الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقلت: نعم قال: فأخذ بيدي وقال غمض عينيك فغمضتهما فرجل إلى نحو سبع وعشرين خطوة. ثم قال لي: افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة والفضل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم. ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طي الأرض لنا وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا ثم قال: إن شئت تمضي معي وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج قال: فقلت: اذهب مع سيدي فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي غمض عينيك فغمضتهما فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي: افتح عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشي فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض.
وذكر الشعراوي عن الشيخ أمين الدين النجار إمام جامع الغمري ان الشيخ أخبره بدخول ابن عثمان مصر قبل أن يموت وأنه يدخلها في افتتاح سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة وأخبره أيضًا بأمور أخرى فكان الأمر كما قال: ومناقبه لا تحصر كثرة ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتدقيقها لكفى ذلك شاهدًا.
شعره:
وله شعر كثير جيده كثير ومتوسطه أكثر وغالبه من الفوائد العلمية والأحكام الشرعية فمما أجاد فيه:
فوض أحاديث الصفا
…
ت لا تشبه أو تعطل
وقال:
حدثنا شيخنا الكناني
…
عن أبيه صاحب الخطابه
أسرع أخا العِلم من ثلاث
…
الأكل والمشي والكتابة
وقال:
أيها السائل قومًا
…
قالهم في الخير مذهبْ
اتركِ الناسَ جميعًا
…
وإلى ربِّك فارْغب
وقال:
عابَ الِإملاه للحديث رجال
…
قد سعوا في الضلال سعيًا حثيثًا
إنما ينكر الأمالي قوم
…
لا يكادون يفقهون حديثًا
وقال:
لِمَ نرجى العفو من ربنا
…
وكيف لا نطمعُ في حِلمهِ
وفي الصحيحين أني أنه
…
بعده أرحم من أمهِ
توفي في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى في منزله بروضة المقياس بعد أن تمرض سبعة أيام بورمٍ شديد في ذراعه الأيسر عن إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يومًا ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة.
وقد اختصرنا ترجمة الِإمام مع كونه، كثير المناقب والفضائل فهو أشهر من أن أوسع القول فيه. وتصانيفه تعبر عنه، ناهيك ترجمته لنفسه وقد نقلها في كتابه حسن المحاضرة.
والمرجع التي تعرضت بالحديث عنه كثيرة منها الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي 4/ 65 - 70
وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي صاحب الترجمة بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة لنجم الدين الغزي 1/ 226 - 231.
شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 8/ 51 - 55.
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع للشوكاني 1/ 328 - 335.
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون 1/ 191، 220، 226، 230، 278، 421، 479، 2/ 47، 387، 465، 591، 624، 627.
وهدية العارفين للبغدادي 1/ 534، 544.
وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 2/ 143 - 158.
معجم المطبوعات العربية لسركيس.
وكشف الظنون لحاجي خليفة.
معجم المؤلفين 5/ 128.
وقد ذكر أسماء مؤلفاته في كتابه حسن المحاضرة، يمكنك الاطلاع عليها.
وأما كتابه الذي بين أيدينا فهو كتاب مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا.
وكتاب الشفا هذا هو للِإمام الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى القاضي اليحصبي المتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة أوله الحمد المتفرد باسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الأحمى الخ وهو أربعة أقسام، القسم الأول في تعظيم العلي الأعلى هذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا وفيه أربعة أبواب: الأول في ثنائه تعالى وفيه عشرة فصول، الثاني في تكميله تعالى له المحاسن خلقًا وخُلقًا وفيه سبعة وعشرون فصلًا، الثالث فيما ورد من صحيح الأخبار لعظم قدره عند ربه وفيه اثنا عشر فصلًا، الرابع فيما أظهره الله تعالى على يديه من الآيات والمعجزات وفيه ثلاثون فصلًا.
والقسم الثاني فيما يجب على الأنام من حقوقه عليه الصلاة والسلام وفيه أربعة أبواب: الأول في فرض الِإيمان به والطاعة وفيه خمسة فصول، الثاني في لزوم محبته ومناصحته وفيه ستة فصول، الثالث في تعظيم أمره ولزوم توقيره وفيه سبعة فصول، الرابع في حكم الصلاة عليه وفيه عشرة فصول.
والقسم الثالث فيما يستحيل في حقه وما يجوز وما يمتنع ويصح وهو سر الكتاب ولباب ثمرة هذه الأبواب وما قبله له كالقواعد والتمهيدات وفيه بابان: الأول فيما يختص بالأمور الدينية وفيه ستة عشر فصلًا، الثاني في أحواله الدنيوية وفيه تسعة فصول.
والقسم الرابع وجوه الأحكام على من تنقصه أو سبه وفيه بابان: الأول في بيان ما هو في حقه سب ونقص وفيه عشرة فصول، الثاني في حكم شانئه ومؤذيه وعقوبته وقال وختمناه بباب ثالث جعلناه تكملة لهذه المسئلة في حكم من سب الله سبحانه وتعالى ورسله وملائكته وكتبه وآل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وفيه خمسة فصول.
وهو كتاب عظيم النفع كثير الفائدة لم يؤلف مثله في الِإسلام شكر الله سبحانه وتعالى سعي مؤلفه وقابله برحمته وكرمه.
وقد اختصره الشيخ محمد بن أحمد الأسنوي الشافعي المتوفى سنة ثلاث وستين وسبعمائة وشرحه الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محلوف مخلوف الراشدي الحافظ.
وشرحه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي الشريف الحسني التلمساني سماه المنهل الأصفى في شرح ما تمس الحاجة إليه من ألفاظ الشفا في مجلدين وهو من أجود شروحه فرغ يوم الاثنين رابع عشر من صفر سنة سبع عشرة وتسعمائة. أوله: الحمد لله الذي جعل رتبة العلم أعلى المراتب الخ ذكر فيه أنه لما قرأه نظر فيما يستعين به عليه فلم يجد غير كتاب الحافظ عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يحيى الرموري (الزموري) فاقتطع منه ما تمس إليه الحاجة وترك ما فيه من طول عبارته وأضاف إليه كثيرًا من كلام الحافظ أبي عبد الله محمد بن حسن بن محلوف (مخلوف) الراشدي المعروف بايركان إذ وضع عليه ثلاثة شروح الأول كبيرة الغنية في مجلدين والتاني غنية الوسطى وإياه اعتمد وآخر أصغر منه جرمًا. قال ومرادي بالشارح حيث ذكرت الإِمام عبد الله بن أحمد الرموري الخ ومن كلام الشمني وابن مرزوق.
وشرحه الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الدلجي المتوفى سنة سبع وأربعين وتسعمائة سماه الاصطفا لبيان معاني الشفا أتمه في اثني عشر شوال سنة خمس وثلاثين وتسعمائة أوله: نحمدك يا من شرح صدورنا الخ.
وشرحه الشيخ الِإمام أبو الحسن علي بن محمد بن اقهرش (اقبرس) الشافعي المتوفى سنة اثنتين وستين وثمانمائة.
وشرحه أيضاً عمر العرضي في أربع مجلدات.
وأبو ذر أحمد بن إبراهيم الحلبي المتوفى سنة أريع وثمانين وثمانمائة ولم يتم.
ومن شروحه تلخيص الاكتفا في شرح ألفاظ الشفا للِإمام أبي المحاسن عبد الباقي اليماني.
وخرج جلال الدين السيوطي أحاديثه وسماه مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا وعليه حاشية للشيخ تقي الدين أبي العباس أحمد بن محمد الشمني المتوفى لسنة اثنتين وسبعين وثمانمائة سماها بمزيل الخفا عن ألفاظ الشفا أولها: أما بعد حمد الله على أفضاله الخ مختصر بالقول وهو تعليق لطيف في ضبط ألفاظ الشفا لخصه من صرح البرهان الحلبي وأتى بتتمات يسيرة فيها تحقيفات دقيقة ذكره السخاوي وأتمه في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثمانمائة والحافظ برهان الدين إبراهيم بن محمد الحلبي سبط ابن العجمي أوله: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الخ فرغ من تعليقه في شوال سنة سبع وتسعين وسبعمائة بحبل وهو مجلد.
وجمع تلميذه محمد بن خليل "بن أبي بكر أبو عبد الله الحلبي المعروف بالقباقبي المتوفى سنة تسع وأربعين وثمانمائة الحنفي شرحًا من شرحه وقال هذه فوائد التقطتها من تأليف شيخنا الحافظ برهان الدين الحلبي سبط ابن العجمي وسماه المقتفى في حل ألفاظ الشفا مع ما زدتها من زيادات مهمة وسميتها زبدة المقتفى في تحرير ألفاظ الشفا وفرغ من تبييضه ثالث جمادى الآخرة لسنة عشرة وثمانمائة.
وعلق الشيخ شهاب الدين أحمد بن حسين بن رسلان الرملي الشافعي المتوفى سنة أربع وأربعين وثمانمائة تعليقة جيدة أولها: الحمد لله رب العالمين.
وشرح بعض ألفاظه عماد الدين أبو الفدا إسماعيل بن إبراهيم بن جماعة الكناني القدسي المتوفى سنة إحدى وستين وثمانمائة.
ومن شروح الشفا شرح ممزوج للسيد قطب الدين عيسى الصفوي أوله أما بعد حمد الله على كمال جلاله الخ.
وشرحه الشيخ زين الدين بن الأشعاقي الحلبي ذكره الشهاب وهو من شركائه في الدرس.
وشرحه رضى الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن الحنبلي الحلبي وسماه موارد الصفا وموائد الشفا انتخبها من شروحها المعتبرة وقد أخبره قراءة وإجازة لباقيه أحد شراحه الستة قطب الدين عيسى ابن السيد صفي الدين محمد الأيجي واختصره محمد بن أحمد الأسنوي الصفوي أوله أما بعد حمد الله على كمال جلاله.
وشرحه كمال الدين محمد بن أبي شريف القدسي المتوفى سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.
شرحه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني المالكي المتوفى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وعليه تعليقه للشهاب أحمد بن حسين بن رسلان الرملي المتوفى سنة أربع وأربعين وثمانمائة ذكره الحنبلي أوله الحمد لله رب العالمين.
وللشيخ عبد الباقي القرشي اليماني حاشية على هذا الكتاب ذكرها ابن الحنبلي. ومختصر الشفا المسمى بالوفا لابن الأخيضر هو جلال الدين أحمد بن محمد الخجندي الحنفي وقطب الدين محمد بن محمد بن
الخيضري وضع كتابًا وسماه الصفا بتحرير الشفا المتوفى سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
ومن شروحه الاكتفاء في شرح ألفاظ الشفا للِإمام أبي المحاسن عبد الباقي اليماني وهو ابن عبد المجيد اللغوي المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ولبعض الأدباء في مدحه:
عوضت جنات عدن يا عياض
…
عن الشفاء الذي ألفته عوض
جمعت فيه أحاديثا مصححة
…
فهو الشفاء لمن في قلبه مرض.