الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهمية هذا الكتاب
ترجع أهمية هذا الكتاب لعدة أمورٍ:
الأول: أن هذا الكتاب قد حوى كلام الحافظ الكبير أبي الحسن الدارقطني في قرابة خمسمائة راوٍ، ولا يخفى أهمية كلام الإِمام الدارقطني في الرواة جرحًا وتعديلاً.
الثاني: أن هذا الكتاب انفرد عن "سنن الدارقطني" المطبوع بالكلام على أكثر من مائتي راوٍ، وبعض هؤلاء الرواة لم أقف على كلام الدارقطني فيهم في شيء من كتبه الموجودة بأيدينا، وهذا مما يعطي هذا الكتاب أهمية كبيرة.
الثالث: أن هذا الكتاب بيّن أن كل ما في كتاب "تخريج الأحاديث الضعاف"(1) للحفاظ أبي محمَّد عبد الله بن يحيى بن أبي بكر يوسف الغساني من الكلام على الأحاديث والتجريح للرواة إنما هو من كلام الحافظ الدارقطني نفسه، وأن الغساني إنما انتقاه من كتاب "سنن الدارقطني" فقط، خلافًا لما قال محقق كتاب الغساني في مقدمته:(مع التنبيه إلى أن الحافظ الغساني في نقده وتخريجاته كثيرًا ما يشارك الحافظ الدارقطني كما يظهر هذا واضحًا عند المقارنة) واستفدنا أيضًا أن نسختي الحافظين الغساني وابن زريق (من سنن الدارقطني" تعودان إلى أصل واحد أو رواية واحدة من روايات السنن، وإن كان كل منهما تفرد عن الآخر بشيءٍ يسيرٍ، وقد نفعني الله بكتاب الغساني رحمه الله في تحقيق هذا الكتاب نفعًا كبيراً، فالحمد لله حمدًا
(1) كتب الغساني بخطه على طرة كتابه "الأحاديث الضعاف" وفي آخره كتب (آخر كتاب "الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" تخريج العبد الفقير إلى رحمة ربه عبد الله ابن يحيى بن أبي بكر بن يوسف الجزائري) كما في صور المخطوط التي وضعها المحقق في مقدمة الكتاب، وعلى هذا قاسم الكتاب الصحيح "الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني" بدون لفظ (تخريج) والتخريج هنا يعني الانتقاء، والله أعلم.
كثيراً طيبًا مباركًا فيه؛ كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
الرابع: أن هذا الكتاب هو المتبقي من مصنفات الحافظ ناصر الدين ابن زريق رحمه الله فيما أعلم، فلم يبق من مصنفاته الكبار -"ترتيب مسند الإِمام أحمد" و"ترتيب صحيح ابن حبان" و"ترتيب المعجم الأوسط للطبراني"- شيء نعلمه، فكان هذا الجزء أثر ينبئ عن جهود هذا الإِمام رحمه الله وعسى أن يعثر على شيء من مصنفاته فيما بعد.
الخامس: من فوائد هذا الكتاب أنه ينبه طلبة العلم إلى التحرى وعدم التسرع في نفي نقل من كتاب ما اعتمادًا على عدم وجوده في النسخة المطبوعة منه، ولا اعتمادًا على عدم وجوده في عدة نسخ، ما لم يعرف أي رواية اعتمد عليها الناقل من روايات هذا الكتاب، وعلى أي رواية طبع، وهذا باب واسع ينبغي معرفة روايات الكتب ونسخها التي يناقل منها الأئمة رحمهم الله فالرواة الذين لم نجد الكلام عليهم في "سنن الدارقطني" المطبوع لا يمكن نفي كلام الدارقطني فيهم؛ فمع وجودهم في هذا الكتاب -وكذا وجود أغلبهم في كتاب الغساني- فكثير منهم نقل الحفاظ عن الحافظ الدارقطني كلامه فيهم، بل صرح الحافظ الذهبي في مواضع بقوله:(قال الدارقطني في هوامش السنن) أو (في حواشي السنن) وكذا صرح الحافظ ابن حجر في مواضع، وقد ذكرت بعضه في التعليق على الكتاب.
السادس: من فوائد هذا الكتاب أيضًا أنه بيَّن بعض ما وقع من خلل في مواضع من "سنن الدارقطني" المطبوع.