الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: مفهوم الصلاة
الصلاة لغة:
الدعاء، قال الله تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1). أي ادع لهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصلِّ، وإن كان مفطرًا فليطعم)) (2). أي فليدع بالبركة والخير والمغفرة (3).
والصلاة من الله حسن الثناء، ومن الملائكة الدعاء، قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
(1) سورة التوبة، الآية:103.
(2)
أخرجه مسلم، كتاب النكاح، باب الأمر بإجابة الداعي إلى الدعوة، 2/ 1054، برقم 1431.
(3)
انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، باب الصاد مع اللام، 3/ 50، ولسان العرب لابن منظور، باب اللام، فصل الصاد، 14/ 464، والتعريفات للجرجاني، ص174، وانظر المغني لابن قدامة 3/ 5. وشرح العمدة لابن تيمية، 2/ 27 - 31.
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (1). قال أبو العالية: ((صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء)) (2). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ((يصلون: يُبَرِّكون)) (3).
وقيل: إن صلاة الله الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.
والصواب القول الأول (4). قال الله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمهْتَدُونَ} (5). أي عليهم ثناء من الله ورحمة (6)، فعطف الرحمة على الصلوات والعطف يقتضي المغايرة (7).
(1) سورة الأحزاب، الآية:56.
(2)
البخاري معلقًا مجزومًا به، قبل الحديث رقم 4797.
(3)
البخاري معلقًا مجزومًا به، قبل الحديث رقم 4797.
(4)
انظر: تفسر القرآن العظيم لابن كثير ص1076، والشرح الممتع لابن عثيمين
3/ 228 - 229.
(5)
سورة البقرة، الآية:157.
(6)
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ص135.
(7)
الشرح الممتع لابن عثيمين 3/ 228، وسمعت هذا المعنى من الإمام عبد العزيز ابن باز أثناء تقريره على الروض المربع 2/ 35.