الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آيات الله في الارض
نأتي بعد هذا الى نقاط سأمر عليها بسرعة..لان آيات الله كثيرة جدا في الارض..وكلها تنطق باعجاز القرآن..يقول الله سبحانه وتعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) .
هذه الاية عن الكفار يوم القيامة..والهدف منها هو أن يقول الله ان العذاب سيستمر في الاخرة..وكانوا يقولون أن مراكز الاحساس موجودة في المخ..وأن الجلد ليس فيه مراكز احساس..كان هذا هو الحديث حتى فترة وجيزة..أما أيام نزول القرآن فلم يكن أحد يعرف شيئا عن ذلك على الاطلاق..فيأتي الله سبحانه وتعالى ويقول (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) ..فكان العذاب له صلة بالجلد..والاحساس بالعذاب يأتي من الجلد..ثم يكتشف العلم أخيرا أن مراكز الاحساس بالالم موجودة فعلا في الجلد..وهي التي تحس بالعذاب.
ونأتي الى القرآن فنجده ربما كان أول كتاب في العالم كله..أخبر: أنه يوجد شئ أصفر من الذرة..فيقول سبحانه وتعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ..لان الذرة هي أدق ميزان في العالم..ثم يأتي في آية أخرى ويقول عن الذرة (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين) .
إذا فهناك شئ أصغر من الذرة..وهذا الشئ مقيد في كتاب عند الله ومكتوب..ويقول الله (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) ..أي مشارق وأي مغارب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كل ما يعرفه الناس عن الشمس انها تشرق من مكان..وتغرب من مكان آخر..فيقولون
مثلا الشمس تشرق من ناحية هذا الجبل..وتغرب من ناحية هذه الشجرة..ولكن الان كل بلد له مشرق ومغرب..فالشمس عندي تشرق من ناحية الجبل..وبعد دقائق تشرق في بلد أخرى..وبعد دقائق في بلدة ثالثة..وبعد دقائق في بلدة رابعة..وهي تغرب من هناك وبعد
دقائق تغرب من بلدي..وبعد دقائق تغرب من بلدة مجاورة..أي أن لها مشارق ومغارب..والصلاة مثلا..الصلاة مستمرة في الارض ليلا ونهارا..توقيت الظهر مثلا عندي..وبعد دقائق في بلدة أخرى..وبعد دقائق في بلدة ثالثة..ونصف الارض نائم..والنصف الثاني يسبح الله..بعض الناس يصلون الفجر..وفي نفس اللحظة غيرهم يصلون الظهر..وفي نفس اللحظة غيرهم يصلون العصر..وفي نفس اللحظة غيرهم يصلون العشاء..الصلاة هنا في القاهرة مثلا وبعد دقيقتين في بنها..وبعد دقيقتين اخريين هي في دمنهور..وبعد دقيقتين هي في الاسكندرية..وبعد دقيقتين أو ثلاث هي في بلد آخر..وهكذا..بحيث لا ينقطع عن العالم أجمع ثانية واحدة ليست فيها ذكر الله..يأتي الله سبحانه وتعالى ليرينا كيف يعالج قضية أخرى..يعالجها بما يناسب عقول الذين عاصروا نزول القرآن إلى الارض..وتفكير كل الاجيال القادمة..يأتي فيقول (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) ..أي أنه وهو يتحدث عن نعمه قد حدد للانسان ما خلقه له ليساعده على التنقل في الارض..ولكن هل هذا هو نهاية المطاف..لو أنني أفكر بتفكير ذلك العصر..العصر الذي نزل فيه القرآن..لقلت أنها نهاية المطاف..ولكن الله يعلم ان الانسان سيركب السيارة والصاروخ والطائرة..وان كل جيل سيختلف عن الجيل الاخر بوسائل التنقل..فكيف يسجل ذلك دون أن يقول ما هو فوق عقول الناس
في ذلك الوقت..مما قد يذهب الايمان من نفوسهم..يقول الله سبحانه وتعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) ..أترى بلاغة القرآن..قد سجل علم الله وفي نفس الوقت احتفظ به غيبا على الذين عاصروا نزول القرآن.. (ويخلق ما لا تعلمون) ..هنا معناها ان ما ذكرته ليس نهاية المطاف.
ولذلك فانا أقول لكم من الان أن هذه هي وسائل تنقلكم..ولكني سأخلق في الاجيال القادمة ما لا تعلمون أنتم..سأخلق للاجيال التي بعدها ما لا تعلمه الاجيال القادمة..وهكذا الى نهاية الدنيا..ومن هنا فقد سجل القرآن التطور الذي سيحدث..وفي نفس الوقت احتفظ بعبارته في مستوى العصر الذي نزل فيه..وتأتي الدنيا كلها..فتتهم النساء بأن لهن دخلا في أن يلدن اناثا ويلدن ذكورا..ويخبر الله سبحانه وتعالى انه خلق الاناث والذكور من نطفة الرجل..وليس للمرأة دخل في ذلك..ثم يأتي العلم أخيرا..ويكتشف هذه الحقيقة الكونية..ويعلن أن عنصري البشرية الذكر والانثى موجودان معا في الرجل..وأن تحديد النوع يأتي من الرجل وليس للمرأة دخل فيه..والله سبحانه وتعالى يقول (وكأين من آية في السماوات والارض يمرون عليها
وهم عنها معرضون) ..أي أن هناك أشياء عجيبة خلقها الله في السماوات والارض تتطلب من الانسان أن يمعن النظر فيها..ولكنه لا يمعن فيها النظر..رغم أن الله سبحانه وتعالى طلب منا أن نمعن النظر في آياته..وأن نستخدم نشاطات الذهن في اكتشاف نشاطات الكون..