المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ذكر الحياء وما جاء فيه قال أبو بكر: " بدأنا بذكر الحياء وما جاء في فضله لقول أم المؤمنين رضي الله عنها: رأس مكارم الأخلاق الحياء - مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب ذكر الحياء وما جاء فيه قال أبو بكر: " بدأنا بذكر الحياء وما جاء في فضله لقول أم المؤمنين رضي الله عنها: رأس مكارم الأخلاق الحياء

69 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:«تَعَلَّمُوا الشِّعْرَ فَإِنَّ فِيهِ مَحَاسِنَ تُبْتَغَى، وَمَسَاوِئَ تُتَّقَى»

ص: 34

70 -

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ لِرَجُلٍ: اقْضِنِي يَا مُفْلِسُ، فَقَالَ:«هَذَا دَاءُ الْكِرَامِ»

ص: 34

71 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ أَخُو رِيَاحٍ، نا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَعْضَ بُيُوتِهِ فَامْتَلَأَ، فَجَاءَ جَرِيرٌ فَقَعَدَ مِنْ خَارِجِ الْبَابِ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهَ، فَلَفَّهُ، فَرَمَى بِهِ إِلَيْهِ، وَقَالَ:«اجْلِسْ عَلَى هَذَا» . فَأَخَذَهُ جَرِيرٌ فَوَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا أَكْرَمْتَنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»

ص: 34

‌بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " بَدَأْنَا بِذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي فَضْلِهِ لِقَوْلِ أَمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها: رَأْسُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الْحَيَاءُ

"

ص: 34

72 -

حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»

ص: 35

73 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حَتَّى كَأَنَّكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ»

ص: 35

74 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو غَسَّانَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ»

ص: 35

75 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ»

ص: 35

76 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» . قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا، وَإِنَّ مِنْهُ عَجْزًا، قَالَ: فَقَالَ عِمْرَانُ: «أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنِ الصُّحُفِ»

ص: 35

77 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ الْقُرَشِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ»

ص: 36

78 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، نا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَفْسَدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" لَا يُفْسِدُ الْحَيَاءُ، وَلَكِنْ لَوْ قُلْتُمْ: أَصْلَحَهُ الْحَيَاءُ لَصَدَقْتُمْ "

ص: 36

79 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا وَكِيعٌ، نا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»

ص: 36

80 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ شَيْءٌ لَمْ يَقُلْ: لِمَ قُلْتَ كَذَا وكَذَا؟ وَلَكِنَّهُ يَعُمُّ فِيَقُولُ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ»

ص: 36

81 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ»

ص: 36

82 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُوَاجِهُ أَحَدًا بِمَا يَكْرَهُ»

ص: 37

83 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيًّا، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ "

ص: 37

84 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْهُذَيْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قِلَّةُ الْحَيَاءِ كُفْرٌ»

ص: 37

85 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الْحَيَاءَ خَيْرٌ كُلُّهُ» فَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي الْكُتُبِ أَنَّ مِنْهُ ضَعْفًا، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ:«أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَأْتِينِي بِكُتُبِكَ» . فَقَالَ الْقَوْمُ: إِنَّ الْعَلَاءَ رَجُلٌّ صَالِحٌ، وَإِنَّهُ، وَإِنَّهُ

ص: 37

86 -

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:«يَا عُرْوَةُ إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُحِبُّ الْعَيِيَّ الْحَيِيَّ الْعَفِيفَ الْمُتَعَفِّفَ، وَيُبْغِضُ الْبَذِيَّ الْفَاحِشَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ»

ص: 38

87 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ السَّوَّارِ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ، قَالَ إِيَاسُ: فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قُرَّةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«بلْ هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ» ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ، عِيَّ اللِّسَانِ لَا عِيَّ الْقَلْبِ، وَالْعِفَّةَ مِنْ الْإِيمَانِ، فَإِنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ، وَيَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الشُّحَّ وَالْعَجْزَ وَالْبَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ، وَإِنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا، وَيَنْقُصْنَ مِنْ الْآخِرَةِ، وَمَا يَنْقُصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا» قَالَ إِيَاسُ: «فأَمَرَنِي عُمَرُ فَأَمْلَيْتُهَا عَلَيْهِ، وَكَتَبَهَا بِخَطِّهِ ثُمَّ صَلَّى بْنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَإِنَّهَا لَفِي كَفِّهِ»

ص: 38

88 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» . فَقُلْتُ: إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا، وَإِنَّ مِنْهُ لَعَجْزًا، فَقَالَ:«أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَجِيءُ بِالْمَعَارِيضِ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ مَا عَرَفْتُكَ» ، فَقَالُوا: يَا أَبَا نُجَيْدٍ، إِنَّهُ طَيِّبُ الْهَوَى، وَإِنَّهُ وَإِنَّهُ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى سَكَنَ

ص: 38

89 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ الْحَيَاءُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَوْ كَانَ الْفُحْشُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ»

ص: 39

90 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ لِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ:«لَيْسَ ذَلِكَ الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»

ص: 39

91 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قال حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ:«أَوصِيكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ اللَّهِ عز وجل، كَمَا تَسْتَحْيِ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ قَوْمِكَ»

ص: 39

92 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ:«يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ، فَوَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَظَلُّ حِينَ أَذْهَبُ الْغَائِطَ فِي الْفَضَاءِ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِي اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّي عز وجل»

ص: 40

93 -

حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا دُرَيْدُ بْنُ مُجَاشِعٍ، نا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ:«مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ»

ص: 40

94 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُسَيْمِ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ:

[البحر الوافر]

دَعَتْنِي النَّفْسُ بَعْدَ خُروجِ عَمْرٍو

إِلَى اللَّذَّاتِ فَاطَّلَعَ التِّلَاعَا

فَقُلْتُ لَهَا عَجِلْتِ فَلَنْ تُطَاعِي

وَلَوْ طَالَتْ إِقَامَتُهُ رِبَاعَا

أُحَاذِرُ إِنْ أُطِيعُكِ سَبَّ نَفْسِي

وَمَخْزَاةً تُجَلِّلُنِي قِنَاعَا

فَقَالَ عُمَرُ، وَأُتِيَ بِالْمَرْأَةِ:«أَيُّ شَيْءٍ مَنَعَكِ؟» قَالَتِ: الْحَيَاءُ وَإِكْرَامُ عِرْضِي. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّ الْحَيَاءَ لَيَدُلُّ عَلَى هَنَاتٍ ذَاتِ أَلْوَانٍ، مَنِ اسْتَحْيَا اسْتَخْفَى، وَمَنِ اسْتَخْفَى اتَّقَى، وَمَنِ اتَّقَى وُقِّيَ "، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى صَاحِبِ زَوْجِهَا فَأَقْفَلَهُ إِلَيْهَا

ص: 40

95 -

سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ طَيِّئٍ يُنْشِدُ: «

[البحر الوافر]

فَلَا وَأَبِيكَ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ

وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ

يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ

وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ»

ص: 40

96 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدَرِيسَ، نا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:«لَوْ أَنَّ الْمُسْلِمَ، لَمْ يُصِبْ مِنْ أَخِيهِ، إِلَّا أَنَّ حَيَاءَهُ مِنْهُ يَمْنَعُهُ مِنْ الْمَعَاصِي»

ص: 41

97 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ:«الْإِيمَانُ عُرْيَانُ، وَلِبَاسُهُ التَّقْوَى، وَزِينَتُهُ الْحَيَاءُ، وَمَالُهُ الْعِفَّةُ»

ص: 41

98 -

حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَرَّادُ الْحِمْصِيُّ، - وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ -، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ لِأَهْلِ كُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَإِنَّ خُلُقَ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ»

ص: 41

99 -

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَيَاءَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» فَقَالَ لَهُ ابْنُ كَعْبٍ يَعْنِي بَشِيرًا: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَمِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً. فَقَالَ عِمْرَانُ:«أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ»

ص: 41

100 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَرَكَةَ الْبَلْخِيُّ، نا فَاضِلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَيَاءٌ فَلَا دِينَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَيَاءٌ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»

ص: 42

101 -

حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ، نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، نا يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ»

ص: 42

102 -

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، نا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَعْدَانَ التَّمِيمِيُّ، نا أَبُو سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلَا غِيبَةَ لَهُ»

ص: 42

103 -

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «الْإِيمَانُ عُرْيَانُ، وَزِينَتُهُ التَّقْوَى، وَلِبَاسُهُ الْحَيَاءُ»

ص: 42

104 -

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْجُو لِلْمُنَافِقِ مَا دَامَ يَسْتَحْيِي»

ص: 42

105 -

حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، قَالَ: " وَفَدَ الْحَزِينُ الْكِنَانِيُّ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بِمِصْرَ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَقَدْ هَيَّأَ لَهُ قَصِيدَةً مَدَحَهُ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى بَهَائِهِ وَجَمَالِهِ أَرْتِجَ عَلَيْهِ، فَمَكَثَ طَوِيلًا لَا يَنْطِقُ، فَأَكَبَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِقَضِيبِهِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَجَلَ الْحَزِينُ وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ:

[البحر البسيط]

بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهَا عَبِقٌ

بِكَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ

يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ

فَمَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ

فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: لوْ كُنْتَ قُلْتَ هَذَا لَقَدْ كُنْتَ فَرَغْتَ، فَأَمَرَ لَهُ بِوَصِيفَيْنِ "

ص: 43

106 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ جُرَيْحٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ لَمْ يَسْتَحْيِ فَهُوَ كَافِرٌ»

ص: 43

107 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: «

[البحر البسيط]

إِنِّي لَاسْتُرُ مَا ذُو الْعَقْلِ سَاتِرُهُ

مِنْ حَاجَةٍ وَأُمِيتُ السِّرَّ كِتْمَانَا

وَحَاجَةٍ دُونَ أُخْرَى قَدْ سَمَحْتُ بِهَا

جَعَلْتُهَا لِلَّتِي أَخْفَيْتُ عُنْوَانَا

إِنِّي كَأَنِّي أَرَى مَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ

وَلَا أَمَانَةَ وَسْطَ الْقَوْمِ عُرْيَانَا»

ص: 43

108 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، نا عَفَّانُ بْنُ جُبَيْرٍ الطَّائِيُّ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى كَعْبٍ قَالَ:«لَمْ يَكُنِ الْحَيَاءُ فِي رَجُلٍ قَطُّ فَتَطْعَمَهُ النَّارُ أَبَدًا»

ص: 43

109 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الضَّرِيرُ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «الْحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ خَصْلَتَانِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ، لَمْ يَكُونَا فِي عَبْدٍ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عز وجل بِهِمَا»

ص: 43

110 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْنَعُ شَيْئًا يُكْرَهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نَهَيْتَهُ؟ قَالَ: «اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ»

ص: 44

111 -

كَتَبَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ يُخْبِرُنَا: أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ بِسْطَامٍ الْكُوفِيَّ صَاحِبَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ غَالِبٍ الْأَسَدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ فُلَانِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجِمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»

ص: 44

112 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ قَطَنِ، أَوْ فِطْرِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اتُّقِيَ بِهِنَّ فِي الدُّنْيَا، وَعُذِّبَ بِهِنَّ فِي الْآخِرَةِ، الْفُحْشُ، وَالْبَذَاءُ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ»

ص: 44

113 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ:«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ هَلَاكًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا»

ص: 44

114 -

حَدَّثَنَا خَلَفٌ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ:«لِبَاسُ التَّقْوَى الْحَيَاءُ»

ص: 44

بَابٌ فِي

⦗ص: 45⦘

الصِّدْقِ وَمَا جَاءَ فِي فَضْلِهِ وَذَمِّ الْكَذِبِ

ص: 44

116 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ "

ص: 45

117 -

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، نا وَكِيعٌ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ "

ص: 45

118 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ "

ص: 46

119 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ لَمْ يَضُرَّكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: صِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ "

ص: 46

120 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه بَعْدَمَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَنَةٍ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ أَوَّلَ مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ عز وجل الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ شَيْئًا بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»

ص: 46

121 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانٍ، سَمِعَا قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه يَقُولُ:«أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ»

ص: 47

122 -

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيَّ يَقُولُ: «أَمَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَنْ أُعَلِّمَ بَنِيهِ الصِّدْقَ كَمَا أُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْ أُجَنِّبَهُمُ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ» يَعْنِي الْقَتْلَ

ص: 47

123 -

حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْمَاجِشُونِ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ، فَقَالَ عُمَرُ رحمه الله:«مَا كَذَبْتُ مُذْ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ يَشِينُ صَاحِبَهُ»

ص: 47

124 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، نا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: حَدَّثْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لِي: كَذَبْتَ، فَقُلْتُ:«مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ، وَأَنَّ لِي مِلْءَ بَهْوِكَ هَذَا ذَهَبًا» ، قَالَ:«فَانْكَسَرَ عَنِّي»

ص: 47

125 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ: «مَا أُحِبُّ أَنِّي كَذَبْتُ، وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»

ص: 48

126 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قال:، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودَ: «اتَّقِ أَنْ تَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى كِتَابِهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَى اللَّهِ عز وجل وَعَلَى كِتَابِهِ وَرُسُلِهِ يَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، شَهَادَتِي أَنَّكَ لَتَقُولُ الْحَقَّ، إِنَّا لَنَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَذِبَ بَابُ السَّوْآتِ، وَمِفْتَاحُ السَّيِّئَاتِ

ص: 48

127 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة: 2] قَالَ: " الزُّورُ: الْكَذِبُ "

ص: 48

128 -

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 10] قَالَ: «الْكَذَّابُونَ»

ص: 48

129 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ أَخِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ: " مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا أَنَّ الرَّجُلَ يَدْعُونِي إِلَى طَعَامِهِ فَأَقُولُ: مَا أَشْتَهِيهِ فَعَسَى أَنْ يُكْتَبَ "

ص: 48

130 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ الْعَطَّارُ، قَالَ:" أَقْفَلَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ بَكْرَ بْنَ مَاعِزٍ مِنْ خُرَاسَانَ، فَصَحِبَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا بَكْرُ، كَذَبْتَ قَطُّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ. قَالَ: يَا بَكْرُ، كَذَبْتَ قَطُّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ. حَتَّى انْتَهَى إِلَى حَمَّامِ عُمَرَ أَوْ حَمَّامِ أَعْيَنَ فَقَالَ: يَا بَكْرُ، كَذَبْتَ قَطُّ؟ فَقَالَ: " إِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ، وَإِنِّي لَمْ أَكْذِبْ كِذْبَةً قَطُّ إِلَّا وَاحِدَةً، فَإِنَّ قُتَيْبَةَ أَخَذَنَا بِالسِّلَاحِ، فَاسْتَعَرْتُ رُمْحًا، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِ، قَالَ: يَا بَكْرُ هَذَا السِّلَاحُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ الرُّمْحُ لَيْسَ لِي "

ص: 49

131 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، نا سَلَامَةُ بْنُ مُنَيْحٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: قَالَ الْأَحَنْفُ بْنُ قَيْسٍ: «مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً»

ص: 49

132 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ كِذْبَةً، فَغَفَرَهَا اللَّهُ عز وجل لِي، وَأُعْطَى عَلَيْهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَيَعْلَمُ بِهَا أَبِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ» يَعْنِي إِجْلَالًا لِأَبِيهِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ "

ص: 49

133 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَاضِي دِمَشْقَ: " إِنِّي لَفِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ النَّاقِصِ، إِذْ حَدَّثَهُ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، إِنَّكَ تَكْذِبُ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تَكْذِبَ جَلِيسَكَ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زِلْنَا نَعْرِفُ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِالتَّوَقِّي بَعْدَهَا "

ص: 50

134 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ قَالَ:" أَتَى خَاقَانَ رَجُلٌ مِنْ غَنِيٍّ فِي وَفْدٍ أَتَوْهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَبِوَجْهِ الرَّجُلِ ضَرْبَةٌ مُنْكَرَةٌ، فَقَالَ لَهُ خَاقَانُ: أَيُّ يَوْمٍ ضُرِبْتَ هَذِهِ؟ يَعْنِي الضَّرْبَةَ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهَا ضَرْبَةُ سَيْفٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: ضَرَبَنِي فَرَسٌ لِي، فَقَالَ خَاقَانُ: لَصِدْقُهُ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِمَّا ظَنَنْتُ، مَا أَحْسَنَ الْحَقَّ فَأَضْعَفَ لَهُ الْجَائِزَةَ "

ص: 50

135 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بَكِيرٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: إِنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ لَمْ يَكْذِبْ كَذِبًا قَطُّ، قَالَ: فَأَقْبَلَ ابْنَاهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَهُمَا عَاصِيَانِ قَدْ تَأَجَّلَا، فَجَاءَ الْعَرِيفُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ لَمْ يَكْذِبْ كِذْبَةً قَطُّ، وَقَدْ قَدِمَ ابْنَاهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَهُمَا عَاصِيَانِ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَلَيَّ بِهِ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخُ قَالَ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟ قَالَ: الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ عز وجل خَلَّفْتُهُمَا فِي الْبَيْتِ. قَالَ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا أَسُوؤُكَ فِيهِمَا، هُمَا لَكَ "

ص: 50

137 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ»

ص: 51

138 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، نا مَنْصُورُ بْنُ آذِينَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يُؤْثِرَ الصِّدْقَ، وَحَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحَةِ وَالْمِرَاءِ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا»

ص: 51

139 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:«مَا كَانَ مِنْ خُلُقٍ أَبْغَضَ عِنْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَمَا عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَيْءٍ مِنْهُ مِنْ أَحَدٍ فَيَخْرُجَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَحْدَثَ تَوْبَةً»

ص: 51

140 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ، نا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ، قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ:«لَا، لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ مَنْ حَدَّثَ فَكَذَبَ»

ص: 51

141 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَاهِلِيُّ الصَّوَّافُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ، قَالَ:" كَانَ رَجُلَانِ يَتَبَايَعَانِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فكَانَ أَحَدُهُمَا يُكْثِرُ الْحَلِفَ، فَمَرَّ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ، فَقَامَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ لِلَّذِي يُكْثِرُ الْحَلِفَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُكْثِرِ الْحَلِفَ، فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ فِي رِزْقِكَ إِنْ حَلَفْتَ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ رِزْقِكَ إِنْ لَمْ تَحْلِفْ. قَالَ: امْضِ لِمَا يَعْنِيكَ. قَالَ: إِنَّ ذَا مِمَّا يَعْنِينِي. فَلَمَّا أَخَذَ لِيَنْصَرِفَ عَنْهُمَا، قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ مِنْ آيَةِ الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وأَنْ لَا يَكُونَ فِي قَوْلِكَ فَضْلٌ عَلَى عَمَلِكَ، وَاحْذَرِ الْكَذِبَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَاحَدِ الرَّجُلَيْنِ: الْحَقْهُ فَاسْتَكْتِبْهُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ. فَقَامَ فَأَدْرَكَهُ، فَقَالَ: أَكْتِبْنِي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: مَا يُقَدِّرُ اللَّهُ عز وجل مِنْ أَمْرٍ يَكُنْ. قَالَ: فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ حَتَّى حَفِظَهُنَّ. ثُمَّ مَشَى مَعَهُ حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَدَهُ. قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ الْخَضِرُ أَوْ إِلْيَاسُ عليهما السلام "

ص: 52

142 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، سَمِعَ أَبَا مِجْلَزٍ يَقُولُ:" قَالَ رَجُلٌ لِقَوْمِهِ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ نَجَاةٌ "

ص: 52

143 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَحْرٍ، نا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٌّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:«زَيْنُ الْحَدِيثِ الصِّدْقُ، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل اللِّسَانُ الْكَذُوبُ، وَشَرُّ الْعَذِيلَةِ عَذِيلَةُ أَحَدِكُمْ نَفْسَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

ص: 52

144 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى كُلِّ خَلَّةٍ يُطْبَعُ - أَوْ يُطْوَى - الْمُؤْمِنُ إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ»

ص: 53

146 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ أَبُو هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ الْكِذْبَةَ فِيَتَبَاعَدُ مِنْهُ الْمَلَكُ مِيلًا أَوْ مِيلَيْنِ مِمَّا جَاءَ بهِ»

ص: 53

147 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ قَالَ:«نَعَمْ» ، قِيلَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قِيلَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ قَالَ: «لَا»

ص: 54

148 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَدَّ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كِذْبَةٍ»

ص: 54

149 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي شَدَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ - رَحِمَهَا اللَّهُ - الَّتِي هَيَّأَتْهَا وَأَدْخَلَتْهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي نِسْوَةٌ، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا عِنْدَهُ قِرًى إِلَّا قَدَحًا مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ. قَالَتْ: فَاسْتَحْيَتِ الْجَارِيَةُ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا تَرُدِّي يَدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، خُذِي مِنْهُ. قَالَتْ: فَأَخَذَتْهُ مِنْهُ عَلَى حَيَاءٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:«نَاوِلِي صَوَاحِبَكِ» فَقُلْنَا: لَا نَشْتَهِيهِ، فَقَالَ:«لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا» قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ قَالَتْ إِحْدَانَا لِشَيْءٍ تَشْتَهِيهِ: لَا أَشْتَهِيهِ أَيُعَدُّ ذَاكَ كَذِبًا؟ فَقَالَ: «إِنَّ الْكَذِبَ يُكْتَبُ كَذِبًا حَتَّى الْكُذَيْبَةَ كُذَيْبَةً»

ص: 54

150 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو النَّضْرِ، نا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ: هَاءَ أَعْطِكَ، فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، كُتِبَتْ كِذْبَةً "

ص: 54