الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة مؤلف "نبذة لطيفة ونصيحة شريفة
"
هو العلامة الفقيه، المشارك، الشَّيخ حسن بن أحمد آغا بن عبد القادر الشهير بجبينة، سِبْط الدسوقي الشَّافعي.
ترجم له تلميذه وحفيد شيخه العلامة جمال الدِّين القاسمي فقال:
"الشَّيخُ حسن بن أحمد آغا بن عبد القادر آغا الشهير بجُبَينة الحلبي الأصل سِبْط العلامة الشَّيخ السيد محمَّد الدسوقي المتقدم ذكره وخال والدي الشَّافعيّ.
الفاضلُ الشهير، والفقيه النِّحرير، كان إمامًا بارعًا، مُشاركًا في عدة فنون، له استحضارٌ حسنٌ للفروع الفقهية وتضَلّعٌ من مسائله وأبحاثه.
وُلد بدمشق سنة 1241 هـ وسرى سيرة آل والدته السَّادة الدُّسوقيين في أخذ العلوم عن الأجلاء الأعلام، فقرأ على الشَّيخ
هاشم التَّاجي بعض كتب في النحو والفرائض، وعلى الشَّيخ محمَّد بن عبد الله الخاني حصَّةً من الفقه الشَّافعي، وكذا عند الشَّيخ أحمد البغال، وحضر في النحو أيضًا عند الشَّيخ عبد الرحمن بايزيد، ولازم الملازمة التَّامة ليلًا ونهارًا دروس سيِّدي وجَدِّي العلامة الشَّيخ قاسم الشهير بالحلَّاق، فقرأ عليه معظم كتب الفقه والحديث وغيره، وأعاد له دروسه بين العشائين في جامع السِّنانية قبل سيدي الوالد. ثُمَّ بعد وفاة سيدي الجد المنوه به لازم شيخنا فريد عصره الشَّيخ سليم العطَّار، فَسَمِعَ منه مجالس من "الإِحياء" و"البيضاوي"، و"القسطلاني" و"نوادر الأصول"، وغير ذلك.
واستجاز من مشاهير فضلاء عصره دمشقيين وغيرهم وجمع ذلك في "ثبته"، فممن أجازه بجميع مروياته سيدي الجد المتقدم ذكره -والعلَّامة الشَّيخ إبراهيم الباجوري، والشَّيخ إبراهيم السقا، والشَّيخ أحمد زيني دحلان مُفتِي مكة المكرمة، والعارف بالله تعالى الأمير عبد القادر الحسني الجزائري، والمولى محمود أفندي الحمزاوي مفتي دمشق، وشيخنا المُحَدِّث الشَّيخ سليم العطَّار، وغيرهم ممن يطول المقام بذكرهم.
ولما وظِّف سيدي الجد إمامًا بجامع السِّنانية صار المترجم إمامًا بجامع حسان، مكان سيدي الجد.
وأقرأ به وفي جامع السِّنانية دروسًا خاصّةً وعامَّةً وانتفع به كثير من المتفقهة الشَّافعية، وكنت حضرت عليه حصةً من "شرح الحضرمية"، وسمعت منه "الشمائل"، و"الأربعين النووية" وغيرها، وأجاز لي إجازة عامَّة، وقد انتفعت بصحبته كثيرًا جزاه الله خيرًا.
وكان رحمه الله عالمًا لطيفًا، وفاضلًا ظريفًا متواضع النفس، سخي الكف، له لطف طبع ومنادمة مقبوله، واطلاع على أخبار المُتقدمين وله رسالة في الأخلاق التي ينبغي للإِنسان أن يكون عليها، أخذها من الآيات والأحاديث الشريفة، وله شعر متوسط مقبول، منه قوله في شروط السيران (1):
يا أيُّها الجمع على السِّيران
…
فاجمعوا دراهم الإِخْوان
وبعدُ سيروا بالسّرور والهَنَاء
…
وأَرسلوا أكلًا لنا يُشبعُنَا
وهيئوا هذا الذي ذكَرْتُه
…
ونوع حَلوى ليس يخفي نعتُه
واصطحبوا صَوْتًا جميلًا حسَنًا
…
ومن يكون مُطْرِبًا يُضْحِكُنا
وأبعدوا عمن إِلينا يَرْقُبُ
…
وإِن تشاؤوا في الرِّياض فالعبوا
وانتخبوا لنا مكانًا مُعتبر
…
وأَجْلسُونا حول زَهر ونَهر
لنجتلي ثلاثة تجلو الحَزَن
…
الماء والخُضْرَة والشَّكْل الحَسَنُ
ولم يزل على سيرة حميدةٍ، وطريقه سديدةٍ، إلى أن أصابه
(1) السيران عند أهل دمشق: هو النُّزهة مع الأصحاب أو الأهل.
مرض الاستسقاء، بقي معه نحو سنتين، وفيه توفي يوم الثُّلاثاء، قُبيل العصر في 12 محرم سنة (1306 هـ).
وحضر مشهده جملة من علماء العصر، منهم: العلامة الشَّيخ سليم العطَّار، وحضر الصلاة عليه أيضًا بجامع السِّنانية، وأم الوالد الماجد بالصلاة عليه إمامًا، ودُفِنَ في مقبرة الباب الصغير في جوار مقام سيدنا بلال رضي الله عنه.
وجُبَينة -بضم الجيم أوله وفتح الموحدة بعده ثم ياء تحتية ساكنة- لعلها تصغير جُبنة لقب لعائلة فخيمة في حلب الشهباء، وكان جده عبد القادر آغا قدم منها إلى الشام، وكان تاجرًا كبيرًا واتصل ابنه أحمد آغا والد المترجم ببنت العلَّامة السيد الشَّيخ محمَّد الدسوقي الحسيني رحمهم الله تعالى". انتهى بتصرف يسير من كتاب "تعطير المشام" للعلامة جمال الدِّين القاسمي (3/ 6 - 8 مخطوط بخط مصنفه في مكتبة آل القاسمي بدمشق).
وله ترجمة أيضًا في:
1 -
حلية البشر، للبيطار (1/ 497).
2 -
وأعيان دمشق، للشطي (ص 334، 335).
3 -
ومعجم المؤلفين، لكحالة (3/ 201).
* * *
الورقة الأولى من رسالة "مفتاح طريق الأولياء"
الورقة الأخيرة من رسالة "نبذة لطيفة ونصيحة شريفة"
لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (1)
مفتاح طريق الأولياء
تأليف
الإمام الزاهد أحمد بن إبراهيم الواسطي الدمشقي الحنبلي المعروف بابن شيخ الحزاميين (657 - 711 هـ)
اعتنى به
محمد بن ناصر العجمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وَليّ الحمد ومستحقِّيه، وصلاته على خير خلقِه، محمَّد النبي وآله وصحبه.
وبعد:
فسلامُ الله وبركاته على قلوب استنارت بأنوارِ العِرفان، فصارت كالكوكب الذي يتلألأ بتوفيق المنَّان، عَزَفت عن الدنيا وشهواتها، واشتاقت إِلى قُرْبِ الرحيم الرحمن، لَهَجَت بأذكاره، وحنّت إِليه وإِلى جواره، وتمسّكت بتقواه، واكتحلت بأنواره فصارت لها بعد الإِيقان إِيقان، ومع الإِيمان إِيمان، يتزايد أبدًا إلى سُكنى الجِنان، لو رأيتهم يا أخي لوجدت قومًا أرواحهم إِلى الله عز وجل بالشوق طائرة، وأبدانهم بالطَّاعات عامِرة، ونفوسهم على أقضية العزيز صابرة، يصومون إذا أَفطر النَّاس، ويقومون في الدَّياجي إلى تجارات المعاملات خشية الإِفلاس، ويحزنون إذا فَرِحَ النَّاس، ويبكون إذا ضحك أهل البطالة والوسواس، أبصرت قلوبهم من عظمة مولاهم ما يخفى على الأعين الظاهرة، وابتهجت بالنَّور الأعلى سرائرهم؛ فهم على قدم التهيء إلى أرض السَّاهرة.