثر ما

يرجوه مثلي بلا زادٍ على سفر

إن الكريم إذا وافاه مرتزقٌ

فكثرة الزاد ذنبٌ غير مغتفر

ص: 97

الشيخ التاسع والأربعون

أخبرنا الشيخ الإمام، العالم، المسند، ذو الأسانيد العلية، والأخلاق الرضية، أبو الحسن علي بن الإمام العلامة أبي العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، المعروف بابن البخاري، قراءةً عليه، أخبركم أبو عبد الله حنبل بن عبد الله بن فرج بن سعادة الرصافي، قراءةً عليه، أخبركم أبو قاسم هبة (الله) بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، قراءةً عليه، أخبرنا أبو (علي) الحسن بن علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أحمد بن عيسى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني

ص: 98

مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سليمان بن يسار.

عن ابن عباس قال:

قال علي بن أبي طالب: ((أرسلنا المقداد بن الأسود رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسأله عن الذي يخرج من الإنسان كيف يفعل؟)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((توضأ وانضح فرجك)) .

رواه مسلم، والنسائي، عن أحمد بن عيسى، فوقع موافقة لهما.

وبالإسناد إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر،

ص: 99

عن أبيه رضي الله عنه قال: ((غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي ومنا المكبر)) .

أخرجه مسلم، وأبو داود، عن الإمام أحمد، فوقع موافقةً.

وبالإسناد إلى الإمام أحمد، حدثنا معتمر، عن كهمس، عن ابن بريدة.

عن أبيه قال: ((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة)) .

(أخرجه مسلم، عن الإمام أحمد، فوقع موافقة) .

أخرجه البخاري، عن أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل، فوقع بدلاً.

كان شيخنا أبو الحسن علي بن البخاري يخبر أن مولده آخر سنة خمسٍ وتسعين، أو أول سنة ست وتسعين وخمسماية، وتوفي رحمه الله يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة تسعين وستماية، ودفن من يومه بجبل قاسيون بالمقبرة الكبرى مقبرة المشايخ، رضي الله عنهم.

الشيخ الخمسون

أخبرنا الشيخ الزاهد، الإمام، العابد، أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي، قراءةً عليه، وأخبرني إجازةً، قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، الهروي، البزاز في ربيع الأول

ص: 100

سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسماية، أخبرنا الإمام أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن منصور بن مت الأنصاري، الخزرجي، من ولد أبي أيوب الأنصاري، قراءةً عليه، وأنا أسمع، أخبرنا علي بن أبي طالب، أخبرنا الرفاء، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن الزبير، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، أخبرني عمرو بن أوس.

أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المقسطين على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن، وكلتي يديه يمين)) .

أخرجه مسلم، في المغازي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير، وابن نمير، عن ابن عيينة.

وأخرجه النسائي، عن قتيبة، عن سفيان، فوقع بدلاً لهما.

وعن محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك، عن سفيان، فوقع عالياً.

ص: 101

وبالإسناد إلى أبي إسماعيل الأنصاري قال: حدثنا محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا الأصم، حدثنا حمدان الوراق، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان، عن قتادة.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يلقى في النار فتقول: هل من مزيد؟ حتى يدلي رب العالمين فيها قدمه فتقول: قط قط)) .

أخرجه مسلم بنحوه في صفة النار، عن زهير بن حرب، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبان، فكأني سمعته من الفراوي، ولله الحمد.

الشيخ الحادي والخمسون

أخبرنا الشيخ الأمين، العدل، شرف الدين، أبو عمرو، عثمان بن عبد الوهاب بن يوسف التغلبي الخليل

ص: 102

قراءةً عليه ونحن نسمع، أخبركم الإمام، العالم، حجة العرب، أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد الكندي، قراءةً عليه، أخبرنا أبو القاسم هبة (الله) بن أحمد بن عمر القزاز، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، المعروف بالعشاري، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل، المعروف بابن سمعون، حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي، بدمشق، حدثنا هشام بن عمار بن نصير السلمي، حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي،

ص: 103

حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، حدثنا حسان بن عطية.

عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة رضي الله عنه، فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. فقال سعيد: أو فيها سوق؟! قال: (أبو هريرة) نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن أهل الجنة إذا دخلوها فنزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيرون الله ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضةٍ من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من ذهب ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم -وما فيهم دني- على كثبان المسك والكافور، لا يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً)) .

قال أبو هريرة: وهل نرى ربنا يا رسول الله؟ قال: ((نعم، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر)) . قلنا: لا. قال: ((كذلك لا تمارون في رؤية ربكم عز وجل، ولا يبقى في ذلك أحد إلا خاصره مخاصرة، حتى إنه ليقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان، أتذكر يوم عملت كذا وكذا، فيذكره بعض غدراته في الدنيا، فيقول: أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، بسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه. قال: فبينا هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط. قال: ثم يقول ربنا عز وجل: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم. قال: فتأتي سوقاً قد حفت بهم الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم يخطر على القلوب. قال: فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه ولا يشترى في ذلك السوق، يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً، قال: فيقبل الرجل ذو المنزلة الرفيعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني

ص: 104

فيروعه ما يرى من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزن فيها، قال: ثم ننصرف فإلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقولون: مرحباً وأهلاً بحبنا، لقد جئت وإنك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا. قال: فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الحياز وبحقنا أن نتقلب بمثل ما انقلبنا)) .

أخرجه الترمذي، عن محمد بن إسماعيل، عن هشام بن عمار، فوقع بدلاً عالياً.

(وأخرجه ابن ماجه، عن هشام بن عمار، فوقع موافقة) ولله الحمد والمنة.

وأخبرنا أبو عمرو عثمان، قراءةً عليه، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو طالب العشاري، أخبرنا أبو الحسين بن سمعون، حدثنا عثمان بن أحمد بن يزيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي حدثنا محمد بن حاتم الطوسي، حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي. حدثنا

ص: 105

إسحاق بن إبراهيم الثعلبي، حدثنا مقاتل، عن الضحاك.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((خرج عيسى بن مريم عليه السلام يستسقي بالناس فأوحى الله عز وجل إليه: لا يستسقي معك خطاء، فأخبرهم بذلك، فقال: من (كان من) أهل الخطيئة فليعتزل. قال: فاعتزل الناس كلهم إلا رجل مصاب بعينه اليمنى، فقال له عيسى عليه السلام، ما لك لا تعتزل؟ قال: يا روح الله ما عصيت الله طرفة عين، ولقد التفت فنظرت بعيني مرة إلى قدم امرأةٍ من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها، ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها. قال: فبكى عيسى عليه السلام حتى ابتلت لحيته بالدموع. (ثم) قال: ادع فإنك أحق بالدعاء مني فإني معصومٌ بالوحي، وأنت لم تعصم ولم تعص. فتقدم الرجل فرفع يديه وقال: اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن تخلقنا، فلم يمنع ذلك أن تخلقنا، وكما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدراراً، فوالذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها وسقى الله الحاضر والبادي)) .

وبالإسناد إلى أبي الحسين بن سمعون، حدثنا أبو محمد بن نصير، حدثنا أحمد بن محمد الطوسي، حدثنا الصلت بن مسعود، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا يونس.

ص: 106

عن الحسن: أن موسى عليه السلام قال: ((أي رب أخبرني بجماعٍ أعمل به. قال: انظر ما يحب أن يصاحبك به الناس فصاحبهم قليله)) .

آخر الجزء التاسع

أنهاه مخرجه كتابةً: محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي، حامداً الله تعالى ومصلياً على رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه، ومسلماً.

(هذه الترجمة سماعنا على القواس عن الكندي) .

العاشر من المشيخة.

ص: 107