الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
151 -
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" آيَةُ الْمُنافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ "
152 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ علِيٍّ الْبَاهِلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، نا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " آيَةُ الْمُنافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وِإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ "
153 -
حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:«إِنَّمَا يَكْذِبُ الْكَاذِبُ مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ»
بَابٌ فِي صِدْقِ الْبَأْسِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ
154 -
حَدَّثَنَا علِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارثةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:«كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبأْسُ، ولَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا برَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَى الْقَوْمِ مِنْهُ»
155 -
حَدَّثَنَا علِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رجُلٌ للبَرَاءِ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّا لَقِينا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، جَمْعَ هَوَازِنَ. قَالَ: فَرَشَقُونا رَشْقًا مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَمَالَ مَنْ هُناكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ورَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بهِ. قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قَالَ:«أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» قَالَ: ثُمَّ صَفَّهُمْ صَفًّا
156 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: " لمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَتْلَى فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَفِرَّ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى اللَّهَ عز وجل غَضِبَ عَلَيْنَا لِمَا صَنَعْنَا فَرَفَعَهُ إِلَيْهِ ". قَالَ: «فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي، وحَمَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ فأَفْرَجُوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ»
157 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، نا أَيوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ رضي الله عنه آخِذًا بِاللِّجَامِ، وَالْعَبَّاسُ آخِذٌ بِاللِّبْدِ، فِيُنَادِي الْعَبَّاسُ: أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ؟ أَيْنَ أَصْحَابُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟ بِصَوْتٍ عَالٍ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فأقْبَلَ النَّاسُ ورَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَدِّمَاهَا، «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» فأقْبَلَ الْمُسْلِمونَ، فَاصْطَكُّوا بِالسُّيوفِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ»
158 -
حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله، ومُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ قَالَ: لمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه للمِقْدَادِ: أَعْطِنِي فَرَسَكَ أَرْكَبْهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَنْتَ رَاجِلًا خَيْرٌ مِنْكَ فَارِسًا» . قَالَ: فرَكِبَهُ ثُمَّ وَتَرَ قَوْسَهُ، فَرَمَى، فَأَصَابَ أَذُنَ الْفَرَسِ، فشَبَّ الْفَرَسُ فصَرَعَهُ، فَضَحِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَكَ عَلَى فِيهِ، فغَضِبَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، وَسَلّ سَيْفَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فقَتَلَ ثَمَانِيَةً قبْلَ أَنْ يَرْجِعَ، ثُمَّ قَالَ للنبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَصَابَنِي شَرٌّ مِنْ هَذَا كُنْتُ أَهْلَهُ حِينَ تَقُولُ: «أَنْتَ رَاجِلًا خيْرٌ مِنْكَ فَارِسًا» ، فَعَصَيْتُكَ
159 -
حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قَالَ:" كَانَ يُقَالُ: أَشْجَعُ النَّاسِ الزُّبَيْرُ، وَأَبْسَلُهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنهما، قَالَ: وَالْبَاسِلُ فوْقَ الشُّجَاعِ "
160 -
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنانٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: رأيتُ عَلِيًّا رضي الله عنه بصِفِّينَ ومَعَهُ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ذُو الْفَقَارِ، يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ، فنَضْبِطُهُ فَيَنْفَلِتُ مِنَّا، فِيَحْمِلُ عَلَيْهِمْ فِيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَجِيءَ بِهِ قَدْ تَثَنَّى، فِيَقُولُ:«إِنَّ هَذَا يَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ»
161 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، وَأَبُو أَسَامَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه أَوَّلَ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي اللَّهِ عز وجل، نُفِخَتْ نَفْخَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ: أُخِذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأَعْلَى مَكَّةَ وَالزُّبَيْرُ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَسْبِقُ النَّاسَ بسَيْفِهِ، فلَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟» قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ، فصلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهُ ولسَيْفِهِ
162 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ قَعْنَبٍ، قَالَ: بَارَزَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه رَجُلًا عَلَى أَكَمَةٍ فتَدَهْدَيَا، فَعَلَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، فَاسْتقْبَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ:«فَدَاكَ عَمٌّ وخَالٌ»
163 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا حَجَّاجٌ مِنَ الْمِنْهَالِ، نا حمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، رَأَى الزُّبَيْرَ:«وَإِنَّ فِي صَدْرِهِ أَمْثَالُ الْعُيونِ مِنَ الطَّعْنِ وَالرَّمْي»
164 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ موسَى بْنَ طلْحَةَ يَقُولُ لِجَدِّنا: «جُرِحَ طَلْحَةُ رضي الله عنه مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وعِشْرِينَ جِرَاحَةً»
165 -
حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ عُبَيْدُ اللَّهِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ موسَى بْنِ طلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُخْتِي أَمَّ إِسْحَاقَ بِنْتَ طَلْحَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَقُولُ لِأُمِّي: «لَقَدْ جُرِحْتُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي جَمِيعِ جَسَدِي حَتَّى جُرِحْتُ فِي ذَكَرِي»
166 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ موسَى، نا أَبُو أَسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَاتَلَ الزُّبَيْرُ بمكةَ وَهُوَ غُلَامٌ رجُلًا، فَدَقَّ يَدَهُ وضَرَبَهُ ضَرْبًا شديدًا. قَالَ: فَمُرَّ بِالرَّجُلِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ يُحْمَلُ فَقَالَتْ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَتْ لَهُ: «
كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرَا
…
أَأَقِطًا حَسِبْتَهُ أَمْ تَمْرَا
أَمْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا»
167 -
حَدَّثَنَا علِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ رَجُلٍ أَتَى علِيًّا رضي الله عنه، فَقَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا اللُّصُوصُ فَمَا تَرَكُوا لَنَا شَيْئًا حَتَّى نَزَعُوا حَجْلَيِ امْرَأَتِي. فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «وَأَنْتَ تَنْظُرُ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «لَكِنَّ ابْنَ صَفِيَّةَ مَا كَانَ اللُّصُوصُ لِيَنْزَعُوا حَجْلَيِ امْرَأَتِهِ وَهُوَ يَنْظُرُ» ، يَعْنِي الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
168 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قَالَ: جَاءَ رجُلٌ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا شَرَبَةَ السَّوِيقِ أَنَا حُدَيَّاكُمْ صِرَاعًا، فَقَالَ طَلْحَةُ رضي الله عنه:«لَيَقُومَنَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَوْ لَأَقُومَنَّ إِلَيْهِ»
169 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نافِعٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه لَقِيَ الْعَدُوَّ فِي جَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، احْمِلْ، قَالَ:«دَعُوني، فَإِنِّي لَوْ رَأَيْتُ مَحْمَلًا حَمَلْتُ» . قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، احْمِلْ ونَحْمِلَ مَعَكَ. قَالَ:«لَكأَنِّي بكُمْ قَدْ حَمَلْتُ وحَمَلْتُمْ، فأَقْدَمْتُ وكَذَبْتُمْ، فَأُخِذْتُ سِلْمًا» . قَالُوا: كلَّا وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَاكَ أَبَدًا، لئنْ حَمَلْتَ لنَحْمِلَنَّ، ولئنْ أَقْدَمْتَ لَنُقْدِمَنَّ. قَالَ: فَحَمَلَ الزُّبَيْرُ وحَمَلُوا، فأَقْدَمَ وكَذَبُوا. قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: «فَهَاجَتْ غَبَرَةٌ فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا وَأَنَا بَيْنَ عِلْجَيْنِ قَدْ اكْتَنَفَانِي قَدْ أَخَذَا بِعِنانِ دَابَّتِي، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي» ، قَالَ نافِعٌ: فَكَيْفَ تَرَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صَنَعَ؟ وَجَدُوهُ وَاللَّهِ غَيْرَ طَائِشِ الْفؤادِ، أَدْخَلَ السَّيْفَ فِي الْعِنانِ، وَالْعِذَارِ فَقَطَعَهُمَا، ثُمَّ بَطَنَ الْفَرَسَ بِرِجْلَيْهِ. قَالَ: فَنَجَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وبَقِيَ اللِّجَامُ فِي يَدِ الْعِلْجَيْنِ "
170 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا يَزيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْوَدَ، وَلَا أَنْجَدَ، وَلَا أَشْجَعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»
171 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ:" بَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا فِي بلَادِ الرُّومِ، إِذَا أَنَا بِوُجُوهِ النَّاسِ قَدْ تَغَيَّرَتْ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: مَا هَذَا الَّذي أَرَى فِي وُجوهِ النَّاسِ؟ " قَالَ: أَمَا تَرَى الْعَدُوَّ؟ فنظَرْتُ، فَإِذَا الْجَبَلُ مُسْوَدٌّ مِنَ الْأَعْلَاجِ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ:" نَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ كَرِيهٌ، وَإِلَى جَنْبِي رجُلٌ لَا أَرَى فِي وجْهِهِ مَا أَرَى فِي وُجوهِ الْقَوْمِ، فِي يِدِهِ تُفَّاحَتَانِ يُقلِّبُهُمَا، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ فَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فبَرَزَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمسلمِينَ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْعِلْجُ فَطَعَنَهُ، فأَلْقَى صَاحِبُ التُّفَّاحتَيْنِ تُفَّاحتَيْهِ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ فحَمَلَ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ، وعَادَ إِلَى تُفَّاحَتَيْهِ فأَخَذَهُمَا فجَعَلَ يُقَلِّبُهُمَا. فَقُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَطَّالُ "
172 -
حَدَّثَنِي علِيُّ بْنُ الْحسنِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَحْرٍ السَّكُونِيُّ فُرَاتُ بْنُ مَحْبوبٍ، عَنْ أَبِي بكرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: قِيلَ للبَطَّالِ: مَا الشَّجَاعَةُ؟ قَالَ: «صَبْرُ سَاعَةٍ»
173 -
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ، «شَهِدَتْ الْيَرْمُوكَ مَعَ النَّاسِ، فَقَتَلَتْ سَبْعَةً مِنَ الرُّومِ بعَمُودِ فُسْطَاطِهَا»
174 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ، قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوليدِ: «وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ يَوْمِي أَفِرُّ، مِنْ يَوْمٍ أَرَادَ اللَّهُ عز وجل أَنْ يَرْزُقَنِي فِيهِ شَهَادَةً، أَمْ مِنْ يَوْمٍ أَرَادَ اللَّهُ عز وجل أَنْ يُهْدِيَ لِي فِيهِ كَرَامَةً»
175 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوليدِ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تَقَطَّعَتْ فِي يَدِي تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ»
176 -
حَدَّثَنَا علِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوليدِ: «مَا لَيْلَةٌ أُبَشَّرُ فِيهَا بِغُلَامٍ، أَوْ تُهْدَى إِلَيَّ فِيهَا عَرُوسٌ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ قَرَّةٍ بَارِدَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل»
177 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ - ثُمَّ شَكَّ حمَّادٌ بَعْدُ فِي أَبِي وَائِلٍ - قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: «لَقَدْ طَلَبْتُ الْقَتْلَ مَظَانَّهُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي إِلَّا أَنْ أَمَوْتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عَنْدِي بَعْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ بِتُرْسِي، وَالسَّمَاءُ تَهْلُبُنِي، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيرَ عَلَى الْكُفَّارِ» . ثُمَّ قَالَ: «إِذَا أَنَا مِتُّ فَانْظُرُوا سِلَاحِي وَفَرَسِي فَاجْعَلُوهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل»
178 -
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا فِيهُمُ ابْنُ رَواحَةَ وخَالِدٌ، فلمَّا صَافُّوا الْمُشْرِكِينَ أَقْبَلَ رجُلٌ مِنْهُمْ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رجُلٌ مِنَ الْمسلمِينَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَأُمِّي فُلَانَةُ، فَسُبَّنِي وَسُبَّ أَمِّي وكُفَّ عَنْ سَبِّ رَسُولِ اللَّهِ، فلَمْ يَزِدْهُ ذلِكَ إِلَّا إِغْرَاءً، فَأعَادَ مِثْلَ ذلِكَ، وَأَعَادَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذلِكَ، فَقَالَ: لَئِنْ عُدْتَ الثَّالِثَةَ لَأرْحَلَنَّكَ بِسَيْفِي. فَعَادَ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ فَوَلَّى الرَّجُلُ مُدْبِرًا، فَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ حَتَّى خَرَقَ صَفَّ الْمُشْرِكِينَ فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ، فَأَحَاطَ بِهِ الْمُشرِكُونَ فَقَتَلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَعَجِبْتُمْ مِنْ رجُلٍ نَصَرَ اللَّهَ ورَسولَهُ؟» . ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ بَرِئَ مِنْ جِرَاحَتِهِ فأَسْلَمَ، وَكَانَ يُسَمَّى الرُّحَيْلَ
179 -
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثيرٍ قَالَ:" لمَّا كَانَ يَوْمَ جُرِحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجْهي أَحَقُّ بِالْكُلُومِ مِنْ وَجْهِكَ. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشرَ الشبَابِ، مِنْ جُشَمٍ، مَنْ يَرِدُ الْمَوْتَ مَعِيَ "
180 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: كَانَ رجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ:«ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» قَالَ: فنَزَعْتُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ، فَوَقَعَ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى نَواجِذِهِ
181 -
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، نا مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: لمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ صَعِدَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسَعْدٍ:«احْتُتْهُمْ يَا سَعْدُ يَقُولُ ارْدُدْهُمْ» قَالَ: وَكَيْفَ أَحْتُتْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَحْدِي؟ قَالَ: ثمَّ عَادَ فَقَالَ مِثْلَ ذلِكَ، فَقَالَ سَعْدٌ مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: احْتُتْهُمْ وَأَنَا أَقُولُ مَا أَقُولُ، لَئِنْ أَعَادَ الثَّالِثَةَ لَأَفْعَلَنَّ. فَقَالَ:«احْتُتْهُمْ يَا سَعْدُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» قَالَ: فأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَرَمَيْتُ بِهِ رجُلًا مِنْهُمْ فقَتَلْتُهُ، فَرُمِيتُ بِسَهْمِي فأَخَذْتُهُ أَعْرِفُهُ، ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ رَجُلًا آخَرَ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ رُمِيتُ بِسَهْمِي أَعْرِفُهُ فأَخَذْتُهُ، ثُمَّ رَمَيْتُ آخَرَ فَقَتَلْتُهُ، ورُمِيتُ بِسَهْمِي فأخَذْتُهُ أَعْرِفُهُ فَهَبَطُوا مِنْ مكَانِهِمْ، فَقُلْتُ: هَذَا سَهْمٌ مُبَارَكٌ بِدَمِي فَحَمَلْتُهُ فِي كِنَانَتِي، فكَانَ عِنْدَ سَعْدٍ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ عِنْدَ بَنِيهِ، ثُمَّ هَلَكَ بَعْدُ
182 -
حَدَّثَنَا الْحسنُ بْنُ حمَّادٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:" خَرَجْتُ أَنَا وسعْدٌ فِي سَرِيَّةٍ فَانْهَزَمْنا، فَالْتَفَتَ سعْدٌ، فَإِذَا رِجْلُ رَجُلٍ خَارِجَةٌ مِنْ غَرْزِ الرَّحْلِ، فرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الدَّمِ كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَقَالَ: أَخْ أَخْ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي الْإِسْلَامِ "
183 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى جَيْشٍ قِبَلَ خُرَاسَانَ، فبَيَّتَهُمُ الْعَدُوُّ لَيْلًا، ففَرَّقُوا جُيُوشَهُمْ أَرْبَعَةَ جُيُوشٍ، وَأَقْبَلُوا مَعَهُمُ الطُّبُولُ ففَزِعَ النَّاسُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَكِبَ الْأَحْنَفُ فأَخَذَ سَيْفَهُ فتَقَلَّدَهُ، ثُمَّ مَضَى نَحْوَ الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا
…
أَنْ يَخْضِبَ الْقناةَ أَوْ تَنْدَقَّا
ثُمَّ حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ الطَّبْلِ فقَتَلَهُ، فلمَّا فَقَدَ أَصْحَابُهُ الصَّوْتَ انْهَزَمُوا، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْكُرْدُوسِ الْآخَرِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الْآخَرِ ففَعَلَ مثلَ ذلِكَ، ثُمَّ حَملَ عَلَى الْآخَرِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ وَهُوَ وحْدَهُ، ثُمَّ جَاءَ النَّاسُ وَقَدِ انْهَزَمَ الْعَدُوُّ، فَاتَّبَعَهُمُ النَّاسُ يَقْتُلُونَ، ثُمَّ مَضَوْا حَتَّى فَتَحُوا مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مَرْوُ الرُّوذِ "
184 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُحَيْمُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي وضَّاحُ بْنُ خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: " غَزَا الْمُسْلِمُونَ كَابُلَ وعَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، فَانْتَهَوْا إِلَى ثُلْمَةٍ لَا يَقُومُ عَلَيْهَا إِلَّا رجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا، فَقَالُوا: عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، فَدَعَوْهُ فقَالُوا: قُمْ عَلَيْهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَتْهُ رَمْيَةٌ فَسَقَطَ فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالُوا: مَنْ يقَوْمُ عَلَيْهَا؟ فَقَالُوا: عبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فدَعَوْهُ فَقَامَ عَلَيْهَا، فَمَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ قَطُّ، مَا زَالُوا يُقَاتِلُونَهُ ويَرْمُونَهُ ويُقَاتِلُهُمْ، ويُكَبِّرُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بعضِ اللَّيْلِ خَمَدَ صوْتُهُ، فلمْ نَسْمَعْهُ، قُلْنَا: إِنَّا لِلَّهِ، قُتِلَ عبَّادٌ. فلمَّا أَصبحْنَا وَجَدْنَاهُ قَدْ شَدَّ عَلَيْهِمْ وَاقْتَحَمَ الثَّلَمَةَ عَلَيْهِمْ، فَوَلَّوْا وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَإِذَا قَدْ صَحِلَ حلْقُهُ مِنَ الصِّيَاحِ، وَانْقَطَعَ صَوْتُهُ قَالَ: وَكَانَ الْحسنُ بْنُ أَبِي الْحسنِ شَهِدَهَا، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ فَارِسًا خَيْرًا مِنْ أَلْفٍ حَتَّى رَأَيْتُ عبَّادَ بْنَ الْحُصَيْنِ "
185 -
حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَمَسَّ النَّارُ عبَّادَ بْنَ الْحُصَيْنِ»
186 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا علِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الْأَعْرَابِيَّ يَقُولُ: قَالَ الْحَسَنُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ بأْسًا مِنْ عبَّادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، وعبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ، أَمَّا عبَّادٌ فَبَاتَ لَيْلَةً عَلَى ثُلْمَةٍ ثَلَمَهَا الْمُسْلِمُونَ فِي حَائِطِ كَابُلَ يُطَاعِنُ الْمُشْرِكينَ عَنْهَا لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ ومَنَعَهُمْ مِنْ سَدِّهَا، فَأَصْبَحَ وَهُوَ عَلَى الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ ابْنُ خَازِمٍ، فَجَاءَ رجُلٌ مِثْلَهُ فِي الْبأْسِ أَحْسَنُ تَوَقِّيًا مِنْهُ فَقَاتَلَهمْ عَلَيْهَا حَتَّى افْتَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَقَاتَلُوهُمْ مِنْ بَيْنِ حَائِطِ الْمَدِينَةِ وَالْحَائِطِ الَّذِي ثَلَمُوهُ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ ومَعَهُمْ فِيلٌ، فَقَدَّمُوهُ لِيَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، فضَرَبَ ابْنُ خَازِمٍ الْفِيلَ، فَعَقَرَهُ فسَقَطَ عَلَى الْبَابِ، فمَنَعَهُمْ مِنْ إِغْلَاقِهِ، وهَرَبَ الْمُشْرِكُونَ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمونَ الْمَدِينَةَ فَغَلَبُوا عَلَيْهَا»
187 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي علِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ جُلْهُمَةَ الْيَحْمَدِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ الْمُهَلَّبُ يَوْمًا أَهْلَ الْبأْسِ، فَقَالَ:" أَشَدُّ النَّاسِ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ، وَابْنُ الْكَلْبِيَّةِ، وصَاحِبُ الْبَغْلَةِ "، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ الْحُتَاتُ: مَا نَعرِفُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْتَ، فَقَالَ:" أَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ: فمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَفْرَدُوهُ فبَقِيَ فِي سَبْعَةٍ فعَرَضُوا عَلَيْهِ الْأَمَانَ فَأَبَى، ومَضَى عَلَى أَمْرِهِ فقُتِلَ، وَأَمَّا أَحْمَرُ قُرَيْشٍ: فَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، لَمْ تَلْقَنَا سُرْعَانُ خَيْلٍ قَطُّ إِلَّا رَدَّهَا عنَّا، وَأَمَّا صَاحِبُ الْبَغْلَةِ فَهَذَا الْحِمَارُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ، لَمْ نَكُنْ فِي كُرْبَةٍ قَطُّ إِلَّا فَرَجَّهَا عَنَّا " قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ بْنُ غَالِبٍ: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ شَيْخًا أَضَلَّ، فَأَيْنَ ابْنُ خَازِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ:«يَا أَبَا فِرَاسٍ، إِنَّمَا جَرَى الْحَدِيثُ بِالْإِنْسِ، فَلَيْسَ هَذَانِ مِنَ الْإِنْسِ»
188 -
حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: نا غَسَّانُ بْنُ مَالِكٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ حَبِيبٍ يَقُولُ: «مَا كَانَتِ الشُّجْعَانُ لِتَسْتَحْيِي أَنْ تَفِرَّ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ، وَكَانَ يُقَاتِلُ عَلَى دِينٍ»
189 -
أَخْبَرَنا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ ابْنًا لعَمْرِو بْنِ أَمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: «مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصِفُهُ لَكَ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَ جِلْدًا عَلَى لَحْمٍ، وَلَا لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ، وَلَا عَظْمًا عَلَى قَلْبٍ مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
190 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ، عَنْ غَسَّانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَرَبِيٍّ، وَكَانَ شَاهَدَ الْأَمْرَ، قَالَ:«تَرَكَ النَّاسُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى بَقِيَ فِي سبعةٍ، فقَعَدَ عَلَى وِسَادَةٍ شَاذَرٍ، فجَعَلَ يشُدُّ عَلَى النَّاسِ فِيَكْشِفُهُمْ وحْدَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِيَقْعُدُ عَلَى الْوِسَادَةِ، حَتَّى فَعَلَ ذلِكَ مِرَارًا»
191 -
أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَظَرَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَهُوَ يَشُدُّ عَلَى النَّاسِ وَحْدَهُ، فَقَالَ: " هَذَا وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:
[البحر الكامل]
ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الْكُمَاةُ نِزَالَهُ
…
لَا مُمْعِنٍ هَرَبًا وَلَا مُسْتَسْلِمِ
هَذَا الَّذي لَا يُجِيبُنَا إِلَى أَمَانِنَا وَلَا يَهْرُبُ عنَّا "
192 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: «مَا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل أَحَدًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَحْمِلُ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ»
193 -
أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوانَةَ بْنِ الْحَكَمٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِجُلَسَائِهِ: «مَنْ كَانَ أَشْجَعَ الْعَرَبِ؟» فَقَالُوا: عُمَيْرٌ، شَبَثٌ، فعَدُّوا فُرْسَانًا مِنْ فُرْسَانِ الْعَرَبِ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ:" أَشْجَعُ الْعَرَبِ رجُلٌ جَمَعَ بَيْنَ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَعَائِشَةَ وَأُمُّهُ: أَحْمَدُ بْنتُ سيِّدِ كَلْبٍ، وَلِيَ الْعِرَاقَ فَأَصَابَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، فخَذَلَهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وعَرَضْنَا عَلَيْهِ الْأَمَانَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، ومَضَى حَتَّى قُتِلَ، مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، لَا مَنْ قَطَعَ الْجُسورَ هَاهُنَا مَرَّةً، وَهَاهُنَا مَرَّةً "، ثُمَّ قَالَ:«مَتَى تَغْذو حَوَاضِنُ قُرَيْشٍ مِثْلَ مُصْعَبٍ؟»
194 -
حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيَّ، عَمَّ أَبِي الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْعَرَبِ، يَقُولُ:" فُرْسَانُ الْعَرَبِ أَربعةٌ: بِشْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سعدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وعُتَيْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَرْبُوعِيُّ، وصَخْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ، وعَامرُ بْنُ الطُّفَيْلِ "، فَقَالَ لَهُ رجلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانَ عِنْدَهُ: أَفْرَسُ وَاللَّهِ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ قَتَلَ بِشْرًا وصَخْرًا وعُتَيْبَةَ، وطَعَنَ عَامِرًا فِي اسْتِهِ فعُقِرَ مِنْهَا. فسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ قَتَلَةُ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
195 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَعْرُوفٍ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: قَتَلَ علِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَربعةَ نَفَرٍ مِنْ صنادِيدِ قُرَيْشٍ أَحَدُهُمْ طَلْحَةُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِالسَّيْفِ إِلَى فَاطِمَةَ عليها السلام، فَقَالَ: «
[البحر الطويل]
أَفَاطِمُ هَاكِ السَّيْفَ غيْرَ ذَمِيمِ
…
فلستُ بِرِعْدِيدٍ وَلَا بِلَئِيمِ
لَعَمْرِي لَقَدْ جَاهَدْتُ فِي نَصْرِ أَحْمَدَ
…
وَمَرْضَاةِ رَبٍّ بِالْعبَادِ عَلِيمِ
أَرِيدُ ثَوَابَ اللَّهِ - لَا شَيْءَ غَيْرَهُ -
…
وَرِضْوَانَهُ فِي جَنَّةٍ وَنَعِيمِ
أَمَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ كَيْ أَعْرِفَنَّهُ
…
بِذي رَوْنَقٍ يَفْرِي الْعِظَامِ صَمِيمِ
وكُنْتُ امْرأً أَسْمُو إِذَا الْحرْبُ شَمَّرَتْ
…
وقَامَتْ عَلَى سَاقٍ لَكُلِّ مُلِيمِ
فَغَادَرْتُهُ بِالْجَرِّ وَارْفَضَّ جَمْعُهُ
…
عَبَادِيدَ مِنْ ذِي فَائِظٍ وكَلِيمِ»
⦗ص: 68⦘
قَالَ: وَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ قَطَعَ عَلَيْهِمْ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ الْخَنْدَقَ، فقِيلَ لَهُ: انْصَرِفْ، قَالَ: لَا أَنْصَرِفُ حَتَّى أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، فخَرَجَ إِلَيْهِ علِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ:" يَا عَمْرُو، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَقُولُ عِنْدَ الْكعبةِ: لَا يُنْصِفُنِي أَحَدٌ إِلَّا قَتَلْتُ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ "، فأَبَى عَلَيْهِ. قَالَ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَنْزِلَ فَتُبَارِزَنِي. قَالَ: «أَنْصَفْتَ» ، قَالَ: وَقَدْ قَالَ عَمْرُو قَبْلَ ذَلِكَ:
[البحر الكامل]
وَلَقَدْ بَحِحْتُ مِنْ النِّدَاءِ
…
بِجَمْعِكُمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزْ
وَوَقَفْتُ إِذْ جَبُنَ الشُّجَاعُ
…
لمَوْقِفِ الْبَطَلِ الْمُنَاجِزْ
وَكَذَاكَ أَنِّي لَمْ أَزَلْ
…
مُتَسَرِّعًا نَحْوَ الْهَزَاهِزْ
إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِي الْفَتَى
…
وَالْجُودَ مِنْ خَيْرِ الْغَرَائِزْ
فَأَجَابَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «
[البحر الكامل]
لَا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ
…
مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزْ
ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ
…
وَالصِّدْقُ مَنْجَى كُلِّ فَائِزْ
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُقِيمَ
…
عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزْ
مِنْ ضَرْبَةٍ فَوْهَاءَ يَبْقَى
…
أَثَرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزْ
وَلَقَدْ دَعَوْتُ إِلَى الْبِرَازِ
…
فَمَا تُجِيبُ إِلَى الْمُبَارِزْ»
فَنَزَلَ فَعَقَرَ فَرَسَهُ، وَرَكَّزَ عَنَزَتَهُ، وَكَانَ أَعْرَجَ، وَمَشَى إِلَيْهِ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهَاجَتْ عَجَاجَةٌ فَحَالَتْ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ النَّاسِ، ورَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ يَدْعُو فَانْفَرَجَتْ وَعَلِيٌّ يَمْسَحُ سَيْفَهُ بِثِيَابِهِ، وَرَجَعَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: «
أَعَلَيَّ، تَقْتَحِمُ الْفَوَارِسُ هَكَذَا
…
عَنِّي وَعَنْهُمْ أَخِّرُوا أَصْحَابِي
الْيَوْمَ يَمْنَعُنِي الْفِرَارُ حَفِيظَتِي
…
وَمُصَمِّمٌ فِي الرَّأْسِ لَيْسَ بِنَابِي
أَدَّى عُمَيْرٌ حِينَ أَخْلَصَ صُنْعَهُ
…
صَافِي الْحَدِيدَةِ يَسْتَنِضُّ ثَوَابِي
فَغَدَوْتُ أَلْتَمِسُ الْقِرَاعَ بِمُرْهِفٍ
…
عَضْبٍ مَعَ الْبَتْرَاءِ فِي الْأَقْرَابِ
آلَى ابْنُ عَبْدٍ حِينَ شَدَّ أَلِيَّةً
…
وَحَلَفْتُ فَاسْتَمِعُوا مِنَ الْكذَّابِ
أَلَا يَصُدَّ وَلَا يُهَلِّلَ فَالْتَقَى
…
فَتَيَانِ يَضْطَرِبَانِ كُلَّ ضِرَابِ
فَصَدَدْتُ حِينَ تَرَكْتُهُ مُتَجَدِّلَا
…
كَالْجِذْعِ بَيْنَ دَكَادِكٍ وَرَوَابِي
وَعَفَفْتُ عَنْ أَثْوَابِهِ وَلَوْ أَنَّنِي
…
كُنْتُ الْمُقَطَّرَ بَزَّنِي أَثْوَابِي»
وَزَادَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنَ بُكَيْرٍ: «
عَبَدَ الْحِجَارَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِهِ وَعَبَدْتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوابِ»
196 -
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:" لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَمْرًا أَقْبَلَ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: هَلَا سَلَبْتَ دِرْعَهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْعَرَبِ دِرْعٌ مِثْلُهَا، قَالَ: ضَرَبْتُهُ فَاتَّقَانِي بِسَوْءَتِهِ فَاسْتَحْيَيْتُ يَا ابْنَ عَمِّي أَنْ أَسْلُبَهُ "
197 -
وَحَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: «وَجَدْتُ جُمْجُمَةَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وَدٍّ، فَكِيلَ فِيهَا كَيْلَجَةٌ فَاسْتَوْعَبْتُهُ»
198 -
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَجُلَا قَدِ اصْطَلَمَتْ أَذُنُهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ أَخِلْقَةٌ أَوْ شَيْءٌ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أُحَدِّثُكَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي الْقَتْلَى يَوْمَ الْجَمَلِ إِذَا رَجُلٌ يَفْحَصُ بِرِجْلِهِ، وَيَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَقَدْ أَوْرَدَتْنا حَوْمَةَ الْمَوْتِ أَمُّنَا
…
فَلَمْ نَنْصَرِفْ إِلَّا وَنَحْنُ رِوَاءُ
أَطَعْنَا قُرَيْشًا ضَلَّةً مِنْ حُلُومِنَا
…
وَنُصْرَتُنَا أَهْلَ الْحِجَازِ عَنَاءُ
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: ادْنُ مِنِّي وَلَقِّنِّي. قَالَ: فَدَنَوْتُ منه، فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَوَثَبَ عَلَيَّ فَصَنَعَ بِأُذُنِي مَا تَرَى، وَقَالَ: إِذَا لَقِيتَ أُمَّكَ فَأَخْبِرْهَا أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الْأَهْلَبِ الضَّبِّيَّ فَعَلَ بِي مَا تَرَيْنَ ". قَالَ غَيْرُ الْعَبَّاسِ: «ثُمَّ مَاتَ وَإِنَّ أُذُنِي لَفِي فِيهِ»
199 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ بْنِ فَيْرُوزَ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، " أَنَّ الْمُسْلِمِينَ انْتَهَوْا إِلَى حَائِطٍ قَدْ أُغْلِقَ بَابُهُ فِيهِ رِجَالٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَجَلَسَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى تُرْسٍ، وَقَالَ: ارْفَعُونِي بِرِمَاحِكُمْ، فَأَلْقُونِي إِلَيْهِمْ، فَرَفَعُوهُ بِرِمَاحِهِمْ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ، فَأَدْرَكُوهُ وَقَدْ قَتَلَ مِنْهُمْ عَشَرَةً "
200 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَسْلَمَ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ حسَّانَ بْنَ فَائِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: «الْجُبْنُ وَالشَّجَاعَةُ غَرَائِزُ فِي النَّاسِ، تَلْقَى الرَّجُلَ يُقَاتِلُ عَمَّنْ لَا يَعْرِفُ، وَتَلْقَى الرَّجُلَ يَفِرُّ عَنْ أَبِيهِ»
201 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:«رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُمْسِكُ أُذُنَ فَرَسِهِ بإِحْدَى يَدَيْهِ، وَيُمْسِكُ أُذُنَهُ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَثِبُ حَتَّى يَقْعُدَ عَلَيْهِ»
202 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو أَسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لمَّا أَسْلَمَ عِكْرَمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَتْرُكُ مَقَامًا قُمْتُهُ لِأَصُدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا قُمْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا لِأَصُدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، فَلَّمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَرْمُوكِ - أَوْ غَيْرُهُ - قَاتَلَ قِتَالَا شَدِيدًا، فَوَجُدُوا بِهِ بِضْعًا وَسَبْعِينَ ضَرْبَةً مِنْ بَيْنِ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ وَضَرْبَةٍ "
بَابُ مَا جَاءَ فِي
⦗ص: 71⦘
صِلَةِ الرَّحِمِ
203 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوفٍ: سَمَعَتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ فَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتْتُهُ "
204 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قال: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قال: نا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ردَّادٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
205 -
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: نا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:«وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ» فَذَكرَ نَحْوَهُ
206 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ، وَغَيْرُهُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْيَمَانِ، نا شُعَيبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ قَالَ: نا نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ قَطَعَهَا حَرَّمَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»
207 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَمِّعَ بْنَ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحَدَ عُمُومَتِي سُوَيْدَ بْنَ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ»
208 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْبِرُّ وَالصِّلَةُ، وحُسْنُ الْجِوَارِ عِمَارَةٌ فِي الدُّنْيَا، وَزِيَادَةٌ فِي الْأَعْمَارِ»
209 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَتَبَارُّونَ فِيُنَمِّي اللَّهُ عز وجل أَمْوَالَهُمْ، وَإِنَّهُمْ لَفَجَرَةٌ»
210 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ:«كَانُوا يَرْجُونَ لِلرَّهِقِ بِالْبِرِّ الْجَنَّةِ، وَيَخَافُونَ عَلَى الْمُتَأَلِّهِ بِالْعُقوقِ الَنَّارَ»
211 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ»
212 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَتَتِ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمَّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ "
213 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ كَانَتْ أَرْضَعَتْهُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ:«أَمِّي، أَمِّي» ثُمَّ بَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَقَعَدَتْ عَلَيْهِ
214 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَتَتْ خَالَتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فنَزَعَ رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَبَسَطَهُ لَهَا وَقَالَ:«مَرْحَبًا بِأُمِّي»
215 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ بَارٍّ يَنْظُرُ إِلَى وَالِدَيْهِ أَوْ وَالِدَتِهِ نَظْرَةَ رَحِمَةٍ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عز وجل تِلْكَ النَّظْرَةَ حِجَّةً مُتَقَبَّلَةً مَبْرُورَةً» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ نَظَرَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ؟ قَالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ»
216 -
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ الْعِجْلِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَظَرَ الْوَالِدُ إِلَى وَلَدِهِ فَسَرَّهُ كَانَ لِلْوَلَدِ عِتْقُ نَسَمَةٍ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ نَظَرَ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً؟ قَالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: وَحَدَّثَنِي بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ
217 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ، نا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَظَرُكَ إِلَيْهِمَا، وَنَظَرُهُمَا إِلَيْكَ، وَضِحْكُكَ إِلَيْهِمَا، وَضِحْكُهُمَا إِلَيْكَ، أَفْضَلُ مِنْ تَحَطُّمِ السِّيوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل»
218 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَزَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلَا قَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ، وَقَدْ أَذِنَتْ لِي وَالِدَتِي فِي الْحَجِّ، قَالَ:«لَقَعْدَةٌ تَقْعُدُهَا مَعَهَا عَلَى مَائِدَتِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجِّكَ»
219 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، لَمْ يَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أُمُّهُ»
220 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيُرْفَعُ بِدُعَاءِ وَلَدِهِ مِنْ بَعْدِهِ»
221 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، نا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُمِّي عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، أَنَا مَطِيَّتُهَا، أَجْعَلُهَا عَلَى ظَهْرِي، وَأَنْحَنِي عَلَيْهَا بِيَدِي، وَأَلِي مِنْهَا مِثْلَ مَا كَانَتْ تَلِي مِنِّي، أَوَ أَدَّيْتُ شُكْرَهَا؟ قَالَ:«لَا» ، قَالَ: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا وَأَنْتَ تَدْعُو اللَّهَ عز وجل أَنْ يُمِيتُهَا، وَكَانَتْ تَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ وَهِيَ تَدْعُو اللَّهَ عز وجل أَنْ يُطِيلَ عُمْرَكَ»
222 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24] قَالَ: «لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَيءٍ أَحَبَّاهُ»
223 -
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ذَكْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: «رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَا أَبَرَّ مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِأُمِّهِمَا» ، فَيُقَالُ لَهَا: مَنْ هُمَا؟ فَتَقُولُ: " عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَحَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ رضي الله عنهما، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَإِنَّهُ قَالَ: مَا قَدَرْتُ أَنْ أَتَأَمَّلَ أُمِّي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَأَمَّا حَارِثَةُ فَإِنَّهُ كَانَ يُفَلِّي رَأْسَ أُمِّهِ وَيُطْعِمُهَا بِيَدِهِ، وَلَمْ يَسْتَفْهِمْهَا كَلَامًا قَطُّ تَأْمُرُ بِهِ حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ عِنْدِهَا بَعْدَ أَنْ تَخْرُجَ: مَا قَالَتْ أُمِّي؟ "
224 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ. قَالَ: كَذَلِكُمُ الْبِرُّ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ "
225 -
حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتِ النَّخْلَةُ تَبْلُغُ بِالْمَدِينَةِ أَلْفًا، فَعَمَدَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى نَخْلَةٍ فَقَطَعَهَا مِنْ أَجْلِ جُمَّارِهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:«إِنَّ أُمِّي اشْتَهَتْهُ عَلَيَّ، وَلَيْسَ شَيءٌ مِنَ الدُّنْيَا تَطْلُبُهُ أُمِّي أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا فَعَلْتُهُ»
226 -
حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ رَشِيدٍ قَالَ:«كَانَ حُجْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْأَدْبَرِ الْكِنْدِيُّ يَلْمِسُ فِرَاشَ أُمِّهِ بِيدِهِ فَيَتَّهِمُ غِلَظَ يَدِهِ، فَيَتَقَلَّبُ عَلَيْهِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَمِنَ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ شَيءٌ أَضْجَعَهَا»
227 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نا أَبُو النَّضْرِ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، نا نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، عَنْ ظَبْيَانَ بْنِ عَلِيٍّ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ، قَالَ: " لَقَدْ بَاتَتْ أُمُّهُ وَفِي صَدْرِهَا عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ قَائِمًا يَكْرَهُ أَنْ يُوقِظَهَا وَيَكْرَهُ أَنْ يَقْعُدَ، حَتَّى إِذَا ضَعُفَ جَاءَ غُلَامَانِ مِنْ غِلْمَانِهِ فَمَا زَالَ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا حَتَّى اسْتَيْقَظَتْ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا، وَإِنْ كَانَ لَيَبْتَاعُ الدَّسْتَجَةَ مِنْ الْبَقْلِ فِيُنَقِّيهَا لَهَا طَاقَةً طَاقَةً حَتَّى يَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَكَانَ يُسَافِرُ بِهَا إِلَى مَكَّةَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ حَفَرَ بِئْرًا ثُمَّ جَاءَ بِنِطْعٍ فَصَبَّ فِيهِ الْمَاءَ، ثُمَّ قَالَ لَهَا:«ادْخُلِي تَبَرَّدِي فِي هَذَا» ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ
228 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ:، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ إِذَا غَدَا مِنْ مَنْزِلِهِ لَبِسَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى بَابِ أُمِّهِ، فِيَقُولُ:«السَّلَامُ عَلَيْكِ، يَا أُمَّتَاهُ، وَرَحِمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ» ، فَتَرُدُّ عَلَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فِيَقُولُ:«جَزَاكِ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا كَمَا رَبَّيْتِنِي صَغِيرًا» ، فَتَقُولُ: وَأَنْتَ يَا ابْنِي، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا كَمَا بَرَرْتِنِي كَبِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَإِذَا رَجَعَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ
229 -
حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ:«كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أَمِّهِ، خَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ، وَتَكَلَّمَ رُوَيْدًا»
230 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَضَعُ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لِأُمِّهِ: «ضَعِي قَدَمَكِ عَلَيْهِ»
231 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، نا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ:«اسْتَسْقَتْ أَمُّ مِسْعَرٍ مِنْهُ مَاءً فِي اللَّيْلِ فَقَامَ فَجَاءَهَا بِهِ وَقَدْ نَامَتْ، وَكَرِهَ أَنْ يَذْهَبَ فَتَطْلُبَهُ وَلَا تَجِدَهُ، وَكَرِهَ أَنْ يُوقِظَهَا فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَالْإِنَاءُ مَعَهُ حَتَّى أَصْبَحَ»
232 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ:«قَدِمَ رجُلٌ مِنْ سَفَرٍ فَصَادَفَ أُمَّهُ قَائِمَةً تُصَلِّي، فَكَرِهَ أَنْ يَقْعُدَ وَهِيَ قَائِمَةٌ، فَعَلِمَتْ مَا أَرَادَ فَطَوَّلَتْ لِيُؤْجَرَ»
233 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُ أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
أَحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَهْ
…
تُرْضِعُنِي الدِّرَّةَ وَالْعُلَالَهْ
هَلْ يَجْزِيَنَّ وَالِدًا فَعَالَهْ
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «لَا، وَلَا رَضْعَةً وَاحِدَةً»
234 -
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: " أَنَّ رَجُلًا رُئِيَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَقَدْ حَمَلَ أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
إِنِّي لَهَا مَطِيَّةٌ لَا أَنْكِرُ
…
إِذَا الرِّكَابُ نُفِّرَتْ لَا أَنْفِرُ
مَا حَمَلتْ وَأَرْضَعَتْنِي أَكْثَرُ "
235 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَرَأَى رَجُلَا يَطُوفُ حَامِلَا أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الرجز]
إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ
…
إِنْ ذَعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أَذْعَرُ
أَحْمِلُهَا وَمَا حَمَلَتْنِي أَكْثَرُ
أَوْ قَالَ: أَطْولُ. أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا، يَا ابْنَ عُمَرَ؟ فَقَالَ:«لَا، وَلَا زَفْرَةً وَاحِدَةً»
236 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَتْ:
[البحر الرجز]
خَلُّوا الطَّرِيقَ يَا عِبَادَ الرَّحْمَانِ
…
أَخْبِرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّانِ
الْحَمْلُ حَوْلٌ وَالرَّضَاعُ حَوْلَانِ
ثُمَّ جَلَسَتْ فَقَالَتْ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وُعَاءً، وَفَخْذِي لَهُ حِوَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سَقَاءً، فَلَمَّا بَلَغَ مَنْفَعَتَهُ وَأَدْرَكَ خَيْرَهُ أَرَادَ أَبُوهُ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي،» فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ قَدْ شَبَّ فَخَيَّرَهُ "
237 -
أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَدِمَ زَمَانَ عُمَرَ رضي الله عنه شَابٌّ مِنْ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ الْمَرَاجِلُ، فَبَدَأَ بِأُمِّهِ فَخَيَّرَهَا ثَوْبًا، ثُمَّ ثَنَّى بِامْرَأَتِهِ فَأَخَذَتْ ثَوْبًا حَسَنًا، ثُمَّ إِنَّ الْأُمَّ تَتَبَّعَتْ ثَوْبَ الْمَرْأَةِ فَقَالَتْ لَهُ: أَعْطِنِيهِ فَأَبَى، وَقَالَ لَهَا: قَدْ بَدَأْتُ بِكِ، فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ وَأَعْرَضَتْ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَتْ عُمَرَ رضي الله عنه فَاسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ:«أَغْضَبْتَهَا حَتَّى اسْتَعْدَتْ» . فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ:«لَقَدْ جَشِعَتْ نَفْسُكِ فبأيِّ حَقٍّ؟» فَقَالَتْ:
[البحر الرجز]
يَأَيُّهَا ذَا الرَّجُلُ الْمُسَائِلْ
…
بِأَيِّ حَقٍّ آخُذُ الْمَرَاجِلْ
بِتِسْعَةٍ حَمَلْتُهُ كَوَامِلْ
…
فِي الْبَطْنِ لَمْ يَحْمِلْهُ عَنِّي حَامِلْ
حَتَّى إِذَا مَا اقْتَرَبَ الْقَوَابِلْ
…
وَحَصْحَصَ الْحَقُّ وَزَاحَ الْبَاطِلْ
زَوَّجْتُهُ هَاتِي الَّتِي تُنَاضِلْ
…
وسُقْتُ مِنْ مَالِي لَهُ الْأَمَاثِلْ
مِنْ أَعْبُدٍ كَانُوا لَنَا وَجَامِلْ
…
فَذَاكَ حَقِّي وَبِهِ أُنَاضِلْ
فَهَمَلَتْ عَيْنَا عُمَرَ رضي الله عنه، وَأَمَرَهُ بِالرَّدِّ عَلَيْهَا
238 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه يُخَاصِمُ أَبَاهُ، فَقَالَ:
[البحر الهزج]
يَا أَيُّهَا الْحَاكِمُ
…
هَذَا وَالِدِي حَقَّا
أَتَانِي وَهُوَ مُحْتَاجٌ
…
فَمَا كُنْتُ بِهِ عَقًّا
بَذَلْتُ الْمَالَ فِي رِفْقٍ
…
وَمَا كُنْتُ بِهِ نَزْقَا
فَلَمَّا خَفَّ مِنْ مَالِي
…
وَقَدْ أَوْلَيْتُهُ رِفْقَا
تَوَلَّى مُعْرِضًا عَنِّي
…
وَلَمَّا يُعْطِنِي حَقَّا
فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «مَا يَقُولُ ابْنُكَ هَذَا؟» فَقَالَ:
[البحر الرجز]
قَدْ قَالَ ابْنِي مَا تَرَى فَصَدِّقُهْ
…
رَبَّيْتُهُ فِي صِغَرٍ أَفَنِّقُهْ
طَوْرًا أَفَدِّيهِ وَطَوْرًا أَوْنِقُهْ
…
حَتَّى إِذَا شَبَّ وَسُوِّيَ مَفْرِقُهْ
أَقْرَضَنِي مَالَا فَكُنْتُ أُنْفِقُهْ
…
وَلَمْ أَكُنْ بِمَالِهِ لِأَسْبِقُهْ
لَوْلَا الصِّبَا مِنْهُ وَلَوْلَا رَهَقُهْ
…
اقْضِ الْقَضَا وَاللَّهُ رَبِّي يَرْزُقُهْ
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «
[البحر الرجز]
قَدْ سَمِعَ الْقَاضِي وَمِنَ اللَّهِ الْفَهْمَ
…
الْمَالُ لِلشَّيْخِ جَزَاءٌ بِالنِّعَمْ
وَقَدْ تَسَلَّفَتْ بِتَفْضِيلِ الْقِدَمْ
…
مَنْ قَالَ قَوَلَا غَيْرَ ذَا فَقَدْ ظَلَمْ
وَجَارَ فِي الْحُكْمِ وَبِئْسَ مَا حَكَمْ»
239 -
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الثِّقَةِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَدَّ رَجُلًا عَلَى أَبِيهِ فِي الْغَزْوِ، وَكَانَ أَبُوهُ يَبْكِي عَلَيْهِ، وَيَذْكُرُهُ فِي الشِّعْرِ، فَكَانَ فِيمَا يَقُولُ:
[البحر الوافر]
أَتَاهُ مُهَاجِرَانِ فَزَلَّجَاهُ
…
عِبَادَ اللَّهِ قَدْ عَقَّا وَخَابَا
أَبِرًّا بَعْدَ ضَيْعَةِ وَالِدَيْهِ
…
فَلَا وَأَبِي كِلَابٍ مَا أَصَابَا
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «أَجَلْ، لَا، وَأَبِي كِلَابٍ، مَا أَصَابَا
تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
…
وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابًا
إِذَا دَعَتِ الْحَمَامَةُ سَاقَ حُرٍّ
…
عَلَى بَيْضَاتِهَا دَعَوْا كِلَابَا
تُنَفِّضُ مَهْدَهُ شَفَقًا عَلَيْهِ
…
وَتَجْنُبُهُ أَبَاعِرَنَا الصِّعَابَا»
240 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَمَيَّةُ بْنُ الْأَسْكَرِ الْجُنْدَعِيُّ أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ وَهُوَ شيخٌ كبِيرٌ، وَلَهُ امْرَأَةٌ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، وَلَهُ مِنْهَا بَنُونَ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي مَوْسِمٍ مِنْ مَوَاسِمِ الْعَرَبِ وَأَحَدُ بَنِيهِ يَقُودُهُ، إِذْ جَذَبَ يَدَهُ مِنْهُ، فَلَحِقَ بِالْجِهَادِ، وَلَحِقَهُ أَخُوهُ، فَقَالَ أَمَيَّةُ:
[البحر الوافر]
إِذَا دَعَتِ الْحَمَامَةُ سَاقَ حُرٍّ
…
عَلَى بَيْضَاتِهَا دَعَوْا كِلَابَا
تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
…
وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابَا
أَتَاهُ مُسْلِمَانِ فَزَلَّجَاهُ
…
لِتَرْكِ عَجُوزِهِ عَقَّا وَحَابَا
أَرَادَا أَنْ يُفَارِقَهَا فَقَالَا
…
كِتَابَ اللَّهِ لَوْ قَبِلَ الْكِتَابَا
وَقَالَ:
[البحر الطويل]
أَصَاحَبْتَنِي حَتَّى إِذَا مَا رَأَيْتَنِي
…
أَرَى الشَّخْصَ كَالشَّخْصَيْنِ وَهْوَ قَرِيبُ
وَأَنِّي حَنَى ظَهْرِي حَوَانٍ تَرَكْنَهُ
…
شَجَارًا فمَشْيِي فِي الرِّجَالِ دَبِيبُ
تُحَدِّثُ فِي الْأَقْوَامِ أَنْ لَمْ تَعُقَّنِي
…
بَلَى حِينَ إِذْ فَارَقْتَني وَتَحُوبُ
وَقَالَ:
[البحر البسيط]
يَا ابْنَيْ أَمَيَّةَ إِنِّي عَنْكُمَا غَانِ
…
وَمَا الْغِنَى غَيْرَ أَنِّي مُرْعَشٌ فَانِ
يَا ابْنَيْ أَمَيَّةَ إِلَّا تَشْهَدَا كِبَرِي
…
فَإِنَّ فَقْدَكُمَا وَالْمَوْتَ عِدْلَانِ
فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ:«وَاللَّهِ لَا تُفَارِقَانِهِ حَتَّى يَمَوْتَ»
241 -
وَأَخْبَرِنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَمَيَّةُ أَيْضًا: «
[البحر الوافر]
أَعَاذِلَ قَدْ عَذَلْتِ بِغَيْرِ قَدْرٍ
…
وهَلْ تَدْرِينَ وَيْحَكِ مَا أُلَاقِي
وَإِمَّا كُنْتِ عَاذِلَتِي فَرُدِّي
…
كِلَابَا إِذْ تَوَجَّهَ لِلْعِرَاقِ
وَلَمْ أَقْضِ اللُّبَانَةَ مِنْ كِلَابٍ
…
غَدَاةَ غَدَا وآذَنَ بِالْفِرَاقِ
فَتَى الْفِتْيَانِ فِي عُسْرٍ وَيُسْرٍ
…
شَدِيدُ الرُّكْنِ فِي يَوْمِ التَّلَاقِي
فَلَا وَأَبِيكَ مَا بَالَيْتُ وَجْدِي
…
وَلَا شَفَقِي عَلَيْكَ وَلَا اشْتِيَاقِي
وَإِلْطَافِي عَلَيْكَ إِذَا شَتَوْنَا
…
وَضَمُّكِ تحْتَ نَحْرِي وَاعْتِنَاقي
فلَوْ فَلَقَ الْفِرَاقُ نِيَاطَ قَلْبٍ
…
لَهَمَّ سَوَادُ قَلْبِي بِانْفِلَاقِ
سَأَسْتَعْدِي عَلَى الْفَارُوقِ ربًّا
…
لَهُ دَفْعُ الْحَجِيجِ إِلَى بُسَاقِ
وَأَدْعُو اللَّهَ مُجْتَهِدًا عَلَيْهِ
…
بِبَطْنِ الْأَخْشَبَيْنِ إِلَى دُفَاقِ
إِنِ الْفَارُوقُ لَمْ يَرْدُدْ كِلَابًا
…
إِلَى شَيْخَيْنِ هَامُهُمَا زَوَاقِي»
242 -
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّ كِلَابَ ابْنَ أَمَيَّةَ، غَزَا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَأَنْشَأَ أَبُوهُ يَقُولُ:
[البحر الوافر]
إِذَا بَكَتِ الْحَمَامَةُ سَاقَ حُرٍّ
…
عَلَى بَيْضَاتِهَا دَعَوْا كِلَابَا
تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
…
وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابَا
فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَكَتَبَ فَجِيءَ بِهِ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَلَاهُ بِالدِّرَّةِ ضَرْبًا، وَقَالَ:«أَجِهَادٌ أَفْضَلُ مِنْ أَبَوَيْكَ؟ أَجِهَادٌ أَفْضَلُ مِنْ أَبَوَيْكَ؟»
243 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَا، قَالَ: نا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمُكَافِئُ بِالْوَاصِلِ، إِنَّمَا الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْهُ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»
244 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: نا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، نا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمْرِهِ، وَيَزِيدَ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلَ رَحِمَهُ»
245 -
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نا أَبُو يَحْيَى الْفَرَّاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ:«تَعَلَّمُوا أَنَّهُ مَا مِنْ خُطْوَةٍ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خُطْوَةٍ إِلَى ذِي رَحِمٍ»
246 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَطُوفُ بِأُمِّهِ قَدْ حَمَلَهَا عَلَى عُنُقِهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَمَّهْ، تَرَيْنِي جَزَيْتُكِ؟ وَابْنُ عُمَرَ قَرِيبٌ مِنْهُ، فَقَالَ:«أَيْ لُكَعُ، لَا وَاللَّهِ، وَلَا طَلْقَةً وَاحِدَةً»
247 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: " لَدِرْهَمٌ أُضَعُهُ فِي قَرَابَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفٍ أَضَعُهَا فِي فَاقَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَإِنْ كَانَ قَرَابَتِي مِثْلِي فِي الْغِنَى؟ قَالَ:«وَإِنْ كَانَ أَغْنَى مِنْكَ»
قَالَ:
248 -
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: إِنَّ لِي قَرَابَةً مُشْرِكًا، وَلِي عَلَيْهِ دَيْنٌ، أَفَأَتْرُكُهُ لَهُ؟ قَالَ:«نَعَمْ، وَصِلْهُ»
249 -
حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ، أَوْ أَحَدِهِمَا، فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا»
250 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ ذَوَّادِ بْنِ عُلْبَةَ قَالَ:" مَاتَ أَخٌ لِي وَكَانَ بَرًّا بِأَبِيهِ، فَرَأَيْتُهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقُلْتُ لَهُ: " أَيْ أَخِي، إِنَّ أَبَاكَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ إِلَى أَيِّ شَيءٍ صِرْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} [الواقعة: 29] "
251 -
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ السُّلَمِيُّ هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ: " حَضَرَتْ رَجُلًا الْوَفَاةُ، يُقَالُ لَهُ: هُرْدَانٌ عَلَى مَاءٍ، يُقَالُ لَهُ الرَّمَادَةُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا هُرْدَانُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ:
[البحر الرجز]
قَدْ كُنْتُ ذَا شَغَبٍ عَلَى الْخَصْمِ الْأَلَدِّ
قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ:
قَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا شَدِيدَ الْمُعْتَمَدْ
قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ. قَالَ:
قَدْ صَدَرَتْ نَفْسِي وَمَا كَادَتْ تَرِدْ
قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ:
فَالْيَوْمَ قَدْ لَاقَيْتُ قِرْنًا لَا يُرَدْ
ثُمَّ خَفَتَ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَشْهَدُ رَجُلًا لَمْ يُلَقَّنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي، فَقِيلَ لِي: اشْهَدْ هُرْدَانًا، فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: بِمَ؟ قِيلَ: بِبِرِّهِ وَالِدَتَهُ "
252 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ»
253 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، قَالَ: نا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَلَامِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ:«وَالِدَيْكَ» ، قَالَ: لَيْسَ لِي وَالِدَانِ، قَالَ:«بِرَّ وَلَدَكَ»
254 -
حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ قَالَ:«بِرَّ وَلَدَكَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبَرَّكَ، فَإِنَّهُ مَنْ سَاءَ عَقَّهُ وَلَدُهُ»
قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
255 -
بَلَغَنِي عَنْ أَبِي هَمَّامٍ السَّكُونِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَشْجَعِيَّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَقْبَلَ ابْنُهُ سَعِيدٌ، فَقَالَ:«تَرَوْنَ هَذَا، مَا جَفَوْتُهُ قَطُّ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُونِي وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ غَيْرِ الْمَكْتُوبَةِ فَأَقْطَعُهَا لَهُ»
256 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: " قِيلَ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ: مَا حَقُّ الرَّحِمِ؟ قَالَ: «تُسْتَقْبَلُ إِذَا أَقْبَلَتْ، وَتُتَّبَعُ إِذَا أَدْبَرَتْ»
257 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ:" لَمَّا تَعَجَّلَ مُوسَى عليه السلام إِلَى رَبِّهِ عز وجل رَأَى فِي ظِلِّ الْعَرْشِ رَجُلًا فَغَبَطَهُ بِمَكَانِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَكَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ عز وجل، فَسَألَ رَبَّهُ عز وجل أَنْ يُخْبِرَهُ بِاسْمِهِ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ، وَقَالَ: أُحَدِّثُكَ مِنْ عَمَلِهِ بِثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَكَانَ لَا يَعُقُّ وَالِدَيْهِ، وَلَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ "
258 -
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، نا أَبِي قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ سَلْمَانَ الْبَصْرِيُّ أَبُو حَبِيبٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ مِثْلُ دَعْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ، وَدَعْوَةُ الْوَلَدِ لِوَالِدِهِ مِثْلُ ذَلِكَ»
259 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: «مَا أَوْرَثَنِي أَبَوَايَ مَالًا أَصِلُهُمَا مِنْهُ، وَلَا اسْتَفَدْتُ بَعْدَهُمَا مَالًا أَصِلُهُمَا بِهِ، وَلَكِنِّي أَصْبِرُ عَلَى الْغَيْظِ الشَّدِيدِ، أَكْظِمُهُ أَلْتَمِسُ بِهِ بِرَّهُمَا»
260 -
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَرِيفٍ قَالَ:«رَأَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَحْمِلُ غُرْفَةً إِلَى بَيْتِ عَمَّتِهِ»
261 -
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَحْلُمُ عَنْهُمْ، وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونَ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ، قَالَ:«إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ لَا تَزَالُ تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ عز وجل ظَهِيرٌ»
262 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفْدٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمِنْكُمْ كَانَتْ وَحَرَةُ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل أَدْخَلَهَا الْجَنَّةَ بِبِرِّهَا لِوَالِدَتِهَا، وَوَالِدَتُهَا مُشْرِكَةٌ، أُغِيرَ عَلَى حَيِّهَا وَتَرَكُوهَا وَأُمَّهَا، فَحَمَلَتْهَا تَشْتَدُّ بِهَا فِي الرَّمْضَاءِ، فَإِذَا احْتَرَقَتْ قَدَمَاهَا أَجْلَسَتْهَا فِي حِجْرِهَا، وَبَسَطَتْ رِجْلَيْهَا، وَجَعَلَتْ رِجْلَيْ أَمِّهَا عَلَى رِجْلَيْهَا، ثُمَّ حَنَتْ عَلَيْهَا تُظِلُّهَا مِنَ الشَّمْسِ، فَإِذَا رَاحَتْ حَمَلَتْهَا، فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى نَجَّتْهَا، فَأَدْخَلَهَا اللَّهُ تبارك وتعالى بِذَلِكَ الْجَنَّةَ» . قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ، وَإِنَّهُ لَيُقَالُ:«لَوْ كُنْتَ أَبَرَّ مِنْ وَحَرَةَ» قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: «
[البحر المتقارب]
أَلَا أَبْلِغَنْ أَيُّهَا الْمُغْتَدِي
…
بَنِيَّ جَمِيعًا وَبَلِّغْ بَنَاتِي
بِأَنَّ وَصَاتِي بِتَقْوَى الْإِلَهِ
…
فَاحْفَظُوا مَا بَقِيتُمْ وَصَاتِي
وَكُونُوا كَوَحَرَةَ فِي بِرِّهَا
…
تَنَالُوا الْكَرَامَةَ بَعْدَ الْمَمَاتِ
وَقَتْ أُمَّهَا بِشَوَاهَا الرَّمِيضَ
…
وَقَدْ أَلْهَبَ الْقَيْظُ نَارَ الْفَلَاةِ
فَظَلَّتْ مَطِيَّتُهَا فِي الرِّمَالِ
…
حَافِيَةً مِنْ حِذَارِ الْعِدَاةِ
لِتُرْضِيَ رَبًّا شَدِيدَ الْقُوَى
…
وَتَظْفَرَ مِنْ نَارِهِ بِالنَّجَاةِ
فَهَذِي وَصَاتِي فَكُونُوا لَهَا
…
طِوَالَ الْحَيَاةِ رُعَاةَ الرُّعَاةِ»
263 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لُهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ امْرَأَةً مِنْ عَكٍّ ظَعَنُوا فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَمَعَهَا ابْنُهَا وَأُمٍّ لَهَا، فَانْطَلَقَتْ إِلَى ابْنِهَا فَأَعْطَتْهُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهَا، وَجَعَلَتْ أَمَّهَا عَلَى فَخِذَيْهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَرْضِ، فَغَفَرَ اللَّهُ عز وجل لَهَا»
264 -
حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَالِكِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ:" كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يَطُوفُ بِأُمِّهِ يَحْمِلُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، حَتَّى إِذَا قَضَى طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ وَضَعَهَا بِالْأَرْضِ، فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ مِنْكَ؟» قَالَ: هِيَ وَالِدَتِي. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " لَوَدِدْتُ أَنِّي أَدْرَكْتُ أُمِّي فَطُفْتُ بِهَا كَمَا طُفْتَ بِأُمِّكَ، وَلَيْسَ لِي مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا هَذِهِ النَّعْلَانِ
بَابُ مَا جَاءَ فِي
⦗ص: 88⦘
الْأَمَانَةِ
265 -
حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، نا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَعْرَابِيٍّ بِالْجَدِيلَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْحَيَاءُ وَالْأَمَانَةُ، فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عز وجل»
266 -
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، أَوِ ابْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَصْدُقْ حَدِيثَهُ إِذَا حَدَّثَ، وَلْيُؤَدِّ أَمَانَتَهُ إِذَا ائْتُمِنَ، وَلْيُحْسِنْ جِوَارَهُ إِذَا جَاوَرَ»
267 -
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِئٍ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:«أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاةُ، وَلَيُصَلِيَنَّ قَوْمٌ لَا دِينَ لَهُمْ»
268 -
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو أُسَامَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ:«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَمَانَةُ، وَتُنْزَعُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَتُرْسَلُ فِيهِ الْمَسْأَلَةُ، فَمَنْ سَأَلَ فأُعْطِيَ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ»
269 -
حَدَّثَنَا علِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ، أَخُو مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: «لَا تَغُرَّنَّكُمْ طَنْطَنَةُ الرَّجُلِ بِاللَّيلِ - يَعْنِي صَلَاتَهُ - فَإِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ مَنْ أَدَّى الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ، وَمَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»
270 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَمِّ كِلَابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ:«أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُعْجِبَنَّكُمْ مِنَ الرَّجُلِ طَنْطَنَتُهُ، وَلَكِنْ مَنْ أَدَّى الْأَمَانَةَ، وَكَفَّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ فَهُوَ الرَّجُلُ»
271 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ لَمْ يَضُرَّكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ "
272 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يَنْوِي أَلَّا يُؤَدِّيَهُ لِصَاحِبِهِ فَهُوَ سَارِقٌ»
273 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، نا الْولِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ عز وجل وَرَسُولُهُ فَلْيَصْدُقْ حَدِيثَهُ، وَلْيُؤَدِّ أَمَانَتَهُ، وَلَا يُؤْذِ جَارَهُ»
274 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى الصَّلَاةُ، وَلَيُصَلِّيَنَّ قَوْمٌ لَا دِينَ لَهُمْ»
275 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:" أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل مِنْ الْإِنْسَانِ فَرْجُهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ أَمَانَتِي عِنْدَكَ فَلَا تَضَعْهَا إِلَّا فِي حَقِّهَا. فَالْفَرْجُ أَمَانَةٌ، وَالسَّمْعُ أَمَانَةٌ، وَالْبَصَرُ أَمَانَةٌ "
276 -
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي خَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَصَارُوا هَكَذَا» - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ -؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «اعْمَلْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَامَّةِ»
277 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَمَّنْ، أَخْبَرَهُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُعَلَّى الْكِنْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اؤْتُمِنَ عَلَى أَمَانَةٍ فَأَدَّاهَا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَلَّا يُؤَدِّيَهَا زَوَّجَهُ اللَّهُ عز وجل بِهَا زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، ابْنَةَ نَبِيٍّ»
278 -
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَلَّمَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ»