الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يخشى من الزواج حتى لا يأتي امرأته في دبرها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لم أتزوج بعد، وأعلم أنه لا يجوز للزوج أن يأتي امرأته في دبرها، لكنني ولا أخفي عليكم دائماً، تغلبني شهواتي، وأحاول أن أتوب وأصلح، لكن أرجع في بعض الأحيان؟! وأخاف أنني إذا تزوجت أن آتي امرأتي في دبرها، ويغلبني الشيطان فما نصيحتكم لي؟
السؤال الثاني: هل يجوز لي أن آتيها في دبرها لكن من وراء الملابس؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
وطء الزوجة في دبرها محرم تحريما غليظا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه الترمذي (135) وابن ماجه (639) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وقوله: (ملعون من أتى امرأة في دبرها) رواه أحمد (9731) وأبو داود (2162) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.
راجع السؤال (1103) .
وأما إعراضك عن الزواج بسبب هذه المخاوف، فهو معالجة خطأ بخطأ آخر؛ فأعرض عن هذه الوساوس، واشتغل بما ينفعك في دينك ودنياك، وسل الله أن يطهر قلبك ويحصن فرجك، وبادر وعجل بالزواج فإنه خير دواء لك، واحذر غضب الله وسخطه وأليم عقابه، ولا تكن من الغافلين.
وأكثر من ذكر الله تعالى وطاعته، وغض بصرك عن الحرام، وجوارحك عن الآثام، لتذهب عنك هذه الخواطر الشيطانية، والأفكار الرديّة.
وأما إتيان امرأتك في دبرها، من وراء الملابس، فالواجب عليك تركه والحذر منه، ولا تكن كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم [رواه البخاري (25) ، مسلم (1599) ]
قال ابن رجب رحمه الله: (والله عز وجل حمى هذه المحرمات ومنع عباده من قربانها، وسماها حدوده، فقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) البقرة/187.
وهذا فيه بيان أنه حد لهم ما أحل لهم وما حرم عليهم، فلا يقربوا الحرام، ولا يتعدوا الحلال، ولذلك قال في آية أخرى:(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) البقرة/229.
وجعل من يرعى حول الحمى وقريباً منه جديراً بأن يدخل الحمى ويرتع فيه، فكذلك من تعدى الحلال، ووقع في الشبهات، فإنه قد قارب الحرام غاية المقاربة، فما أخلقه بأن يخالط الحرام المحض، ويقع فيه، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي التباعد عن المحرمات، وأن يجعل الإنسان بينه وبينها حاجزاً) . جامع العلوم والحكم 1/208.
عافانا الله وإياك من كل سوء، ورزقنا وإياك القناعة، وأغنانا بحلاله عن حرامه.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب